ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    معلقة النابغة الذبياني

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    معلقة النابغة الذبياني Empty معلقة النابغة الذبياني

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أكتوبر 11, 2014 9:58 pm

    المعلقة

    يَـا دَارَ مَيَّـةَ بالعَليْـاءِ ، فالسَّـنَـدِ
    أَقْوَتْ ، وطَالَ عَلَيهَـا سَالِـفُ الأَبَـدِ
    وقَفـتُ فِيهَـا أُصَيـلانـاً أُسائِلُـهـا
    عَيَّتْ جَوَاباً ، ومَا بالرَّبعِ مِـنْ أَحَـدِ
    إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْيــاً مَــا أُبَيِّنُـهَـا
    والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومـةِ الجَلَـدِ
    رَدَّتْ عَلـيَـهِ أقَاصِـيـهِ ، ولـبّـدَهُ
    ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَـاةِ فِـي الثَّـأَدِ
    خَلَّـتْ سَبِيـلَ أَتِـيٍّ كَـانَ يَحْبِسُـهُ
    ورفَّعَتْهُ إلـى السَّجْفَيـنِ ، فالنَّضَـدِ
    أمْسَتْ خَلاءً ، وأَمسَى أَهلُهَا احْتَمَلُوا
    أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَـى عَلَـى لُبَـدِ
    فَعَدِّ عَمَّا تَـرَى ، إِذْ لاَ ارتِجَـاعَ لَـهُ
    وانْـمِ القُتُـودَ عَلَـى عَيْرانَـةٍ أُجُـدِ
    مَقذوفَةٍ بِدَخِيـسِ النَّحـضِ ، بَازِلُهَـا
    لَهُ صَريفٌ ، صَريفُ القَعْـوِ بالمَسَـدِ
    كَأَنَّ رَحْلِي ، وَقَـدْ زَالَ النَّهَـارُ بِنَـا
    يَومَ الجليلِ ، عَلَـى مُستأنِـسٍ وحِـدِ
    مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ ، مَوْشِـيٍّ أَكَارِعُـهُ
    طَاوي المَصِيرِ ، كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ
    سَرتْ عَلَيهِ ، مِنَ الجَوزَاءِ ، سَارِيَـةٌ
    تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيـهِ جَامِـدَ البَـرَدِ
    فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ ، فَبَاتَ لَـهُ
    طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ
    فبَثّهُـنَّ عَلَـيـهِ ، واستَـمَـرَّ بِــهِ
    صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَاتٌ مِـنَ الحَـرَدِ
    وكَانَ ضُمْرانُ مِنـهُ حَيـثُ يُوزِعُـهُ
    طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَـرِ النَّجُـدِ
    شَكَّ الفَريصـةَ بالمِـدْرَى ، فَأنفَذَهَـا
    طَعْنَ المُبَيطِرِ ، إِذْ يَشفِي مِنَ العَضَـدِ
    كَأَنَّه ، خَارجَا مِـنْ جَنـبِ صَفْحَتِـهِ
    سَفّـودُ شَـرْبٍ نَسُـوهُ عِنـدَ مُفْتَـأَدِ
    فَظَلّ يَعْجُمُ أَعلَى الـرَّوْقِ ، مُنقبضـاً
    فِي حالِكِ اللّونِ صَدْقٍ ، غَيرِ ذِي أَوَدِ
    لَمَّا رَأَى واشِـقٌ إِقعَـاصَ صَاحِبِـهِ
    وَلاَ سَبِيـلَ إلـى عَقْـلٍ ، وَلاَ قَـوَدِ
    قَالَتْ لَهُ النَّفسُ : إنِّي لاَ أَرَى طَمَعـاً
    وإنَّ مَولاكَ لَمْ يَسلَـمْ ، ولَـمْ يَصِـدِ
    فَتِلكَ تُبْلِغُنِي النُّعمَانَ ، إنَّ لـهُ فَضـلاً
    عَلَى النَّاس فِي الأَدنَى ، وفِي البَعَـدِ
    وَلاَ أَرَى فَاعِلاً ، فِي النَّاسِ ، يُشبِهُـهُ
    وَلاَ أُحَاشِي ، مِنَ الأَقوَامِ ، مِنْ أحَـدِ
    إلاَّ سُليمَـانَ ، إِذْ قَـالَ الإلـهُ لَــهُ
    قُمْ فِي البَرِيَّة ، فَاحْدُدْهَا عَـنِ الفَنَـدِ
    وخيّسِ الجِنّ ! إنِّي قَـدْ أَذِنْـتُ لَهـمْ
