من طرف أحمد الخميس مايو 16, 2013 11:13 am
الدرس [ 5 ]
| ملخص الدرس السابق |
قلنا ان الامر قد استتب للامير المؤمنين الخليفه الاموي أول الخلفاء الامويين الصحابي الجليل معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه بعد ان تنازل له الحسن بن علي رضي الله عنهما وقلنا بأن الامر في العراق بعد وفاه الصحابي الجليل المغيره بن شعبه رضي الله عنه آل الي زياد بن ابي سفيان أو زياد بن أبيه وقلنا أنه من الولاه الحازمين الجبابره في عهده كانت حادثه مقتل حجر بن عدي كما قلنا وبعد ان أرسله بن زياد الي الشام ومعه جماعه من الذين خرجوا معه أو كانوا يألبون الناس علي الخليفه و ولي الامر وأرسل معهم كذلك بسبعين رجلا يشهدون بما فعل حجر بن عدي وانتهي الامر كما قلنا بقتله وتكلمنا أيضا ان الامر في ولايه العراق وهي من أهم ولايات الدوله الامويه بعد وفاه زياد بن ابي سفيان أصبح الامر لابنه عبيد الله بن زياد وهذا ايضا كان من الولاه الغشمه . العراق بلد فتن في تلك الفتره وما كان يصلح له الا مثل هؤلاء القساة وتكلمنا أيضا عن اخذ البيعه ليزيد بن معاويه اخذها معاويه رضي الله عنه من المسلمين لابنه يزيد وتكلمنا عن الاسباب التي جعلت معاويه يأخذ البيعه لابنه يزيد ويجب الا نغفل هذا السبب المهم وهو ان يزيد ابن معاويه الاثير واراد معاويه ان يترك الامر ممهدا حتي لا يختلف المسلمون كما حدث بعد مقتل الخليفه الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه .
| أواخر عهد معاوية رضي الله عنه وحركات الخوارج |
اذا نتكلم في هذه الحلقه عن أواخر أيام الدوله الامويه في عهد معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه في تلك الفتره الاخيره في حكم معاويه رضي الله عنه كانت هناك ثورات للخوارج ولكنها حركات صغيره تم القضاء عليها منها مثلا خروج ( حيان بن ظبيان السلمي ) من بني سليم خرج هذا الخارجي بالقرب من الكوفه في سنه 58 ويقال بأن من خرجوا معه لا يجاوزون الــ 100 رجل وتم قتلهم جميعا عند مواجهتهم لجنود الدوله
وكذلك خرج ( أبو بلال مرداس بن أوديه ) من بني ربيعه بن حنظله بن مالك بن زيد مناه بن تميم ( مرداس بن اوديه التميمي) هذا خرج أيضا في الاهواز بــ 40 رجلا فقط لكن هؤلاء الاربعين تمكنوا من هزم قوه ارسلها لهم عبيد الله بن زياد وكان عبيد الله بن زياد قد قتل ( عروه بن أوديه ) أخو ابي بلال مرداس بن اوديه قتله لماذا ؟ لان عروه وعظ عبيد الله بن زياد علانيه فاعتبر بن زياد هذا من الجرأه علي السلطان فأمر بالقبض عليه وأمرهم بقطع يديه ورجليه وكذلك امر هذا الطاغيه رجاله بقتل بنت عروه بن أوديه . وكان بن زياد أيضا سجن ابا بلال ولكنه اطلقه بعد ذلك بشفاعه نسيبه صاحب السجن .
