ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف) Empty تعلق الجار والمجرور والظرف

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أبريل 19, 2013 3:21 am

    قال الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشعري :

    التعلق من مباحث الجار والمجرور والظرف في كتب النحو .
    والمقصود بالتعلق هو الارتباط ، بمعنى أن يتعلق لفظ بلفظ في المعنى . فمثلاً : لو قلت : في الاختبار . وسكت ، فلن تفهم شيئاً محدداً ، فإذا قلت : نجحت في الاختبار ، اتضح لك المراد ، ولم يتضح لك المراد بالجار والمجرور (في الاختبار) ، وإنما اتضح لك بعد أن ذكرت الفعل الذي تعلق به هذا الجار والمجرور . ولذلك فإن النحويين يقولون إن الجار والمجرور والظرف لا بد لهما من التعلق بالفعل وهذا هو الأصل أو ما فيه معنى الفعل كاسم الفاعل والمفعول ونحوها.
    وقد بحث ابن هشام رحمه الله هذا الأمر في كتابه الثمين مغني اللبيب عن كتب الأعاريب في الباب الثالث من كتابه [5/271 بتحقيق عبداللطيف الخطيب] تحت عنوان (ذكر أحكام ما يشبه الجملة وهو الظرف والجار والمجرور - ذكر حكمهما في التعلق). ثم قال :(لا بد من تعلقهما بالفعل أو ما يشبهه ، أو ما أول بما يشبهه ، أو ما يشير إلى معناه ، فإن لم يكن شيء من هذه الأربعة موجوداً قدر).
    وقد أشار لها باختصار في رسالته :(مختصر قواعد الإعراب) فقال :
    (البَابُ الثَّانِي: فِي الظَّرْفِ وَالجَارِ وَالْمَجْرُورِ ، وَفِيهِ أَرْبَعُ مَسَائِلَ :
    [إِحْدَاهَا] : أنَّهُ لا بُدَّ مِنْ تَعَلُّقِهِمَا بِفْعْلٍ، أَوْ بِمَا فِي مَعْنَاهُ، وَقَدِ اجْتَمَعَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ .
    وَيُسْتَثْنَى مِنْ حُرُوفِ الجَرِّ أَرْبَعَةٌ لا تَتَعَلَّقُ بِشَيءٍ، وَهِيَ:
    (البَاءُ الزَّائِدَةُ)، نَحْوَ: وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا .
    وَ(لَعَلَّ)، نَحْوَ: (لَعَلَّ أَبِي الْمِغْوَارَ مِنْكَ قَرِيبٌ).
    وَ(لَوْلا)، كَقَوْلِكَ: (لَوْلاكَ فِي ذَا الْعَامِ لَمْ أَحُجّ).
    وَ(كَاف التَّشْبيه)، نَحْوَ: (زَيْدٌ كَعَمْرٍو). ).
    وقد شرح هذه الرسالة الشيخ الجليل عبدالله بن صالح الفوزان في إحدى الدورات بجامع شيخ الإسلام بن تيمية شرحاً بديعاً فقال في شرح هذا الجزء من الرسالة : [مع مراعاة أن هذا نقل لشرحه الشفهي ففيه عبارات تقال في الشرح وحقها في الكتابة غير ذلك].
    فأولاً وهي المسألة الأولى: حاجتهما إلى متعلَّق، ما هو المتعلَّق؟
    المتعلَّق هو ما يعمل في الظرف أو في الجار والمجرور ويبين معناهما والمراد بهما
    يمر في الإعراب يقال: جار ومجرور متعلق بكذا، من الطلاب من لا يعرف معنى متعلق بكذا، فما هو معنى المتعلِّق، ما المتعلِّق وما المتعلَّق به.

    المتعلِّق: هو الجار والمجرور أو الظرف، والمتعلَّق به ما ذكر ابن هشام عندما قال المسألة الأولى لا بد من تعلقهما بفعل أو بما في معناه، المثال: إذا قلت: ( جئتُ من البيتِ )، فـ( مِن البيت ) هذا جار ومجرور، أين الذي وضحه في الكلام وبيّن المراد به؟ أنت لو قلت: ( من البيت ) ما فُهم المقصود، فلما قلت: ( جئتُ من البيتِ ) صار قولك: ( من البيت ) متعلقًا بالفعل ( جئتُ).

    فلو قيل: أعرب تقول: ( جئت ): فعل وفاعل، ( جاء ): فعل ماضٍ مبني على الفتح والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، و( من ): حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و( البيت ): اسم مجرور بـ( من ) وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلق بالفعل ( جئتُ ).

    إذن التعلق ارتباط بين الجار والمجرور وبين العامل، سواء أكان فعلًا أم وصفًا، لو قلت: ( صمتُ يومَ الخميس )، فـ( صمتُ ): فعل وفاعل، ( يوم ): ظرف زمان منصوب، أين الناصب له؟ ( يوم ) أين الناصب له؟ ( صمتُ )، إذن هو متعلق به، لكن الغالب في الظروف المنصوبة على الظرفية يكتفون بقولهم: منصوبة بالفعل صمت يعني أنه متعلق به وأنه هو العامل فيه.

    إذا قلت مثلا: ( أجالسٌ أخوك في المسجد ): الهمزة للاستفهام، و( جالس ): مبتدأ، ( أخوك ): فاعل سد مسد الخبر، مثل ما مر مرفوع بالواو، والضمير مضاف إليه، ( في المسجد ): ( في ): حرف جر، و( المسجد ): اسم مجرور بـ( في )، والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل ( جالس ). أليس اسم الفاعل هو الذي وضح الجار والمجرور، وبين المراد به وعمل فيه؟ فيكون متعلقًا به.

    والمراد بالعمل هو أنهم يقولون: الجار والمجرور مفعول به في المعنى، وأما بالنسبة للظرف - كما قلت لكم - إن الظرف يكون منصوبًا، والنصب له ما قبله من فعل أو غيره، ولعله بهذا اتضح لنا أن المراد بالمتعلق هو ما يوضح الجار والمجرور ويبينه ويعمل فيه.

    مثال آخر: لو قلت: ( جُلِسَ في المسجد )، ( جُلس ): فعل ماض مبني للمجهول، وأنت تعرف أن الفعل المبني للمجهول يستدعي نائب فاعل، وليس في الكلام غير الجار والمجرور، إذن أكيد أنه هو نائب الفاعل، وعلى هذا تقول: ( في المسجد ): جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل.

    من هذا المثال والذي قبله نستفيد أن المتعلق له وصفان: الوصف الأول أنه يبين ويحدد المراد بالجار والمجرور، والوصف الثاني أنه هو الذي يعمل في الجار والمجرور ... نائب فاعل، أين الذي عمل فيه؟ الفعل ( جُلس ) إذن ماذا نقول عن جُلس؟ متعلَّق، وماذا نقول عن الجار والمجرور؟ متعلِّق، لعلكم فهمتم هذا إن شاء الله.

    الجار والمجرور والظرف - كما ذكر ابن هشام - يتعلقان إما بالفعل وهذا هو الأصل، مثل ( جئت من البيت )، ( سافرت إلى مكة )، أو يتعلق بوصف وهو ما فيه معنى الفعل، مثل اسم الفاعل: ( أجالس أخوك في المسجد )، أو اسم المفعول كما في الآية التي ذكرها المؤلف صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ الجار والمجرور ( عليهم ) متعلق بـ( المغضوب ) والمغضوب من أي الأوصاف؟ اسم مفعول.

    المتعلَّق نوعان:
    النوع الأول: أن يكون مذكورا. وهذا هو الأصل، مثل الأمثلة اللي مرت علينا، المتعلَّق مذكور، إذا قلت: جُلس في البيت، أو جُلس في المسجد. المتعلَّق مذكور.

