ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:08 am

    http://www.forsanhaq.com/showthread.php?t=319548

    الدرس
    [ 1 ]

    [ تمهيد ]


    بأذن الله أيها الاخوه سوف نبدأ سويه وأعتبارا من اليوم بأستعراض بعضا من جوانب التاريخ السياسي للدوله الامويه الكبيره وكما هو معلوم لديكم فأن تاريخ هذه الدوله الاسلاميه الكبيره شأنه في ذلك شأن تواريخ دول الاسلام الاخري الكبيره تاريخ حافل كبير لا نستطيع أن نلم بجوانبه كلها بل ولابعض من جوانبه ولكن لا بأس بنبذه عن بعض جوانب هذا التاريخ الكبير الذي أسأل الله أن يوفقني و يعينني في تقديمه لكم في صوره تكون بها الفائده المرجوه لنا جميعا أن شاء الله .


    عند إعدادي لهذه الماده من هذه السلسله سلسله التاريخ الاسلامي السياسي رجعت الي الكثير من المراجع المختصه في التاريخ الاسلامي مثل كتاب ( تاريخ الامم والملوك ) للامام ( محمد بن جرير الطبري ) المتوفي في سنه عشر وثلاثمائه من الهجره وكتاب ( المنتظم في تاريخ الامم والملوك ) للامام ( بن الجوزي ) المتوفي في سنه سبع وتسعين وخمسائه من الهجره وكتاب (الكامل في التاريخ ) للعلامه (بن الاثير) المتوفي سنه ثلاثين وستمائه من الهجره ثم كتاب الامام الحافظ ( بن كثير الدمشقي ) المتوفي سنه أربع وسبعين وسبعمائه من الهجره رجعت الي كتابه الشهير (البدايه والنهايه) كل هذه الكتب أضافه الي كثير من الكتب التاريخيه القديمه التي تناولت تاريخ هذه الدوله العظيمه وأيضا رجعت الي الكثير من أمهات كتب الادب العربي وكتب الاعلام والشخصيات وكذلك الكثير من الكتب القديمه التي تخصصت في أنساب العرب وأنساب قريش هذا الي جانب الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت جوانب من تاريخ هذه الدوله الاسلاميه الكبيره .



    الدوله الامويه أيها الاخوه دوله أسلاميه كبيره ذات تاريخ حافل يقول عنها الامام الحافظ بن كثير الدمشقي في كتابه ( البدايه والنهايه) يقول عن هذه الدوله ( فكانت سوق الجهاد قائمه في بني أميه ليس لهم شغل الا ذلك قد علت كلمه الاسلام في مشارق الارض ومغاربها وبرها وبحرها وقد أذلوا الكفر وأهله وأمتلئت قلوب المشركين من المسلمين رعبا لا يتوجه المسلمون في قطر من الاقطار الا أخذوه وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والاولياء والعلماء من كبار التابعين في كل جيش منه شرذمه عظيمه ينصر الله بهم دينه ) هذا ما قاله المؤرخ الاسلامي الكبير الحافظ بن كثير عن الدوله الامويه . بل وأقول كان في جيوش الدوله الامويه كثير من الصحابه رضوان الله عليهم وقد شاهدنا ذلك في فتوحات المغرب عندما ساهم الصحابه في هذه الجيوش وكان علي رأسهم كما تذكرون (عبد الله بن عمر) و ( عبد الله بن الزبير) رضوان الله عليهما وذلك سنه 45من الهجره وهذا الصحابي الجليل(أبو أيوب الانصاري خالد بن زيد الخزرجي ) رضي الله عنه يتوفي مجاهدا في أرض الروم ويدفن بالقرب من أسوار القسطنطينيه وكان في الجيش الذي بعثه أمير المؤمنين الخليفه الاموي ( معاويه بن أبي سفيان ) رضي الله عنه وكان علي رأس هذا الجيش أبنه (يزيد بن معاويه) وكان ذلك كما سبق وذكرنا لكم في سنه 49 من الهجره في حكم الامبراطور البيزنطي ( قسطنطين الثالث) وهنا طبعا لما نقول الامبراطور البيزنطي فنحن نتكلم عن الروم والروم هنا نقصد بهم البيزنطيين أو الدوله البيزنطيه أو الدوله الرومانيه الشرقيه وهي دوله نصرانيه أرثوذوكسيه أما الدوله الرومانيه الغربيه التي كانت عاصمتها روما فقد سقطت قبل ذلك سنه ست وسبعين وأربعمائه ميلاديه وكانت الدوله الرومانيه الغربيه دوله نصرانيه كاثولوكيه .

    الدوله الامويه أيها الاخوه دوله أسلاميه كبيره وهي أكبر من كل تافه أو حاقد حاول النيل منها في الماضي أو يريد النيل منها في أيامنا هذه والدوله الامويه كانت أكبر دوله أسلاميه في عهدها وبالتحديد في عهد الخليفه الاموي العاشر كما سوف نشاهد (هشام بن عبد الملك بن مروان ) المتوفي سنه خمس وعشرين ومائه بلغت الدوله الاسلاميه أقصي أتساع لها علي الاطلاق أتساع لم تبلغه دوله أسلاميه بعدها وسوف تلاحظون ذلك عند أستعراضنا إن شاء الله لجوانب من تاريخيها الحافل الكبير . ومع ذلك فهذه الدوله الدوله الامويه ليست بعظمه دوله المصطفي صلي الله عليه وسلم و دوله الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم لماذا نقول ذلك فاهي أكبر منهم وأعظم اتساعا لكن نقول هذا الكلام حتي لا يكون لديكم أي لبس فما عظمه الدوله الامويه التي سوف نستعرض تاريخيها ووقائعها إلا من عظمه دوله الرسول صلي الله عليه وسلم ومن بعده دوله خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم إذن فأمجاد الدوله الامويه في مجال الفتوحات الاسلاميه ونشر الاسلام والدعوه الي الله في مشارق ألارض ومغاربها ما كانت لتحدث لولا توفيق الله سبحانه وتعالي أولا ثم جهود الصحابه والمسلمين في صدر الاسلام الذيم مهدوا الامور للمسلمين الذين جاؤوا من بعدهم .


    في التاريخ الاسلامي أيها ألاخوه ظهرت العديد من الدول نقول مثلا الدوله العثمانيه فالدوله العثمانيه دوله أسلاميه تركيه كانت الكلمه ألاولي فيها للجنس التركي وأيضا كان لباقي القوميات الاسلاميه شأن بها وهذا الامر شاهدناه عند أستعراضنا للتاريخ السياسي للدوله العثمانيه وجدنا الاتراك هم المسيطرون علي شئون الدوله ثم عند أستعراضنا لتاريخ الحروب الصليبيه لاحظنا أن الدوله ألايوبيه كانت دوله كرديه أسلاميه كانت الكلمه الاولي بها للمسلمين الاكراد ثم لباقي القوميات الاسلاميه الاخري ثم لما أستعرضنا التاريخ السياسي للمغرب والاندلس لاحظنا أن الامر الاول والاخير كان للمسلمين البربر في دوله المرابطين ثم بعد ذلك كان الامر لهم للبربر في دوله الموحدين التي ورثت دوله المرابطين وكان لباقي القوميات الاسلاميه كلمه بعد أخوانهم البربر في هاتين الدولتين الاسلاميتين يعني كل جنس مسلم يؤسس دوله تكون الكلمه الاولي لهذا الجنس ثم بعد ذلك لمن معهم من الاجناس الاسلاميه الاخري ولكن وعلي الرغم من قيام الكثير من الدول الاسلاميه ذات المنشأ العربي مثل الدوله العباسيه ودوله الامويين في الاندلس التي أسسها ( عبد الرحمن الداخل) وغيرها من دول منشأها عربي ألا وأن هذه الدول وأن كان للعرب بها الكلمه الاولي ألا ان باقي القوميات المسلمه أيضا كان لها الدور البارز في وقت من الاوقات ولكن وحدها الدوله الامويه هذه الدوله الاسلاميه الكبيره كانت ذات طابع عربي صرف بل نستطيع أن نقول بأنها دوله العرب المسلمين وسوف تصادفنا هذه النزعه العربيه الواضحه التي أتسم بها تاريخ الدوله الامويه سوف تصادفنا كثيرا في محطات عديده .

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:09 am

    | مقدمه مهمه عن انساب العرب والقبائل العربيه الكبيره |












    إذا تذكرنا أيها الاخوه من دروس الانساب ( دروس العرب حسب ونسب ) قلنا أن الهدف من هذه الدروس هو التمهيد للكلام عن لمحات من التاريخ السياسي للدوله الامويه وكذلك الكلام عن بعض الجوانب السياسيه في دعوه الامام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فسوف أقوم بتضميم هذا العرض التاريخي الذي هو في الاساس لمحات من التاريخ السياسي للدوله الامويه سوف أقوم بتضميمه بنبذه مختصره أذكر فيها أسماء القبائل العربيه حتي نستطيع أن نتابع أثناء العرض التاريخي الدور البارز الذي لعبه الكثير من رجالها في تاريخ هذه الدوله الاسلاميه الكبيره....


    وقبل أن نبدأ في الحديث عن هذه النبذه الموجزه في الانساب سوف أذكر لكم حديثين عن سيد الخلق المصطفي صلي الله عليه وسلم ....

    الحديث الاول :

    رواه الامام مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ"، وَقَالَ: "النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ". مسلم (2/644 ، رقم 934)


    أما الحديث الثاني :

    فقد رواه مسلم أيضا في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ( " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ , فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلأَنْصَارِ ! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ! فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ؟ " فَأَخْبَرُوهُ بِالَّذِي كَانَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ " , قَالَ : وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدْمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَقَلَّ مِنَ الأَنْصَارِ ، ثُمَّ إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَثُرُوا بَعْدُ ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ , قَالَ : قَدْ فَعَلُوهَا ؟ وَاللَّهُ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ , قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ ، فَقَالَ : " دَعْهُ , لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ " .)
    كسع يعين ضرب بيده مؤخره الرجل أو ركله برجله علي مؤخرته وعبد الله بن أبي هو رأس المنافقين وهو ( عبد الله بن أبي بن الحارث الخزرجي ) من ( بني عوف بن الخزرج ) ويعرف أيضا بـ ( عبد الله بن سلول ) نسبه الي أمه ( سلول) وهي من قبيله ( خزاعه) .


    * عند غالب علماء الانساب يعود العرب في أصولهم الي (قحطان) و (عدنان ) وأضاف بعض علماء الانساب ( قضاعه ) كاجد كبير من أجداد العرب وهذا فصلنا فيه في دروس ( العرب حسب ونسب ) أما ( قحطان ) فاختلفوا أبن من هو فمنهم من قال أنه من ولد ( أسماعيل ) عليه السلام ولكن الكثير منهم لا يقرون بهذا الامر ومنهم من قال أن ( قحطان ) هو من ولد ( هود ) عليه السلام ولكن غيرهم ردوا عليهم بأن هذا القول لا يصح لماذا لا يصح لأن ( هود ) من قوم (عاد ) وقوم (عاد ) أبادهم الله سبحانه وتعالي فلم تبقا منهم باقيه ....

    و ( بن حزم ) في كتابه ( جمهره أنساب ألعرب ) نقل عن التوراة مع أقراره بأن في التوارة بها كذب كثير وحذر منه ولكنه قال بأن ( قحطان ) هو بن (عابر ) بن ( شالخ ) بن ( أرفخشذ ) بن ( سام ) بن ( نوح ) .
    وعند بعض النسابين أن (عابر بن شالخ ) هو نبي الله (هود ) عليه السلام ولكن يكفينا أن نعرف بأن ( قحطان ) هو جد العرب العاربه فهذه تكفينا .








    | نبذه عن القبائل العدنانيه |


    أما (عدنان) فهو من ولد ( أسماعيل ) عليه السلام ولا يعرف علي وجه الدقه عدد الاباء بينه وبين نبي الله ( اسماعيل بن أبراهيم ) عليهما السلام ويروي عن ( بن عباس ) رضي الله عنه أنه قال ( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أذا أنتهي في النسب الي معد بن عدنان أمسك ثم قال كذب النساب ) .
    أما ( قضاعه ) فمن النسابين من قال بأن ( قضاعه) هو الولد البكر الاكبر لـ ( معد بن عدنان ) يعني أخو لـ ( نزار بن معد ) .....

    وغيرهم قالوا بل هو أبن لـ (عدنان ) أخا لـ ( معد ) أما ( اليمانيون القحطانيون ) فأنهم قالوا بأن ( قضاعه ) هو ( قضاعه بن مالك بن حمير ) ولذلك قال الصحابي الجليل (عمرو بن مره الجهني ) رضي الله عنه و( الجهني ) نسبه الي قبيله ( جهينه ) و ( جهينه ) هو (جهينه بن زيد بن ليث بن ثوت بن أسلم بن الحافي بن قضاعه )...

    قال (عمرو بن مره ) يرتجز :
    [ يا ايها الداعي أدعنا وابشر وكن قضاعيا ولا تنذر ( اي لا تنتسب الي ولد (نزار بن معد) )
    نحن بني الشيخ الهجاني الازهر قضاعه بن مالك بن حمير
    النسب المعروف غير المنكر في الحجر المنقوش تحت المنبر ]

    أما ( الزبير بن بكار بن أحمد بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي ) المتوفي سنه 256 هـ وهو من نسابه العرب وهو ثقه فأنه قال وغيره من النسابين : أن إمرأه من قبيله ( جرهم ) تزوجت من ( مالك بن حمير ) فولدت له ( قضاعه ) وبمناسبه الحديث عن هذه المرأه الجرهميه نذكر أن علماء النسب إختلفوا في نسب (جرهم ) مع إتفاقهم بأنه عربي فكيف أختلفوا في نسبه قالوا بأن ( جرهم ) هو بن (يقطن بن عابر ) وقلنا عابر عند البعض هو نبي الله (هود ) عليه السلام وعلي ذلك يكون (جرهم ) هو أبن عم ( يعرب بن قحطان بن عابر ) وقال غيرهم أن ( قحطان ) هو تحريف لـ ( يقطن) وبذلك يكون (جرهم ) هو أبن لـ ( قحطان) وعلي كل حال نقول من قبيله (جرهم ) كانت الزوجه الثانيه لـ نبي الله (أسماعيل ) عليه السلام التي أنجب منها أولاده ومن قبيله (العماليق ) و(جرهم ) علمت ( اسماعيل ) عليه السلام اللغه العربيه لأن لغه نبي الله (ابراهيم ) عليه السلام والد نبي الله (أسماعيل ) عليه السلام كانت اللغه السيرانيه وهذه اللغه هي التي كان يتكلم بها نبي الله (عيسي بن مريم ) عليه السلام وهذه اللغه أيضا هي أقرب اللغات الي اللغه العربيه و( السريان ) من سكان العراق القدماء وهم متواجدين الي هذه اللحظه في العراق .







    أذن هذه المرأه الجرهميه تزوجت من ( مالك بن حمير ) فولدت له ( قضاعه ) ثم تزوجها بعد ذلك ( معد بن عدنان ) وكان أبنها ( قضاعه ) صغير ويقال بل كان جنينا لـ (مالك بن حمير ) في بطن الجرهميه ثم علي عاده العرب تمت نسبه ( قضاعه ) الي زوج أمه (معد بن عدنان )...

    * ومسأله الخلاف في نسب ( قضاعه ) مشهوره بين النسابين ولذلك لما سأل أحد نسابه العرب وهو ( محمد بن سلام البصري) المتوفي سنه اثنين وثلاثين ومائه لما سأل أي العرب أكثر العدنانيه أم القحطانيه فقال ما شائت (قضاعه) أن تيامنت فالقحطانيه أكثر وأن تعدننت أو تعدنت فالعدنانيه أكثر .




    | العرب العاربه والعرب المستعربه والعرب البائده |



    * وأيضا قبل أن نبدأ في الكلام عن أنساب العرب دعوني أنقل لكم ماقاله الكثير من علماء الانساب في أن العرب ينقسمون الي عرب عاربه وهم القحطانين أو اليمانين والي عرب مستعربه لانهم من ولد أسماعيل الذي تعلم اللغه العربيه من قبيلتي العماليق وجرهم القحطانيتين وهاتين القبليتين وفدتا علي (هاجر ) وابنها الرضيع إسماعيل في مكه , وكانت هناك عرب بائده ابادهم الله عز وجل فقضي عليهم وشتتهم ومن بقي منهم دابر في قبائل العرب والعرب البائده من العرب العاربه ومن قبائل العرب البائده (عاد ) و (ثمود) و (جديث ) و (عبيل ) و ( جاسم ) و( العماليق ) ثم ( جرهم ) الذين ابادهم الله بعد ذلك .


    | القبائل القحطانيه |



    وسوف أتكلم بأختصار شديد عن نسب القبائل القحطانيه :

    ( قحطان ) جد العرب القحطانيه أو العرب ( العاربه ) أو العرب ( اليمانيه ) ولد له الكثير من الابناء ما يهمنا منهم هو ( المرعف ) والمرعف هو ( يعرب بن قحطان ) وولد ليعرب العديد من الابناء أيضا ما يهمنا منهم ( يشدب بن يعرب ) وولد لـ ( يشدب ) (عامر بن يشدب بن يعرب ) وعامر هذا هو المعروف بـ ( سبـأ ) ومن سبأ هذا تفرعت القبائل القحطانيه ويقال بأن ( سبأ ) سمي بهذا الاسم لانه أول من سبي النساء في العرب وولد لـ( سبأ بن يشدب ) الكثير من الابناء ولكن مايهمنا في كلمنا ( كهلان ) و ( العرنجج ) و (العرنجج ) هذا هو ( حمير ) ومن ( كهلان بن سبأ ) و ( حمير بن سبأ ) تفرعت القبائل السبأيه وأما ( كهلان ) فهو أسم مشتق من الكهوله وسمي بذلك لانه بلغ عمرا مديدا وعمر طويلا , وأما ( حمير ) أخوه فهو أول من لبس التاج من العرب وكان تاجا مرصعا بالياقوت الاحمر . إذن نستطيع أن نقول أن القحطانين ينقسمون الي الكهلانين بني كهلان بن سبأ و الحميرين بني حمير بن سبأ .


    من القبائل الكهلانيه قبائل ( الازد ) الكبيره الذين منهم قبائل الانصار رضي الله عنهم (الاوس والخزرج) ومن قبائل (الازد) أيضا ( الغساسنه ) الذين منهم ( آل جفنه ) ملوك العرب في الشام ومن ( الازد ) أيضا قبيله (خزاعه ) و ( بارق ) وقبائل (غامد ) و ( زهران ) ومن ( زهران ) قبيله ( دوس ) منهم الصحابي الجليل ( ابو هريره ) رضي الله عنه ومن القبائل الكهلانيه أيضا قبائل (همدان ) ومن (همدان ) قبيله (حاشد) و ( بكيئ ) قبيلتان كبيرتان ومن قبيله (حاشد ) قبيله ( يان ) ومن قبائل كهلان أيضا ( الاشعريون ) و ( طئ ) بفروعها وقبائل ( مذحج ) الكبيره منهم قبائل ( النخع ) و (عنس ) و ( زبيد ) و ( مراد ) و (جم ) و ( صداء) و ( رهاء ) و ( بنو شمران ) هذه كلها قبائل ( مذحجيه ) ومن القبائل الكهلانيه أيضا قبائل ( خولان ) و( المعافر ) و ( عامله ) و ( جذام ) و ( لخم ) و قبيله ( كنده ) القويه كل هذه القبائل التي تكلمنا عنها سوف تصادفنا منها شخصيات تنتمي الي هذه القبائل لذلك كان لابد من ذكر هذه التقسيمات فسوف تجدون الكثير من شخصيات الدوله الامويه تنتمي الي هذه القبائل ليست القحطانيه فقط بل والعدنانيه أيضا الذين سوف نتكلم عنهم بعد قليل .


    أما القبائل الحميريه فمنهم ( التبابعه ) ملوك اليمن ومنهم قبائل ( قضاعه ) الكبيره ومن قبائل ( قضاعه ) قبائل ( كلب بن وبره ) و ( بني عذره ) و ( تنوخ ) و ( سليح ) و ( بهراء ) و ( بري ) و ( حيذان ) و ( جهينه ) و ( نهد ) ومن القبائل الحميريه أيضا قبيله (حضر موت ) ويقال أن حضر موت هو ابن قحطان وفي قول بأنه أبن لـ يقطن بن قحطان ومن قبائل حضر موت الصحابي الجليل ( العلاء بن عبد الله الحضرمي ) رضي الله عنه .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:10 am

    [ تابع القبائل العربيه ]




    | العدنانين |

    أما القبائل العدنانيه أو[ العرب المستعربه ] الذين يعرفون [ بالعدنانين ] فهم ينسبون الي عدنان وهو من ذريه نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وفي القصه المعروفه أنه لما وصل إبراهيم الخليل عليه السلام بابنه إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر الي مكه وكانت في وادي غير ذي ذرع تركهما في رعايه الله سبحانه وتعالي وغادر راجعا من حيث أتي واستقرت هاجر وابنها الرضيع في موضع البيت الحرام وبأمر من الله سبحانه وتعالي نبع ماء زمزم وفي تلك الاثناء كان القحط والجفاف قد أصاب اليمن وبسبب ذلك أرتحل عنها الكثير من قبائلها مثل القبائل القحطانيه طلبا للخصب والمرعي وكان ممن غادرها العماليق و جرهم وسبقت العماليق جرهم الي مكه حيث أرشدتهم الطيور التي تحوم علي ماء زمزم فوصلوا أليه واستأذنوا من هاجر بالشرب من الماء والبقاء معها فأذنت لهم وكان زعيم العماليق هو ( السميدع بن هوبر ) .


    لما كبر إسماعيل عليه السلام تعلم العربيه من العماليق وهي نفس لغه قبيله جرهم وكانت لغته التي تعلمها من أمه هاجر هي لغه أبيه إبراهيم عليه السلام وهي اللغه السريانيه وتزوج أسماعيل عليه السلام من ( الجداء بنت سعد العملاقي ) ولكنه وبطلب من أبيه إبراهيم الخليل عليه السلام الذي زاره ولم يكن إسماعيل موجودا فطلقها .

    وكان إبراهيم عليه السلام قال لـ ( الجداء ) ولم تكن تعرفه كلام طويل وطلب منها أن تبلغه لزوجها إ سماعيل عندما يعود فلما عاد واخبرته بما قاله الرجل الغريب عرف إسماعيل عليه السلام أن الرجل هو والده إبراهيم عليه السلام وأنه يطلب منه أن يطلق زوجته الجداء فطلقها .

    [ جرهم ]

    قبيله جرهم سمعت بما حصل للعملايق من الاستقرار في مكه فارحلوا عليهم يقودهم زعميهم ( الحارث بن مضاض بن عمرو بن سعد بن رقيب بن ظالم بن هيني بن نبث بن جرهم ) وبعد ذلك تزوج إسماعيل عليه السلام من ( سامه بنت مهلهل بن سعد بن عوف بن هيني بن نبث بن جرهم) ورزقه الله منها إثنا عشر ولدا ذكرا ولما توفي عليه السلام قام بأمر البيت الحرام من بعده ابنه ( نابت ) ولما توفي نابت بن إسماعيل عليه السلام أصبح أمر البيت الحرام لجرهم وذلك لانهم كانوا أقوي واكثر أبناء إسماعيل وكان أول من تولي أمر البيت منهم زعيمهم ( الحارث بن مضاض ) وكانوا يتقاسمون أمر مكه مع العماليق بقياده زعيمهم ( السميدع بن هوبر ) وأدي ذلك الي كثره النزاعات بينهم ودارت بينهم حروب ثم الصلح وآل أمر البيت الحرام الي الجرهمين وأصبحوا ولاته وكان أخرهم ( الحارث بن مضاض الاصغر بن عمرو بن الحارث بن مضاض الاكبر ) .

    ولد لعدنان العديد من الابناء ما يهمنا منهم هو ( معد بن عدنان ) وولد له العديد من الابناء أيضا ما يهمنا منهم أيضا هو ( نزار بن معد بن عدنان ) الذي ولد له ( مضر ) و ( آياد ) و ( ربيعه ) و ( أنمار ) ومعظم القبائل العدنانيه من ذريه مضر وربيعه .

    [ مضر ]

    ومن القبائل المضريه قبائل ( خندث ) نسبه الي أمهم ( ليلي بنت حلون بن عمران بن قضاعه) لقبها زوجها ( إلياس بن مضر ) في القصه المعروفه بـ ( خندث ) ولقب أولادها منه أيضا في القصه المعروفه ( عمرو ) و ( عامر ) و (عمير ) لقبهم بـ ( مدركه ) و ( طابخه ) و ( قمعه ) فنسبوا اليها فقبائل خندث هم قبائل بني مدركه وقبائل بني طابخه و قمعه

    ومن قبائل بني مدركه بنت إلياس بن مضر قبائل (بني هذيل بن مدركه ) وقبائل ( بني كنانه بن خزيمه بن مدركه ) و ( بني أسد بن خزيمه بن مدركه ) و ( بني الهون بن خزيمه بن مدركه ) ومن هذه القبيله قبيله ( عضل ) و ( القاره ) .

    أيضا من قبائل ( كنانه ) ( قريش ) و( بنو بكر ) ومن ( بنو بكر ) قبيله ( غفار ) ومن كنانه أيضا ( الاحابيش ) وهم عربا كنانيون أقحاح وليسوا من الحبشه وسموا بذلك لتحبشهم والتحبش هو التحالف لان (الاحابيش ) كانوا جماعات من قبائل شتي تحالفوا مع بعضهم وهم من ( بني الحارث بن عبد مناه بن كنانه بن خزيمه بن مدركه ) ومن ( بني الهون بن خزيمه بن مدركه ) ومن ( بني المصطلق ) وهي قبيله خزاعيه من خزاعه تحالفوا ضد بني بكر بن عبد مناه بن كنانه ويقال أن هذا الحلف عقد عند جبل حبش بالقرب من مكه المكرمه فقالوا ( لنكن يدا علي غيرنا ما سجا ليل وأوضح نهار وما أرسا حبشا مكانا ) وبسبب تحالفهم هذا (أحابيش ) وهذا قول ثاني في تسميتهم بهذا الاسم . ومن قبيله ( الهون بن خزيمه بن مدركه ) قبيله (عضل) و( القار ) .


    | قريش |

    قريش هو ( فهربن مالك بن النضر بن كنانه ) وكل من جده ( فهر بن مالك ) فهو قرشي مايكون قرشي الا إذا كان جده ( فهر بن مالك ) وقريش هم قريش ( الاباطح ) وقريش ( الظواهر ) فا ( قريش الاباطح ) هم الذين يسكنون داخل مكه في أباطحها والاباطح هي جمع لـ أبطح والابطح هو مجري واديها أو مسيل واديها ....
    وهم عشره بطون فهم :
    ( بنو عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن نابت )
    وبنو عبد مناف أربعه بطون وهم (بنو هاشم بن عبد مناف )
    و ( بنو عبد شمس بن عبد مناف )
    و ( بنو المطلب بن عبد مناف )
    و ( بنو نوفل بن عبد مناف )

    | قريش الاباطح |

    أذا قريش الاباطح هم بنو عبد مناف بن قصي و بنو عبد الدار بني قصي بن كلاب وبنو عبد العزي بن قصي بن كلاب وبنو زهره بن كلاب بن مره وبنو تيم بن مره بن كعب وبنو مخذوم بن يقظه بن مره بن كعب وبنو عدي بن كعب بن لؤي بن غالب وبنو جنح بن هصيص بن كعب بن لؤي وبنو سهل بن هصيص بن كعب بن لؤي وبنو عامر بن لؤي بن غالب النفعي ...

    إذا هؤلاء كما قلنا قريش الاباطح بنو عبد مناف وبنو عبد الدار وبنو عبد العزي وبنو زهره وبنو تيم بن مره وبنو مخزوم بن يقظه وبنو عدي بن كعب وبنو جنح وبنو سهل وبنو عامر بن لؤي هؤلاء عشره.


    | قريش الظواهر |

    أما قريش الظواهر فهم الذين يسكنون خارج أباطحها في ظواهرها المحيطه بها اي المحيطه بمكه وهم بني المحارب بن فهر وبنو الحارث بن فهر وبنو الادرم بن فهر وبنو معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر .
    ومن قبائل خندث المضريه أيضا قبائل طابخه بن ألياس بن مضر منهم قبائل الرباب وبنو ضبه وبنو مزينه وقبيله بني تميم القبيله الكبيره بأفرعها الكثيره ثم هناك القسم الكبير الاخر من القبائل المضريه وهم القبائل (القيسيه) نسبه الي (قيس بن عيلان بن مضر ) واسم عليان هو ( الناس بن مضر ) ولكن عبدا أسمه عيلان قام بحضانته فالقب به .

    | القبائل الغطفانيه |

    ومن القبائل القيسيه بنو محارب وبنو سليم وهوازن بتفرعاتهم الكبيره ومن القبائل القيسيه أيضا القبائل ( الغطفانيه ) منهم بني ذبيان بفرعيهم
    [ قبيله بني فزاره بن ذبيان و بني مره بن عوف بن سعد بن ذبيان ]
    ومن القبائل الغطفانيه قبيله بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان و قبيله بني عبد الله بن غطفان ومن القبائل القيسيه قبيله باهله و غني وعدوان وبنو ( فهم ) فكل هذه من قبائل قيس ...

    والقبائل القيسيه فهذه لها شأن كبير وتاريخ عجيب في الدوله الامويه سوف نتكلم عنه بعد ذلك ان شاء الله .



    | قبائل بني ربيعه بن نزار |

    ثم هناك القسم الاخر الكبير من القبائل العدنانيه وهم قبائل بني ربيعه بن نزار
    وهي قبائل قويه شديده البأس منهم قبائل بني ضبيعه بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان و بني عنزه بن أسد بن ربيعه بن نزار وبني عبد القيس بن أفصا بن الدهمي بن جديله بن أسد بن ربيعه بن نزار ومن قبائل ربيعه بن نزار أيضا بني النمر بن قاسط بن هم بن أفصا بن دعمي بن جديله بن أسد بن ربيعه بن نزار وقبيله بني تغلب بن وائل بن قاسط بن هم ثم قبائل بني بكر بن وائل بن قاسط بن هم بتفراعتها الكبيره القويه وهم قبائل بني يشكر وبكر بن وائل وبنو حنيفه بن لجيم بن صعب بن عدي بن بكر بن وائل و بنو عجل بن لجيم بن صعب ومن قبائل بكر بن وائل أيضا بنو شيبان ثعلبه بن عكابه بن صعب بن عدي بن بكر بن وائل وبني تيم الله بن ثعلبه بن عكابه وبني ذهل بن ثعلبه بن عكابه وبني قيس بن ثعلبه بن عكابه .

    ولكي نختم الكلام عن القبائل العدنانيه نقول أن هناك أيضا بنو إياد بن نزار بن معد بن عدنان وهم قليلون وليسوا بكثره ولا بشهره ولا بقوه بني عمومتهم قبائل مضر وربيعه .

    فهذه مقدمه أيها الاخوه مهمه جدا لابد أن نتكلم بها عند كلامنا عن التاريخ السياسي للدوله الامويه .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:10 am

    | وفاه الرسول صلي الله عليه وسلم | و | عصر الخلافه الراشده |


    أيها الاخوه توفي الرسول صلي الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول من السنه الحاديه عشر من الهجره وذلك بعد أن وضع أساس الدوله الاسلاميه العظيمه وخلفه سيد الصحابه أبو بكر الصديق التيمي القرشي رضي الله عنه أول الخلفاء الراشدين......

    تصدي الصديق للمرتدين بكل قوه ودارت في عهده عجله الفتوحات الاسلاميه لنشر كلمه لا اله الا الله كلمه التوحيد والتوحيد أيها الاخوه جوهر العقيده الاسلاميه نعم كان جهادهم من أجل نشر التوحيد في مشارق الارض ومغاربها وتوفي عليه رحمه الله في جمادي الاخره من سنه 13 من الهجره....
    فخلفه أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب العدوي القرشي رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين وفي عهده اتسعت الدوله الاسلاميه بما فتح الله علي عباده المسلمين وتضعضعت في عهد الفاروق عمر رضوان الله عليه الامبراطوريه الفارسيه الكبيره وفي عهده طرد الروم البيزنطيون من الشام وفي ذي الحجه من سنه 23 تمكن المجوسي الخبيث أبو لؤلؤه فيروز المجوسي بطعن خليفه المسلمين وهو يصلي ثم تولي أمر المسلمين ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه وفي عهده فتحت الري وغزا معاويه رضي الله عنه قبرص في سنه 27 وغو عبد الله بن أبي سرح المغرب الادني وتحديدا إفريقيه تونس ثم تم إستكمال فتح [ فارس ونيسابور وطوس وسرخس ومرو وبيهق ] فكثر الخراج علي المسلمين فتوحات عظيمه أيها الاخوه...

    وروي الامام أحمد بن حنبل أمام أهل السنه والجماعه في مسنده عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( تدور رحي الاسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين فأن يهلكوا فسبيل من قد هلك وأن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما فقال له عمر يا رسول الله ما مضي أم مابقا قال ما بقا ) ولما سأل عمر رضي الله عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنه وعن أبيه , عبد الله بن عباس حبر الامه وترجمان القران يسميه عمر بفتي الكهول لما سأله عمر كيف يختلفون والاههم واحد وكتابهم واحد وملتهم واحده قال أنه سيجي قوما لايفهمون القرأن كما نفهمه فيختلفون فيه فإذا أختلفوا فيه أقتتلوا .



    | مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وبدايه الفتنه |



    وفي ذي الحجه من سنه 35 حوصر الخليفه الشهيد عثمان بن عفان في منزله بالمدينه المنوره حاصره الثوار الخارجين عليه القادمون من الامصار وكان عددهم كبير قرابه الـ2000 من الرجال الاشداء ومنع عنه الماء ومنع من أداء الصلاه في المسجد وكان الكثير من الصحابه وبقيه المسلمين أما في مكه لاداء الحج أو مرابطون في الثغور في مواجهه أعداء الاسلام وكان من الصحابه من لزم بيته وأعتزل الفتنه فكان هناك فئه من الصحابه والتابعين يقدر عددهم بـ 700 رجل يدافعون عن الخليفه منهم [ الحسن والحسين رضي الله عنهما وعن أبيهما وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبو هريره ومروان بن الحكم رضي الله عنهم ومنهم كذلك العبيد عبيد عثمان بن عفان ] ....

    فخرج إليهم الخليفه المظلوم الذي شعر بدنو الاجل والذي لم يكن يريد أن يريق دماء المسلمين خرج لهم وقال أقسم علي من لي عليه حق أن يكف يده وأن ينطلق الي منزله وقال لعبيده من أغمد سيفه فهو حر فلما سمعوا هذا الكلام تركوا أماكنهم وكان أخر المغادرين هو الحسن بن علي رضي الله عنه ثم بعد ذلك تسور الخارجون عن الخليفه داره وقتلوه وهو يقرأ القرأن عليه رحمه الله ولما قتل الخليفه عرف المسلمون مدي شناعه هذا الامر العظيم وعرف فقهائهم أن باب الفتنه الذي أخبر به الرسول المصطفي صلي الله عليه وسلم قد أنفتح ولما بلغ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مقتل عثمان أستغفر الله وترحم عليه وقرأ الايه الكريمه ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.) ثم قال سعد اللهم أندمهم ثم خذهم ودعوه سعد بن أبي وقاص كما تعرفون مستجابه ببركه دعاء النبي صلي الله عليه وسلم . قالوا ما مات أحد من قتله عثمان الا مقتولا وعن دعاء الرسول صلي الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقد روي الترمذي عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال( اللهم أستجب لسعد اذا دعاك ) .


    قتل عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه ومن قبله قتل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما شهيدان كما اخبر المصطفي صلي الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم (صَعِدَ أُحُدًاوَأَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ , وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ ، فَقَالَ : " اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ " ) فقتل عمر وعثمان كما هو معلوم .





    | علي رضي الله عنه وموقفه من قتل الخليفه الشهيد عثمان رضي الله عنه |



    لما قتل عثمان كان علي رضي الله عنه غائب في أرض الله فلما بلغه الخبر قال (اللهم اني لم ارضي ولم امالأ) ولما بلغ الخبر الناس دخلوا علي الخليفه الشهيد وهالهم ما رأوه وقال علي للحسن و للحسين كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما علي الباب ولطم علي رضي الله عنه الحسن وضرب صدر الحسين بيده وشتم محمد بن طلحه وعبد الله بن الزبير وخرج غاضبا وتوجه الي منزله وكان علي لما سمع بمقتل عثمان قال ( تبا لهم أخر الدهر ) وقال( والله ما قتلت وما أمرت ولكني غلبت ) وسمع علي يوم الجمل يقول ( اللهم اني أبرأ اليك من دم عثمان ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي وجاؤني للبيعه فقلت والله أني لاستحي من الله أن أبايع قوما قتلوا رجلا قال فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم أني لاستحي مما تستحي منه الملائكه ثم قال علي وأني أستحي من الله أن أبايع وعثمان قتيل في الارض لم يدفن بعد ) .. هذه كلمات عظيمه ايها الاخوه حتي ترينا الناس الذين يخضون في الفتنه فكل واحد يأتي ويتكلم فنحن والله نبتعد وانا طفت عليها ما أردت التفصيل حتي نعرف كيف وصل الامر الي الدوله الامويه .....



    بإغتيال عثمان بن عفان ايها الاخوه أنفتح باب الفتنه الكبري وفي اليوم التالي لاغتياله وقيل بل بعد أيام وفي ظل ظروف صعبه للغايه بايع الصحابه رضوان الله عليهم من اهل بدر وغيرهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه بايعوه بالخلافه وعلي بن أبي طالب في يوم بيعته كان سيد الصحابه في تلك الظروف الصعبه مافي نقاش في ذلك وكان ذلك في المدينه المنوره .




    [ انتهي الدرس 1 ]
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:10 am

    الدرس [ 2 ]




    | خلافه علي بن ابي طالب بعد مقتل عثمان رضي الله عنه |



    إستهل علي بن أبي طالب خلافته بتولية عماله علي الامصار الاسلاميه فولي ( عبد الله بن عباس ) علي اليمن و ( سمره بن جندب بن هلال بن حريج الفزاري ) علي البصره هذا الصحابي الجليل رضوان الله عليه توفي في السنه الــ 60 هـ ثم ولي ( عماره بن حسان بن شهاب ) علي الكوفه و( قيس بن سعد بن عباده ) رضي الله عنه علي مصر وهو صحابي جليل رضوان الله عليه توفي في سنه 59 هــ



    وولي علي رضي الله عنه ( سهل بن حنيف بن واهب الاوسي الانصاري ) علي الشام و( سهل بن حنيف ) صحابي جليل شهد بدر وشهد المشاهد كلها مع الرسول صلي الله عليه وسلم وثبت يوم أحد لما إنهزم الناس توفي في الكوفه سنه 38 هــ وكان ( معاويه بن أبي سفيان ) رضي الله عنه أميرا علي الشام أيام ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه فلما سار ( سهل بن حنيف ) رضي الله عنه الي الشام ووصل الي ( تبوك ) تلقته الخيل خيل أهل الشام جند معاويه فقالوا له من أنت فقال أمير فقالوا علي أي شئ قال علي الشام فقالوا أن كان عثمان بعثك


    فاهلا بك وان كان غيره فارجع . طبعا ما يستطيع أن يجابه جند الشام فكان ولائهم مطلقا لمعاويه أعطوا لمعاويه مطلق الولاء لان معاويه كان لهم مكرما لذلك كان ولائهم لمعاويه عجيب رضي الله عنه وحدث الشئ نفسه تقريبا في غالب الامصار حيث ظهر الخلاف جليا وانتشرت الفتنه وتفاقم الامر وأرسل علي الي معاويه كتب كثيره ولكن معاويه لم يرد عليه .


    وكان أمير الشام ( معاويه بن أبي سفيان بن حرب بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف ) رضي الله عنه طالب بدم ابن عمه الخليفه الشهيد وقال عن دعوه علي رضي الله عنه له لا أبايعه حتي يسلمني قتله عثمان فأنه قتل مظلوما . ولكن أيها الاخوه أضطراب الاوضاع لم يتح لخليفه المسلمين علي بن ابي طالب رضي الله عنه أن يلقي القبض علي قتله الخليفه الشهيد الذين كانت شوكتهم قويه في ذلك الوقت مايردهم أحد والاوضاع مضطربه فكيف يقبض علي هؤلاء المئات فكان الامر صعب لكن أيضا معاويه رضوان الله عليه كان يطالب بدم أبن عمه عثمان لانه قتل مظلوما .




    | بدايه القتال بين علي ومعاويه رضوان الله عليهم |

    | ومعركه الجمل |





    وخطب عبد الله بن عباس رضي الله عنه يوما يوما فقال ( لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجاره من السماء ) بكلام واضح .



    عزم الخليفه علي بن أبي طالب علي ان يقاتل المخالفين ومن علي رأس المخالفين ؟ معاويه بن أبي سفيان رضوان الله عليه فسار علي بن أبي طالب بقواته الي المدينه المنوره لتكون نقطه إنطلاقه أراد أن يتخذ من المدينه عاصمه المسلمين نقطه إنطلاق في بدايه كفاحه لمناوئيه وكتب الي عماله في الامصار ليوافوه بالقوات ولكن التطورات التي حدثت بعد ذلك بشكل متسارع خاصه في مكه جعلت المواجهه تكون أولا بالقرب من البصره حيث دارت معركه الجمل في جمادي الاخره سنه 36 هــ وهي من معارك الفتنه الكبري وانظروا الي هذه الفتنه في الجمل فقط حصدت هذه المعركه قرابه الـ 10 الاف من الطرفين المسلمين المتقاتلين يقولون فقد كلا من الطرفين قرابه الـ 5 الاف .



    وقبل أن تنشب معركه الجمل قال الصحابي الجليل ( عثمان بن حنيف بن واهب الاوسي الانصاري) رضي الله عنه : إنا لله وانا اليه راجعون دارت رحا الاسلام ورب الكعبه . لاحول ولا قوه الا بالله وفعلا دارت رحا الاسلام 10الاف قتيل مسلم وبعد معركه الجمل إستعد الخليفه علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ولي أمر المسلمين خليفه المسلمين لا نقاش في ذلك لقتال معاويه ومن معه من جند الشام وفي أواخر سنه 36 من الهجره دارت حرب صفين الرهيبه . واذا قلنا عن الجمل معركه الجمل فا ( صفين ) هي حرب لماذا هي حرب لانها تخلالتها الكثير من المواجهات الداميه والمعارك الطاحنه بلغت 90 زحفا بين عشرات الاف فماذا ستكون النتيجه . نتيجه رهيبه أيها الاخوه راح ضحيتها عشرات الالاف من المسلمين قدرهم المؤرخون بقرابه الـ 70 ألف من المسلمين قتلي . فمن أهل الشام قالوا قتل 45 ألف ومن اهل العراق قتل قرابه 25 ألف .




    وروي البيهقي أن أهل الشام كانوا قرابه 60 ألف مقاتل قتل منهم مايقرب من الـ 20 ألف وكان أهل العراق يناهزون الـ 120 ألف قتل منهم قرابه 40 ألف فهذه مصيبه وروي مسلم في صحيحه عن ابي هريره أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعوتهما واحدة ) نعم فهذا صحيح مصداق لحديث المصطفي صلي الله عليه وسلم .



