3 - الصراع بين المدرستين النحويتين البصرية والكوفية..!!
مدخل لـ " نشأة النحو العربي ..."(*)
المقدمة :
تتذكرون - يا أعزائي - من الحلقة السابقة أنّ الطبقة الأولى الكوفية , وكان يتزعمها أبو جعفر الرؤاسي (ت 187 هـ / 803 م) في عهد الرشيد , ووضع كتابه (الفيصل) في النحو , وهو أول كتاب كوفي في هذا المجال , واستنبط قواعد (الصرف) , فسبق بهذا البصريين , لذلك يُعتبر الكوفيون أول من وضعوا هذا العلم , وللبصريين المحل الثاني , بعكس علم (النحو) , ورافق الرؤاسي عمه (الهراء) , توفي على الأغلب (190 هـ / 806 م) , ويذكر معهم (شيبان بن عبد الرحمن التميمي...ت 164 هـ / 780 م ) , لم تكن مدرسة الكوفة النحوية ناضجة , يُحسب لها أي حساب , بينما المدرسة البصرية كانت تعلو بطبقتها الثالثة , وبروموزها العباقرة كـ ( خليلها الفراهيدي ...ت 174 هـ / 790م) , ونترك الأستاذ أحمد أمين يلخص الأمر ,ويبدي رأيه , إذ يقول :" وقد نبت هذا البحث (النحو) في العراق , ونما في العراق , كما نشأ جمع اللغة وتدوينها في العراق , وكما نشأ الفقه ( بمعناه الخاص) في العراق , ولم يكن بالحجاز ولا غيره من الأمصار شيء يذكر من اللغة والنحو بجانب ما في العراق , وفي الحق بزّ سائر الأمصار في اختراع العلوم وتدوينها , وعلة ذلك أن سكان العراق بقايا أمم قديمة متحضرة , كان بها علم وتدوين " (69) , يجرنا هذا الحديث إلى بروز الطبقة الرابعة البصرية , والطبقة الثانية الكوفية , وتصراعهما, وتغلبت المدرسة الكوفية على قصور الخلفاء والوزراء والخاصة والعامة , لقربها من بغداد , وتبوَأ رجالها وزعماء قبائلها مركزاً مهماً في مراكز الدولة وقيادتها الإدارية والعسكرية , لأن كان للكوفة دور في الدعوة العباسية , وتحيطها قبائل عربية عريقة لوقوعها على حافة الصحراء , وخصوصاً بعد انتقام أبي جعفر المنصور من أبي مسلم الخراساني (137 هـ / 755 م) يالرغم من أنّ الكوفة علوية الهوى , إضافة إلى ظهور رجال متميّزين في حسن علاقاتهم مع الخلفاء والوزراء والمجتمع , ولعدم الإسهاب سوف نتكلم عن المفاصل الرئيسية والمهمة .
بعد وفاة الفراهيدي تزعم مدرسة البصرة:
(سيبويه البصري : ( ت على الأرجح 180 هـ / 796م) , وكان أعلم الناس بالنحو بعد الخليل , وهو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر , وسيبويه لقب لقب له ومعناه بالفارسية (رائحة التفاح) (70) , ولد في قرية من قرى شيراز يقال لها البيضاء (71) وله كتاب سماه الناس (قرآن النحو) (72) , ويعتبره (حتـّي) أول مصنف مدرسي منتظم في النحو يعتمده أبناءالعربية مرجعاً أخيراً في النحو , ويرتأي وفاته في سنة 793م (177 هـ ) (73) , وكان ينافس سيبويه في علم النحو أحد قرّاء القرآن السبعة الكسائي الكوفي كما يقول كارل بروكلمان (74) الذي ذهب إلى البصرة و " أخذ عن أبي عمرو ويونس وعيسى بن عمر علما كثيراً صحيحا" (75) , ويقال أنه بقي ملازماًلأبي عمرو بن العلاء نحو " سبع عشرة سنة " (76) , لذلك عظـّم لغات العرب وقايس على الشاذ منها , وهذا هو مذهبه , و مذهب الكوفيين من بعده , وله :
إنما النحو قياس يتبعْ*** وبه في كلّ أمر ً ينتفعْ (77)
ومن وجهة نظرنا أنّ النحو بدأ كعلم يُحسب له حساب في الكوفة منذ عهد الكسائي , ولو أن سيبويه ولو أن سيبويه كان أكثر منهجية ودقة وضوابط حيث وُهِب ملكة التصنيف والتنسيق لكن الكسائي كان أكثر نفوذاً لدى الخلفاء العباسيين , وبالتالي أكثر سلطة ومنزلة اجتماعية , أما كيف وصل الكسائي إلى قصور الخلفاء , فهذا ما يحدثنا به التاريخ قائلاً:
الكسائي الكوفي : " كان عند المهدي مؤدب يؤدب الرشيد , فدعاه المهدي يوماً وهو يستاك , فقال له : كيف تأمر من السواك ؟ فقال : استك يا أمير المؤمنين , فقال المهدي : إنا لله وإنا إليه راجعون , ثم قال : التمسوا لنا من هو أفهم من هذا الرجل , فقالوا : رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة قدم من البادية قريباً, فكتب بإرجاعه من الكوفة , فساعة دخل عليه قال : يا علي بن حمزة ..فقال : لبيك يا أمير المؤمنين , قال : كيف تأمر من السواك ؟ فقال سك فاك يا أمير المؤمنين , فقال : أحسنت وأصبت وأمر له بعشرة آلاف درهم " (78) , فأصبح الكسائي من يومه معلماً للرشيد , ومن ثم عهد إليه الرشيد تأديب ولده الأمين (79) , وتستمر سيادة الكوفة العملية قرن ونصف من الزمان على الحياة الاجتماعية و السياسية , أي من خلافة المهدي (158 - 169 هـ /775 - 785م) إلى أن تراجع شأن الكوفة وضعفت مكانتها العلمية في أوائل القرن الرابع الهجري كما ذهب ماسينيون (80) .
