من طرف أحمد الأحد أغسطس 04, 2013 2:26 am
تتردد في بعض كتب الأدب والتاريخ أبيات من الشعر تنسب لأعرابي تزوج اثنتين متوهما أنه سينعم بحبهما وحنانهما ، وسيصير بينهما خروفا مدللاً ينعم بين أكرم نعجتين ، فإذا به بعد فترة يُفاجأ بأنه صار نعجة لا حول له ولا قوة بين أخبث ذئبتين بحسب قوله ، كلٌ منهما تريد الاستئثار به وتملَّكه ، فرضا إحداهن يهيج سخط الأخرى عليه ، وليله يمضيه في سماع العتاب واللوم من هذه وتلك .
قال الأعرابي :
تزوجتُ اثنتينِ لفـرطِ جـهلي بما يشـقى بـه زوجُ اثنـتيـنِ
فقلتُ أصـيرُ بينهما خـروفـاً فأنـعمُ بين أكـرمِ نعـجـتيـنِ
فصرتُ كنعجةٍ تُضحي وتُمـسي تداولُ بين أخـبـثِ ذئـبتـينِِ
رضا هـذي يهيِّج سخطُ هـذي فما أعرى من إحدى السخطتـينِِ
وألقى في المعيـشةِ كـلَّ ضُـرٍ كذاك الضـُرُّ بـين الضَّـَرتينِ
لهـذي لـيلـةٌ ولـتلك أخـرى عتـابٌ دائـمٌ فـي اللـيلتـينِ
فـإن أحبـبتَ أن تبـقى كـريماً من الخيراتِ ممـلوءَ الـيديـنِ
فعِـشْ عَـزِْباً فإنْ لم تسـتطعهُ فَضَرْباً في عِـراضِ الجحـفلـينِِْ
لقد خلُص الأعرابي من هذه التجربة الفاشلة إلى أن العزوبة أفضل من الزواج ، وفهم أن من أراد العيش الهنيء وراحة البال فلا يفكرنَّ في الزواج لا بواحدة ولا باثنتين ، وفي هذا مبالغة لا مبرر لها وخروج عن الحد المعقول ، ذلك أن خطأ هذا الأعرابي يكمن في جمعه بين زوجتين ، ولو انه اقتصد وحكَّم عقله فتزوج ـ كسائر خلق الله الطيبين البسطاء ـ بواحدة لما حدث له ما حدث .