    قاتل الصحابي الجليل ( عمار بن ياسر ) في صف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الخليفه الراشد الرابع رضي الله عنه وروي الامام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين أم سلمه رضي الله عنه قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( تقتل عمارا الفئه الباغيه ) وفي صفر من سنه 37 هــ وبعد أن مالت الكفه في صالح جيش الخليفه علي بن أبي طالب رفع جند الشام المصاحف علي أسنه الرماح وقالوا نحكم كتاب الله فيما بيننا وبينكم حتي نحقن دماء المسلمين وفي نهايه الامر وبعد أمور يطول شرحها أتفق الطرفان علي التحكيم وأتفقوا علي أن يكون موعد التحكيم في رمضان من السنه ذاتها سنه 37 .


















    | التحكيم وظهور الخوارج |





    جيش الخليفه علي بن أبي طالب عاد الي الكوفه ورجع جند الشام الي دمشق أو الي الشام وأحدث قبول الخليفه للتحكيم إنشقاقا خطيرا في جيشه وظهر الخوارج وأشتد أمرهم وكما قال بن كثير بالغوا في النكير علي علي وصرحوا بكفره فجائه (زرعه بن البرج الطائي) جاء الي علي بن أبي طالب وجائه أيضا ( حرقوث بن زهير السعدي التميمي ) فقال علي لا حكم الا لله ودار بينهم حوار الي أن قال ( زرعه بن البرج الطائي ) لعلي ...



    أما والله يا علي لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله

    لأقاتلنّك أطلب بذلك رحمه الله ورضوانه فقال علي تبا لك ما أشقاقك كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح وقال ايضا أنك لو كنت محقا كان في الموت تعزيه عن الدنيا ولكن الشيطان قد استهواكم , و ( حرقوث بن زهير السعدي ) كانت له صحبه وقاتل في فتوحات العراق في الاهواز ضد الهرمزان ولكنه بعد ذلك كان من أشد المخالفين علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقتل بعد ذلك في معركه النهروان .




    في الطريق الي الكوفه وقبيل وصولهم اليها أنشق عن علي ما يقارب 12 ألفا من رجاله وخرجوا عليه ونزلوا في قريه ( حروراء) ولذلك هم يعرفون بالحروريه هؤلاء هم الخوارج فئه ضاله مارقه . وأرسل علي بن عمه الصحابي الجليل (عبد الله بن عباس) رضي الله عنهما ليناظرهم فلما ذهب أليهم ناظرهم مناظره كبيره فهو حبر الامه وترجمان القرأن فناظرهم فأقتنعوا جميعا بحجته وعادوا معه الي الكوفه وبايعوا الخليفه علي السمع والطاعه ولكن عندما قرب موعد التحكيم وكان في رمضان عزموا علي الخلاف والخروج واتفقوا علي نقض البيعه وبايعوا لهم أميرا منهم واخذوا يتبارون في إلقاء الخطب المحرضه علي تكفير المسلمين وقتلهم حتي أن أحد زعمائهم قال في خطبه له ( فأشهد علي أهل دعوتنا من أهل قبلتنا أنهم قد أتبعوا الهوي ونبذوا حكم الكتاب وجاروا في القول والاعمال وان جهادهم حق علي المؤمنين ) هذا المعتوه أنظروا ماذا يقول ثم واصل هذا المعتوه هدره الي أن قال ( أضربوا وجوههم وجباههم بالسيوف حتي يطاع الرحمن الرحيم ) وحرضهم هذا الخارجي الخبيث علي الخروج علي الناس وكانوا يرفعون شعار ( لا حكم الا لله ) قال علي رضي الله عنه كلمه حق أريد بها باطل .






    | قتل الخوارج للصحابي الجليل عبد الله بن خباب |







    قال الامام الحافظ بن كثير في كتابه البدايه والنهايه يقول عن الخوارج ( ثم أتفقوا علي الخروج من الكوفه الي النهروان وخرجوا يتسللون لكي لا يعلم بهم أحد فيمنعونهم من الخروج وخرجوا من بين الاباء والامهات والاخوال والخالات وفارقوا سائر القرابات يعتقدون بجهلهم وقله علمهم وعقلهم أن هذا الامر يرضي رب الارض والسموات ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر والموبقات) .






    والنهروان ايها الاخوه بلده موجوده الي الان موجوده في العراق بالقرب من بغداد الحاليه ومن المعلوم طبعا أن مدينه بغداد أنشائها بعد ذلك الخليفه العباسي الثاني (أبو جعفر المنصور) .





    وفي خروجهم لقوا في طريقهم ( عبد الله بن خباب بن الارت ) رضي الله عنه وعن أبيه ومعه أم ولده وكانت حامل بجنينها فقالوا له أنت (عبد الله بن خباب ) صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم . وهذا الصحابي كما يقول (ابن الاثير) في كتابه (اسد الغابه) كانت له رؤيه ولابيه صحبه يعني أنه أدرك النبي صلي الله عليه وسلم ولكنه كان صغيرا . وكان عبد الله بن الزبير ثم عبد الله بن خباب رضي الله عنهما اول من ولدا في الاسلام .





    لما عرف الخوارج (عبد الله بن خباب) سألوه أن كان سمع عن أبيه حديث يحدث به عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه ذكر الفتنه وقال فيه القاعد فيه خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فقال لهم عبد الله بن خباب نعم قد سمعت هذا الحديث عن أبي فلما قال لهم ذلك طرحوه علي ضفه النهر وضربوا عنقه فسال دمه يرحمه الله كانه شراك نعل كما قال المؤرخون ثم بقروا بطن أم ولده . فأي دين هذا وأي ( لا حكم الا لله) فهذا فكر عفن خطير منحرف منذ تلك اللحظه منذ سنه 37 من الهجره .






    | معركه النهروان |






    خرج أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه بجيشه للقاء الخوارج في النهروان ولما تواجه معهم قال لهم أخرجوا لنا قتله أخواننا نقتلهم بهم فماذا قال الخوراج ردوا عليه وقالوا كلنا قتلتهم حتي يضيع دم القتله . ثم قال الخوارج لا تخاطبوه ولا تكلموهم وتهيأوا للقاء الرب وأخذوا يصيحون الرواح الرواح الي الجنه وقبل أن ينشب القتال أعطاهم الخليفه فرصه في اللحظه الاخيره ودفع برايه الامان الي ( ابي أيوب الانصاري) رضي الله عنه وهو ( خالد بن زيد الخزرجي الانصاري ) الصحابي الجليل رضي الله عنه فنادهم أبو أيوب قائلا من جاء هذه الرايه منكم ممن لم يقتل ولم يستعرض فهو أمن ومن أنصرف منكم الي الكوفه أو الي المدائن وخرج من هذه الجماعه فهو أمن .





    ولكن ما معني كلمه ( ولم يستعرض ) كان الخوارج الخبثاء قبحهم الله يستعرضون الناس أي يفاجئوهم بقطع الطريق عليهم كما فعلوا مع خباب وأم ولده فكانوا يقطعون طريق الناس ويقتلون كل من يقع تحت أيديهم هذا هو الاستعراض كل من يقع في أيديهم مسلما كان أم كافر .





    و (المدائن) تقع علي بعد سبعه فراسخ من بغداد وهي عده مدن تقع علي جانبي دجله الشرقي والغربي والفرسخ تقريبا ثلاثه أميال والميل هو 1609 متر .





    إستجاب لدعوه الفرصه الاخيره جماعه من الخوارج وأبي بقيتهم الا المكابره والعناد ثم نشب القتال وأستحر القتل في الخوارج وكانت نتيجه هذه المعركه رهيبه أستأصلهم جيش الخليفه وقضي عليهم ....





    وروي الامام أحمد بن حنبل في مسنده روايه عن ( أبي كثير مولي الانصار قال كنت مع سيدي ( أي سيده الانصاري ) مع علي بن أبي طالب حيث قتل أهل النهروان فكأن الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم. (قتلي كثيرين كأن الناس شعروا بضيق ولم يقتل من جيش الخليفه الا القليل بينما حدثت مجزره للخوارج, لأن النهروان أيها الاخوه معركه فاصله ) فقال علي يا أيها الناس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه ثم لا يرجعون فيه أبدا حتي يرجع السهم علي فوقه وأن ايه ذلك ان فيهم رجلا أسودا مخدج اليد أحدي يديه كا ثدي المرأه لها حلمه كحلمه ثدي المرأه وحوله سبع هلبات يعني شعرات فالتمسوه فأني أراه فيهم ) فلما ذهبوا يبحثون عن هذا الرجل وجدوه بالقرب من حافه النهر فأخرجوه فكبر علي وقال الله أكبر صدق الله ورسوله وكان علي متقلد قوسا له عربيا فأخذها وجعل يطعن بها في مخدجته ويقول صدق الله ورسوله وكبر الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون .





    وفي الحديث الذي أخرجه الامام مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال





    ( يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض ) ....




















    | نافع ذو الثديه و شجنه بن عدي و قطان |








    وذكر بعض المؤرخين أن هذا الرجل أسمه ( نافع ذو الثديه ) . نعم فهذه معركه النهروان الكبيره . ذكر بعض المؤرخين أن هذا الرجل هو ( نافع ذو الثديه ) وقالوا ايضا كان من ضمن من قتل من الخوارج في معركه النهروان التي جرت في السنه 38 من الهجره ( شجنه بن عدي ) وابنه ( الاخضر بن شجنه ) وهما من قبيله ( الرباب ) من ( تيم الرباب ) وقبيله ( الرباب ) يعدون من القبائل التميميه وكان لـ ( شجنه بن عدي ) ابنه أسمها (قطان ) هذه سوف نحدثكم عنها وكانت رائعه الحسن والجمال وكانت هذه الخبيثه علي معتقد الخوارج الخبثاء فأقسمت بعد النهروان أن تنتقم من علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:11 am

    | المؤامرة لقتل علي بن أبي طالب و معاويه بن أبي سفيان و عمرو بن العاص |

    وكان ثلاثه من الخوارج وهم (عبد الرحمن بن ملجم المرادي ) و (البرك بن عبد الله ) والبرك لقب وأسمه الحجاج و ( عمرو بن بكر التميمي ) قد اجتمعوا وأخذوا يتحدثون عن الاوضاع التي يعيشها الناس وعن جور الولاه فهذه دائما كلماتهم الاوضاع والناس والحكام وجور الحكام . وعن إخوانهم الذين قتلوا في النهروان وترحموا عليهم لانهم كانوا دعاه الناس لعباده ربهم ولانهم كانوا لا يخافون في الله لومه لائم فهذه الكلمات أثارت الشجون خاصه وهو مجتمع قبلي ! .

    فهؤلاء الاشقياء الثلاثه أتفقوا بل قراروا أن يغتالوا أئمة الضلاله حسب معتقدهم هذا المعتقد الفاسد قالوا نقتل أئمه الضلاله فمن هم أئمه الضلاله أيها الاخوه (علي بن أبي طالب ) ولي أمر المسلمين الخليفه الراشد الرابع والصحابي الجليل رضوان الله عليه فهذا أولهم والثاني ( معاويه بن أبي سفيان ) والثالث ( عمرو بن العاص ) رضي الله عنهم , فقال (عبد الرحمن بن ملجم ) أنا أكفيكم علي بن أبي طالب وقال (البرك بن عبد الله ) أنا أكفيكم معاويه بن ابي سفيان وقال ( عمرو بن بكر ) أنا أكفيكم عمرو بن العاص وتعاهدوا بالله إلا ينقص أيا منهم عن هذه الغايه وحددوا ليله 17 رمضان موعدا لتنفيذ هذه المؤامره الدنيئه وانطلق كل منهم الي وجهتهه بعد أن سمموا سيوفهم طبعا أيها الاخوه هناك تفصيلات كثيره وحتي لا أطيل عليكم أقول ذهب البرك بن عبد الله الي معاويه رضي الله عنه في دمشق وتربص به عند خروجه الي الصلاه صلاه الصبح وضربه بالسيف فوقعت الضربه المسمومه في إليته ولم تصبه بمقتل وامر معاويه رضي الله عنه بقتله ثم أرسل معاويه من فوره الي طبيب يعرف بــ ( الساعدي ) فقال لمعاويه أن ضربتك مسمومه فاختر واحده من إثنتين إما ان احمي لك حديده واضعها علي موضع الضربه أو أن أسقيك شربه تقطع منك الولد فقال رضي الله عنه أما النار فلا أصبر عليها واما الولد ففي يزيد وأخيه عبد الله ما تقر به عيني وتناول معاويه الشربه شربها وبرأ بأمر الله سبحانه وتعالي ولم يولد له بعدها كما يقول المؤرخون ومن يومها أخذ معاويه الاحتياطات اللازمه من حرس وغيرهم حتي لا يتكرر ما حدث....

    وأما عمرو بن بكر فأنه تربص بـ عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر وشاء الله سبحانه وتعالي ألا يخرج عمرو الي الصلاه بسبب وجع في بطنه فأمر صاحب الشرطه وهو ( خارجه بن حذافه بن غانم ) وهو من بني عدي بن كعب القرشيين رهط عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأمره أن يخرج ويصلي بالناس فلما خرج الي الصلاه هجم عليه الخارجي يظن أنه عمرو بن العاص فضربه ضربه قاتله ولما قبضوا عليه وأخذوه الي عمرو بن العاص قال له عمرو بن العاص رضي الله عنه ( أردت عمرا وأراد الله خارجه) هذا المثل الشهير ثم أمر عمرو بن العاص بقتله .

    | من هو عبد الرحمن بن ملجم |

    وفي الكوفه تربص الخارجي الخبيث ( عبد الرحمن بن ملجم ) بـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولكن من هو عبد الرحمن بن ملجم أيها الاخوه ؟
    تاريخ هذا الرجل تعرفون ما يحدث وتفسرون الكثير من الاحداث أيها الاخوه (عبد الرحمن بن ملجم ) هو ( عبد الرحمن بن ملجم بن عمرو بن يزيد المرادي ) نسبه الي قبيله مراد وكما تذكرون من دروس العرب حسب ونسب (مراد) هو ( يحابر بن مالك بن أودد ) و ( مالك بن أودد) هو ( مذحج ) وهو من قبائل كهلان الكبري وليست من حمير .

    ابن ملجم هذا رجل أنظروا أدرك الجاهليه وهو صغير وهو فارس شجاع شديد البأس لا شك في ذلك قدم المدينه المنوره في خلافه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي بدايه أمره قرأ علي ( معاذ بن جبل ) رضي الله عنه وأصبح بذاك من القراء وكان بن ملجم فقهيا عابدا أنظروا يا اخوه هذا الخارجي فقهيا عابدا قاتل مع علي بن أبي طالب في صفين ثم بعد ذلك تغير معتقده وخالف معتقد أهل السنه والجماعه وتبني معتقد الخوارج .

    | بن ملجم و قطان |

    وفي الكوفه إلتقي بن ملجم بجماعه من الخوراج من ( تيم الرباب ) كان قد قتل منهم في النهروان 10 رجال ثم شاهد بعد ذلك قطان الخارجيه وقلنا عليها من قبل انها جميله فاتنه وهي من تيم الرباب فشغلته عما جاء من اجله وتقدم الخبيث لخطبه الخبيثه فاشترطت عليه أن يكون مهرها 300 ولا أدري درهم أم دينار وعبد وقينه وأن يقتل علي بن أبي طالب فوافق الخبيث علي شرطها وأعطها المهر وتزوجها ثم تربص بـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

    | مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه |

    وفي فجر الــ 17 من رمضان من السنه الــ40 خرج علي الي الجامع في الكوفه يدعوا الناس لصلاه الصبح وكان الخبيث ينتظره فهجم عليه وضربه بالسيف المسموم علي جبهته رضوان الله عليه ولما ضرب الخليفه صاح بالناس قائلا لا يفوتنكم الرجل وجرح رضي الله عنه جرحا مميتا وألقي القبض علي المجرم الشقي وأدخلوه الي الخليفه المصاب.
    والان ايها الاخوه اريدكم أن تركزوا علي الحوار الذي دار بين ولي أمر المسلمين الخليفه الراشد الرابع وبين هذا الخارجي دار بينهم حوار عجيب .
    قال له علي : أي عدو الله ألم نحسن أليك
    قال: بلي
    فقال له علي : ما حملك علي هذا .
    قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه .
    فقال له علي رضي الله عنه : لا أراك إلا مقتولا به ولا أراك الا من شر خلقه .
    أنظروا ايها الاخوه الي هذا الخارجي الخبيث ماذا يقول لامير المؤمنين فإذا كان هذا رأيه في أمير المؤمنين سيد الصحابه في ذلك الوقت فما رأي هذا الخارجي بعامه المسلمين حتي تعرفوا خطوره وقذاره هذا الفكر .
    ثم قال علي رضي الله عنه : النفس بالنفس ان أنا مت فاقتلوه كما قتلني وان بقيت رأيت فيه رأيي .
    ثم نهي علي رضي الله عنه أبنه الحسن رضي الله عنه عن المثله أي لا يمثل بالخارجي وقال له ان انا مت من ضربته هذه فاضربه ضربه بضربه ولا تمثل بالرجل فأني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ( أياكم والمثله ولو أنها بالكلب العقور) أنظروا الي فقه ابي الحسن رضوان الله عليه في مثل هذا الموقف العصيب الرهيب ولكنها يا اخوان الفتنه التي شرع بابها لما قتل الخليفه الشهيد ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه في بيته وهو يقرأ القرأن .

    ولما توفي علي رضي الله عنه أحضروا بن ملجم الي الحسن وقال له الحسن والله لاضربنك ضربه تؤديك الي النار فقال له الخارجي لو علمت أن هذا في يديك ما أتخذت الها غيرك ثم امر الحسن فقطعوا يديه ورجليه يقولون أنه لم يتوقف عن ذكر الله هذا الخارجي الخبيث وهم يقطعوا يديه ورجليه فلما أرادوا ان يقطعوا لسانه جزع جزعا شديدا وقال وددت أن لا يزال فمي بذكر الله رطبا فقتلوه ثم احرقوه .
    قال (أبي مياث ) المرادي الخارجي من نفس قوم أبن ملجم أحد شعرائهم قال :

    فَلَمْ أَرَ مَهْرًا سَاقَهُ ذُو سَمَاحَةٍ كَمَهْرِ قَطَامِ بَيْنَ غَيْرِ مُعْجَمِ ثَلاثَةُ آلافٍ وَعَبْدٌ وَقِينَةٌ وَضَرْبُ عَلِيٍّ بِالْحُسَامِ الْمُصَمَّمِ فَلا مَهْرَ أَغْلَى مِنْ عَلِيٍّ وَإِنْ غَلا وَلا فَتْكَ إِلا دُونَ فَتْكِ ابْنِ مُلْجَمِ

    (عمران بن حطان) وهو من زعمائهم هلك سنه 89 من الهجره ماذا قال أيضا قال:

    يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيَ مَا أَرَادَ بِهَا * * * إلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانا
    إنِّي لأَذْكُرُهُ يَوْماً فَأَحْسَبُهُ * * * أَوْفَى البَرِيَّةِ عِنْدَ الله مِيزَانا
    أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُونُ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ * * * لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بَغياً وَعُدْوَانا

    هذا ايها الاخوه فكر الخوارج هل يوجد اخبث وأخطر من هؤلاء منتهي الجنون أذا كان شر البليه هو أمير المؤمنين الخليفه الراشد الرابع فما بالكم بباقي المسلمين .
    نعم لقد فصلت بعض الشئ في هذه الاحداث حتي أريكم من هم الخوارج وما هو معتقدهم وكيف يفكرون وأخطر مافي معتقدهم الفاسد أنهم بسبب جهلم يعتقدون ما يفعلون قربه لله سبحانه وتعالي هذه الافعال التي يكفرون بها المسلمين ويستحلون بها دمائهم وأموالهم .


    | الحسن و الحسين رضي الله عنهما |

    أخرج الامام البخاري عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : لم يكن أحدا أشبه بالنبي صلي الله عليه وسلم من الحسن بن علي .
    وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي بكره رضي الله عنه قال : رأيت الرسول صلي الله عليه وسلم علي المنبر والحسن بن علي الي جنبه وهو يقبل علي الناس مره وعليه أخري ويقول ان أبني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين .

    وابو بكره رضي الله عنه الذي روي الحديث هو صحابي جليل أختلفوا في نسبه فقيل هو ( نفيع ) وقيل بل( مسروح ) وقيل بل هو ( نفيع بن مسروح ) ومسروح هو عبد حبشي وقيل بل هو ( نفيع بن الحارث بن كلده الثقفي ) وقيل بل هو عبد للحارث بن كلده .
    أم ابو بكره ( سميه ) جاريه الحارث بن كلده وهي أم زياد بن أبيه الذي أستلحقه معاويه رضي الله عنه بعد ذلك وأصبح زياد بن أبي سفيان لقبه رسول الله صلي الله عليه وسلم بـ ابي بكره لانه تدلي يوم الطائف ببكره من الابل ونزل الي النبي صلي الله عليه وسلم واسلم رضي الله عنه مع غلمان من أهل الطائف .
    قال عنه التابعي الكبير الحسن البصري : لم ينزل بالبصره من الصحابه ممن سكنها أفضل من عمران بن حصين وابي بكره .
    أعتزل أبو بكره رضي الله عنه الفتنه الكبري ولم يشارك في الجمل ولا في صفين .


    و ( عمران بن الحصين ) هو الصحابي الجليل ( عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي ) رضي الله عنه أسلم في السنه السابعه وكان من الذين اعتزلوا الفتنه .

    وفي الحديث الذي رواه أبو هريره رضي الله عنه وأورده الامام أحمد بن حنبل قال ( خرج علينا رسول الله ومعه حسن وحسين هذا علي عاتقه وهذا علي عاتقه وهو يلثم هذا مره وهذا مره حتي أنتهي ألينا فقال رجل يارسول الله أنك لا تحبهما فقال من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أغضبني )

    وفي الحديث الذي رواه الامام مسلم عن أم المؤمنين عائشه رضي الله عنها وعن أبيها الصديق قالت ( خرج النبي صلي الله عليه وسلم غداه وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمه فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ).

    وفي الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنه )

    ويروي عمير بن اسحاق ذكروا عنه أنه قال ما تكلم عندي أحدا كان أحب أذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي ما سمعت منه كلمه فحش قط الا مره . ماهي كلمه الفحش هذه؟
    حدث مره أنه كان بين الحسن و عمرو بن عثمان بن عفان خصومه في أرض تخاصموا بسبب أرض فعرض الحسن أمرا لم يرضه عمرو فقال الحسن فليس له عندنا الا ما رغم أنفه قال عمير بن أسحاق فهذه أشد كلمه فحش سمعتها منه .

    وكان الحسن يتصدق كثيرا وينفق علي المحتاجين وكان ذو كرم بالغ أخرج الحسن من ماله مرتين وقاسم الله ماله ثلاث مرات وحج الحسن رضي الله عنه 25 مره ماشيا من المدينه واكيد كانت في مرات كثيره في الحر .

    وأورد الامام الحافظ بن كثير الدمشقي في كتابه البدابه والنهايه وغيره من المؤرخين والعلماء أوردوا الكثير من فضائل و مناقب الحسن بن علي رضي الله عنه وعن أبيه . قال الحافظ بن كثير عن الحسن : وقد كان الصديق يجله ويعظمه ويكرمه ويحبه ويتفداه وكذلك عمر بن الخطاب وكان عثمان بن عفان يكرم الحسن والحسين ويحبهما وفي حصار أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في داره بالمدينه أمر علي أبنه الحسن بأن يحرس الدار ويدافع عن عثمان وكان الحسن يحرس الدار متقلدا سيفه دفاعا عن الخليفه فخشي عثمان عليه من الثوار فأقسم عليه ليرجعن الي منزلهم تطيبيا لخاطر أبيه علي وخوفا عليه . وكان علي يكرم الحسن اكراما زائدا وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنه يأخذ ركاب الحسن والحسين أذا ركبا وكانا اذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما بسبب الازدحام من حولهما للسلام عليهما وكان عبد الله بن الزبير رضي الله عنه يقول والله ما قامت النساء علي مثل الحسن بن علي وكان معاويه رضي الله عنه يكرمه أكراما بالغا .
    هؤلاء الصحابه وفعلهم مع آل البيت أيها الاخوه هذا الكلام الصحيح هذا توقير سادتنا الصحابه لــ آل البيت رضوان الله عليهم أما خلاف ذلك كلام فاضي هذا كلام مؤرخينا الثقات الحافظ بن كثير وغيره .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:11 am

    | الحسن رضي الله عنه وتوليه الخلافه |

    منذ البدايه اراد الحسن بن علي رضي الله عنه وعن أبيه أن يصلح بين المسلمين الذين أخنتهم حرب الفتنه الكبري وفي الكوفه بايع المسلمون الحسن بن علي رضي الله عنه وكان أول من بايعه ( قيس بن سعد بن عباده ) رضي الله عنه وكان تحت أمرته 40 الف من انصارعلي بن أبي طالب رضي الله عنه تحت طوع ( سعد بن قيس بن عباده ) رضوان الله عليه وعلي أبيه وهو جيش كبير . وقال للحسن أبسط يدك أبايعك علي كتاب الله عز وجل وسنه نبيه وقتال المحلين فقال له الحسن علي كتاب الله وسنه نبيه أن ذلك يأتي من ورائه كل شر فبايعه (قيس بن سعد ) وسكت وبايعه الناس .

    ولكن من هم أيها الاخوه هؤلاء المحلين ؟
    المحلون أيها الاخوه هم من لا عهد لهم ولا حرمه ولن المسلم يحرم عليه قتل المسلم فإذا أستحلت جماعه من المسلمين قتال جماعه أخري من المسلمين فهم من المحلين وعلي المسلمين قتال المحلين ليدفعوا شرهم واذاهم عنهم .

    | الحسن وقيامه بالصلح مع معاوية رضي الله عنهما |

    وبعد أن بايع الناس الحسن رضي الله عنه بالخلافه وكان ذلك بالكوفه خرج بالناس الي المدائن وبعث بـ ( قيس بن سعد ) علي مقدمه جيشه في 12 الف . وأقبل معاويه رضي الله عنه في جند الشام ونزل في مكان اسمه ( مسكن ) وهي قريه بالعراق علي نهر دجله ثم حدث هرج ومرج في معسكر الحسن عندما نادي منادي ان قيس بن سعد قد قتل وصاح فيهم وصارت فتنه ولم يكن ذلك صحيح فلما سمعوا الناس ذلك نفروا ونهبوا سرادق الحسن حتي نازعوه بساطا كان تحته .

    لم يكن الحسن رضي الله عنه يثق في أهل الكوفه فهم قد خذلوا اباه ولذلك كان الحسن لهم مبغضا وهم قد طعنوه بعدما بايعوه لانه أشترط عليهم أثناء البيعه شروطا منها أنه قال لهم أنكم سامعون مطيعون تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فلما سمعوا منه ذلك ارتابوا في امره وقالوا ليس هذا بصاحبكم أنه لا يريد القتال فطعنوه بعد ذلك طعنه أشوته يعني أصابته ولكن لم تقتله ونهبوا متاعه في معسكره في المدائن فخافهم الحسن علي نفسه وأزداد لهم بغضا وأزداد منهم رعبا وعرف انه لا يستطيع الاعتماد عليهم فكتب الي معاويه رضي الله عنه في أمر الصلح .

    وذكر الامام البخاري أن الحسن بن علي أستقبل معاويه بكتائب مثل الجبال فقال عمرو بن العاص لمعاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه أني أري كتائب لا تولي حتي تقتل أقرانها فقال له معاويه أن قتل هؤلاء هؤلاء و هؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس من لي بضعفتهم من لي بنسائهم رضوان الله عليك يا معاويه صحابي جليل لا شك .

    وفي أثناء ذلك وصل كتاب الحسن إلي معاويه في امر الصلح فبادر معاويه رضي الله عنه من فوره بأرسال رجلين من الصحابه من قومه من بني عبد شمس بن عبد مناف الي الحسن ليفاوضاه في أمر الصلح وهذان الرجلان هما ( عبد الرحمن بن سمره بن حبيب بن ربيعه بن عبد شمس ) و ( عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعه بن حبيب بن عبد شمس ) رضي الله عنهما ....

    و ( عبد الرحمن بن سمره) أسلم يوم الفتح سماه الرسول صلي الله عليه وسلم عبد الرحمن وكان أسمه عبد الكعبه توفي في البصره في سنه 50 أما ( عبد الله بن عامر) رضي الله عنه فقد ولد في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وقد كان الرسول عليه السلام قد تفل في فمه وعوذه فبلع الطفل الصغير ريق المصطفي عليه السلام فقال الرسول صلي الله عليه وسلم انه لمسقاء ولذلك كان هذا الصحابي الجليل لا يعالج أرضا الا نبع بها الماء بأمر الله ثم ببركه دعاء الرسول ولاه عثمان بن عفان رضي الله عنه البصره وكان رضي الله عنه من كبار الفاتحين فتح (خرسان) و ( سجستان) و ( كرمان ) وأطراف فارس و ( زابولستان ) وهي في أفغانستان الحاليه وفي ولايته قتل ( يزدجرد ) الثالث اخر الاكاسره فأحرم بن عامر من نيسابور بعمره وحجه شكرا لله سبحانه وتعالي وتوفي رحمه الله سنه 57 وقيل بل في سنه 58.


    وصل الصحابيان رضي الله عنهما الي الحسن رضي الله عنه في معسكره بالمدائن وتداولوا في أمر الصلح وتم الاتفاق بينهم علي الصلح وكتب الحسن الي قيس بن سعد رضي الله عنه وهو علي مقدمه الجيش وتحت أمرته 12 ألف مقاتل يأمره في الدخول في طاعه معاويه . فخطب قيس بن سعد في الناس وقال أيها الناس أختاروا الدخول في طاعه أمام ضلاله أو القتال مع غير إمام فقالوا له لا بل نختار أن ندخل في طاعه إمام ضلاله وبايعوا لمعاويه رضي الله عنه !

    كان تنازل الحسن بن علي عن الخلافه لمعاويه بن ابي سفيان في ربيع الاول سنه 41 من الهجره وعلي ذلك تكون مده خلافه الحسن بن علي رضي الله عنه 6 أشهر وأياما . وقد بلغ الغيظ والغضب مبلغه عند كثير من رجال الحسن لما تنازل عن الخلافه لمعاويه رضي الله عنه حتي أن أحدهم وهو سفيه لا شك قال له السلام عليك يا مذل المؤمنين فهذا لا شك فيه أنه منتهي الجهل والحماقه من هذا الغبي الجاهل ولكن ماذا قال له الحسن رضوان الله عليه هل نهره أو امر بضربه بل قال له لا تقل هذا فلست بمذل للمؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم علي الملك .


    | دخول معاويه الكوفه ومبايعة الناس له |

    دخل معاويه بن ابي سفيان الكوفه وبايعه الناس ثم خطب فيهم وبمشوره من عمرو بن العاص رضي الله عنه طلب معاويه من الحسن أن يخطب في الناس فقال للناس في خطبته أما بعد :
    ايها الناس فأن الله هداكم بأولنا وحقن دمائكم بأخرنا وأن لهذا الامر مده والدنيا دول قال الله تعالي لنبيه صلي الله عليه وسلم ( لعله فتنه لكم ومتاع الي حين ) فلما قال ذلك غضب معاويه وأمره بالجلوس .

    | استشهاد الحسن رضي الله عنه |

    ثم بعد ذلك غادر الحسن الكوفه الي المدينه المنوره وبقي فيها الي حين وفاته رضي الله عنه في السنه 49 وقيل في سنه وفاته غير ذلك مات رضي الله عنه مسموما وحاول معه أخوه الحسين رضي الله عنه ليخبره عمن سقاه السم فلم يخبره وقال الله أشد نقمه أن كان الذي أظن وألا فلا يقتل بي والله برئ .
    سأل أمام أهل السنه والجماعه الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه عن ما جري بن علي ومعاويه فقرئ ( تلك أمه قد خلت ...) .
    ولما جاء خبر مقتل علي الي معاويه رضي الله عنهما جعل معاويه يبكي فقالت له أمرأته أتبكيه وقد قاتلته فقال لها ويحك أنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم .

    وحتي نختم هذه الحلقه أيها الاخوه أقول لكم دخل ( أبو مسلم الخولاني ) ومعه جماعه علي معاويه رضي الله عنه فقالوا له انت تنازع عليا أم أنت مثله فقال لهم والله أني لاعلم أن خير مني وأفضل وأحق بالامر مني ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلموما وأنا بن عمه وأنا أطلب بدمه وأمره الي فقولوا له فليسلم لي قتله عثمان وأنا أسلم له أمره . ثم ذهبوا الي علي ( ابو مسلم الخولاني ) وجماعته فكلموه في ذلك فلم يدفع اليهم أحدا . لأنه لا يستطيع في ذلك الوقت أيها الاخوه قلنا لكم الثوار وضعهم مجرمين وجهل بالدين .
    و ( أبو مسلم الخولاني ) من ساده التابعين أسمه (عبد الله بن ثوب) أسلم في حياه الرسول صلي الله عليه وسلم ولكنه لم يره ووفد الي المدينه في خلافه الصديق رضي الله عنه وتوفي (أبو مسلم الخولاني) في سنه 62 .

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:12 am

    الدرس [ 3 ]


    | ملخص الحلقه السابقه |


    لعلكم تذكرون أننا في الدرس الماضي الدرس الثاني تكلمنا عن تولي الخليفه الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين تولي الخلافه بعد مقتل الخليفه الشهيد ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه وقلنا ان الامور اضطربت علي الخليفه علي بن ابي طالب وذلك أن معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه أمير الشام أختلف مع علي رضي الله عنه فكان يطالبه بان يسلم له قتله عثمان رضي الله عنه ولكن علي ما كان يستطيع في ذلك الوقت بسبب شراسه الثوار وقوتهم وهذا ادي الي نشوب معركه الجمل ثم بعد ذلك حرب صفين الرهيبه وانتهي الامر بالتحكيم كما تعلمون وقبول علي بن أبي طالب بالتحكيم جعل جماعه من المسلمين تخرج علي ولي الامر الشرعي الخليفه الراشد الرابع علي بن أبي طالب وسموهم بالحروريه نسبه الي بلده حروراء بالعراق وهم الخوارج وهذا ادي الي ان يتواجه معهم الخليفه ويلحق بهم هزيمه ساحقه في معركه النهروان وبسبب قتلاهم في معركه النهروان أدي ذلك الي المؤامره الشهيره التي قام بها عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله الثلاثه هؤلاء الاشقياء وتمكن عبد الرحمن بن ملجم من غدر الخليفه بضربه علي جبهته بسيف مسموم وأدي هذا الي وفاته رضي الله عنه وتولي ابنه الحسن رضي الله عنه ولكن الحسن أراد ان يصلح بين الفئتين المتقاتلتين من المسلمين ولذلك تنازل عن الامر لمعاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه في الاحداث المعروفه التي تكلمنا بها في اللقاء الماضي .




    | فضائل معاوية رضي الله عنه |




    روي الامام أحمد بن حنبل عن العرباض بن ساريه السلمي قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يدعونا الي السحور في شهر رمضان هلم الي الغداء المبارك ثم سمعته يقول اللهم علم معاويه الكتاب والحساب وقه العذاب .

    وروي الامام أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن عميره رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه ذكر معاويه وقال اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به . قال بن كثير في كتابه سأل عبد الله بن المبارك عن معاويه فقال ما أقول في رجل قال رسول الله صلي الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده فقال خلفه ربنا ولك الحمد فقيل له أيهما افضل هو أو عمر بن عبد العزيز فقال لتراب في منخري معاويه مع رسول الله صلي الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز .

    ولما سأل المعافا بن عمران عن معاويه رضي الله عنه والمعافا هو ( المعافا بن عمران بن نفيل بن جابر الازدي ) الامام الكبير ولد في أواخر الدوله الامويه وكان عالما كبيرا شديد السخاء اشتهر به وهو من سادات الازد قتل الخوارج قبحهم الله له ولدين فلم يظهر عليه شئ وجمع أصحابه ثم أطعمهم فلما فرغوا قال لهم آجركم الله في فلان وفلان توفي المعافا يرحمه الله في سنه 186 من الهجره .
    فلما سأل المعافا أيهما افضل معاويه أم عمر بن عبد العزيز غضب وقال أتجعل رجلا من الصحابه مثل رجل من التابعين . معاويه صاحبه وصهره وكاتبه وامينه علي وحي الله .

    نعم هؤلاء هم السلف أيها الاخوه ما يأتينا رجل الان ويتفلسف ويصنع من نفسه عالم بالتاريخ ولا عالم في الرجال ولا عالم في الفقه والشريعه هذا هو هدي السلف عند الكلام عن الصحابه رضوان الله عليهم . سادتنا الصحابه هؤلاء من يأت الان في القرن الـ 15 الهجري ويتكلم عن الصحابه رضوان الله عليهم من انت بالنسبه لهؤلاء .


    قال الحافظ ابراهيم بن ميسره الطائفي المتوفي سنه 132 ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب انسان قط الا انسان شتم معاويه فأنه ضربه اسواطا .

    روي الامام أحمد بن حنبل عن سفينه مولي رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول الخلافه ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك .

    وفي الحديث الذي رواه الطبراني في المعجم الكبير عن معاذ بن جبل وأبو عبيده بن الجراح رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أن هذا الامر بدأ رحمه ونبوه ثم يكون رحمه وخلافه ثم كائنا ملكا عضوضا ثم كائنا عتوا وجبريه وفساد في الارض يستحلون الحرير والفروج والخمور يرزقون علي ذلك وينصرون حتي يلقوا الله عز وجل .

    نعم أيها الاخوه قال معاويه رضي الله عنه أنا أول الملوك وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا راي معاويه قال هذا كسري العرب وكان عمر معجب بمعاويه .

    وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ما رأيت رجلا كان أخلق بالملك من معاويه .

    وقال عبد الملك بن مروان عن معاويه رضي الله عنه ما رأيت مثله في حلمه وأحتماله .

    وانظروا ماذا قال عنه الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه قال أحذروا قرن قريش وابن كريمها من يضحك عند الغضب ولا ينام الا علي الرضا ويتناول ما فوقه من تحته

    وقال عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنه كان حلمه قاهرا لغضبه وجوده غالبا علي منعه يصل ولا يقطع ويجمع ولا يفرق .

    قال معاويه رضي الله عنه عن نفسه يتكلم يقول وددت أن بيني وبين الناس شعره ما انقطعت ابدا قيل له وكيف ذلك قال كنت اذا مدوها أرخيتها وأذا أرخوها مددتها . نعم هذا معاويه .



    | صفات وتاريخ و فتوحات معاويه رضي الله عنه |



    معاويه كان طويلا أبيضا جميلا أبيض الرأس واللحيه ولذلك كان يخضبهما بالحناء والكتم . أسلم مع أبيه يوم فتح مكه وكان رضي الله عنه من المؤلفه قلوبهم وكان يكتب الوحي لما ينزل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم مع غيره من كتاب الوحي رضي الله عنهم ومن المعروف ان عدد كتاب الوحي أكثر من 40 كتاب منهم عثمان وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وكان معاويه مع أخيه يزيد بن ابي سفيان رضي الله عنهم في الشام وكان يزيد أميرا علي الشام فلما مات نصب عمر معاويه مكانه علي الشام فكتب إليه أبو سفيان ابوه أنظروا هذه الكلمه مهمه كتب الي أبنه فقال يابني ان هؤلاء الرهط المهاجرين سبقونا وتأخرنا فرفعهم سبقهم وقدمهم عند الله وعند رسوله وقصر بنا تأخيرنا فصاروا قاده وساده وصرنا اتباعا وقد ولوك جسيم من أمورهم فلا تخالفهم فأنك تجري الي امد فنافس فأن بلغته أورثته عقبك . نعم كلمه عجيبه من أبي سفيان رضي الله عنه .





    ** فتح قبرص **



    وفي سنه 27 أفتتح المسلمون جزيره قبرص فتحها معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه ركب البحر بجيش كبير وكان من ضمن من كان معه الصحابي الجليل عباده بن الصامت وزجته الصحابيه الجليله أم حرام بنت ملحام رضي الله عنهما و عباده هو ( عباده بن الصامت بن قيس الانصاري الخزرجي ) شهد العقبه الاولي والثانيه وشهد بدرا والمشاهد كلها شهدها مع الرسول صلي الله عليه وسلم توفي عباده بن الصامت سنه 34 أما أم حرام فهي ( ام حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الانصاريه الخزرجيه ) خاله الصحابي الجليل أنس بن مالك خادم الرسول صلي الله عليه وسلم .

    روي الامام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أذا ذهب الي قباء يدخل علي أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت تحت عباده بن الصامت فدخل يوما فأطعمته فنام رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم استقيظ يضحك قالت ما يضحكك يا رسول الله فقال ناس من أمتي عرضوا علي غزاه في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا علي الاسره أو مثل الملوك علي الاسره فقالت أدعوا الله ان يجعلني منهم فدعا ثم وضع رأسه فنام ثم أستيقظ يضحك فقالت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاه في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا علي الاسره أو مثل الملوك علي الاسره فقالت أدعوا الله أن يجعلني منهم فقال أنت من الاولين .
    فركبت البحر زمان معاويه فصوعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت . هذا هو فتح قبرص الذي بشر به الرسول صلي الله عليه وسلم وهو الذي توفيت به أم ملحان رضي الله عنها .

    اما الذين عرضوا علي الرسول صلي الله عليه وسلم لما رأهم في منامه فهم الذين غزوا القسطنطينيه في سنه 49 في خلافه معاويه وكان أميرهم هو يزيد بن معاويه .


    في الحديث الذي رواه الامام البخاري أيضا في صحيحه ان أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحَةِ حِمْصَ وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ قَالَ عُمَيْرٌ فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ قَالَ أَنْتِ فِيهِمْ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ فَقُلْتُ أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا.




    جزيرة قبرص










    | تعريف الامامه والخلافة والبيعة |




    بمبايعه معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه هدأت الفتنه وسمي هذا العام بعام الجماعه وبما انا نتكلم في هذه الدروس عن التاريخ السياسي للدوله الامويه وبما أننا قد وصلنا في الحديث الي عام الجماعه نريد أن نتكلم وبأختصار شديد وبعيد عن الاراء المختلفه نريد أن نتكلم عن الامامه أو الخلافه وعن البيعه .

    نحن هنا نتكلم عن الامامه إمامه المسلمين عند أهل السنه والجماعه فالامامه كما قال الفقيه الشافعي الكبير (علي بن محمد بن حبيب ) الذي يعرف بـ ( الماوردي ) المتوفي سنه 450 من الهجره قال في كتابه المسمي بالاحكام السلطانيه قال عن الامامه هي خلافه النبوه في حراسه الدين وسياسه الدنيا وعلي هذا تكون الخلافه كما عرفها جمهور العلماء بأنها الرئاسه العامه في أمور الدين والدنيا نيابه عن الرسول صلي الله عليه وسلم فهذا كلام الماوردي .

    ولا أريد هنا أن أفصل في موضوع الامامه ولكن أورد ما قاله القاضي ( أبو يعلي ) ( محمد بن الحسين الفراء الحنبلي ) المتوفي سنه 458 قال في كتابه أيضا المعروف بالاحكام السلطانيه قال والامامه تنعقد من جهتين أحدهما بأختيار أهل الحل والعقد والثاني بعهد من قبله فأما عقدها بأختيار أهل الحل والعقد فأنها لا تنعقد الا بجمهور أهل الحل والعقد بأن يقولوا كلهم هذا امام وأما بعهد من قبله بمعني أن يعهد الخليفه أو السلطان أو الامير الامر الي من يختاره من بعده فأن ذلك يجوز أذا وافق أهل الحل والعقد علي ذلك وتجوز أمامه المفضول في وجود الافضل . فهذا كلام الفراء أبو يعلي .