على كل حال , أخذ الكسائي يجالس الرشيد في مجالسه الخاصة , بل كان له المقام العلمي الأول , فأصبح الأصمعي , ومن هو الأصمعي ؟!!أبو عبد الملك (ت 213 هـ / 828 م من مشاهير لغوي العرب , تلميذ الفراهيدي وأبي عمرو بن العلاء وخلف الأحمر في البصرة , والذي عهد إليه الرشيد بتعليم ابنه الأمين , راوية العرب الأكبر , أقول هذا العملاق البصري أصبح يصمت أمام الكسائي الكوفي , ولا يجابهه إجلالاً له , أو خشية منه بالرغم من أنهما كانا ملازمين للرشيد يقيمان بإقامته , ويظعنان بظعنه , وأبو يوسف الكوفي (يعقوب بن إبراهيم)(ت 182 هـ /798 م) , وأول من دعي بقاضي القضاة تلميذ أبي حنيفة , ومن أكبر أصحابه ,أصبح أيضاً يخشى كسائينا الكوفي , ولا يتدخل في شؤونه , يحدثنا الزبيدي الأندلسي " دخل أبو يوسف على الرشيد , والكسائي عنده يمازحه , فقال له أبو يوسف: هذا الكوفي قد استفرعك , وغلب عليك , فقال : يا أبا يوسف ...إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليه قلبي , فأقبل الكسائي على أبي يوسف , قال : يا أبا يوسف ...هل لك في مسألة ؟ قال : نحو أو فقه ؟ قال : بل فقه , فضحك الرشيد حتى فحص برجله ثم قال : تـُلقي على أبي يوسف فقهاً !قال : نعم , قال : يا أبا يوسف ...ما تقول في رجل قال لأمرأته : أنت طالق إن دخلت الدار ؟ قال : إن دخلت الدار طلقت , قال أخطأت يا أبا يوسف , فضحك الرشيد , ثم قال : بين الصواب ؟ قال : إذا قال : " أن" فقد وجب الفعل ,وإذا قال " إن" فلم يجب , ولم يقع الطلاق , قال : فكان أبو يوسف بعدها لا يدع أن يأتي الكسائي " (81 ) .
فرض الكسائي والكوفيون من ورائه هيمنتهم على قصر الرشيد وقصور وزرائه , ويبلغ الصراع قمته في : (المسألة الزنبورية ) !!: القد حيكت بدهاء للإيقاع بسيبيويه من قبل الوزير يحيى بن خالد البرمكي بعد أن عرف الرشيد جلية الأمر , وعين لذلك يوماً في دار الرشيد , فلما حضرسيبويه أولاً , لم يسلم من مضايقة الفرّاء والأحمر تلميذي الكسائي فسألاه وخطآه في الإجابة , وأغلظا له في القول , فقال لهما : لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما . ولمّا جاء الكسائي , وغصّت الدار بالحضور على مشهد من يحيى وابنه جعفر , بدأ الكسائي الحديث , وقال لسيبويه : تسألني أو أسألك ؟ فقال سيبويه : سل أنت , فقال له :هل يقال كنت أظن أنّ العقرب أشُّد لسعة من الزنبور فإذا هو هي أو يقال مع ذلك فإذا هي إياها؟ فقال سيبويه : فإذا هو هي ولا يجوز النصب , فسأله عن أمثال ذلك نحو : خرجتُ فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ , فقال : كلـّه بالرفع , فقال الكسائي : العرب ترفع ذلك وتنصبه , واحتدم الخلاف بينهما طويلاً , فقال يحيى : قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما , فمن يحكم بينكما ؟ فقال الكسائي : هؤلاء العرب ببابك وفدت عليك من كل صقع , وقد قنع بهم أهل المصرين يحضرون ويسألون , فقال يحيى , فقال يحيى قد أنصفت , واستدعاهم , فتابعوا الكسائي , وقالوا بقوله , فأقبل الكسائي على سيبويه , وقال له : قد تسمع أيها الرجل ! فاستكان سيبويه عند ذلك وانقبض خاطره , فقال الكسائي ليحيى : أصلح الله الوزير , إنه قدم إليك راغباً فإن أردت أن لا ترده خائبا , فرق ّ له يحسى وجبر كسره , إذ أمر له بعشرة آلاف درهم , فخرج وصيّر وجهه إلى فارس فأقام هناك حتى مات ولم يعد إلى البصرة . (82).