    يَبْنُـونَ تَدْمُـرَ بالصُّفّـاحِ والعَـمَـدِ
    فَمَـن أَطَاعَـكَ ، فانْفَعْـهُ بِطَاعَـتِـهِ
    كَمَا أَطَاعَكَ ، وادلُلْـهُ عَلَـى الرَّشَـدِ
    وَمَـنْ عَصَـاكَ ، فَعَاقِبْـهُ مُعَاقَـبَـةً
    تَنهَى الظَّلومَ ، وَلاَ تَقعُدْ عَلَى ضَمَـدِ
    إلاَّ لِمثْلـكَ ، أَوْ مَـنْ أَنـتَ سَابِقُـهُ
    سَبْقَ الجَوَادِ ، إِذَا استَولَى عَلَى الأَمَدِ
    أَعطَـى لِفَارِهَـةٍ ، حُلـوٍ تَوابِعُـهَـا
    مِنَ المَواهِبِ لاَ تُعْطَـى عَلَـى نَكَـدِ
    الوَاهِـبُ المَائَـةِ المَعْكَـاءِ ، زَيَّنَهَـا
    سَعدَانُ تُوضِحَ فِـي أَوبَارِهَـا اللِّبَـدِ
    والأُدمَ قَـدْ خُيِّسَـتْ فُتـلاً مَرافِقُهَـا
    مَشْـدُودَةً بِرِحَـالِ الحِيـرةِ الجُـدُدِ
    والرَّاكِضاتِ ذُيولَ الرّيْـطِ ، فانَقَهَـا
    بَرْدُ الهَوَاجـرِ ، كالغِـزْلاَنِ بالجَـرَدِ
    والخَيلَ تَمزَعُ غَرباً فِي أعِنَّتهَا كالطَّيرِ
    تَنجـو مِـنْ الشّؤبـوبِ ذِي الـبَـرَدِ
    احكُمْ كَحُكمِ فَتاةِ الحَـيِّ ، إِذْ نظـرَتْ
    إلـى حَمَـامِ شِـرَاعٍ ، وَارِدِ الثَّمَـدِ
    يَحُفّـهُ جَانِـبـا نِـيـقٍ ، وتُتْبِـعُـهُ
    مِثلَ الزُّجَاجَةِ ، لَمْ تُكحَلْ مِنَ الرَّمَـدِ
    قَالَتْ : أَلاَ لَيْتَمَـا هَـذا الحَمَـامُ لَنَـا
    إلـى حَمَامَتِنَـا ونِصـفُـهُ ، فَـقَـدِ
    فَحَسَّبـوهُ ، فألفُـوهُ ، كَمَـا حَسَبَـتْ
    تِسعاً وتِسعِينَ لَمْ تَنقُـصْ ولَـمْ تَـزِدِ
    فَكَمَّلَـتْ مَـائَـةً فِيـهَـا حَمَامَتُـهَـا
    وأَسْرَعَتْ حِسْبَـةً فِـي ذَلـكَ العَـدَدِ
    فَلا لَعمرُ الَّذِي مَسَّحتُ كَعْبَتَـهُ وَمَـا
    هُرِيقَ ، عَلَى الأَنصَابِ ، مِنْ جَسَـدِ
    والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرَ ، تَمسَحُهَـا
    رُكبَانُ مَكَّـةَ بَيـنَ الغَيْـلِ والسَّعَـدِ
    مَا قُلتُ مِنْ سـيّءٍ مِمّـا أُتيـتَ بِـهِ
    إِذاً فَلاَ رفَعَتْ سَوطِـي إلَـيَّ يَـدِي
    إلاَّ مَقَالَـةَ أَقــوَامٍ شَقِـيـتُ بِـهَـا
    كَانَتْ مقَالَتُهُـمْ قَرْعـاً عَلَـى الكَبِـدِ
    إِذاً فعَاقَبَـنِـي رَبِّــي مُعَـاقَـبَـةً
    قَرَّتْ بِهَا عَيـنُ مَـنْ يَأتِيـكَ بالفَنَـدِ
    أُنْبِئْـتُ أنَّ أبَـا قَابُـوسَ أوْعَـدَنِـي
    وَلاَ قَـرَارَ عَلَـى زَأرٍ مِـنَ الأسَـدِ
    مَهْـلاً ، فِـدَاءٌ لَـك الأَقـوَامُ كُلّهُـمُ
    وَمَا أُثَمّـرُ مِـنْ مَـالٍ ومِـنْ وَلَـدِ
    لاَ تَقْذِفَنّـي بُركْـنٍ لاَ كِـفَـاءَ لَــهُ
    وإنْ تأثّـفَـكَ الأَعــدَاءُ بـالـرِّفَـدِ
    فَمَا الفُـراتُ إِذَا هَـبَّ الرِّيَـاحُ لَـهُ
    تَرمِـي أواذيُّـهُ العِبْرَيـنِ بالـزَّبَـدِ
    يَمُـدّهُ كُـلُّ وَادٍ مُـتْـرَعٍ ، لـجِـبٍ
    فِيهِ رِكَـامٌ مِـنَ اليِنبـوتِ والخَضَـدِ
    يَظَلُّ مِنْ خَوفِهِ ، المَـلاَّحُ مُعتَصِمـاً
    بالخَيزُرانَـة ، بَعْـدَ الأيـنِ والنَّجَـدِ
    يَومـاً ، بأجـوَدَ مِنـهُ سَيْـبَ نافِلَـةٍ
    وَلاَ يَحُولُ عَطـاءُ اليَـومِ دُونَ غَـدِ
    هَذَا الثَّنَاءُ ، فَإِنْ تَسمَـعْ بِـهِ حَسَنـاً
    فَلَمْ أُعرِّضْ ، أَبَيتَ اللَّعنَ ، بالصَّفَـدِ
    هَـا إنَّ ذِي عِـذرَةٌ إلاَّ تَكُـنْ نَفَعَـتْ
    فَـإِنَّ صَاحِبَهـا مُـشَـارِكُ النَّـكَـدِ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    معلقة النابغة الذبياني Empty رد: معلقة النابغة الذبياني

