كان وأخواتها في الألفية بشرح الشيخ عصام البشير حفظه الله.
143- ترفعُ كان المبتدا اسمًا، والخبرْ*** تنصِبُه، ككان سيدا ً عمر
ترفع (كان) المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها.
مثال:
كان عمرُ سيدًا:
(كان) فعل ماض ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر، مبني على الفتح الظاهر في آخره.
(عمر) اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
(سيدا) خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
144- ككان:ظلّ بات أضحى أصبحا ** أمسى وصار ليس؛ زال برِحا
145- فتئ وانفكّ؛ وهذي الأربعة*** لشبه نفيٍ أو لنفيٍ مُتْبَـعَـهْ
يمكن تقسيم أخوات (كان) إلى أقسام ثلاثة:
- أولها: ما يعمل عمل كان مطلقا، وهي: (ظلّ وبات وأضحى وأصبح وأمسى وصار وليس).
تقول: بات المجاهدُ متربصا، أصبح الطالبُ نشيطا، ليست الجنةُ سهلةَ المنال.
- والثاني ما لا يعمل هذا العمل إلا بشرط تقدم النفي أو شبهه عليه، وهي أربعة (زال وبرِح وفتئ وانفك).
تقول: لا يزال أهلُ البدع مختلفين – ما فتِئ العلمُ حليةً للفتى.
وقد يكون النفي مقدرا كما في قوله تعالى: (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف )، التقدير: لا تفتأ.
والمراد بشبه النفي:
- النهيُ كقولك: لا تزلْ مقبلا على طاعة الله.
- والدعاء كقولك: لا يزالُ قلبك عامرا بالتقوى.
146- ومثل ُكانَ دام مسبوقا ً بما***كأعط ما دمت مصيبا ً درهما ً
- القسم الثالث: (دام) ويشترط في عمله أن تسبقه (ما) المصدرية الظرفية.
مثال: أعطِ ما دمتَ مصيبا درهما: أي مدة دوامك مصيبا درهما.
وقال تعالى: (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمتُ حيا) أي مدة دوامي حيا.
147- وغير ماض ٍ مثلَه قد عَمِلا*** إنْ كانَ غيرُ الماضِ منهُ استُعملا
- أفعال القسم الأول كلها – ما عدا ليس – متصرفة، فكل ما يتصرف منها يعمل مثل عمل الماضي.
مثال عمل المضارع: (ويكون الرسولُ عليكم شهيدا).
ومثال عمل الأمر: (كونوا حجارةً أو حديدا)
ومثال عمل اسم الفاعل: (ما كل من يبدي البشاشة كائنا أخاك). اسم (كائنا) ضمير مستتر، وخبره (أخا) منصوب وعلامة نصبه الألف.
ومثال عمل المصدر: (كونُك طالبَ علم أمر محمودٌ)
- أفعال القسم الثاني يستعمل منه الماضي والمضارع:
مثال عمل المضارع: (ما يفتأ الجد مُوصلا للمطلوب).
148- وفي جميعِها توسّطَ الخبرْ*** أجِزْ، وكلّ ٌسبقَه دام حَظَر
يجوز – على الصحيح - في جميع هذه الأفعال توسط الخبر بين الفعل واسمه.
مثاله: قول الله سبحانه: (وكان حقا علينا نصر المومنين).
وقال السموأل:
سلي – إن جهلتِ – الناس عنا وعنهم *** فليسَ سواءً عالمٌ وجهولُ
وأجمع النحاة على أن خبر دام يمتنع تقديمه على (ما) المتصلة بها، فلا تقول مثلا في: (لا أتركُ الدعوة ما دام الجهلُ فاشيا): (لا أتركُ الدعوة فاشيا ما دام الجهل).
لكن يجوز تقديم الخبر على (دام) وحدها، فيتوسط بينها وبين (ما)، فتقول مثلا في الجملة السابقة: (لا أتركُ الدعوة ما فاشيا دام الجهلُ)
149- كذاك سبقُ خبرٍ ما النافيه*** فجِئْ بها متلوّة ًلا تاليه
150- ومنعُ سبق خبرٍ ليس اصطُفي
* أفعال الباب إذا تقدمت عليها (ما) النافية، لم يجز تقدم الخبر على (ما). وهذا يشمل حالتين:
- الأولى: ما كان النفي شرطا في العمل، وهي (ما زال) وأخواتها. فلا تقول: (مجتهدا ما زال الطالبُ).