    نجد فيمن يتولي الامامه أو الخلافه أن تتوافر فيه شروط معينه مثل أن يكون حرا بالغا عاقلا عدلا عالما شجاعا قويا حازما فقهيا صحيح ليس بأعمي ولا بأصم وهذه لا نريد ان نخوض فيها وفي الاراء المختلفه بين العلماء ويجب ايضا أن يكون من شروطه ان يكون من قريش كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن بن عمر رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ اثْنَانِ . هذا عن الامامه والخلافه .




    | البيعة |



    ولكن ماذا عن البيعه التي تعقد للامام أو للخليفه فالبيعه في اللغه مشتقه من البيع والمبايعه هي معاهده ومن وجهه نظر الشرع فالبيعه هي معاهده المرء ولي الامر علي السمع والطاعه وان يسلم له النظر في امر نفسه وأمور المسلمين والا ينازعه في شئ من ذلك وأن يطيعه في المنشط والمكره فيما يكلفه به من أمور هذا تعريف مهم هذه هي البيعه . فالبيعه لها شروط وأمور ومتطلبات وعليها تبعات أذا نقضدت ويجب علي المسلم أن يبايع الامام وعلي المرء المسلم ان يسمع ويطيع امامه ففي الحديث الذي رواه الامام مسلم عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك .

    وفي الحديث الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً .,

    هذه احاديث أيها الاخوه شرع مو علي كيفيك هذا شئ نتبعه هذا شرع .

    وأيضا من يبايع يجب عليه طاعه الامام وتحرم عليه معصيته الا إذا امر الامام بمعصيه .ومن يبايع يحرم عليه نقض البيعه الا أذا صدر من الامام ما يوجب نقض البيعه .


    وفي الحديث الذي رواه الامام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه .
    وفي الحديث أيضا الذي رواه الامام مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية .


    وفي الحديث الذي رواه الامام البخاري عن بن عمر عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُنْصَبُ بِغَدْرَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .


    والسمع والطاعه للامام لا تكون ايها الاخوه في معصيه ابدا ففي الحديث الذي رواه مسلم عن بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة .

    ولا يجوز البيعه للاكثر من امير ولا يجوز لاحد ان ينازع الامام الذي تمت مبايعته من قبل اهل الحل والعقد وعلي المسلمين قتال من ينازع الامام الذي تمت مبايعته .


    وللبيعه صيغه عامه قد تتغير عبارتها طبقا للظروف ولكن بصفه عامه تكون هكذا نبايع علي كتاب الله وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم وعلي الجهاد في سبيل الله تعالي وعلي السمع والطاعه في المنشط والمكره والعسر واليسر واثره علينا فيما استطعنا والا ننازع الامر اهله .

    الان أيها الاخوه بعد هذه المقدمات فأنا أعتبر أن معظم الكلام الذي تكلمنا منذ الدرس الاول الي هذه اللحظه يعتبر تقديم أو مقدمه لبدايه لتاريخ الدوله الامويه وأريد الان أن اتكلم علي رجل لعب دورا مهما في أحداث تلك الحقبه من التاريخ الاسلامي هذا الرجل هو ( زياد بن سميه ) أو ( زياد بن أبيه ) الذي عرف بعد ذلك بـ ( زياد بن ابي سفيان ) .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:12 am

    | زياد بن ابيه أو زياد بن ابي سفيان |

    ولد زياد في الطائف في عام الهجره وقيل بل قبل الهجره بعام واسلم في خلافه الصديق وأختلفوا في أسم أبيه فيقولون بأن زياد بن عبيد الثقفي كان ابوه عبيدا عبدا ويسموه أيضا بـ زياد بن سميه أمه سميه جاريه للحارث بن كلده الثقفي الطبيب المشهور وأشتري زياد أباه عبيدا وأعتقه بعد ذلك .

    قدم زياد علي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبشره بأحد الفتوح فطلب منه عمر ان يخطب في الناس فخطب خطبه عصماء فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه لو كان هذا الفتي قرشيا لساق القرب بعصاه وقال أبو سفيان والله اني لاعرف الذي وضعه في رحم امه فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن هو يا ابا سفيان قال انا فقال علي مهلا فلو سمعها عمر لكان سريعا اليك ( يعني له شأن معك يحاسبك علي هذا الكلام ) .

    وكتب مره علي بن أبي طالب رضي الله عنه الي زياد عندما كان زياد في فارس أنما وليتك وأنت عندي أهل لذلك ولن تدرك ما تريد الا بالصبر واليقين وانما كانت من أبي سفيان فلته زمن عمر ( هذه الكلمه التي قالها أبو سفيان ) لا تستحق نسبا ولا ميراثا وأن معاويه يأت المرء من بين يديه ومن خلفه فاحذره والسلام . فهذا مقدمه عن زياد ونسبه .

    وكان زياد من دهاه الرجال وكان كاتبا متمكنا كتب لابي موسي الاشعري وللمغيره بن شعبه ولعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وزياد أخو لابو بكره رضي الله عنه من الام وكان زياد من انصار علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان علي قد بعثه لقتال أكراد خرجوا في فارس فأوقع بهم زياد وأقام في قلعه في ( أصطخر ) نسبت اليه وهي قلع زياد .




    | بسر بن أرطاة |

    لما تم الصلح بين الحسن ومعاويه رضي الله عنهما أرسل معاويه قائده ( بسر بن أرطاة ) وهو من بني معيص بن عامر بن لؤي القرشيين . ولست متأكدا من صحبه بسر حاولت ابحث فما تأكدت هل هو صحابي أم لا الامام أحمد ويحيي بن معين يقولان بأنه لم يسمع من الرسول صلي الله عليه وسلم .


    فمعاويه بعث بسر بن أرطاة علي رأس جيش الي البصره أمره لن يقبض علي بني زياد وذلك حتي يستخلص أمولا كانت لبيت مال المسلمين عند زياد الذي كان يقيم بعيدا في أصطخر وفي البصره قبض بسر بن أرطاة وبسر هذا بالمناسبه من الجبابره القساه قبض علي عبد الرحمن بن أبي بكره وعلي عبيد الله وعباد بن زياد وأراد بسر ان يقتلهم ولكن ابو بكره استمهل بسر أسبوعا لماذا حتي يذهب الي معاويه في دمشق الشام فأمهله بسر أسبوعا ذاهبا ايابا وألا أنه سوف يقتلهم فجد أبو بكره كما يقولون بالمسير وقالوا أنه قتل دابتين تحته من شده السير ما يتوقف ولما وصل الي معاويه طلب منه أبو بكره أن يعطي زياد اخاه الامان وأن يكتب ألي بسر بأطلاق سراح من بييده فكتب معاويه الي بسر بذلك وقال لابي بكره أعطي أخاك الامان علي أن يسلم ما عنده من اموال ووصل أبو بكره الي البصره قبيل غروب اليوم السابع واستطاع بفضل الله أن يستنقذ الاسري .




    | احداث سنه 42 |



    في سنه 42 كتب معاويه زياد بالقدوم عليه وكان ابو بكره قد حث أخوه زياد علي الدخول في طاعه الخليفه فلما وفد زياد الداهيه علي معاويه رضي الله عنه سأله علي الاموال التي جمعها من فارس فقال له زياد بأنه أرسل منها الي علي رضي الله عنه وصرف بعضها للانفاق علي بعض شئون الاماره واحتفظ بالبقيه عند بعض أعوانه وسوف يحضرها له فصدقه معاويه أو يعني أراد ان يكسبه ولا يحاسبه علي هذه يعني يستفيد من قدراته . وأرسله ليقيم في الكوفه وذلك حتي يكون تحت نظر المغيره بن الشعبه رضي الله عنه .




    | فتح بلاد اللان |


    في سنه 42 غز المسلمون بلاد اللان وبلاد الروم وبلاد اللان هذه بالقرب من أرمينيا اذن انظروا الي بركه عام الجامعه أيها الاخوه في سنين الفتنه الكبري كان المسلمون يتقاتلون فيما بينهم وكان الجهاد متوقفا توقف الجهاد بسبب الفتنه والحروب فيما بين المسلمين ولما اصطلحوا قاموا في نفس العام بمواصله جهادهم في سبيل الله ولذلك ماذا تتوقعون أن يكون رد فعل ولي الامر مع من يخرج عليه او ان يفكر ويخطط للخروج بعد هذا الصلح الذي أعقب هذه الفتنه الداميه .
    ومن الامور أيضا التي نحب ان نشير أليها انه في سنه 42 ولد الحجاج بن يوسف الثقفي الذي سوف يكون له شأن في الدوله الامويه .




    | الخوارج بقياده المستورد بن علفه |




    اذن قلنا بأن الخليفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقبل ان ينشب القتال في معركه النهروان دفع برايه الامان الي الصحابي الجليل أبا ايوب الانصاري رضي الله عنه فتوجه ابو أيوب الي الخوارج وقال لهم من جاء الي هذه الرايه منكم ممن لم يقتل ولم يستعرض فهو امن ومن انصرف منكم الي الكوفه والي المدائن فهو امن . وأذا تذكرون قلنا بأن جماعه منهم أستجابوا لهذه الدعوه وأبا البقيه الا القتال ولما نشب القتال هزم الخوارج هزيمه ساحقه وقتل معظهم وجرح منهم قرابه الـ 400 وقام الخليفه بالعفو عنهم بعد ان شفوا وعولجوا من جراحهم .


    الخوارج الذين استجابوا لدعوه الامان وجرحي الخوارج في النهروان الذين شفوا من جراحهم وهم كما قلنا قرابه الــ 400 لما أصطلح المسلمون في عام الجماعه وآل الامر الي معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه حركتهم نفوسهم المريضه للقيام بالفتنه والخروج علي الخليفه فابتدأ رؤوسهم بالنجوي ثم أخذوا يجتمعون اجتماعات سريه ثم امروا عليهم أميرا لقبوه بأمير المؤمنين وهو ( المستورد بن علفه ) وهو ( المستورد بن علفه بن الفريش التيمي ) [ الفريش بفتح الفاء ] من تيم الرباب وكان ذلك في الكوفه واتفقوا ان يكون خروجهم في شعبان سنه 43.


    كان أمير الكوفه في ذلك الوقت هو المغيره بن شعبه الثقفي رضي الله عنه فلما وصلته أخبارهم خطب في الناس وحذرهم وكان مما قال لهم : وايم الله لقد خشيت الا أجد بدا من ان يعصب الحليم التقي بذنب السفيه الجاهل فكفوا أيها الناس سفهائكم قبل ان يشمل البلاء عوامكم وقد ذكر لي أن رجالا منكم يريدون أن يظهروا بالمصر بالشقاق والخلاف وايم الله لا يخرجون في حي من أحياء العرب في هذا المصر الا أبدتهم وجعلتهم نكالا لمن بعدهم فقد قمت هذا المقام أراده الحجه والاعذار . فهذه خطبه اعذار حتي اذا تصرف بعد ذلك لا أحد يلومه .


    سار الخوارج بقياده المستورد بن علفه التيمي وكانوا قرابه الــ300 رجل ونزلوا في المذار والمذار مدينه ميسان الواقعه علي نهر دجله سميت بالمذار لفساد تربتها فانتدب لهم المغيره بن شعبه الناس لقتالهم وأمر علي الجيش ( معقل بن قيس الرياحي التميمي ) وكان الذين معه يقدرون بــ 3000 رجل وانظروا الي وصيه الصحابي الجليل المغيره بن شعبه رضي الله عنه الي امير الجيش معقل بن قيس ماذا اوصاه قال له :


    يا معقل إني قد بعثت معك فرسان أهل المصر ثم أمرت بهم فانتخبوا انتخابًا فسر إلى هذه العصابة المارقة الذين فارقوا جماعتنا وشهدوا علينا بالكفر فادعهم إلى التوبة وإلى الدخول في الجماعة فإن فعلوا فاقبل منهم وأكفف عنهم وإن لم يفعلوا فناجزهم واستعن بالله عليهم .

    لا شك انها طبعا وصيه عظيمه من هذا الصحابي الجليل . وفي أثناء مطارده معقل بن قيس للخوارج مر الخوارج بالمدائن وكان أميرها
    ( سماك بن عبيد العبسي) فأرسل له المستورد كتاب جاء فيه وأنا هنا طبعا أذكر لكم هذه التفاصيل حتي تعرفون من هم الخوارج ايها الاخوه ماذا جاء في الكتاب يقول له :
    من عبدالله المستورد أمير المؤمنين إلى سماك بن عبيد أما بعد: فقد نقمنا على قومنا الجور في الأحكام، وتعطيل الحدود، والاستئثار بالفيء، وإنا ندعوك إلى كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وولاية أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، والبراءة من عثمان وعلي لإحداثهما في الدين، وتركهما حكم الكتاب، فإن تقبل فقد أدركت رشدك، وإلا تقبل فقد بالغنا في الإعذار إليك، وقد آذناك بحرب فتبذنا إليك على سواء إن الله لا يحب الخائنين.


    أشتبك معقل بن قيس مع الخوارج في قتال شرس وكان الخوارج قبحهم الله يقاتلون ببساله عجيبه وفي تلك الاثناء وصلت الاخبار بقرب وصول جيش من البصره قوامه 3000 رجل بعثهم أمير البصره ( عبد الله بن عامر بم كريز العبشمي القرشي ) رضي الله عنه وعلي رأس هذا الجيش ( شريك بن الاعور بن الحارث بن عبد يغوث ) من بني الحارث بن كعب ولكن هذا الجيش لم يشارك في القتال لان الخوارج انسحبوا من المذار من دون ان يشعر بهم احد وكذلك لم يلحقوا بالخوارج وأبوا قتالهم وقالوا ان في جيش الكوفه كفايه . ولكن معقل بن قيس الرياحي لحق بالخوارج واشتبك معهم في قتال ضار وشريك لم يلحق بهم وقتل الخوارج جميعا ولكن بعد ان قتلوا الكثير ولم ينج منهم الا عبد الله بن عقبه الغنوي وكان صغيرا هرب علي فرس ودخل الكوفه وعقد له الامان من المغيره بن شعبه رضي الله عنه ولكنه خرج بعد ذلك في فتنه بن الاشعث التي سنتكلم عليها بعد ذلك .



    وكان المستورد بن علفه خرج برمح الي معقل بن قيس الرياحي وطلب رجالا كانوا مع معقل الا يخرج للخارجي وقالوا له نحن سوف نتولي أمر هذا الخارجي ولكن معقل أبي ذلك وامتضي سيفه وخرج للقاء عدوه فطعنه المستورد برمح علي صدره فخرج السنان من ظهره ولكنه قبل ان يسقط هوي بالسيف علي رأس المستورد فمات الاثنين هذا من طعنه الرمح النافذه وذاك من ضربه السيف التي فلقت هامته .





    | وفاة الصحابيان عمرو بن العاص و محمد بن مسلمه الانصاري رضي الله عنهما |


    في يوم الفطر سنه 43 توفي في مصر الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي رضي الله عنه فتولي ابنه الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أماره مصر وفي نفس السنه توفي في المدينه المنوره الصحابي الجليل ( محمد بن مسلمه الانصاري ) رضي الله عنه اخرج الامام احمد في مسنده عن الصحابي الجليل عقبه بن عامر الجهني رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم اسلم الناس وامن عمرو بن العاص .


    وفي سنن الترمذي عن الصحابي الجليل طلحه بن عبيد الله رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِ قُرَيْشٍ.

    وايضا ايها الاخوه من المعروف ان عمرو بن العاص رضي الله عنه من رجال العرب والاسلام ودهاتهم وكان بطلا من ابطال الفتوحات الاسلاميه رضي الله عنه .
    أما محمد بن مسلمه بن خالد بن عدي الاوسي الانصاري الصحابي الجليل فقد شهد بدرا والمشاهد كلها مع الرسول صلي الله عليه وسلم ماعدا غزوه تبوك ولماذا لم يشهد غزوه تبوك لان النبي صلي الله عليه وسلم استخلفه علي المدينه وكان محمد بن مسلمه رضي الله عنه من الذين اعتزلوا الفتنه الكبري ولم يشارك بها واتخذ سيفا من خشب وقال بذلك أمرني رسول الله .





    | المجاهد عبد الرحمن بن خالد بن الوليد |


    في سنه 43 من الهجره غزي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بلاد الروم وكان ملك الروم هو الامبراطور ( كونستنس) ! الثاني وكذلك غزها في سنه 45 و 46 ثم عاد في سنه 46الي حمص فدس له ( بن أفال ) النصراني السم في شربه مسمومه فمات ولا نعرف تحديدا من الذي امره بهذا هذا النصراني الطبيب
    وفي مره وهذه الروايه بها طرافه وفي مره قدم خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الي المدينه المنوره فجلس يوما عند عروه بن الزبير بن العوام وكان عروه كفيفا فسلم عليه فقال له عروه من أنت فقال له أنا خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال له عروه مافعل ابن أفال فقام خالد وصار من فوره الي حمص وتربص بابن افال فلما رأه ضربه بالسيف فقتله فأخذوه الي معاويه رضي الله عنه فحبسه اياما وأغرمه ديته ورجع خالد الي المدينه وأتي عروه بن الزبير فسلم عليه فقال له عروه ما فعل بن افال فقال له لقد كفيتك بن أفال ولكن ما فعل بن جرموز فسكت عروه والمعروف ان بن جرموز هو الذي قتل الصحابي الجليل الزبير بن العوام .





    | إستلحاق معاوية لـ زياد بن أبيه |




    وفي سنه 44 من الهجره استلحق معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه نسب زياد بن سميه أي ادخله بـ ابي سفيان لماذا يفعل معاويه رضي الله عنه
    ذلك هذا الصحابي الجليل فعل ذلك لان رجلا شهد ان أبا سفيان أقر بأنه اتي سميه أم زياد في الجاهليه فحملت بزياد منه فهذا رجل مسلم عدل اتي وشهد وكانت سميه جاريه للحارث بن كلده الثقفي طبيب العرب واستنكر كثيرون هذا الأستلحاق وكان منهم الصحابي الجليل عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعه بن حبيب بن عبد شمس رضي الله عنه وكان أمير البصره من قبل معاويه وكان ينقم علي زياد لانه بلغه ان زياد يقول ان بن عامر ضعيف في امارته فقال بن عامر لقد هممت ان أتي بقثامه من قريش يحلفون ان أبا سفيان لم يري سميه . معاويه رضي الله عنه عندما سمع بذلك غضب فلما دخل عليه بن عامر يوما قال له معاويه أما والله ( كلمه مهمه أسمعوا ايها الاخوه معاويه رضي الله عنه يستفاد من دراسه سيرته أحد الملوك الحكام المسلمين ماذا قال لما دخل عليه بن عامر ) اما والله لقد علمت العرب أني كنت أعزها في الجاهليه وان الاسلام لم يزيدني الا عزا واني لم أستكثر بزياد من قله ولم أتعزز به من ذله ولكن عرفت حقا له فوضعته موضعه . نعم أيها الاخوه بنو هاشم وبنو اميه هم أعز قريش في الجاهليه وكانوا كا فرسي رهان ولكن لما اصطفي الله عز وجل سيد البشر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف النبي الامي سما بنو هاشم ببركه الرسول صلي الله عليه وسلم عاليا بحيث لا يطالهم أحد .





    | علاقة بني هاشم بـ بني أمية |




    ماهي علاقه بني هاشم بــ بني أميه هاشم بن عبد مناف جد بني هاشم هو شقيق من الام والاب وليس بأخ هو شقيق عبد شمس بن عبد مناف بل ليس ذلك بلو هو توأمه أمهما عاتكه بنت مره بن بلال السلميه وبنو هاشم وبنو أميه من أقرب الناس بعضهما الي بعض فهذا سيد الخلق محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد جده عبد مناف صلي الله عليه وسلم وهذا أبو سفيان بن حرب بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف جد جده أيضا هو جد جد النبي صلي الله عليه وسلم فعبد المطلب جد المصطفي صلي الله عليه وسلم هو بن عم أميه جد أبي سفيان .


    ولما سأل رجل الامام الشعبي يوما عن بني هاشم وبني أميه والشعبي كما تعرفون هو الامام الكوفي الشهير عامر بن شرحبيل الشعبي العدناني ! توفي سنه 104 فلما سأل قال : ان شئت أخبرتك ما قال علي بن أبي طالب فيهم ماذا قال علي قال أما بنو هاشم فأطعمها للطعام وأضربها للهام ( كرم وشجاعه ) وأما بنو اميه فأبعدها حلما وأطلبها للامر الذي لا ينال فينالونه ( الحلم والدهاء ) .


    قالوا لمعاويه يوما أخبرنا عنكم وعن بني هاشم قال بنو هاشم أشرف واحدا يعني بذلك عبد المطلب بن هاشم ما أحد يوازيه بالشرف عبد المطلب كواحد من بني هاشم لا أحد يوازيه فما كان ألا كلا ولا حتي جاؤوا بواحده بدت الاولين والاخرين يعني بذلك الرسول عليه الصلاه والسلام .


    وايضا في نفس هذا المعني قيل لمعاويه رضي الله عنه أيكم كان أشرف أنتم أم بني هاشم قال كنا أكثر أشرافا وكانوا هم أشرف فيهم واحد لم يكن في بني عبد مناف مثله فلما هلك كنا أكثر عددا وأكثر أشرافا وكان فيهم عبد المطلب لم يكن فينا مثله فلما مات صرنا أكثر عددا وأكثر أشرافا ولم يكن فيهم واحدا كواحدنا ( وهذا حقيقه ) فلم يكن الا كقرار العين حتي قالوا منا نبي فجاء نبي لم يسمع الاولون ولا الاخرون بمثله محمد صلي الله عليه وسلم فمن يدرك هذه الفضيله وهذا الشرف . لا شك كلمه عظيمه لمعاويه رضي الله عنه .


    فكلام معاويه رضي الله عنه لابن عمه عبد الله بن عامر بن كريز رضي الله عنه صحيح فهل معاويه ايها الاخوه وهو خليفه المسلمين وسيد من سادات قريش فهل معاويه بحاجه لان يستكثر ويعتز بزياد بن سميه الجاريه لا هذا منطق ولكن عندما أتاه رجل وشهد ما يستطيع أن يرد شهاده الرجل فهذه مسائل شرعيه.



    | توليه زياد بن ابي سفيان البصره وخرسان وسجستان |


    أيضا في سنه 45 عزل معاويه عبد الله بن عامر عن أماره البصره وذلك لضعفه في أداره شئون الاماره وولي مكانه الحارث بن عبد الله الازدي لمده 4 أشهر ثم عزله عنها وولي زياد بن أبي سفيان علي البصره وخرسان وسجستان ثم اضاف له بعد ذلك الهند والبحرين وعمان وكان زياد بن ابي سفيان أيها الاخوه واليا حازما قويا جبارا بليغا فصيحا هابه الناس هيبه عظيمه وضبط الامور في ولايته وكان يقول لو ضاع حبل بيني وبين خرسان علمت من أخذه فهذا يرينا حزم وقوه هذا الوالي القوي أو الامير القوي .


    في سنه 47 هذا الصحابي الكبير مالك بن هبيره بن خالد بن مسلم السكوني الكندي غزا بلاد الروم ومن المعلوم أنه بعد أن استتب الامر لمعاويه في عام الجامعه لم يتوقف الجهاد في سبيل الله في بلاد الروم تحديدا....



    | احداث 49 ومحاولة غزو القسطنطينيه |


    وفي سنه 49 قام المسلمون بغزو القسطنطينيه وكان أمير الغزو يزيد بن معاويه وكان في هذا الجبش عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عباس وابو أيوب الانصاري رضي الله عنهم وكان ملك الروم في تلك الفتره ايها الاخوه هو الامبراطور البيزنطي ( قسطنطين الثالث ) الذي تولي الحكم بعد الامبراطور ( كونستناس الثاني ) الذي سبق وتكلمنا عنه .



    | وفاة المغيرة بن شعبه رضي الله عنه |


    وفي سنه 49 من الهجره ايضا توفي الصحابي الجليل والقائد البطل والداهيه الكبير المغيره بن شعبه بن ابي عامر بن مسعود الثقفي رضي الله عنه توفي بالطاعون ودفن بالكوفه وقيل بل كانت وفاته في سنه 50 وقيل في سنه 51 ولكن نرجح سنه 49. ومن المعروف ان المغيره بن شعبه رضي الله عنه أسلم في عام الخندق وشهد الحديبيه وبايع بيعه الرضوان وجاهد في حروب الرده في اليمامه وفي فتوحات الشام وحارب في اليرموك وفي فتوحات العراق وفارس وقاتل في القادسيه وكان قد أعتزل الفتنه ولما وصل الامر الي التحكيم التحق بمعاويه رضي الله عنه .



    انتهي الدرس [ 3 ]
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:13 am

    الدرس (4)












    | ملخص الدرس السابق |




    تكلمنا عن مقتل الخليفه الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم لما آل الامر الي الحسن بن علي رضوان الله عليه وعلي ابيه فتنازل لمعاويه رضي الله عنه عن الخلافه وتكلمنا في الدرس الماضي عن تعريف الامامه والخلافه وتعريف البيعه وشروط البيعه وتكلمنا ايضا عن بدايه تأسيس الدوله الامويه وإرسال معاويه رضي الله عنه لــ امرائه علي الامصار وقلنا انه إستلحق زياد بن سميه فأصبح زياد بن أبي سفيان لما أتاه رجل عدل من المسلمين وشهد عنده بأنه سمع ابا سفيان يقول انه جاء سميه في الجاهليه فعرقت منه بزياد وتوقفنا عند وفاه الصحابي الجليل المغيره بن شعبه ومن هنا نريد ايها الاخوه ان نكمل ما توقفنا عنده في الدرس الماضي .







    | زياد بن ابي سفيان و حكايته مع أهل الكوفة |




    أقول لما توفي المغيره بن شعبه جمع معاويه بن ابي سفيان لــ زياد بن ابي سفيان له اماره البصره والكوفه فاستخلف زياد ( سمره بن جندب الفزاري ) رضي الله عنه علي البصره ...



    وسمره بن جندب غزا مع الرسول صلي الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه شديدا علي الخوارج وكان اذا احضروا له واحدا منهم قتله ويقول شر قتلي تحت أديم السماء يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء فكان يبغضهم رحمه الله وتوفي رضي الله عنه سنه 59 ..



    ولما آل امر الكوفه الي زياد سار اليها وذهب الي الجامع وصعد المنبر ثم خطبهم خطبه بليغه وكان زياد من الفصحاء وأثني عليهم بها فلما فرغ من خطبته قام بعضهم بحصبه وهو علي المنبر فجلس حتي توقفوا عن حصبه فأمر رجاله بالسيطره علي أبواب المسجد ( مسجد الكوفه ) ثم قال لاهل الكوفه ليأخذ كلا منكم جليسه ولا يقول لا أدري من جليسي ثم جلس علي كرسي وضع له علي باب المسجد وأمرهم ان يخرجوا اربعه اربعه وطلب منهم ان يحلفوا بالله ما منا من حصبك فمن حلف خلاه وتركه واما الذي لم يحلف حبسه وعزله كأنه يفرزهم حتي أصبح عدد من لم يحلف 30 وقيل 80 فأمر بقطع أيديهم علي الفور أنظروا الي الشده والجبروت والحزم يحصبون الوالي وهو علي المنبر والناس حديثوا عهد بفتنه .



    الان لو سأل سائل لماذا هذا الفعل الشنيع والمريع ولماذا هذه الشده والقسوه فنجيب عليه بكل بساطه ....



    في مفهوم وظروف ذاك الزمان فقبل قليل قلنا الناس قريبوا عهد من الفتنه وهذه عواقب الفتنه الكبري التي قتل فيها خليفتيها وقتل فيها 70 الف من المسلمين والناس حديثوا العهد بعام الجماعه فمن يحاول ان يثير الفتن والاحقاد لابد من التصدي له وإلا خرج الامر عن السيطره واشتعلت الفتنه مجددا وهذا ما سوف نلاحظه عند إستعراضنا للحوادث التاريخيه القادمه سوف تصادفنا العديد من الحوادث في تاريخ هذه الدوله وتاريخ الدوله الامويه السياسي حافل بالكثير من الاحداث والمواقف والفتن والمعارك والحروب والمؤامرات والدسائس وهذه الامور كانت نتائجها وخيمه ووبالا علي المسلمين فلابد من التصدي لهؤلاء المخربين أصحاب الاهواء والبدع والفتن ما يصح ان يتركوا.






    | وفاة الصحابي الجليل أبو موسي الاشعري |




    علي كل حال في سنه 50 توفي الصحابي الجليل أبو موسي الاشعري وهو عبد الله بن قيس بن سليم من الاشعريين والاشعرييون كما قلنا من قبائل كهلان وقحطان وأبو موسي الاشعري له تاريخ عظيم أفتتح يرحمه الله أصفهان وتستر والاهواز وكان أحد الحكمين في قضيه التحكيم المعروفه وقيل بل كانت وفاته سنه 52 وعلي كل حال نحن نرجح سنه 50 ولكن هذا ما ذكره بعض المؤرخين وهذا كثير يصادفنا الكثير من الاحداث يكون الاختلاف فيها بسيطا بتحديد السنه التي تم بها الحدث .








    | حجر بن عدي و حكايته مع المغيره بن شعبه رضي الله عنه |




    في سنه 51 كان مقتل ( حجر بن عدي بن جبله الكندي ) وحجر بن عدي كما يقول البعض صحابي جليل رضي الله عنه ولكن اكثر المحدثين كما يقول الحافظ بن كثير لا يرون له صحبه وكان حجر بن عدي من العباد الزهاد وكان من القاده الابطال وكان من شيعه علي رضي الله عنه وكان في عهد المغيره بن شعبه رضي الله عنه امير الكوفه كثيرا ما ينكر علي المغيره ولكن المغيره كان به حلم وأناه وكان يحذره من هذه الافعال التي بها جرأه علي السلطان وفي مره قال له يا حجر ويحك أتق الله يا حجر ويحك اتق السلطان اتق غضبه وسطوته فأن غضبه السلطان أحيانا مما يهلك امثالك كثيرا وكان المغيره يحذر حجرا ولكنه يصفح ويعفو . بطبيعه المغيره رضي الله عنه .



    وفي أواخر ايام المغيره قال الامام الطبري في تاريخيه ترحم المغيره رضي الله عنه علي عثمان رضي الله عنه وقال [ اللهم ارحم عثمان بن عفان وتجاوز عنه، واجزه بأحسن عمله، فإنه عمل بكتابك، واتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وجمع كلمتنا، وحقن دماءنا، وقتل مظلوماً؛ اللهم فارحم أنصاره وأولياءه ومحبيه والطالبين بدمه! ويدعو على قتلته. ] هذا في اواخر ايام المغيره كما ذكر الامام الطبري



    فقام حجر بن عدي فنعر نعرةً ( اي صرخ من خياشيمه صرخه منكره ) بالمغيرة سمعها كل من كان في المسجد وخارجاً منه، وقال: إنك لا تدري بمن تولع من هرمك! أيها الإنسان، مر لنا بأرزاقنا وأعطياتنا، فإنك قد حبستها عنا، وليس ذلك لك، ولم يكن يطمع في ذلك من كان قبلك، وقد أصبحت مولعاً بذم أمير المؤمنين ( يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ، وتقريظ المجرمين ( التقريظ يعني المدح يقصد هنا أنصار معاويه رضي الله عنه ) . قال: فقام معه أكثر من ثلثي الناس يقولون: صدق والله حجر وبر.]



    [ فنزل المغيرة، فدخل واستأذن عليه قومه، فأذن لهم، فقالوا: علام تترك هذا الرجل يقول هذه المقالة، ويجترىء عليك في سلطانك هذه الجرأة ! إنك تجمع على نفسك بهذا خصلتين: أما أولهما فتهوين سلطانك، وأما الأخرى فإن ذلك إن بلغ معاوية كان أسخط له عليه - وكان أشدهم له قولاً في أمر حجر والتعظيم عليه عبد الله أبي عقيل الثقفي - فقال لهم المغيرة: إني قد قتلته؛ إنه سيأتي أميرٌ بعدي فيحسبه مثل فيصنع به شبيهاً بما ترونه يصنع بي، فيأخذه عند أول وهلة فيقتله شر قتلة؛ إنه قد اقترب أجلي، وضعف عملي، ولا أحب أن أبتدىء أهل هذا المصر بقتل خيارهم، وسفك دمائهم، فيسعدوا بذلك وأشقى، ويعز في الدنيا معاوية، ويذل يوم القيامة المغيرة ]


    قال هذه الكلمه في أخر أيامه رضوان الله عليه .






    | زياد بن ابي سفيان و حجر بن عدي |




    فلما تولي بعد ذلك ( زياد بن أبي سفيان ) كما قلنا حذر زياد حجر بن عدي مما كان يصنع ايام المغيره وكان مما قال له زياد :


    [ فقال تعلم أني أعرفك وقد كنت أنا وإياك على ما قد علمت يعني من حب علي بن أبي طالب وإنه قد جاء غير ذلك وإني أنشدك الله أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه كله املك عليك لسانك وليسعك منزلك وهذا سريري فهو مجلسك وحوائجك مقضية لدي فاكفني نفسك فإني أعرف عجلتك فأنشدك الله يا أبا عبد الرحمن في نفسك وإياك وهذه السفلة وهؤلاء السفهاء أن يستزلوك عن رأيك فإنك لو هنت علي أو استخففت بحقك لم أخصك بهذا من نفسي فقال حجر قد فهمت ] كلام فيه تهديد فهم يعرفون من زياد فحذره ونصحه فقال حجر قد فهمت يعني قد استوعبت التحذير .



    وكان زياد يقسم ولايته في العراق 6 أشهر في الكوفه و6 اشهر أخري يذهب الي البصره فلما ذهب الي البصره اتي الشيعه الي حجر وطبعا انتم تعلمون ان الشيعه مقامهم كان في الكوفه منذ هذا الزمن فلما ذهب زياد الي البصره ذهب الشيعه الي حجر في منزله والتفوا عليه وأخذوا يجتمعون عنده وكانوا يسبون معاويه رضي الله عنه ويتبرأون منه .



    وحذر ( عمرو بن الحريث ) نائب زياد علي الكوفه حجر بن عدي من هذه الاعمال وأرسل له رسولا يقول له ما هذه الجماعه التي تجتمع عندك وأنت قد تعهدت الامير بما حذرك منه فقال حجر بن عدي للرجل الذي أرسله الحريث أنهم ينكرون ما انتم عليه وطرده وقال له اليك ورائك أوسع لك .



    مثل هذا التحدي وهذا الكلام وهذه الاجتماعات وفي تلك الظروف تورد صاحبها المهالك لا محاله ولا شك في ذلك فلما عاد الرجل الي عمرو بن الحريث أرسل عمرو الي زياد في البصره يستعجله في العوده الي الكوفه لكي يتدارك الامر فالامر الان خطير جدا ويوجد بوادر ثوره فلما سمع زياد بهذه الانباء الخطيره عاد من فوره الي الكوفه وقال [ أما والله لأجهدن على قطع خيط عنق الخائن الأحمق ] ولما وصل زياد أرسل الي حجر بن عدي من أهل الكوفه وكان من ضمن من أرسلهم ثلاثه من الصحابه ( عدي بن حاتم الطائي ) رضي الله عنه و ( جرير بن عبد الله البجلي ) رضي الله عنه و ( خالد بن عرفطه الليثي من بني بكر بن عبد مناه بن كنانه ) رضي الله عنه وقيل بل هو ( خالد بن عرفطه بن صعير العذري ) حليف بني زهره رضي الله عنه علي كل حال أرسل زياد هؤلاء الصحابه الثلاثه .



    فلما اتوا علي حجر جعلوا يتكلمون معه وهو لا يرد عليهم ويقول لغلامه يا غلام أعلفت البكر ( يعني بكر من الابل مربوط بالدار ) فقال له عدي بن حاتم رضي الله عنه وعدي ذو منزله كبيره قال له [ أمجنون أنت ؟ نكلمك وأنت تقول: أعلفت البكر، ثم قال عدي لاصحابه: ما كنت أظن هذا البائس بلغ به الضعف كل ما أرى. ثم نهضوا فأخبروا زيادا ببعض الخبر وكتموه بعضا، وحسنوا أمره وسألوه الرفق به فلم يقبل ] وحدث ما تنبأ به داهيه العرب المغيره بن شعبه رضي الله عنه إذ ان زياد أرسل له الشرطه فأحضروه وما أغني عنه قومه وما كان يظن ان ينصره كما يقول بن كثير ثم قيده زياد وسجنه عشره ايام وفي إثناء ذلك كان يلاحق رؤوس أصحابه ثم بعد ذلك أرسلهم الي معاويه في الشام وبعث معه جماعه يقدرون بـ 70 يشهدون بأنه خلع الطاعه ( 70 شاهد هذه مصيبه ) وفارق الجماعه ولعن الخليفه ودعا الي الحرب والفتنه وجمع أليه الجموع يدعوهم ألي نكث البيعه وخلع أمير المؤمنين معاويه . وواحده من هذه التهم تقتله فشهدوا عليه .


    وهذه الاحداث التي نتكلم عنها بها الكثير من التفاصيل ولكن علي كل حال هذا هو موجزها المهم والمفيد .







    | قتل حجر بن عدي |




    حجر بن عدي حمل الي الشام ومعه 13 رجل من أصحابه ونزلوا بهم في ( مرج عذراء) وهي من قري دمشق ثم قرؤا علي معاويه كتاب عبد الله بن زياد وشهاده الشهود فلما فرغوا قال معاويه رضي الله عنه ماذا ترون في هؤلاء النفر الذين شهد عليهم قومهم . وكان معاويه قد احتار في أمرهم فكتب ألي زياد وكان ضمن ما قاله له [فأحيانا أرى قتلهم أفضل من تركهم وأحيانا أرى العفوعنهم أفضل من قتلهم والسلام ] زياد لما وصله كتاب معاويه رد عليه وقال [فعجبت لاشتباه الأمر عليك فيهم وقد شهد عليهم بما قد سمعت من هوأعلم بهم، فإن كانت لك حاجة في هذا المصر فلا تردن حجرا وأصحابه إلي ] .




    ثم بعد ذلك قام زعماء القوم وتشفعوا عن بعض أبناء عمومتهم من الاسري الذين مع حجر فشفعهم معاويه وعفا عنهم وهم سته ولم يقبل شفاعه ( مالك بن هبيره السكوني الكندي) في حجر وحجر كندي ولكن معاويه رضي الله عنه لم يقبل لما اتاه الشهود ورد بن زياد عليه وقال له ان بن عمك رأس القوم وأخاف ان خليت سبيله ان يفسد علي مصري اي الكوفه .



    ثم اصدر معاويه رضي الله عنه الامر بقتل ثمانيه وتخليه السته الذين تشفع لهم وحفرت القبور وجهزت الاكفان وطلب حجر منهم ان يتوضأ فلما توضأ صلي ركعتين ثم تقدم اليه ( خدبه بن الفياض ) بالسيف ( الان خلاص حان الوقت ليضرب عنقه ) فلما تقدم اليه خدبه أرتعدت فرائس حجر فقالوا له أنك قلت انك لست بجازع فقال لهم ومالي لا اجزع وأنا أري قبرا محفورا وكفنا منشورا وسيفا مشهورا .


    وكانت أم المؤمنين السيده عائشه رضي الله عنها لما سمعت بهذه التطورات وأرسال حجر وأصحابه الي الشام وكانت في المدينه المنوره أرسلت ( عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيره المخزومي ) الي معاويه تطلب من معاويه أن يطلقهم ولكنه وصل بعد ما قتلوا الثمانيه .


    وأنا علي يقين لان معاويه به حلم شديد لو كان قدر الله ووصل عبد الرحمن بن الحارث رسول السيده عائشه وكلم معاويه لكان معاويه قد عفا عنه .








    | غضب أم المؤمنين عائشه رضي الله عنها لمقتل حجر بن عدي |




    أم المؤمنين عائشه رضي الله عنها غضبت غضبا شديدا لما سمعت بمقتل حجر بن عدي الكندي ولما قدم معاويه رضي الله عنه الي المدينه وأراد الدخول علي أم المؤمنين عائشه حجبته ولم تأذن له وهو الخليفه وأمير المؤمنين وقالت لا يدخل علي أبدا قال بن كثير في البدايه والنهايه ( وهذا يدل علي حلم معاويه فهو امير الحلم وملك الحلم ) فلم يزل يتلطف حتي دخل فلامته في قتله حجرا فلم يزل حتي عزرته وفي روايه انه قال لها رضي الله عنه دعيني وحجرا حتي نلتقي عند ربنا عز وجل, انه أيضا قال لها أني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من إستحيائه في فسادهم .



    وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه الفاروق كان في السوق فلما بلغه مقتل حجر وكان محتبيا جالسا أطلق حبوته وقام وغلب عليه النحيب ولما قال عبد الرحمن بن الحارث المخزومي لمعاويه أقتلت حجر بن الادبر فقال معاويه قتله أحب إلي من ان أقتل معه 100 الف وهذا كلام سليم القتل مؤلم وفعل شنيع ولكن الاشنع من قتل واحد هي الفتنه اذا ثارت .



    وكان معاويه رضي الله عنه اذا حضرته الوفاه يقول يومي منك يا حجر يوم طويل .



    نعم هذه حادثه شهيره حدثت في عهد معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه أول الخلفاء الامويين .









    | احداث 51 |





    في سنه 51 من الهجره توفي عدد من الصحابه نذكر بعض من مشاهيرهم لاننا لا نستطيع نعد كل من توفي منهم الصحابي الجليل ( سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه ) وهو سيد من سادات الصحابه وأحد العشره المبشرين بالجنه توفي بالمدينه وتوفي كذلك الصحابي الجليل (عبد الله بن أنيس الجهني) رضي الله عنه شهد المشاهد كلها الا بدرا وشهد العقبه....



    وتوفي كذلك الصحابي الجليل ( أبو بكره ) يقول عنه الحافظ بن كثير صحابي جليل كبير القدر وكذلك توفي الصحابي الجليل ( جرير بن عبد الله البجلي ) رضي الله عنه وكان جرير قد اسلم في رمضان من سنه 10 هــ روي البخاري في صحيحه عن جرير أنه ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي ولقد شكوت إليه إني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا



    وفي الحديث الذي رواه الامام احمد عن جرير بن عبد الله البجلي ان النبي صلي الله عليه وسلم قال له الا تريحني من ذي الخلصه ( وذو الخلصه بيت لخثعم يعبدونه وكانوا يعبدونه في الجاهليه يسمي الكعبه اليمانيه ) قال جرير فخرجنا اليه في خمسين ومائه راكب فخربناه أو احرقناه حتي تركناه كالجمل الاجرب ثم بعث جرير الي النبي صلي الله عليه وسلم يبشره بذلك فلما جاءه فقال والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما جئتك حتا تركناه كالجمل الاجرب قال فبرك علي أحمس ( أحد بطون بجيله التي ينتمي لها جرير ) وعلي خيلها ورجالها خمس مرات قال قلت يا رسول الله اني رجل لا أثبت علي الخيل فوضع يده علي وجهي حتي وجدت بردها وقال اللهم اجعله هاديا مهديا . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ألا تريحني من ذي الخلصة بيت لخثعم كان يعبد في الجاهلية يسمى كعبة اليمانية قال فخرجنا إليه في خمسين ومائة راكب قال فخربناه أو حرقناه حتى تركناه كالجمل الأجرب قال ثم بعث جرير إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بذلك قال فلما جاءه قال والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما جئتك حتى تركناه كالجمل الأجرب قال فبرك على أحمس وعلى خيلها ورجالها خمس مرات قال قلت يا رسول الله إني رجل لا أثبت على الخيل فوضع يده على وجهي حتى وجدت بردها وقال اللهم اجعله هاديا مهديا .



