ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    أمين الحسيني سياسي في مواجهة المناورة

    تاج العروبة (الفوهرر)
    تاج العروبة (الفوهرر)
    فيلسوف ثمار الأوراق
    فيلسوف ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 598
    العمر : 40
    الموقع : العراق
    العمل/الترفيه : خريج كليه الاداب - قسم الفلسفة
    المزاج : الارادة مفتاح النصر
    نقاط : 104
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أمين الحسيني سياسي في مواجهة المناورة Empty أمين الحسيني سياسي في مواجهة المناورة

    مُساهمة من طرف تاج العروبة (الفوهرر) السبت سبتمبر 20, 2008 7:42 pm

    أمين الحسيني سياسي في مواجهة المناورة

    - قضية شعب فلسطين ضحية مزمنة للخلافات العربية (3-3)
    - لماذا رفض عبد الكريم قاسم قدوم المفتي إلي بغداد ثم تراجع ودعاه لاحقاً

    الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين شخصية جذابة تتمتع بذكاء وقاّد وبصيرة نافذة وفكر شمولي جوال لا يستقر علي قرار وسيم الوجه ابيض البشرة ذو عينين زرقاوين يشع منهما بريق خاطف وقد نبتت حول ذقنه لحية قصيرة اضفت علي قوامه وزاده وقارا تجمعت فيه عناصر الزعامة فهو من أسرة كبيرة في فلسطين لها مقامها ونفوذها بين الشعب وهو شاب مثقف واسع الثقافة يتدفق حيوية ونشاطا وهو شجاع مقدام ومغامر يحب اقتحام الأهوال فهو بطبيعته وظروفه قومي متطرف يؤمن بالحرية ووحدة الأمة ومعارض قوي للاستعمار والاحتلال اليهودي لفلسطين إلي ابعد حدود البغض والكراهية ويري إن الاستيطان اليهودي في فلسطين وإنشاء دولة إسرائيل فيها بمساعدة الانكليز يهددان الأمة العربية بأشد الإخطار وأفدح النكبات
    في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 1941 قابل المفتي هتلر بحضور كل من روبنتروب وزير الخارجية الألمانية وجروبا سفير ألمانيا في العراق وذكر المفتي لهتلر إن البلاد العربية تثق في إن النصر سيكون حليفا لألمانيا وان الأماني العربية ستتحقق علي يديها ولهذا فالعرب علي استعداد للتعاون مع ألمانيا ليس فقط بإثارة المتاعب في وجه بريطانيا او بإعمال التخريب ولكن أيضا بتكوين فرق مسلحة والعرب لا يطالبون إلا باستقلالهم ووحدة فلسطين وسوريا وشرق الأردن والعراق. وطلب المفتي إصدار بيان بهذا المعني يقوي من عزيمة العرب ورد هتلر بان إصدار مثل ذلك البيان في تلك الظروف وخاصة بالنسبة لسوريا سيسبب المشاكل مع فرنسا وبان هدفه هو تحطيم دولة الشيوعية واليهودية وإخراج الانكليز من الشرق الادني وهو يقف في صراع عنيف ليكسب إقليم شمال القوقاز ومنه يستطيع التقدم نحو الانكليز واليهود في الشرق الادني وفي هذه الحالة يمكن إعطاء العرب التأكيد بان ساعة التحرير قد اتت. وأضاف هتلر: وعندما تشق ألمانيا طريقها الي إيران والعراق سيكون هذا هو بداية انهيار الإمبراطورية البريطانية وعندما تعبر الدبابات والطائرات جنوب القوقاز ستصدر ألمانيا البيان المطلوب للبلاد العربية.
    وفي شباط 1942 توجه المفتي والكيلاني الي روما واستقبل الكيلاني من قبل وزير خارجية ايطاليا الكونت شيانو ثم استقبله ملك ايطاليا وكذلك موسوليني في 15 و18 شباط (فبراير) وشرح الكيلاني موقفه الي موسوليني وأكد علي ضرورة إن يكون العراق مركز البلاد وان علي العراق إن يضم إليه الأقاليم العربية التي كانت تتبعه فيما مضي وبالذات الكويت وعربستان وان شط العرب ينبغي إن يصبح بالفعل شطا للعرب.