| وصية معاوية رضي الله عنه لـ يزيد |
في السنه الــ 60 من الهجره مرض معاويه رضي الله عنه فلما أحس بدنو الاجل دعا ابنه يزيد كما قال الامام الطبري في تاريخيه وأوصاه وقيل بل كان يزيد خارج دمشق في قريه ( حوارين ) وهي من قري دمشق ولذلك أوصي معاويه الي ( الضحاك بن القيس الفهري ) صاحب الشرطه و ( مسلم بن عقبه المري الغطفاني ) أوصاهما بابلاغ يزيد بهذه الوصيه فما هي وصيه معاويه رضي الله عنه لابنه يزيد ؟
قال له : يا بني ، إني قد كفيتك الرحلة والترحال ، ووطأت لك الأشياء ، وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك أعناق العرب ، وإني لأتخوف عليك أن ينازعك فِي هذا الأمر الذي اسندت ( استتب ) لك إلا أربعة نفر من قريش : الحسين بن علي ، وعَبْد اللَّهِ بن عمر ، وعَبْد اللَّهِ بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، فأما عَبْد اللَّهِ بن عمر( فرجل ) قد وقذته العبادة ، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك ، وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه ( انظروا الي فقه الواقع هذا فقه الواقع هذا معاويه رضوان الله عليه انظروا كيف يتوقع ما سيحدث هذا رجل السيايه الاول معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه ) ، فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه ، فإن له رحما ماسة وحقا عظيما ، وأما ابن أبي بكر ( ان راي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ) فليست له همة إلا فِي النساء واللهو ، فإن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ، وأما الذي يجثم جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب ، فإذا أمكنته فرصة وثب فابن الزبير ، فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربا إربا.
هذه وصيه عظيمه ويعرف ماذا سيحدث رضوان الله عليه .
ابن كثير في البدايه والنهايه أورد كذلك في تاريخيه وصيه معاويه لابنه يزيد أوصاه فيه بأهل المدينه ومكه فقال له : واعرف شرف أهل المدينة ومكة فإنهم أصلك وعشيرتك ، واحفظ لأهل الشام شرفهم ; فإنهم أنصارك وحماتك وجندك الذين بهم تصول ، وتنتصر على أعدائك ، وتصل إلى أهل طاعتك.
ونحن سوف ننظر هل فعل يزيد بوصيه ابيه أم لا .
عند الكلام عن سادتنا الصحابه رضوان الله عليهم يجب علي المرء المسلم أن يتوخي الدقه والحذر لماذا ؟
حتي لا يخطئ ولو من دون قصد في حق أحدهم فمكانتهم عندنا نحن أهل السنه والجماعه مكانه عظيمه جليله ولذلك وفي هذا الخصوص فأني أطمئن أكثر ما أطمئن الي ما يقوله الامام الحافظ بن كثير ولا يعني هذا طبعا ان كتابه يرحمه الله خال من الاخطاء ولكني أعتقد أنه من أكثر المؤرخين حرصا ودقه عند الكلام عن هذه الحقبه التاريخيه من تاريخ الدوله الامويه الكبيره أيضا يقول بن كثير يرحمه الله عن وصيه معاويه رضوان الله عليه لابنه يزيد يقول :
كان يزيد في الصيد ، فاستدعى معاوية الضحاك بن قيس الفهري - وكان على شرطة دمشق ( وصاحب الشرطه مثل وزير الداخليه في هذه الايام ) ( واختلفوا في صحبه الضحاك بن القيس هل له صحبه ام لا ولكن هناك قول انه ولد قبل وفاه الرسول صلي الله عليه وسلم بـ سبعه اعوام ) ومسلم بن عقبة ( المري الغطفاني ) فأوصى إليهما أن يبلغا يزيد السلام ويقولان له يتوصى بأهل الحجاز، وإن سأله أهل العراق في كل يوم أن يعزل عنهم عاملا ويولي عليهم عاملا فليفعل، فعزل واحد أحب إليك من أن يسل عليك مائة ألف سيف، وأن يتوصى بأهل الشام، وأن يجعلهم أنصاره، وأن يعرف لهم حقهم، ولست أخاف عليه من قريش سوى ثلاثة، الحسين، وابن عمر، وابن الزبير.
ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي بكر، وهذا أصح، فأما ابن عمر فقد وقدته العبادة، وأما الحسين فرجل ضعيف وأرجو أن يكفيكه الله تعالى بمن قتل أباه وخذل أخاه، وإن له رحما ماسة وحقا عظيما، وقرابة من محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أظن أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه، فإن قدرت عليه فاصفح عنه فإني لو صاحبته عفوت عنه.