    نعم جاهد هذا الصحابي جرير في فتوحات العراق وقاتل في القادسيه






    | وفاة الصحابي الجليل أبو أيوب الانصاري رضي الله عنه |







    وفي سنه 49 توفي الصحابي الجليل أبو ايوب الانصاري ( خالد بن زيد بن كليب الخزرجي الانصاري) شهد العقبه وبدر والمشاهد كلها مع الرسول صلي الله عليه وسلم نزل عنده الرسول صلي الله عليه وسلم عندما هاجر من مكه الي المدينه المنوره توفي في بلاد الروم كما سبق وقلنا في الجيش الذي أرسله معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه بقياده ابنه يزيد بن معاويه ودفن بالقرب من القسطنطينيه وكان في هذا الجيش عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وصحابه غيرهم رضي الله عنهم .. نعم








    | فتح جزيرة رودس سنه 53 |




    أيضا في سنه 53 هــ فتح المسلمون جزيره (رودس) في البحر الابيض المتوسط وكان كبير المجاهدين هو ( جناده بن أبي أميه الازدي ) ومما يجدر ذكره في هذا السياق نقول ان الفتوحات الاسلاميه والجهاد ضد الروم البيزنطين وفي بلاد ما وراء النهر لم تتوقف في خلافه معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه .

















    | وفاة زياد بن أبي سفيان |




    في رمضان سنه 53 توفي زياد بن أبي سفيان وكان زياد قد كتب الي معاويه [ قد ضبط لك العراق بشمالي ويميني فارغه فاشغلها بالحجاز ] فلما بلغ ذلك أهل الحجاز أتي نفر منهم الي الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فأخبره بالامر فقال [ ادعو الله عليه يكفيكموه ] فاستقبل القبله واستقبلوها فدعوا ودعا قما قال بن كثير فطعن بأمر الله وهلك وكفي الله سبحانه وتعاله شره المسلمين في الحجاز في مكه والمدينه .






    | بداية عبيد الله بن زياد |




    في سنه 54 هــ نصب معاويه رضي الله عنه ( عبيد الله بن زياد ) والي علي خرسان وكان عمره 25 سنه وكان عبيد الله بن زياد شجاعا شديد البأس قاتل الترك في بخاري ثم في اواخر سنه 55 نصبه معاويه واليا علي البصره بعد ان عزل ( عبد الله بن عمرو بن غيلان ) وقد تلاحظون اني قد وصفت عبيد الله بن زياد بالشجاعه وشده البأس وهذا صحيح فهذه صفات نفسيه وجسمانيه تحلي بها شخص دون أخر ولا علاقه لهذه الصفات النفسيه أو الجسمانيه بأي أمر اخر . حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر الرسول صلي الله عليه وسلم كان معروفا بالجبن رضي الله عنه ومع ذلك فعل لسانه بالمشركين مالم تفعله السيوف ..
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:13 am

    | تنصيب معاويه لـ يزيد ولاية العهد |





    في سنه 56 دعا معاويه رضي الله عنه الي بيعه ابنه يزيد من بعده فنصبه وليا للعهد وبايع الناس يزيد ماعدا 5 وهم ( الحسين بن علي ) و ( عبد الله بن عمر) و ( عبد الله بن الزبير) و (عبد الله بن عباس بن عبد المطلب) و ( عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق ) لماذا نصب معاويه رضي الله عنه ابنه يزيد وولي عهد للمسلمين ؟ هذا سؤال في غايه الاهميه ؟




    حسب اعتقادي حسب اعتقادي الشخصي اعتقد ان معاويه اخذ في الاعتبار عند تنصيبه لابنه يزيد عده أمور :



    لا تزال أحداث الفتنه الكبري ماثله في ذاكره المسلمين ولذلك لا بد لهم ان يجتمعوا حول رجل يكون ولي أمر لهم .


    طيب هذا امر صحيح ولا خلاف في ذلك ولكن ألم يجد معاويه بن ابي سفيان أفضل من ابنه يزيد لهذا الامر لا شك ان هناك الاف من الصحابه رضوان الله عليهم وعشرات الاف من التابعين أفضل من يزيد ولا يقارن حتي بهم يعني لا نستطيع ان نقارنه بهم من عده امور ونواحي ولكن لا شك أيضا في أن معاويه رضي الله عنه ومن وجهه نظر سياسيه وكذلك شرعيه رأي في ابنه الاثير لديه يزيد انه الاصلح لهذه المهمه الرهيبه فــ يزيد اولا ورائه جند الشام وهذه مسأله مهمه من الناحيه السياسيه وجند الشام هم عماد الدوله الامويه منذ نشأتها الاولي وهم سامعون مطيعون لمعاويه لا يعصونه ابدا ويزيد له خبره في الحروب فكان قائدا لاول جيش غزا القسطنطينيه مدينه قيصر وكان في هذا الجيش كما سبق وذكرنا عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس و أبو أيوب الانصاري رضي الله عنهم صحابه ما هم سهلين ويزيد كان امير الحج في ثلاث سنوات سنه 51 و 52 و 53 هــ فكان أمير حج المسلمين .




    أراد معاويه ان يضمن في حياته اجتماع المسلمين علي ولي أمرهم لانه لو تركهم هكذا فلا شك ان أحداث الفتنه التي انفتح بابها بقتل الخليفه الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه ستشتعل من جديد فأراد معاويه رضي الله عنه ان يحسم هذا الامر .


    ولكن أيها الاخوه نريد ان نعرف من هو يزيد بن معاويه







    | يزيد بن معاويه من هو ؟ |





    من الناحيه الجسمانيه انا اكلمكم عن يزيد بن معاويه كما وصفه المؤرخون . وصف يزيد من الناحيه الجسمانيه بأنه عظيم الجسم كثير اللحم ذا هامه كبيره طويلا جميلا كثير الشعر شجاعا فصيحا بليغا شاعرا أمه سيده من سيدات العرب ( ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبيه ) من قبيله ( كلب بن وبره ) وهي من اكبر قبائل قضاعه قال بن كثير عنها كانت حازمه عظيمه الشأن جمالا ورياسه وعقلا ودينا .




    وانظروا واستمعوا الي هذه القصه التي ذكرها الكثير من المؤرخين . معاويه رضي الله عنه كان له ولد من (فاخته بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف ) وهي بخلاف ميسون وفاخته كانت بنت عم معاويه لان أميه جد الامويين هو بن عبد شمس بن عبد مناف وهذه فاخته بنت قرظه كانت زوجته الاثيره كان له منها عبد الرحمن الذي يكني به و عبد الله وكان أحمق خفيف العقل .


    اما ميسون بنت بحدل فقد طلقها معاويه وهي حامل بــ يزيد ولكنها بقيت في قصر ولدها الاثير لديه يزيد .




    كان معاويه جالسا يوما مع زوجته فاخته بنت قرظه في شرفه القصر وكانت ميسون بنت بحدل تمشط ابنها يزيد وهو فتي صغير فلما فرغت من مشطه نظرت اليه فأعجبها شكله وقبلته بين عينيه الام اعجبت بولدها فمشي يزيد وفاخته تنظر إليه تتأمله ثم قالت لعن الله سواد ساق أمك فقال لها معاويه أما والله انه خير من ابنك عبد الله فقال فاخته لا والله ولكنك تؤثر هذا عليه فقال لها معاويه سوف أبين لك ذلك . نصنع اختبار الان . ثم استدعي معاويه رضي الله عنه ابنه عبد الله وقال له يابني انه قد بدا لي أن اعطيك كل ما تسألني في مجلسي هذا فقال له عبد الله له وفاخته تسمع قال له تشتري لي كلبا وحمارا فقال له معاويه يابني انت حمار وتشتري حمار ثم صرفه معاويه من المجلس واستدعي يزيد ثم قال له انه قد بدا لي ان اعطيك كل ما تسألني في مجلسي هذا فلما قال ليزيد ذلك خر يزيد ساجدا ثم رفع رأسه وقال الحمد لله الذي بلغ امير المؤمنين هذه المده وأراه في هذا الرأي حاجتي أن تعقد لي العهد من بعدك وتوليني هذا العام صائفه المسلمين ( يعني الجهاد في الصيف) وتأذن لي في الحج اذا رجعت وتوليني الموسم ( يعني تجعلني أمير الحج ) وتزيد اهل الشام عشره دنانير لكل رجل في عطاءه ( والعطاء هو الراتب الذي يصرفه الخلفاء من بيت مال المسلمين ) وختم يزيد مطالبه بأن اوصي اباه بأيتام ( بني الجمح وبني سهم وبني عدي ) القرشيين فقال له معاويه سوف أعطيك كل ما سألت ثم قبل معاويه وجه ابنه يزيد والتفت الي فاخته قال لها كيف رأيت فقالت يا امير المؤمنين أوصه بي فأنت أعلم به مني . وهذا دليل علي أن معاويه رضي الله عنه كان يهيئ ابنه يزيد لهذا الامر منذ مده .




    وحدث في مره ان قدم زياد بن ابي سفيان وانا لم اقول زياد بن ابيه أو زياد بن سميه بعد ان استلحقه معاويه رضي الله عنه نقول زياد بن ابي سفيان لا يجوز ان نقول زياد بن سميه , فبعد ان قدم زياد الي الشام الي دمشق ومعه الاموال والتحف والهديا وكان زياد خطيبا مفوها قوي الشخصيه جبارا عتيا فصعد المنبر واخذ يفتخر بما صنع في ولايته في العراق فانبري ! له يزيد وقال له يزيد يا زياد ان تفعل ذلك فنحن نقلناك من ولاء ثقيف الي قريش ومن القلم الي المنابر ( لان زياد كان كاتبا عند الولاة فجعله معاويه واليا ) ومن زياد بن عبيد الي حرب بن اميه , طبعا معاويه لما سمع ذلك سر سرورا بالغا بابنه الذي افحم زياد وقال ليزيد اجلس فداك ابي وأمي .




    معاويه رضي الله عنه هو امير المؤمنين الخليفه وأبوه ابو سفيان بن حرب كان زعيم قريش في الجاهليه والامر آل اليه بعد أهوال الفتنه الكبري ورأي لعده اسباب أن في توليه يزيد للعهد سوف يكون خير للامه ولكن ماذا يقول العلماء أيها الاخوه في يزيد فنحن تكلمنا عن التاريخ ولما نتكلم في التاريخ يجب أن نكون منصفين تكلمنا عن صفاته الجسمانيه و ... و ... و... ولكن ماذا يقول العلماء في يزيد سوف لم احصي أقوال العلماء والمؤرخين في يزيد فذلك كثير جدا ولكن سوف أنقل لكم بعضا مما قاله بعض مؤرخي الاسلام ممن أثق بهم .







    | أقوال المؤرخين والعلماء في يزيد بن معاويه |





    قال عنه الحافظ بن كثير في كتابه البدايه والنهايه هذا الكتاب الشهير ماذا قال عن يزيد الحافظ بن كثير قال :


    ان يزيد فيه خصال محمودة من الكرم والحلم والفصاحة والشعر والشجاعة وحسن الرأي في الملك. وكان ذا جمال حسن المعاشرة، وكان فيه أيضا إقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات في بعض الاوقات، وإماتتها في غالب الاوقات.


    وقال الحافظ بن كثير في موضع أخر : أكثر ما نقم عليه في عمله شرب الخمر، وإتيان بعض الفواحش.


    فهذه مصيبه عظيمه ان صحت الروايه .




    أما الامام الذهبي في كتابه سير اعلام النبلاء فيقول عن يزيد : له هناته حسنة،وهي غزو القسطنطينية،وكان أمير ذلك الجيش،وفيهم مثلُ أبي أيوب الأنصاري. سير أعلام النبلاء 4/36.


    وقال عنه الامام الذهبي ايضا : "يزيد ممن لا نسبه ولا نحبه،وله نظراء من خلفاء الدولتين،وكذلك ملوك النواحي؛بل فيهم من هو شر منه،وإنما أعظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبعٍ وأربعين سنة والعهد قريب،والصحابة موجودون كابن عمر الذي كان أولى بالأمر منه ومن أبيه وجده" سير أعلام النبلاء للذهبي: 4/35.


    وقال عنه الامام الذهبي أيضا : وقال عنه في السير(4/37):


    كان قوياً شجاعاً، ذا رأي وحَزْم ، وفِطنة ، وفصاحة ، وله شعر جيِّد.


    ولكن أنظر ماذا قال عنه أيضا : وكان ناصِبيّاً ، فَظّاً ، جِلْفَاً، يتناولُ المُسْكِرَ ، ويفعل المُنْكَر . افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرة ، فمقته الناس , هذا ما يقوله ايها الاخوه الامام الذهبي في يزيد



    أيها الاخوه عند الكلام الاحداث التي وقعت في عهد خليفه ما لا نستطيع بالطبع الكلام عن كل صحابي أو تابعي توفي في تلك الفتره ولكن لا بأس بالكلام ولو بشئ يسير عن سيره بعض المشاهير .





    | احداث 55 |


    | وفاة الصاحبي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه |





    فعلي سبيل المثال توفي في سنه 55 الصحابي جليل أبو هريره رضي الله عنه ( عبد الرحمن بن صخر الدوسي ) أو ( عبد الله بن عامرمن بن بني سليم بن فهم وبنو فهم من قبيله دوس ودوس من زهران وزهران من قبائل نصر بن الازد وقبائل الازد كبيره من قبائل بني نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ) .



    أبو هريره كان اسمه في الجاهليه عبد شمس وقيل عبد نهم وقيل عبد غن فسماه النبي صلي الله عليه وسلم عبد الله وقيل عبد الرحمن وأطلق عليه كنيته التي أشتهر بها أبو هريره قال عنه الحافظ بن كثير كان من حفاظ الصحابه أسلم رضي الله عنه يوم خيبر وجاء بعدما فرغوا من القتال وقد لزم ابو هريره الرسول صلي الله عليه وسلم فلم يفارقه في حضر ولا في سفر وكان أحرص شيئ علي سماع الحديث من النبي عليه السلام . وقد كان ابو هريره من الصدق والحفظ الديانه والعباده والزهاده والعمل الصالح علي جانب عظيم .



    وقال عنه الامام الشافعي ابو هريره أحفظ من روي الحديث في دهره .




    وفي سنن الترمذي عن عبد الله بن رافع وهو ( عبد الله بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم الانصاري الاوسي ) رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد بن سعيد المرابطي حدثنا روح بن عبادة حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع قال : قلت لأبي هريرة لم كنيت أبا هريرة ؟ قال أما تفرق مني ؟ قلت بلى والله إني لأهابك قال كنت أرعى غنم أهلي فكانت لي هريرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة فإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني أبا هريرة


    قال هذا حديث حسن غريب


    قال الشيخ الألباني : حسن الإسناد



    وسوف أقرأ لكم الحديث الذي رواه الامام مسلم في صحيحه ان ابا هريره قال :



    وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ قَالَ فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلا يَرَانِي إِلا أَحَبَّنِي . رواه البخاري 4546




    هذا حديث عظيم بس اسال فلان قول له ايش رايك في أبي هريره واحكم عليه . هذا ما يسب ابو هريره رضوان الله عليه لا بالسر ولا بالعلن رضي الله عنه صحابي جليل والمغيره بن شعبه صحابي جليل وابو بكره رضي الله عنه صحابي جليل لا يأتينا الان من يفتي ويتكلم ويتجرأ علي صحابه رسول الله رضوان الله عليهم سادتنا الصحابه .





    وفي سنه 59 من الهجره توفي الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عباده الخزرجي الانصاري رضي الله عنه وعن ابيه وهو من دهاه العرب ومن سادات الانصار شجاعا كريما سخيا يضرب بسخائه المثل قاتل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في صفين وقاتل معه في النهروان وكان رضي الله عنه عملاقا طويل القامه .




    وفي سنه 59 وقيل في السنه التي قبلها توفي الصحابي الجليل سمره بن جندب بن هلال الفزاري رضي الله عنه وبنو فزاره كما تعرفون من دروس العرب حسب ونسب من بني ذبيان وبني ذبيان من القبائل الغطفانيه وغطفان من القبائل القيس مضريه . نشئ سمره بن جندب في المدينه المنوره جاءت به والدته بعد وفاه ابيه الي المدينه فتزوجت من رجل من الانصار اسمه ( مري بن ثابت بن سنان بن عبيد بن الابجر الخزرجي !) سمره بن جندب غزا مع الرسول صلي الله عليه وسلم اكثر من غزوه وكان غلاما في ذلك الوقت في بدايه اسلامه سكن البصره بعد ذلك وكان شديدا علي الخوارج وكان يقتل من يحضرونه منهم أليه يبادر بقتله ويقول عنهم كما قلنا شر قتلي تحت أديم السماء يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء ولذلك كان الخوارج يبغضونه بغضا شديدا .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:13 am

    الدرس [ 5 ]









    | ملخص الدرس السابق |



    قلنا ان الامر قد استتب للامير المؤمنين الخليفه الاموي أول الخلفاء الامويين الصحابي الجليل معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه بعد ان تنازل له الحسن بن علي رضي الله عنهما وقلنا بأن الامر في العراق بعد وفاه الصحابي الجليل المغيره بن شعبه رضي الله عنه آل الي زياد بن ابي سفيان أو زياد بن أبيه وقلنا أنه من الولاه الحازمين الجبابره في عهده كانت حادثه مقتل حجر بن عدي كما قلنا وبعد ان أرسله بن زياد الي الشام ومعه جماعه من الذين خرجوا معه أو كانوا يألبون الناس علي الخليفه و ولي الامر وأرسل معهم كذلك بسبعين رجلا يشهدون بما فعل حجر بن عدي وانتهي الامر كما قلنا بقتله وتكلمنا أيضا ان الامر في ولايه العراق وهي من أهم ولايات الدوله الامويه بعد وفاه زياد بن ابي سفيان أصبح الامر لابنه عبيد الله بن زياد وهذا ايضا كان من الولاه الغشمه . العراق بلد فتن في تلك الفتره وما كان يصلح له الا مثل هؤلاء القساة وتكلمنا أيضا عن اخذ البيعه ليزيد بن معاويه اخذها معاويه رضي الله عنه من المسلمين لابنه يزيد وتكلمنا عن الاسباب التي جعلت معاويه يأخذ البيعه لابنه يزيد ويجب الا نغفل هذا السبب المهم وهو ان يزيد ابن معاويه الاثير واراد معاويه ان يترك الامر ممهدا حتي لا يختلف المسلمون كما حدث بعد مقتل الخليفه الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه .




    | أواخر عهد معاوية رضي الله عنه وحركات الخوارج |



    اذا نتكلم في هذه الحلقه عن أواخر أيام الدوله الامويه في عهد معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه في تلك الفتره الاخيره في حكم معاويه رضي الله عنه كانت هناك ثورات للخوارج ولكنها حركات صغيره تم القضاء عليها منها مثلا خروج ( حيان بن ظبيان السلمي ) من بني سليم خرج هذا الخارجي بالقرب من الكوفه في سنه 58 ويقال بأن من خرجوا معه لا يجاوزون الــ 100 رجل وتم قتلهم جميعا عند مواجهتهم لجنود الدوله

    وكذلك خرج ( أبو بلال مرداس بن أوديه ) من بني ربيعه بن حنظله بن مالك بن زيد مناه بن تميم ( مرداس بن اوديه التميمي) هذا خرج أيضا في الاهواز بــ 40 رجلا فقط لكن هؤلاء الاربعين تمكنوا من هزم قوه ارسلها لهم عبيد الله بن زياد وكان عبيد الله بن زياد قد قتل ( عروه بن أوديه ) أخو ابي بلال مرداس بن اوديه قتله لماذا ؟ لان عروه وعظ عبيد الله بن زياد علانيه فاعتبر بن زياد هذا من الجرأه علي السلطان فأمر بالقبض عليه وأمرهم بقطع يديه ورجليه وكذلك امر هذا الطاغيه رجاله بقتل بنت عروه بن أوديه . وكان بن زياد أيضا سجن ابا بلال ولكنه اطلقه بعد ذلك بشفاعه نسيبه صاحب السجن .




    | وصية معاوية رضي الله عنه لـ يزيد |


    في السنه الــ 60 من الهجره مرض معاويه رضي الله عنه فلما أحس بدنو الاجل دعا ابنه يزيد كما قال الامام الطبري في تاريخيه وأوصاه وقيل بل كان يزيد خارج دمشق في قريه ( حوارين ) وهي من قري دمشق ولذلك أوصي معاويه الي ( الضحاك بن القيس الفهري ) صاحب الشرطه و ( مسلم بن عقبه المري الغطفاني ) أوصاهما بابلاغ يزيد بهذه الوصيه فما هي وصيه معاويه رضي الله عنه لابنه يزيد ؟

    قال له : يا بني ، إني قد كفيتك الرحلة والترحال ، ووطأت لك الأشياء ، وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك أعناق العرب ، وإني لأتخوف عليك أن ينازعك فِي هذا الأمر الذي اسندت ( استتب ) لك إلا أربعة نفر من قريش : الحسين بن علي ، وعَبْد اللَّهِ بن عمر ، وعَبْد اللَّهِ بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، فأما عَبْد اللَّهِ بن عمر( فرجل ) قد وقذته العبادة ، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك ، وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه ( انظروا الي فقه الواقع هذا فقه الواقع هذا معاويه رضوان الله عليه انظروا كيف يتوقع ما سيحدث هذا رجل السيايه الاول معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه ) ، فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه ، فإن له رحما ماسة وحقا عظيما ، وأما ابن أبي بكر ( ان راي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ) فليست له همة إلا فِي النساء واللهو ، فإن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ، وأما الذي يجثم جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب ، فإذا أمكنته فرصة وثب فابن الزبير ، فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربا إربا.
    هذه وصيه عظيمه ويعرف ماذا سيحدث رضوان الله عليه .


    ابن كثير في البدايه والنهايه أورد كذلك في تاريخيه وصيه معاويه لابنه يزيد أوصاه فيه بأهل المدينه ومكه فقال له : واعرف شرف أهل المدينة ومكة فإنهم أصلك وعشيرتك ، واحفظ لأهل الشام شرفهم ; فإنهم أنصارك وحماتك وجندك الذين بهم تصول ، وتنتصر على أعدائك ، وتصل إلى أهل طاعتك.

    ونحن سوف ننظر هل فعل يزيد بوصيه ابيه أم لا .



    عند الكلام عن سادتنا الصحابه رضوان الله عليهم يجب علي المرء المسلم أن يتوخي الدقه والحذر لماذا ؟

    حتي لا يخطئ ولو من دون قصد في حق أحدهم فمكانتهم عندنا نحن أهل السنه والجماعه مكانه عظيمه جليله ولذلك وفي هذا الخصوص فأني أطمئن أكثر ما أطمئن الي ما يقوله الامام الحافظ بن كثير ولا يعني هذا طبعا ان كتابه يرحمه الله خال من الاخطاء ولكني أعتقد أنه من أكثر المؤرخين حرصا ودقه عند الكلام عن هذه الحقبه التاريخيه من تاريخ الدوله الامويه الكبيره أيضا يقول بن كثير يرحمه الله عن وصيه معاويه رضوان الله عليه لابنه يزيد يقول :

    كان يزيد في الصيد ، فاستدعى معاوية الضحاك بن قيس الفهري - وكان على شرطة دمشق ( وصاحب الشرطه مثل وزير الداخليه في هذه الايام ) ( واختلفوا في صحبه الضحاك بن القيس هل له صحبه ام لا ولكن هناك قول انه ولد قبل وفاه الرسول صلي الله عليه وسلم بـ سبعه اعوام ) ومسلم بن عقبة ( المري الغطفاني ) فأوصى إليهما أن يبلغا يزيد السلام ويقولان له يتوصى بأهل الحجاز، وإن سأله أهل العراق في كل يوم أن يعزل عنهم عاملا ويولي عليهم عاملا فليفعل، فعزل واحد أحب إليك من أن يسل عليك مائة ألف سيف، وأن يتوصى بأهل الشام، وأن يجعلهم أنصاره، وأن يعرف لهم حقهم، ولست أخاف عليه من قريش سوى ثلاثة، الحسين، وابن عمر، وابن الزبير.
    ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي بكر، وهذا أصح، فأما ابن عمر فقد وقدته العبادة، وأما الحسين فرجل ضعيف وأرجو أن يكفيكه الله تعالى بمن قتل أباه وخذل أخاه، وإن له رحما ماسة وحقا عظيما، وقرابة من محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أظن أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه، فإن قدرت عليه فاصفح عنه فإني لو صاحبته عفوت عنه.
    وأما ابن الزبير فإنه خب ضب فإن شخص لك فانبذ إليه أن يلتمس منك صلحا،: فإن فعل فاقبل منه، واصفح عن دماء قومك ما استطعت.


    وصيه عظيمه يعني يحذرهم من بن الزبير ولكن قال إذا استسلم لك وطلب منك الصلح فاعفو عنه هذه الوصيه ايها الاخوه في حد ذاتها درس عظيم في السياسه يقولون فلان يفهم في فقه الواقع أي واقع الله يهديك هذا هو فقه الواقع نعم هذا من يعرف فقه الواقع في الوقت الذي لم يكن هناك فضائيات ولا صحف ولا انترنت مثل وقتنا هذا ولا فلان محلل سياسي ولا مفكر تأملوا هذه الوصيه لابنه يزيد عندما قال له عن أهل العراق لو سألوه أن يعزل عنهم عاملا ويولي عليهم عاملا فليفعل الان بعض ولاه الامر الله يوفقهم تتذمر الرعيه من وزير أو مسئول أو محافظ وهو متمسك به مثل ما يقول الناس في المثل العامي مافي البلد الا هذا الولد مايصير فربما لو ذهب هذا المسئول تسكن نفوس الناس فربما يكون متعسفا خلاص أخذ فرصته مشه الله يوفقه حتي لا تؤلب عليك الناس نعم

    وانظروا أيضا نظرته في الحسين رضي الله عنه وعن أبيه عندما قال وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه و وأما الحسين فرجل ضعيف وأرجو أن يكفيكه الله تعالى بمن قتل أباه وخذل أخاه . يتكلم عن اهل العراق وهذا ما سوف يحدث للحسين رضوان الله عليه





    | وفاة معاويه رضوان الله عليه وتولي يزيد والمشاكل التي ترتبت علي ذلك|



    معاويه رضوان الله عليه توفي في رجب من سنه 60 ودفن في دمشق وصلي عليه أبنه يزيد وقيل بل لم يكن يزيد موجودا فصلي عليه ( الضحاك بن قيس الفهري ) وكان قد جاوز الثمانين عاما رضي الله عنه .

    وبوفاه معاويه رضوان الله عليه بويع ليزيد بن معاويه بالخلافه وكان عمره 34 عاما وابتدأ عهده بتثبيت ولاه أبيه علي الامصار ثم أجتهد في أخذ البيعه له من الثلاثه الذين لم يبايعوه فكتب ألي ابن عمه والي المدينه المنوره ( الوليد بن عتبه بن أبي سفيان ) يأمره بأن يأخذ بيعه الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمر رضي الله عنهم فأرسل الوليد بن عتبه الي الحسين وبن الزبير ليقدما عليه ليبايعا فجائه الحسين رضي الله عنه وقال له مثلي لا يبايع سرا ولكن إذا اجتمع الناس للبيعه بايعنا معهم . أما ابن الزبير رضي الله عنه فأنه لم يحضر وغادر مع جماعته الي مكه فأرسلوا وراءه الخيل ولكنه فاتهم لم يلحقوه ثم بعده بيوم تبعه الحسين الي مكه ومعه أهله وبنوه ولكن ( محمد بن علي بن أبي طالب ) محمد بن الحنفيه لم يخرج معه ونصح أخاه الحسين وطلب منه ان يتوخي الحذر فقال له الحسين رضي الله عنه جزاك الله خيرا فقد نصحت وأشفقت . ولم يكن عبد الله بن عمر في المدينه فلما ارسلوا له ليبايع قال أذا بايع الناس بايعنا معهم وهذا ما قاله معاويه رضوان الله عليه قال اذا اجتمع الناس أجتمع معهم عبد الله بن عمر .

    وفي طريقهم الي مكه إلتقي الحسين وابن الزبير بابن عمر و عبد الله بن عباس رضي الله عنهم وعن ابائهم فأخبراهما بموت معاويه والبيعه ليزيد فقال لهم بن عمر قال للحسين بن علي و عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما اتقيا الله ولا تفرقن جماعه المسلمين ثم واصل بن عمر وبن عباس الطريق الي المدينه فلما بايع الناس بايع بن عمر رضي الله عنه فما كان يدعو الي فرقه رضي الله عنه .

    يزيد بن معاويه بعد هذه الاحداث قام بعزل ابن عمه ( الوليد بن عتبه بن أبي سفيان ) عن إمره المدينه بسبب عدم أخذ بيعه الحسين وبن الزبير وعين مكانه ( عمرو بن سعيد بن العاص ) وأمره ان يرسل جيشا لقتال بن الزبير في مكه فأرسل جيشا قوامه 2000 رجل بقياده ( عمرو بن الزبير بن العوام ) أخو عبد الله بن الزبير وكان عمرو علي خلاف مع أخيه عبد الله وفي مكه تواجه الجيشان وهزم عبد الله بن الزبير جيش يزيد وأسر أخاه عمرو بن الزبير وسجنه وضربه بالسياط وقيل أنه مات في سجنه متأثرا من ذلك .





    | الحسين بن علي رضي الله عنه |



    نريد الان ان نتكلم عن شخصيه مهمه عن الحسين بن علي رضوان الله عليهم ولد الحسين في السنه الرابعه من الهجره وقتل شهيدا يرحمه الله في العاشر من محرم من سنه 61 وفي مسند الامام احمد بن حنبل وردت عده احاديث عن الحسين رضوان الله عليه نذكر بعضها مثلا :

    الحديث الذي رواه أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ , وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً وَيَلْثِمُ هَذَا مَرَّةٌ , حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ لَتُحِبُّهُمَا , فَقَالَ : " مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي " . يعني بذلك الحسن والحسين

    وفي مسنده ايضا روي الامام احمد عن عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. وصححه الشيخ الألباني، وفي رواية: وفاطمة سيدة نسائهم، إلا ما كان لمريم بنت عمران.

    وفي المسند أيضا قال الامام احمد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.


    وفي المسند أيضا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ مَلَكَ الْمَطَرِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ امْلِكِي عَلَيْنَا الْبَابَ لَا يَدْخُلْ عَلَيْنَا أَحَدٌ قَالَ وَجَاءَ الْحُسَيْنُ لِيَدْخُلَ فَمَنَعَتْهُ فَوَثَبَ فَدَخَلَ فَجَعَلَ يَقْعُدُ عَلَى ظَهَرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى مَنْكِبِهِ وَعَلَى عَاتِقِهِ قَالَ فَقَالَ الْمَلَكُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُحِبُّهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَجَاءَ بِطِينَةٍ حَمْرَاءَ فَأَخَذَتْهَا أُمُّ سَلَمَةَ فَصَرَّتْهَا فِي خِمَارِهَا قَالَ قَالَ ثَابِتٌ بَلَغَنَا أَنَّهَا كَرْبَلَاءُ
    ( حديث ضعيف )

    وفي حديث أيضا رواه الامام البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ فَقَالَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا.

    وفي مكه المكرمه كانت مكانه الحسين رضي الله عنه أكبر من مكانه بن الزبير رضي الله عنه ولكن بعد أن ألحق بن الزبير الهزيمه بالجيش الذي أرسله يزيد كبرت مكانه بن الزبير عند أهل الحجاز وأن لم ترقي الي منزله الحسين في قلوبهم الذي قال عنه بن كثير فليس علي وجه الارض يومئذ أحد يساميه ولا يساويه .





    | بدايه المراسلات بين الكوفه والحسين وبعث مسلم بن عقيل لهم |



    ولما سمع الناس بموت معاويه وخلافه يزيد أخذوا يتوافدون علي الحسين ويأتون مجلسه ويستمعون إليه ثم أخذت بعد ذلك الكتب ترد الي الحسين من العراق بعد وفاه معاويه أخذوا يرسلون إليه بالكتب كما توقع معاويه وأرسلوا إليه الوفود يستعجلونه بالقدوم عليهم وكتبوا إليه في كتبهم ( فإذا شئت فاقدم علي جند لك مجنده والسلام عليك ) وكتبوا إليه أنهم فرحوا بموت معاويه وأنهم لم يبايعوا احدا وطلبوا منه سرعه القدوم عليهم ليبايعوه ولذلك عزم الحسين رضي الله عنه علي أرسال بن عمه ( مسلم بن عقيل بن أبي طالب ) ليتأكد له من حقيقه الوضع في العراق وفي الكوفه بالذات فأن كان القوم جادون فليبعث أليه لكي يقدم عليه .

    كان أمير الكوفه في ذلك الوقت الصحابي الجليل ( النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبه الخزرجي الانصاري ) رضي الله عنه وعن أبيه ولما وصل مسلم بن عقيل الي الكوفه توافد عليه الشيعه ليبايعوه علي أمره الحسين وبلغ عدد من بايعه منهم قرابه 18 ألف وهو عدد عظيم فلما رأي مسلم بن عقيل ذلك هاله ما رأي وكتب ألي الحسين يخبره بالوضع ويطلب منه سرعه القدوم ألي العراق فتجهز الحسين للمسير الي العراق فبعد هذه الرساله و 18 ألف رجل تجهز رضوان الله عليه للخروج .

    النعمان بن بشير رضي الله عنه كان مثل المغيره بن شعبه رضي الله عنه لا يريد سفك الدماء ولكنه حذر أهل الكوفه وقال لهم قولته المشهوره والله الذي لا أله إلا هو لان فارقتم أمامكم ونكثتم بيعته لاقتالنكم ما دام في سيفي قائمته .

    أريد ان أتوقف قليلا عند كلمه هذا الصحابي الجليل نعمان بن بشير لكي نعرف مدي فقه هذا الرجل هذا الصحابي فهذا الصحابي يعرف الفرق الكبير أيها الاخوه بين الحسين بن علي وبين يزيد بن معاويه لامجال للمقارنه علي الاطلاق بين الحسين ويزيد ولكن هذا الصحابي الجليل الذي عاصر أحداث الفتنه الكبري هذا الصحابي الجليل الفقيه يعرف حقوق ولي الامر الذي أخذت له البيعه وان كان ولي الامر يزيد ! يبقي ولي الامر أخذت له البيعه بويع ويعرف أيضا خطوره نقد البيعه والخروج علي ولي الامر ولذلك حذر رضي الله عنه أهل الكوفه من مغبه الخلاف .

    هذه طبعا الانباء والتطورات في العراق وصلت الي يزيد بن معاويه وكان يزيد يبغض عبيد الله بن زياد وكان عازما علي عزله فلما سمع بالتطورات الخطيره في العراق وتردد النعمان بن بشير في مواجهه أهل الكوفه قام بعزله وضم الكوفه الي أمير البصره عبيد الله بن زياد فأصبح بن زياد أميرا علي العراق .





    | الشيعه تخذل مسلم بن عقيل وتتخلي عنه |



    دخل بن زياد الي الكوفه متلثما بعمامه سوداء ومعه 17 رجل من أتباعه وتوجه الي قصر الاماره ثم وفي أمور يطول شرحها توجه الي الجامع وخطب في الناس وحذرهم من الفتنه وحضهم علي الطاعه وكان همه أن يقبض علي مسلم بن عقيل , ولما علم مسلم بن عقيل بوصول بن زياد أستنفر أتباعه فتجمع له ما يقارب 4000 من الشيعه وسار الي عبيد الله بن زياد في هذا الجيش الذي رتبه الي ميمنه وميسره وقلب وكان بن زياد يخطب الناس في الجامع ومعه الزعماء والامراء وكبار القوم فلما بلغه مسير مسلم بن عقيل ذهب ومن معه ألي قصر الاماره وأغلقوا باب القصر وفي القصر طلب بن زياد ومن معه من اشراف القوم وسادتهم بأن يخذلوا قبائلهم عن مسلم بن عقيل وكان معه كما قلنا من الشيعه قرابه الـ 4000 فلما خذلوهم وخوفوهم من جند الشام الذين سيأتون من دمشق مدد لــ بن زياد أخذ أصحاب الشعارات والهتافات ينفضون عن بن عم حفيد رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي بلغوا 500 بعد ان كان عددهم 4000 ثم بعد قليل أصبحوا 300 حتي وصلوا الي 30 فقط فصلي بهم المغرب وبعد الصلاه أصبحوا 10 ثم إنصرفوا عنه فبقي يرحمه الله وحيدا تائها لا يعرف أين يذهب في هذه المدينه وانتهي به الامر الي بيت امرأه وكانت أم ولد لــ ( الاشعث بن قيس الكندي ) سيد كنده في زمانه , ولم تكن هذه المرأه تعرف مسلم بن عقيل فطرق الباب وسألها علي ان تسقيه الماء فلما أحضرت له الماء لم ينصرف بعد شربه للماء أسترابت في أمره فقال لا أنا مسلم بن عقيل كذبي هؤلاء القوم وغروني طبعا رقت لحاله وآوته في بيتها . وكان لها ولد ولكن ليس من الاشعث وكان مع الشيعه الذين خرجوا مع مسلم بن عقيل فلما عاد ابنها ألي المنزل عرف بأن أمه تؤي رجل غريبا فلما سألها عنه فأخبرته أنه مسلم بن عقيل وفي الصباح ذهب أبنها الي ( عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث بن قيس الكندي ) وأخبره بالامر فذهب عبد الرحمن الي أبيه محمد بن الاشعث , اخبره الامر وكان في مجلس بن زياد فأسر له بالأمر فلما أستعلم منه أبن زياد عن الامر أخبروه فأرسل صاحب الشرطه ( عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي ) ومعه ( محمد بن الاشعث ) وولده ( عبد الرحمن بن محمد ) ومعهم قرابه الـــ 80 فارسا وحاصروا مسلم بن عقيل في الدار التي كان ملتجأ بها فدخلوا عليه فقاتلهم هذا الهاشمي الباسل قتالا شديدا ولكنهم تكاثروا عليه وأثخنوه بالجراح فخرج اليهم بسيفه بعد أن اشعلوا النار في البيت ورموه بالحجاره فأعطاه ( عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث ) الامان وبعد أن استسلم لهم عرف يرحمه الله أنهم سيقتلونه فبكي وقال انا لله وانا اليه راجعون فقالوا له ان من يطلب مثل هذا الامر لا يبكي فقال أما والله لست أبكي علي نفسي ولكن ابكي علي الحسين و آل الحسين أنه قد خرج أليكم اليوم أول أمس من مكه وبعد ذلك قال لمحمد بن الاشعث ان استطعت أن تكتب للحسين علي لساني تأمره بالرجوع فافعل , وبالفعل كتب بن الاشعث وبعث للحسين يأمره بالرجوع ولكن الحسين لم يصدق ما جاء به ( اياس بن العباس الطائي ) رسول بن الاشعث وواصل مسيره الي العراق .






    | قتل مسلم بن عقيل |


    أخذوا مسلم بن عقيل الذي أثخنته الجراح الي عبيد الله بن زياد في قصر الاماره ودارت بين الاثنين محاوره رائعه ثم امر بن زياد بعد ذلك بقتل مسلم بن عقيل يرحمه الله فأخذوه ألي أعل القصر وهو يكبر ويهلل ويسبح ويستغفر ويقول اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وخذلونا يعني بذلك الشيعه من أهل الكوفه . ثم أنهم ضربوا عنقه يرحمه الله وألقوا برأسه ثم أتبعوا الرأس بالجسد وقتلوا معه جماعه كانوا قبضوا عليهم وأرسلوا بالرؤوس الي يزيد بن معاويه في الشام نعم

    هذه الاحداث أيها الاخوه وردت بها روايات كثيره وتضمنت علي تفاصيل عجيبه لن أخوض كثيرا في التفاصيل ولن أتطرق الي الكثير من الروايات ولكن لا بأس بذكر نبذه مختصره ودقيقه قدر الامكان عن هذه الاحداث . اذن نقول قتل مسلم بن عقيل في يوم عرفه من سنه 60 وكان الحسين رضي الله عنه قد خرج بأهله وجماعته من مكه يوم العاشر من ذي الحجه من سنه 60 متوجها ألي العراق وهو قبل ذلك كما قلنا قد وصل الي مكه من المدينه عندما غادر المدينه وصل ليله الجمعه الثالث من شعبان يعني بقي شعبان تقريبا و رمضان وذي القعده وذي الحجه .





    | خروج الحسين رضوان الله عليه الي العراق |



    نصح الكثير من الناس الحسين بألا يخرج ألي العراق لأن أهل العراق خذلوا أباه وأخاه من قبله رضوان الله عليهما ولما بلغت الاخبار يزيد في الشام بوفود وورود كتبهم الي الحسين يحضونه علي الخروج اليهم ليكونوا بنصرته وبيعته كتب يزيد ألي عبد الله بن عباس رضي الله عنه يطلب منه نصح الحسين عن الفرقه وأرسل يزيد الي عبد الله بن عباس وألي القرشيين في مكه والمدينه قصيده جاء فيها يقول :

    يا قومنا لا تشبوا الحرب إذ مسكت * ومسكوا بحبال السلم

    واعتصموا قد جرب الحرب من قد كان قبلكم * من القرون وقد بادت بها الأمم

    فأنصفوا قومكم لا تهلكوا برحا * فرب ذي برح زلت به القدم

    فــ عبد الله بن عباس كتب الي يزيد يطمنئه بأنه سوف يثني الحسين عن الاستماع ألي أهل العراق ثم ذهب ألي الحسين ينصحه بعدم الخروج وقال له ان أهل العراق قوم غدر فلا تغترن بهم ولكن الحسين رضي الله عنه شكره علي نصيحته وقال له والله انب لأعلم أنك ناصح شفيق ولكني قد عزمت علي المسير وقال له عبد الله بن عباس ان كان ولا بد فلا تأخذ معك اولادك ونسائك فــ والله اني خائف ان تقتل كما قتل عثمان ونسائه وولده ينظرون اليه , نصيحه حكيمه من حبر الامه وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس وكذلك ايضا صنع عبد الله بن عمر رضي الله عنه فأنه لما علم بخروج الحسين لحقه علي مسيره ثلاث ليال فقال له أين تريد قال العراق فقال له لا تأتهم فأبا الحسين رضي الله عنه وقال له بن عمر رضي الله عنه أني محدثك حديثا أن جبريل أتي النبي صلي الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والاخره فختار الاخره ولم يريد الدنيا وانك بضعه من رسول الله والله ما يلها أحد منكم ابدا وما صرفها الله عنكم الا للذي هو خير لكم , ولكن مع ذلك وبعد الذي سمعه من عبد الله بن عمر رفض الحسين ان يرجع فاعتنقه بن عمر وبكي وودعه , والحديث عن نصح الحسين يطول فقد نصحه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وحذره من الخروج وغيره نصحوه ولكن نكتفي بما ذكرنا من الذين تقدموا الي الحسين رضي الله عنه ينصحونه بعدم الخروج الي العراق .


    خرج الحسين رضي الله عنه من مكه الي العراق ومعه أهل بيته وستون رجلا من أهل الكوفه ولما عرف كبار الامويين بخروج الحسين رضي الله عنه انزعجوا جدا وانزعجوا خوفا علي الحسين لا خوفا من الحسين انما خوفا علي الحسين , كتبوا الي عبيد الله بن زياد كتب أليه يزيد بن معاويه أليه يقول : بلغني أن حسيناً قد سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلاد وابتليت به من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبداً كما تعتبد العبيد .

    أيضا مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميه كتب ألي عبيد الله بن زياد ماذا قال له قال : أما بعد فإن الحسين بن علي قد توجه إليك، وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين، وإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ولا ينساه العامة، ولا يدع ذكره، والسلام عليك

    لما نقول لكم التاريخ السياسي للدوله الامويه والتاريخ السياسي للدوله العباسيه والتاريخ السياسي للمغرب والاندلس والتاريخ السياسي للدوله العثمانيه لماذا نقول ذلك هذه العبر هذه الكلمات هذه المواقف انظروا الي كلمه مروان بن الحكم في ( اياك ان تهيج علي نفسك ما لا يسده شئ ما لا ينساه العامه ولاتدع ذكره . والسلام ) كلمه حكيمه من هؤلاء الذين يفهمون فقه الواقع هؤلاء الساسه الكبار .

