ثروت البطاوي
12/02/2013 - 9:50am
8
largearticle16493166335.jpg
لا تستطيع الكلمات، وصف البؤس والفقر والمعاناة، التي يحياها المسلمون في دولة ملاوي، التي تقع جنوب شرق إفريقيا، في ظل ظروف بالغة القسوة، يواجهون فيها ثالوث التخلف؛ الجهل والفقر والمرض، والأخطر من ذلك طوفان التبشير والتنصير، الذي يحيط بهم من كل حدب والذي استطاع -مع الأسف- أن يحوّل ذلك البلد الإفريقي الحبيس، من دولة إسلامية إلى دولة مسيحية.
دخول الإسلام
تتعدد الروايات حول دخول الإسلام إلى ملاوي، فهناك من يؤكد أن الإسلام دخل إليها في القرن الثاني عشر ميلاديًّا، عبر إمبراطورية الزنوج المسلمين، وهناك رواية أخرى هيَ الأدق، تؤكد أنّ الإسلام انتشر بين قبائل ملاوي، في القرن السابع عشر والثامن عشر، من خلال التجار المسلمين، القادمين من تنزانيا، الذين استطاعوا عبر أخلاقهم وسماحتهم أن ينشروا الإسلام بين أبناء القبائل هناك.
حملات التبشير
جاءت حملات التبشير والتنصير إلى ملاوي في منتصف القرن التاسع عشر، وحاولت بذل جهود جبارة من أجل تنصير المسلمين، إلا أن جهودها لم تثمر عن شيء، وفشلت فشلاً ذريعًا، رغم الإغراءات المادية الكبيرة التي كانت تقدمها للمسلمين هناك، غير أنّ ملاوي سقطت تحت الاستعمار البريطاني عام 1891، الذي أعلن أنّ ملاوي -أو ما يسمي في ذلك الوقت نياسلاند- محميّة بريطانية، ومع فشل بعثات التبشير والتنصير في بدايتها، فرض الاستعمار التنصير عن طريق التعليم، وجعل الديانة المسيحية مادة إجبارية، وسيطر المبشرون والمنصرون على غالبية المدارس ومراكز التدريب والمعاهد في مختلف ملاوي، وأخذوا ينشرون الكنائس، ويوزعون الأموال، واستطاعوا عبر تلك الوسائل تحويل ملاوي من بلد يقطنها غالبية مسلمة تصل إلى 70 % من عدد السكان، إلى ما يقرب من 30 % فقط.
استقلال ملاوي
استطاعت ملاوي، أن تحصل على استقلالها عن بريطانيا، في منتصف الستينات من القرن الماضي، إلا أنها وقعت تحت نيران نظام ديكتاتوري عنصري، قمع الحريات وحقوق الشعب واضطهد المسلمين هناك، حتى اضطر العالم إلى عزلته، وفرض عقوبات دولية عليه، غير أن الأمور تغيّرت بعد ذلك، ووصل إلى حكم ملاوي أول رئيس مسلم.
مسلمو ملاوي
نتيجة لمعاناة المسلمين من اضطهاد الاستعمار الذي نهب ثروات البلاد، ومن حملات التبشير الضخمة التي احتكرت التعليم والمدارس هناك، عانى المسلمون من الفقر والجهل والأمية والبؤس الشديد، وتحول الكثير منهم تحت نيران الفقر والجهل وإغراءات المبشرين إلى المسيحية، كما انتشر بين المسلمين هناك زواج المسلمين من مسيحيات وزواج المسلمات من المسيحيين.
ورغم تلك الهجمة التبشيرية الشرسة، المستمرّة منذ أكثر من قرن ونصف، ضد الوجود الإسلامي في ملاوي، إلا أن أعداد المسلمين تصل إلى خمسة ملايين، وتصل إلى نسبة 30 إلى 40 % من سكان البلد، الذي يصل تعداده إلى 15 مليون نسمة.