التعقيب على الحادثة :
اللغة قوتها ونفوذها وأهميتها بقوة أبنائها ونفوذهم وأهميتهم على هذا الكوكب , ومن وراء الأبناء تقف الدولة وهيبتها وسطوتها واقتصادها , قرأت كيف حفل الخليفة والوزير وعلية القوم وعامتهم بلغتهم , بل بصغائر أمورها و دقائقها ,لذلك امتد نفوذها من أدنى الشرق إلى أقصى الغرب سابقاً , وتتوارثها الأجيال إلى يومنا هذا , وفرضت نفسها على هيئة الأمم المتحدة من بين ست لغات عالمية , لا ريب كان القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة تقف بقوة وراء هذا الاهتمام , ولكن في أيامنا هذه , أيام الشرذمة والتفرقة لابد أن يتقزم دورها بين الأمم الأخرى ... ثم ماذا من المصالح ؟!!
كلّ ٌ يريد أن يبرز ذاته والمصالح تريد أن تفرض نفسها , وهي فوق الجميع , سيبويه يجب أن يُدحر بـ (إياها) أو بـ (هي) , والكسائي يجب أن ينتصر , فحاشيته حاولت زعزعة ثقة سيبويه بنفسه , والمبادرة بيده , والسؤال يحتمل الوجهين على أضعف الإيمان , ووفود العرب مستعدة مسبقاً للشهادة , والحقيقة ليس الصراع بين الكسائي وسيبويه , وإنما بين الكوفيين والبصريين , وخلاصة القول الحق مع سيبويه والغلبة للكسائي حسب وجهة نظري, والقرآن الكريم خير شاهد ودليل : " فإذا هي بيضاءُ للناظرين " (83) , وقال أبو الحسن علي بن سليمان (الأخفش الصغير : " إن الجواب كما قال سيبويه وهو (فإذا هو هي ) أي فإذا هو مثلها , وهذا موضع الرفع وليس موضع النصب " (84) , وقال أبو العباس : "وإنما أدخل العماد في قوله (فإذا هو إياها ) لأن (فإذا ) مفاجأة , أي فوجدته ورأيته , و (وجدت ) و (رأيت) تنصب شيئين , ويكون معه خبر , فلذلك نصبت العرب " (85) .
والشيء بالشيء يذكر : يحيى بن المبارك العدوي البصري الملقب بـ (اليزيدي) نحو ( 102 - 202 هـ / 720 - 817م) نحوي لغوي مقرئ , قيل له اليزيدي , لأنه صحب يزيد بن منصور خال المهدي , وأدب أولاده , وأدب المأمون , أخذ علم العربية عن أبي عمرو بن العلاء والخليل , أقول حاول اليزيدي أن يثأر من الكسائي في مجلس الرشيد , لكن أنـّى له ذلك حتى إذا ثبتت الحجة على الكسائي فالحق معه , يقول العسكري : " اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فجرت بينهما مسائل كثيرة فقال له اليزيدي , آتجيز هذين البيتين ؟ :
ما رأينا خرباً نقـْ *** ـقـَر عنهُ البيض َ صقرُ
لا يكونُ العيرُمهراً*** لايكونُ المـــهرُ مهــرُ (86)
فقال الكسائي : يجوز على الإقواء , وحقـّه (لا يكون المهر مهراً ) , فقال له اليزيدي : فأنظر جيداً, فنظر ثم أعاد القول , فقال اليزيدي : لا يكون المهرُ مهرا محالفي الإعراب , والبيتان جيدان , وإنما أبتدأ فقال (المهرُ مهرُ) , وضرب بقلنسوته الأرض , وقال : أنا أبو محمد , فقال له يحيى بن خالد : خطأ الكسائي مع حسن أدبه أحبُّ إلينا من صوابك مع سوء أدبك , أتكتني قدّام أمير المؤمنين , وتكشف رأسك ؟ فقال :إن حلاوة الظفر , وعزّ الغلبة أذهبا عني التحفظ" (87)
يعني اليزيدي , والحق معه , في البيت الثاني (لا يكون ) الثانية ) تأكيد لفظي إلى (لا يكون ) الأولى , و( المهر مهرُ) جملة جديدة مبتدأ وخبر , والمفروض في الكتابة أن نفصل الجملتين بفاصلة , ولكن تضيع لذة المغزى , والمهر يجب أن يكون مهرا !, وإلا لا يستقيم المعنى , ولا أعرف كيف عبرت على الكسائي !, وكذلك ليس من حق الكسائي أن يطلق الخطأ في تصوره بـ الإقواء) , ويجب أن يعبر عنه بـ (الإصراف) حسب ما ذهب العروضيون , ومرّت على الاثنين بلا تعليق , وذكرنا هذا في الحلقة الثامنة من علم القوافي .