    النوع الثاني: أن يكون المتعلَّق محذوفا. ويحذف المتعلَّق في أربعة مواضع، وهو عنوان المسألة إيه؟ الثالثة اللي عطيتكم (حذف المتعلَّق)، إذن نترك موضوع الحذف. والأصل هو أن يكون المتعلَّق مذكورا في الكلام، لكن هنا نقطة مهمة طرقها ابن هشام، وهي: هل كل حرف جر مع مجروره يحتاج إلى متعلَّق؟ أو فيه بعض المجرورات ما تحتاج إلى متعلَّق؟

    الجواب يقول: إنه لا بد من تعلقهما بفعل أو بما في معناه، وقد اجتمعا في قوله -تعالى-: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
    اجتمع في هذه الآية أن الجار والمجرور تعلق بفعل، وتعلق بما فيه معنى الفعل، فقوله -سبحانه-: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (على) حرف جر، طبعا (أنعمت) فعل وفاعل، (أنعم) فعل ماض مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، (أنعمت)، (عليهم): (على) حرف جر، والهاء ... الهاء ما نقول: (هم). انتبهوا! الهاء فقط؛ لأن (هم) من ضمائر الرفع المنفصلة، لكن الهاء هي اللي تيجي في محل جر، فالهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بـ (على)، والميم علامة الجمع، والجار والمجرور متعلق بالفعل أنعمت، إذن ما نوع المتعلَّق؟ نوعه أيش؟ فعل، هذا النوع هو اللي يقصده ابن هشام عندما قال: وقد اجتمعا.

    النوع الثاني: ما فيه معنى الفعل. واللي فيه معنى الفعل مثل: اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة مثلا، أو أفعل التفضيل، أو اسم التفضيل، قال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ (غير) صفة للاسم الموصول، (صراط) مضاف، و(الذين) مضاف إليه في محل جر. إذن الموصول محله جر، فتكون (غير) صفة مجرورة، وصفة المجرور مجرور. (غير).
    غير: مضاف و(المغضوب عليهم) مضاف إليه (المغضوب)، (عليهم) مثلما قلنا في (عليهم) الأولى، لكن الفرق بينهما في المحل الإعرابي، الجار والمجرور الأول في محل نصب؛ لأني قلت لكم: إن الجار والمجرور في محل نصب مفعول به من جهة المعنى، طيب (المغضوب عليهم) اسم المفعول ماذا يعمل؟ يعمل عمل الفعل المبني للمجهول، يعني: يرفع نائب فاعل، وعلى هذا نقول (عليهم): جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل.

    حروف الجر التي لا تحتاج إلى متعلَّق

    ويستثنى من حروف الجر أربعة لا تتعلق بشيء هناك نوع من حروف الجر ما تحتاج إلى متعلَّق.

    الباء الزائدة

    * الشرح :
    التعبير بالباء الزائدة فيه نظر، ولو قال: الحروف الزائدة كالباء، كان أشمل؛ لأن هل الزيادة خاصة بالباء؟ لا، الحروف الزائدة غير الباء مثل: (من) تأتي زائدة، فلو قال: الحرف الزائد كالباء، كان أشمل. فالحرف الزائد لا يحتاج إلى متعلَّق، مثل قول الله -تعالى-:(كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) .
    (كفى) فعل ماض مبني على فتح مقدر، لا محل له من الإعراب.
    (بالله) الباء: حرف جر زائد إعرابا مؤكِّد معنى. خذوها قاعدة ، هذه طريقة إعراب الحروف الزائدة في القرآن، ما تقول: حرف جر زائد وتمشي، لا؛ لأن الحرف الجر الزائد في الأصل، أو الزائد في الأصل ليس له معنى، لكن في القرآن لا يوجد فيه شيء ليس له معنى؛ ولهذا ذكر ابن هشام نفسه في كتابه (قواعد الإعراب)، وقال: (ينبغي لمن يعرب القرآن أن يتحاشى وصف الحرف بالزيادة؛ لأن الزائد هو الذي ليس له معنى، وليس في القرآن شيء ليس له معنى). ومثل هذا قال الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن).
    إذن القاعدة في إعراب الحروف الزائدة في القرآن أن تقول: (زائد إعرابا مؤكِّد معنًى). لفظ الجلالة بالله: فاعل كفى مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. لا تستطيلوا يا إخوان هذا الإعراب، هذا الإعراب مثابة ختم، لكل حرف زائد تقول الكلام هذا، إلا أنك قد تقول فاعل مرفوع، أو مفعول به منصوب، لكن الكلام لا يتغير، إذن لفظ الجلالة هنا فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (حسيبا) تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

    فحرف ... ها؟ (شهيدا) كالثاني حسيبا، هو حسيبا وشهيدا كلاهما تمييز، نعم من المتكلم؟ كفى فعل ماض مبني على فتح مقدر، إذن حرف الجر الزائد هنا مع مجروره ما له متعلَّق، كأني ببعضكم يقول: لماذا حرف الجر الزائد ما له متعلَّق؟

    والجواب: أن أصل حرف الجر يأتي للربط في الكلام، حرف الجر الأصلي يأتي للربط في الكلام، مثل قولك: جئت من البيت، أنت تريد إنك تربط بين المجيء وبين البيت، صار الجار والمجرور يحتاج إلى متعلَّق، لكن حرف الجر الزائد ما جاء للربط، إنما جاء لغرض التوكيد، ومن ثم فلا يحتاج إلى متعلَّق، فهمتم الجواب يا إخوان؟

    يعني الجواب مرة أخرى: لماذا حرف الجر الزائد ما يحتاج إلى متعلَّق؟ والجواب: أن حرف الجر الزائد جاء للتوكيد، بخلاف حرف الجر الأصلي، فقد جاء للربط، وما جاء للربط -يعني ربط الكلام بعضه ببعض- فهو بحاجة إلى متعلَّق. ومن الحروف الزائدة قول الله -تعالى-: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ فهل: حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب، (من) حرف جر زائد إعرابا مؤكد معنى (من)، خالق: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة -مثل الكلام السابق- منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، (غير) خبر المبتدأ، (غير) مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ مثل أيضا: قول الله -تعالى-: مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ الآن حرف الجر الزائد (من) ما هو الباء، كما في الآية اللي قبل، (من بشير)، من: حرف جر زائد إعرابا مؤكد معنى، بشير: فاعل جاء مرفوع بضمة مقدرة ... إلى آخره.

    طيب، مثال أخير، قد يكون تكثير الأمثلة فيه فائدة: مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ من: حرف جر زائد إعرابا مؤكد معنى، تفاوت: مفعول به منصوب لترى، وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة جرف الجر الزائد .

    حرف الجر الشبيه بالزائد

    الثاني الذي لا يحتاج إلى متعلَّق.
    قال: (لعل)، نحو:
    .................. لعـل أبـي المغــوار منـك قريــب

    * الشرح:
    النوع الثاني مما لا يحتاج إلى متعلَّق: حرف الجر الشبيه بالزائد. الشبيه بالزائد مثل: لعل. الأصل في لعل كما تعلمون أنه حرف مشبه بالفعل، ينصب الاسم ويرفع الخبر، لكن بعض العرب وهم عقيل يستعملونها حرف جر، فيقولون مثلا: لعل زيدٍ يأتي. فيعتبرونها حرف جر، وهنا ساق ابن هشام هذا البيت من أشعارهم، يقول:
    ................. لعـل أبـي المغــوار منـك قريــب

    لو كانت (لعل) على أصلها تنصب الاسم وترفع الخبر، كان يقول: لعل أبا. لما قال: أبي. دل على أنها حرف جر، والإعراب أن تقول: لعل: حرف جر شبيه بالزائد، أبي: مبتدأ، مبتدأ مرفوع بالواو، والتي منع من ظهورها الياء التي جاءت من أجل الجر؛ لأن الياء منين جاءت؟ بسبب حرف الجر، ونحن نريد الواو. فهنا نقول: أبي: مبتدأ مرفوع بواو مقدرة منع من مجيئها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، ما هي بحركة هنا، لكن من باب التسامح في الإعراب يقال حركة ما في مانع (لعل أبي)، وعلى هذا كلمة (أبي) من جهة اللفظ مجرورة، لكن من جهة المحل مرفوعة، وتأخذونها قاعدة في حروف الجر الزائدة: أن الاسم اللي يدخل عليه حرف الجر باللفظ مجرور، لكن في المحل على حسب: قد يكون مرفوعا، وقد يكون منصوبا، فهكذا هنا كلمة (أبي)، و(أبي) مضاف، و(المغوار) مضاف إليه مجرور.