تعليم المسلمين
نتيجة لإعطاء الحكومة في ملاوي، حق الإشراف على التعليم، للحملات التبشيرية والتنصيرية، التي سيطرت بالفعل على العملية التعليمية هناك، واستهدفت من خلالها فرض المسيحية على أبناء ملاوي، فقد حُرم معظم المسلمين من التعليم وعانى الأميّة والجهل، وقد أظهرت الإحصاءات في مجال التعليم حديثًا أن من بين خمسة آلاف طالب جامعي، هناك 65 طالبًا مسلمًا من بينهم طالبتان فقط، وقليل من الفتيات المسلمات، اللاتي يُكْمِلْن تعليمهن الابتدائي، ومن بين سبعين ألف مُعَلِّم ملاوي هناك سبعمائة مُعَلِّم مُسْلِمٍ، أي بنسبة 1%، ولا يوجد معهد إسلامي عالٍ في البلاد، لتخريج طلاب مسلمين للمناصب الوظيفية، أو لمواصلة دراساتهم خارج البلاد.
وقد كان التعليم قبل احتلال ملاوي باللغة العربية والسواحلية، ثم تحولت لغة التعليم إلى الإنجليزية، أو اللهجات المحلية بحروف لاتينية، وهكذا أخذت التحديات تبرز في مجال التعليم المهني، وأصبحت المدارس، التي أنشأها المسلمون في ملاوي بجهد ذاتي، لا تقوى على المنافسة، وانقطاع المسلمين عن التعليم، أدى إلى فقرهم وتخلفهم، وابتعادهم عن الثقافة الإسلامية، غير أن النهضة الإسلامية في ميادين التعليم، وبناء المساجد، برزت عندما هاجر إلى ملاوي، عدد من العمال المسلمين، من باكستان والهند، وأخذوا في تشييد المساجد والمدارس الإسلامية.
القبائل الوثنية
رغم الجهود المتواصِلَة، من الحملات التبشيرية والتنصيرية، لتشويه الإسلام، إلا أن الدعوة الإسلامية، تنتشر بين القبائل الوثنية، بشَكْلٍ واضح؛ بسبب بناء بعض المساجد، في المناطق المتفاوِتَة، كما أن النساء العاملات، في حقل الدعوة، قد حقَّقْنَ نتائج طيبة بين النساء الوثنيَّات.
الإيدز
لا تعاني ملاوي، ذلك البلد الإفريقي الحبيس، من الفقر والبؤس والمرض والجهل فحسب، وإنما ينتشر مَرَضَ الإيدز فيها بشكل مفجِع، فيُصاب كلَّ يوم في ملاوي بالإيدز، ما يقرب من 443 إنسان.
وطبقًا لتقرير العمل الإنساني، لعام 2007، الصادر عن اليونيسيف فإن نسبة السكان الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية في ملاوي يبلغ 14%، في حين يبلغ عدد الأطفال اليتامى مليون طفل، نصفهم تيتّموا بسبب الإيدز.
جهود الدعوة
تنبه المسلمون في ملاوي، إلى الجهود التبشيرية التي تستهدف وجودهم، وتلمَّس العالم العربي والإسلامي إلى بؤس ومعاناة المسلمين هناك.
وفي الآونة الأخيرة، تصدّت مجموعات إسلامية لنشر الإسلام في ملاوي، يتم تنفيذ جزء كبير من هذا من قِبَل وكالة المسلم الإفريقي، ومقرها في أنجولا.
ومولت الكويت ترجمة القرآن الكريم إلى لغة الشيشيوا، وهي واحدة من اللغات الرسمية في ملاوي.
وقد قامت لجنة مسلمي إفريقيا الكويتية بإنشاء 70 مسجدًا بملحقاتها، وأصلحت أكثر من 100 مسجد.
المساجد
يوجد على أرض ملاوي أكثر من 500 مسجد، تنتشر في قري ومدن المسلمين هناك، إلا أن معظم تلك المساجد متواضعة للغاية، ويخطب بها أئمة غير مؤهلين، وقد أُلحِق بتلك المساجد مدارس ابتدائية لتعليم أبناء المسلمين أصول دينهم.
الجمعيات الإسلامية
توجد عدة جمعيّات إسلامية تعمل على نشر الدعوة الإسلامية، والدفاع عن لواء الإسلام ومواجهة أنشطة التبشير والتنصير الشرسة.
ومن أبرز تلك الجمعيات جمعية مسلمي مالاوي، وقد تأسست هذه الجمعية في عام 1956م كمظلة رابطة بين المسلمين في مالاوي، فجميع الاتحادات والجمعيات المحلية الإسلامية تعمل تحت إشراف هذه الجمعية.