ولكن لماذا غفروا للكسائي خطأه ولم يغفروا لسيبويه اجتهاده ؟ وكما ذكرنا المهر لا يكون إلا مهرا , فالمهر مهر ,و (هو )يمكن أن تكون (هي) , بل هي (هي)على الأصح وفق اجتهادنا , واجتهاد معظم المتقدين , و (إياها) تقديرها ضعيف , غفر الرشيد للكسائي بأكثر من هذا , ولا يتسع المجال لذكرها في هذه الدراسة , فمدرسة الكوفة كانت مهيمنة لأمور سياسية , ولعل بعضها يعود أيضاً لأمور وجدانية , وهي كون الكسائي كان مؤدباً للرشيد , إضافة إلى أنّ الكسائي على ما يبدو لنا كان يتمتع بشخصية محببة , ويحسن التصرف بدهاء , ولذلك استطاع أنْ يكسب (الأخفش الأوسط) أبا الحسن سعيد بن مسعدة( ت 215 هـ ) تلميذ سيبويه , وكان أكبر منه , وصحب الخليل , ولكنه لم يناظر الكوفيين , وقف موقفا وسطاً منها , وأخذ يميل إليها في بعض توجهاته - وذكرنا ذلك بالتفصيل في عمق كتابنا - و جعله الكسائي مؤدباً لأولاده , وقال عنه (ثعلب ) الكوفي : " هو أوسع الناس علماً " , ولهذا يمكننا أن نحسبه أول من بذر بادرة المدرسة البغدادية التوافقية.
أطلنا المقام مع الكسائي لأنه يُعدُّ المؤسس الفعلي للمدرسة الكوفية النحوية , ولما مرض وأصابه الوضح (البرص) في وجهه وبدنه , كره الرشيد ملازمته أولاده , فأمره أن يرتاد لهم من ينوب عنه ممن يرتضي به , وخلف لنا من المؤلفات (القراءات)و (مختصر النحو) و ( ما تلحن فيه العوام) , ولأولاد الرشيد (الأحمر)....سأتركك حتى الحلقة الأولى ( دعبل بن علي الخزاعي ...الوجه الآخر للشعر العربي) وسأزيدك من بعد الحلقة الرابعة من مدخلنا لـ " نشأة النحو العربي ..." والله الموفق لكل خير , شكراً على تتابعكم وسعة صبركم !!
________________
(*) هذه الحلقات هي مدخل بتصرف جديد وإضافات مستجدة تلائم القارئ الكريم دون الخوض في العمق لكتابي " نشأة النحو العربي..." , وليس مدخلاً إليه !! نعتذر عن ذكر أرقام الصفحات .
(69) الأستاذ أحمد أمين : (ضحى الإسلام) ط 10 - دار الكتاب العربي - بيروت .
(70) (نزهة الألباء) : م . س .
(71) ( طبقات النحويين ...) : م . س .
(72) (مراتب النحويين ) :م . س .
(73) Hitt (P.K) : (Historyof the Arabs) Tenth Edition, 1970 - New York.
(74) Brokelman (Carl) : (History of theIslamic peoles) , 1950 - london
(75) (أخبار النحويين البصريين) : السيرافي - الحلبي - 1955- مصر.
(76) (الأقتراح في علم أصول النحو ) : السيوطي جلال الدين عبد الرحمن - القاهرة - 1976- الطبعة الأولى .
(77) (الطنطاوي ) : م . س .
(78) (نزهة الألباء ) : المعارف - 1959 - بغداد.
(79) Brockelmann - (History of Islamic Peoples)1950- London.
(80) Massignon , explication DUplan Dekfa)(Irak- 1935
( 81) (طبقات النحويين واللغويين) : (مصر 1954م) م . س .
(82) المصدر نفسه م . س. الطنطاوي :م. س .
(83) سورة الأعراف : الآية 108 .
(84)(طبقات النحويين واللغويين) :م . س .
(85) (مجالس العلماء) : الزجاجي - 1962- الكويت .
(86) الخرب : ذكر الحبارى , نقـّر :نقـّب البيض لخروج الفرخ .
(87) ( شرح ما يقع فيهالتصحيف والتحريف) : أبو أحمد الحسن العسكري , (مجالس العلماء ): الزبيدي أبو بكر - الخانجي - 1983 - مصر, (معجم الأدباء ) :ياقوت الحموي - دار صادر -بيروت , (وفيات الأعيان ) ::ابن خلكان : - دار صادر بيروت .
- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=172088#sthash.XL1f9RqZ.dpuf
مدخل لـ " نشأة النحو العربي ..."(*)
المقدمة :
تتذكرون - يا أعزائي - من الحلقة السابقة أنّ الطبقة الأولى الكوفية , وكان يتزعمها أبو جعفر الرؤاسي (ت 187 هـ / 803 م) في عهد الرشيد , ووضع كتابه (الفيصل) في النحو , وهو أول كتاب كوفي في هذا المجال , واستنبط قواعد (الصرف) , فسبق بهذا البصريين , لذلك يُعتبر الكوفيون أول من وضعوا هذا العلم , وللبصريين المحل الثاني , بعكس علم (النحو) , ورافق الرؤاسي عمه (الهراء) , توفي على الأغلب (190 هـ / 806 م) , ويذكر معهم (شيبان بن عبد الرحمن التميمي...ت 164 هـ / 780 م ) , لم تكن مدرسة الكوفة النحوية ناضجة , يُحسب لها أي حساب , بينما المدرسة البصرية كانت تعلو بطبقتها الثالثة , وبروموزها العباقرة كـ ( خليلها الفراهيدي ...ت 174 هـ / 790م) , ونترك الأستاذ أحمد أمين يلخص الأمر ,ويبدي رأيه , إذ يقول :" وقد نبت هذا البحث (النحو) في العراق , ونما في العراق , كما نشأ جمع اللغة وتدوينها في العراق , وكما نشأ الفقه ( بمعناه الخاص) في العراق , ولم يكن بالحجاز ولا غيره من الأمصار شيء يذكر من اللغة والنحو بجانب ما في العراق , وفي الحق بزّ سائر الأمصار في اختراع العلوم وتدوينها , وعلة ذلك أن سكان العراق بقايا أمم قديمة متحضرة , كان بها علم وتدوين " (69) , يجرنا هذا الحديث إلى بروز الطبقة الرابعة البصرية , والطبقة الثانية الكوفية , وتصراعهما, وتغلبت المدرسة الكوفية على قصور الخلفاء والوزراء والخاصة والعامة , لقربها من بغداد , وتبوَأ رجالها وزعماء قبائلها مركزاً مهماً في مراكز الدولة وقيادتها الإدارية والعسكرية , لأن كان للكوفة دور في الدعوة العباسية , وتحيطها قبائل عربية عريقة لوقوعها على حافة الصحراء , وخصوصاً بعد انتقام أبي جعفر المنصور من أبي مسلم الخراساني (137 هـ / 755 م) يالرغم من أنّ الكوفة علوية الهوى , إضافة إلى ظهور رجال متميّزين في حسن علاقاتهم مع الخلفاء والوزراء والمجتمع , ولعدم الإسهاب سوف نتكلم عن المفاصل الرئيسية والمهمة .
بعد وفاة الفراهيدي تزعم مدرسة البصرة:
(سيبويه البصري : ( ت على الأرجح 180 هـ / 796م) , وكان أعلم الناس بالنحو بعد الخليل , وهو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر , وسيبويه لقب لقب له ومعناه بالفارسية (رائحة التفاح) (70) , ولد في قرية من قرى شيراز يقال لها البيضاء (71) وله كتاب سماه الناس (قرآن النحو) (72) , ويعتبره (حتـّي) أول مصنف مدرسي منتظم في النحو يعتمده أبناءالعربية مرجعاً أخيراً في النحو , ويرتأي وفاته في سنة 793م (177 هـ ) (73) , وكان ينافس سيبويه في علم النحو أحد قرّاء القرآن السبعة الكسائي الكوفي كما يقول كارل بروكلمان (74) الذي ذهب إلى البصرة و " أخذ عن أبي عمرو ويونس وعيسى بن عمر علما كثيراً صحيحا" (75) , ويقال أنه بقي ملازماًلأبي عمرو بن العلاء نحو " سبع عشرة سنة " (76) , لذلك عظـّم لغات العرب وقايس على الشاذ منها , وهذا هو مذهبه , و مذهب الكوفيين من بعده , وله :
إنما النحو قياس يتبعْ*** وبه في كلّ أمر ً ينتفعْ (77)
ومن وجهة نظرنا أنّ النحو بدأ كعلم يُحسب له حساب في الكوفة منذ عهد الكسائي , ولو أن سيبويه ولو أن سيبويه كان أكثر منهجية ودقة وضوابط حيث وُهِب ملكة التصنيف والتنسيق لكن الكسائي كان أكثر نفوذاً لدى الخلفاء العباسيين , وبالتالي أكثر سلطة ومنزلة اجتماعية , أما كيف وصل الكسائي إلى قصور الخلفاء , فهذا ما يحدثنا به التاريخ قائلاً:
الكسائي الكوفي : " كان عند المهدي مؤدب يؤدب الرشيد , فدعاه المهدي يوماً وهو يستاك , فقال له : كيف تأمر من السواك ؟ فقال : استك يا أمير المؤمنين , فقال المهدي : إنا لله وإنا إليه راجعون , ثم قال : التمسوا لنا من هو أفهم من هذا الرجل , فقالوا : رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة قدم من البادية قريباً, فكتب بإرجاعه من الكوفة , فساعة دخل عليه قال : يا علي بن حمزة ..فقال : لبيك يا أمير المؤمنين , قال : كيف تأمر من السواك ؟ فقال سك فاك يا أمير المؤمنين , فقال : أحسنت وأصبت وأمر له بعشرة آلاف درهم " (78) , فأصبح الكسائي من يومه معلماً للرشيد , ومن ثم عهد إليه الرشيد تأديب ولده الأمين (79) , وتستمر سيادة الكوفة العملية قرن ونصف من الزمان على الحياة الاجتماعية و السياسية , أي من خلافة المهدي (158 - 169 هـ /775 - 785م) إلى أن تراجع شأن الكوفة وضعفت مكانتها العلمية في أوائل القرن الرابع الهجري كما ذهب ماسينيون (80) .