    وكتب الي عبيد الله بن زياد أيضا عمرو بن سعيد بن العاص وهذا من رؤوس بني أميه قال له : أما بعد فقد توجه إليك الحسين وفي مثلها تعتق أو تعود عبداً تسترق كما يسترق العبيد

    وبن كثير أيضا روي ان يزيد كتب الي عبيد الله بن زياد قائلا : قد بلغني أن الحسين قد توجه إلى نحو العراق، فضع المناظر والمسالح، واحترس واحبس على الظنة وخذ على التهمة، غير أن لا تقتل إلا من قاتلك، واكتب إلي في كل ما يحدث من خير والسلام.
    لكن بن زياد لم يكتب ليزيد كما سنشاهد بعد ذلك .

    الحسين رضي الله عنه واصل طريقه الي العراق ونزل في مكان اسمه ( ذو حسم ) ونصبوا خيامهم فجائهم ( الحر بن يزيد التميمي ) في ألف فارس وهم مقدمه لجيش بن زياد والتقي الحسين بالحر بن يزيد فقال له الحر قد أمرنا اذا نحن لقيناك ان لا نفارقك حتي نقدمك علي عبيد الله بن زياد فقال له الحسين الموت أدني من ذلك وكان الحر بن يزيد يتحاشا قتال الحسين وكان يقول للحسين لعل الله ان يأتي بأمر يرزقني فيه العافيه من أن أبتلي بشئ من أمرك , وكان يقول للحسين ايضا يا حسين اني أذكرك الله في نفسك فأني أشهد الله لان قاتلت لتقتلن ولأن قوتلت لتهلكن , الجيش اكثر منك جيش العراق جيش عبيد الله بن زياد وانت معك شرذمه قليله ثم بعد ذلك أقبلت جماعه من أربعه رجال من الكوفه قدموا علي الحسين فأخبروه بما جري لـ مسلم بن عقيل فا ترحم عليه وعلي من قتل معه ودعا لهم بالجنه ثم واصل الحسين رضي الله عنه مسيره والحر بن يزيد التميمي يسايره ومن معه من فرسان حتي وصل الحسين الي ( نينوي ) ثم في يوم الثالث من محرم سنه 61 وصل ( عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي ) بـ 4000 الاف مقاتل جيش رهيب بالنسبه لمن مع الحسين ما في ابدا تكافؤ وكان بن زياد قد جهز هؤلاء الـ 4000 لقتال الديلم فعسكروا بالكوفه ثم جائهم أمر بن زياد بالمسير ألي الحسين وصحبه فأذا فرغوا منهم ساروا الي الديلم فاستعفاه عمر بن سعد من هذه المهمه مهمه قتال الحسين ولكن بن زياد قال له ان شئت أعفيتك وعزلتك عن ولايه هذه البلاد التي قد استبلتك عليها فقال له بن سعد أمهلني حتي أنظر في أمري ويقولون ان عمر بن سعد لم يستشر احدا الا أشار عليه بعدم المسير الي الحسين حتي أن ابن أخته ( حمزه بن المغيره بن شعبه ) قال له اياك ان تسير الي الحسين فتعصي ربك وتقطع رحمك فا والله ان تخرج من سلطان الارض كلها احب اليك ان تلقا بدم الحسين ثم أخذ عبيد الله بن زياد يضغط علي عمر بن سعد وأخذ يتهدده ويتوعده بالعزل والقتل فخضع عمر بن سعد للضغوط وسار بمن معه الي الحسين رضي الله عنه ولما ذهب أليه ألتقا الحسين بــ عمر بن سعد وبعد كلام طويل قال له الحسين أما ان تدعني اذهب الي يزيد في الشام فأضع يدي بيده أو تدعني أرجع الي الحجاز أو أذهب الي بعض الثغور لاقاتل الترك فكتب عمر بن سعد الي عبيد الله بن زياد بذلك فقبل بن زياد ولكن الخبيث ( شمر بن ذي الجوشن ) قال لا والله حتي ينزل علي حكمك هو وأصحابه فوافقه بن زياد علي هذا الرأي الخبيث و ( شمر ) هذا من بطانه السوء لوالي سئ أيضا .

    بعث عبيد الله بن زياد شمر بن ذي الجوشن الي الحسين رضي الله عنه وذو الجوشن لقب لــ شراحبيل بن الاعور بن معاويه بن كلاب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه لقب بـ ذي الجوشن لان صدره كان ناتئا وكان ذو الجوشن من شعراء بني عامر وفرسانها وفد علي الرسول صلي الله عليه وسلم من بعد غزوه بدر ولكنه لم يسلم وأسلم بعد ذلك .

    قال بن زياد الي شمر ان لم يجيئ الحسين ومن معه علي حكمي والا فمر بن سعد بقتالهم فأن تباطئ فاضرب عنقه وتولي قياده الجيش مكانه وكان قد أخذوا من بن زياد أمنا للعباس و عبد الله عثمان وجعفر من ابناء الحسين لماذا لان أمهم هي أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعه وعلي ذلك تكون من قوم شمر بن ذي الجوشن ولما وصل شمر الي عمر بن سعد قال له عمر أبعد الله دارك وقبح ما جئت به والله لاظنك الذي صرفته عن الذي عرضت عليه من أمور الثلاثه التي طلبها الحسين فقال له شمر هل ستقاتلهم ان انت تاركهم لي فقال له بل سأقاتلهم .

    في مساء الخميس التاسع من محرم من سنه 61 سار القوم لقتال الحسين وأصحابه وقال شمر أين بني أخوتنا لابن أخي فقاموا له الاشقاء الاربعه أبناء علي بن أبي طالب وقالوا له ان امنتنا وبن رسول الله صلي الله عليه وسلم والا فلا حاجه لنا بأمانك ثم أمر عمر بن سعد الفرسان بالركوب والقوات بالزحف وكان ذلك بعد صلاه العصر وقبل أن ينشب القتال أرسل لهم الحسين أخاه العباس بن علي في عشرين فارسا ليستعلم منهم عن أمرهم فقالوا اما ان تأتوا علي حكم بن زياد وأما ان نقاتلكم ثم أتفقوا علي ان ينصرفوا هذا المساء حتي ينظر الحسين في أمره ويخبرهم في الصباح ثم ان الحسين رضي الله عنه أوصي أهله وخطب في أصحابه ثم أخذوا يصلون ويستغفرون ويدعون ( عرف انها النهايه الموت ) .





    | معركة كربلاء الاليمه وقتل الحسين بن علي رضوان الله عليه |



    وفي يوم الجمعه العاشر من محرم سنه 61 وبعد أن صلوا الصبح أستعد الطرفان للقتال وكان مع الحسين بن علي رضي الله عنهما أثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا وكان الحر بن يزيد التميمي وقرابه الثلاثين رجلا من جيشه قد أنضموا الي الحسين لما أبا القوم تخيره في احد الامور الثلاثه .

    ولا أريد ايها الاخوه تفصيل مما حدث لابن رسول الله ولاخوته وأبنائه وأبناء عمومته وأصحابهم فالأمر رهيب من هوله كما يقولون تنفطر منه القلوب .


    أشتعل القتال في كربلاء وكربلاء أرض في مكان أسمه الطف وقاتل الحسين ومن معه بشجاعه فائقه ولكن ماذا يفعل العشرات أمام الاف وأستمر القتال ومن مع الحسين يتساقطون صرعي حتي بقي رضي الله عنه وحيدا جريحا شاهرا سيفه وكانوا يحجمون عن مواجهته والاجهاز عليه ولا يريد أي منهم أن يقتله حتي لا يبؤ باثمه ولكن أحد الاشقياء تجرأ عليه فضربه بالسيف علي راسه وأثخنت الجراح الحسين رضي الله عنه وأحاط القوم بالحسين بن علي رضي الله عنه ولكنهم كانوا لا يقدمون علي مهاجمته حتي صاح بهم عدو الله ورسوله شمر بن ذي الجوشن يحرضهم علي الهجوم فحملوا عليه واعتوروه بسيوفهم ورماحهم ثم طعنه الخبيث سنان بن أبي عمرو بن أنس النخعي بالرمح فوقع الحسين رضي الله عنه ثم نزل إليه وذبحه وأحتز رأسه الطاهر .




    صوره مرسومه لمعركه كربلاء التي استشهد فيها الحسين رضي الله عنه
    وهذا الرسم نقلته من احد المواقع الشيعيه وطبعا لا نعول عليها كثيرا ولكن الرسم في مجمله جميل ومعبر ويبين مدي عدم التكافؤ بين الفريقين مما ادي الي هذه المأساه .




    روايات عديده قيلت في هذه الحادثه الرهيبه الاليمه ولكن لا بأس بما ذكرنا وفي روايه انه لما تكاثروا عليه خرجت زينب بن علي أمها فاطمه الزهراء شقيقه الحسن والحسين فنظرت الي عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي وقالت له يا عمر أرضيت ان يقتل أبو عبد الله وأنت تنظر فبكي حتي تحادرت دموعه علي لحيته فصرف وجهه عنها .


    والان يقول قائل كيف يقاتله ويبكي عمر بن سعد : عمر بن سعد مسلم يعرف حق الحسين بن علي ومكانته ولكنه فرط في كل ذلك علي الرغم من نهي كل من استشاره بعدم التوجه بالجيش الي الحسين وعرف انه سيبوء بدم الحسين ولم يصنع مثل ما صنع والده الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما أعتزل الفتنه وعمر بن سعد قرشي زهري فرط في حق الحسين في الوقت الذي أخذ الخبيث شمر بن ذي الجوشن العامري امانا من عبيد الله بن زياد لابناء علي بن ابي طالب من أم البنين بنت حزام العامريه وصنيع بن سعد ذلك لانها عامريه ومن أجل مكاسب دنيويه ذائله فرط في كل شئ من أجل هذه الولايه التي سيعطها له عبيد الله بن زياد .

    شمر بن ذي الجوشن الخبيث أراد ان يقتل علي الاصغر بن الحسين وعلي الاصغر هو علي زين العابدين بن الحسين وكان أخوه علي الاكبر قتل في المعركه وكان زين العابدين صغيرا مريضا ولكنهم منعوا الخبيث من قتله ثم جاء عمر بن سعد وقال لا يدخل علي هؤلاء النسوه أحد ولا يقتل هذا الغلام احد ومن أخذ من متاعهم شئ فليردهم عليهن فقال له الغلام جزيت خيرا . غلام مسكين خائف علي بن الحسين قال لهذا الجبار جزيت خيرا فدفع الله عني بمقالتك شرا ولكن أين دعوه الغلام الخائف من دعوه ابيه الحسين عندما قال اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تذر علي الارض منهم أحدا وكان رضي الله عنه قد دعي عليهم دعاء بليغا ولا قال كافرين فما كفرهم .

    لما قتلوا الحسين وجاؤوا برأسه الطاهر جاء الخبيث سنان بن أبي عمرو بن انس النخعي الي فسطاط عمرو بن سعد فنادا بأعلي صوته أوقر ركابي فضه وذهبا انا قتلت الملك المحجب قتلت خير الناس اما وأبا وخيرهم اذ ينسبون نسبا .

    هذا الخبيث سنان بن ابي عمرو به لوثه فب عقله كما يقولون فقال له عم بن سعد وليك انت مجنون لو سمعك بن زياد لقتلك

    لم ينجو من أصحاب الحسين الا عقبه بن سمعان لما قال لهم بأنه مولي وهو مولي للرباب بنت أمرؤ القيس الكلبيه أم السيده سكينه بنت الحسين رضوان الله عليه فأطلقه بن سعد لانهم كانوا لا يقتلون العبيد والموالي .

    وبعد يوم المعركه دفن جماعه من بني أسد كانوا يقيمون في تلك الناحيه أصحاب الحسين الـ 72 أما رؤسهم فأنها قد أرسلت الي بن زياد في الكوفه وكان قد قتل من جيش بن سعد 88 وعن محمد بن الحنفيه ان من قتل من أولاد فاطمه من بين ولد وحفيد 17 رجلا عليهم رحمه الله ورضوانه .


    روي الامام البخاري عن أنس بن مالك قال :
    أتي ‏ ‏عبيد الله بن زياد ‏ ‏برأس ‏ ‏الحسين ‏ ‏ ‏فجعل في طست فجعل ‏ ‏ينكت ‏ ‏وقال في حسنه شيئا فقال ‏ ‏أنس ‏ ‏كان أشبههم برسول الله ‏صلي الله عليه وسلم ‏ ‏وكان ‏ ‏مخضوبا بالوسمه.

    أمر الخبيث بن زياد برأس الحسين فانصب بالكوفه وطيف به بأزقتها ثم أرسل الرأس مع رجل أسمه ذحر بن قيس ومعه بقيه الرؤوس الي يزيد في الشام وكان مع ذحر جماعه من الفرسان فلما دخل علي زيد قال له ويحك ما وراءك فقال له أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك ونصره وقص له ما حدث في ذلك اليوم من قتل الحسين من معه فلما فرغ من حديثه دمعت عين يزيد وقال كنت أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين لعن الله بن سميه أما والله لو اني صاحبه لعفوت عنه ورحم الله الحسين ولم يصل الذي جاء برأس الحسين بشئ ولم يعطه مكافئه او مال .

    ولما وضع الرأس بين يدي يزيد قال أما والله لو كنت صاحبك ما قتلتك ثم تمثل بقول الحصين بن الحمام بن ربيعه المري الغطفاني بقوله :

    يفلقن هاما من رجال أعزة ..... علينا , وهم كانوا أعق وأظلما .

    طبعا أنظروا ايه الاخوه يحيي بن الحكم بن أبي العاص بن أميه أخو مروان بن الحكم أموي من رجال بني أميه جزع جزعا شديدا لما رأي رأس الحسين

    لهام بجنب الطف أدنى قرابة من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل
    سمية أمسى نسلها عدد الحصى وبنت رسول الله ليس لها نسل

    فضرب يزيد بن معاوية في صدر يحيى بن الحكم وقال اسكت لماذا جزع يحيي بن الحكم من مقتل الحسين أيها الاخوه أولا لمكانه الحسين في ذلك الوقت فلم يكن يوازيه رضي الله عنه في مكانته أحد ثانيا أقرب الناس الي بني أميه بن عبد شمس هم بنو هاشم فــ هاشم هو عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أخوان شقيقان وهذا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس لما زوج ابنه أسحاق من العاليه بنت ابي جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين وأبو جعفر هو ( عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ) وأم العاليه هي أمرأه من بني أميه لما زوج سليمان بن علي ابنه من العاليه بنت أبي جعفر المنصور قال له يابني قد زوجتك من اشرف الناس العاليه بنت أمير المؤمنين فقال له ولده اسحاق يا ابتي واسحاق هذا عباسي يقول لابيه من أكفائونا فقال له لقد زوجتك من أشرف الناس فالولد يسأل أباه يقول يا أبتي من أكفاؤنا قال له ابوه أعدائنا بني أميه .



    انتهي الدرس [ 5 ]
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:14 am

    الدرس [ 6 ]


    | ملخص الحلقه السابقه |





    لعلكم تذكرون في درس المره الماضيه الدرس الخامس تكلمنا عن وفاه الصحابي الجليل معاويه بن أبي سفيان الخليفه الاموي الاول وكان قد أوصي لابنه يزيد وتولي يزيد بن معاويه ثاني الخلفاء الامويين تولي الحكم أو الملك بعد وفاه أبيه وكان من أهم الاهداف التي حدثت في عهد يزيد وعلي الاقل وقت ان توقفنا هي حادثه مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه في العاشر من محرم في سنه 61 في كربلاء في الطف في العراق و سوف أكمل لكم بقيه احداث هذه الواقعه الشهيره الاليمه الرهيبه .


    _-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_










    | ما بعد إستشهاد الحسين - رضوان الله عليه - |


    بعد مقتل الحسين وبعد أن دفنه بنو أسد وبعد أن أرسل عبيد الله بن زياد الرأس رأس الحسين ورؤوس من معه الي يزيد قام عمر بن سعد بالعنايه بأهل الحسين رضي الله عنه ونسائه فمن أرض المعركه أركبوهم الهوادج وساروا بهم من كربلاء الي الكوفه فأكرمهم بن زياد وكما يقولون أجري عليهم النفقات وكساهم وأراد الخبيث بن زياد أن يقتل علي بن الحسين ....

    وكان علي بن الحسين زين العابدين غلاما ولكن الله عصمه من هذا الطاغيه الجبار لماذا ايها الاخوه أراد الخبيث عبيد الله بن زياد أن يقتل علي بن الحسين لانهم لما عرضوه عليه سأله عن أسمه فقال انا علي بن الحسين فقال له أولم يقتل الله علي بن الحسين فسكت هذا الصغير فقال له مالك لا تتكلم فقال علي بن الحسين ( الله يتوفي الانفس حين موتها ) سوره الزمر وقال له ايضا ( وما كان لنفس أن تموت الا بأذن الله ) فغضب طبعا هذا الخبيث من هذا الرد المفحم الذي لم يكن يتوقعه من هذا الغلام الصغير فقال له أنت والله منهم أنظروا هذا أدرك ( يعني بلغ ) والله أني أحسبه رجلا . فكشف عنه وقام أحدهم بالكشف عليه فقال له نعم أدرك اي بلغ فقال أقتله فقال علي بن الحسين من يوكل بهؤلاء النسوه ( لا حول ولا قوه الا بالله ) وتعلقت به زينب بنت الحسين عمته وقالت يا بن زياد حسبك منا ما فعلت بنا أما رويت من دمائنا وهل أبقيت منا أحدا وناداه علي فقال يا بن زياد أن كان بينك وبينهن قرابه فابعث عليهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبه الاسلام . قالوا فنظر اليهن ساعه ثم نظر الي القوم فقال عجبا للرحم والله اني لا أظن أنها ودت لو أني قتلته ان أقتلها معه ثم قال دعوا الغلام أنطلق مع نسائك .


    أيها الاخوه ان هذه الروايه عجيبه أنا أعتبرها في منتهي الذكاء من هذا الصبي الصغير علي بن الحسين , حتي علي بن ابي طالب في الكلمه التي ذكرنها في الحلقه الماضيه عندما كان يكلم زياد بن أبي سفيان قال له كانت عزمه من أبي سفيان نسبك أليه . ولكن ماذا قال له هذا الغلام علي بن الحسين في غايه الذكاء قال له أن كان بينك وبينهن قرابه فابعث معهم رجلا تقيا وطبعا الناس تسمع فما يستطيع الان أن يقتله فقال له أنطلق مع نسائك وأمر الخبيث بتجهيز النساء للسفر الي الشام وأتي بــ علي بن الحسين فوضعوا غلا في عنقه وأرسل النساء مع ( محفز بن ثعلبه بن مره العائدي ) وبنو عائده هم بنو خزيمه بن لؤي بن غالب بن فهر من قريش وذهب معه الخبيث أيضا شمر بن ذي الجوشن ولما وصل علي بن الحسين وأهله الي يزيد في دمشق دعا يزيد اشراف الشام وأجلسهم حوله ودعا بـ علي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه فأدخلن عليه والناس ينظرون وقال يزيد لــ علي بن الحسين يا علي أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت فقال علي بن الحسين ( ما اصاب من مصيبه في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب ) فقال يزيد لابنه خالد أجبه فلم يستطع خالد بن يزيد الاموي أن يريد علي أبن عمه الغلام الفاطمي الهاشمي فقال له زيد بل قل ( ما اصابكم من مصيبه فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير فسكت عنهم ثم دعا بالنساء والصبيان وكانوا في هيئه قبيحه بسبب السفر غبار وتراب بسبب السفر والمشقه من العراق الي دمشق فقال قبح الله بن مرجانه لو كانت بينه وبينهم قرابه ورحم ما فعل هذا بكم ولا فعل هذا وأنزل يزيد النساء الهاشميات عند حريمه في دار الخلافه فاستقبلهن نساء آل معاويه بالبكاء والنواح علي الحسين أقاموا المناحه ثلاثه ايام ....


    وقال بن كثير وكان يزيد لا يتغدي ولا يتعشي ألا ومعه علي بن الحسين وأخوه عمر بن الحسين فقال يزيد يوما لــ عمر بن الحسين وكان صغير جدا أتقاتل هذا وكان يقصد ابنه خالد بن يزيد وكان يزيد يقصد بهذا ممازحه هذا الشبل الهاشمي الصغير فقال له عمر بن الحسين أعطني سكينا وأعطه سكينا حتي نتقاتل فأخذ يزيد عمر بن الحسين وضمه أليه وقال المثل الشهير ( شنشنه أعرفها من أخزم هل تلد الحيه الا حيه ) وكان حقا علي يزيد ان يقول وهل يلد الاسد الا شبلا . الله أكبر

    أمر يزيد النعمان بن بشير الانصاري رضي الله عنه أن يرسل آل الحسين علي والنساء الي المدينه المنوره وأن يبعث معهم رجلا أمينا ومعه الخيل والرجال للحراسه ثم جهزهم وأعطاهم مالا كثيرا وكساهم وأوصي بهم ذلك الرجل ....

    الان قد يتسأل البعض إذا كان يزيد بن معاويه لم يأمر بقتل الحسين رضي الله عنه ولم يرضي عن ما حدث فلماذا لم يعاقب عبيد الله بن زياد علي هذا الفعل العظيم الشنيع أو علي الاقل لماذا لم يعزله عن إماره العراق فهذا سؤال وجيه ؟
    يزيد منذ ان تولي الامر وهو عازم علي عزل بن زياد كما قلنا لانه كان له كارها ولكن لما رأي ان الامور أخذت تضطرب عليه وخشي دخول الامه في الفتنه إذا لم يتدارك الامر أضطر الي إبقاء بن زياد في ولايته لان هذا الامر بالنسبه للحاكم في غايه الاهميه ضبط الامور والامن وعدم حدوث فتنه مسأله مهمه جدا ولم يتردد الحاكم أو ولي الامر في التعامل بحزم مع عماله وولاته وأمرائه علي الاقاليم والولايات والمقاطعات إذا شعر أن هناك تراخيا من اي منهم مهما علت منزلته ورأيناه مع الوليد بن عتبه بن ابي سفيان أمير المدينه بن عمه عزله لما رأي أنه تقاعص في أخذ البيعه له من الحسين رضي الله عنه وكذلك فعل مع أمير الكوفه النعمان بن بشير الانصاري رضي الله عنه لما رأي أنه تراخي في مواجهه أهل الكوفه ودعوتهم للحسين .
    قال الحافظ بن كثير الدمشقي في كتابه البدايه والنهايه في ختام كلامه عن هذه الحادثه العظيمه يقول : وللشيعة والرافضة في صفة مصرع الحسين - رضي الله عنه - كذب كثير وأخبار طويلة ، وفيما ذكرناه كفاية وفي بعض ما أوردنا نظر، ولولا أن ابن جرير وغيره من الحفاظ الأئمة ذكروه ما سُقته وأكثره من رواية أبي مخنف لوط بن يحيى، وقد كان شيعياً، وهو ضعيف الحديث عند الأئمة ولكنه أخباري حافظ عنده من هذه الأشياء ما ليس عند غيره، ولهذا يترامى عليه كثير من المصنَّفين ممَّن بعده والله أعلم.


    هذه أيها الاخوه بأختصار شديد ولا نريد أن نخوض كثيرا فذ حادثه مقتل الحسين رضي الله عنه لكن هذا ما حدث .












    | بداية الممهلب بن أبي صفرة ووضع عبد الله بن الزبير بعد حادثة الحسين |


    من الامور التي حدثت بعد ذلك في خلافه يزيد أنه في سنه 61 بعد الهجره عين يزيد ( سلم بن زياد ) أخو عبيد الله بن زياد نصبه أميرا علي سجستان و خرسان وكانا عليهما عباد و عبد الرحمن بن زياد فقام يزيد بعزلهما وتنصيب أخاهما سلم بمكانهما وقام سلم بتنظيم حمله عسكريه للجهاد في بلاد الترك وبرز في هذه الحمله ( المهلب بن أبي صفره ) القائد الشهير الذي تصدي بقوه بعد ذلك للخوارج وأبوه أبو صفره اسمه ظالم بن سراق من قبيله الازد الشهيره والمهلب أيها الاخوه سيد من سادات العرب وكان مزواجا ولد له ومن صلبه قرابه 300 ولد خلاف البنات ولكن عقبه كان في 19 من أولاده وتوفي سنه 82 من الهجره .

    في سنه 62 عزل يزيد عن إماره مكه والمدينه عمرو بن سعيد بن العاص وعين مكانه الوليد بن عتبه بن أبي سفيان وذلك لان عمرو بن سعيد لم يتصدي كما ينبغي له كا أمير علي المدينه لــ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فاستفحل أمره وكان عبد الله بن الزبير والمسلمون بصفه عامه أستشنعوا ما حدث للحسين رضي الله عنه فأخذ بن الزبير يحرض علي يزيد ويعيب علي أهل الكوفه خذلانهم للحسين فالتف حول بن الزبير جماعه كبيره , ولما تولي الوليد بن عتبه لم يتمكن من بن الزبير رضي الله عنه لانه كان حذرا متأهبا .










    | ظهور قوه وفرق جديده للخوارج |



    في اليمامه خرج ( نجده بن عامر بن عبد الله بن فياض الحنفي ) مؤسس فرقه النجدات هؤلاء الخوارج النجدات نسبوا اليه واليمامه موطن لـ بنو حنيفه والي الان وادي أبو حنيفه من أيام الجاهليه وبنو حنيفه من قبائل بكر بن وائل القويه والثريه هذه القبائل في غايه الغنا والثراء وغالب بني حنيفه من الحضر وهذه معلومه مهمه جدا وهناك جماعه منهم ( بنو زيد ) و بنو قطن وبنو حبيب و بنو معاويه أنضمت الي بقيت بنو عمومتهم البدو من قبائل البكر بن وائل في الباديه لكن غالب بني حنيفه من الحضر وهذه القبائل تعرف بأهل الباديه أبوهم يربوع بن ثعلبه بن الدول بن حنيفه .
    وحنيفه هو بن لجيم بن صعب بن علي بكر بن وائل .

    والنجدات هؤلاء الذين ينسبون الي نجده بن عامر الحنفي فرقه من فرق الخوارج أنشقوا عن فرقه الخوارج الازارقه التي أسسها الـ نافع بن الازرق الحنفي الذي قتل في معركه دولاب ! التي جرت في سنه 65 والازارقه هؤلاء من التكفيرين الذين يكفرون كل الذي لا يلتحق بهم ويبني معتقداتهم الباطله وكانوا يقتلون المسلمين بل كانوا يقتلون الاطفال ما يتورعون عن قتل أحد .

    وأيضا من فرق الخوارج فرقه الخوارج الاباضيه والخوارج الصفريه والاباضيه ينسبون الي عبد الله بن أباض التميمي والصفريه ينسبون الي عبد الله بن صفار التميمي كلاهما من بني صريم بن قاعص بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناه بن تميم ولا أريد أن أفصل لكم كثيرا في فرق الخوارج ومعتقداتهم فالمجال لا يتسع لذلك وربما في مناسبه أخري نتكلم عنهم .

    لكن نقول ان أحد من أتباع نجده بن عامر الحنفي وهو أبو فديك قام بقتل نجده لأمور يطول شرحها في هذا المجال منها أنه أفتي لهم بجواز تعطيل الحد عن شارب الخمر وبقتله أفترقت هذه الفرقه الي ثلاث فرق الي النجدات نسبه الي نجده بن عامر الحنفي أو النجديه و الفديكيه نسبه الي أبي فديك والعطويه نسبه الي عطيه بن الاسود اليشكري البكري وهو الذي أختلف مع أبي فديك بعد مقتل نجده بن عامر وكل هذه الفرق يكفر بعضهم بعضا .

    أيها الاخوه يجب ان نعرف وندرك مسأله في غايه الاهميه وهي أن الدوله الامويه وغيرها من الدول ألف عنها وكتب عنها الكثير من المؤلفات ولكي نعلم حجم هذه المؤلفات وعدد هذه المؤلفات نقول لكم طبقا لــ فهرس الرسائل الجامعيه في المملكه العربيه السعوديه فأنه ألف عن هذه الدوله عشرات الكتب والرسائل وأقسام التاريخ بالمملكه لها عنايه كبيره في التاريخ الاسلامي هذا ما ألف في جامعات المملكه عن الدوله الامويه فما بالكم عن ما ألف عن هذه الدوله الكبيره في باقي الدول العربيه والاسلاميه والاجنبيه ايضا لذلك ارجو منكم أن تعذروني ان قصرت في جانب من الجوانب أو أمر من الامور أو مسأله من المسائل فالتاريخ ايها الاخوه ليس بالشئ البسيط ولكن هذا ماوفقني الله تعالي ويسره لي .

    لذا نقول خرج نجده بن عامر علي يزيد بن معاويه ولكنه لم يتعرض لـ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ثم أن يزيد عزل الوليد بن عتبه بن ابي سفيان وولي مكانه بن عمه عثمان بن محمد بن ابي سفيان وكان شابا صغيرا لا خبره له ولا تجربه عنده فلما وصل الي المدينه أرسل الي يزيد وفدا من اهل المدينه كان من ضمنهم عبد الله بن حنظله الانصاري وعبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيره الحضرمي والمنذر بن الزبير .

    وعبد الله بن حنظله أبوه هو حنظله بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان الانصاري من الاوس وحنظله هو الذي يعرف بــ غسيل الملائكه لانه أستشهد في معركه أحد وكان جنبا لما سمع بأمر المعركه بادر من فوره لقتال المشركين وكان جنبا فقال عنه النبي صلي الله عليه وسلم ان صاحبكم لتغسله الملائكه .

    لما وصلوا الي يزيد في دمشق قام يزيد بإكرامهم غايه الاكرام وأحسن أليهم ووصلهم بالاموال ثم عادوا الي المدينه وذهب المنذر بن الزبير الي البصره عند عبيد الله بن زياد ولما وصلوا الي المدينه قاموا بشتم يزيد وقالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر وتعزف عنده القينات بالمعازف وانا نشهدكم اننا قد خلعناه وهذا الوفد به أشرافهم وكبرائهم ولا شك أنهم قالوا ذلك في يزيد بعد أن عادوا من دمشق فغالب الناس اطاعوهم وخلعوا بيعه يزيد عنهم .










    | حصار بني اميه في المدينه |


    المنذر بن الزبير لما رجع من البصره في المدينه صنع مثل ما صنع أهل المدينه وقال في يزيد اكثر مما قالوا و عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنكر عليهم مافعلوا ولم يصنع مثلهم ولما وصلت هذه الانباء الي يزيد في دمشق أرسل اليهم النعمان بن بشير الانصاري رضي الله عنه لينصحهم ويحذرهم ويدعوهم الي لزوم الجماعه فسار اليهم رضي الله عنه وحذرهم من الفتنه ومن عواقبها وقال لهم لا طاقه لكم بأهل الشام فقال له عبد الله بن مطيع بن الاسود بن حارثه العدوي من بني عدي الصحابي رهط عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لماذا تريد ان تفرق جماعتنا وتفسد علينا ما اصلح الله من أمرنا فقال له النعمان كلام طويل فكان من ضمن ماقله فكأني بك قد ضربت جنب بغلتك وخالفت هؤلاء المساكين يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلي أبواب دورهم .

    ولكنهم لم يستمعوا لنصيحه النعمان بن بشير رضي الله عنه وقاموا بتولبه عبد الله بن مطيع علي قريش وعبد الله بن حنظله علي الانصار وكانت هذه الاحداث أوائل عام 63 ثم تطور الامر بدرجه خطيره عندما عزموا علي طرد والي يزيد عثمان بن محمد بن أبي سفيان وأجلاء بني أميه عن المدينه .

    بنو أميه لما علموا أنهم سوف يطردون أجتمعوا في دار مروان بن الحكم بن ابي العاص بن أميه وحاصرهم أهل المدينه بل دعونا نقول الثوار من أهل المدينه عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعلي زين العابدين بن الحسين لم يتابعا من ثار من أهل المدينه علي يزيد وبقيا علي بيعتهما .

    أما محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بــ محمد بن الحنفيه نسبه الي أمه وهي جاريه سوداء من بني حنيفه و ( الكلبي ) يقول عنها انها خوله بنت جعفر بن قيس بن مسلمه من بني حنيفه فا محمد بن علي لم يرضي بما فعله أهل المدينه ولم يخلع يزيد ولما قال له عبد الله بن مطيع رضي الله عنه ان يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاه ويتعدي علي حكم الكتاب قال له محمد بن علي ما رأيت منه ما تذكرون وقد حضرته وأقمته عنده فرأيته مواظبا علي الصلاه متحريا للخير يسأل عن الفقه ملازم للسنه فقالوا له ان ذلك كان منه تصنعا لك فقال له فما الذي دعاه ان يخاف مني أو رجا حتي يظهر لي الخشوع أفاأطلعكم علي ما تقولونه من شرب الخمر فإذا كان أطلعكم علي ذلك فانكم شركائه واذا كان لم يطلعم فلا يحل لكم ان تشهدوا بما لم تعلموا فقالوا له انه عندنا لحق وان لم نكن رأيناه فقال لهم ابا الله ذلك علي أهل الشهاده فقال ( الا من شهد بالحق وهم يعلمون ) ولست من أمركم في شئ .

    طبعا هذا الحوار الرائع الذي دار بين اهل المدينه والتابعي الكبير محمد بن الحنفيه درسا رائعا في الفقه والسياسه وفي الحكمه لما قال لهم ما قال قالوا لعلك تريد ان يكون هذا الامر لك فأن كان كذلك فنحن نوليك أمرنا فقال لهم ما أستحل القتال علي ما تريدوني عليه تابعا ولا متبوعا فقالوا له لقد قاتلت مع أبيك فقال جيؤني بمثل أبي أقاتل علي مثل ما قاتل عليه فقالوا له فامر أبنيك القاسم و وأبا القاسم بالقتال معنا فقالوا له فقم معنا مقام تحض الناس فيه علي القتال قال سبحان الله أمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه، إذاً ما نصحت لله في عباده قالوا:إذاً نُكرهك.قال:آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق. ثم انه يرحمه الله أرتحل ألي مكه .

    عبد الله بن عمر جاء ألي عبد الله بن مطيع وكلهما من بني عدي القرشيين أبناء عمومه فلما رأه بن مطيع رحب به وقال ضعوا لابي عبد الرحمن وساده فقال له بن عمر انما جئتك لاحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ( من نزع يدا من طاعه فانه يأت يوم القيامه لاحجه له ومن مات مفارق الجماعه فأنه يموت موته جاهليه )

    بنو أميه كتبوا الي يزيد في الشام يستنجدونه ويخبرونه بوضعهم الحرج فهم محاصرون مهانون عطشي جائعون طالبوه بسرعه نجدتهم والا فأنهم سوف يموتون هذه الانباء طبعا جعلت يزيد يغضب غضبا شديدا فهو قد أحسن الي وفد المدينه لما كانوا عنده فكيف يصنعون ما صنعوا ويفترون عليه أو يقولون عنه ما قالوا .

    أرسل يزيد في طلب عمرو بن سعيد بن العاص وقرأ عليه كتاب بني أميه وطلب منه أن يسير اليهم ولكنه رفض خوفا من دماء قريش التي ستراق كما قال ليزيد وقال ليزيد ليتولي ذلك من هو أبعد منهم مني .

    يزيد لم ينتظر جهز جيشا كبيرا يقال أنه مكون من الاف الفرسان قالوا أنهم 10 ألاف وفي روايه 12 الف وقيل بل 15 ألف فارس من اهل الشام وجعل علي هذا الجيش أميرا هو ( مسلم بن عقبه بن رياح بن أسعد بن ربيعه المري الغطفاني ) وجعل علي أهل دمشق ( عبد الله بن مسعده الفزاري الذ بياني الغطفاني ) وعي أهل حمص ( الحصين بن نمير بن ناتل بن لبيب السكوني الكندي ) وعلي أهل الاردن ( حبيش بن دلجه بن القيني القضاعي ) وعي أهل فلسطين ( روح بن زنباع الجزامي ) و ( شريك الكناني ) وعي أهل قنسرين ( طريف بن الحسحاس الهلالي العامري ) . مسلم بن عقبه المري هذا هو الذي لقبوه فيما بعد بــ ( مسرف بن عقبه ) .










    | جيش جرار يتوجه الي المدينه |


    الصحابي الجليل النعمان بن بشير الانصاري رضي الله عنه لما رأي هذا الجيش الكبير يتأهب للذهاب الي المدينه المنوره عرف أن مجزره رهيبه سوف تحدث لابد جيش كبير سيقاتل خاصه وأن هذا الصحابي الجليل قد عاصر أحداث الفتنه الكبري منذ مقتل عثمان رضي الله عنه وباقي الحروب ثم مقتل الحسين رضي الله عنه بذلك قال ليزيد يا امير المؤمنين ولني عليهم أكفك .

    والنعمان بن بشير أخا لعبد الله بن حنظله لــ أمه أمهما عمره فقال له يزيد لا ليس لهم ألا هؤلاء الغشمه والله لاقتلنهم بعد احساني اليهم وعفوي عنهم مره بعد مره فقال له النعمان بن بشير يا أمير المؤمنين أنشدك الله في عشيرتي وأنصار رسول الله صلي الله عليه وسلم , وكذلك قال له عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لــ يزيد اذا رجعوا الي طاعتك ان تقبل منهم فقال يزيد ان فعلوا فلا سبيل عليهم . يعني كانت لهم فرصه يرحمهم الله في المدينه لكنها الفتنه....

    وكان يزيد يستعرض هذا الجيش الكبير الذي أرسله فقال لمسلم بن عقبه أدعوا القوم ثلاثا أي ثلاثه أيام فأن رجعوا الي الطاعه فاقبل منهم وكف عنهم وإلا فاستعن بالله وقاتلهم واذا ظهرت عليهم فأبح المدينه ثلاثا .أمره بأستباحه المدينه لا حول ولا قوه الا بالله . ثم أكفف عن الناس وأوصاه بــ علي بن الحسين خيرا وان يكرمه ثم امه بعد ان يفرغ من المدينه ان يتوجه الي مكه لقتال بن الزبير .


















    | وقعة الحرة الاليمه |


    هذا الجيش الكبير جيش الشام صار بقياده مسلم بن عقبه الي المدينه المنوره وهناك تفاصيل كثيره لن أتطرق اليها ولكن أقول لما وصل جيش الشام الي المدينه نزل في شرقي المدينه في مكان يسمي ( حره واقد ) وكان ذلك في ثلاث بقين من ذي الحجه سنه 63 ونفذ مسلم بن عقبه ما أمره به يزيد اذ دعا اهل المدينه ثلاثه ايام الي الطاعه ولكنهم ابوا إلا القتال فلما كان اليوم الرابع قال لهم :
    يا اهل المدينه مضت الثلاث وإن أمير المؤمنين قال لي: إنكم أصله وعشيرته ، وأنه يكره إراقة دمائكم، وأنه أمرني أن أؤجلكم ثلاثا فقد مضت ، فماذا أنتم صانعون ؟أتسالمون أم تحاربون ؟فقالوا: بل نحارب .فقال : لا تفعلوا بل سالموا . ولكنهم أبوا الا القتال .

    وكانوا قد حفروا خندق بينهم وبين جيش الشام وقسموا جيش المدينه أربعه أرباع علي كل ربع أمير ثم نشب القتال الرهيب بين المسلمين وقاتل الطرفان قتال شرسا ولكن الهزيمه حلت بأهل المدينه ووقع القتل بهم وقتل الصحابه رضوان الله عليهم والتابعون وغيرهم ....

    وقال بن كثير : ثم أباح مسلم بن عقبة ، الذي يقول فيه السلف مسرف بن عقبة - قبحه الله من شيخ سوء ما أجهله - المدينة ثلاث أيام كما أمره يزيد ، لا جزاه الله خيرا ، وقتل خلقا من أشرافها وقرائها وانتهب أموالا كثيرة منها، ووقع شر عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد.

    في هذه الاحداث تفاصيل كثيره أعرضت عن ذكرها ولكن ما حدث في المدينه المنوره مصيبه كبيره من المصائب التي حلت بالامه الاسلاميه ...

    ووردت في البدايه والنهايه فقره تاليه وهي : قال المدائني عن شيخ من أهل المدينة . قال : سألت الزهري كم كان القتلى يوم الحرة قال : سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والانصار ، ووجوه الموالي وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف قال : وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين ، وانتهبوا المدينة ثلاث أيام . اهـ

    يقولون ان مسلم بن عقبه أرسل روح بن زنباع الجزامي الي يزيد يخبره بأنباء الانتصار في الحره فلما سمع يزيد بالتفاصيل المرعبه قال واقوماه بن زياد يقتل الحسين رضوان الله عليه وأهله وصحبه ولما يبلغ يزيد ذلك يقول لـ علي بن الحسين والله لو أني صاحب أبيك .... ولو بهلاك بعض ولده .

    فالكلام شئ والفعل شئ أخر يا يزيد .

    المهم أنه قال واقوماه ثم ارسل الي الضحاك بن قيس الفهري والفهري يعني القرشي وقال له لقد علمت ما حل بأهل المدينه فما الذي يجبرهم اي يجبر كسرهم وجراحهم وخاطرهم قال له الضحاك بن قيس الطعام والاعطيات . فالمعارك والحصار والاضطرابات تؤدي الي نقص في الاطعمه التي تكاد تصل الي المجاعه ولا شك ان الامدادت الغذائيه والكسوه بها بعض السلوي للبعض عن الذي حصل من جرائم فظيعه . وبناء علي رأي الضحاك بن قيس حملوا لهم الطعام والعطايا .

    و روي الامام أحمد في مسنده عن السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظُلْمًا أَخَافَهُ اللَّهُ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا.















    | هلاك يزيد بن معاويه بن ابي سفيان |



    في مطلع سنه 64 سار مسلم بن عقبه المري قائد جيش يزيد بقواته الي مكه المكرمه لقتال الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ولما وصل الي مشارفها أجتمع بقياده الجيش وأركان جيشه وأطلعه علي وصيه يزيد له بأن يكون من بعده اذا مات حصين بن نمير السكوني الكندي وأمر حصين بقتال بن الزبير ثم قال هذا الجلف الاحمق قوله ان صحت عنه فهي والله عظيمه قال : اللهم اني لا أعمل عمل قط بعد شهاده ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله أحب الي من قتل أهل المدينه يقول هذا الكلام وكأنه لم يسمع بالحديث الذي قاله المصطفي صلي الله عليه وسلم .

    مسلم بن عقبه هلك في تلك اللحظات وتولي القياده حصين بن نمير السكوني وفي ربيع الاول من سنه 64 مات يزيد بن معاويه مات هذا الملك الاموي الذي قاد أول جيش غزا القسطنطينه وفي الحديث الذي رواه الامام البخاري لما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لام حرام بنت ملحام رضي الله عنها قالت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : " أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا " . قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا فِيهِمْ ؟ ، قَالَ : " أَنْتِ فِيهِمْ " ، قَالَتْ : ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ " ، قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ : أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " لَا " ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، فِيهِ إِخْبَارُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ أُمَّتَهُ يَغْزُونَ الْبَحْرَ ، وَيَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ .

    نعم مات يزيد هذا الملك الذي كان في عهده قتل الحسين بن علي رضوان الله عليه سيد شباب أهل الجنه . والذي في عهده ايضا وقعت مصيبه الحره التي تم بها البطش والتنكيل بأهل المدينه المنوره من الصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وغيرهم .

    روي الامام أبو الفرج بن الجوزي والامام بن الجوزي هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي توفي في سنه 597 وهو من ولد أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال عنه الامام الذهبي هو الشيخ الامام العلامه الحافظ المفسر شيخ الاسلام قال بن الجوزي لما سئل الامام أحمد بن حنبل أيروي عن يزيد الحديث فقال لا ولا كرامه .








    | حصار مكه المكرمه |

    سار الحصين بن نمير بالجيش الي مكه في أربع بقين من محرم سنه 64 وكان مع بن الزبير اصحابه وكذلك من أنضم اليه ممن فر الي المدينه مثل عبد الله بن مطيع العدوي القرشي رضي الله عنه وكذلك الخارجي الخبيث نجده بن عامر الحنفي ومعه جماعه من أهل اليمامه ساروا للدفاع عن بيت الله الحرام وممن وقف مع عبد الله بن الزبير للدفاع عن الكعبه ايضا الخارجي نافع بن الازرق الحنفي مؤسس فرقه الخوارج الازارقه وكذلك عبد الله بن صفار التميمي مؤسس فرقه الخوارج الصفريه وعبد الله بن اباض التميمي مؤسس فرقه الخوارج الاباضيه وكلاهما أنشق عن نافع بن الازرق بعد ذلك .