فقد قامت الجمعية منذ تأسيسها بالعمل على نشر الإسلام، وتعميق العقيدة السمحاء والثقافة الإسلامية في ربوع البلاد، وتوسيعها لدى العاملين في مجال الدعوة الإسلامية، وقد قامت ببناء المساجد، والمراكز الإسلامية، ودور الأيتام في جميع أنحاء البلاد، هذا بالإضافة إلى ما تقوم به الجمعية، من أعمال أخرى كالدورات التدريبية، لإعداد المعلمين والدعاة، وإقامة المؤتمرات.
تحديات المسلمين
كما سبق أن أوضحنا، فإن مسلمي ملاوي، يواجهون مخاطر كثيرة وعديدة، تستهدف في الأساس وجودهم، فالهدف الإستراتيجي، لحملات التنصير والتبشير، هو القضاء على الوجود الإسلامي في ملاوي، وتساعد الإمكانات المادية الهائلة، تلك البعثات التبشيرية، على تحقيق أهدافها، مستغلة حالة البؤس والفقر والجهل والمرض التي يحيا فيها المسلمون، وقلة الدعوة والكتب والمدارس والمعاهد الإسلامية، أدت إلى انقطاع كثير من مسلمي ملاوي عن دينهم.
متطلبات المسلمين
هناك جهود قوية، تقوم بها بعض الدول العربية والإسلامية لمساعدة المسلمين هناك، ومحاولة انتشالهم من الأوضاع البائسة التي يعيشونها، وتلك الجهود تحتاج إلى الدعم من أجل الضغط على حكومة ملاوي عبر المساعدات التي يتم تقديمها لتحسين أوضاع المسلمين هناك، إضافة إلى الاهتمام ببناء المساجد والمدارس والمعاهد الإسلامية، وتزويدها بالدعاة والمعلمين والكتب الإسلامية، مع استقبال أبناء مسلمي ملاوي للتعلم في الجامعات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي، وعلى رأسها الأزهر الشريف.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.
12/02/2013 - 9:50am
8
largearticle16493166335.jpg
لا تستطيع الكلمات، وصف البؤس والفقر والمعاناة، التي يحياها المسلمون في دولة ملاوي، التي تقع جنوب شرق إفريقيا، في ظل ظروف بالغة القسوة، يواجهون فيها ثالوث التخلف؛ الجهل والفقر والمرض، والأخطر من ذلك طوفان التبشير والتنصير، الذي يحيط بهم من كل حدب والذي استطاع -مع الأسف- أن يحوّل ذلك البلد الإفريقي الحبيس، من دولة إسلامية إلى دولة مسيحية.
دخول الإسلام
تتعدد الروايات حول دخول الإسلام إلى ملاوي، فهناك من يؤكد أن الإسلام دخل إليها في القرن الثاني عشر ميلاديًّا، عبر إمبراطورية الزنوج المسلمين، وهناك رواية أخرى هيَ الأدق، تؤكد أنّ الإسلام انتشر بين قبائل ملاوي، في القرن السابع عشر والثامن عشر، من خلال التجار المسلمين، القادمين من تنزانيا، الذين استطاعوا عبر أخلاقهم وسماحتهم أن ينشروا الإسلام بين أبناء القبائل هناك.
حملات التبشير
جاءت حملات التبشير والتنصير إلى ملاوي في منتصف القرن التاسع عشر، وحاولت بذل جهود جبارة من أجل تنصير المسلمين، إلا أن جهودها لم تثمر عن شيء، وفشلت فشلاً ذريعًا، رغم الإغراءات المادية الكبيرة التي كانت تقدمها للمسلمين هناك، غير أنّ ملاوي سقطت تحت الاستعمار البريطاني عام 1891، الذي أعلن أنّ ملاوي -أو ما يسمي في ذلك الوقت نياسلاند- محميّة بريطانية، ومع فشل بعثات التبشير والتنصير في بدايتها، فرض الاستعمار التنصير عن طريق التعليم، وجعل الديانة المسيحية مادة إجبارية، وسيطر المبشرون والمنصرون على غالبية المدارس ومراكز التدريب والمعاهد في مختلف ملاوي، وأخذوا ينشرون الكنائس، ويوزعون الأموال، واستطاعوا عبر تلك الوسائل تحويل ملاوي من بلد يقطنها غالبية مسلمة تصل إلى 70 % من عدد السكان، إلى ما يقرب من 30 % فقط.