على كل حال , أخذ الكسائي يجالس الرشيد في مجالسه الخاصة , بل كان له المقام العلمي الأول , فأصبح الأصمعي , ومن هو الأصمعي ؟!!أبو عبد الملك (ت 213 هـ / 828 م من مشاهير لغوي العرب , تلميذ الفراهيدي وأبي عمرو بن العلاء وخلف الأحمر في البصرة , والذي عهد إليه الرشيد بتعليم ابنه الأمين , راوية العرب الأكبر , أقول هذا العملاق البصري أصبح يصمت أمام الكسائي الكوفي , ولا يجابهه إجلالاً له , أو خشية منه بالرغم من أنهما كانا ملازمين للرشيد يقيمان بإقامته , ويظعنان بظعنه , وأبو يوسف الكوفي (يعقوب بن إبراهيم)(ت 182 هـ /798 م) , وأول من دعي بقاضي القضاة تلميذ أبي حنيفة , ومن أكبر أصحابه ,أصبح أيضاً يخشى كسائينا الكوفي , ولا يتدخل في شؤونه , يحدثنا الزبيدي الأندلسي " دخل أبو يوسف على الرشيد , والكسائي عنده يمازحه , فقال له أبو يوسف: هذا الكوفي قد استفرعك , وغلب عليك , فقال : يا أبا يوسف ...إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليه قلبي , فأقبل الكسائي على أبي يوسف , قال : يا أبا يوسف ...هل لك في مسألة ؟ قال : نحو أو فقه ؟ قال : بل فقه , فضحك الرشيد حتى فحص برجله ثم قال : تـُلقي على أبي يوسف فقهاً !قال : نعم , قال : يا أبا يوسف ...ما تقول في رجل قال لأمرأته : أنت طالق إن دخلت الدار ؟ قال : إن دخلت الدار طلقت , قال أخطأت يا أبا يوسف , فضحك الرشيد , ثم قال : بين الصواب ؟ قال : إذا قال : " أن" فقد وجب الفعل ,وإذا قال " إن" فلم يجب , ولم يقع الطلاق , قال : فكان أبو يوسف بعدها لا يدع أن يأتي الكسائي " (81 ) .
فرض الكسائي والكوفيون من ورائه هيمنتهم على قصر الرشيد وقصور وزرائه , ويبلغ الصراع قمته في : (المسألة الزنبورية ) !!: القد حيكت بدهاء للإيقاع بسيبيويه من قبل الوزير يحيى بن خالد البرمكي بعد أن عرف الرشيد جلية الأمر , وعين لذلك يوماً في دار الرشيد , فلما حضرسيبويه أولاً , لم يسلم من مضايقة الفرّاء والأحمر تلميذي الكسائي فسألاه وخطآه في الإجابة , وأغلظا له في القول , فقال لهما : لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما . ولمّا جاء الكسائي , وغصّت الدار بالحضور على مشهد من يحيى وابنه جعفر , بدأ الكسائي الحديث , وقال لسيبويه : تسألني أو أسألك ؟ فقال سيبويه : سل أنت , فقال له :هل يقال كنت أظن أنّ العقرب أشُّد لسعة من الزنبور فإذا هو هي أو يقال مع ذلك فإذا هي إياها؟ فقال سيبويه : فإذا هو هي ولا يجوز النصب , فسأله عن أمثال ذلك نحو : خرجتُ فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ , فقال : كلـّه بالرفع , فقال الكسائي : العرب ترفع ذلك وتنصبه , واحتدم الخلاف بينهما طويلاً , فقال يحيى : قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما , فمن يحكم بينكما ؟ فقال الكسائي : هؤلاء العرب ببابك وفدت عليك من كل صقع , وقد قنع بهم أهل المصرين يحضرون ويسألون , فقال يحيى , فقال يحيى قد أنصفت , واستدعاهم , فتابعوا الكسائي , وقالوا بقوله , فأقبل الكسائي على سيبويه , وقال له : قد تسمع أيها الرجل ! فاستكان سيبويه عند ذلك وانقبض خاطره , فقال الكسائي ليحيى : أصلح الله الوزير , إنه قدم إليك راغباً فإن أردت أن لا ترده خائبا , فرق ّ له يحسى وجبر كسره , إذ أمر له بعشرة آلاف درهم , فخرج وصيّر وجهه إلى فارس فأقام هناك حتى مات ولم يعد إلى البصرة . (82).