وأما ابن الزبير فإنه خب ضب فإن شخص لك فانبذ إليه أن يلتمس منك صلحا،: فإن فعل فاقبل منه، واصفح عن دماء قومك ما استطعت.
وصيه عظيمه يعني يحذرهم من بن الزبير ولكن قال إذا استسلم لك وطلب منك الصلح فاعفو عنه هذه الوصيه ايها الاخوه في حد ذاتها درس عظيم في السياسه يقولون فلان يفهم في فقه الواقع أي واقع الله يهديك هذا هو فقه الواقع نعم هذا من يعرف فقه الواقع في الوقت الذي لم يكن هناك فضائيات ولا صحف ولا انترنت مثل وقتنا هذا ولا فلان محلل سياسي ولا مفكر تأملوا هذه الوصيه لابنه يزيد عندما قال له عن أهل العراق لو سألوه أن يعزل عنهم عاملا ويولي عليهم عاملا فليفعل الان بعض ولاه الامر الله يوفقهم تتذمر الرعيه من وزير أو مسئول أو محافظ وهو متمسك به مثل ما يقول الناس في المثل العامي مافي البلد الا هذا الولد مايصير فربما لو ذهب هذا المسئول تسكن نفوس الناس فربما يكون متعسفا خلاص أخذ فرصته مشه الله يوفقه حتي لا تؤلب عليك الناس نعم
وانظروا أيضا نظرته في الحسين رضي الله عنه وعن أبيه عندما قال وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه و وأما الحسين فرجل ضعيف وأرجو أن يكفيكه الله تعالى بمن قتل أباه وخذل أخاه . يتكلم عن اهل العراق وهذا ما سوف يحدث للحسين رضوان الله عليه
| وفاة معاويه رضوان الله عليه وتولي يزيد والمشاكل التي ترتبت علي ذلك|
معاويه رضوان الله عليه توفي في رجب من سنه 60 ودفن في دمشق وصلي عليه أبنه يزيد وقيل بل لم يكن يزيد موجودا فصلي عليه ( الضحاك بن قيس الفهري ) وكان قد جاوز الثمانين عاما رضي الله عنه .
وبوفاه معاويه رضوان الله عليه بويع ليزيد بن معاويه بالخلافه وكان عمره 34 عاما وابتدأ عهده بتثبيت ولاه أبيه علي الامصار ثم أجتهد في أخذ البيعه له من الثلاثه الذين لم يبايعوه فكتب ألي ابن عمه والي المدينه المنوره ( الوليد بن عتبه بن أبي سفيان ) يأمره بأن يأخذ بيعه الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمر رضي الله عنهم فأرسل الوليد بن عتبه الي الحسين وبن الزبير ليقدما عليه ليبايعا فجائه الحسين رضي الله عنه وقال له مثلي لا يبايع سرا ولكن إذا اجتمع الناس للبيعه بايعنا معهم . أما ابن الزبير رضي الله عنه فأنه لم يحضر وغادر مع جماعته الي مكه فأرسلوا وراءه الخيل ولكنه فاتهم لم يلحقوه ثم بعده بيوم تبعه الحسين الي مكه ومعه أهله وبنوه ولكن ( محمد بن علي بن أبي طالب ) محمد بن الحنفيه لم يخرج معه ونصح أخاه الحسين وطلب منه ان يتوخي الحذر فقال له الحسين رضي الله عنه جزاك الله خيرا فقد نصحت وأشفقت . ولم يكن عبد الله بن عمر في المدينه فلما ارسلوا له ليبايع قال أذا بايع الناس بايعنا معهم وهذا ما قاله معاويه رضوان الله عليه قال اذا اجتمع الناس أجتمع معهم عبد الله بن عمر .