    وقوله قريب: هذا هو خبر المبتدأ، وهذا هو الدليل على أن أبي، أنه مبتدأ، وعلى هذا نقول: إن الجار والمجرور -لعل- لا يحتاج إلى متعلَّق؛ لأنه حرف جر زائد، أو شبيه بالزائد، ها؟ شبيه بالزائد.
    طيب، هل تريدون أن تعرفوا الفرق بين حرف الجر الأصلي والزائد والشبيه بالزائد؟
    الجواب: نعم. حرف الجر الأصلي له صفتان: الصفة الأولى: له معنى خاص. الصفة الثانية: له متعلَّق.
    هذا حرف الجر الأصلي، له معنى خاص، مثل في: للظرفية، على: للاستعلاء، إلى: انتهاء الغاية. إذن كل حروف الجر الأصلية لا بد لها من معنى، بعضها قد يكون له أكثر من معنى.

    الوصف الثاني وهو أيش؟ يحتاج إلى متعلَّق، كما قلت لكم في أول الكلام. حرف الجر الزائد ينعدم فيه الوصفان، ليس له معنى خاص، وليس له متعلَّق، نعم، حرف الجر الزائد يا إخوان، ما جاء إلا لغرض التوكيد؛ ولهذا كل حروف الجر الزائدة ما لها إلا التوكيد فقط، إذن هل هذا معنى خاص؟ هذا معنى عام.

    الوصف الثاني العدمي: لا تحتاج إلى متعلَّق، حرف الجر الشبيه بالزائد، خذ وصفا من الأول ووصفا من الثاني، خذ وصفا من الأول له معنى، وخذ وصفا من الثاني ليس له متعلَّق؛ ولهذا سموه (شبيه بالزائد)، يعني: له علاقة بحرف الجر الأصلي أنه يشبهه من جهة المعنى، أن له معنى خاص، ولهذا (لعل) اللي مرت علينا دي أيش معناها؟ ها؟ الترجي. إذن لها معنى خاص لكنها لا تحتاج إلى متعلَّق.

    والخلاصة: أن حروف الجر من حيث الأصالة وعدمها ثلاثة أنواع: حرف جر أصلي: وهو ما له معنى خاص ويحتاج إلى متعلَّق، حرف جر زائد: ليس له معنى خاص ولا يحتاج إلى متعلَّق، كذا؟ حرف جر شبيه بالزائد: له معنى خاص ولا يحتاج إلى متعلَّق.

    الثالث اللي ذكره ابن هشام: الذي لا يحتاج إلى متعلَّق: (لولا)، كقولك: لولاك فـي ذا العام لم أحجــج

    * الشرح:
    أظن عندكم بالنسخة المطبوعة: (كقولك)، ولّا لا؟
    وهذا في الواقع وجد واحدة من المخطوطتين، لكن المخطوطة الثانية وهي الصواب قال: (كقوله). هذا أصوب؛ لأن هذا شطر من بيت الشعر ينسب للعرجي، إذن تكتب في نسختك: لعل الصواب (كقوله)، كما في المخطوطة الأخرى لهذه الرسالة.

    (لولا) إذا دخل عليها، إذا اتصلت بالضمير فهي حرف جر، لو قلت: لولاك، لولاي، لولاه، حرف جر الآن، وهي حرف جر شبيه بالزائد، ليه شبيه بالزائد؟ لأن له معنى، وهو أنه حرف امتناع لوجود، لكنها لا تحتاج إلى متعلَّق.

    طيب، كيف تعرب لولاك؟ تقول: لولا: حرف امتناع لوجود وجر شبيه بالزائد. وعلى هذا نقول: لا تكون (لولا) من حروف الجر، إلا إذا اتصلت بالضمير، أما لو دخلت على الاسم الظاهر، مثل: لولا زيد لأتيتك، هنا ليست بحرف جر، لكن إذا اتصلت بضمير فهي حرف جر، الكاف: لها محلان من الإعراب: فهي في محل جر بـ(لولا)، وهي في محل رفع مبتدأ، هكذا يقول شيخ النحويين سيبويه، يعربها هكذا، يقول: الكاف لها محلان: بالنسبة للظاهر في محل جر؛ لأنه دخل عليها حرف جر، وبالنسبة للمحل في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا. والتقدير في البيت الذي معنا: لولاكِ موجودة في ذا العام لم أحجج.

    وقوله: (في ذا العام)، في: حرف جر، وذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر، العام هنا قاعدة، اكتبوها عندكم مفيدة، إذا جاء بعد اسم الإشارة اسم محلى بـ(أل)، فلك أن تعربه بدلا، أو عطف بيان، أو صفة، لكن إن كان مشتقا، فالأحسن أن يكون صفة، مثل لو قلت: مررت بهذا القائم. القائم مشتق لأنه اسم فاعل، أحسن أنك تعربه صفة، وإن كان جامدا، مثل الكلمة اللي معنا دي (العام)، فالأحسن أن تعربه بدلا أو عطف بيان، هذه قاعدة الاسم المحلى بـ(أل) بعد إيه؟ بعد اسم الإشارة.

    وقوله: (لم أحجج)، لم -كما سيأتي إن شاء الله-: حرف نفي وجزم وقلب، وأحجج: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لأجل الروي.

    الحرف الرابع الذي لا يحتاج إلى متعلَّق: كاف التشبيه. نحو: زيد كعمرو.
    ------
    حرف التشبيه كونه ما يحتاج إلى متعلَّق، هذا رأي لبعض النحويين، وإلا فإن ابن هشام رجح في (مغني اللبيب) أن حرف الجر الدال على التشبيه حرف جر أصلي، حكمه حكم غيره من الحروف، يحتاج إلى متعلَّق، واضح؟ ابن هشام هنا جرى على قول بعض النحويين، والقول الثاني -وهو الأرجح-: أن كاف التشبيه حرف جر أصلي، وحروف الجر الأصلية تحتاج إلى متعلَّق؛ ولهذا تقول: زيد مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، كعمرو: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. وننتهي إلى أن حرف الجر الذي يحتاج إلى متعلَّق هو حرف الجر الأصلي، وأما حرف الجر الزائد والشبيه بالزائد، فهذا لا يحتاج إلى متعلَّق، وبهذا نكون قد أنهينا المسألة الأولى، وهي الأساس في الموضوع، المسائل الباقية أمرها سهل.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف) Empty رد: التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أبريل 19, 2013 3:23 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من المسائل المهمة والتي لا يـَحْسُنُ بطالب اللغة العربية ألاّ يدرسَها لاسيما في درس النحو ‏‏"مسألة التعلقات"، وهي من المسائل التي يستصعب منها، والسبب ظاهر وهو أننا لم نتعلمها ‏منذ الصغر، بل درجنا على أن نعرب شبه الجمل - وهي مدار موضوعنا كما سيأتي- ‏بطريقة ظاهرية سطحية فنقول في إعراب: "بسم الله الرحمن الرحيم"، "بسم": جار ومجرور، ‏ونقول في إعراب: "جلست أمام التلفاز"، "أمام": ظرف مكان، ونقول في إعراب: "جئت يوم ‏الثلاثاء"، "يوم": ظرف زمان، وهكذا...