التعقيب على الحادثة :
اللغة قوتها ونفوذها وأهميتها بقوة أبنائها ونفوذهم وأهميتهم على هذا الكوكب , ومن وراء الأبناء تقف الدولة وهيبتها وسطوتها واقتصادها , قرأت كيف حفل الخليفة والوزير وعلية القوم وعامتهم بلغتهم , بل بصغائر أمورها و دقائقها ,لذلك امتد نفوذها من أدنى الشرق إلى أقصى الغرب سابقاً , وتتوارثها الأجيال إلى يومنا هذا , وفرضت نفسها على هيئة الأمم المتحدة من بين ست لغات عالمية , لا ريب كان القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة تقف بقوة وراء هذا الاهتمام , ولكن في أيامنا هذه , أيام الشرذمة والتفرقة لابد أن يتقزم دورها بين الأمم الأخرى ... ثم ماذا من المصالح ؟!!
كلّ ٌ يريد أن يبرز ذاته والمصالح تريد أن تفرض نفسها , وهي فوق الجميع , سيبويه يجب أن يُدحر بـ (إياها) أو بـ (هي) , والكسائي يجب أن ينتصر , فحاشيته حاولت زعزعة ثقة سيبويه بنفسه , والمبادرة بيده , والسؤال يحتمل الوجهين على أضعف الإيمان , ووفود العرب مستعدة مسبقاً للشهادة , والحقيقة ليس الصراع بين الكسائي وسيبويه , وإنما بين الكوفيين والبصريين , وخلاصة القول الحق مع سيبويه والغلبة للكسائي حسب وجهة نظري, والقرآن الكريم خير شاهد ودليل : " فإذا هي بيضاءُ للناظرين " (83) , وقال أبو الحسن علي بن سليمان (الأخفش الصغير : " إن الجواب كما قال سيبويه وهو (فإذا هو هي ) أي فإذا هو مثلها , وهذا موضع الرفع وليس موضع النصب " (84) , وقال أبو العباس : "وإنما أدخل العماد في قوله (فإذا هو إياها ) لأن (فإذا ) مفاجأة , أي فوجدته ورأيته , و (وجدت ) و (رأيت) تنصب شيئين , ويكون معه خبر , فلذلك نصبت العرب " (85) .
والشيء بالشيء يذكر : يحيى بن المبارك العدوي البصري الملقب بـ (اليزيدي) نحو ( 102 - 202 هـ / 720 - 817م) نحوي لغوي مقرئ , قيل له اليزيدي , لأنه صحب يزيد بن منصور خال المهدي , وأدب أولاده , وأدب المأمون , أخذ علم العربية عن أبي عمرو بن العلاء والخليل , أقول حاول اليزيدي أن يثأر من الكسائي في مجلس الرشيد , لكن أنـّى له ذلك حتى إذا ثبتت الحجة على الكسائي فالحق معه , يقول العسكري : " اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فجرت بينهما مسائل كثيرة فقال له اليزيدي , آتجيز هذين البيتين ؟ :
ما رأينا خرباً نقـْ *** ـقـَر عنهُ البيض َ صقرُ
لا يكونُ العيرُمهراً*** لايكونُ المـــهرُ مهــرُ (86)
فقال الكسائي : يجوز على الإقواء , وحقـّه (لا يكون المهر مهراً ) , فقال له اليزيدي : فأنظر جيداً, فنظر ثم أعاد القول , فقال اليزيدي : لا يكون المهرُ مهرا محالفي الإعراب , والبيتان جيدان , وإنما أبتدأ فقال (المهرُ مهرُ) , وضرب بقلنسوته الأرض , وقال : أنا أبو محمد , فقال له يحيى بن خالد : خطأ الكسائي مع حسن أدبه أحبُّ إلينا من صوابك مع سوء أدبك , أتكتني قدّام أمير المؤمنين , وتكشف رأسك ؟ فقال :إن حلاوة الظفر , وعزّ الغلبة أذهبا عني التحفظ" (87)
يعني اليزيدي , والحق معه , في البيت الثاني (لا يكون ) الثانية ) تأكيد لفظي إلى (لا يكون ) الأولى , و( المهر مهرُ) جملة جديدة مبتدأ وخبر , والمفروض في الكتابة أن نفصل الجملتين بفاصلة , ولكن تضيع لذة المغزى , والمهر يجب أن يكون مهرا !, وإلا لا يستقيم المعنى , ولا أعرف كيف عبرت على الكسائي !, وكذلك ليس من حق الكسائي أن يطلق الخطأ في تصوره بـ الإقواء) , ويجب أن يعبر عنه بـ (الإصراف) حسب ما ذهب العروضيون , ومرّت على الاثنين بلا تعليق , وذكرنا هذا في الحلقة الثامنة من علم القوافي .