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أكتوبر 11, 2014 9:59 pm

    شرح المعلقة

    اعتبر التبريزي قصيدة النابغة الدالية الاعتذارية من القصائد العشر وهي المعلّقات المذهبات. ومطلع هذه القصيدة:
    يا دار ميَّة بالعلياء فالسَّنَدِ- أقْوَتْ وطال عليها سالِفُ الأبد
    ومن أهم جوانب هذه القصيدة: ذكر الديار الدارسة، الانتقال إلى وصف الناقة وتشبيهها في قوّتها ونشاطها بالثور الوحشي، وصف الصراع بين الثور والكلاب، التخلص من وصف الناقة إلى مدح النعمان، الاعتذار والاجتهاد في تبرئة نفسه مما اتهم به.
    وفي شعر النابغة بعامة، وفي غسّانياته كما في اعتذارياته، ومنها قصيدته الدالية التي أنزلها التبريزي منزلة المعلّقات.. في جميع ذلك تتجلّى صورة واحدة لشاعرية متكاملة ذات خصائص بيّنة واضحة المعالم من أهمها البعد عن التكلف ودقة التعبير وحسن الديباجة ورونقها والعناية بالكنايات والاستدارات التشبيهية فضلاً عن الاستهلالات الجيدة وحسن التخلص إلى الأغراض الأساسية كالمدح والاعتذار.
    ويبدو أن النابغة لم يطب له المقام طويلاً بين غساسنة الشام، أو أنه هيّجه حنينُه إلى العراق. وكان الزمن أسرع إلى برْء النابغة من خوفه وألمه من النعمان، وإلى إذابة أحقاد النعمان على النابغة، مما زرعه في نفسه الحسَّاد والوشاة. ولذلك يعود النابغة إلى قصور الحيرة، تسبقه اعتذاريات رائعة للملك، كان من أفضلها القصيدة الدّاليّة. ولقد فتحت هذه القصيدة باب الحيرة وقلب ملكها أمام الشاعر الطريد مرة أخرى، وعاد الصّفاء إلى علاقتهما.
    والقصيدة تتردّد ما بين الوقوف على الأطلال عبر نغم جديد حزين، إلى وصف ناقته وتشبيهها بالثّور، ومناظر من الصّيد والقنص، والعراك ما بين الثور والكلاب، إلى أن بلغ موضوعه الأساسي، فيقدّم نفسه مرة أخرى للملك، مُبْرءاً ومبرراً من أخطائه، معتذراً عن الجفوة السابقة، لاجئاً أخيراً إلى نوع من المديح المغلّف بالحب والصداقة، وتكرار طلب التصافي والإخلاص ما بين ندّيْن.
    ويمتزج النفس القصصي بالسيّالة الشعريّة، حتى يبدو ثمة انسجام داخلي، في بنية القصيدة. وفي لوحة وقوفه أمام الأطلال عرض لخلاصة قصة حب، كان ذروتها ذلك البيت الشّهير.
    أمست خلاءاً وأمسى أهلُها احتملُوا- أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ.
    وقد تضمن كذلك إشارة إلى أسطورة لبد، التي توحي بجبروت الزمان واندراس الذكريات، ومضيّ الأحبة، تحت كرّ أيامه. وينتقل الشاعر إلى وصف منظر صيد، بعد أن يشبه ناقته بالثور، ثم كيف همت الكلاب بالصيد. ويستخدم الشاعر صوراً واقعية بارعة في وصف التَّضاد والصراع، وألوان الهجوم والطعن. ويرصد لكرم الملك وشجاعته بصور مضخَّمة، مفَخَّمة، اللّفظ والإيحاء والتشابيه. حتى يصل إلى قصة أخرى، هي قصة زرقاء اليمامة، وكأنه في تشبيه صواب الرؤية عند الملك بزرقاء اليمامة، يطلب منه أن يحكم في موضوعه بنفس النظرة والروية
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    معلقة النابغة الذبياني Empty رد: معلقة النابغة الذبياني