وفي طريقهم الي مكه إلتقي الحسين وابن الزبير بابن عمر و عبد الله بن عباس رضي الله عنهم وعن ابائهم فأخبراهما بموت معاويه والبيعه ليزيد فقال لهم بن عمر قال للحسين بن علي و عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما اتقيا الله ولا تفرقن جماعه المسلمين ثم واصل بن عمر وبن عباس الطريق الي المدينه فلما بايع الناس بايع بن عمر رضي الله عنه فما كان يدعو الي فرقه رضي الله عنه .
يزيد بن معاويه بعد هذه الاحداث قام بعزل ابن عمه ( الوليد بن عتبه بن أبي سفيان ) عن إمره المدينه بسبب عدم أخذ بيعه الحسين وبن الزبير وعين مكانه ( عمرو بن سعيد بن العاص ) وأمره ان يرسل جيشا لقتال بن الزبير في مكه فأرسل جيشا قوامه 2000 رجل بقياده ( عمرو بن الزبير بن العوام ) أخو عبد الله بن الزبير وكان عمرو علي خلاف مع أخيه عبد الله وفي مكه تواجه الجيشان وهزم عبد الله بن الزبير جيش يزيد وأسر أخاه عمرو بن الزبير وسجنه وضربه بالسياط وقيل أنه مات في سجنه متأثرا من ذلك .
| الحسين بن علي رضي الله عنه |
نريد الان ان نتكلم عن شخصيه مهمه عن الحسين بن علي رضوان الله عليهم ولد الحسين في السنه الرابعه من الهجره وقتل شهيدا يرحمه الله في العاشر من محرم من سنه 61 وفي مسند الامام احمد بن حنبل وردت عده احاديث عن الحسين رضوان الله عليه نذكر بعضها مثلا :
الحديث الذي رواه أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ , وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً وَيَلْثِمُ هَذَا مَرَّةٌ , حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ لَتُحِبُّهُمَا , فَقَالَ : " مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي " . يعني بذلك الحسن والحسين
وفي مسنده ايضا روي الامام احمد عن عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. وصححه الشيخ الألباني، وفي رواية: وفاطمة سيدة نسائهم، إلا ما كان لمريم بنت عمران.
وفي المسند أيضا قال الامام احمد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وفي المسند أيضا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ مَلَكَ الْمَطَرِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ امْلِكِي عَلَيْنَا الْبَابَ لَا يَدْخُلْ عَلَيْنَا أَحَدٌ قَالَ وَجَاءَ الْحُسَيْنُ لِيَدْخُلَ فَمَنَعَتْهُ فَوَثَبَ فَدَخَلَ فَجَعَلَ يَقْعُدُ عَلَى ظَهَرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى مَنْكِبِهِ وَعَلَى عَاتِقِهِ قَالَ فَقَالَ الْمَلَكُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُحِبُّهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَجَاءَ بِطِينَةٍ حَمْرَاءَ فَأَخَذَتْهَا أُمُّ سَلَمَةَ فَصَرَّتْهَا فِي خِمَارِهَا قَالَ قَالَ ثَابِتٌ بَلَغَنَا أَنَّهَا كَرْبَلَاءُ
( حديث ضعيف )
وفي حديث أيضا رواه الامام البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ فَقَالَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا.
وفي مكه المكرمه كانت مكانه الحسين رضي الله عنه أكبر من مكانه بن الزبير رضي الله عنه ولكن بعد أن ألحق بن الزبير الهزيمه بالجيش الذي أرسله يزيد كبرت مكانه بن الزبير عند أهل الحجاز وأن لم ترقي الي منزله الحسين في قلوبهم الذي قال عنه بن كثير فليس علي وجه الارض يومئذ أحد يساميه ولا يساويه .