    وهذا إعراب قاصر وناقص؛ فالحق أنّ بعد هذا ‏الإعراب ما هو أعمق من حيث فهم المعنى المراد، ولا تنسَوْا أنّ الإعراب ذو علاقة وثيقة ‏بالمعنى، بل هما صنوان، بل إنّ هذه القضية من القضايا التي يترتب عليها اختلافات في المعنى،
    وبغير ‏ذلك يعود النحو تدريباتٍ شكليةً نحفظها ونرددها كما يعاب - جوراً وظلماً - أحياناً على ‏النحاة.‏

    وهنا لا بد من إشارة إلى أنّ ما سأخطه هنا عبارة عن تلخيص واختصار مع زيادة مني في الشرح والتبسيط لهذا المبحث في ‏الكتاب الماتع "التطبيق النحوي" للدكتور عبده الراجحي، فمن يردْ أن يفهمه بتوسع فعليه بهذا ‏الكتاب؛ إذ إني لن أفصل القول فيها وإنما سأبين المعنى العام لـِ "التعلق"، .‏

    أولاً، شبه الجمل، وهي:‏
    ‏1- الظرف بنوعيه:‏
    أ- المكاني.‏
    ب- الزماني.‏

    ‏2- الجار والمجرور. ‏

    ثانياً، سبب التسمية بذلك:
    وهو أنّ أشباه الجمل لا تستقل بذاتها في الكلام بحيث تؤدي معنى ‏مستقلاً، وإنما يؤديان معنى فرعياً تابعاً للجمل، فأنت إذا قلت: "بالقلم"، لم يكن ذلك جملة تامة، ‏وإذا قلت: "كتبت"، كان ذلك جملة تامة؛ لأنّه عبارة عن مسند ومسند إليه، مسند هو الفاعل ‏وهو هنا الضمير المتصل "التاء"، ومسند إليه وهو الفعل وهو هنا الفعل "كتب".‏

    وأما إذا قلت: "كتبت بالقلم" فإنك أتيت بكلام مفيد، وفيه قدر زائد على قولك: "كتبت"؛ إذ فيه ‏بيان للآلة المستعملة في الكتابة وهي القلم.‏

    فلاحظوا أنّ شبه الجملة الجار والمجرور "بالقلم" أفاد معنى زائداً لم يكن موجوداً في "كتبت"؛ ‏إذ الآلة لم تكن متعينة، وفي الوقت نفسه لم تستقل بنفسها في الكلام.

    ثالثاً، شرح معنى التعلق:‏

    تعلمون أنّ الفعل وما ناب عنه من المشتقات يدل كل ذلك على حدث؛ ولهذا سمي الفعل فعلاً لأنّ الفعل ‏هو الحدث، وهذا الحدث لا يحصل في فراغ، وإنما لا بدّ له من وعاء زماني ومكاني يحدث ‏فيه، وحتى لو جردنا الجملة من شبه الجمل كأن نقول: "سافرت"، فهذا لا يعني أنّ الحدث لم ‏يحصل في زمان وفي مكان، بل قطعاً حصل فيهما، ولكنّ الفرق بين كلا الحالتين أنّ الحدث ‏لا يكون متعينا في حالة عدم ذكر شبه الجمل، ويكون متعيناً في حالة ذكرها.‏

    ففي مثالنا: "سافرت"، دل الفعل على حدث هو السفر، وهذا السفر وقع في الزمن الماضي، ‏ووقع في مكان، ولكنهما غير متعينين، فالماضي يشمل كل ظرف قبل زمن التكلم، أي أمس ‏مثلاً، وأول أمس، وقبل عشرة أيام...، وكذلك المكان محتمل لأن يكون إلى مصر أو إلى ‏سوريا أو من الأردن أو من لبنان...‏

    فتأتي شبه الجملة فتعين الزمان أو المكان، فإذا قلت مثلاً: "سافرت أمس"، حصل تعيين للزمن ‏الماضي، وإذا قلت: "سافرت أمسِ من الأردن" حصل تعيين للزمان الماضي ولمكان ابتداء ‏السفر أيضاً، وإذا قلت: "سافرت أمس من الأردن إلى مصر"، حصل تعيين للزمان الماضي ‏ولمكان ابتداء السفر، ولمكان انتهائه أيضاً، وكل هذه المعاني الزائدة أفادتها شبه الجمل كما ‏تلاحظون، ولولاها لما فهمناها. ‏

    خلاصة:
    التعلق إذن بحسب ما يفهم مما ذكر كما يعرفه الدكتور عبده الراجحي: "عبارة عن ‏ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه، بالإضافة إلى دلالته على ‏‏"الحيز" الذي يقع فيه الفعل.‏

    رابعاً، استنتاجات:
    نستنتج مما سبق أيضاً أموراً أخر:‏
    ‏1- أنّ شبه الجملة عبارة عن متعلِّقات – بكسر اللام المشددة -، ولا بد لها من متعلَّقات – ‏بفتح اللام المشددة – تتعلق بها.‏

    ‏2- أنّ شبه الجملة لا تتعلق إلاّ بما فيه معنى الحدث فقط، وهي الفعل والمشتقات التي فيها ‏معنى الفعل.‏

    فمثلاً إذا قلت: "زيد في البيت"، "في البيت" شبه جملة جار ومجرور، وهو متعلِّق، وله متعلَّق، ‏هذا المتعلق لا يجوز أن يكون هو المبتدأ وهو في الجملة "زيد"؛ لأنّ "زيد" عبارة عن اسم علم ‏ليس فيه دلالة على الحدث، فكان لا بد من متعلَّق محذوف مقدر هو فعل "استقر"، وبهذا نفسر ‏قولهم في الإعراب: وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر، أو بخبر محذوف، تقديره "استقر"؛ لأنّ ‏الاستقرار فيه معنى الحدث، فصح تعلق شبه الجملة فيه.‏

    ‏3- أنّ إعراب شبه الجملة كما في مثالنا خبراً بحد ذاتها أمر خاطىء، وإن كنا نتساهل فيه ‏للمبتدئين ولصغار الطلبة في المدارس، فنقول: وشبه الجملة جار ومجرور خبر، فينبغي أن ‏يعلم ويحترز منه.‏

    رابعاً، بيان متعلقات شبه الجمل:‏

    ذكرنا أنّ شبه الجملة إنما تتعلق بكل ما يدل على الحدث من الفعل أو ما كان فيه معنى الفعل ‏من المشتقات أو ما هو مؤول بالمشتقات، وإن لم يكن ذلك موجوداً في الجملة فيقدر تقديراً كما ‏ذكرت، وأذكر منها:‏
    ‏1- المصدر: فالمصدر فيه معنى الحدث.‏
    ‏2- اسم الفعل: وفيه معنى الحدث أيضاً.‏
    ‏3- اسم الفاعل: فهو يدل على الحدث ويدل على من قام به.‏

    خامساً، أمثلة:‏

    ‏1- سافرت يوم الثلاثاء، شبه الجملة ظرف زمان منصوب متعلق بالفعل "سافرت".‏

    ‏2- الكأس على الطاولة، شبه الجملة جار ومجرور متعلق بخبر محذوف تقديره "استقر".‏


    هذا باختصار شديد، وأذكركم بأنّه من يرد منكم التوسع فليعد إلى هذا المبحث في "التطبيق ‏النحوي"، أو في "مغني اللبيب" للإمام ابن هشام الأنصاري وغيرها من كتب النحو، والله تعالى ‏أعلم، والحمد لله رب العالمين
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف) Empty التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف)