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أكتوبر 11, 2014 10:00 pm

    يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ، أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ
    وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها، عَيّتْ جواباً، وما بالرَّبعِ من أحدِ
    إلاّ الأواريَّ لأياً ما أُبَيّنُهَا، والنُّؤي كالحَوْضِ بالمظلومة ِ الجَلَدِ
    رَدّت عليَهِ أقاصيهِ، ولبّدَهُ ضَرْبُ الوليدة ِ بالمِسحاة ِ في الثَّأَدِ
    خلتْ سبيلَ أتيٍ كانَ يحبسهُ ، و رفعتهُ إلى السجفينِ ، فالنضدِ
    أمستْ خلاءً ، وأمسى أهلها احتملوا أخننى عليها الذي أخنى على لبدِ
    فعَدِّ عَمّا ترى ، إذ لا ارتِجاعَ له، و انمِ القتودَ على عيرانة ٍ أجدِ
    مَقذوفة ٍ بدخيس النّحضِ، بازِلُها له صريفٌ القعوِ بالمسدِ
    كأنّ رَحْلي، وقد زالَ النّهارُ بنا، يومَ الجليلِ، على مُستأنِسٍ وحِدِ
    من وحشِ وجرة َ ، موشيٍّ أكارعهُ ، طاوي المصيرِ، كسيفِ الصّيقل الفَرَدِ
    سرتْ عليه ، من الجوزاءِ ، سارية ٌ ، تُزجي الشَّمالُ عليهِ جامِدَ البَرَدِ
    فارتاعَ من صوتِ كلابٍ ، فباتَ له طوعَ الشّوامتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ
    فبَثّهُنّ عليهِ، واستَمَرّ بِهِ صُمْعُ الكُعوبِ بريئاتٌ من الحَرَدِ
    وكان ضُمْرانُ منه حيثُ يُوزِعُهُ، طَعنَ المُعارِكِ عند المُحجَرِ النَّجُدِ
    شكَّ الفَريصة َ بالمِدْرى ، فأنفَذَها، طَعنَ المُبَيطِرِ، إذ يَشفي من العَضَدِ
    كأنّه، خارجا من جنبِ صَفْحَتَهِ، سَفّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَأدِ
    فظَلّ يَعجَمُ أعلى الرَّوْقِ، مُنقبضاً، في حالكِ اللونِ صدقٍ ، غير ذي أودِ
    لما رأى واشقٌ إقعاصَ صاحبهِ ، ولا سَبيلَ إلى عَقلٍ، ولا قَوَدِ
    قالت له النفسُ : إني لا أرى طمعاً ، و إنّ مولاكَ لم يسلمْ ، ولم يصدِ
    فتلك تبلغني النعمانَ ، إنّ لهُ فضلاً على النّاس في الأدنَى ، وفي البَعَدِ
    و لا أرى فاعلاً ، في الناس ، يشبهه ، ولا أُحاشي، من الأقوام، من أحَدِ
    إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ : قم في البرية ِ ، فاحددها عنِ الفندِ
    وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ
    فمن أطاعكَ ، فانفعهُ بطاعتهِ ، كما أطاعكَ ، وادللـهُ على الرشدِ
    ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً تَنهَى الظَّلومِ، ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ
    إلاّ لِمثْلِكَ، أوْ مَنْ أنتَ سابِقُهُ سبقَ الجواد ، إذا استولى على الأمدِ
    أعطى لفارِهَة ٍ، حُلوٍ توابِعُها، منَ المَواهِبِ لا تُعْطَى على نَكَدِ
    الواهِبُ المائَة ِ المعْكاء، زيّنَها سَعدانُ توضِحَ في أوبارِها اللِّبَدِ
    و الأدمَ قد خيستْ ، فتلاً مرافقها مَشدودَة ً برِحالِ الحيِرة ِ الجُدُدِ
    و الراكضاتِ ذيولَ الريطِ ، فانقها بردُ الهواجرِ ، كالغزلانِ بالجردِ
    والخَيلَ تَمزَغُ غرباً في أعِنّتها، كالطيرِ تنجو من الشؤبوبِ ذي البردِ
    احكمْ كحكم فتاة ِ الحيّ ، إذ نظرتْ إلى حمامِ شراعٍ ، واردِ الثمدِ
    يحفهُ جانبا نيقٍ ، وتتبعهُ مثلَ الزجاجة ِ ، لم تكحلْ من الرمدِ
    قالت: ألا لَيْتَما هذا الحَمامُ لنا إلى حمامتنا ونصفهُ ، فقدِ
    فحسبوهُ ، فألقوهُ ، كما حسبتْ ، تِسعاً وتِسعينَ لم تَنقُصْ ولم تَزِدِ
    فكملتْ مائة ً فيها حمامتها ، و أسرعتْ حسبة ً في ذلكَ العددِ
    فلا لعمرُ الذي مسحتُ كعبتهُ ، و ما هريقَ ، على الأنصابِ ، من جسدِ
    والمؤمنِ العائِذاتِ الطّيرَ، تمسَحُها ركبانُ مكة َ بينَ الغيلِ والسعدِ
    ما قلتُ من سيءٍ مما أتيتَ به ، إذاً فلا رفعتْ سوطي إليّ يدي
    إلاّ مقالة َ أقوامٍ شقيتُ بها ، كانَتْ مقَالَتُهُمْ قَرْعاً على الكَبِدِ
    غذاً فعاقبني ربي معاقبة ً ، قرتْ بها عينُ منْ يأتيكَ بالفندِ
    أُنْبِئْتُ أنّ أبا قابوسَ أوْعَدَني، و لا قرارَ على زأرٍ منَ الأسدِ
    مَهْلاً، فِداءٌ لك الأقوامِ كُلّهُمُ، و ما أثمرُ من مالٍ ومنْ ولدِ
    لا تقذفني بركنٍ لا كفاءَ له ، وإنْ تأثّفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ
    فما الفُراتُ إذا هَبّ غواربه تَرمي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزّبَدِ
    يَمُدّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ، لجِبٍ، فيه ركامٌ من الينبوتِ والحضدِ
    يظَلّ، من خوفهِ، المَلاحُ مُعتصِماً بالخيزرانة ِ ، بعدَ الأينِ والنجدِ
    يوماً، بأجوَدَ منه سَيْبَ نافِلَة ٍ، ولا يَحُولُ عَطاءُ اليومِ دونَ غَدِ
    هذا الثّناءُ، فإن تَسمَعْ به حَسَناً، فلم أُعرّض، أبَيتَ اللّعنَ، بالصَّفَدِ
    ها إنّ ذي عِذرَة ٌ إلاّ تكُنْ نَفَعَتْ، فإنّ صاحبها مشاركُ النكدِ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    معلقة النابغة الذبياني Empty رد: معلقة النابغة الذبياني