| بدايه المراسلات بين الكوفه والحسين وبعث مسلم بن عقيل لهم |
ولما سمع الناس بموت معاويه وخلافه يزيد أخذوا يتوافدون علي الحسين ويأتون مجلسه ويستمعون إليه ثم أخذت بعد ذلك الكتب ترد الي الحسين من العراق بعد وفاه معاويه أخذوا يرسلون إليه بالكتب كما توقع معاويه وأرسلوا إليه الوفود يستعجلونه بالقدوم عليهم وكتبوا إليه في كتبهم ( فإذا شئت فاقدم علي جند لك مجنده والسلام عليك ) وكتبوا إليه أنهم فرحوا بموت معاويه وأنهم لم يبايعوا احدا وطلبوا منه سرعه القدوم عليهم ليبايعوه ولذلك عزم الحسين رضي الله عنه علي أرسال بن عمه ( مسلم بن عقيل بن أبي طالب ) ليتأكد له من حقيقه الوضع في العراق وفي الكوفه بالذات فأن كان القوم جادون فليبعث أليه لكي يقدم عليه .
كان أمير الكوفه في ذلك الوقت الصحابي الجليل ( النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبه الخزرجي الانصاري ) رضي الله عنه وعن أبيه ولما وصل مسلم بن عقيل الي الكوفه توافد عليه الشيعه ليبايعوه علي أمره الحسين وبلغ عدد من بايعه منهم قرابه 18 ألف وهو عدد عظيم فلما رأي مسلم بن عقيل ذلك هاله ما رأي وكتب ألي الحسين يخبره بالوضع ويطلب منه سرعه القدوم ألي العراق فتجهز الحسين للمسير الي العراق فبعد هذه الرساله و 18 ألف رجل تجهز رضوان الله عليه للخروج .
النعمان بن بشير رضي الله عنه كان مثل المغيره بن شعبه رضي الله عنه لا يريد سفك الدماء ولكنه حذر أهل الكوفه وقال لهم قولته المشهوره والله الذي لا أله إلا هو لان فارقتم أمامكم ونكثتم بيعته لاقتالنكم ما دام في سيفي قائمته .
أريد ان أتوقف قليلا عند كلمه هذا الصحابي الجليل نعمان بن بشير لكي نعرف مدي فقه هذا الرجل هذا الصحابي فهذا الصحابي يعرف الفرق الكبير أيها الاخوه بين الحسين بن علي وبين يزيد بن معاويه لامجال للمقارنه علي الاطلاق بين الحسين ويزيد ولكن هذا الصحابي الجليل الذي عاصر أحداث الفتنه الكبري هذا الصحابي الجليل الفقيه يعرف حقوق ولي الامر الذي أخذت له البيعه وان كان ولي الامر يزيد ! يبقي ولي الامر أخذت له البيعه بويع ويعرف أيضا خطوره نقد البيعه والخروج علي ولي الامر ولذلك حذر رضي الله عنه أهل الكوفه من مغبه الخلاف .
هذه طبعا الانباء والتطورات في العراق وصلت الي يزيد بن معاويه وكان يزيد يبغض عبيد الله بن زياد وكان عازما علي عزله فلما سمع بالتطورات الخطيره في العراق وتردد النعمان بن بشير في مواجهه أهل الكوفه قام بعزله وضم الكوفه الي أمير البصره عبيد الله بن زياد فأصبح بن زياد أميرا علي العراق .