    دار القتال بيت الطرفين وقتل في هذا القتال جماعه منهم المنذر بن الزبير كان قد تبارز مع رجل من أهل الشام فقتل كل منهما صاحبه وكذلك قتل من جماعه بن الزبير الصحابي الجليل المسور بن مخرمه بن نوفل الزهري القرشي وقتل أيضا مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي وكادت الدائره تدور علي جماعه بن الزبير في هذا اللقاء ولكن الليل فصل بينهم وأستمرت المعارك بين الطرفين بقيه محرم وطيله صفر ....

    وفي ربيع الاول أثناء حصار جيش الشام للكعبه كان الشاميون يرمون الكعبه المشرفه بالمنجانيق وفي هذه المواجهات العنيفه أحترقت الكعبه المشرفه بسبب نار اشعلها جماعه بن الزبير لتنير لهم فعلقت كما يقولون شراره بأستار الكعبه وأمتدد الحريق الي الكعبه المشرفه فأتا عليها أحترقت الكعبه بسبب هذه الفتنه .

    أستمر الحصار الي ربيع الاخر ثم بلغهم خبر وفاه يزيد وكانت وفاه يزيد بن معاويه في ربيع الاول من سنه 64 ولكن الحصار أستمر كما قلنا الي ربيع الاخر ووفاه يزيد كانت في ربيع الاول سنه 64 ولما سمع جيش الشام بذلك توقفوا لما سمعوا بوفاه يزيد بن معاويه ولكنهم استمروا في حصارهم .

    قال الامام الطبري في تاريخيه : وذكر ابن جرير أن حصينا وابن الزبير اتعدا ليلة أن يجتمعا فاجتمعا بظاهر مكة فقال له حصين: إن كان هذا الرجل قد هلك فأنت أحق الناس بهذا الامر بعده، فهلم فارحل معي إلى الشام، فوالله لا يختلف عليك اثنان.

    ولكن بن الزبير لم يستجب لدعوته وغادر جيش الشام عائدا الي دمشق ومروا علي المدينه وأرتحل معهم بني أميه الي الشام ويقال بأن عبد الله بن الزبير بعد ان بويع له في الحجاز بعد وفاه يزيد وأبنه معاويه بن يزيد أمر بطرد بني أميه من مكه والمدينه فارتحلوا الي الشام وتوجهوا الي دمشق وكان بها مروان بن الحكم .








    | معاويه بن يزيد بن معاويه بن ابي سفيان |

    توفي يزيد بن معاويه بن أبي سفيان في قريه حوارين بالقرب من دمشق وحمل الي دمشق ودفن فيها وصلي عليه ابنه معاويه بن يزيد الذي أخذت له البيعه وكانا وليا لعهد ابيه معاويه بن يزيد يكني بــ أبي ليلي وكان ليزيد كثير من الاولاد والبنات ابنائه هم معاويه وخالد وأبو سفيان وأمهم أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبه بن ربيعه بن عبد شمس بن عبد مناف
    وأم هاشم كنيه لها واسمها فاخته .

    وليزيد ايضا عبد الله بن يزيد الذي يعرف بـ الاسوار ذكر في بعض الكتب باسم عبد العزيز أمه هي أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعه بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف شقيقته هي عاتكه بنت يزيد يزوجها عبد الملك بن مروان وهي كما يقولون بنت خليفه وحفيده خليفه وأخت خليفه وزوجه خليفه وأم خليفه وهو يزيد بن عبد الملك .
    وجده خليفه حفيدها هو الوليد بن يزيد وأبو زوجها مروان بن الحكم خليفه وأبناء زوجها ثلاث خلفاء هم الوليد وسليمان وهشام أبناء عبد الملك بن مروان هذه ربما لا يتكرر مثلها في التاريخ .

    وليزيد بن معاويه ايضا من الابناء عبد الرحمن و أبو بكر ومحمد و عثمان وعتبه ويزيد بن يزيد علي أسم ابيه سموه ولكن هؤلاء من أمهات أولاد يعني امهاتهم جواري ولسن قرشيات من بني عبد شمس بن عبد مناف كما هو الحال مع أخوتهم الاربعه معاويه وخالد وأبو سفيان وعبد الله .

    هذا ما قاله المصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير مؤلف كتاب نسب قريش المتوفي سنه 236 هذا ما قاله عن ابناء يزيد بن معاويه .

    يقول المؤرخون عن معاويه بن يزيد انه كان من الصالحين الزاهدين ولم تطل مده ملكه قيل كانت مده ملكه 40 يوما وقيل شهران وقيل غير ذلك توفي عن 21 سنه وقيل 23 وقيل غير ذلك ايضا . وكان معاويه بن يزيد مريضا لما عهد اليه الامر من بعد ابيه ولم يخرج الي الناس وكان الذي يصلي بالناس الضحاك بن قيس الفهري ويقال ان للضحاك صحبه كما قلنا وكان الضحاك منذ أيام معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه نائبا له علي دمشق واستمر الضحاك بن قيس يدبر الامور الي ان استتب الامر بعد ذلك في الشام الي مروان بن الحكم .

    ذكر بعض المؤرخين بأن معاويه بن يزيد خرج في بدايه امره الي الجامع ودعا الناس وخطبهم قائلا ايها الناس اني قد وليت أمركم وانا ضعيف عنه فأن أحببتم تركتها لرجل قوي كما تركها الصديق لعمر وان شئتم تركتها شوري في سته منكم كما تركها عمر بن الخطاب وليس فيكم من هو صالح لذلك وقد تركت لكم أمركم فولوا عليكم من يصلح لكم ثم نزل من علي المنبر ودخل الي منزله ولم يخرج الي حين وفاته .

    ان صحت هذه الروايه فأنها مصيبه عظيمه الرجل وان كان صالحا زاهدا ورعا الي انه لا يصلح الذي فعله فكيف يترك الامر للناس وهو يقر بأن ليس فيهم من يصلح للحكم ولذلك صدق بن همام السلولي ويقال رجل من أبي فزاره قال هذا البيت :

    إني أرى فتنة تغلي مراجلها والملك بعد أبى ليلى لمن غلبا

    هذا صحيح وهذا ماحدث وهنا ايها الاخوه تتضح لنا حنكه وسياسه وبعد نظر الصحابي الجليل معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه عندما اخذ البيعه لابنه يزيد حتي لا تحدث الفتنه بسبب التنازع علي السلطه بعد وفاته .







    انتهي الدرس [ 6 ]
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:15 am

    الدرس ( 7 )



    | ملخص الدرس السابق |

    في اللقاء الماضي تكلمنا عن موقعه كربلاء والنهايه المؤلمه الحزينه ثم قيام عبيد الله بن زياد بإرسال علي بن الحسين ومن معه من نساء وبنات وقريبات الحسين رضوان الله عليهم قام بإرسالهم الي الشام و اهتم بهم يزيد بن معاويه كثيرا ثم أرسلهم بعد ذلك الي المدينه وتكلمنا أيضا عن احداث مهمه حدثت في تلك الفتره من تاريخ الدوله الامويه و خروج الخوارج مثل نجده بن عامر الحنفي وهذا كان من الامور الخطيره جدا ولكن أخطر ما في الامر عندما ثار أهل المدينه المنوره مدينه المصطفي صلي الله عليه وسلم وحاصروا بني أميه وكاد الامويين يهلكوا من العطش والجوع وشده الحصار وحذر يزيد الكثير من قادته وخشوا رده فعل يزيد بن معاويه و يزيد كان يذكر ما حدث من حصار لعثمان رضوان الله عليه وهذا كان يؤثر في نفس يزيد وخشي بعد أن وصلته كتب الاموين ان يحدث لهم كما حدث لعثمان في المدينه عندما أقتحم الثوار عليه منزله وقتلوه وهو يقرأ من المصحف وما رعوا له حقا وهو أمير المؤمنين وهو الخليفه فما بالكم بالامويين الاقل شأنا منه ومعظم من حوصر من بني أميه ربما بعض الصحابه ومنهم بعض التابعين وغضب يزيد غضبا شديدا وأرسل لهم جيشا كبيرا عليه مسلم بن عقبه المري الغطفاني الذي سماه مؤرخ الاسلام بـ مسرف بن عقبه فسار علي رأس الجيش الكبير الذي كان يقدر بـ 12 ألف مقاتل وفي روايه 15 ألف مقاتل وحدثت موقعه الحره الرهيبه المؤلمه جدا يعني من أبشع صفحات التاريخ الاسلامي وصحيح أنه أوصاه ان ينذرهم ثلاثا لكنهم رفضوا إلا القتال ثم بعد ذلك لما هزموا وطبقا لتعليمات يزيد أباح المدينه لمده 3 أيام وربما تذكرون اني قلت لكم انني لن أفصل ما حدث من إستباحه لجيش يدخل مدينه ليستبيحها ماذا يحدث كوارث رهيبه ؟!

    ثم بعد ذلك وبوصيه من يزيد أيضا سار هذا الجيش الذي يقوده مسلم بن عقبه الي مكه المكرمه لقتال عبد الله بن الزبير ولكنه يهلك بالقرب منها ويتولي القياده الحصين بن نمير السكوني الكندي وتدور معارك رهيبه هناك كما تعرفون تحاصر مكه وتحترق الكعبه المشرفه بسبب هذا الحصار عندما أرادوا ان يشعلوا نارا يستضيئون بها طارت شراره وعلقت بأستار الكعبه واحترقت الكعبه المشرفه . ثم بعد ذلك يأتي الامر أو يصلهم الخبر بأن يزيد بن معاويه قد هلك وبوفاه يزيد نتكلم عن الاحداث في هذا اللقاء عن الاحداث التي أعقبت وفاه يزيد بن معاويه .



    ____________________


    | ما بعد وفاة يزيد بن معاوية |


    بعد وفاه يزيد اضطربت الامور كثيرا في الدوله الاسلاميه فكان الحجاز لـ عبد الله بن الزبير ودمشق ومن حولها كانت خاضعه للضحاك بن قيس الفهري الي ان تستقر الامور الي أحدهم يتفق عليه المسلمون وفي خرسان سيطر سلم بن زياد علي الامور ولكن أهلها بعد ذلك إنقلبوا عليه وطردوه و في البصره اضطربت الاوضاع كثيرا وفر منها عبيد الله بن زياد فسار الي الشام وجرت في البصره خلافات ونزاعات كثيره وخطيره وهنا نري أيضا بعد نظر الصحابي الجليل معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه ومعرفته في أمور السياسيه ولعلكم تذكرون وصيته لابنه يزيد لما كان غائبا لما حضرت معاويه الوفاه وقلنا انه أستدعي الضحاك بن قيس الفهري ومسلم بن عقبه المري وطلب منهم أن يبلغوا ابنه يزيد بوصيته وكان مما قال معاويه كما تذكرون قال لهما وأن سأله أهل العراق في كل يوم ان يعزلوا عنهم عاملا ويولي عليهم عاملا فليفعل فعزل واحد أحب اليك من ان يسلوا عليك 100 ألف سيف ....

    أذا أريد ان أتكلم بشئ من التفصيل عن الاحداث التي جرت في خرسان وفي البصره وفي الشام وذلك حتي ترون الفتنه وما تصنع وكيف تكون الاحوال والاوضاع اذا اصبح المسلمون وليس عليهم ولي أمر ....

    لقد فصل الامام الطبري في تاريخيه عن ما جري من احداث في الولايات الاسلاميه تفصيل وافي الحقيقه .

    كان سلم بن زياد أخو عبيد الله بن زياد والي للامويين علي خرسان وكان المسلمون في خرسان يحبونه حبا كبيرا لدرجه ان كثيرا من المواليد سموا علي اسمه سلم وأخفا سلم عنهم في البدايه ما جري في الشام من أحداث ثم لما شاع الامر أخبرهم بما حدث فاتفقوا علي السمع له والطاعه حتي يتفق المسلمون علي ولي أمر يبايعونه ولكن بعد شهرين أنقلبوا عليه فغادرهم بعد ان جعل عليهم المهلب بن ابي صفره الازدي والازدي يعني قحطاني فلما وصل سلم في طريقه الي سرخس التقي بــ ( سليمان بن مرشد ) وهو من بني قيس بن ثعلبه بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل فلما سأله سليمان عن الاوضاع ومن عين مكانه في مرو قال له سليمان ألم تجد في نزار من توليه ويقصد بذلك الم تجد رجلا من قبائل ربيعه أو مضر توليه وربيعه ومضر كما تعرفون ابنا نزار بن معد بن عدنان فلما سمع سلم ذلك وهو مضري وينتمي الي ابي سفيان فقام سلم وعهد الي سليمان علي مرو الروز وليست مرو عاصمه خرسان ومرو الروز مدينه مهمه في خرسان وأيضا علي الفرياب والطالقان والجوزجان وعهد الي أوس بن ثعلبه بن زفر علي ( حارات !) وهي مدينه مهمه جدا هناك ثم واصل سلم طريقه الي نيسابور فالتقي بــ عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت السلمي وهذا من مشاهير العرب القبلين وقبيله سليم من القبائل القيسيه المضريه والقبائل القيسيه نسبه كما تعرفون الي قيس بن عيلان بن مضر فلما سأله من ولاه علي مرو وعرف أنه ولي المهلب بن أبي صفره الازدي قال له أما وجدت في مضر رجلا تستعمله حتي فرقت خرسان بين بكر بن وائل والازد ثم قال له أكتب لي عهدا علي خرسان فكتب له أيضا عهدا علي خرسان ....

    فلما بلغت هذه الاخبار المهلب بن ابي صفره استخلف مكانه رجلا من بني تميم فلما قدم عبد الله بن خازم السلمي الي مرو عاصمه خرسان حاول التميمي أن يمنعه من دخلوها ولكن حدثت مناوشه دخل علي أثرها عبد الله بن خازم المدينه وتوفي التميمي من جرح بسبب حجر أصابه في رأسه ....

    من مرو تحرك عبد الله بن خازم الي مرو الروز لقتال سليمان بن مرشد فوقع القتال بين الطرفين وقتل سليمان بن مرشد وفي من كان في مرو الروز من بكر بن وائل الي حارات ثم سار عبد الله بن خازم الي الطالاقان لقتال عمرو بن مرشد فالتقي به وهزمه وألحقه بأخيه سليمان وفر من نجا من جماعته وذهبوا الي حارات عند أوس بن ثعلبه وذهب بن خازم ألي مرو العاصمه ثم بعد ذلك سار بن خازم بقواته الي حارات لقتال من بها من بكر بن وائل الذين رأسوا عليهم أوس بن ثعلبه وتواجه الجيشان النذاريان قبائل مضر بنو نذار في مواجهه بني عمومتهم قبائل ربيعه بن نذار .....

    ولكن رجل من بني ضبه أسمه هلال يبدو أنه من كبرائهم وقبيله ضبه قبيله مضريه ذهب الي عبد الله بن خازم وقال له كيف تقاتل أخوتك ولقد قتلت في مرو الروز منهم الكثير فلو اصتلحت معهم وأرضيتهم . فقال له بن خازم أنهم لا يرضون وأن خرجت لهم من خرسان ولو أستطاعوا ان يخرجوك من الدنيا لفعلوا فقال له هلال والله لا أرمي معك بسهم حتي تعذر أليهم فقال له انت رسولي أليهم أذهب واعرض عليهم .....

    فلما ذهب هلال الضبي الي البكريين قالوا له لا نرضي حتي تخرجوا من خرسان ولا يبقي فيها مضري أو ان اردتم ان تقيموا فيها تتنازلون عن كل شئ من سلاح وأموال وخيل وذهب وفضه فلما سمع ما قالوا له قال لهم حسبنا الله ونعم الوكيل وعرف ان هناك حربا شرسه ستبدأ وقتل وذبح ثم عاد من حيث أتي فقال له عبد الله بن خازم ماذا وجدت فقال له هلال وجدت أخوتنا قطعا للرحم فقال له عبد الله بن خازم قد اخبرتك أن ربيعه لم تزل غضابا علي ربها منذ بعث الله النبي صلي الله عليه وسلم من مضر .
    أنظروا عصبيه قبليه مقيته وهذا الكلام في القرن الهجري الاول مصيبه .....

    ثم ان القوم ربيعه بقوا هكذا فخرجوا من مدينتهم وجعلوها في ظهورهم وخندقوا حولهم في مواجهه المضريين وفي أثناء إنشغال الطرفين فيما بينهما هجم الترك علي حصن به أناس من الازد وحاصروهم فاستنجد الازديون بجماعه من الازد ولكن الترك هزموهم فأرسلوا وانظروا الي هذه يستنجدون بخصهم عبد الله بن خازم فأرسل لهم كتيبه من بني تميم عليها زهير بن حيان فهزموا الترك وفكوا الحصار ثم أن البكريين خرجوا من خندقهم لقتال عبد الله بن خازم ودار بينهم قتال شديد ثم دارت الهزيمه علي بكر بن وائل وقتل منهم الكثير وفر أوس بن ثعلبه وبه جراحات شديده ووصل الي سجستان وقيل بل ألي مشارفها وهناك توفي مما ألم به من جراح ......


    كان ايوب بن حمران مولي لــ عبيد الله بن زياد وكان بن زياد يثق به ثقه كبيره وكان يرسله في خلافه معاويه الي الشام فكان أيوب رسوله الي معاويه ثم الي يزيد بعد وفاه معاويه وكان بن زياد قد ارسل أيوب بن حمران ألي الشام ليأتيه بالاخبار عن يزيد وبالفعل جاءه بالخبر اليقين بموت يزيد واضطراب الناس بالشام فأمر بن زياد مناديه ان ينادي بالناس الصلاه جامعه فأقبل الناس وكان ذلك في البصره وأخبرهم بن زياد بالامر واضطراب الامور في الشام وقال لهم في نهايه خطبته في كلام طويل فاختاروا لانفسكم رجلا ترضونه لدينكم وجماعتكم فأنا أول راض من رضيتموه فقالوا له قد سمعنا مقالتك وانا لا نعلم أحدا أقوي عليها منك فهلم نبايعك أذا هذه واحده فقال لهم لا حاجه لي بذلك ولكن اختاروا من تريدون فقالوا لهم مثل مقالتهم الاولي فهذه الثانيه ولكنه رفض ثم اعادوها عليه في المره الثالثه فأبي اذن هذه الرابعه الان فأصروا علي مبايعته فلم يكن الا أن قام وبسط يده أليهم فبايعوه ثم لما خرجوا من عنده جعلوا يمسحون أكفهم عند باب الدار وحيطانه وقالوا ظن بن مرجانه ان نوليه أمرنا في الفرقه ثم اخذ أمر عبيد الله بن زياد يضعف حتي أنه أخذ يبحث عن احد من زعماء البصره لكي يجيره ويحميه حتي لا يفتكوا به واستقر به الامر عند مسعود بن عمرو الازدي الملقب بــ ( قمر العراق ) .

    طبعا سوف تلاحظون في هذا التاريخ بعض الاحداث دائما سوف اكرر لكم هذه الجمله واقول لكم ان تفاصيل كثيره وأمور يطول شرحها والكلام عنها وروايات مختلفه ولكنها دائما أيها الاخوه تلتقي مع بعضها ما نستطيع ان نفصل في كل التفاصيل ولا بكل روايه قيلت ولكن نأخذ الموجز ودائما هذه الروايات تلتقي بعد ذلك في نفس المسار والنهايه .

    ولذك نقول بعد أن تدهورت الاوضاع في البصره بايع بنو تميم وهي قبيله كبيره قويه جدا وهي كما تعرفون من قبائل مضر بايعوا لــ عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي وعبد الله بن الحارث أمه هند بنت ابي سفيان أخت معاويه رضي الله عنه وعبد الله يلقب بـ ببه لما كان طفلا صغيرا كانت أمه ترقصه وتقول له : يا ببه يا ببه لأنكحن ببه جارية خدبه تسود أهل الكعبه ....


    هذا الامر جعل قبائل ربيعه قبائل الازد اليمانيه يغضبون فلم يرضوا بذلك وقالوا كيف يأمرون علينا أميرا من دون إستشارتنا . وبعد أن أصبح الامر في البصره لــ عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي كان مالك بن مسمع بن شهاب الجحدري وهو من بني قيس بن ثعلبه بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وهو سيد ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان كان جالسا في الجامع فجاء رجل قرشي من ولد عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعه بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف هذا وفد من خرسان يريد عبد الله بن الحارث له معه رساله من عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت السلمي والي مرو وحدث نزاع ( أنظروا الي هذه ) بين قرشي ومالك بن مسمع فقام رجل من بكر بن وائل فلطم القرشي العبشمي فتعالا الصراخ في المسجد وكانت ربيعه أكثر من مضر في المسجد فصاح رجل فقال يالا تميم والان المضروب قرشي مضري ومضر أقل وتميم من مضر بن نزار بن معد بن عدنان فسمع صيحته جماعه من بني ضبه وقبيله ضبه هم بنو ضبه بن أود بن طابخه بن الياس بن مضر وتميم هو تميم بن مر أود بن طابخه بن مضر وكان هؤلاء الضبيون كانوا عند القاضي ففزعوا نجده له وأخذوا رماح الحرس وتروسهم ثم شدوا علي الربعيين فهزموهم . أنظروا الي العصبيه القبليه قرشي يضرب ويراه رجل ويستنجد بــ بني تميم وبني تميم غير موجودين فيقوم هذا وبني ضبه عند القاضي عندهم مشكله فيقومون ويهاجموا الحرس ويأخذوا اسلحتهم ويهاجمون الربعيين هذه العصبيه القبليه من كلمه تشتعل شراره .....

    ( شقيق بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن سدوس بن شيبان بن زهل بن ثعلبه بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ) أو شقيق بن ثور السدوسي وهو من سادات بكر بن وائل لما سمع ما حدث في الجامع أقبل بجماعته وقال لهم لا تجدن مضريا إلا وقتلتوموه فلما سمع بذلك ( مالك بن مسمع الجحدري البكري ) تدارك الامر واستطاع بما له من مكانه ومنزله بين قومه ان يكف القوم بعضهم عن بعض فهدئت الفتنه الي حين وهذا رجل عاقل يعرف ماذا سوف يحدث .

    ثم بعد مده هدئت الفتنه بعد شهر أو اقل كان رجل من بني يشكر وهم من بنو بني بن وائل كان جالسا مع رجلا من بني ضبه في الجامع فدار بينهم حديث عن حادثه لطم البكري للقرشي فثار الشر بينهم يعني انتم الان في الجامع تذكرون الله تسبحون فيخضون في امور الخوض فيها ما ينتج عنه الا شر فان النار بالعودين تذكي وان الحرب مبدؤها الكلام .
    وانتهي الامر بمقتل اليشكري في المسجد ! في المسجد يقتل الرجل بسبب نقاش قبلي وكانت هذه الحادثه سببا في أشعال فتيل فتنه قبليه عظيمه جدا حدثت بعد ذلك .


    البكريون ذهبوا الي الازد ليجددوا حلفا سابقا بينهم وسعي عبيد الله بن زياد في إقناع مسعود بن عمرو الازدي لتجديد الحلف وكان هذا الحلف في الجاهليه تخيلوا وكان عبيد الله بن زياد لاجئ عنده وأتفقت قبائل ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان والقبائل اليمانيه علي رئاسه مسعود بن عمرو العتكي الازدي الملقب بـ قمر العراق وسوف أقول لكن نسبه كاملا فهو مسعود بن عمرو بن الاشرف بن البحتري بن زهل بن زيد بن عكب ( وليس كعب ) بن الحارث بن العتيك بن الاثد ( وليس الاسد أو الازد ) بن عمران بن عمرو بن عامر بن ماء السماء بن حارثه بن أمرؤ القيس بن ثعلبه بن مازن بن أزد . أنظروا الي النسب بينه وبين الازد . والازد من القبائل اليمانيه الكبيره .

    وكبر أمر البكريين بتحالفهم مع الازد وسار مسعود بن عمرو بن الازد الي حلفائهم البكريين وكان علي ربيعه بن نزار مالك بن مسمع بن شهاب الجحدري البكري فلما أجتمعوا توجهوا الي المربض ما هو المربض هذا ؟
    هو من أحياء بني تميم ودخل مسعود بن عمرو الي الجامع وصعد المنبر وأخذ يخطب في الناس فأخبروا عبد الله بن الحارث بن نوفل أمير البصره بذلك لم يسمع شيئا أما مالك بن مسمع خرج في رجاله ودخل الي حي من أحياء بني تميم وأحرق بعض الدور انتقاما لمقتل اليشكري علي يد الضبي . وأما مسعود بن عمرو فقد جاءه بنو تميم بعد ذلك وقتلوه وقتلوا معه 12 رجلا من قومه وقيل بل قتله خوارج كانوا في السجن فاستغلوا هذه الفتنه وفروا من السجن أو بالأحري أخرجوا من السجن في أثناء هذه الفتنه وأستولوا علي أسلحه الحراس ثم دخلوا الجامع وقتلوا مسعود و 12 رجلا من قومه .

    هذه التطوارت لما بلغت عبيد الله بن زياد وكان قد جهز رواحله لما بلغه ذلك فر الي الشام وكان معه 100 فارس من الازد تحت امرته وضعهم له مسعود بن عمرو كان قد إلتجئ عنده كما قلنا وقيل بل كان عندهم أيضا بعض الرجال من بكر بن وائل أيضا مع هؤلاء من ضمن 100 ولما وصلت أخبار مقتل مسعود بن عمرو الي مالك بن مسمع عاد بقواته وتوقف في سكه المربض .

    وفي هذه الاثناء فاقبيله بني تميم كبيره وقويه كيف يحدث هذا يدخلون حي من أحيائهم ويحرقون الدور نعم ما سكتوا فكانت في تلك الاثناء وفود بني تميم قد جتءت الي الاحنف بن قيس في بيته من هو الاحنف ؟ الاحنف هو لقب له وهو الضحاك بن قيس بن معاويه بن حصين بن حفص بن عباده بن النزال بن مره بن عبيد بن مقاعص بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناه بن تميم بن مره . ..
    لقب بــ الاحنف لحنف في ساقيه والحنف هو الاعوجاج والاحنف بن قيس أدرك الرسول صلي الله عليه وسلم ولكنه لم يره ودعا له النبي صلي الله عليه وسلم وقال اللهم اغفر للاحنف وهو الذي تضرب العرب في حلمه الامثال أمه أمرأه من قبيله باهله وهو سيد بني تميم ( أنظروا الي صفاته ) أحنف الساقين قبيح الصوره قصير القامه وأعور العين ولكنه سيد من سادات العرب وليس بني تميم .

    لما جاؤوه قالوا له يا ابا بحر أن ربيعه والازد قد دخلوا الرحبه ( والرحبه من احياء بني تميم في البصره ) فقال لهم هذا الرجل الحليم الحكيم للقوم والشباب المشتعلين من الغضب فقال لهم لستم بأحق بالمسجد منهم فقالوا له قد دخلوا الدار فقال لهم لستم بأحق من الدار منهم فغضب أحد شبانهم شباب بهم حماسه وهو سلمه بن ذؤيب الرياحي التميمي وقال يا معشر الشبان الي فأن هذا لا خير فيه ( فكيف يتطاول هذا الشاب علي هذا السيد الكبير ) ومع ذلك ظل الاحنف علي حلمه وعي هدؤه فهم يردونه أن يأذن لهم بالقتال ولكنه يعرف الفتنه أذا هاجت فقد جربها .
    ثم تطورت الامور ألي ان جائته امرأه تميميه بمجمر مبخر وقالت له مالك وللرياسه تجمر فأنما أنت امرأه . منتهي الاهانه فقال لها استك أحق بالمجمر وقيل هذه أكثر كلمه فحش قالها في حياته أنظروا الي حلمه والي هدوئه .

    فلما شاهدوا حليم العرب هكذا أتوه بأمر لا يستطيع أن يسكت عليه فماذا قالوا له ان عليه بنت ناجيه الرياحي قد سلبت خلاليلها من ساقيها ( والعرب لا تسكت اذا صاحت المرأه فما بالكم بسيده من سيدات بني تميم ) وقالوا له أيضا انهم قد قتلوا الصباء الذي كان علي طريقك وقتلوا الرجل المقعد علي باب المسجد وأن مالك بن مسمع قد دخل سكه بني العدويه ( وهم من بني حنظله بن مالك بن زيد بن مناه بن تميم ) فحرق بعض دورهم وهذه كذلك عظيمه من عظائم الامور بالنسبه لهؤلاء العرب الاقحاح . فكيف يجرؤن علي سلب سيده من بني تميم تنتزع خلايلها من ساقيها كارثه هذه وكيف يقتل صباء ضعيف نازل في جوارهم وكيف يقتل مقعد عاجز في حمايتهم بل كيف يجرؤن علي حرق منازلهم .

    فلما سمع الاحنف بذلك أنظروا الي حلمه فماذا قال الاحنف حليم العرب فأراد قبل أن يتخذ القرار أراد أن يتأكد مما قالوا فقال لهم اقيموا البينه علي هذا ففي دون هذا ما يحل قتاله ( فلو أقل من هذا يصير القتال حلال دفاع عن النفس الان ) فاشهدوا عنده علي ما قالوا عندها ماذا صنع أتخذ الرجل الكبير قراره فقال أجاء عباد يقصد بذلك عباد بن حصين بن يزيد من بني الحارث بن عمرو بن تميم قالوا لا ثم قال لهم بعد مده قصيره أجاء عباد قالوا لا فقال فا هاهنا عبس بن طلق بن ربيعه وعبس بن طلق من بني صريم بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد فلما قالوا له نعم ماذا صنع ايه الاخوه دعاه ثم أنتزع الاحنف معجرا في رأسه والمعجر مثل العمامه يلف علي الرأس ثم جثا الزعيم الكبير علي ركبتيه وعقد المعجره في رمح وسلم الرايه الي عبس بن طلق وقال له كلمه من حرفين لا ثالث لهما قال له سر فانطلق الرجل برايه الاحنف التي يعرفها بنو تميم تمام المعرفه ثم قال الاحنف اللهم لا تخزها اليوم فأنك لم تخزها فيما مضي وصاح الناس وقالوا هاجت زبراء وزبراء هي أمه لــ الاحنف وهم يقصدون الاحنف حليم العرب ولم يريدوا ان يقولوا هاج الاحنف وغضب فما يريدون ان ينسب له انه خرج عن حلمه وغضب .

    دارت حرب قبليه مؤلمه بين الفريقين المتخاصمين وقتل الكثير منهم ثم أنهم بعد ذلك أتم الصلح بينهما وسعي هنا الاحنف حليم العرب علي الصلح ولكن الصلح علي ماذا ان يدفعوا ديه علي مقتل مسعود بن عمرو عن عشر ديات لماذا ؟ حتي يرضي الازد لان مسعود بن عمرو هو سيدهم والازد قبائل كبيره قويه لن تسكت علي مقتل سيدهم .

    وصل الامر في أثناء هذه الفتن الرهيبه و هذا والله أمر مؤلم وصحيح انا هذا ذكره المؤرخون الي ان الامر وصل الي حد رهيب قالوا ان المرأه كانت تختطف ويعتدي عليها من دون أن يفزع لها من ينقذها فتن كبيره كل واحد مشغول في نفسه ومتي هذا الكلام ؟! هذه الاحداث في القرن الهجري الاول في سنه 64 نسأل الله السلامه .

    عبد الله بن الحارث كانت مده إمارته عليهم 4 اشهر ثم خلفه بأمر من عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ( عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي القرشي ) أذن تشاهدون الاوضاع غير مستقره وفي الحجاز أخذت البيعه لـ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ولكن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما ومحمد بن الحنفيه لم يبايعوه ثم نري بعد ذلك ان أهل البصره والكوفه بايعوا لــ بن الزبير وفي مصر أخذت له البيعه وكذلك في اليمن والجزيره وخرسان يعني معظم البلاد الاسلاميه والاقطار دانت لـ عبد الله بن الزبير وفي دمشق أيضا كانت الامور مضطربه , وكان الضحاك بن قيس مترددا , أما في الاردن فقد وقف حسان بن مالك بن بحدل الكلبي وكان عامل لــ معاويه علي فلسطين وقف موقفا عظيما لصالح الامويين ثم بعد ذلك أستخلف روح بن زنباع الجزامي علي فلسطين وتحرك بقواته الي الجابيه والجابيه بالقرب من دمشق ودمشق هي العاصمه هي الاساس الانقلاب متي يصير اذا أخذت العاصمه فالعاصمه هي الاساس ونحن رأينا قبل ذلك نجده بن عامر الحنفي يقاتل بجانب عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ضد جيش يزيد بن معاويه ثم هاهو نافع بن الازرق وعبد الله بن اباض وعبد الله بن صفار وجماعتهم من الخوارج وقفوا مع عبد الله بن الزبير فلما استتب له الامر في الكثير من الامصار الاسلاميه قالوا نحن وقفنا معه ولم نسأله عن رأيه في عثمان بن عفان ( في قلوبهم مرض لا حول ولا قوه الا بالله ) هؤلاء الخبثاء عندهم عثمان ذو النورين أمير المؤمنين رضي الله عنه لا شيئ فما بالكم بباقي المسلمين , طبعا عبد الله بن الزبير هذا الصحابي الجليل أجابهم عن عثمان رضي الله عنه وتكلم عنه بكل خير فلما سمعوا منه ذلك قرروا أن يتركوه وتفرقوا وذهبوا في كل ناحيه .

    نافع بن الازرق الحنفي البكري وعبد الله بن صفار وعبدالله بن اباض وحنظله بن بيهس والزبير وعبد الله وعبيد الله بنو الماحوس وهؤلاء زعماء الخوارج من بني تميم ذهبوا الي البصره وهم يرون رأي أبي بلال مرداس بن أوديه التميمي .

    وأما أبو طالوت مطر بن عقبه بن زيد البكري و أبو فديك عبد الله بن ثور البكري و عطيه بن الاسود اليشبري البكري فانهم ذهبوا الي اليمامه بلاد بني حنيفه البكريين وفي اليمامه خرجوا علي المسلمين بزعامه ابي طالوت ثم بعد ذلك تزعمهم نجده بن عامر الحنفي .

    اتستغل الخوارج الذين وصلوا من البصره الي مكه إنشغال الناس بالفتنه التي جرت في البصره بين بني تميم ومعهم القبائل القيسيه وقبائل ربيعه بن نزار ومعهم قبائل الازد اليمانيه والتي نتج عنها مقتل مسعود بن عمرو الازدي قمر العراق كما قلنا وكذلك أيضا الخوارج الذين كانوا بالسجن الذين تكلمنا عنهم قلنا أنهم كسروا ابواب السجن وفروا , ولما أستصلحت القبائل المتقاتله ألتفتوا الي الخوارج القادمين من البصره وتصدوا لهم بكل حزم حتي طردوهم من البصره إنتبهوا الي هؤلاء الخوارج الذين اتوا من الحجاز الي البصره وتصدوا لهم بكل حزم وهزموهم حتي طردوهم من البصره والتحق بعضهم بــ نافع بن الازرق وظل بن صفار وبن اباض في البصره لم يخرجا , وبسبب الخروج مع نافع بن الازرق من البصره أنظروا الي هذه كالعاده طبعا والصفه المميزه للخوارج بسبب الخروج مع نافع بن الازرق من البصره كفر نافع من بقا من المسلمين ولم يخرج معه ونحن قلنا ان بن صفار وبن اباض بقيا في البصره ولم يخرجا فهم علي هذا كفار بعقيده بن الازرق , وكتب بذلك كتابا الي عبد الله بن صفار وعبد الله بن اباض فلما عرف ( ضحك الشيخ هنا وقال هذا ما ذكره المؤرخون لا نأتي بشئ من عندنا ) عبد الله بن اباض لما جاء في هذا الكتاب قال لا يحل لنا إلا دمائهم أما أموالهم فهي علينا حرام هذا يعني المعتدل منهم يعني الاموال حرام والدماء حلال وكيف ينفع المال اذا زهقت الارواح فلما سمع مقالته الخبيث الاخر عبد الله بن صفار فقال برئ الله منك فقد قصرت وبرئ الله من بن الازرق فقد غلا برئ الله منكما جميعا فقال له بن اباض برئ الله منك ومنه فكفر هؤلاء الخبثاء بعضهم بعضا ايها الاخوه وهذا ديدنهم منذ ان جاؤوا ببدعهم وضلالالتهم في القرن الهجري الاول والي يومنا هذا ....


    كثر بعد ذلك أتباع نافع بن الازرق من الخوارج أهل الضلاله فسار بهم في سنه 65 لقتال المسلمين في البصره وأرسل له أمير البصره عبد الله بن الحارث بن نوفل بن مسلم بن عبيس بن كريز العبشمي القرشي بجيش البصره لقتاله والتقوا في مكان أسمه ( دولاب ) وهذا المكان بالاهواز وقتل الخبيث نافع بن الازرق في هذا اللقاء وقتل كذلك مسلم بن عبيس العبشمي قائد جيش البصره ثم قتل عبد الله بن الماحوز الذي تولي قيادتهم بعد بن الازرق ودارت الهزيمه علي جيش البصره فانسحبوا بعد ان قاتلوا قتالا كبيرا وهذه هي معركه دولاب فقد الخوارج الكثيرين فيها .


    هذه الاخبار لما وصلت الي عبد الله بن الزبير رضي الله عنه بعث للحارث بن عبد الله بن أبي ربيعه بن المغيره المخزومي أميرا علي البصره وهذا يلقب بــ ( القباع ) تعني الكبير وهو المكيال الكبير وكانوا يكيلون في الاسواق به للفقراء , فلما وصلها قام بعزل أميرها عبد الله بن الحارث بن نوفل وأستعدوا لقتال الخوارج وفي اثناء ذلك جاء المهلب بن أبي صفره الازدي الي البصره في طريقه الي خرسان أميرا عليها من قبل بن الزبير فطلب منه اهل البصره بمشوره من الاحنف بن قيس رضي الله عنه والحوا في أن يتولي قتال الخوارج فقبل بعد إلحاح وهو قائد عسكري كبير واشترط عليهم أمورا أجابوه عليها ثم بعد ذلك حدثت المعركه بين المهلب والخوارج في مكان بالاهواز وكان ذلك سنه 66 ودائما قتال الخوارج يكون رهيبا وأبلي المهلب وجماعته من الازد بلاء حسنا وصبروا لقتال الخوارج الذين كانوا يقاتلون ببساله كبيره وقتل زعيمهم عبيد الله بن الماحوز الذي تولي القياده بعد مقتل نافع بن الازرق كما قلنا في معركه دولاب ثم هو تولي بعد مقتل نافع ثم أخيه عبد الله بن الماحوز . فقتل عبيد الله هذا واكثروا فيهم من القتل في الخوارج وفر من بقي من هؤلاء الخبثاء الي أصبهان وكرمان . هذا عن الاوضاع في العراق ولكن ماذا عن الاوضاع في الشام .









    | الاوضاع في الشام |

    الاوضاع في الشام كذلك لا تسر احدا ابدا الضحاك بن قيس الفهري لما رأي وضع عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في صعود وكان الضحاك في دمشق عاصمه الامويين أراد ان يبايع له فخطب يوما في الجامع ولم يذكر يزيد بن معاويه بخير ونال منه وقام له رجل من قبيله كلب بن وبره وهم اخوال يزيد بن معاويه وضرب الضحاك بعصا فثار الناس بسيوفهم وحدث بينهم قتال بالسيوف انظروا الي هذه اللحظه نحن في القرن الهجري الخامس عشر مع ذلك نستنكر اذا رفع احدهم صوته في المسجد فما بالكم في القرن الهجري الاول قتال بالسيوف بسبب الفتنه ولان المسلمين لم يتفقوا علي ولي أمر يجمعهم هذا هو السبب في كل مكان الان نجد الفتن والفوضي فعندما حدث القتال احتووا الامر وغادر الضحاك الي منزله ثم بعد ذلك اتفق الضحاك بن قيس الفهري مع وجوه بني أميه علي أن يذهب معهم ألي الجابيه عند الحسان بن مالك ليبايعوا رجل من بني أميه يتفقون عليه وكان حسان بن مالك معه طبعا قبيلته القويه ومعه القبائل اليمانيه وكان يريد ان يبايع لــ خالد بن يزيد بن معاويه لان جدته جده خالد بن يزيد ميسون بنت بحدل وهي عمه حسان بن مالك بن بحدل . وفي طريقهم الي حسان بن مالك اعترض طريقهم ثور بن معن بن يزيد بن الاخنس بن حبيب السلمي وهو من قبيله بني سليم القيسيه المضريه وقال ثور للضحاك لقد دعوتنا لكي نبايع لابن الزبير فأجبناك وانك الان ذاهب الي هذا الاعرابي ليستخلف بن أخته فقال له الضحاك وما الرأي عندك قال له الرأي أن نظهر ما كنا نسر فعاد الضحاك بالجيش الي دمشق ومعه القبائل القيسيه ومن رأي رأيهم ودعا الضحاك الي بيعه بن الزبير , أما بنو أميه فإنهم ساروا الي الجابيه عند حسان بن مالك وكان من ضمن الذين ذهبوا مروان بن الحكم و عمرو بن سعيد بن العاص وخالد بن يزيد بن معاويه واخوه عبد الله بن يزيد بن معاويه .

    وفي حمص النعمان بن بشير الانصاري رضي الله عنه أخذ البيعه لـ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وكذلك فعل زفر بن الحارث الكلابي بـ قنسرين وهي مدينه بالقرب من حلب أخذ زفر البيعه لابن الزبير وعندما نقول الكلابي نسبه لـ بني كلاب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه بن معاويه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمه بن خصفه بن قيس بن عيلان بن مضر وبنو كلاب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه وهم من بيوتات العرب وهوازن من القبائل القيسيه القويه . والكلابي غير الكلبي فالكالبي بن وبره من القبائل القضاعيه الكبيره .

    في فلسطين ثار ناتل بن قيس بن زيد بن حيان الجزامي سيد جزام بالشام قلنا ثار علي بن عمه روح بن زمباع الجزامي الذي إستخلفه حسان بن مالك قبل ذهابه الي الجابيه وبايع ناتل بن قيس لابن الزبير وجزام قبيله قحطانيه يمانيه وكان ناتل بن قيس ينقم علي روح بن زنباع لان روح بن زمباع أيها الاخوه ارتكب غلطه فادحه روح بن زمباع كان شابا أراد أن يتقرب من الامويين بأنه زعم ودعواه باطله زعم بأن جزام وبن أسده بن خزيمه بن مدركه بن إلياس بن مضر و أسده بن مدركه هو أخا لـ كنانه بن مدركه جد قريش فرد عليه الشيخ الجزامي وقال لا نعرف هذا النسب فكيف يدخل القبيله القحطانيه في كنانه القبيله المضريه . ولم تكن طبعا قوه الامويين بنفس قوه الضحاك بن قيس ومن معه وهذا فت في عضدد مروان بن الحكم كبير الامويين في ذلك الوقت فعزم علي الذهاب لابن الزبير ليبايعيه وليأخذ منه أمانا للامويين وسار حتي وصل ألي أذرعات وهي ليست ببعيده عن دمشق وهناك ألتقي به عبيد الله بن زياد أنظروا كيف يقدر الله المقادير ولكن بأسبابها ومن ضمنها استمرار الخلافه لبني اميه وعبيد الله بن زياد من مصلحته ان يستمر الحكم لبني اميه وعبيد الله بن زياد كان قادما من العراق بعدما أخرجه أهلها واجتمع عبيد الله بن زياد مع عمرو بن سعيد بن العاص وحصين بن نمير السكوني هذا الذي كان يقود جيش يزيد الذي كان يهاجم الكعبه ومكه المكرمه واجتمع معهم اليمانيه كلهم بـ مروان بن الحكم وقالوا له بأن خالد بن يزيد شاب صغير لا يستطيع ان يجابه بن الزبير وأنت كبير قريش وسيدها فحسنوا له وزينوا له الدعوي لنفسه فوافقهم وبايعوه لما رضي بذلك وقال له عمرو بن سعيد بن عاص تزوج من أرمله يزيد بن معاويه أم خالد بن يزيد فتزوجها وهي أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبه بن ربيعه بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيه أسمها فاخته تكني بأم هاشم وهي أبنه عم مروان بن الحكم أيضا .



    | البيعه لـ مروان بن الحكم |

    وفي الجابيه أتفقوا علي البيعه لـ مروان بن عبد الحكم ثم لــ خالد بن يزيد من بعده ثم لعمرو بن سعيد بن العاص من بعد خالد وأن يكون عمرو بن سعيد اميرا علي دمشق وخالد بن يزيد أميرا علي حمص ثم قال الداهيه عبيد الله بن زياد الي مروان بن الحكم انا اذهب الي الضحاك في دمشق وأخدعه وكانت بيعه مروان في الجابيه في الثالث من ذي القعده من سنه 64 .