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أكتوبر 11, 2014 10:01 pm

    يا دارَ ميَّةَ بالعَلياءِ فالسَّندِ
    أقوَت وطالَ عليها سالِفُ الأبَدِ
    وقفتُ بها أصَيلاً كي أُسائلَها
    عيَّت جَواباً وما بالرَّبع من أحدِ
    إلاّ الأَوارِيَّ لَأياً ما أبيّنُها
    والنُؤيَ كالحوضِ بالمظلومةِ الجلَدِ
    رَدّت عليهِ أقاسيهِ ولَبَّدَهُ
    ضَربُ الوَليدَةِ بالمِسحاةِ في الثَّأَدِ
    خَلَّتْ سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحْبِسُهُ
    ورفَّعَتهُ إلى السَّجفَين، فالنَّضَد
    أَمْستْ خَلاءً، وأَمسَى أَهلُها احتَمَلُوا
    أَخْنى عَليها الّذي أَخْنى على لُبَدِ
    فَعَدِّ عَمَّا ترى، إذ لا ارتجاعَ لهُ
    وانْمِ القُتُودَ على عيْرانَةٍ أُجُدِ
    مَقذوفَةٍ بِدَخيسِ النَّحضِ، بازِلُها
    له صريفٌ، صَريفُ القَعْوِ بالمَسَدِ
    كأَنَّ رَحْلي، وقدْ زالَ النَّهارُ بنا
    يومَ الجليلِ، على مُستأنِسٍ وحِدِ
    مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ، مَوْشِيٍّ أَكارِعُهُ
    طاوي المصيرِ، كسيفِ الصَّيقل الفَرَدِ
    سَرتْ عليهِ، مِنَ الجَوزاءِ، ساريَةُ
    تَزجِي الشَّمَالُ عليهِ جامدَ البَرَدِ
    فارتاعَ مِنْ صَوتِ كَلَّابٍ، فَبَاتَ لَهُ
    طَوعَ الشَّوَامتِ منْ خوفٍ ومنْ صَرَدِ
    فبَّهُنَّ عليهِ، واستَمَرَّ بهِ
    صُمْع الكُعُوبِ بَريئاتٌ منَ الحَرَدِ
    وكانَ ضُمْرانُ مِنهُ حَيثُ يُوزِعُهُ
    طَعْنَ المُعارِكِ عندَ المُحْجَرِ النَّجُدِ
    شَكَّ الفَريصةَ بالمِدْرَى، فأننفذها
    طَعْنَ المُبَيطِرِ، إذْ يَشفي من العضَدِ
    كأَنَّه، خارجا منْ جنب صَفْحَتِهِ
    سَفّودُ شِرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَأَدِ
    فَظلّ يَعْجُمُ أَعلى الرَّوْقِ، مُنقبضاً
    في حالِكِ اللّنِ صَدْقٍ، غَيرِ ذي أَوَدِ
    لَمَّا رَأَى واشِقٌ إِقعَاصَ صاحِبِهِ
    ولا سَبيلَ إلى عَقْلٍ، ولا قَوَدِ
    قالتْ لهُ النَّفسُ: إنِّي لا أرَى طَمَعاً
    وإنَّ مولاكَ لَمْ نَسلَمْ، ولَمْ يَصِدِ
    فتلكَ تُبْلغُني النُّعمانَ، إنَّ لهُ فَضلاً
    على النّاس في الأَدنى، وفي البَعَدِ
    ولا أَرى فاعِلاً، في النّاس، يُشبهُهُ
    ولا أُحاشي، منَ الأَقوامِ، من أحدِ
    إلَّا سُليمانَ، إذْ قالَ الإلهُ لهُ
    قُمْ في البَريَّة، فاحْدُدْها عنِ الفَنَدِ
    وخيّسِ الجنّ! إنِّي قدْ أَذنتُ لهم
    يبنونَ تدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعمدِ
    فمن أطاعكَ، فانفعهُ بطاعتهِ
    كما أطاعكَ، وادلُلهُ على الرَّشَدِ
    ومن عصاكَ، فعاقبهُ معاقبةً
    تنهى اللظَّلومَ، ولا تقعد على ضَمَدِ
    إلَّا لمثلكَ، أو من أنت سابقُهُ
    سَبقَ الجوادِ، إذا اشتولى على الأَمَدِ
    أعطى لفارهةٍ، حُلوٍ توابعها
    من المواهبِ لا تُعطى على نَكَدِ
    الواهِبُ المائَةِ المَعْكاءِ، زَيَّنها
    سَعدانُ تُضِحَ في أَوبارِها اللِّبَدِ
    والأُدمَ قدْ خُيِّستْ فُتلاَ مَرافِقُها
    مشدودةَ برحالِ الحيرةِ الجُدُدِ
    والرَّاكضاتِ ذُيولَ الرّيْطِ، فانَقَها
    بَرْدُ الهواجرِ، كالغِزْلانِ بالجَرَدِ
    والخيلَ تمزَعُ غرباً في أعِنَّتها كالطَّيرِ
    تنجو من الشّؤبوبِ ذي البَرَدِ
    احكُمْ كحُكمِ فتاةِ الحيِّ، إذْ نظرَت
    إلى حَمامِ شِراعٍ، وارِدِ الثَّمَدِ
    يَحُفّهُ جانبا نيقٍ، وتُتْبِعُهُ
    مِثلَ الزُّجاجةِ، لم تُكحَل من الرَّمَدِ
    قالت: ألا ليتما هذا الحمامُ لنا
    إلى حمامتنا ونصفُهُ، فَقَدِ
    فحَسَّبوهُ، فألفوهُ، كما حَسَبَتْ
    تِسعاً وتسعينَ لم تَنقُصْ ولم تَزِدِ
    فكمَّلَتْ مائَةً فيها حَمامَتُها
    وأسرعت حِسبةً في ذلك العَددِ
    فلا لَعمرُ الذي مسَّحتُ كعبَتَهُ وما
    هُريقَ، على الأَنصابِ، من جَسَدِ
    والمؤمنِ العائذاتِ الطَّيرَ، تمسحُها
    رُكبانُ مكَّةَ بينَ الغيْلِ والسَّعَدِ
    ما قُلتُ من سيّءٍ ممّا أُتيتَ بهِ
    إذاً فلا رفَعَتْ سوطي إلىَّ يدي
    إلاّ مَقالة أقوامٍ شقيتُ بها
    كانتْ مقالَتُهُم قرعاً على الكبِدِ
    إذاً فعاقَبَني ربّي مُعاقَبةً
    قَرَّتْ بها عينُ من يأبيكَ بالفَنَدِ
    أُنبئتُ أنَّ أبا قابوسَ أوعدّني
    ولا قَرارَ على زأرٍ من الأسَدِ
    مهلاً، فداءٌ لك الأقوامُ كلّهُمُ
    وما أثَمّرُ من مالٍ ومن ولدِ
    لا تقْذِفَنّي بُركْنٍ لا كِفاءَ له
    وإن تأثّفَكَ الأعداءُ بالرِّفَدِ
    فَما الفُراتُ إذا هبَّ الرِّياحُ له
    ترمي أواذيُّهُ العِبْرينِ بالزَّبدِ
    يمُدّهُ كلّ وادِ مُتْرَعٍ، لجبٍ
    فيه رِكامٌ من الينبوبِ والخَضَدِ
    يظلُّ من خوفِهِ، الملاَّحُ مُعتَصِماً
    بالخَيزُرانَة، بعد الأينِ والنَّجَدِ
    يوماً، بأجوَدَ منهُ سيْبَ نافِلَةٍ
    ولا يَحولُ عطاءُ اليومِ دونَ غدِ
    هذا الثَّناءُ، فإنْ تسمع به حَسَناً
    فلمْ أُعرِّض، أبَيتَ اللّعنَ، بالصَّفدِ
    ها إنَّ ذي عِذرَة إلَّا تكن نَفَعَتْ
    فإنَّ صاحبها مشاركُ النَّكَدِ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    معلقة النابغة الذبياني Empty رد: معلقة النابغة الذبياني