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 6:30 am


    التعلق من مباحث الجار والمجرور والظرف في كتب النحو .
    والمقصود بالتعلق هو الارتباط ، بمعنى أن يتعلق لفظ بلفظ في المعنى . فمثلاً : لو قلت : في الاختبار . وسكت ، فلن تفهم شيئاً محدداً ، فإذا قلت : نجحت في الاختبار ، اتضح لك المراد ، ولم يتضح لك المراد بالجار والمجرور (في الاختبار) ، وإنما اتضح لك بعد أن ذكرت الفعل الذي تعلق به هذا الجار والمجرور . ولذلك فإن النحويين يقولون إن الجار والمجرور والظرف لا بد لهما من التعلق بالفعل وهذا هو الأصل أو ما فيه معنى الفعل كاسم الفاعل والمفعول ونحوها.
    وقد بحث ابن هشام رحمه الله هذا الأمر في كتابه الثمين مغني اللبيب عن كتب الأعاريب في الباب الثالث من كتابه [5/271 بتحقيق عبداللطيف الخطيب] تحت عنوان (ذكر أحكام ما يشبه الجملة وهو الظرف والجار والمجرور - ذكر حكمهما في التعلق). ثم قال :(لا بد من تعلقهما بالفعل أو ما يشبهه ، أو ما أول بما يشبهه ، أو ما يشير إلى معناه ، فإن لم يكن شيء من هذه الأربعة موجوداً قدر).
    وقد أشار لها باختصار في رسالته :(مختصر قواعد الإعراب) فقال :
    (البَابُ الثَّانِي: فِي الظَّرْفِ وَالجَارِ وَالْمَجْرُورِ ، وَفِيهِ أَرْبَعُ مَسَائِلَ :
    [إِحْدَاهَا] : أنَّهُ لا بُدَّ مِنْ تَعَلُّقِهِمَا بِفْعْلٍ، أَوْ بِمَا فِي مَعْنَاهُ، وَقَدِ اجْتَمَعَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ .
    وَيُسْتَثْنَى مِنْ حُرُوفِ الجَرِّ أَرْبَعَةٌ لا تَتَعَلَّقُ بِشَيءٍ، وَهِيَ:
    (البَاءُ الزَّائِدَةُ)، نَحْوَ: وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا .
    وَ(لَعَلَّ)، نَحْوَ: (لَعَلَّ أَبِي الْمِغْوَارَ مِنْكَ قَرِيبٌ).
    وَ(لَوْلا)، كَقَوْلِكَ: (لَوْلاكَ فِي ذَا الْعَامِ لَمْ أَحُجّ).
    وَ(كَاف التَّشْبيه)، نَحْوَ: (زَيْدٌ كَعَمْرٍو). ).
    وقد شرح هذه الرسالة الشيخ الجليل عبدالله بن صالح الفوزان في إحدى الدورات بجامع شيخ الإسلام بن تيمية شرحاً بديعاً فقال في شرح هذا الجزء من الرسالة : [مع مراعاة أن هذا نقل لشرحه الشفهي ففيه عبارات تقال في الشرح وحقها في الكتابة غير ذلك].
    فأولاً وهي المسألة الأولى: حاجتهما إلى متعلَّق، ما هو المتعلَّق؟
    المتعلَّق هو ما يعمل في الظرف أو في الجار والمجرور ويبين معناهما والمراد بهما
    يمر في الإعراب يقال: جار ومجرور متعلق بكذا، من الطلاب من لا يعرف معنى متعلق بكذا، فما هو معنى المتعلِّق، ما المتعلِّق وما المتعلَّق به.

    المتعلِّق: هو الجار والمجرور أو الظرف، والمتعلَّق به ما ذكر ابن هشام عندما قال المسألة الأولى لا بد من تعلقهما بفعل أو بما في معناه، المثال: إذا قلت: ( جئتُ من البيتِ )، فـ( مِن البيت ) هذا جار ومجرور، أين الذي وضحه في الكلام وبيّن المراد به؟ أنت لو قلت: ( من البيت ) ما فُهم المقصود، فلما قلت: ( جئتُ من البيتِ ) صار قولك: ( من البيت ) متعلقًا بالفعل ( جئتُ).

    فلو قيل: أعرب تقول: ( جئت ): فعل وفاعل، ( جاء ): فعل ماضٍ مبني على الفتح والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، و( من ): حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و( البيت ): اسم مجرور بـ( من ) وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلق بالفعل ( جئتُ ).

    إذن التعلق ارتباط بين الجار والمجرور وبين العامل، سواء أكان فعلًا أم وصفًا، لو قلت: ( صمتُ يومَ الخميس )، فـ( صمتُ ): فعل وفاعل، ( يوم ): ظرف زمان منصوب، أين الناصب له؟ ( يوم ) أين الناصب له؟ ( صمتُ )، إذن هو متعلق به، لكن الغالب في الظروف المنصوبة على الظرفية يكتفون بقولهم: منصوبة بالفعل صمت يعني أنه متعلق به وأنه هو العامل فيه.

    إذا قلت مثلا: ( أجالسٌ أخوك في المسجد ): الهمزة للاستفهام، و( جالس ): مبتدأ، ( أخوك ): فاعل سد مسد الخبر، مثل ما مر مرفوع بالواو، والضمير مضاف إليه، ( في المسجد ): ( في ): حرف جر، و( المسجد ): اسم مجرور بـ( في )، والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل ( جالس ). أليس اسم الفاعل هو الذي وضح الجار والمجرور، وبين المراد به وعمل فيه؟ فيكون متعلقًا به.

    والمراد بالعمل هو أنهم يقولون: الجار والمجرور مفعول به في المعنى، وأما بالنسبة للظرف - كما قلت لكم - إن الظرف يكون منصوبًا، والنصب له ما قبله من فعل أو غيره، ولعله بهذا اتضح لنا أن المراد بالمتعلق هو ما يوضح الجار والمجرور ويبينه ويعمل فيه.

    مثال آخر: لو قلت: ( جُلِسَ في المسجد )، ( جُلس ): فعل ماض مبني للمجهول، وأنت تعرف أن الفعل المبني للمجهول يستدعي نائب فاعل، وليس في الكلام غير الجار والمجرور، إذن أكيد أنه هو نائب الفاعل، وعلى هذا تقول: ( في المسجد ): جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل.

    من هذا المثال والذي قبله نستفيد أن المتعلق له وصفان: الوصف الأول أنه يبين ويحدد المراد بالجار والمجرور، والوصف الثاني أنه هو الذي يعمل في الجار والمجرور ... نائب فاعل، أين الذي عمل فيه؟ الفعل ( جُلس ) إذن ماذا نقول عن جُلس؟ متعلَّق، وماذا نقول عن الجار والمجرور؟ متعلِّق، لعلكم فهمتم هذا إن شاء الله.

    الجار والمجرور والظرف - كما ذكر ابن هشام - يتعلقان إما بالفعل وهذا هو الأصل، مثل ( جئت من البيت )، ( سافرت إلى مكة )، أو يتعلق بوصف وهو ما فيه معنى الفعل، مثل اسم الفاعل: ( أجالس أخوك في المسجد )، أو اسم المفعول كما في الآية التي ذكرها المؤلف صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ الجار والمجرور ( عليهم ) متعلق بـ( المغضوب ) والمغضوب من أي الأوصاف؟ اسم مفعول.

    المتعلَّق نوعان:
    النوع الأول: أن يكون مذكورا. وهذا هو الأصل، مثل الأمثلة اللي مرت علينا، المتعلَّق مذكور، إذا قلت: جُلس في البيت، أو جُلس في المسجد. المتعلَّق مذكور.