    عبيد الله بن زياد ذهب الي دمشق واستطاع أن يخدع الضحاك بن قيس الفهري وحسن له الدعوه الي نفسه وان يخلع بن الزبير فدعا الضحاك بن قيس الناس الي مبايعته والي خلع بن الزبير فاضطرب الامر عليه ثم بعد ذلك بثلاث أيام عاد للدعوه لــ بن الزبير ولكنه سقط من اعين الناس التردد لا ينفع في أمور الحكم والسياسه انما هو الحزم والحسم فسقط من اعين الناس بسبب تخبطه ثم واصل مكيدته عبيد الله بن زياد فحسن له ان يغادر دمشق ويخرج بجيشه الي الصحراء فاستمع له الضحاك وخرج بقواته الي مرج راهط وهي في غوطه دمشق وأصبح الوضع كالتالي الضحاك في المرج وبني أميه في الجابيه وطبعا سار مروان بن الحكم الذي عظم شأنه بقواته الكبيره ليست طبعا بعظم القوات التي مع الضحاك ولكن سار بقواته القويه الي مرج راهط التي فيها الضحاك بن قيس وكان مع مروان بنو كلب بن وبره وأقبلت عليه قبيله كنده القبيله اليمانيه بفرعيها السكاسك والسكون وأقبلت عليه قبيله غسان وهي من الازد اليمانيه وهذه كلها قبائل يمانيه قحطانيه وفي دمشق ثار يزيد بن ابي النمس الغساني اليماني علي الضحاك وسيطر علي المدينه والان الضحاك بن قيس خارج المدينه ويزيد الثائر في المدينه مسيطر عليها وأخذ البيعه لـ مروان وقام من داخل المدينه بأمداد مروان بالرجال والمال والسلاح أما الضحاك فأنه طلب المدد من النعمان بن بشير رضي الله عنه في حمص و زفر بن الحارث الكلابي في قنسرين وناتل بن قيس في فلسطين فأرسلوا اليه ايضا بالرجال فكانت فتنه عظيمه.....











    | معركة مرج راهط |

    دارت موقعه مرج راهط واشتعلت واستمرت لمده عشرين يوما وكانت في أواخر ذي القعده من سنه 64 وقيل بل في أواخر سنه 64 وليس في ذي الحجه وقيل بل في محرم سنه 65 واستمرت كما قلنا لمده 20 يوما ثم حلت الهزيمه بجيش الضحاك بن قيس الفهري وقال مروان لا تتبعوا مدبرا وقتل في هذه المعركه الضحاك بن قيس وجاؤوا برأسه الي مروان بن الحكم فاستاء من ذلك كثيرا وقتل من أهل الشام الكثير من رؤسائهم أنظروا ما قال المؤرخون لما قتل من أهل الشام الكثير من زعمائها بكي مروان بن الحكم علي قتلي المرج وقال ابعد ما كبرت وضعفت صرت الي ان أقتل بالسيوف علي الملك . لا شك ان هذه عظيمه وقتل مع الضحاك 80 رجلا كما يقولون من اشراف أهل الشام وقتل من قبائل قيس مقتله عظيمه لم يقتل مثلها في موطن قط كما قال بن الاثير في الكامل ومن ضمن ايضا القتلي قتل سيد بني نمير همام بن قبيصه بن مسعود بن عمير النميري قتله وازع بن دوئاله الكلبي .

    بعد هذه المعركه فرت كل جماعه لبلدها ولما بلغ النعمان بن بشير رضي الله عنه وهو في حمص خبر الهزيمه فر هاربا من المدينه ومعه أمراته و أولاده وأمواله أخذها معه ولكن أهل حمص لحقوا به وقتلوه رضي الله عنه وجاؤوا برأسه .

    أما زفر بن الحارث الكلابي فأنه نجا من المعركه وفر متوجها ألي قيرقيسا وتحصن بها وهي من ديار ربيعه علي الجانب الشرقي من الفرات بين الحيره وبلاد الشام .

    وأما ناتل بن قيس الجزامي فأنه فر هاربا الي بن الزبير رضي الله عنه في مكه .

    اذن تفرقوا كل ذهب الي حيث يعتقد انه مأمن .

    بعد مرج راهط بسط مروان بن الحكم سيطرته علي الشام ثم دانت له مصر وفي مرج راهط يقول زفر بن الحارث الكلابي وهذه قصيده جميله وطويله ومؤثره ولكن لا بأس بهذه الابيات :

    أريني سلاحي لا أبا لك إنني ... أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا
    أتاني عن مروان بالغيب أنه ... مقيد دمي أو قاطع من لسانيا
    ففي العيس لي منجي وفي الأرض مهرب ... إذا نحن رفعنا لهن المثانيا
    فلا تحسبوني إن تغيبت غافلاً ... ولاتفرحوا إن جئتكم بلقائيا
    فقد ينبت المرعى على دمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا
    أتذهب كلب لم تنلها رماحنا ... ونترك قتلى راهطٍ وهي ما هيا .

    فأجابه جواس بن القعطل، واسم القعطل ثابت، وهو أحد بني حصن بن ضمضم بن جناب الكلبي فقال :

    لعمري لقد أبقت وقيعة راهطٍ ... على زفر داءً من الداء باقيا
    يبكي على قتلى سليمٍ وعامرٍ ... وذبيان معذوراً ويبكي البواكيا
    دعا بسلاح ثم أحجم إذ رأى ... سيوف جناب والطوال المذاكيا
    عليها كأسد الغاب فتيان نجدةٍ ... إذا أشرعوا يوم الطعان العواليا


    وقال عمرو بن الجلي الكلبي :


    بكى زفر القيسي من هلك قومه ... بعبرة عينٍ ما يجف سجومها
    يبكي على قتلى أصيبت براهطٍ ... تجاوبه هام القفار وبومها
    أبحنا حمىً للحي قيسٍ براهطٍ ... وولت شلالاً واستبيح حريمها
    يبكيهم حران تجري دموعه ... ترجي نزاراً أن تؤوب حلومها
    فمت كمداً أو عش ذليلاً مهضماً ... بحسرة نفسٍ لا تنام همومها

    ...





    انتهي الدرس [ 7 ]

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:16 am

    الدرس ( 8 )




    | ملخص الدرس السابق |

    لعلكم تذكرون اضطراب الاوضاع في البلاد الاسلاميه بعد وفاه يزيد بن معاويه واضطراب الاوضاع استأثر الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بالكثير من الامارات او الولايات الاسلاميه دخلت أو بايعت له ولكن بقيت الشام في يد الامويين وقلنا بسبب اضطراب الاوضاع في البلاد الاسلاميه رأينا ما حدث من فتنه قبليه بين القيسيه أو المضريه في خرسان يقودهم عبد الله بن خازم السلمي وبين قبائل ربيعه وما حدث من قتل وفوضي الي ان دان الامر لــ عبد الله بن خازم السلمي في خرسان الذي بايع لـ بن الزبير ثم رأينا ماحدث بعد وفاه يزيد في العراق لم اضطربت الامور في البصره علي عبيد الله بن زياد وحدوث الفتنه القبليه الرهيبه بين بني تميم وبين قبائل الازد وبكر بن وائل ثم بعد ذلك حدث الصلح بينهم بسبب حكمه وحلم الاحنف بن قيس التميمي ورأينا الخوارج كيف خرجوا ثم حدثت بعد ان غادروا ان عبد الله بن الزبير لما سألوه عن رأيه في ذي النورين عثمان بن عفان فلما قال لهم الخير فيه كما تعرفون غادروه وذهبوا الي العراق وفي العراق اتحدت عليهم القبائل فطاردوهم ثم حدثت معركه دولاب كما تكلمنا عنها .

    وأما اخطر هذه الاحداث التي حدثت في اثناء اضطراب الاوضاع في الدوله الاسلاميه هو ما حدث في بلاد الشام قلنا بأن الكثير من الامراء بايعوا لـ عبد الله بن الزبير ولكن موقف القبائل الكلبيه علي اعتبار انهم أخوال لـ يزيد بن معاويه ووقوفهم في صف الامويين كان له أبلغ الاثر في قلب الكفه في الشام وعندما تسيطر علي الشام وتحديدا دمشق تكاد تكون هذه بدايه الانطلاقه الجديده لتوحيد العالم الاسلامي او لقوه الدوله الامويه وقلنا لكي تسيطر علي الشام كان الثمن غاليا عندما حدثت موقعه مرج راهط وفي هذه الموقعه قتل الضحاك بن قيس الفهري الذي كان نائبا لـ معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه ولكنه لما أراد ان يبايع لـ بن الزبير لم يرضي جيش الشام وأهل الشام بذلك وكان ولائهم كما تعرفون للامويين ودارت معركه مرج راهط الرهيبه وقتل الضحاك بن قيس وقتل الكثير من أهل الشام ممن شاركوا معه والمقتله كانت في القيسيه كبيره كما تعرفون وحتي أمير حمص الصحابي الجليل النعمان بن بشير الانصاري قتل في هذه الفتنه لما خرج من حمص تبعه اهل حمص وقتلوه لانه كان قد بايع لــ عبد الله بن الزبير .


    بعد ان بايعوا لــ مروان بن الحكم ومروان بن الحكم بذلك يكون هو الخليفه الاموي الرابع رابع الخلفاء الامويين وأيضا في بدايه حياته وهو بويع له بعد ان انتصر في معركه مرج راهط والان ايضا نريد ان نتكلم عن احداث مهمه من احداث التاريخ السياسي للدوله الامويه وهي حركه الشيعه في الكوفه .







    | حركة الشيعة في الكوفة |

    رأي بعض كبار الشيعه من الذين خذلوا الحسين بن علي رضي الله عنه خذلوه لانهم دعوه للقدوم عليهم كما تعرفون في الاحداث التي تكلمنا عنها فلما قدم عليهم خذلوه ولم يقاتلوا معه فأراد هؤلاء ان يكفروا عن ما فعلوه من توريط للحسين رضي الله عنه وكان المتزعم لهذا الامر خمس رجال كان علي رأسهم الصحابي الجليل سليمان بن صرد بن الجون الخزاعي وهو من ساده قبيله خزاعه وكان من انصار الخليفه علي بن ابي طالب رضي الله عنه وكذلك كان من زعمائهم المسيد بن نجبه بن ربيعه بن رياح بن غوث بن هلال بن الشمخ بن فزاره من قبيله فزاره الغطفانيه وثالثهم هو عبد الله بن سعد بن نوفيل الازدي وعبد الله بن وال التيمي من بني تيم بن ثعلبه بن بكر بن وائل ورفاعه بن شداد البجلي من قبيله بجيله فا هؤلاء لما هلك يزيد بن معاويه في ربيع الاول من سنه 64 قوي عزمهم علي تنفيذ ما كان يراودهم من ثوره وانتقام فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد في الكوفه وفي هذا الاجتماع اتفقوا علي تنصيب سليمان بن صرد زعيما عليهم وكان عمره رضي الله عنه 92 عام واتفقوا علي الخروج للثأر من قتله الحسين رضي الله عنه وكتبوا الي انصارهم ومن يري رأيهم وحددوا موعد ومكان التجمع فا الموعد غره ربيع الاخر من سنه 65 ومكان التجمع هو النخيله والنخيله موضع بالقرب من الكوفه .

    بعد وفاه يزيد بن معاويه كان عبيد الله بن زياد كما قلنا والي العراق وكان في البصره وكان عمرو بن الحريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله المخزومي هو نائبه علي الكوفه وفي اثناء الفوضي التي عمت في الاقطار الاسلاميه ثار الناس علي عمرو بن حريث وأخرجوه من قصره وولوا عليهم عامر بن مسعود بن أميه بن خلف الجمحي من بني جمح القرشيين الاباطح وكانوا يلقبونه بــ دحروجه الجعل وذلك لانه قصير جدا شديد القصر وقام عامر بن مسعود بأخذ البيعه لـ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ثم بعد ذلك أرسل عبد الله بن الزبير , عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصين بن عمرو بن الحارث بن خطمه الاوسي الانصاري من بني خطمه من الاوس أرسله اميرا علي الكوفه وأرسل معه ابراهيم بن محمد بن طلحه بن عبيد الله التيمي القرشي مسؤلا عن الخراج فهذا أمير يدير الامور السياسيه وهذا أخر يدير الامور الماليه فوصل الكوفه في رمضان من سنه 64 .



    | المختار الثقفي |

    وكان المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي يعرف بالكذاب وهو المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي أبوه الصحابي الجليل أبو عبيد بن مسعود الثقفي رضي الله عنه قتل في معركه الجسر التي جرت في السنه 13 هـ جرت ضد الفرس كما تعرفون , والثقفي طبعا نسبه الي قبيله ثقيف القويه وهي من القبائل القيسيه المضريه , وثقيف هو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن ..

    نقول كان المختار ابي عبيد الثقفي قد قدم الي الكوفه في النصف من رمضان قبل وصول عبد الله بن يزيد الخطمي بـ 8 ايام وكان المختار خطيبا بليغا شجاعا ولما وصل قال للشيعه لقد جئتكم من قبل المهدي .... من هو المهدي هذه المره هو محمد بن الحنفيه مؤتمن مؤمون منتجبا ووزيرا عظيم يصدقه الشيعه أي احد يلتفون ورائه في ذلك وكانت الشيعه في ذلك الوقت تقف خلف سليمان بن صرد الخزاعي رضي الله عنه ولكن دعوه المختار لهم جعلت طائفه منهم تتبعه وتطيعه .

    وكان المختار يخذل الشيعه عن بن صرد علي اعتبار انه كان كبيرا في السن عمره في ذلك الوقت قد تجاوز الــ 90 سنه وليس له درايه في أمور الحرب والقتال وانه اذا خرج فـا سيقتل ويقتل من يذهب معه .

    ولما شاع أمر الشيعه وحركتهم في الكوفه أخبروا عبد الله بن يزيد الانصاري الوالي من قبل بن الزبير بذلك وطلبوا منه ان يتصدي لـ جماعه بن صرد وأتباع المختار قبل ان يستفحل أمرهم ولكنه لم يتصدي لهم وقال لم يبدر بعد منهم أي أمر يستدعي التصدي لهم والقضاء عليهم وان دعوتهم موجهه لقتال من قتل الحسين رضي الله عنه ونحن لسنا من قتلته ... هذا الموقف من عبد الله بن يزيد الانصاري جعل أتباع سليمان بن صرد يجاهرون بدعوتهم ويظهرون ما كانوا يبطنون ويستعدون للقتال ...

    وكان المختار الثقفي قد بايع مسلم بن عقيل بن ابي طالب لما قدم علي الكوفه في أواخر سنه 60 لما تكلمنا قبل ذلك وبعد مقتل مسلم بن عقيل في الاحداث التي تعرفون أمر عبيد الله بن زياد بحبس المختار وضربه بقضيب علي وجهه فشطر عينه اي شق جفنه شقا قبيحا كما في اللغه ثم ألقاه في السجن ثم ان المختار طلب من ساعده بن قدامه بن مسعود الثقفي لانه من نفس قبيلته يعتبر بن عمه طلب منه ان يذهب الي عبد الله بن عمر وكان بن عمر متزوج من صفيه بنت أبي عبيد أخت المختار فقال له اذهب له واطلب منه ان يكتب لـ يزيد بن معاويه في الشام يأمر عبيد الله بن زياد ليطلقه من حبسه ففعل ساعده بن قدامه ما طلب منه بن عمه المختار وجاء كتاب يزيد الي عبيد الله بن زياد بأطلاق المختار من حبسه فأطلقه بن زياد وأمهلهه ثلاث ايام والا سيقتله ان لم يغادر الكوفه ... ثم ان المختار بعد ان غادر الكوفه وسار الي مكه المكرمه فقام في مكه بمبايعه عبد الله بن الزبير وقاتل معه ضد الحصين بن نمير السكوني قائد جيش يزيد بن معاويه لما جاء الي مكه من المدينه بعد ان هزموا أهل المدينه في موقعه الحره وقاتل المختار قتالا عظيما وبقي المختار في مكه حتي هلاك يزيد بن معاويه بـ 5 أشهر واياما كما قال الامام الطبري .

    المختار طبعا لما خرج سليمان بن صرد في جيشه لقتال جيش الشام المختار بقي في الكوفه لم يخرج فاستراب في امره عمر بن سعد بن أبي وقاص و شبث بن ربعي بن حصين بن رياح التميمي و يزيد بن الحارث بن روين الشيباني وقالوا لـ عبد الله بن يزيد الانصاري ان بن صرد خرج لقتال عدوكم وان المختار يريد ان يثب عليكم في الكوفه وفعلا استجاب الي تحذيرهم وألقوا القبض عليه وسجنوه .

    سليمان بن صرد الخزاعي رضي الله عنه خرج طبقا للموعد الي النخيله وكان عدد الذين عاهدوه علي الاخذ بثأر الحسين بن علي رضي الله عنه قرابه 16 ألف ولكنه وكالعاده وهذا شئ تلاحظونه ولكنه وجد في النخيله من اتي للموعد لا يتعدون الالفين فقط فأرسل أثنين من الفرسان الي الكوفه ليطوف في أحيائها وطرقاتها وينادي يالا ثارات الحسين حتي يفزعون الناس فلحق بهم الكثير من الناس ولكنهم مع ذلك لم يتجاوزوا عدد من في المعسكر بمعني ان مجمل من معه قرابه الـ 4000 وتخلف عنه كذلك من عاهدهم من شيعه البصره وشيعه المدائن هؤلاء ما أتوا ....

    لما سار سليمان بن صرد من معسكره بالنخيله تخلف عنه قرابه الالف ممن كانوا معه في النخيله وهذا شأنهم دائما شأنهم الصراخ والصياح وشعارات وهتافات وعندما يجد الجد ....

    واصل سليمان بن صرد رضي الله عنه طريقه الي قبر الحسين وعند القبر تأثروا تأثرا بالغا فأخذوا يبكون ويتضرعون ويصلون وبقوا هناك يوما وليله كما يقول المؤرخون ثم تحركوا الي لقاء أعدائهم وفي الطريق وصلهم كتاب عبد الله بن يزيد الي سليمان بن صرد ينصحه ان لا يقاتل لان جمعهم قليل بالنسبه لجيش الشام وعليهم ان يعودوا الي ديارهم وقال بن يزيد لهم ذلك وهو رجل سياسه لانه يريد ان يتقوي بهم علي قتال جيش الشام فهم يعرفون ذلك فكتب اليه سليمان بن صرد ان يشكره علي نصيحته فلما قرأ عبد الله بن يزيد كتاب سليمان بن صرد قال لقد استمات القوم وأنهم سوف يقتلون ثم ان سليمان بن صرد ومن معه ساروا حتي توقفوا عند أسوار قارقيسيا المتحصن بها كما قلنا ظفر بن الحارث الكلابي وقارقيسيا في ديار ربيعه بين الحيره والشام كما قلنا علي الجانب الشرقي من نهر الفرات ....




    | جيش التوابين |

    لما توقفوا خارج الاسوار بعثوا الي ظفر بن الحارث ... المسيب بن نجبه الفزاري الذي يسميه ظفر بــ فارس مضر الحمراء واذا عد من أشراف مضر عشره كان المسيب بن نجبه احدهم وهذا الكلام يقوله ظفر لابنه الهذيل بن ظفر لما سأله عن المسيب وبمناسبه الكلام عن ظفر بن الحارث الكلابي فا ظفر في اللغه عند العرب هو الرجل الشجاع والرجل الكريم ايضا وظفر من أسماء الاسد وظفر ايضا هو الجمل الضخم .
    رحب ظفر بن الحارث بجيش التوابين جيش سليمان بن صرد لانهم يريدوا ان يتوبوا ويكفروا عن ما صنعوه من خذلان للحسين رضي الله عنه وطبعا رحب ظفر بن الحارث بجيش التوابين وزودهم بما يحتاجونه من مؤونه حنطه و شعير و اباعر للذبح وأخبرهم ان جيشا قويا قد خرج من الشام للقائهم وقال لهم ان شئتم دخلتم مدينتنا وان شئتم خرجنا فعسكرنا معكم خارجها لنكون يدا واحده علي عدونا فقال له سليمان بن صرد ان قومنا من أهل الكوفه عرضوا علينا المساعده فلم نرضي فقال لهم ان كان الامر كذلك فعليكم بـ عين الورده توجهوا أليها وجعلوا ظهوركم اليها حيث الماء بجواركم ونصحهم وهو القائد المحنك ويعلم كيف يكون القتال لانهم كلهم فرسان لا مشاه معهم وجيش الشام الكبير به مشاه وفرسان وجيش بن صرد فرسان فقط وقتال الفرسان يختلف عندما يواجهون جيش به فرسان ومشاه ..

    سار سليمان بن صرد ومن معه الي عين الورده طبقا لـ نصيحه ظفر بن الحارث وهي باتجاه الكوفه ولما وصلوها نزلوا في غربيها وهذا الجيش كما قلنا كان يسمي بـ جيش التوابين والتقوا كما قيل في ربيع الاخر وقيل جمادي الاخر من سنه 65 وكان القائد العام لجيش الشام المكون من عده جيوش وكتائب هو عبيد الله بن زياد والجيش الذي وصل لمواجهه جيش التوابين كان بقياده الحصين بن نمير السكوني الكندي وقبل ان ينشب القتال دعاهم الحصين بن نمير لـ طاعه الخليفه الاموي والدخول في الجماعه فرد التوابون عليهم بأن سلموا لنا عبيد الله بن زياد نقتله ببعض ممن قتل من أخواننا وطلبوا ايضا منهم ان يخلعوا الخليفه الاموي .. وهذا طبعا جنون وان يطرد من ببلادهم من أل بن الزبير ثم يرد هذا الامر الي أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم ففي هذا الوقت هذه الاشياء مثل الحلم ..


    | معركة عين الوردة |

    فكان كل طرف متمسك بما قاله وان القتال ساينشب سريعا وسيكون رهيبا ما في شك وهذا ما حدث بالفعل فكانت معركه عين الورده معركه داميه نشأت بين الطرفين واستمر القتال لمده ثلاث أيام وفي اليوم الثالث مالت الكفه لصالح جيش الشام وهم الاكثر عددا وعده وقتل سليمان بن صرد رضي الله عنه وكان عمره 93 عاما ثم قتل المسيب بن نجبه وكانوا قد قاتلوا قتالا شديدا وقتل عبد الله بن سعد بن نوفيل الازدي وعبد الله بن وال التيمي من بني تيم بن ثعلبه بن بكر بن وائل كما قلنا وهزموا بعد ان أستبسلوا في القتال ولما حل ليل اليوم الثالث انسحب من بقي من جيش التوابين كل ذهب الي دياره في المدائن والبصره والكوفه وكان معظم الجيش من الكوفه ....ولما عاد أهل الكوفه وجدوا المختار مسجونا ..


    | وفاة مروان بن الحكم |

    في رمضان من سنه 65 توفي مروان بن الحكم بن ابي العاص بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناه القرشي وهو من مواليد سنه 3 من الهجره امه أمنه بنت علقمه بن صفوان بن أميه بن محرث بن خمل الكنانيه بقي في الخلافه ثمانيه أشهر وقيل سته أشهر وقبيل وفاته أرسل بجيشين الاول توجه الي المدينه بقياده حبيش بن دلجه القيني نسبه الي قبيله القين وهي من قبائل قضاعه واذا تذكرون من دروس الانساب قلنا بأن القين نسبه القين والقين هم بنو النعمان بن جسر بن شيع اللات بن أسد بن وبره وهم من قبائل قضاعه ... والنعمان بن جسر قام عبد لهم قين بحضانته وتربيته فنسبوا أليه وقلنا ان هذا الامر تكرر كثيرا في القبائل العربيه العريقه أذ انه عندما يموت الرجل يقون عبده أو عبدته بتربيه ابناء السيد والاعتناء بهم في ظل القبيله ولذلك يعرفون به أو بها والعبيد في ذلك الوقت كانت لهم مكانتهم في مجتمع القبيله خاصه اذا كان سيدهم من رجال القبيله البارزين .... هذا عن الجيش الاول الذي أرسله مروان بن الحكم الي المدينه قبيل وفاته وقلنا انه بقياده حبيش بن دلجه القيني..


    أما الجيش الثاني فكان بقياده عبيد الله بن زياد وكان متوجها الي العراق لقتال جيش سليمان بن صرد ومن معه لقتال جيش التوابين كما قلنا هو القائد العام للجيش ..

    أما الجيش الذي كان عليه حبيش بن دلجه فقد أنكسر قبل ان يقاتل لماذا لان حبيش بن دلجه أصيب بسهم طائش فقتل فانخذل الجيش قبل قتال جيش بن الزبير فالقائد اذا ضرب في المعركه فتنهزم الروح القتاليه وكان في هذا الجيش الحجاج بن يوسف الثقفي ولم يكن للحجاج في هذه الايام شأن يذكر فكان من ضمن جيش حبيش بن دلجه جندي عادي ...

    وكانت وفاه مروان بن الحكم أو أغتياله علي يد زوجته ام خالد بن يزيد بن معاويه كما جائت بها أحد الروايات كانت وفاته في الثالث من رمضان سنه 65 وأم خالد بن يزيد هي فاخته بنت أبي هاشم بن عتبه بن ربيعه بن عبد شمس بن عبد مناه القرشيه . وقد كان مروان قد وعد ابنها خالد بن يزيد بالامر من بعده ثم قرر مروان ان يجعل الامر لابنه عبد الملك ثم من بعده لابنه عبد العزيز بن مروان وكان خالد بن يزيد اذا دخل علي مروان بن الحكم المجلس كان يجلسه معه علي سرير الملك فلما دخل عليه يوما وأراد ان يجلس معه علي السرير نهره مروان وقال له امام من في المجلس تنحي يا بن رطبه الاست فوالله ما وجدت لك عقلا أهانه إهانه بالغه كيف يأتي ويجلس علي السرير ثم يتلقاه بمثل هذا الكلام في المجلس أمام الرجال والقبائل والقاده فأصيب خالد بن يزيد بحرج شديد وخرج من المجلس يملئه الغضب وذهب الي أمه العبشميه القرشيه الجباره .....

    فقال لها ابنها قره عينها لقد فضحتيني وقصرت بي ونكست برأسي فقالت لها بماذا كيف فضحتك فقال لها بزواجك من هذا الرجل وقص عليها ما فعل مروان بن الحكم في المجلس فقالت لا يسمعن احدا انك جئتني ولا يعلم مروان انك قلت لي ما قلت .. ثم لما جائها زوجها مروان وسئلها عن ابنها خالد وهل قال لها ما صنعه به في المجلس قالت له المرأه الداهيه .. كيد النساء رهيب .. قالت له لقد جائني ولم يحدثني بشئ وأخذت تثني عليه وانه بمثابه الوالد لولدها خالد فصدقها مروان وغلبته بكيدها ثم انه أتاها يوما في وقت الظهيره لقيل عندها فلما نام قامت ومعها جواريها واغلقن الابواب ثم انقضت عليه هي وجواريها وخنقته بالوساده ... ثم شقت جيبها وأمرت الجواري فاشاققن الجيوب وعلا الصياح بموت أمير المؤمنين ....





    | خلافة عبد الملك بن مروان بن الحكم |

    عبد الملك بن مروان ولد في سنه 26 من الهجره وهي نفس السنه التي ولد فيها يزيد بن معاويه وعبد الملك بن مروان أمه عائشه بنت معاويه بن المغيره بن أبي العاص بن أميه بن عبد شمس قال بن الجوزي في تاريخيه المسمي بالـ منتظم في تاريخ الامم والملوك ان عبد الملك كان فقيها ناسكا راويه للحديث شاعرا يلقبونه بـ حمامه المسجد وقالوا بأن عبد الله بن عمر رضي الله عنه لما سئل من نسأل بعدكم فقال رضي الله عنه ان لـ مروان ابنا فقيها فسألوه وروي عن نافع مولي بن عمر انه قال أدركت المدينه وما بها شابا أنسك ولا اشد تشميرا ولا أكثر صلاه ولا اطلب للعلم من عبد الملك بن مروان وايضا قال الامام بن الجوزي في تاريخيه فلما بويع له تغيرت أموره في باب الدين هذا كلام الامام بن الجوزي .... يعني كلام قيل ولكن نفسر لكم بعد ذلك ...

    في سنه 65 عزل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه عبد الله بن يزيد الانصاري علي الكوفه ونصب عليها الصحابي الجليل عبد الله بن مطيع العدوي القرشي رضي الله عنه ووصل عبد الله بن مطيع الي الكوفه في رمضان من سنه 65 أذا تذكرون عبد الله بن مطيع كان قائد القرشيين من أهل المدينه المنوره يوم الحره وكان قد فر الي مكه عند بن الزبير بعد هزيمه أهل المدينه ... وعبد الله بن مطيع ولد في حياه الرسول صلي الله عليه وسلم وحنكه النبي عليه السلام والتحنيك كما يقول بن منظور في لسان العرب ان تمضغ التمر ثم تدلكه بحنك الصبي داخل فمه هذا هو التحنيك ...

    في المدينه المنوره قام عبد الله بن الزبير رضي الله عنه بعزل أخيه عبيده بن الزبير وجعل في مكانه أخاه مصعب بن الزبير ....

    لما عاد أهل الكوفه المهزمون من أصحاب بن صرد في عين الورده الي الكوفه كان المختار أبي عبيد الثقفي في السجن فأخذ يراسلهم ويكاتبهم ويعاهدهم علي الاخذ بثأر الحسين بن علي رضي الله عنه فكتبوا اليه انهم سيكونون معه فيما يسعي اليه من الاخذ بثأر الحسين فاكتب المختار الي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما طلب منه ان يكتب له لـ عبد الله بن يزيد و ابراهيم بن محمد بن طلحه لكي يطلقاه فكتب اليهما فأطلقاه بعدما أخذا عليه الكفلاء يضمنونه فأحضره عبد الله بن يزيد و ابراهيم بن محمد وحلفاه الا يخرج عليهما فحلف لهم .... فذهب الي داره في الكوفه فتوافد عليه الشيعه وأخذوا يتوافدون عليه وقوي أمره ثم بعد ذلك عزل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه عبد الله بن يزيد وجعل في مكانه عبد الله بن مطيع رضي الله عنه ....

    المختار أخذ يعمل بجد لجمع الشيعه كي يأخذ كما يقول برأس الحسين وإستطاع المختار ان يحتال علي ابراهيم بن الاشتر النخعي بأن زور كتابا علي لسان محمد بن علي بن أبي طالب ( محمد بن الحنفيه ) ماذا قال بالكتاب قال بأن المختار وزيره وأمينه ونجيه وانه قد بعثه لقتال عدوه والاخذ بدماء أهل البيت فلما قرأوا ذلك علي ابراهيم بن الاشتر إستجاب لهم ومعه قومه لما يدعوا اليه المختار فقوي بذلك شأن المختار كثيرا ..... وقبيله نخع من قبائل مذحج القويه وهي من القبائل الكهلانيه وهي من القبائل السبأيه القحطانيه ..

    إتفق المختار ومن معه علي الخروج ليله الخميس الرابع عشر من ربيع الاول سنه 66 ووصلت أخبار المختار الي بن مطيع فأرسل رجاله وطلب من كل منهم ان يكف قومه علي الاشتراك في الفتنه والخروج ولكن الاشتر وكان فارسا شجاعا مقداما خرج في كتيبه من جماعته متوجهين الي المختار وكان ذلك ليله الثلاثاء قبل الموعد بليلتين .... وحدث بينه وبين اياس بن مضارب وهو من قاده بن مطيع حدثت بينهم مواجهه فقام بن الاشتر بقتل اياس بن مضارب وهذا الحادث عجل بالثوره واشتعلت الحرب في الكوفه ونستطيع ان نطلق عليها بمفهوم هذه الايام الحرب الاهليه بين المسلمين في الكوفه .... طيب الحرب التي صارت في البصره بين بني تميم وربيعه والازد نقول انها حرب قبليه أما هذه حرب أهليه وجهه نظر مختلفتين ونقول حرب لانها تخللتها عده معارك والمعركه تدوم يوم أو يوم أو ثلاثه فالحرب لا تطول وتحدث بها عده معارك ومواجهات فهذه حرب حدثت ....

    وأريد ان أشير هنا الي مسأله في غايه الاهميه وهي انه في جميع هذه الحروب التي ذكرت لكم منذ ان اشتعلت الفتنه الكبري يكون بن الطرفين المتقاتلين رجال من قبائل شتي فتجد من هذا الطرف رجال من قبائل وفي الطرف الاخر رجال من نفس القبائل فيحدث ان يقع رجل ما في أيدي ابناء عمومته من نفس القبيله او من قبيله بينها وبين قبيلته حلف في الجاهليه أو حلف في الاسلام فيقومون باعطائه الامان شريطه ان يغادر ميدان المعركه فيغادر وان ابي ان يغادر يكون مصيره القتل ولكن بأيدي رجال من قبائل أخري فلا يقتلون ابن عمهم أبدا اذن العصبيه القبليه في الدوله الامويه كانت واضحه بأجلي صورها وسوف أذكر لكم بعض الامثله علي ذلك وهناك عشرات الامثله ولكن لا بأس بما سوف أذكر لكم من ضمن ما سوف أذكر لكم يقولون كان عبد الله بن عزيز الكندي في جيش التوابين الذي قاتل في عين الورده وكان معه ابنه محمد وكان غلام صغير لا يقوي علي القتال صغير السن ولما دارت الدائره علي جيش التوابين ذهب ومعه ابنه في صفوف الشاميين وقال يا اهل الشام هل فيكم أحد من قبيله كنده فخرج اليه رجال من قبيله كنده وهي قبيله يمانيه وكانت في جيش الشام فقالوا له كما قال الامام الطبري في تاريخيه دونكم أخوكم يعني بذلك ابنه محمد فابعثوا به الي قومكم بالكوفه فأنا عبد الله بن عزيز الكندي فقالوا له انت بن عمنا ولك الامان فأمنوه ولكن أبا الا القتال فـا بكي ابنه الصغير محمد واحتضن الاب ابنه وبكي الناس لـ بكاء الابن وناشدو الاب ان يستجيب لمناشده ابنه ورقوا عليه وأشفقوا عليه يعني منظر يقطع نياط القلوب ثم انه ابتعد عن الصف الذي به جنود كنده من جيش الشام ثم ذهب الي صف اخر من قبائل اخري فقاتل حتي قتل .

    وايضا في الحرب الاهليه التي أشعلها المختار في الكوفه حسان بن فائد بن بكير العبسي وهو من رجال بن مطيع قد تواجه مع قوات لـ ابراهيم بن الاشتر وكان من ضمن قاده بن الاشتر خزيمه بن نصر العبسي وفي هذه المواجهه دارت الدائره علي رجال بن مطيع وانهزم رجال حسان بن فائد فاتأخر ورائهم يدافع عن المنهزمين من رجاله حتي أحاط به رجال بن الاشتر وقاتلوه فناده بن عمه خزيمه بن نصر وأعطاه الامان ونزل وبسط حمايته عليه من الناس ولما مر به ابراهيم بن الاشتر قال له خزيمه هذا بن عمي ولقد اعطيته الامان فقال له أحسنت ثم ان خزيمه اعطي حسان فرسا وقال له الحق بأهلك انظروا هذه الحميه القبليه .... هذه الدوله الامويه دوله قبليه دوله عصبيات ولذلك ما كنت استطيع ان أتكلم عن تاريخها الا اذا أصدرت سلسله العرب حسب ونسب حتي تعرفون انه ليس القصد ذكر القبائل العربيه وهكذا لكن لا نستطيع ان نفهم تاريخ الدوله الامويه إلا اذا فهمنا القبائل العربيه وتقسيماتها وأفخذها وبطونها وأفرعها وحسبها ونسبها وقيمها كلها اثرت ولعبت دورا كبيرا في تاريخ الدوله الامويه ولذلك كان لا بد لي من إعداد سلسله العرب حسب ونسب حتي نهيئ للكلام عن تاريخ الدوله الامويه العظيمه وربما كما قلنا في دروس العرب حسب ونسب اذا اتيحت لنا الفرصه ان نتكلم بعد ذلك عن الجوانب السياسيه من دعوه الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكان طبعا للقبائل والاسر الكبيره كان لها دور كبير في صنع هذا التاريخ فلذلك أعدت هذه السلسله ..... والدوله الامويه كما تشاهدون ما في قبيله ذكرت الا واحد رجالها لعب دورا كبيرا ...

    وطبعا في أحدي معارك فتنه المختار قلنا الحرب الاهليه كانت أحدي معاركها لما وقع في أيدي شبث بن ربعي بن عامر التميمي جماعه من الاسري من أصحاب المختار فسأل شبث ( انظروا الي ها المثال) أحدهم من أنت فقال له انا خليد مولي حسان بن محدوج الذهلي فأمر بقتله ولكن لما قدموا له سعر بن ابي سعر الحنفي وعرف انه من بني حنيفه أطلقه ولم يأمر بقتله ولما قدموا له رجل من الموالي وقد شاهد هذا المولي الذكي ما صنع شبث فقال له لما سأله قال انا من ال زياد بن خصفه وزياد بن خصفه من رجال بن تيم الله بن ثعلبه بن بكر بن وائل وقال له شبث بخن بخ ذكرت الشريف المعروف وأطلقه ..

    وقد شاهدنا ذلك عندما تكلمنا عن واقعه كربلاء واقعه الطف التي قتل بها الحسين بن علي رضي الله عنه وعن ابيه رأينا ان عمر بن سعد بن ابي وقاص لم يقتل عقبه بن سمعان وكان مع الحسين رضوان الله عليه لانه مولي ولكن شبث بن ربعي هنا قتل الموالي لان المختار الداهيه أدخل الموالي والعبيد في جيشه وفرض لهم مثل باقي العرب فقاتلوا ببساله في صفه ولذلك كان العرب ينقمون عليهم لانهم كانوا مواليهم وعبيدهم فكيف يقاتلون ضدهم وكان الموالي في الدوله الاسلاميه يعتبرون من القبيله التي يدخلون في ولائها فكان يقتلهم شبث بسبب ذلك .

    الحرب الاهليه التي قادها المختار أبي عبيد الثقفي إنتهت بإنتصاره في الكوفه وأرسل المختار لـ ابن مطيع مبلغ من المال 100 ألف درهم وطلب منه ان يغادر الكوفه وفعل ذلك وخاف بن مطيع لما شاهد انتصار المختار وقوه المختار وأعطاه 100 ألف درهم وقاله اتكل علي الله .. ولكن لم يذهب بن مطيع الي مكه وانما توجه الي البصره وذلك خجلا من عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ...


    | أهل الكوفه والمختار الثقفي |


    بايع كبار أهل الكوفه المختار ولكن بيعه أهل الكوفه معروفه فهم قد بايعوه علي مضض ذلك لانه جرأ عليهم مواليهم وعبيدهم واشركهم معهم في الفيئ وهذه اول مره تحدث فلم يتحملوا ذلك فما أسرع اذ انقلبوا عليه واتفقوا علي قتاله بسبب هذه الغلطه الكبيره التي ارتكبها ودارت معركه أو حرب أهليه أخري في حواري الكوفه وسككها وازقتها اسمها معركه ( جبانه السبيع ) والجبانه هي أرض صحراويه وكما تعرفون الصحراء قريبه جدا من الكوفه ملتصقه ببعض جوانبها وجبانه السبيع من أحياء الكوفه والسبيع من بطون قبيله حاشد وحاشد هو حاشد بن جشم بن حبران بن نوف بن حمدان كما قلنا في دروس العرب حسب ونسب اذا السبيع هم بطن من بطون قبيله همدان والسبيع هو السبيع بن السبع بن صعب بن معاويه بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد ....

    المختار الثقفي سحق تمرد اشراف الكوفه ثم اخذ يتبع قتله الحسين رضوان الله عليه فتمكن رجاله من قتل الخبيث شمر بن ذي الجوشن وكان الخبيث شجاعا وكان قبحه الله من الذين كانوا يحرضون علي قتل الحسين رضي الله عنه في كربلاء وكذلك قتلوا خولي بن يزيد الاصبحي الذي حمل الرأس الطاهر بعدما قطعه الخبيث سنان بن أبي عمرو بن أنس الخثعمي كما تكلمنا وقلنا قبل ذلك ولما أمر المختار بقتل خولي بن يزيد أمر بحرقه حتي صار رمادا وقتل المختار كذلك عمر بن سعد بن أبي وقاص قائد جيش عبيد الله بن زياد يوم الطف يوم كربلاء وقطعوا رأسه والذي قطعها هو أبو عمره كيسان قائد حرس المختار .

    أشراف الكوفه طبعا بعد هذه الهزيمه الكبيره مقتل الكثير من رؤسائهم وقادتهم ذهبوا الي مصعب بن الزبير في البصره يألبونه علي قتال المختار الكذاب وفي الشام بعث الخليفه الاموي الخامس عبد الملك بن مروان بن الحكم بـ جيش الي وادي القري لقتال عبد الله بن الزبير وكان قائد هذا الجيش الحارث بن الحكم بن العاص بن أميه فلما سمع المختار بهذه الانباء كتب الي عبد الله بن الزبير بأنه قد بلغني ان عبد الملك بن مروان أرسل جيشا لقتالك فأن أحببت ان أساعدك فأني سوف أرسل أليك جيشا فقال له عبد الله بن الزبير رضي الله عنه نعم أرسل لي قواتك فما أحد في هذه الظروف يرفض المساعده ولكن ذكي بن الزبير داهيه لا يستطيع عليه المختار ولكن دعهم يتوجهون الي وادي القري لقتال جيش الشام الذي أرسله عبد الملك .... المختار يبغض بن الزبير ولكن اراد ان يحيد بن الزبير وأن يجعله يطمئن من جانبه فلا يرسل اليه بجيش من البصره وكان المختار يتوقع ان يأتيه جيش عبد الملك بن مروان من الشام من جهه الغرب ....

    بعث المختار بـ 3000 رجل عليهم شرحبيل بن ورس الحمداني ( سكون الميم ) وأمره بأن يسير الي المدينه وليس الي وادي القري كما طلب بن الزبير وكان المختار الكذاب قد عزم علي الغدر بــ بن الزبير ولكن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه كان يقظا حذرا متنبها لا يثق بالمختار فا بعث بـ عباس بن سهل علي رأس 2000 رجل وأمره اذا ما تحققت له وتأكد من خيانه المختار وغدره فعليه ان يقاتل شرحبيل بن ورس وهذا ما حدث اذن ان بن سهل لما وصل الي بن ورس وعرف انه عازم علي الغدر فاجئه وقتله وقتل من اصحابه مقتله عظيمه ...