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أكتوبر 11, 2014 10:04 pm

    يَا دَارَ مَيَّةَ بالعَليْاءِ ، فالسَّنَدِ أَقْوَتْ ، وطَالَ عَلَيهَا سَالِفُ الأَبَدِ
    وقَفتُ فِيهَا أُصَيلا كي أُسائِلُها عَيَّتْ جَوَاباً ، ومَا بالرَّبعِ مِنْ أَحَدِ
    إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْياً مَا أُبَيِّنُهَا والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومةِ الجَلَدِ
    رَدَّتْ عَليَهِ أقَاصِيهِ ، ولبّدَهُ ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَاةِ فِي الثَّأَدِ
    خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِيٍّ كَانَ يَحْبِسُهُ ورفَّعَتْهُ إلى السَّجْفَينِ ، فالنَّضَدِ
    أضحتْ خَلاءً ، وأَضحى أَهلُهَا احْتَمَلُوا أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ
    فَعَدِّ عَمَّا تَرَى ، إِذْ لاَ ارتِجَاعَ لَهُ وانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرانَةٍ أُجُدِ
    مَقذوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحضِ ، بَازِلُهَا لَهُ صَريفٌ ، صَريفُ القَعْوِ بالمَسَدِ
    كَأَنَّ رَحْلِي ، وَقَدْ زَالَ النَّهَارُ بِنَا يَومَ الجليلِ ، عَلَى مُستأنِسٍ وحِدِ
    مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ ، مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ طَاوي المَصِيرِ ، كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ
    سَرتْ عَلَيهِ ، مِنَ الجَوزَاءِ ، سَارِيَةٌ تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيهِ جَامِدَ البَرَدِ
    فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ ، فَبَاتَ لَهُ طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ
    فبَثّهُنَّ عَلَيهِ ، واستَمَرَّ بِهِ صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَاتٌ مِنَ الحَرَدِ
    وكَانَ ضُمْرانُ مِنهُ حَيثُ يُوزِعُهُ طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَرِ النَّجُدِ
    شَكَّ الفَريصةَ بالمِدْرَى ، فَأنفَذَهَا شك المُبَيطِرِ ، إِذْ يَشفِي مِنَ العَضَدِ
    كَأَنَّه ، خَارجَا مِنْ جَنبِ صَفْحَتِهِ سَفّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عِندَ مُفْتَأَدِ
    فَظَلّ يَعْجُمُ أَعلَى الرَّوْقِ ، مُنقبضاً فِي حالِكِ اللّونِ صَدْقٍ ، غَيرِ ذِي أَوَدِ
    لَمَّا رَأَى واشِقٌ إِقعَاصَ صَاحِبِهِ وَلاَ سَبِيلَ إلى عَقْلٍ ، وَلاَ قَوَدِ
    قَالَتْ لَهُ النَّفسُ : إنِّي لاَ أَرَى طَمَعاً وإنَّ مَولاكَ لَمْ يَسلَمْ ، ولَمْ يَصِدِ
    فَتِلكَ تُبْلِغُنِي النُّعمَانَ،إنَّ لهُ فَضلاً عَلَى النَّاس فِي الأَدنَى، وفِي البَعَدِ
    وَلاَ أَرَى فَاعِلاً ، فِي النَّاسِ ، يُشبِهُهُ وَلاَ أُحَاشِي ، مِنَ الأَقوَامِ ، مِنْ أحَدِ
    إلاَّ سُليمَانَ،إِذْ قَالَ الإلهُ لَهُ قُمْ فِي البَرِيَّة، فَاحْدُدْهَاعَنِ الفَنَدِ
    وخيّسِ الجِنّ ! إنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهمْ يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ
    فَمَن أَطَاعَكَ ، فانْفَعْهُ بِطَاعَتِهِ كَمَا أَطَاعَكَ ، وادلُلْهُ عَلَى الرَّشَدِ
    وَمَنْ عَصَاكَ ، فَعَاقِبْهُ مُعَاقَبَةً تَنهَى الظَّلومَ ، وَلاَ تَقعُدْ عَلَى ضَمَدِ
    إلاَّ لِمثْلكَ ،أَوْ مَنْ أَنتَ سَابِقُهُ سَبْقَ الجَوَادِ،إِذَا استَولَى عَلَى الأَمَدِ
    أَعطَى لِفَارِهَةٍ ، حُلوٍ تَوابِعُهَا مِنَ المَواهِبِ لاَ تُعْطَى عَلَى نَكَدِ
    الوَاهِبُ المَائَةِ المَعْكَاءِ،زَيَّنَهَا سَعدَانُ تُوضِحَ فِي أَوبَارِهَااللِّبَدِ
    والأُدمَ قَدْ خُيِّسَتْ فُتلاً مَرافِقُهَا مَشْدُودَةً بِرِحَالِ الحِيرةِ الجُدُدِ
    والساحباتِ ذُيولَ الرّيْطِ ، فانَقَهَا بَرْدُ الهَوَاجرِ، كالغِزْلاَنِ بالجَرَدِ
    والخَيلَ تَمزَعُ غَرباًفِي أعِنَّتهَا كالطَّيرِ تَنجو مِنْ الشّؤبوبِ ذِي البَرَدِ
    والادم قد خيست فتلا مرافقها مشدودة برحال الحيرة الجدد
    احكُمْ كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ ، إِذْ نظرَتْ إلى حَمَامِ شِرَاعٍ ، وَارِدِ الثَّمَدِ
    يَحُفّهُ جَانِبا نِيقٍ ، وتُتْبِعُهُ مِثلَ الزُّجَاجَةِ ، لَمْ تُكحَلْ مِنَ الرَّمَدِ
    قَالَتْ : أَلاَ لَيْتَمَا هَذا الحَمَامُ لَنَا إلى حَمَامَتِنَا ونِصفُهُ ، فَقَدِ
    فَحَسَّبوهُ ، فألفُوهُ ، كَمَا حَسَبَتْ تِسعاً وتِسعِينَ لَمْ تَنقُصْ ولَمْ تَزِدِ
    فَكَمَّلَتْ مَائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذَلكَ العَدَدِ
    فَلا لَعمرُ الَّذِي مَسَّحتُ كَعْبَتَهُ وَمَا هُرِيقَ ، عَلَى الأَنصَابِ ، مِنْ جَسَدِ
    والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرَ ، تَمسَحُهَا رُكبَانُ مَكَّةَ بَينَ الغَيْلِ والسَّعَدِ
    إِذاً فعَاقَبَنِي رَبِّي مُعَاقَبَةً قَرَّتْ بِهَا عَينُ مَنْ يَأتِيكَ بالفَنَدِ
    هذا لأبرأمن قول قذفت به طارت نوافذه حراًعلى كبدى
    أُنْبِئْتُ أنَّ أبَا قَابُوسَ أوْعَدَنِي وَلاَ قَرَارَ عَلَى زَأرٍ مِنَ الأسَدِ
    مَهْلاً ، فِدَاءٌ لَك الأَقوَامُ كُلّهُمُ وَمَا أُثَمّرُ مِنْ مَالٍ ومِنْ وَلَدِ
    لاَ تَقْذِفَنّي بُركْنٍ لاَ كِفَاءَ لَهُ وإنْ تأثّفَكَ الأَعدَاءُ بالرِّفَدِ
    فَمَا الفُراتُ إِذَا هَبَّ الرِّيَاحُ لَهُ تَرمِي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزَّبَدِ
    يَمُدّهُ كُلُّ وَادٍ مُتْرَعٍ ، لجِبٍ فِيهِ رِكَامٌ مِنَ اليِنبوتِ والخَضَدِ
    يَظَلُّ مِنْ خَوفِهِ ، المَلاَّحُ مُعتَصِماً بالخَيزُرانَة ، بَعْدَ الأينِ والنَّجَدِ
    يَوماً ، بأجوَدَ مِنهُ سَيْبَ نافِلَةٍ وَلاَ يَحُولُ عَطاءُ اليَومِ دُونَ غَدِ
    هَذَا الثَّنَاءُ،فَإِنْ تَسمَعْ بِهِ حَسَناً فَلَمْ أُعرِّضْ،أَبَيتَ اللَّعنَ ، بالصَّفَدِ
    هَا إنَّ ذِي عِذرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ فَإِنَّ صَاحِبَها مُشَارِكُ النَّكَدِ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    معلقة النابغة الذبياني Empty رد: معلقة النابغة الذبياني