    النوع الثاني: أن يكون المتعلَّق محذوفا. ويحذف المتعلَّق في أربعة مواضع، وهو عنوان المسألة إيه؟ الثالثة اللي عطيتكم (حذف المتعلَّق)، إذن نترك موضوع الحذف. والأصل هو أن يكون المتعلَّق مذكورا في الكلام، لكن هنا نقطة مهمة طرقها ابن هشام، وهي: هل كل حرف جر مع مجروره يحتاج إلى متعلَّق؟ أو فيه بعض المجرورات ما تحتاج إلى متعلَّق؟

    الجواب يقول: إنه لا بد من تعلقهما بفعل أو بما في معناه، وقد اجتمعا في قوله -تعالى-: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
    اجتمع في هذه الآية أن الجار والمجرور تعلق بفعل، وتعلق بما فيه معنى الفعل، فقوله -سبحانه-: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (على) حرف جر، طبعا (أنعمت) فعل وفاعل، (أنعم) فعل ماض مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، (أنعمت)، (عليهم): (على) حرف جر، والهاء ... الهاء ما نقول: (هم). انتبهوا! الهاء فقط؛ لأن (هم) من ضمائر الرفع المنفصلة، لكن الهاء هي اللي تيجي في محل جر، فالهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بـ (على)، والميم علامة الجمع، والجار والمجرور متعلق بالفعل أنعمت، إذن ما نوع المتعلَّق؟ نوعه أيش؟ فعل، هذا النوع هو اللي يقصده ابن هشام عندما قال: وقد اجتمعا.

    النوع الثاني: ما فيه معنى الفعل. واللي فيه معنى الفعل مثل: اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة مثلا، أو أفعل التفضيل، أو اسم التفضيل، قال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ (غير) صفة للاسم الموصول، (صراط) مضاف، و(الذين) مضاف إليه في محل جر. إذن الموصول محله جر، فتكون (غير) صفة مجرورة، وصفة المجرور مجرور. (غير).
    غير: مضاف و(المغضوب عليهم) مضاف إليه (المغضوب)، (عليهم) مثلما قلنا في (عليهم) الأولى، لكن الفرق بينهما في المحل الإعرابي، الجار والمجرور الأول في محل نصب؛ لأني قلت لكم: إن الجار والمجرور في محل نصب مفعول به من جهة المعنى، طيب (المغضوب عليهم) اسم المفعول ماذا يعمل؟ يعمل عمل الفعل المبني للمجهول، يعني: يرفع نائب فاعل، وعلى هذا نقول (عليهم): جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل.

    حروف الجر التي لا تحتاج إلى متعلَّق

    ويستثنى من حروف الجر أربعة لا تتعلق بشيء هناك نوع من حروف الجر ما تحتاج إلى متعلَّق.

    الباء الزائدة

    * الشرح :
    التعبير بالباء الزائدة فيه نظر، ولو قال: الحروف الزائدة كالباء، كان أشمل؛ لأن هل الزيادة خاصة بالباء؟ لا، الحروف الزائدة غير الباء مثل: (من) تأتي زائدة، فلو قال: الحرف الزائد كالباء، كان أشمل. فالحرف الزائد لا يحتاج إلى متعلَّق، مثل قول الله -تعالى-:(كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) .
    (كفى) فعل ماض مبني على فتح مقدر، لا محل له من الإعراب.
    (بالله) الباء: حرف جر زائد إعرابا مؤكِّد معنى. خذوها قاعدة ، هذه طريقة إعراب الحروف الزائدة في القرآن، ما تقول: حرف جر زائد وتمشي، لا؛ لأن الحرف الجر الزائد في الأصل، أو الزائد في الأصل ليس له معنى، لكن في القرآن لا يوجد فيه شيء ليس له معنى؛ ولهذا ذكر ابن هشام نفسه في كتابه (قواعد الإعراب)، وقال: (ينبغي لمن يعرب القرآن أن يتحاشى وصف الحرف بالزيادة؛ لأن الزائد هو الذي ليس له معنى، وليس في القرآن شيء ليس له معنى). ومثل هذا قال الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن).
    إذن القاعدة في إعراب الحروف الزائدة في القرآن أن تقول: (زائد إعرابا مؤكِّد معنًى). لفظ الجلالة بالله: فاعل كفى مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. لا تستطيلوا يا إخوان هذا الإعراب، هذا الإعراب مثابة ختم، لكل حرف زائد تقول الكلام هذا، إلا أنك قد تقول فاعل مرفوع، أو مفعول به منصوب، لكن الكلام لا يتغير، إذن لفظ الجلالة هنا فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (حسيبا) تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

    فحرف ... ها؟ (شهيدا) كالثاني حسيبا، هو حسيبا وشهيدا كلاهما تمييز، نعم من المتكلم؟ كفى فعل ماض مبني على فتح مقدر، إذن حرف الجر الزائد هنا مع مجروره ما له متعلَّق، كأني ببعضكم يقول: لماذا حرف الجر الزائد ما له متعلَّق؟

    والجواب: أن أصل حرف الجر يأتي للربط في الكلام، حرف الجر الأصلي يأتي للربط في الكلام، مثل قولك: جئت من البيت، أنت تريد إنك تربط بين المجيء وبين البيت، صار الجار والمجرور يحتاج إلى متعلَّق، لكن حرف الجر الزائد ما جاء للربط، إنما جاء لغرض التوكيد، ومن ثم فلا يحتاج إلى متعلَّق، فهمتم الجواب يا إخوان؟

    يعني الجواب مرة أخرى: لماذا حرف الجر الزائد ما يحتاج إلى متعلَّق؟ والجواب: أن حرف الجر الزائد جاء للتوكيد، بخلاف حرف الجر الأصلي، فقد جاء للربط، وما جاء للربط -يعني ربط الكلام بعضه ببعض- فهو بحاجة إلى متعلَّق. ومن الحروف الزائدة قول الله -تعالى-: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ فهل: حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب، (من) حرف جر زائد إعرابا مؤكد معنى (من)، خالق: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة -مثل الكلام السابق- منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، (غير) خبر المبتدأ، (غير) مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ مثل أيضا: قول الله -تعالى-: مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ الآن حرف الجر الزائد (من) ما هو الباء، كما في الآية اللي قبل، (من بشير)، من: حرف جر زائد إعرابا مؤكد معنى، بشير: فاعل جاء مرفوع بضمة مقدرة ... إلى آخره.

    طيب، مثال أخير، قد يكون تكثير الأمثلة فيه فائدة: مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ من: حرف جر زائد إعرابا مؤكد معنى، تفاوت: مفعول به منصوب لترى، وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة جرف الجر الزائد .

    حرف الجر الشبيه بالزائد

    الثاني الذي لا يحتاج إلى متعلَّق.
    قال: (لعل)، نحو:
    .................. لعـل أبـي المغــوار منـك قريــب

    * الشرح:
    النوع الثاني مما لا يحتاج إلى متعلَّق: حرف الجر الشبيه بالزائد. الشبيه بالزائد مثل: لعل. الأصل في لعل كما تعلمون أنه حرف مشبه بالفعل، ينصب الاسم ويرفع الخبر، لكن بعض العرب وهم عقيل يستعملونها حرف جر، فيقولون مثلا: لعل زيدٍ يأتي. فيعتبرونها حرف جر، وهنا ساق ابن هشام هذا البيت من أشعارهم، يقول:
    ................. لعـل أبـي المغــوار منـك قريــب

    لو كانت (لعل) على أصلها تنصب الاسم وترفع الخبر، كان يقول: لعل أبا. لما قال: أبي. دل على أنها حرف جر، والإعراب أن تقول: لعل: حرف جر شبيه بالزائد، أبي: مبتدأ، مبتدأ مرفوع بالواو، والتي منع من ظهورها الياء التي جاءت من أجل الجر؛ لأن الياء منين جاءت؟ بسبب حرف الجر، ونحن نريد الواو. فهنا نقول: أبي: مبتدأ مرفوع بواو مقدرة منع من مجيئها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، ما هي بحركة هنا، لكن من باب التسامح في الإعراب يقال حركة ما في مانع (لعل أبي)، وعلى هذا كلمة (أبي) من جهة اللفظ مجرورة، لكن من جهة المحل مرفوعة، وتأخذونها قاعدة في حروف الجر الزائدة: أن الاسم اللي يدخل عليه حرف الجر باللفظ مجرور، لكن في المحل على حسب: قد يكون مرفوعا، وقد يكون منصوبا، فهكذا هنا كلمة (أبي)، و(أبي) مضاف، و(المغوار) مضاف إليه مجرور.