استقلال ملاوي
استطاعت ملاوي، أن تحصل على استقلالها عن بريطانيا، في منتصف الستينات من القرن الماضي، إلا أنها وقعت تحت نيران نظام ديكتاتوري عنصري، قمع الحريات وحقوق الشعب واضطهد المسلمين هناك، حتى اضطر العالم إلى عزلته، وفرض عقوبات دولية عليه، غير أن الأمور تغيّرت بعد ذلك، ووصل إلى حكم ملاوي أول رئيس مسلم.
مسلمو ملاوي
نتيجة لمعاناة المسلمين من اضطهاد الاستعمار الذي نهب ثروات البلاد، ومن حملات التبشير الضخمة التي احتكرت التعليم والمدارس هناك، عانى المسلمون من الفقر والجهل والأمية والبؤس الشديد، وتحول الكثير منهم تحت نيران الفقر والجهل وإغراءات المبشرين إلى المسيحية، كما انتشر بين المسلمين هناك زواج المسلمين من مسيحيات وزواج المسلمات من المسيحيين.
ورغم تلك الهجمة التبشيرية الشرسة، المستمرّة منذ أكثر من قرن ونصف، ضد الوجود الإسلامي في ملاوي، إلا أن أعداد المسلمين تصل إلى خمسة ملايين، وتصل إلى نسبة 30 إلى 40 % من سكان البلد، الذي يصل تعداده إلى 15 مليون نسمة.
تعليم المسلمين
نتيجة لإعطاء الحكومة في ملاوي، حق الإشراف على التعليم، للحملات التبشيرية والتنصيرية، التي سيطرت بالفعل على العملية التعليمية هناك، واستهدفت من خلالها فرض المسيحية على أبناء ملاوي، فقد حُرم معظم المسلمين من التعليم وعانى الأميّة والجهل، وقد أظهرت الإحصاءات في مجال التعليم حديثًا أن من بين خمسة آلاف طالب جامعي، هناك 65 طالبًا مسلمًا من بينهم طالبتان فقط، وقليل من الفتيات المسلمات، اللاتي يُكْمِلْن تعليمهن الابتدائي، ومن بين سبعين ألف مُعَلِّم ملاوي هناك سبعمائة مُعَلِّم مُسْلِمٍ، أي بنسبة 1%، ولا يوجد معهد إسلامي عالٍ في البلاد، لتخريج طلاب مسلمين للمناصب الوظيفية، أو لمواصلة دراساتهم خارج البلاد.
وقد كان التعليم قبل احتلال ملاوي باللغة العربية والسواحلية، ثم تحولت لغة التعليم إلى الإنجليزية، أو اللهجات المحلية بحروف لاتينية، وهكذا أخذت التحديات تبرز في مجال التعليم المهني، وأصبحت المدارس، التي أنشأها المسلمون في ملاوي بجهد ذاتي، لا تقوى على المنافسة، وانقطاع المسلمين عن التعليم، أدى إلى فقرهم وتخلفهم، وابتعادهم عن الثقافة الإسلامية، غير أن النهضة الإسلامية في ميادين التعليم، وبناء المساجد، برزت عندما هاجر إلى ملاوي، عدد من العمال المسلمين، من باكستان والهند، وأخذوا في تشييد المساجد والمدارس الإسلامية.
القبائل الوثنية
رغم الجهود المتواصِلَة، من الحملات التبشيرية والتنصيرية، لتشويه الإسلام، إلا أن الدعوة الإسلامية، تنتشر بين القبائل الوثنية، بشَكْلٍ واضح؛ بسبب بناء بعض المساجد، في المناطق المتفاوِتَة، كما أن النساء العاملات، في حقل الدعوة، قد حقَّقْنَ نتائج طيبة بين النساء الوثنيَّات.