- والثانية: ما لم يكن شرطا في العمل، مثل كان، وبات وغيرهما. فلا تقول: (ساهرا ما بات الطالبُ).
وخالف بعض النحويين في الجواز في كلتا الحالتين.
* أما في النفي بغير (ما)، فيجوز تقديم الخبر، ومثاله قول الراجز:
مَهْ عاذلي، فهائمًا لن أبرحا *** بمثلِ أو أحسنَ منْ شمسِ الضحى
فقدم الخبر على (لن).
* ويجوز على الصحيح تقديم الخبر على الفعل وحده، فتقول: (ما نائمًا بات المجاهدُ).
* اختلف النحويون في جواز تقدم خبر (ليس) عليها، ولم يرد في لغة العرب ما يشهد للجواز، فالأرجح المنعُ.
*** وذو تمامٍ ما برفع يكتفي
151- وما سواه ناقصٌ، والنقصُ في*** فتىء ليس زال دائما ًقُفي
تنقسم أفعال الباب إلى قسمين:
- الأول: أفعال تكون تامة وناقصة. وهي كل أفعال الباب إلا (فتئ وليس وزال).
فالتام منها ما اكتفى بمرفوع مثل سائر الأفعال، والناقص ما احتاج – مع المرفوع - إلى خبر منصوب.
مثال التام: قول الشاعر:
إذا كان الشتاءُ فأدفئوني *** فإن الشيخَ يُهرمه الشتاءُ.
والمعنى: (إذا وُجد الشتاء). ومثاله أيضا قوله تعالى: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة)، وقوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله).
ومثال الناقص: (أصبح الجو باردا)، فلو قلت: (أصبح الجو) لما تم المعنى.
- والثاني: أفعال لا تكون إلا ناقصة، وهي (فتئ وليس وزال).
تنبيه: المقصود بـ(زال) تلك التي مضارعها (يزال)، أما التي مضارعها (يزول) فهي تامة.
مثال التامة: (إذا زالت الشمس وجبت الصلاة) – (تجب الصلاة حين تزول الشمس)
ومثال الناقصة: (ما زال الجهاد قائما) – (ما يزال الجهاد قائما).
152- ولا يلي العاملَ معمولُ الخبرْ*** إلا إذا ظرفًا أتى أو حرفَ جرّ
المقصود بمعمول الخبر ما يعمل فيه الخبرُ، نحو: (كان زيدٌ آكلا الطعامَ)، فـ(الطعام) معمول للخبر (آكلا). والمقصود بالعامل في البيت: كان وأخواتها.
وهذا المعمول له حالتان:
- الأولى: (ألا يكون ظرفا ولا حرف جر)، وهنا ثلاثة صور:
• الصورة الأولى: أن يتقدم معمول الخبر وحده على الاسم، ويبقى الخبر مؤخرا على الاسم، فيكون الترتيب هكذا: /معمول الخبر/الاسم/الخبر. نحو: (كان الطعامَ زيدٌ آكلا). فهذه الصورة ممنوعة عند البصريين، وجائزة عند الكوفيين.
• الصورة الثانية: أن يتقدم المعمول والخبر كلاهما على الاسم، ويكون المعمول مقدما على الخبر، فيكون الترتيب هكذا: /معمول الخبر/الخبر/الاسم. نحو: (كان الطعامَ آكلا زيدٌ). فهذه الصورة يمنعها جمهور البصريين، ويجيزها الكوفيون.
• الصورة الثالثة: أن يتقدم الخبر والمعمول كلاهما على الاسم، ويكون الخبر مقدما على معموله، فيكون الترتيب هكذا: /الخبر/معمول الخبر/الاسم. نحو: (كان آكلا الطعامَ زيدٌ). فهذه الصورة جائزة اتفاقا.
- والثانية: (أن يكون ظرفا أو حرف جر)، فإنه يجوز أن يلي (كان وأخواتها) اتفاقا، نحو: (كان عندك زيد مقيما، بات في المسجد محمدٌ مصليا).
153- ومضمرَ الشانِ اسمًا انْوِ إن وقعْ *** مُوهمُ ما استبانَ أنّه امتنع
إذا قلنا بالمنع من أن يلي معمولُ الخبر كان وأخواتها – على التفصيل السابق – فإننا نحتاج إلى تأويل ما ورد في كلام العرب مخالفا لهذه القاعدة. فنُأوله على أن في (كان) ضميرا مستترا هو ضمير الشأن، وهو اسمها.