| الشيعه تخذل مسلم بن عقيل وتتخلي عنه |
دخل بن زياد الي الكوفه متلثما بعمامه سوداء ومعه 17 رجل من أتباعه وتوجه الي قصر الاماره ثم وفي أمور يطول شرحها توجه الي الجامع وخطب في الناس وحذرهم من الفتنه وحضهم علي الطاعه وكان همه أن يقبض علي مسلم بن عقيل , ولما علم مسلم بن عقيل بوصول بن زياد أستنفر أتباعه فتجمع له ما يقارب 4000 من الشيعه وسار الي عبيد الله بن زياد في هذا الجيش الذي رتبه الي ميمنه وميسره وقلب وكان بن زياد يخطب الناس في الجامع ومعه الزعماء والامراء وكبار القوم فلما بلغه مسير مسلم بن عقيل ذهب ومن معه ألي قصر الاماره وأغلقوا باب القصر وفي القصر طلب بن زياد ومن معه من اشراف القوم وسادتهم بأن يخذلوا قبائلهم عن مسلم بن عقيل وكان معه كما قلنا من الشيعه قرابه الـ 4000 فلما خذلوهم وخوفوهم من جند الشام الذين سيأتون من دمشق مدد لــ بن زياد أخذ أصحاب الشعارات والهتافات ينفضون عن بن عم حفيد رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي بلغوا 500 بعد ان كان عددهم 4000 ثم بعد قليل أصبحوا 300 حتي وصلوا الي 30 فقط فصلي بهم المغرب وبعد الصلاه أصبحوا 10 ثم إنصرفوا عنه فبقي يرحمه الله وحيدا تائها لا يعرف أين يذهب في هذه المدينه وانتهي به الامر الي بيت امرأه وكانت أم ولد لــ ( الاشعث بن قيس الكندي ) سيد كنده في زمانه , ولم تكن هذه المرأه تعرف مسلم بن عقيل فطرق الباب وسألها علي ان تسقيه الماء فلما أحضرت له الماء لم ينصرف بعد شربه للماء أسترابت في أمره فقال لا أنا مسلم بن عقيل كذبي هؤلاء القوم وغروني طبعا رقت لحاله وآوته في بيتها . وكان لها ولد ولكن ليس من الاشعث وكان مع الشيعه الذين خرجوا مع مسلم بن عقيل فلما عاد ابنها ألي المنزل عرف بأن أمه تؤي رجل غريبا فلما سألها عنه فأخبرته أنه مسلم بن عقيل وفي الصباح ذهب أبنها الي ( عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث بن قيس الكندي ) وأخبره بالامر فذهب عبد الرحمن الي أبيه محمد بن الاشعث , اخبره الامر وكان في مجلس بن زياد فأسر له بالأمر فلما أستعلم منه أبن زياد عن الامر أخبروه فأرسل صاحب الشرطه ( عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي ) ومعه ( محمد بن الاشعث ) وولده ( عبد الرحمن بن محمد ) ومعهم قرابه الـــ 80 فارسا وحاصروا مسلم بن عقيل في الدار التي كان ملتجأ بها فدخلوا عليه فقاتلهم هذا الهاشمي الباسل قتالا شديدا ولكنهم تكاثروا عليه وأثخنوه بالجراح فخرج اليهم بسيفه بعد أن اشعلوا النار في البيت ورموه بالحجاره فأعطاه ( عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث ) الامان وبعد أن استسلم لهم عرف يرحمه الله أنهم سيقتلونه فبكي وقال انا لله وانا اليه راجعون فقالوا له ان من يطلب مثل هذا الامر لا يبكي فقال أما والله لست أبكي علي نفسي ولكن ابكي علي الحسين و آل الحسين أنه قد خرج أليكم اليوم أول أمس من مكه وبعد ذلك قال لمحمد بن الاشعث ان استطعت أن تكتب للحسين علي لساني تأمره بالرجوع فافعل , وبالفعل كتب بن الاشعث وبعث للحسين يأمره بالرجوع ولكن الحسين لم يصدق ما جاء به ( اياس بن العباس الطائي ) رسول بن الاشعث وواصل مسيره الي العراق .