    في الكوفه وبعد ان فرغ المختار من قمع ثوره أشرافها في معركه جبانه السبيع قام بارسال ابراهيم بن الاشتر النخعي لقتال عبيد الله بن زياد ومن معه من جند الشام وكان ذلك في ذي الحجه من سنه 66 وألتقوا به بمكان أسمه خازر بالقرب من الموصل ليس ببعيد عنها ودارت معركه كبيره رهيبه ابلي فيها أبراهيم بن الاشتر بلاء كبيرا وقاتل كعادته قتال شرسا وفي هذه المعركه الشرسه قتل عبيد الله بن زياد وقتل كذلك حصين بن نمير السكوني قائد ميمنه جيش الشام وقتل شرحبيل قائد فرسان جيش الشام وقتل من جيش الشام الكثير من الرجال وكانت هذه المعركه في أوائل سنه 67 ....

    أيضا في هذه السنه 67 عزل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه القباع والقباع هو الحارث بن عبد الله بن ابي ربيعه المخزومي ونصب في مكانه علي البصره اخاه مصعب بن الزبير بن العوام ولما وفد أشراف أهل الكوفه المهزومين من المختار علي مصعب في البصره حرضوه علي قتال المختار فأعد لذلك جيشا قويا كبيرا به أشراف الناس وقادتهم وكان منهم ألاحنف بن قيس التميمي ومالك بن مسمع البكري والمهلب بن أبي صفره الازدي ومحمد بن الاشعث الكندي قاده الناس وسادتهم في ذلك الوقت في هذا الجيش الكبير جهزه مصعب ومصعب قائد عسكري كبير وشجاع .....


    | معركة المدار |

    وفي المدار وهي بلده تبعد مسيره 4 ايام الي الشمال عن البصره تقع علي نهر دجله درات المعركه بين جيش المختار الكذاب الذي يقوده أحمر بن شمير الاحمسي البجلي أو الاحمسي البجلي وبين جيش مصعب القادم من البصره وكان القتال كعادته بين العرب المسلمين شديدا رهيبا دمويا وكانت النتيجه ان سحق جيش المختار سحق دمر جيش المختار وقتل قائده أحمر بن شمير ثم واصل بعد ذلك هذا الجيش المنتصر ذحفه علي الكوفه مقر المختار ....


    وفي حروراء دارت معركه ثانيه بين الطرفين وهي تكمله لما بدأ في المدار وأنهزم جيش المختار الكذاب أمام جيش مصعب بن الزبير ومصعب كما تعرفون وكما قلنا قائد مقاتل وفارس لا يشق له غبار ولكنهم رغم انتصارهم علي رجال المختار فجعوا بمقتل محمد بن الاشعث بن قيس الكندي وهو من سادات العرب في الكوفه وكان مع مصعب ثم دخل بعد ذلك الجيش المنتصر الي الكوفه وحاصروا الكذاب في قصره وقصر المختار مثل الحصن الكبير استعد به للحصار ودخل معه الي القصر 8000 من رجاله ولكنهم حاصروه في قصره الي أن أجبروه علي الخروج لقتالهم وكان قد طلب منهم ان يأمنوه فأبوا ألا ان ينزل علي حكمهم فأبا وهو يعرف اذا نزل علي حكمهم يقتلونه صبرا وخرج اليهم ومعه 19 رجلا من اتباعه وقاتلهم حتي قتل وأمر مصعب بأن تقطع يد المختار وتسمر بمسمار حديد الي جانب المسجد في الكوفه ....

    ولكي نعرف قبل ان نختم الكلام في هذا الدرس لكي نعرف حقيقه هذا الكذاب الثقفي المختار بن أبي عبيد الذي قتل في رمضان من سنه 67 ولما قتل كان عمره 67 سنه نورد لكم لكي تعرفوا حقيقه خروجه وحقيقه هذا المختار الكذاب ما قاله الامام الطبري في تاريخيه قال : ان المختار قال لمساعده السائب بن مالك الاشعري
    وهذه هي حقيقه المختار إنما أنا رجل من العرب رأيت ابن الزبير انتزى على الحجاز، ورأيت نجدة ( بن عامر الحنفي ) انتزى على اليمامة، ومروان على الشام، فلم أكن دون أحد من رجال العربفأخذت هذه البلاد فكنت كأحدهم إلا أني قد طلبت بثأر أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم إذ نامت عنه العرب فقتلت من شرك في دمائهم وبالغت في ذلك إلى يومي هذا فقاتل على حسبك إن لم تكن لك نية... أخبار المختار ايها الاخوه كبيره وكثيره واني أعرضت عنها خشيه الاطاله ...









    انتهي الدرس [ 8 ]
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:16 am

    الدرس ( 9 )

    | ملخص الدرس السابق |








    تكلمنا في الدرس الماضي عن بعض الاحداث التي جرت في الدولة الاموية ..., كان قد تولي الخلافة مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الخليفة الاموي الرابع ولم يبقي في الخلافه أو في الملك إلا ما يقارب السته أشهر أو ثمانية أشهر ونحن نرجح سته أشهر قيل بأنه قتل أو خنق بالوساده خنقته زوجته أم خالد بن يزيد لما أهان ابنها خالد بن يزيد في مجلسه فذهب واشتكي الي امه فقالت له لا تخبر أحدا وقتلت مروان بن الحكم ولكن لا أحد يستطيع ان يثبت عليها ذلك لأنها كما يذكر بعض المؤرخين أنها إشتركت مع جواريها وبعد مقتله قمن بالبكاء والنحيب وتعالي صراخهن وتولي الخلافة من بعده عبد الملك بن مروان كما سوف نفصل في الكلام عنه في سيرته ومن أهم الأمور التي تكلمنا عنها هي حركة الشيعة يدعمهم الصحابي الجليل سليمان بن الصرد الخزاعي رضي الله عنه وكون ما يعرف بجيش التوابين وهذا الجيش سمي بهذا الاسم لانهم أرادو كما قلنا أن يكفروا عن ما فعلوه مع الحسين رضوان الله عليه عندما إستدعوه للقدوم عليهم في العراق لكي يبيايعوه ولكنهم تخلوا عنه وتركوه رضي الله عنه فريسه لجيش عبيد الله بن زياد ولذلك أرادوا ان يكفروا ما حدث في واقعة الطف كربلاء التي قتل بها الحسين ومن معه رضوان الله عليه فشكلوا جيش التوابين وهذا الجيش توجه لقتال الأمويين والمطالبه بثأئر الحسين فأرادوا عبيد الله بن زياد ومن قام بقتل الحسن وهذا ليس بمنطق فجيشهم كان صغيرا في العدد والعدة قياسا بجيش الشام وجرت معركة عين الورده وقتل بها سليمان بن الصرد رضي الله عنه ومن معه ثم بعد ذلك تكلمنا عن حركة المختار الثقفي خرج أيضا بحجه الاخذ بثأر الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه واستطاع ان يتتبع قتلة الحسين فقتلهم قتل عبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن وعمر بن سعد وكل من ساهم في قتل الحسين ولكن حقيقة دعوة المختار الثقفي الكذاب كانت لما تكلم مع صاحبه لما هزم الهزيمة الاخيرة التي توقفنا عندها قال له لقد رأيت بن الزبير أخذ الحجاز ومروان أخذ الشام ونجده بن عامر الحنفي أخذ اليمامه فلست من دونهما من العرب ولكني رفعت شعار لم يرفعوه وهو المطالبه بثأر الحسين ثأر آل البيت ولما هزم طلب من ان ينزل علي حكمهم لكنه رفض وخرج وقاتلهم حتي قتل فجيش مصعب بن الزبير أسر من جيش المختار خاصة ممن كانوا معه محصورين في قصره أسر منهم الكثير قرابه سبعه آلاف رجل وأراد مصعب بن الزبير أن يعفو عنهم بعدما إستعطفوه وكان بجير بن عبد الله وهو من رجال المختار قال لمصعب بن الزبير من عفي عفي الله عنه وزاده عزا ومن عاقب لم يأمن القصاص وقال له كلام كثير يستعطفه حتي كاد مصعب أن يطلقهم من حجه بجير هذا ولكن لما رق لهم مصعب ولان تصدي له عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث بن القيس الكندي وقال لمصعب تخلي سبيلهم إخترنا أو اخترهم كذلك فعل كبار أهل الكوفه ممن وترهم المختار لهم ثارات عند المختار كثيره في ثورته قتل الكثير من زعماء أهل العراق وقام له أيضا محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن قيس وقال له قتل أبي وخمسائه من همدان وأشراف العشيرة وأهل المصر ( يعني بذلك أهل الكوفة ) ثم تخلي سبيلهم إخترنا أو أخترهم وكذلك قام ممن له كان ثأر وقل مثلما قالوا فلما رآي مصعب ذلك أمر بقتلهم وقتل في ذلك سبعه آلاف ولكن انظروا الي بيت الشعر الذي يقوله عقبه الاسدي يقول :

    قتلتم ستة الآلاف صبرا مع العهد الموثق مكتفينا

    انظروا الي الفتن كم ذهب من الناس منذ مقتل الخليفه عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه لو أحصينا الحروب التي حدثت حروب رهيبه مؤلمة كثيره جدا بسبب الفتنه الجرأه علي الخليفة ولي أمر المسلمين هذه الفتنه التي فتح بابها وعلي كل حال بعدما قضي مصعب بن الزبير علي المختار الكذاب وأطفئ فتنته أرسل مصعب المهلب بن أبي صفره الي الموصل ليكون أميرا عليها وعلي الجزيرة وأيضا علي إذربيجان وأرمنيا وبقي في الكوفة أنظروا أمير العراق يسيطر علي الجزيرة وعلي اذربيجان وأرمينيا والموصل انظروا الي عظمه الدولة الاسلاميه في ذلك الوقت أرسل مصعب الي إبراهيم الاشتر النخعي يؤمنه ويمنيه بالآماره فهو قائد بطل شجاع ايضا عبد الملك بن مروان أرسل لـ الاشتر يعطيه نفس الامور ولكن الاشتر فضل الذهاب الي مصعب وخشي عبد الملك لانه نكل بأهل الشام لما هزمهم وقتل عبيد الله بن زياد عندما كان قائد من قواد المختار الثقفي ثم بعد ذلك قام عبد الله بن الزبير بعزل أخاه مصعب عن البصرة وولي بدلا عنه ابنه حمزه بن عبد الله ولم يكن حمزه بكفائه ور برجاحة عقل عمه مصعب وكانت به حماقه جعلت أهل البصره يضجون منه وكتب الاحنف بن قيس الي عبد الله بن الزبير يطلب منه ان يعزل حمزه ويعيد مصعب أميرا عليهم وطبعا عبد الله بن الزبير سياسي ذكي فاعمل ما طلب منه الاحنف لا يستطيع ان يستعدي عليه أهل العراق ويقال ان مصعب بعدما فرغ من القضاء علي المختار بقي في الكوفه لمده عام تقريبا وفي تلك الاثناء عزله اخوه عبد الله عن البصره ونصب ابنه حمزه بن عبد الله ثم أن مصعبا وفد علي أخيه في مكه فأعاده أميرا علي البصره سنه 68 فهناك روايتان فيما حدث لمصعب ...

    -------------------------------------------------------

    | احداث 68 هــ |



    | حركات مصعب بن الزبير , المهلب والخوارج , ثوره عمرو بن سعيد ( الاشدق) |


    في سنه 68 من الهجرة أرسل مصعب بن الزبير وهو أمير العراق وكان مقيما في البصره أرسل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعه أميرا من قبله علي الكوفه وأرسل الي فارس أميرا عليها عمر بن عبيد الله بن معمر فقام الخوارج الذين فروا الي كرمان وأصبهان بعد ان هزمهم المهلب في سنه 66 في الاهواز قاموا بقتال عمر بن عبيد الله بن معمر في الاهواز وكان زعيمهم هو الزبير بن الماحوز التميمي ولكن بن معمر هزمهم وطاردهم فتجمعوا في نواحي أصبهان وكرمان ونظموا صفوفهم ثم عادوا يريدون البصره ومروا بفارس فانتبه لهم بن معمر ولاحقهم بقواته ووصلت أخبارهم الي مصعب بن الزبير فاستعد لهم وخرج لملقاتهم ونزل الخوارج بالاهواز ....

    في تلك النواحي بالاهواز ظهر إجرام وخبث الخوارج القتله السفاحين كلاب أهل النار قاموا بمهاجمه المسلمين في المدائن وقتلوا الرجال والنساء والاطفال وبقروا بطون الحوامل ثم انهم بعد ذلك توجهوا الي نواحي أصبهان ودارت بينهم وبين المسلمين معركه شرسه وكان علي المسلمين عتاب بن ورقاء بن الحارث بن عمرو التميمي وتمكن من هزميتهم وقتل زعيمهم الزبير بن ماحوز فأمروا عليهم قطري بن الفجاءه التميمي ....

    الخوارج اشتدد خطهرهم علي المسلمين فرأي مصعب بن الزبير ضرورة ان يتصدي لهم رجل ذو حنكه ومقدرة عسكريه فلم يجد لهذا الامر خيرا من القائد الشهير المهلب بن أبي صفره الازدي وكان المهلب أميرا علي الموصل والجزيرة كما قلنا فاستدعاه لقتالهم فجاء المهلب وقام بالامر خير قيام واستمر يقاتل الخوارج لمده ثمانيه أشهر وفي مكان اسمه سولاف دار قتال شديد ففي هذا التاريخ التاريخ السياسي للدولة الامويه احداث جسام وتفاصيل كثيره وأمور عديده وأحداث ووقائع أعرضت عنها خشية الاطاله ولكني ذكرت لكم ما أعتقد بانه ضروري عند دراستنا لهذا التاريخ ....

    اذن قاتلهم المهلب في سولاف وتصدي لهم وكان من أشهر القاده المسلمين الذين تصدوا للخوارج ولكي نري الفرق بين أهل العراق وأهل الشام في تلك الفتره المتقدمه من التاريخ الاسلامي انه لما أراد العراقيون الغدر بمصعب بن الزبير عند مواجهته الحاسمه مع عبد الملك بن مروان الخليفه الاموي قال لهم قيس بن الهيثم بن قيس بن الصلت بن حبيب السلمي وهو من رجال البصره ومن أخلص اتباع مصعب بن الزبير قال لهم : ويحكم لا تدخلوا أهل الشأم عليكم فوالله لئن تطعموا بعيشكم ليصفين عليكم منازلكم والله لقد رأيت سيد أهل الشأم على باب الخليفة يفرح إن أرسله في حاجة ولقد رأيتنا في الصوائف وأحدنا على ألف بعير وإن الرجل من وجوههم ليغزو على فرسه وزاده خلفه...

    لماذا العراق غني والشام ليس علي نفس الدرجه من الغني المسلمون لما أطاحوا بالامبراطوريه الفارسيه كان قضائهم عليها مبرما فورثوا إمبراطوريه كبيره غنيه هائله ثم بعد ذلك اكملوا فتح باقي ممالكها التي كانت تابعه لها ولذلك كان الخراج الذي يفد الي الذي له السيطره علي العراق خراج هائلا كبيرا أمير العراق يسيطر علي الاقاليم التي كانت خاضعه للامبراطوريه الفارسيه أما المسلمون فإنهم عندما هزموا الروم البيزنطين فإنهم طردوهم من الشام ومصر فقط وبقيت الامبراطوريه البيزنطيه وعاصمتها القسطنطينيه لم تسقط إلا بعد ذلك بـ ثمانيه قرون عندما إفتتحها السلطان العثماني محمد الثاني الذي عرف بعد ذلك بمحمد الفاتح وكان ذلك في سنه 857 هــ ...

    إذن تلاحظون انه منذ وفاه يزيد بن معاويه في ربيع الاول من سنه 64 إشتعلت الفتن في كل مكان ودخل المسلمين في صراع علي الملك ونشب قتال شديد فيما بينهم وفي سنه 69 سار عبد الملك من مروان من دمشق الي قرقيسيا لقتال زفر بن الحارث الكلابي واستخلف علي دمشق عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن ربيعه الثقفي أمه أم الحكم بنت ابي سفيان أخت معاويه رضي الله عنه وخرج مع عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميه بن عبد شمس , عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أميه وعمرو بن سعيد الملقب بالاشدق أمه أم البنين بنت الحكم بن أبي العاص وعلي ذلك يكون بن عمه عبد الملك وابن عمه لانه أموي ....

    وقيل لا بل سار عبد الملك بن مروان الي العراق لقتال مصعب بن الزبير وفي الطريق قال عمرو بن سعيد لـ عبد الملك ان أبوك وعدني بالامر من بعده لوقوفي معه وإخلاصي له فاعهد لي بالامر من بعدك فلم يجبه عبد الملك ولم يرد عليه بشئ في هذا الامر فانسل عمرو بن سعيد من الجيش ليلا من دون أن يشعر به احد وتوجه الي دمشق وكان من ضمن الذين توجهوا معه حميد بن حريث بن بحدل الكلبي وزهير بن الابرج الكلبي وتمكن عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي نائب عبد الملك بن مروان علي دمشق من الفرار وتحصن عمرو بن سعيد بن العاص في دمشق ....

    ولما افتقد عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد عاد من فوره الي دمشق وطبعا دار بين عبد الملك بن مروان وعمرو بن سعيد بن العاص قتالا شديد وكان عمرو بن سعيد يخرج الفرسان لقتال عبد الملك فيخرج اليه عبد الملك من يتصدي لهم وكان قاده الطرفين من قبيله كلب بن وبره وهي من القبائل ذات البأس الشديد في بلاد الشام وقلنا بأن عمرو بن سعيد كان معه حميد بن حريث بن بحدله الكلبي وزهير بن الابرد الكلبي ومع عبد الملك بن مروان سفيان بن الابرد الكلبي وسفيان هذا قائد شهير سوف نتكلم عنه بعد ذلك اذن سفيان بن الابرد الكلبي و حسان بن مالك بن بحدله الكلبي كانا مع عبد الملك ولما طال القتال بين الطرفين خرجت نسوه الكلبيات ومعهن صغارهن وقالوا لسفيان بن الابرد ولحسان بن مالك بن بحدل وهما من رجال عبد الملك بن مروان مالكم تقتلون أنفسكم لسلطان قريش هذا الموقف من نسائهم جعلهم يفكرون جديا في ايقاف القتال ثم ان عبد الملك و عمرو بن سعيد عقدا صلحا بينهما ...

    تحين عبد الملك بن مروان الفرصه ليوقع عمرو بن سعيد واستطاع ان يكيد له وكان عمرو بن سعيد يستخف بعبد الملك فأرسل له عبد الملك يوما يدعوه الي زيارته فنصحوه بعدم الذهاب ولكن عمرو بن سعيد لم يستمع لهم وقال والله لو كنت نائما ما تخوفت ان ينبهني بن الزرقاء يعني بذلك عبد الملك فذهب اليه بـ 100 من مواليه وكان عبد الملك قد إستعد له تمام الاستعداد فلما دخل عمرو بن سعيد الي القصر منعوا من جاء معه من الدخول ولكنهم سمحوا لاحد مرافقيه بالدخول معه ثم بعد ذلك أغلقوا الابواب فلما أحس عمرو بن سعيد بالخطر هذا الذي كان يستخف بـ عبد الملك بن مروان لما احس بالخطر المحدق به رجي عبد الملك أن يترفق به واخذ يستعطفه وخاطبه بـ يا أمير المؤمنين فقال له عبد الملك والله لو أعلم أنك تبقي علي إن أنا أبقيت عليك وتصلح قريش لأطلقتك ولكن ما اجتمع رجلان في بلدة قط على ما نحن عليه إلا أخرج أحدهما صاحبه‏.‏..

    وانتهي الامر بقتل عمرو بن سعيد الملقب بـ الاشدق , وايضا في هذه الاحداث المؤلمه لعب عبد العزيز بن مروان والد عمر بن عبد العزيز أخو الخليفه عبد الملك بن مروان دورا بارزا في تهدئه اخاه الخليفه الذي كان يريد ان يستأصل بني عمه يحيي بن سعيد بن العاص و عنبسه بن سعيد فقال له عبد العزيز بن مروان أذكرك الله يا أمير المؤمنين في إستئصال بني أميه وهلاكها فلم يقتلهما ولكنه حبسهم ثم بعد ذلك نفاهم الي العراق عند مصعب بن الزبير فنزلوا هناك ....

    هؤلاء عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أميه بن عبد شمس هم من بني أميه ومن أقرب الناس لرهط عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن اميه والعاص وأبو العاص أخوان ومع ذلك انظروا كيف كان القتال بينهما علي الملك فما بالك اذا كانوا ابناء عمومه مثل بني هاشم بن عبد مناف وبنو أميه بن عبد شمس بن عبد مناف بل حدث قتال وقتل بين بني العباس بن عبد المطلب بن هاشم وبين بني علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم في الدولة العباسية هذا الحكم والملك لا يعرف احدا الاخ يقتل اخاه والابن يقتل اباه والاب يقتل ابنه ولا حول ولا قوه الا بالله امثله كثيره في التاريخ ولاحظنا ذلك في التاريخ السياسي للدولة العثمانيه وفي التاريخ السياسي للمغرب والاندلس وفي التاريخ السياسي للدولة العباسيه اذن الاوضاع في العالم الاسلامي مضطربه لدرجه انه في سنه 70 هــ بسبب هذه الاختلافات وعدم إستقرار الاوضاع تجرئ الروم علي المسلمين في عهد الامبراطور جستنيان الثاني في فتره حكمه الاولي هاجم اطراف بلاد الشام واضطر عبد الملك الي مصالحتهم وان يدفع لهم في كل جمعه ( اسبوع ) الف دينار خوفا منه علي المسلمين كما قال الامام الطبري في تاريخيه ...
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج Empty رد: فوائد من سلسلة التاريخ السياسي للدولة الأموية للدكتور أحمد يوسف الدعيج

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:17 am

    | الفتن القبليه بين قبائل قيس وبني تغلب, ومعارك يوم الثرثار |


    سوف نتكلم الان عن حروب قبليه مؤلمه حدثت في القرن الهجري الاول بين بعض القبائل القيسيه وبين بعض القبائل الربعيه وكل هذه القبائل من نزار بن معد بن عدنان وهذه الحرب تحديدا وقعت بين بني سليم بن منصور ومعهم بنو هوازن بن منصور والطرف الاخر كان قبيله بني تغلب بن وائل ومعهم قبيله النمر بنت قاسط ولمعرفه مادار بين هذه القبائل من احداث مؤلمه جرت في هذه المعارك سوف اذكر لكم


    نبذه سريعه عن انساب هذه القبائل القيسيه وغيرها وربما تذكرون في المقدمه تكلمنا بإختصار شديد عن القبائل القحطانيه والعدنانيه وهنا سوف نتكلم عن القبائل القيسيه ...


    القبائل القيسيه نسبه الي قيس بن عيلان بن مضر ومن القبائل القيسيه قبيله بني عامر بن صعصعه وهم قبيله هوازنيه نسبه الي هوازن بن منصور وهناك ايضا بنو سليم القبيله القيسيه القويه الذين منهم عمير بن الحباب السلمي وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمه وسليم اخا لـ هوازن وهناك ايضا بنو مره بن صعصعه بن معاويه بن بكر بن هوازن الذين يعرفون بـ بني سلول و بنو جشم بن معاويه بن بكر بن هوازن الذين منهم السيد والفارس الشهير دريد بن الصمه وبما اننا نتكلم عن القبائل الهوازنيه فمن هذه القبائل هذه القبيله الشهيره قبيله ثقيف وثقيف هو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن ثم قبيله بنو سعد بن بكر بن هوازن رهط السيده حليمه السعديه التي أرضعت المصطفي صلي الله عليه وسلم ومن بني عامر بن صعصعه ظهرت قبائل قويه مثل بني نمير بن عامر و بنو هلال بن عامر وبنو كلاب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه وبنو عقيل بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه واخوتهم ايضا بنو قشير بن كعب بن ربيعه بن عامر و بنو جعده بن كعب بن ربيعه بن عامر و بنو الحريش بن كعب بن ربيعه بن عامر واذا اردت ان تنسب شخص لبنو الحريش تقول الحرشي فلان الحرشي .



    ومن القبائل القيسيه ايضا قبائل بني سعد بن قيس بن عيلان بن مضر منهم قبائل غطفان القويه وغطفان بن سعد بن قيس وطبعا هؤلاء اخوتهم قبائل أعصر بن سعد بن قيس ومن قبائل أعصر قبيلتي غني و باهله اما قبائل غطفان فمنهم قبيله بني ذبيان وقبائل بني ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان


    منهم بنو فزاره بن ذبيان ومره بن عوف بن سعد بن ذبيان ومن قبائل غطفان قبيله بني عبس الشهيره وهم بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان و بنو أشجع بن ريث بن غطفان وبنو عبد الله بن غطفان وبعض هذه القبائل معروفه ولا تزال موجوده شهيره وعريقه , ولكي نختم الكلام عن هذه القبائل قبائل قيس المضريه نقول ان هناك ايضا قبيله عدوان نسبه الي عدوان بن عمرو بن قيس بن عدوان و قبيله بنو فهم بن عمرو بن قيس بن عدوان ...


    ولد المضر بن نزار بن معد بن عدنان إلياس والناس والناس هو عيلان ابو قيس بن عيلان اما إلياس بن مضر فولد له عمرو الملقب بـ مدركه وعامر الملقب بـ طابخه وعمير الملقب بـ قمعه وهؤلاء الثلاثه يشكلون قبائل خندف المضريه الكبيره وخندف هو لقب لـ امهم ليلي بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعه .



    فمن قبائل بني مدركه قبيله بني هذيل بن مدركه وقبيله بني اسد بن مدركه وقبيله بني الهون بن خزيمه بن مدركه وقبائل بني كنانه بن خزيمه بن مدركه ومن قبائل كنانه قبيله قريش وهم بنو فهر بن مالك بن النضر بن كنانه وايضا هناك بنو بكر بن عبد مناه بن كنانه ومن بني بكر بنو غفار بن ضمره بن بكر ومن بني بكر ايضا بنو مره بن عبد مناه بن كناه الذين منهم سراقه بن مالك المدلجي ومن بني مدركه الاحبايش وهم إتحاد قبلي من بنب الحارث بن عبد مناه بن كنانه بن خزيمه بن مدركه ومن بني الهون بن خزيمه بن مدركه زمعهم جماعه من بني المصطلق وبني المصطلق من خزاعه .



    أما قبائل طابخه بن الياس بن مضر فمنهم قبائل الرباب وهم بنو عبد مناه بن اد بن طابخه بن مضر وقبيله بنو ضبه بن اد بن طابخه ثم قبيله مزينه وهم بنو عمر بن اد بن طابخه ثم قبائل بني تميم العملاقه بتفرعاتها الكبيره يقول الشاعر ذو الرمه واسمه غيلان بن عقبه من قبيله الرباب يقول :


    يعد الناسبون الى تميم * بيوت المجد اربعة كبارا
    يعدون الرباب وآل سعد * وعمرا ثم حنظلة الخيارا
    ويهلك بينها المرئي لغوا * كما الغيت في الدية الحوارا

    أما جرير وهو كما هو معلوم من بني تميم يقول :

    افاخر بالرباب وآل سعد وزيد مناه اذ خطرت كروبي

    والرباب هم بني اد بن طابخه بن مضر دخلوا مع بني عمهم بني تميم بن مر بن اد بن طابخه بن الياس بن مضر واصبحوا من ضمن بني تميم ثم هناك ال سعد وال حنظله وسعد هو سعد بن زيد مناه بن تميم وحنظله هو بن مالك بن زيد بن مناه بن تميم وايضا هناك ال عمرو او بني عمرو ..

    وما هو المرئي الذي ذكره ذي الرمه فهو نسبه الي امرؤ القيس بن زيد مناه بن تميم اخو سعد وعم حنظله بن مالك بن زيد مناه ولكنهم ليسوا بكثره هؤلاء ولكنهم قله ولذلك فانهم دخلوا مع بني عمهم بنو عوف بن سعد بن زيد مناه ..

    من بني عمرو بن تميم بنو العنبر بن عمرو وبنو اسيد ( بضم الالف وفتح السين ) وليس اسيد ( بفتح الالف وكسر السين ) ومن بني اسيد حكيم العرب أكثم بن صيفي احد المعمرين ومن بني عمرو ايضا بني الهجين بن عمرو والحابطات وهم بنو الحارث بن عمرو , أكل الحارث صمغا كثيرا فانتفخ بطنه فسمي الحبط ومنهم ايضا بنو مالك بن عمرو بن تميم الذين منهم بنو مازن بن مالك ومن أشهر بني مازن بنو حرقوس بن مازن ومن اشهر الحراقيس بني تميم بنو كابيه بن حرقوس الذي منهم قطري بن الفجاءه الخارجي وهلال بن احوز المازني وهذا من رجال الدولة الامويه واخوه سلم بن أحوز الذي قتل الخبيث الجهم بن صفوان ومنهم ايضا مالك بن الريب الشاعر الذي نعي نفسه قبل ان يموت .

    ومن بني سعد الابناء والبطون والابناء هم بنو الحارث وبنو عوافه وبنو جشم وبنو مالك وبنو عبد شمس اما البطون فهم بنو كعب وبنو عمرو وبنو كعب بن سعد هم من اكبر قبائل بني تميم وقبيله كعب بن سعد من اكبر قبائل بني تميم .

    من بني طعب بن سعد بنو منقر الذي منهم حليم العرب قيس بن عاصم ومنهم كذلك بنو مره بن عبيد والاحنف بن قيس كان حليم العرب لما سألوه مما تعلمت الحلم قال من قيس بن عاصم , ومن كعب بن سعد ايضا بنو مره بن عبيد قوم الاحنف بن قيس ثم بنو عوف بن كعب رهط الزبرقان بن بدر الذي يلقب بـ قمر نجد لجماله وبنو قريح وبنو ربيعه بن كعب وبنو الحارث بن كعب ومن بني سعد بن زيد مناه بنو عمرو بن سعد الذين منهم الهائله بنت منقذ خاله جساس بن مره التي بسببها هاجت حرب البسوس وكذلك هناك بنو عبد شمس بن سعد ..

    القسم الثاني من بني زيد مناه بن تميم بنو حنظله بن مالك بن زيد مناه فمنهم بنو مالك بن حنظله بن مالك بن زيد مناه الذين منهم سادات بني تميم ومنهم بني دارم بن مالك ومن بني دارم بنو عبد الله بن دارم الذين منهم حاجب ولقيط ومعبد ابنا زراره بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم ومنهم بنو مجاشع بن دارم الذين منهم الاقرع بن حارث بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم ومنهم كذلك الفرزدق الشاعر ...

    ثم بنو نهشل بن دارم ومن بني حنظله بن مالك بني يربوع بن حنظله بن مالك فرسان بني تميم ومن بني يربوع بنو رياح بن يربوع ومنهم سحيم بن وسيله الرياحي وبنو ثعلبه بن يربوع الذين منهم قتيبه بن الحارث بن شهاب احد أشهر فرسان العرب وبنو غدانه بن يربوع رهط حسان بن ابي سود الغداني وايضا هناك بني الحارث بن يربوع رهط اسيد بن حنائه وهم من فرسان بني تميم هؤلاء ومنهم بنو كليب بن يربوع الذي منهم جرير الشاعر الشهير , ومن بني حنظله بن مالك البراجم في بني تميم هم بنو عمرو وبنو الظليم وبنو كلفه وبنو قيس وبنو غالب ومن بني غالب بن زيد مناه بن تميم الربائع والكردوسات الربائع نسبه الي ربيعه والكردوسات ثم هناك أفخاذ أخري من هذه القبيله العملاقه لم اذكرها , هذه باختصار شديد وقبل ان ندخل في الكلام عن هذه الاحداث القبليه الرهيبه التي ستحصل فهذه باختصار شديد قبائل مضر بن نزار بن عدنان و لابأس بذكر نبذه عن القبائل الربعيه أو قبائل ربيعه بن نزار حتي نكون بذلك قد تكلمنا عن القبائل العدنانيه ...


    القبائل الربعيه أو قبائل بنو ربيعه بن نزار باختصار شديد فمن هذه القبائل قبيله بني بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وقبائل بنو بكر بن وائل قبائل جباره قوه وكثره وتاريخ عريق ومن قبائل بنو بكر بن وائل بن بنو شيبان بن ثعلبه بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل هؤلاء بني شيبان قبيله شهيره قويه وبنو تيم الله بن ثعلبه بن عكابه وبنو ذهل بن ثعلبه بن عكابه وبنو قيس بن ثعلبه بن عكابه وبنو حنيفه بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وبنو عجل بن لجيم كلها قبائل بكر قبائل كبيره وقويه لها تاريخ عريق ..


    ايضا من قبائل ربيعه قبيله بني تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديله بن أسد بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان بنو تغلب هؤلاء التغالبه القبيله القويه قبيله الابطال والسادات ومن فروع هذه القبيله الاراطم هم سته اخوه أبوهم بكر بن حبيب ( بضم الحاء ) منهم جشم بن بكر بن حبيب الذين منهم بنو الحارث بن زهير وبنو كعب بن زهير بن جشم ومنهم بنو فدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر ...



    ومن قبائل ربيعه بن نزار قبيله بني عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جدليه بن اسد بن ربيعه بن نزار وبنو النمر بن قاسط بن هنب وبنو عبد القيس بن أفصي بن دعمي بن جديله وبنو عنزه بن أسد بن ربيعه بن نزار وبنو ضبيعه بن ربيعه بن نزار ثم هناك بنو إياد بن نزار بن معد بن عدنان وهم طبعا ليسوا بكثره وشهره بنو عمومتهم قبائل مضر وربيعه كما ذكرنا قبل ذلك .



    اذن كل هذه القبائل قبائل العرب العدنانيه والقحطانيه كما تذكرون تكلمنا عنها بالتفصيل في سلسله دروس الانساب العرب حسب ونسب وذكرنا طائفه من اخبارها وعادتها وحروبها ووقائعها وأشعارها ..



    نريد الان ان نتكلم عن هذه الحروب القبليه التي جرت بين قبائل قيس وبني تغلب والكل من نزار ولكن القيسين من مضر بن نزار بن معد بن عدنان والتغلبين من ربيعه بن نزار , سبب هذه الحروب ان عمير بن الحباب بن جعده بن اياس بن حذافه بن محارب بن هلال السلمي اراد ان ينتقم من قبائل كلب بن وبره والقبائل اليمانيه بسبب قتلي القيسيه في مرج راهط التي قتل فيها الكثير من القبائل القيسيه واقعه لم تحدث لهم في تاريخهم وفي أمور يطول شرحها نقول ان عمير بن الحباب السلمي نزل في الجزيزه نول علي نهر البليخ بين مدينه حران والرقه فالتفت عليه جماعات من القبائل القيسيه وكان معهم جماعه من بني تغلب من أهل هذه الارض فكان التغلبيون يقاتلون معهم وهم أهل هذه الارض يقاتلون مع القيسيه ويدلونهم علي هذه البلاد مسالكها ودروبها وطرقها وكانت تغلب من القبائل التي بها الكثير في ذلك الوقت من العرب النصاري وكان بعض سفهاء القيسيه يتحرشون بالنساء التغلبيات ويسخرون من شيوخهم النصاري , ديار بني تغلب كانت بين نهر الخابور والفرات ودجله تعتبر جزيزه وادت مضايقات القيسيين للتغلبيين الي توتر الاوضاع بشده لكن لم تصل الي درجه ان تنشب الحرب بينهم وكانت هذه الاحداث قبل ان يسير عبد الملك بن مروان لقتال مصعب بن الزبير وقام عمير بن الحباب السلمي بالاغاره علي قبيله كلب بن وبره ثم عاد ثم نزل علي نهر الخابور وكانت نازله بالقرب منهم امرأه تميميه متزوجه في بني تغلب اسمها ام دويل فقام احد بني الحريش وهم من بني عامر بن صعصعه فأغار عليها وأخذ بعض من غنمها فلما ذهبت المرأه الي عمير بن الحباب وشكت إليه ما فعل الرجل أو الغلام الحرشي لم يلتفت الي شكواها وتجاهلها فهذا جرأهم علي اخذ ما تبقي من غنمها فقام قوم من بني تغلب وتصدوا لهم وأدي ذلك الي مقتل رجل من بني تغلب اسمه مجاشع التغلبي ولما عاد ابنها دويل التغلبي اخبرته بما حدث وكان دويل من فرسان بني تغلب فذهب الي قومه وأخذ يحرضهم علي القيسيه وما لقوا منهم فشكلوا جماعه مقاتله ورأسوا عليهم شعيث بن مليك التغلبي فأغاروا علي بني الحريش وكان نازلا معهم جماعه من بني نمير وبنو نمير من بني عامر بن صعصعه فقتلوا منهم واخذوا اباعر من امرأه منهم اسمها ام الهيثم ولم يستطع القيسيون ان يردوها ...


    هذه الاخبار وهذه التطورات أغضبت عمير بن الحباب السلمي غضب لما حصل ونشبت الحرب بين قيس وتغلب وقام عمير بالاغاره عليهم في مكان علي نهر الخابور اسمه ماكثين وقتل من التغلبين قرابه 500 رجل وقتل شعيث بن مليك التغلبي وهذا اليوم هو يوم ماكثين أو معركه ماكثين أو وقعه ماكثين ....



    بعد ماكثين استنجدت تغلب بقبائل ربيعه فجائتهم النمر بنت قاسط واتي المجشر الشيباني من بني بكر بن وائل وعبيد الله بن زياد بن ظبيان البكري واستنجد عمير بن الحباب بـ بني تميم وبني أسد فلم ينجدوه لان بني تميم وبني أسد وإن كانوا من القبائل المضريه إلا انهم ليسوا من القبائل القيسيه المضريه وتقابل القوم بالقرب من نهر الثرثار وكان علي تغلب يزيد بن هوبر التغلبي وقيل بل حنظله بن قيس ين هوبر ودار بين الطرفين قتال شديد وقتل من القيسيه الكثير من الرجال وهنا ارتكب التغلبيون حماقه كبيره بقر الربعيون بطون ثلاثين امرأه من بني سليم فهذه جريمه كبيره انظروا الي هذه العصبيه القبليه المنتنه التي حذر منها النبي صلي الله عليه وسلم كانوا جميعا يقاتلون الكلبيين بنو كلب بن وبره واليمانيه ثم بسبب شياه امراه يتطور الشر ويصل الامر الي انهم بقروا بطون الحوامل والتغلبيون هم الذين بدؤا بذلك وهذا هو يوم الثرثار الاول ...



    ثم التقوا في معركه أخري سميت بـ يوم الثرثار الثاني وكان عمير قد استنجد بالقيسيه فجاء زفر بن الحارث الكلابي العامري ودارت حربا هي أشرس من الاولي وانهزم بنو عامر وكادت الدائره تدور علي القيسين ولكن بنو سليم صبروا حتي هزموا بني تغلب وقتلوا الكثير من اشراف بني تغلب منهم ابنين لسيد بني تغلب وكان نصرانيا وهو عبد يسوع بن حرب بن معدي كرب بن مره بن كلثوم من بني زهير بن جشم بن بكر وفي ذلك يقول زفر بن الحارث الكلابي العامري يخاطب عمير بن حباب :

    ألا من مبلغ عني عميرا ... رسالة ناصح وعليه زار


    أتترك حي ذي يمن وكلبا ... وتجعل حد نابك في نزار

    كمعتمد على إحدى يديه ... فخانته بوهن وانكسار



    يقول كيف نتقاتل فيما بيننا فكلنا قبائل نزاريه ونترك بني كلب بن وبره وقبائل اليمانيه الذين هزمونا في المرج ونضع جدنا في بني عمنا بنو ربيعه بن نزار نقتل فيهم , ثم ان عمير بن حباب أغار علي بني تغلب في قريه الفدين وهي علي نهر الخابور وقتل من بها من بني تغلب وهذا هو يوم الفدين .

    ثم هزمهم عمير بن الحباب ايضا في يوم السكير وتقع علي نهر الخابور وهزمهم ايضا في يوم المعارك وهي مكان في أرض الموصل وقتلوا منهم مقتله عظيمه ثم كان بينهم يوم الشرعبيه وكان النصر في هذه المره لتغلب علي قيس ثم حدث بينهم يوم البليخ وهو نهر كما قال بن الاثير بين حران والرقه وقتل الكثير من بني تغلب وهنا قاموا بـ بقر بطون النساء التغلبيات الحوامل إنتقاما لما حدث في يوم ثرثار الاول هذه كارثه هذه العصبيه القبليه تحدث في القرن الهجري الاول بسبب ضعف الحكومه المركزيه ...


    فلما رأت بتي تغلب ان هدف عمير بن الحباب السلمي هو إستئصالهم جمعوا حاضرتهم وباديتهم وساروا بظعائنهم الي الحشاك وهو تل بالقرب من الشرعبيه ودار بينهم قتال رهيب وكان مع عمير بن الحباب زفر بن الحارث وابنه الهذيل بن زفر وتقاتلوا من الصباح الي الليل ثم في اليوم الثاني كذلك دار القتال واستمر الي اليوم الثالث وانهزم زفر بن الحارث الكلابي وفر الي قرقيسيا وكان رجلا شجاعا ولكن لماذا فر لان انباء بلغته بان عبد الملك بن مروان يريد ان يزحف علي قرقيسيا مدينته فلما فر عنه واشتد القتال ترجل عمير بن الحباب السلمي وأخذ يقاتلهم وانهزمت قيس واخذوا يرمونه بالحجاره ثم حمل علي عمير بن الحباب جميل بن قيس التغلبي وقتله وكان بن هوبر جرح في اليوم الثاني من المعركه جرحا قاتلا مات منه في اليوم الثالث في اليوم الذي قتل فيه عمير بن الحباب وقتل من القيسيه الكثير من الرجال وكان أكثر القتلي من بني سليم وغني وهذه القبيله من قبائل أعصر ( بضم العين ) بن سعد بن قيس بن غيلان وأرسلوا رأس عمير بن حباب الي عبد الملك بن مروان فسر بذلك سرورا كبيرا ..


    بعد مقتل عمير بن الحباب السلمي انتقم زفر بن الحارث الكلابي انتقاما مريعا من بني تغلب فهاجم جماعه منهم ونكل بهم وقتلهم قتلا زريعا وارسل فرسانا الي بني فدوكس التغلبين كما يقول بن الاثير فاقتلوا رجالهم واستباحوا أموالهم ونسائهم حتي لم يبقي منهم الا امرأه واحده إستجارت بـ يزيد بن حمران فأجارها ثم ارسل زفر بن الحارث ابنه الهذيل بن زفر الي بني كعب بن زهير التغلبين وقتل منهم الكثير وارسل زفر بن الحارث مسلم بن ربيعه العقيلي علي رأس جيش لقتال جماعه أخري من بني تغلب فقتل الكثير من رجالهم ثم سار زفر بنفسه الي جماعه اخري من بني تغلب في العقيق وهي بالقرب من ارض الموصل فلما شعروا به ارادو عبور نهر دجله وفي مكان اسمه الكحيل لحق بهم ودار بينهم قتال شديد وترجل القيسيه يقاتلون وزفر علي بغله له فـ أبادوا التغلبين وبقروا بطون بعض النساء وكان اكثر من قتل بسبب الغرق في نهر دجله وأسر زفر منهم قرابه الـ 200 فقتلهم صبرا واما من استطاع منهم الفرار فان زفر ارسل ورائهم ابنه الهذيل بن زفر فقضي علي من وقه في يده منهم ...


    ومع كل ذلك القتل الذي وقع بين الطرفين وخاصه في بني تغلب إلا ان القيسيه وخاصه القبائل السلميه والهوازنيه لم يدركوا ثأرهم فلا شئ عندهم يعدل عمير بن الحباب وفي الحرب الاخيره هذه يقول زفر بن الحارث :

    لا يا عين جودي بانسكاب ... وبكي عاصما وابن الحباب
    فان تك تغلب قتلت عميرا ... ورهطا من غني في الحراب
    فقد أفنى بني جشم بن بكر ... ونمرهم فوارس من كلاب
    قتلنا منهم مائتين صبرا ... وما عدلوا عمير بن الحباب



    انتهي الدرس 9

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 7:18 pm