الإيدز
لا تعاني ملاوي، ذلك البلد الإفريقي الحبيس، من الفقر والبؤس والمرض والجهل فحسب، وإنما ينتشر مَرَضَ الإيدز فيها بشكل مفجِع، فيُصاب كلَّ يوم في ملاوي بالإيدز، ما يقرب من 443 إنسان.
وطبقًا لتقرير العمل الإنساني، لعام 2007، الصادر عن اليونيسيف فإن نسبة السكان الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية في ملاوي يبلغ 14%، في حين يبلغ عدد الأطفال اليتامى مليون طفل، نصفهم تيتّموا بسبب الإيدز.
جهود الدعوة
تنبه المسلمون في ملاوي، إلى الجهود التبشيرية التي تستهدف وجودهم، وتلمَّس العالم العربي والإسلامي إلى بؤس ومعاناة المسلمين هناك.
وفي الآونة الأخيرة، تصدّت مجموعات إسلامية لنشر الإسلام في ملاوي، يتم تنفيذ جزء كبير من هذا من قِبَل وكالة المسلم الإفريقي، ومقرها في أنجولا.
ومولت الكويت ترجمة القرآن الكريم إلى لغة الشيشيوا، وهي واحدة من اللغات الرسمية في ملاوي.
وقد قامت لجنة مسلمي إفريقيا الكويتية بإنشاء 70 مسجدًا بملحقاتها، وأصلحت أكثر من 100 مسجد.
المساجد
يوجد على أرض ملاوي أكثر من 500 مسجد، تنتشر في قري ومدن المسلمين هناك، إلا أن معظم تلك المساجد متواضعة للغاية، ويخطب بها أئمة غير مؤهلين، وقد أُلحِق بتلك المساجد مدارس ابتدائية لتعليم أبناء المسلمين أصول دينهم.
الجمعيات الإسلامية
توجد عدة جمعيّات إسلامية تعمل على نشر الدعوة الإسلامية، والدفاع عن لواء الإسلام ومواجهة أنشطة التبشير والتنصير الشرسة.
ومن أبرز تلك الجمعيات جمعية مسلمي مالاوي، وقد تأسست هذه الجمعية في عام 1956م كمظلة رابطة بين المسلمين في مالاوي، فجميع الاتحادات والجمعيات المحلية الإسلامية تعمل تحت إشراف هذه الجمعية.
فقد قامت الجمعية منذ تأسيسها بالعمل على نشر الإسلام، وتعميق العقيدة السمحاء والثقافة الإسلامية في ربوع البلاد، وتوسيعها لدى العاملين في مجال الدعوة الإسلامية، وقد قامت ببناء المساجد، والمراكز الإسلامية، ودور الأيتام في جميع أنحاء البلاد، هذا بالإضافة إلى ما تقوم به الجمعية، من أعمال أخرى كالدورات التدريبية، لإعداد المعلمين والدعاة، وإقامة المؤتمرات.
تحديات المسلمين
كما سبق أن أوضحنا، فإن مسلمي ملاوي، يواجهون مخاطر كثيرة وعديدة، تستهدف في الأساس وجودهم، فالهدف الإستراتيجي، لحملات التنصير والتبشير، هو القضاء على الوجود الإسلامي في ملاوي، وتساعد الإمكانات المادية الهائلة، تلك البعثات التبشيرية، على تحقيق أهدافها، مستغلة حالة البؤس والفقر والجهل والمرض التي يحيا فيها المسلمون، وقلة الدعوة والكتب والمدارس والمعاهد الإسلامية، أدت إلى انقطاع كثير من مسلمي ملاوي عن دينهم.
متطلبات المسلمين
هناك جهود قوية، تقوم بها بعض الدول العربية والإسلامية لمساعدة المسلمين هناك، ومحاولة انتشالهم من الأوضاع البائسة التي يعيشونها، وتلك الجهود تحتاج إلى الدعم من أجل الضغط على حكومة ملاوي عبر المساعدات التي يتم تقديمها لتحسين أوضاع المسلمين هناك، إضافة إلى الاهتمام ببناء المساجد والمدارس والمعاهد الإسلامية، وتزويدها بالدعاة والمعلمين والكتب الإسلامية، مع استقبال أبناء مسلمي ملاوي للتعلم في الجامعات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي، وعلى رأسها الأزهر الشريف.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.