مثال: قال الفرزدق:
قنافذُ هدّاجون حول بيوتهم *** بما كان إياهُم عطيةُ عَوّدَا
فهذا البيت ورد على الترتيب التالي: /كان/معمول الخبر/اسم كان/الخبر، وقد سبق أن هذا ممتنع عند البصريين. فيكون تخريجه عندهم أن في كان ضميرا مستترا هو اسمها تقديره: (كان هو إياهم عطية عودا)، ويكون (عطية) مبتدأ، خبره جملة (عودا)، و(إياهم) معمول عود، والجملةُ من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر كان.
وعلى هذا قس غيره مما ورد.
154- وقد تُزادُ (كان) في حشوٍ كَما*** كان أصحَّ علمَ من تقدَّما
سيذكر الناظم في الأبيات التالية بعض الأحكام الخاصة بـ(كان).
وأولها أنها قد تكون زائدة، أي أن المعنى يكون تاما بدونها. نحو: (ما كان أصح علمَ من تقدمَ)، فلو حذفت من هذه الجملة لما نقص المعنى.
والغالب في هذه الحالة أنها تكون بصيغة الماضي، وتزاد بين الشيئين المتلازمين. وهي مقصورة على السماع، إلا في زيادتها بين (ما) وفعل التعجب، فالقياس جائز.
155- ويحذِفونها ويُبقون الخبرْ*** وبعدَ (إنْ) وَ(لوْ) كثيرًاً ذا اشتهرْ
والحكم الثاني: جواز حذفها مع اسمها وبقاء الخبر.
* وهذا كثير بعد (إن) و(لو).
مثاله بعد (إنْ):
قد قيل ما قيل إن صِدقًا وإن كذبا *** فما اعتذارُك من قولٍ إذا قيلا؟
تقدير الكلام: (إن كان المَقول صدقا، وإن كان المقولُ كذبا).
ومثاله بعذ (لو):
قول النبي عليه الصلاة والسلام: (بلغوا عني ولو آيةً). وتقديره: (ولو كان المبلغُ به آيةً).
* وقد يقع هذا الحذف شذوذا بعد غير (إن) و(لو)، نحو قولهم: (مِن لَدُ شَوْلا فإلى إِتْلائِها). تقدير الكلام: من لدُ (=لَدُنْ) كانتْ شَوْلا.
156- وبعدَ (أنْ) تعويضُ (ما) عنْها ارتُكِبْ *** كمِثْلِ (أمّا أنتَ برًّا فاقترِبْ)
والحكم الثالث: جواز حذف (كان) بعد (أن المصدرية)، ويعوض عنها بـ(ما)، ويبقى اسمها وخبرها.
مثاله: (أما أنت بَرا فاقترٍب).
أصلها:
- (اقترِب لِأَن كنتَ برا) فكون المخاطَب برا هي علةُ طلب اقترابه.
- ثم قدمت العلة على المعلول لإفادة الحصر: (لأن كنت برا اقترب).
- ثم حذفت اللام تخفيفا وزيدت الفاء تشبيها بجواب الشرط: (أن كنت برا فاقترب).
- ثم حذفت كان فانفصل ضميرها (أي صار ضميرا منفصلا): (أن أنت برا فاقترب).
- ثم زيدت ما تعويضا عن (كان) المحذوفة: (أن ما أنت برا فاقترب)
- وأدغمت الميم في النون: (أما أنت برا فاقترب).
فيكون الإعراب: (أما) عبارة عن (أن) المصدرية أدغمت فيها (ما) النائبة عن (كان) المحذوفة.
و(أنت) اسم كان المحذوفة، و(برا) خبرها.
157- ومِنْ مُضارع ٍ لِكانَ مُنْجزِمْ *** تُحذفُ نونٌ، وهْو حذفٌ مَا الْتُزِمْ
والحكم الرابع: جواز حذف النون من (مضارع كان المجزوم بالسكون)، فتقول: (لم يكُنْ) و(لم يكُ).
وفي الكتاب العزيز: (ولم أكُ بغيا) – (ولم يكُ من المشركين). وهذا الحذف لم تلتزمه العرب، لكنه كثير في كلامهم.
ولا يجوز هذا الحذف قبل الضمير المتصل اتفاقا، فلا تقول: (لم يكُه) في (لم يكُنْه).
ولا يجوز في المضارع المجزوم بغير السكون، مثل: (لم يكونوا).
ولا يجوز – عند الجمهور – عند ملاقاة ساكن، فلا تقول: (لم يكُ الطالبُ مُجِدا)، بل لا بد من إثبات النون: (لم يكنِ الطالب مجدا).