| قتل مسلم بن عقيل |
أخذوا مسلم بن عقيل الذي أثخنته الجراح الي عبيد الله بن زياد في قصر الاماره ودارت بين الاثنين محاوره رائعه ثم امر بن زياد بعد ذلك بقتل مسلم بن عقيل يرحمه الله فأخذوه ألي أعل القصر وهو يكبر ويهلل ويسبح ويستغفر ويقول اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وخذلونا يعني بذلك الشيعه من أهل الكوفه . ثم أنهم ضربوا عنقه يرحمه الله وألقوا برأسه ثم أتبعوا الرأس بالجسد وقتلوا معه جماعه كانوا قبضوا عليهم وأرسلوا بالرؤوس الي يزيد بن معاويه في الشام نعم
هذه الاحداث أيها الاخوه وردت بها روايات كثيره وتضمنت علي تفاصيل عجيبه لن أخوض كثيرا في التفاصيل ولن أتطرق الي الكثير من الروايات ولكن لا بأس بذكر نبذه مختصره ودقيقه قدر الامكان عن هذه الاحداث . اذن نقول قتل مسلم بن عقيل في يوم عرفه من سنه 60 وكان الحسين رضي الله عنه قد خرج بأهله وجماعته من مكه يوم العاشر من ذي الحجه من سنه 60 متوجها ألي العراق وهو قبل ذلك كما قلنا قد وصل الي مكه من المدينه عندما غادر المدينه وصل ليله الجمعه الثالث من شعبان يعني بقي شعبان تقريبا و رمضان وذي القعده وذي الحجه .
| خروج الحسين رضوان الله عليه الي العراق |
نصح الكثير من الناس الحسين بألا يخرج ألي العراق لأن أهل العراق خذلوا أباه وأخاه من قبله رضوان الله عليهما ولما بلغت الاخبار يزيد في الشام بوفود وورود كتبهم الي الحسين يحضونه علي الخروج اليهم ليكونوا بنصرته وبيعته كتب يزيد ألي عبد الله بن عباس رضي الله عنه يطلب منه نصح الحسين عن الفرقه وأرسل يزيد الي عبد الله بن عباس وألي القرشيين في مكه والمدينه قصيده جاء فيها يقول :
يا قومنا لا تشبوا الحرب إذ مسكت * ومسكوا بحبال السلم
واعتصموا قد جرب الحرب من قد كان قبلكم * من القرون وقد بادت بها الأمم
فأنصفوا قومكم لا تهلكوا برحا * فرب ذي برح زلت به القدم
فــ عبد الله بن عباس كتب الي يزيد يطمنئه بأنه سوف يثني الحسين عن الاستماع ألي أهل العراق ثم ذهب ألي الحسين ينصحه بعدم الخروج وقال له ان أهل العراق قوم غدر فلا تغترن بهم ولكن الحسين رضي الله عنه شكره علي نصيحته وقال له والله انب لأعلم أنك ناصح شفيق ولكني قد عزمت علي المسير وقال له عبد الله بن عباس ان كان ولا بد فلا تأخذ معك اولادك ونسائك فــ والله اني خائف ان تقتل كما قتل عثمان ونسائه وولده ينظرون اليه , نصيحه حكيمه من حبر الامه وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس وكذلك ايضا صنع عبد الله بن عمر رضي الله عنه فأنه لما علم بخروج الحسين لحقه علي مسيره ثلاث ليال فقال له أين تريد قال العراق فقال له لا تأتهم فأبا الحسين رضي الله عنه وقال له بن عمر رضي الله عنه أني محدثك حديثا أن جبريل أتي النبي صلي الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والاخره فختار الاخره ولم يريد الدنيا وانك بضعه من رسول الله والله ما يلها أحد منكم ابدا وما صرفها الله عنكم الا للذي هو خير لكم , ولكن مع ذلك وبعد الذي سمعه من عبد الله بن عمر رفض الحسين ان يرجع فاعتنقه بن عمر وبكي وودعه , والحديث عن نصح الحسين يطول فقد نصحه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وحذره من الخروج وغيره نصحوه ولكن نكتفي بما ذكرنا من الذين تقدموا الي الحسين رضي الله عنه ينصحونه بعدم الخروج الي العراق .
خرج الحسين رضي الله عنه من مكه الي العراق ومعه أهل بيته وستون رجلا من أهل الكوفه ولما عرف كبار الامويين بخروج الحسين رضي الله عنه انزعجوا جدا وانزعجوا خوفا علي الحسين لا خوفا من الحسين انما خوفا علي الحسين , كتبوا الي عبيد الله بن زياد كتب أليه يزيد بن معاويه أليه يقول : بلغني أن حسيناً قد سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلاد وابتليت به من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبداً كما تعتبد العبيد .