    وقوله قريب: هذا هو خبر المبتدأ، وهذا هو الدليل على أن أبي، أنه مبتدأ، وعلى هذا نقول: إن الجار والمجرور -لعل- لا يحتاج إلى متعلَّق؛ لأنه حرف جر زائد، أو شبيه بالزائد، ها؟ شبيه بالزائد.
    طيب، هل تريدون أن تعرفوا الفرق بين حرف الجر الأصلي والزائد والشبيه بالزائد؟
    الجواب: نعم. حرف الجر الأصلي له صفتان: الصفة الأولى: له معنى خاص. الصفة الثانية: له متعلَّق.
    هذا حرف الجر الأصلي، له معنى خاص، مثل في: للظرفية، على: للاستعلاء، إلى: انتهاء الغاية. إذن كل حروف الجر الأصلية لا بد لها من معنى، بعضها قد يكون له أكثر من معنى.

    الوصف الثاني وهو أيش؟ يحتاج إلى متعلَّق، كما قلت لكم في أول الكلام. حرف الجر الزائد ينعدم فيه الوصفان، ليس له معنى خاص، وليس له متعلَّق، نعم، حرف الجر الزائد يا إخوان، ما جاء إلا لغرض التوكيد؛ ولهذا كل حروف الجر الزائدة ما لها إلا التوكيد فقط، إذن هل هذا معنى خاص؟ هذا معنى عام.

    الوصف الثاني العدمي: لا تحتاج إلى متعلَّق، حرف الجر الشبيه بالزائد، خذ وصفا من الأول ووصفا من الثاني، خذ وصفا من الأول له معنى، وخذ وصفا من الثاني ليس له متعلَّق؛ ولهذا سموه (شبيه بالزائد)، يعني: له علاقة بحرف الجر الأصلي أنه يشبهه من جهة المعنى، أن له معنى خاص، ولهذا (لعل) اللي مرت علينا دي أيش معناها؟ ها؟ الترجي. إذن لها معنى خاص لكنها لا تحتاج إلى متعلَّق.

    والخلاصة: أن حروف الجر من حيث الأصالة وعدمها ثلاثة أنواع: حرف جر أصلي: وهو ما له معنى خاص ويحتاج إلى متعلَّق، حرف جر زائد: ليس له معنى خاص ولا يحتاج إلى متعلَّق، كذا؟ حرف جر شبيه بالزائد: له معنى خاص ولا يحتاج إلى متعلَّق.

    الثالث اللي ذكره ابن هشام: الذي لا يحتاج إلى متعلَّق: (لولا)، كقولك: لولاك فـي ذا العام لم أحجــج

    * الشرح:
    أظن عندكم بالنسخة المطبوعة: (كقولك)، ولّا لا؟
    وهذا في الواقع وجد واحدة من المخطوطتين، لكن المخطوطة الثانية وهي الصواب قال: (كقوله). هذا أصوب؛ لأن هذا شطر من بيت الشعر ينسب للعرجي، إذن تكتب في نسختك: لعل الصواب (كقوله)، كما في المخطوطة الأخرى لهذه الرسالة.

    (لولا) إذا دخل عليها، إذا اتصلت بالضمير فهي حرف جر، لو قلت: لولاك، لولاي، لولاه، حرف جر الآن، وهي حرف جر شبيه بالزائد، ليه شبيه بالزائد؟ لأن له معنى، وهو أنه حرف امتناع لوجود، لكنها لا تحتاج إلى متعلَّق.

    طيب، كيف تعرب لولاك؟ تقول: لولا: حرف امتناع لوجود وجر شبيه بالزائد. وعلى هذا نقول: لا تكون (لولا) من حروف الجر، إلا إذا اتصلت بالضمير، أما لو دخلت على الاسم الظاهر، مثل: لولا زيد لأتيتك، هنا ليست بحرف جر، لكن إذا اتصلت بضمير فهي حرف جر، الكاف: لها محلان من الإعراب: فهي في محل جر بـ(لولا)، وهي في محل رفع مبتدأ، هكذا يقول شيخ النحويين سيبويه، يعربها هكذا، يقول: الكاف لها محلان: بالنسبة للظاهر في محل جر؛ لأنه دخل عليها حرف جر، وبالنسبة للمحل في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا. والتقدير في البيت الذي معنا: لولاكِ موجودة في ذا العام لم أحجج.

    وقوله: (في ذا العام)، في: حرف جر، وذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر، العام هنا قاعدة، اكتبوها عندكم مفيدة، إذا جاء بعد اسم الإشارة اسم محلى بـ(أل)، فلك أن تعربه بدلا، أو عطف بيان، أو صفة، لكن إن كان مشتقا، فالأحسن أن يكون صفة، مثل لو قلت: مررت بهذا القائم. القائم مشتق لأنه اسم فاعل، أحسن أنك تعربه صفة، وإن كان جامدا، مثل الكلمة اللي معنا دي (العام)، فالأحسن أن تعربه بدلا أو عطف بيان، هذه قاعدة الاسم المحلى بـ(أل) بعد إيه؟ بعد اسم الإشارة.

    وقوله: (لم أحجج)، لم -كما سيأتي إن شاء الله-: حرف نفي وجزم وقلب، وأحجج: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لأجل الروي.

    الحرف الرابع الذي لا يحتاج إلى متعلَّق: كاف التشبيه. نحو: زيد كعمرو.
    ------
    حرف التشبيه كونه ما يحتاج إلى متعلَّق، هذا رأي لبعض النحويين، وإلا فإن ابن هشام رجح في (مغني اللبيب) أن حرف الجر الدال على التشبيه حرف جر أصلي، حكمه حكم غيره من الحروف، يحتاج إلى متعلَّق، واضح؟ ابن هشام هنا جرى على قول بعض النحويين، والقول الثاني -وهو الأرجح-: أن كاف التشبيه حرف جر أصلي، وحروف الجر الأصلية تحتاج إلى متعلَّق؛ ولهذا تقول: زيد مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، كعمرو: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. وننتهي إلى أن حرف الجر الذي يحتاج إلى متعلَّق هو حرف الجر الأصلي، وأما حرف الجر الزائد والشبيه بالزائد، فهذا لا يحتاج إلى متعلَّق، وبهذا نكون قد أنهينا المسألة الأولى، وهي الأساس في الموضوع، المسائل الباقية أمرها سهل.

    ** ** **
    ويمكن الاطلاع على هذا الشرح والاستماع إليه بصوت الشيخ على هذا الرابط :
    شرح مختصر قواعد الإعراب للشيخ عبدالله بن صالح الفوزان وفقه الله وحفظه.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف) Empty رد: التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف)

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 6:32 am


    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?52563-آلجار-هو-المتعلّقُ-..&highlight=%CA%DA%E1%DE+%C7%E1%D9%D1%DD

    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?40386-سؤال-عن-معنى-التعلق&highlight=%CA%DA%E1%DE+%C7%E1%D9%D1%DD

    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?13103-المتعلق!؟&highlight=%CA%DA%E1%DE+%C7%E1%D9%D1%DD

    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?60631-بم-نعلق-الجار-والمجرور-؟&highlight=%CA%DA%E1%DE+%C7%E1%CC%C7%D1+%E6%C7%E1%E3%CC%D1%E6%D1
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?54004-الجار-والمجرور-في-محل-....&highlight=%CA%DA%E1%DE+%C7%E1%CC%C7%D1+%E6%C7%E1%E3%CC%D1%E6%D1
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?53003-سؤال-في-متعلق-الجار-والمجرور-حيرني-فدلوني&highlight=%CA%DA%E1%DE+%C7%E1%CC%C7%D1+%E6%C7%E1%E3%CC%D1%E6%D1
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف) Empty رد: التعلق (تعلق الجار و المجرور و الظرف)

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يناير 13, 2014 11:44 am

    تعليقُ أشباه الجُمَل:

    منشور طويل ولكنّه لا يخلو من فوائد جمَّة بإذن الله أرجو أن تتحمَّلوه

    س1): ما شبهُ الجملة، مِمَّ تتألَّفُ؟
    الجارُّ والمجرور، ظرفُ الزَّمان وظرفُ المكان (والظُّروفُ تشمُل أسماءَ الشَّرطِ والاستفهامِ الدَّالَّةَ على الظَّرفيَّةِ وقد مرَّتْ في المفعول فيه).
    وإعرابُ شبهِ الجملةِ دونَ تعليقٍ يُعدُّ ناقصاً أي: لو قلتُ: ذهبتُ إلى البيت.
    لا يكفي أن أُعرِبَ إلى البيت: حرفَ جرٍّ واسماً مجروراً، وإنَّما عليَّ أن أذكرَ في النِّهاية أنَّهما مُتعلِّقان بالفعل "ذهبتُ".