    وقد اختلف الزعيمان الكيلاني والمفتي حول القيادة والزعامة في المشرق العربي وكل منهما يدعي أحقيته بزعامة العرب وكان المفتي يدعي انه هو رئيس التنظيم السياسي الذي انضم إليه الكيلاني كعضو وزارد خلافهما شدة حول الكتيبة العربية التي شكلت بالقرب من أثينا. فيما يعتقد الكيلاني انه الزعيم العربي المؤهل لقيادة العرب في كفاحهم وتكوين دولتهم التي طالبوا بها هتلر بإصدار بيان للاعتراف بها.
    وحينما اندحرت دول المحور ألمانيا وايطاليا اضطر المفتي والكيلاني الي الهروب وتعرضا للمصاعب والأهوال حتي استقر بهما المقام في القاهرة.
    الخصومات والشقوق
    وبعد ان استقر المفتي في القاهرة كانت الحال غير الحال اذ نشا جيل فلسطيني جديد يتهم قيادته السابقة بالتقصير والاهمال والسطحية والانانية كما يتهم الانظمة العربية بالتهاون والتخاذل ولربما الخيانة لبعضها والجهل والامية للبعض الاخر من الحكام ويذكر كيف إن إن الخصومات والشكوك بين زعمائه والانظمة العربية اثرت علي قوات المجاهدين العرب خلال الحرب مع اسرائيل اذ رفض العراق تزويد السلاح لجماعة الجهاد المقدس اتباع المفتي وقدمت مصر السلاح للمجاهدين الذين يؤيدهم المفتي.
    وبعد ان برز عبد الناصر كزعيم عربي في مصر وصمم علي المضي قدما في قيادة حركة التحرر العربية فاخذ يدعو لعقد مؤتمرات قمة عربية ويناور لكسب تاييد بعض القوي العظمي فكانت صفقة السلاح مع جيكوسلوفاكيا علي اثر الغارة الاسرائيلية علي غزة يوم 28 كانون الثاني (يناير) 1955 وكان ردفعل الغرب وخاصة الولايات المتحدة عنيفا.
    هذه التطورات المتلاحقة السريعة والمتغيرات التي استجدت لم يتمكن المفتي من تفهمها وادراك عمق تاثيرها في المنطقة وانه لم يعد يستطيع ان يصبح قائدا ثوريا وان عليه ان يستريح ويريح ويكفيه ان يكون رمزا للنضال والجهاد والوطنية يستوحي الشباب سيرته وتضحياته ولكن المفتي ظل متشبثا بهيئته العربية التي اكل الدهر عليها وشرب ومتشبثا برئاستها ولم يتزحزح عن موقفه حتي يعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية واجماع الدول العربية علي الاعتراف بها فكان الحاج الحسيني يريد ان يكون وحده علي الاريكية ولا احد بجواره كما يقول امين هويدي وزير الحربية ورئيس المخابرات المصرية الاسبق ويضيف ان الحسيني يريد ان يكون هو كل شيء والباقون لاشيء. فقد غضب الحسيني ورحل عن القاهرة التي كان يعيش فيها معززا في شارع العروبة ولم يرجع وقيل انه هاجم عبد الناصر وقيل انه اتصل مع اخرين. لقد شعر المفتي الحسيني ان الرئيس عبد الناصر يختلف عن الزعماء العرب الذين عرفهم وكان يحركهم ويوجههم الوجهة التي يرضاها ويسيرهم وراءه علي الطريق الذي يختاره والتي ادت الي الفشل المتلاحق للقضية الفلسطينية.
    المفتي وثورة 14 تموز
    حينما قامت ثورة 14 تموز (يوليو) 1958 في العراق تطلع المفتي لزيارة العراق الذي كان يعرفه جيدا ويعرف خفاياه السياسية ودخائلها واغتنم فرصة زيارة عبد الله التل الضابط الاردني الذي اشترك في معركة القدس عام 1948 الي بغداد وحمله رسالة الي الزعيم عبد الكريم قاسم يطلب فيها حضوره الي العراق وحينما استلم قاسم الرسالة بحضور عبد السلام عارف الذي رحب بالزيارة وقال هذا المفتي هو المجاهد الاكبر الذي ضحي بنفسه وماله ولاقي الاهوال والصعاب في سبيل فلسطين والعرب وان من اولي واجباتنا ان نستقبله ونرحب به ونكرمه. فيما رفض قاسم ذلك بعنف وقال نحن لا نريد هذا الرجل ان يعود الي بلادنا ولا نريد مشاكله ان الزمن الذي كان يمسك فيه هذا الرجل بدفة سياسة العراق وسبب لنا احتلالا ثانيا وماسي وكوارث عانينا منها كثيرا قد ذهب وولي وان ضياع فلسطين وما حل بالعراق كان من جراء عناد هذا الرجل ورفضه لكل الحلول المعقولة والمقبولة.