143- ترفعُ كان المبتدا اسمًا، والخبرْ*** تنصِبُه، ككان سيدا ً عمر
ترفع (كان) المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها.
مثال:
كان عمرُ سيدًا:
(كان) فعل ماض ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر، مبني على الفتح الظاهر في آخره.
(عمر) اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
(سيدا) خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
144- ككان:ظلّ بات أضحى أصبحا ** أمسى وصار ليس؛ زال برِحا
145- فتئ وانفكّ؛ وهذي الأربعة*** لشبه نفيٍ أو لنفيٍ مُتْبَـعَـهْ
يمكن تقسيم أخوات (كان) إلى أقسام ثلاثة:
- أولها: ما يعمل عمل كان مطلقا، وهي: (ظلّ وبات وأضحى وأصبح وأمسى وصار وليس).
تقول: بات المجاهدُ متربصا، أصبح الطالبُ نشيطا، ليست الجنةُ سهلةَ المنال.
- والثاني ما لا يعمل هذا العمل إلا بشرط تقدم النفي أو شبهه عليه، وهي أربعة (زال وبرِح وفتئ وانفك).
تقول: لا يزال أهلُ البدع مختلفين – ما فتِئ العلمُ حليةً للفتى.
وقد يكون النفي مقدرا كما في قوله تعالى: (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف )، التقدير: لا تفتأ.
والمراد بشبه النفي:
- النهيُ كقولك: لا تزلْ مقبلا على طاعة الله.
- والدعاء كقولك: لا يزالُ قلبك عامرا بالتقوى.
146- ومثل ُكانَ دام مسبوقا ً بما***كأعط ما دمت مصيبا ً درهما ً
- القسم الثالث: (دام) ويشترط في عمله أن تسبقه (ما) المصدرية الظرفية.
مثال: أعطِ ما دمتَ مصيبا درهما: أي مدة دوامك مصيبا درهما.
وقال تعالى: (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمتُ حيا) أي مدة دوامي حيا.
147- وغير ماض ٍ مثلَه قد عَمِلا*** إنْ كانَ غيرُ الماضِ منهُ استُعملا
- أفعال القسم الأول كلها – ما عدا ليس – متصرفة، فكل ما يتصرف منها يعمل مثل عمل الماضي.
مثال عمل المضارع: (ويكون الرسولُ عليكم شهيدا).
ومثال عمل الأمر: (كونوا حجارةً أو حديدا)
ومثال عمل اسم الفاعل: (ما كل من يبدي البشاشة كائنا أخاك). اسم (كائنا) ضمير مستتر، وخبره (أخا) منصوب وعلامة نصبه الألف.
ومثال عمل المصدر: (كونُك طالبَ علم أمر محمودٌ)
- أفعال القسم الثاني يستعمل منه الماضي والمضارع:
مثال عمل المضارع: (ما يفتأ الجد مُوصلا للمطلوب).
148- وفي جميعِها توسّطَ الخبرْ*** أجِزْ، وكلّ ٌسبقَه دام حَظَر
يجوز – على الصحيح - في جميع هذه الأفعال توسط الخبر بين الفعل واسمه.
مثاله: قول الله سبحانه: (وكان حقا علينا نصر المومنين).
وقال السموأل:
سلي – إن جهلتِ – الناس عنا وعنهم *** فليسَ سواءً عالمٌ وجهولُ
وأجمع النحاة على أن خبر دام يمتنع تقديمه على (ما) المتصلة بها، فلا تقول مثلا في: (لا أتركُ الدعوة ما دام الجهلُ فاشيا): (لا أتركُ الدعوة فاشيا ما دام الجهل).
لكن يجوز تقديم الخبر على (دام) وحدها، فيتوسط بينها وبين (ما)، فتقول مثلا في الجملة السابقة: (لا أتركُ الدعوة ما فاشيا دام الجهلُ)
149- كذاك سبقُ خبرٍ ما النافيه*** فجِئْ بها متلوّة ًلا تاليه
150- ومنعُ سبق خبرٍ ليس اصطُفي
* أفعال الباب إذا تقدمت عليها (ما) النافية، لم يجز تقدم الخبر على (ما). وهذا يشمل حالتين:
- الأولى: ما كان النفي شرطا في العمل، وهي (ما زال) وأخواتها. فلا تقول: (مجتهدا ما زال الطالبُ).
- والثانية: ما لم يكن شرطا في العمل، مثل كان، وبات وغيرهما. فلا تقول: (ساهرا ما بات الطالبُ).
