قال الشيخ محمد سالم بحيري:
مسألة إجزاء العيد عن الجمعة إذا اجتمعا في يوم واحد ... مسألة واسعة ، أدلتها متجاذبة ، والأمر فيها واسع .
• ومذهب السادة الشافعية : أن العيد لا يجزئ عن الجمعة* .
• ودليل المذهب : ما أخرجه البخاري من حديث أبي عبيد مولى ابن أزهر قال : «شهدتُ العيدَ مع عثمان بن عفان ، فكان ذلك يوم الجمعة ، فصلى قبل الخطبة ثم خطب ، فقال : يا أيها الناس ؛ إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان ، فمن أحبَّ أن ينتظر الجمعةَ من أهل العوالي فلينتظر ، ومن أحبَّ أن يرجعَ فقد أذنت له» .
• أما الأحاديث التي ظاهرها الإجزاء فضعيفة (على خلافٍ فيها) أو مؤولة .
• أما حديث أبي هريرة مرفوعًا : «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإنا مجمعون» ، فمُعَلٌ بالإرسال كما قاله الإمام أحمد والدارقطني ، فالصواب أنه من مرسل أبي صالح ، ووقع الحديث عند ابن ماجه من مسند ابن عباس ، وهو وهم كما نبه عليه ابن ماجه ، وصرح به الحافظ وغيره .
• وأما حديث زيد بن أرقم أنه سئل : «أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين؟» ، قال : «نعم ، صلى العيد من أول النهار ، ثم رخص في الجمعة» ، فضعيف ؛ فيه إياس بن أبي رملة ، وهو مجهول كما قال ابن المنذر وابن القطان ، وبه أعلّاَ الحديثَ.
• وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه : «اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى بالناس ، ثم قال : من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها ، ومن شاء أن يتخلف فليتخلف» ، فهو ضعيف ؛ فيه جبارة بن المغلس الحماني الكوفي ومندل بن علي العنزي الكوفي ، وقد ضعفهما جماهير النقاد ، وله طريق أخرى تالفة عند الطبراني في «الكبير» (12/435) ، وفيها سعيد بن راشد السماك ، وهو متروك ، وقد صرح بتضعيف الطريقين – بهذا الإعلال - ابنُ الملقن في «البدر» (5/103) .
• وأما أثر ابن الزبير رضي الله عنه أنه اجتمع عيدان على عهده ، فأخر الخروج حتى تعالى النهار ، ثم خرج فخطب فأطال الخطبة ، ثم نزل فصلى ، ولم يصلِّ للناس يومئذ الجمعة ، فذكر ذلك لابن عباس فقال : «أصاب السنة» ، وفي لفظ : «أصاب» ، وفي لفظ : «فعل ذلك عمر» ، وفي لفظ : «فبلغ ذلك ابن عمر فلم ينكره» ، فالأثر له طريقان ، طريق وهب بن كيسان وطريق عطاء ، وطريق وهب بن كيسان مضطربة ، وطريق عطاء الصواب فيها وقفها على ابن الزبير ، وليس فيها – على الصواب – لفظ : «أصاب السنة» ، والأثر ضعفه ابن عبد البر رحمه الله .
وفقكم الله ،
وكلَّ عام [وأنتم] بخير ...
______________
*أي : في حق أهل البلد ، أما أهل السواد فالمعتمد سقوط وجوبها عنهم .
مسألة إجزاء العيد عن الجمعة إذا اجتمعا في يوم واحد ... مسألة واسعة ، أدلتها متجاذبة ، والأمر فيها واسع .
• ومذهب السادة الشافعية : أن العيد لا يجزئ عن الجمعة* .
• ودليل المذهب : ما أخرجه البخاري من حديث أبي عبيد مولى ابن أزهر قال : «شهدتُ العيدَ مع عثمان بن عفان ، فكان ذلك يوم الجمعة ، فصلى قبل الخطبة ثم خطب ، فقال : يا أيها الناس ؛ إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان ، فمن أحبَّ أن ينتظر الجمعةَ من أهل العوالي فلينتظر ، ومن أحبَّ أن يرجعَ فقد أذنت له» .
• أما الأحاديث التي ظاهرها الإجزاء فضعيفة (على خلافٍ فيها) أو مؤولة .
• أما حديث أبي هريرة مرفوعًا : «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإنا مجمعون» ، فمُعَلٌ بالإرسال كما قاله الإمام أحمد والدارقطني ، فالصواب أنه من مرسل أبي صالح ، ووقع الحديث عند ابن ماجه من مسند ابن عباس ، وهو وهم كما نبه عليه ابن ماجه ، وصرح به الحافظ وغيره .
• وأما حديث زيد بن أرقم أنه سئل : «أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين؟» ، قال : «نعم ، صلى العيد من أول النهار ، ثم رخص في الجمعة» ، فضعيف ؛ فيه إياس بن أبي رملة ، وهو مجهول كما قال ابن المنذر وابن القطان ، وبه أعلّاَ الحديثَ.
• وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه : «اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى بالناس ، ثم قال : من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها ، ومن شاء أن يتخلف فليتخلف» ، فهو ضعيف ؛ فيه جبارة بن المغلس الحماني الكوفي ومندل بن علي العنزي الكوفي ، وقد ضعفهما جماهير النقاد ، وله طريق أخرى تالفة عند الطبراني في «الكبير» (12/435) ، وفيها سعيد بن راشد السماك ، وهو متروك ، وقد صرح بتضعيف الطريقين – بهذا الإعلال - ابنُ الملقن في «البدر» (5/103) .
• وأما أثر ابن الزبير رضي الله عنه أنه اجتمع عيدان على عهده ، فأخر الخروج حتى تعالى النهار ، ثم خرج فخطب فأطال الخطبة ، ثم نزل فصلى ، ولم يصلِّ للناس يومئذ الجمعة ، فذكر ذلك لابن عباس فقال : «أصاب السنة» ، وفي لفظ : «أصاب» ، وفي لفظ : «فعل ذلك عمر» ، وفي لفظ : «فبلغ ذلك ابن عمر فلم ينكره» ، فالأثر له طريقان ، طريق وهب بن كيسان وطريق عطاء ، وطريق وهب بن كيسان مضطربة ، وطريق عطاء الصواب فيها وقفها على ابن الزبير ، وليس فيها – على الصواب – لفظ : «أصاب السنة» ، والأثر ضعفه ابن عبد البر رحمه الله .
وفقكم الله ،
وكلَّ عام [وأنتم] بخير ...
______________
*أي : في حق أهل البلد ، أما أهل السواد فالمعتمد سقوط وجوبها عنهم .