    وحينما حضر الي بغداد فائق السامرائي سفير العراق لدي مصر ومعه رسالة اخري من المفتي الي عبد الكريم قاسم تضرب علي نفس وتر رسالته السابقة فاصر قاسم علي رايه بعدم عودة المفتي الي العراق. غير ان قاسم غير رايه بعد تازم العلاقات مع عبد الناصر وخاصة عقب فشل محاولة الشواف الانقلابية في اذار (مارس) 1959 فابدي حاجته الي المفتي وغيره من المشتغلين بالسياسة العربية ليستعين بهم في صراعه مع عبد الناصر فدعاه الي بغداد ولبي المفتي الدعوة وحضر الي بغداد ويتفق الاثنان علي التعاون علي بعض القضايا وخصص للمفتي بريدا سياسيا يصل اسبوعيا الي قاسم من بيروت ويتبرع قاسم بربع مليون دينار اي 750 الف دولار دفع نصفها ولم يدفع النصف الثاني بسبب قيام انقلاب 8 شباط (فبراير) 1963.
    وكان نجيب الصائغ سفير العراق في بيروت خلال حكم قاسم قد بعث برسالة الي العميد خليل ابراهيم حسين حول المفتي نشرت في الجزء الاول من سلسلة تموز يقول فيها (كان سماحة المفتي قد زارني في السفارة بعد وصوله الي بيروت من القاهرة في مايس او حزيران من عام 1959 واخبرني بانه كان قد تلقي خبر حصول الثورة العراقية في 14 تموز (يوليو) هو واعضاء الهيئة العربية العليا بسرور واغتباط عظيمين وان الهيئة اعتقدت بان هذه الثورة ستكون احدي الدعامات المهمة بين اقطار الامة العربية للعمل بجد واخلاص وتضحية من اجل فلسطين لذلك وجدت من واجبي السفر الي بغداد لتهنئة زعيم الثورة عبد الكريم قاسم فطلبت من سفير العراق في القاهرة السيد فائق السامرائي ان ينقل رغبتي هذه الي حكومته في بغداد وعند موافقتها اسافر مع وفد من الهيئة الي بغداد فدعوني بذلك ولما مضت مدة تقرب من الشهر دون ان استلم الجواب من السفير الذي زرته ثانية مستفسرا فاجابني بانه لم يتلق الجواب من الخارجية وسوف يؤكد الطلب ثانية الا اني لم استلم منه الجواب حتي مغادرتي القاهرة وقد علمت ان السامرائي لم يكتب الي بغداد بذلك استجابة لرغبة الرئيس عبد الناصر الذي اوحي اليه بعدم تمكننا من السفر الي بغداد. وقال ان اقامته في مصر كانت صعبة جدا اذ كنت مراقبا ومعقبا في جميع تصرفاتي وزياراتي وقد جمد نشاط الهيئة العربية العليا واصبحت اعتبر نفسي شبه سجين في القاهرة وسبب هذا التحول من قبل الرئيس عبد الناصر هو عدم استجابتي لرغباته في ضرورة اتباع الهيئة لسياسته مع الاقطار العربية علي ان تصادق الول العربية التي هي معه وتجافي وتقاطع الاقطار التي هي في خلاف معه ومنها الجمهورية العراقية وقد اوضحت للرئيس عبد الناصر ان الهيئة العربية العليا تعمل لقضية فلسطين وتعتمد علي مساعدات جميع الاقطار العربية لذلك لابد ان تكون علاقاتها مع هذه الاقطار الحسنة ولا دخل لها في الخلافات التي تحصل بين بعضها فلم يوافق الرئيس عبد الناصر علي ذلك وبدات المضايقات تلاحقنا كما ان نشاط الهيئة توقف تماما لذلك وجدت ان لا فائدة من بقائي في القاهرة اضافة الي الصعوبات المادية التي كنا نجابهها وفي اول فرصة سانحة تركت القاهرة وجئت الي بيروت لاتخذ منها محل اقامة الهيئة العربية العليا حيث مجال العمل متوفر.