وخالف بعض النحويين في الجواز في كلتا الحالتين.
* أما في النفي بغير (ما)، فيجوز تقديم الخبر، ومثاله قول الراجز:
مَهْ عاذلي، فهائمًا لن أبرحا *** بمثلِ أو أحسنَ منْ شمسِ الضحى
فقدم الخبر على (لن).
* ويجوز على الصحيح تقديم الخبر على الفعل وحده، فتقول: (ما نائمًا بات المجاهدُ).
* اختلف النحويون في جواز تقدم خبر (ليس) عليها، ولم يرد في لغة العرب ما يشهد للجواز، فالأرجح المنعُ.
*** وذو تمامٍ ما برفع يكتفي
151- وما سواه ناقصٌ، والنقصُ في*** فتىء ليس زال دائما ًقُفي
تنقسم أفعال الباب إلى قسمين:
- الأول: أفعال تكون تامة وناقصة. وهي كل أفعال الباب إلا (فتئ وليس وزال).
فالتام منها ما اكتفى بمرفوع مثل سائر الأفعال، والناقص ما احتاج – مع المرفوع - إلى خبر منصوب.
مثال التام: قول الشاعر:
إذا كان الشتاءُ فأدفئوني *** فإن الشيخَ يُهرمه الشتاءُ.
والمعنى: (إذا وُجد الشتاء). ومثاله أيضا قوله تعالى: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة)، وقوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله).
ومثال الناقص: (أصبح الجو باردا)، فلو قلت: (أصبح الجو) لما تم المعنى.
- والثاني: أفعال لا تكون إلا ناقصة، وهي (فتئ وليس وزال).
تنبيه: المقصود بـ(زال) تلك التي مضارعها (يزال)، أما التي مضارعها (يزول) فهي تامة.
مثال التامة: (إذا زالت الشمس وجبت الصلاة) – (تجب الصلاة حين تزول الشمس)
ومثال الناقصة: (ما زال الجهاد قائما) – (ما يزال الجهاد قائما).
152- ولا يلي العاملَ معمولُ الخبرْ*** إلا إذا ظرفًا أتى أو حرفَ جرّ
المقصود بمعمول الخبر ما يعمل فيه الخبرُ، نحو: (كان زيدٌ آكلا الطعامَ)، فـ(الطعام) معمول للخبر (آكلا). والمقصود بالعامل في البيت: كان وأخواتها.
وهذا المعمول له حالتان:
- الأولى: (ألا يكون ظرفا ولا حرف جر)، وهنا ثلاثة صور:
• الصورة الأولى: أن يتقدم معمول الخبر وحده على الاسم، ويبقى الخبر مؤخرا على الاسم، فيكون الترتيب هكذا: /معمول الخبر/الاسم/الخبر. نحو: (كان الطعامَ زيدٌ آكلا). فهذه الصورة ممنوعة عند البصريين، وجائزة عند الكوفيين.
• الصورة الثانية: أن يتقدم المعمول والخبر كلاهما على الاسم، ويكون المعمول مقدما على الخبر، فيكون الترتيب هكذا: /معمول الخبر/الخبر/الاسم. نحو: (كان الطعامَ آكلا زيدٌ). فهذه الصورة يمنعها جمهور البصريين، ويجيزها الكوفيون.
• الصورة الثالثة: أن يتقدم الخبر والمعمول كلاهما على الاسم، ويكون الخبر مقدما على معموله، فيكون الترتيب هكذا: /الخبر/معمول الخبر/الاسم. نحو: (كان آكلا الطعامَ زيدٌ). فهذه الصورة جائزة اتفاقا.
- والثانية: (أن يكون ظرفا أو حرف جر)، فإنه يجوز أن يلي (كان وأخواتها) اتفاقا، نحو: (كان عندك زيد مقيما، بات في المسجد محمدٌ مصليا).
153- ومضمرَ الشانِ اسمًا انْوِ إن وقعْ *** مُوهمُ ما استبانَ أنّه امتنع
إذا قلنا بالمنع من أن يلي معمولُ الخبر كان وأخواتها – على التفصيل السابق – فإننا نحتاج إلى تأويل ما ورد في كلام العرب مخالفا لهذه القاعدة. فنُأوله على أن في (كان) ضميرا مستترا هو ضمير الشأن، وهو اسمها.