    س2): لماذا نُعلِّق أشباه الجمل دون سواها، لماذا لا نُعلِّقُ الفاعلَ أو المفعولَ به مَثَلاً ؟!
    • لأنَّ اختلافَ تعليقِ شبه الجملة يؤدِّي إلى اختلاف المعنى في الجملة وكثيراً ما يحتملُ الكلامُ تعليقين، فيجوز فيه معنيان مُختلفان:
    أ‌) شاهدتُ الَّذي مرضَ أمامَ باب المَشفى.
    أمامَ: ظرف مكان مُتعلِّق بـ : لو علَّقناه بالفعلِ "شاهدتُ" صارَ المعنى: عمليَّةُ المُشاهدة وقعَتْ أمامَ بابِ المَشفى.
    ولو علَّقناه بالفعلِ "مرضَ" صارَ المعنى: شاهدتُ الَّذي أصيبَ بالمرضِ عندَما كان أمامَ بابِ المشفى. والتَّعليقان مَقبولان هنا مِن حيثُ المعنى.
    ب‌) قاس الطَّبيبُ حرارةَ المريضِ وكتبها تحتَ لسانه.
    تحتَ: ظرف مكان: لو علَّقناه بالفعل "قاس" صار المعنى: عمليَّة القياس كانت تحتَ اللِّسان وهذا منطقيٌّ وصحيح.
    ولو علّقناه بالفعل "كتبها" صار المعنى: عمليَّة كتابة درجة الحرارة كانت تحتَ اللِّسان ! وهذا خطأ فقد قاسها تحت لسانه وكتبها على الورقة.
    • ولو أردْنا الدِّقَّة نجدُ أنَّ الفاعل والمفعول أيضاً لهما عاملٌ وهما مُتعلِّقان به، مثال:
    _ضربَ زيدٌ عمراً ( عند إعرابنا كلمة زيد فاعلاً للفعل ضربَ، وعمراً مفعولاً به للفعل ضربَ نكونُ قد علَّقناهما بالفعل ولكن هذا لا يُغيِّرُ المعنى؛ لذا لا يُذكَر اختصاراً، فمن الجهد غيرِ المُبرَّرِ أن نقولَ بعدَ كلِّ فعل: فاعلٌ للفعلِ كذا).
    _ أنا ضاربٌ زيداً ( زيداً: مفعولٌ به لاسم الفاعل، عندَ إعرابِنا هذا الإعراب نكونُ قد بيَّنَّا أنَّ زيداً مُتعلِّقٌ باسمِ الفاعل ضارب وإنْ لم نذكرْ لفظَ التَّعليق).

    س3) ماذا يعني تعليق شبه الجملة؟
    هو تحديد الارتباط بينها وبين ما وضَّحتْهُ
    ففي: (ذهبتُ إلى البيت)، التَّعليقُ أن نحدِّد العمليَّة الَّتي تمَّتْ إلى البيت وهي الذَّهاب؛ لذا نُعلِّق بالفعل ذهبتُ.
    وفي قولنا: أنا ضاربٌ بالسِّيف نجدُ أنَّ العمليَّة الّتي تمَّت بالسِّيف هي الضَّرب؛ لذا نعلِّق باسم الفاعل ضارب.
    وفي قولنا: يُعجبني إمساكُك بالقلم نسأل أنفسَنا: ما الَّذي كان بالقلم؟ أيُّ عمليّةٍ؟ الإعجابُ أم الإمساكُ؟
    الجواب: الإمساك؛ لذا نُعلِّق بالمصدر إمساكك.
    س4) كيفَ نُعلِّقُ؟
    العمليَّة سهلةٌ، وهي َمرحلتان:
    1) نُحدِّدُ الارتباط بين شبه الجملة وما وضَّحتُه
    2 ) ننظر في قواعد التَّعليق الَّتي سترد بعد قليل لنعرف أعلينا أن نُعلِّقَ بالظَّاهر أم بمحذوف. مثال:
    1_ ذهبتُ إلى الجامعة، ودخلتُ إلى المُدرَّج الثَّامن.
    2_ أنا مُغادرٌ مِنَ البيت إلى الجامعة.
    3_ يُعجبني ضربُك بالسِّيف.
    4_زيدٌ مِنْ دمشقَ.
    5_شاهدتُ عُصفوراً فوق الشَّجرة.
    6_ يُعجبني السَّمكُ في الماء.
    سنبدأُ بالمرحلةِ الأولى وهي: تحديدُ الارتباطِ بينَ شبهِ الجملةِ وما وضَّحتُه:
    1_ما الَّذي كان إلى الجامعة؟ ( الذَّهاب)
    ما الَّذي كان إلى المُدرَّج الثَّامن؟ (الدُّخول)
    2_ما الَّذي حدث من البيت وإلى الجامعة؟ (المُغادرة)
    3_ ما الَّذي كان بالسيف؟ ( الضَّرب)
    4_ ما الَّذي كان من دمشق؟ (زيدٌ)
    5_ ما الَّذي كان فوق الشَّجرة؟ (العُصفور)
    ولو علّقنا فوقَ بالفعل شاهدتُ لصار المعنى: عمليَّة المُشاهدة وقعت فوق الشَّجرة أي أنا والعُصفورُ كنَّا فوقَ الشَّجرة! وليس هذا المقصود. فالَّذي كان فوقها هو العُصفورُ وَحدَه.
    6_ما الَّذي كان في الماء؟ (السَّمك)
    والآن ننتقل إلى المرحلة الثَّانية وهي: ننظرُ في قواعدِ التَّعليقِ لنعرفَ أعلينا أن نُعلِّقَ بالظَّاهر أم بمحذوف؟

    قواعد التَّعليق:
    1_ إذا كان الارتباط بفعل تامٍّ مُتصرِّف نُعلِّق فيه مُباشرةً، مثال: الجملة (ا) ذهبتُ إلى الجامعة، ودخلتُ إلى المُدرَّج الثَّامن.
    2_ إذا كان الارتباط بمُشتقٍّ نُعلِّق فيه مُباشرةً، مثال: الجملة (2) أنا مُغادرٌ من البيت إلى الجامعة.
    3_إذا كان الارتباط بمصدر نُعلِّق فيه مُباشرةً، مثال: الجملة (3) يُعجبني ضربُك بالسِّيف.
    4_ إذا كان الارتباط بمُبتدأ لم يستوفِ خبره نُعلِّق بخبر محذوف، مثال: الجملة (4) زيدٌ من دمشق.
    5_إذا كان الارتباط بكلمة جامدة نكرة نُعلِّق بصفةٍ محذوفة، مثال: الجملة (5) شاهدتُ عُصفوراً فوق الشَّجرة.
    6_ إذا كان الارتباط بكلمة جامدة معرفة نُعلِّق بحال محذوفة، مثال: الجملة (6) يُعجبني السَّمكُ في الماء.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 3:00 am