    ويضيف الصائغ (بعد ذلك ابدي المفتي رغبته في زيارة قاسم لتهنئته بالثورة وتقديم الشكر لموقفه من العظيم من القضية الفلسطينية المتمثل بتصريحه الاخير حول تاسيس حكومة فلسطينية وتشكيل جيش فلسطيني يدرب ويجهز في العراق والاقطار العربية الاخري ليكون المنقذ لفلسطين. فوعدته باني سانقل رغبته هذه الي الحكومة. وبالفعل جاء الجواب مرحبا بزيارة المفتي ومن يرافقه من اعضاء الهيئة ومنهم اميل الغوري وسافر فعلا ومكث هناك حوالي عشرة ايام عاد بعدها واخبرني بانه اجتمع بالزعيم قاسم وبوزير الخارجية هاشم جواد عدة مرات حيث الترحيب والتكريم والدعم).
    كثير من المحاذير
    ويقول الصائغ( وردني كتاب الخارجية في شهر اب متضمنا بان الحكومة العراقية قررت تخصيص ربع مليون دينار للهيئة العربية العليا يصرف منه الان مائة وعشرين الف دينار لسماحة المفتي الحسيني فاستدعيت محاسب السفارة وقام بتحويل المبلغ الي الليرات اللبنانية وكانت 1062000 صرفت للمفتي عن طريق بنك الرافدين فاعترض المفتي وقال ان وزير الخارجية اخبرني بان استلم المبلغ نقدا لان كتابة الصك باسمي فيه كثير من المحاذير حيث اننا مراقبون ومعقبون من عملاء الجمهورية العربية المتحدة وحتما سيحصل لهم علم بموضوع الصك ويتخذون من ذلك ذريعة للطعن والتشهير بالهيئة وبالحكومة العراقية وعندئذ يتعذر علي الهيئة القيام بنشاطها ويقول السفير رفضت ان يكون الصك باسمي حتي لو قدمت استقالتي واخيرا كتب الصك باسم احد اعضاء الهيئة ويدعي خليل الطبري. وبعد استلام المفتي المبلغ كانت تاتينا من بغداد اسبوعيا رزمة مغلفة تحتوي رسائل ومطبوعات مختومة لم اطلع عليها ترسل بالبريد الديلوماسي وكنا نرسلها بدورنا للمفتي.
    ويستطرد الصائغ (ان المفتي كان ينتظر صرف القسط الثاني من المبلغ وذات يوم اتصل بي وقالوطلب مقابلة لامر مهم فجاء الي داري وقال علمت اليوم من بعض الفلسطينيين المنتسبين للهيئة العربية والذين اوعزنا اليهم ان يلتحقوا بالمنظمات الفلسطينية التي تدربهم العربية المتحدة ليقفوا علي التعليمات والتوجيهات التي يزودونهم بها ليطلعونا عليها واليوم اخبرني احد هؤلاء بان السلطات السورية ارسلت الي العراق عن طريق دير الزور ثمانية اشخاص فلسطينيين الي الموصل ومنها الي بغداد لغرض اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم بعد ان تم تدريبهم في سوريا مدة ثلاثة اشهر وحيث ان الموضوع خطير وان احتمال وصولهم الموصل قد تم قبل ثلاثة ايام ارجو ان تبرق للزعيم بذلك لكيما تتخذ الحكومة الاجراءات اللازمة للقبض علي هؤلاء المجرمين المتسللين فاجبته ياسماحة المفتي ان مجرد اخبار السلطات العراقية بهذا الموضوع الذي يعتبر حساس جدا لديها ستقوم باجراءات فورية يرافق ذلك حملة تفتيش علي اغلب دور الموصل وربما زج الكثير من الابرياء في التوقيف وغير ذلك من الاعمال الارهابية وخاصة وان الموصل حتي الان لم تداوي جراحاته من الماسي والمظلم التي حلت بها في الماضي. وبعد ذلك طلبت منه ان يحدث الملحق العسكري العراقي في السفارة العقيد غانم اسماعيل لان الموضوع من اختصاصه وبالفعل اجتمع به واستعرض معه القصة).

    حــــــــــسين الــــــــخزاعــــي (الــفــوهــرر) - الـــــعراق

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:36 am