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أكتوبر 11, 2014 10:18 pm

    لُبَدٌ اسم آخر نسور لقمان بن عادٍ، سماه بذلك لأَنه لَبِدَ فبقي لا يذهب ولا يموت كاللَّبِدِ من الرجال اللازم لرحله لا يفارقه؛ ولُبَدٌ ينصرف لأَنه ليس بمعدول، وتزعم العرب أَن لقمان هو الذي بعثته عاد في وفدها إِلى الحرم يستسقي لها، فلما أُهْلِكُوا خُيِّر لقمان بين بقاء سبع بَعْرات سُمْر من أَظْبٍ عُفْر في جبل وَعْر لا يَمَسُّها القَطْرُ، أَو بقاء سبعة أَنْسُرٍ كلما أُهْلِكَ نَسْرٌ خلَف بعده نسر، فاختار النُّسُور فكان آخر نسوره يسمى لُبَداً وقد ذكرته الشعراء؛ قال النابغة:
    أَضْحَتْ خَلاءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتُمِلوا، أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَد
    وفي المثل: طال الأَبَد على لُبَد. (لسان العرب)
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    معلقة النابغة الذبياني Empty رد: معلقة النابغة الذبياني

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أكتوبر 11, 2014 10:22 pm

    أَخْنَى عليهم الدهرُ: أَهلكهم وأَتَى عليهم؛ قال النابغة:
    أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا، أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَدِ
    وأَخْنَى: أَفْسَدَ. (لسان العرب)

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:31 pm