ولكن لماذا غفروا للكسائي خطأه ولم يغفروا لسيبويه اجتهاده ؟ وكما ذكرنا المهر لا يكون إلا مهرا , فالمهر مهر ,و (هو )يمكن أن تكون (هي) , بل هي (هي)على الأصح وفق اجتهادنا , واجتهاد معظم المتقدين , و (إياها) تقديرها ضعيف , غفر الرشيد للكسائي بأكثر من هذا , ولا يتسع المجال لذكرها في هذه الدراسة , فمدرسة الكوفة كانت مهيمنة لأمور سياسية , ولعل بعضها يعود أيضاً لأمور وجدانية , وهي كون الكسائي كان مؤدباً للرشيد , إضافة إلى أنّ الكسائي على ما يبدو لنا كان يتمتع بشخصية محببة , ويحسن التصرف بدهاء , ولذلك استطاع أنْ يكسب (الأخفش الأوسط) أبا الحسن سعيد بن مسعدة( ت 215 هـ ) تلميذ سيبويه , وكان أكبر منه , وصحب الخليل , ولكنه لم يناظر الكوفيين , وقف موقفا وسطاً منها , وأخذ يميل إليها في بعض توجهاته - وذكرنا ذلك بالتفصيل في عمق كتابنا - و جعله الكسائي مؤدباً لأولاده , وقال عنه (ثعلب ) الكوفي : " هو أوسع الناس علماً " , ولهذا يمكننا أن نحسبه أول من بذر بادرة المدرسة البغدادية التوافقية.
أطلنا المقام مع الكسائي لأنه يُعدُّ المؤسس الفعلي للمدرسة الكوفية النحوية , ولما مرض وأصابه الوضح (البرص) في وجهه وبدنه , كره الرشيد ملازمته أولاده , فأمره أن يرتاد لهم من ينوب عنه ممن يرتضي به , وخلف لنا من المؤلفات (القراءات)و (مختصر النحو) و ( ما تلحن فيه العوام) , ولأولاد الرشيد (الأحمر)....سأتركك حتى الحلقة الأولى ( دعبل بن علي الخزاعي ...الوجه الآخر للشعر العربي) وسأزيدك من بعد الحلقة الرابعة من مدخلنا لـ " نشأة النحو العربي ..." والله الموفق لكل خير , شكراً على تتابعكم وسعة صبركم !!
________________
(*) هذه الحلقات هي مدخل بتصرف جديد وإضافات مستجدة تلائم القارئ الكريم دون الخوض في العمق لكتابي " نشأة النحو العربي..." , وليس مدخلاً إليه !! نعتذر عن ذكر أرقام الصفحات .
(69) الأستاذ أحمد أمين : (ضحى الإسلام) ط 10 - دار الكتاب العربي - بيروت .
(70) (نزهة الألباء) : م . س .
(71) ( طبقات النحويين ...) : م . س .
(72) (مراتب النحويين ) :م . س .
(73) Hitt (P.K) : (Historyof the Arabs) Tenth Edition, 1970 - New York.
(74) Brokelman (Carl) : (History of theIslamic peoles) , 1950 - london
(75) (أخبار النحويين البصريين) : السيرافي - الحلبي - 1955- مصر.
(76) (الأقتراح في علم أصول النحو ) : السيوطي جلال الدين عبد الرحمن - القاهرة - 1976- الطبعة الأولى .
(77) (الطنطاوي ) : م . س .
(78) (نزهة الألباء ) : المعارف - 1959 - بغداد.
(79) Brockelmann - (History of Islamic Peoples)1950- London.
(80) Massignon , explication DUplan Dekfa)(Irak- 1935
( 81) (طبقات النحويين واللغويين) : (مصر 1954م) م . س .
(82) المصدر نفسه م . س. الطنطاوي :م. س .
(83) سورة الأعراف : الآية 108 .
(84)(طبقات النحويين واللغويين) :م . س .
(85) (مجالس العلماء) : الزجاجي - 1962- الكويت .
(86) الخرب : ذكر الحبارى , نقـّر :نقـّب البيض لخروج الفرخ .
(87) ( شرح ما يقع فيهالتصحيف والتحريف) : أبو أحمد الحسن العسكري , (مجالس العلماء ): الزبيدي أبو بكر - الخانجي - 1983 - مصر, (معجم الأدباء ) :ياقوت الحموي - دار صادر -بيروت , (وفيات الأعيان ) ::ابن خلكان : - دار صادر بيروت .
- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=172088#sthash.XL1f9RqZ.dpuf