مثال: قال الفرزدق:
قنافذُ هدّاجون حول بيوتهم *** بما كان إياهُم عطيةُ عَوّدَا
فهذا البيت ورد على الترتيب التالي: /كان/معمول الخبر/اسم كان/الخبر، وقد سبق أن هذا ممتنع عند البصريين. فيكون تخريجه عندهم أن في كان ضميرا مستترا هو اسمها تقديره: (كان هو إياهم عطية عودا)، ويكون (عطية) مبتدأ، خبره جملة (عودا)، و(إياهم) معمول عود، والجملةُ من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر كان.
وعلى هذا قس غيره مما ورد.
154- وقد تُزادُ (كان) في حشوٍ كَما*** كان أصحَّ علمَ من تقدَّما
سيذكر الناظم في الأبيات التالية بعض الأحكام الخاصة بـ(كان).
وأولها أنها قد تكون زائدة، أي أن المعنى يكون تاما بدونها. نحو: (ما كان أصح علمَ من تقدمَ)، فلو حذفت من هذه الجملة لما نقص المعنى.
والغالب في هذه الحالة أنها تكون بصيغة الماضي، وتزاد بين الشيئين المتلازمين. وهي مقصورة على السماع، إلا في زيادتها بين (ما) وفعل التعجب، فالقياس جائز.
155- ويحذِفونها ويُبقون الخبرْ*** وبعدَ (إنْ) وَ(لوْ) كثيرًاً ذا اشتهرْ
والحكم الثاني: جواز حذفها مع اسمها وبقاء الخبر.
* وهذا كثير بعد (إن) و(لو).
مثاله بعد (إنْ):
قد قيل ما قيل إن صِدقًا وإن كذبا *** فما اعتذارُك من قولٍ إذا قيلا؟
تقدير الكلام: (إن كان المَقول صدقا، وإن كان المقولُ كذبا).
ومثاله بعذ (لو):
قول النبي عليه الصلاة والسلام: (بلغوا عني ولو آيةً). وتقديره: (ولو كان المبلغُ به آيةً).
* وقد يقع هذا الحذف شذوذا بعد غير (إن) و(لو)، نحو قولهم: (مِن لَدُ شَوْلا فإلى إِتْلائِها). تقدير الكلام: من لدُ (=لَدُنْ) كانتْ شَوْلا.
156- وبعدَ (أنْ) تعويضُ (ما) عنْها ارتُكِبْ *** كمِثْلِ (أمّا أنتَ برًّا فاقترِبْ)
والحكم الثالث: جواز حذف (كان) بعد (أن المصدرية)، ويعوض عنها بـ(ما)، ويبقى اسمها وخبرها.
مثاله: (أما أنت بَرا فاقترٍب).
أصلها:
- (اقترِب لِأَن كنتَ برا) فكون المخاطَب برا هي علةُ طلب اقترابه.
- ثم قدمت العلة على المعلول لإفادة الحصر: (لأن كنت برا اقترب).
- ثم حذفت اللام تخفيفا وزيدت الفاء تشبيها بجواب الشرط: (أن كنت برا فاقترب).
- ثم حذفت كان فانفصل ضميرها (أي صار ضميرا منفصلا): (أن أنت برا فاقترب).
- ثم زيدت ما تعويضا عن (كان) المحذوفة: (أن ما أنت برا فاقترب)
- وأدغمت الميم في النون: (أما أنت برا فاقترب).
فيكون الإعراب: (أما) عبارة عن (أن) المصدرية أدغمت فيها (ما) النائبة عن (كان) المحذوفة.
و(أنت) اسم كان المحذوفة، و(برا) خبرها.
157- ومِنْ مُضارع ٍ لِكانَ مُنْجزِمْ *** تُحذفُ نونٌ، وهْو حذفٌ مَا الْتُزِمْ
والحكم الرابع: جواز حذف النون من (مضارع كان المجزوم بالسكون)، فتقول: (لم يكُنْ) و(لم يكُ).
وفي الكتاب العزيز: (ولم أكُ بغيا) – (ولم يكُ من المشركين). وهذا الحذف لم تلتزمه العرب، لكنه كثير في كلامهم.
ولا يجوز هذا الحذف قبل الضمير المتصل اتفاقا، فلا تقول: (لم يكُه) في (لم يكُنْه).
ولا يجوز في المضارع المجزوم بغير السكون، مثل: (لم يكونوا).
ولا يجوز – عند الجمهور – عند ملاقاة ساكن، فلا تقول: (لم يكُ الطالبُ مُجِدا)، بل لا بد من إثبات النون: (لم يكنِ الطالب مجدا).