أيضا مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميه كتب ألي عبيد الله بن زياد ماذا قال له قال : أما بعد فإن الحسين بن علي قد توجه إليك، وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين، وإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ولا ينساه العامة، ولا يدع ذكره، والسلام عليك
لما نقول لكم التاريخ السياسي للدوله الامويه والتاريخ السياسي للدوله العباسيه والتاريخ السياسي للمغرب والاندلس والتاريخ السياسي للدوله العثمانيه لماذا نقول ذلك هذه العبر هذه الكلمات هذه المواقف انظروا الي كلمه مروان بن الحكم في ( اياك ان تهيج علي نفسك ما لا يسده شئ ما لا ينساه العامه ولاتدع ذكره . والسلام ) كلمه حكيمه من هؤلاء الذين يفهمون فقه الواقع هؤلاء الساسه الكبار .
وكتب الي عبيد الله بن زياد أيضا عمرو بن سعيد بن العاص وهذا من رؤوس بني أميه قال له : أما بعد فقد توجه إليك الحسين وفي مثلها تعتق أو تعود عبداً تسترق كما يسترق العبيد
وبن كثير أيضا روي ان يزيد كتب الي عبيد الله بن زياد قائلا : قد بلغني أن الحسين قد توجه إلى نحو العراق، فضع المناظر والمسالح، واحترس واحبس على الظنة وخذ على التهمة، غير أن لا تقتل إلا من قاتلك، واكتب إلي في كل ما يحدث من خير والسلام.
لكن بن زياد لم يكتب ليزيد كما سنشاهد بعد ذلك .
الحسين رضي الله عنه واصل طريقه الي العراق ونزل في مكان اسمه ( ذو حسم ) ونصبوا خيامهم فجائهم ( الحر بن يزيد التميمي ) في ألف فارس وهم مقدمه لجيش بن زياد والتقي الحسين بالحر بن يزيد فقال له الحر قد أمرنا اذا نحن لقيناك ان لا نفارقك حتي نقدمك علي عبيد الله بن زياد فقال له الحسين الموت أدني من ذلك وكان الحر بن يزيد يتحاشا قتال الحسين وكان يقول للحسين لعل الله ان يأتي بأمر يرزقني فيه العافيه من أن أبتلي بشئ من أمرك , وكان يقول للحسين ايضا يا حسين اني أذكرك الله في نفسك فأني أشهد الله لان قاتلت لتقتلن ولأن قوتلت لتهلكن , الجيش اكثر منك جيش العراق جيش عبيد الله بن زياد وانت معك شرذمه قليله ثم بعد ذلك أقبلت جماعه من أربعه رجال من الكوفه قدموا علي الحسين فأخبروه بما جري لـ مسلم بن عقيل فا ترحم عليه وعلي من قتل معه ودعا لهم بالجنه ثم واصل الحسين رضي الله عنه مسيره والحر بن يزيد التميمي يسايره ومن معه من فرسان حتي وصل الحسين الي ( نينوي ) ثم في يوم الثالث من محرم سنه 61 وصل ( عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي ) بـ 4000 الاف مقاتل جيش رهيب بالنسبه لمن مع الحسين ما في ابدا تكافؤ وكان بن زياد قد جهز هؤلاء الـ 4000 لقتال الديلم فعسكروا بالكوفه ثم جائهم أمر بن زياد بالمسير ألي الحسين وصحبه فأذا فرغوا منهم ساروا الي الديلم فاستعفاه عمر بن سعد من هذه المهمه مهمه قتال الحسين ولكن بن زياد قال له ان شئت أعفيتك وعزلتك عن ولايه هذه البلاد التي قد استبلتك عليها فقال له بن سعد أمهلني حتي أنظر في أمري ويقولون ان عمر بن سعد لم يستشر احدا الا أشار عليه بعدم المسير الي الحسين حتي أن ابن أخته ( حمزه بن المغيره بن شعبه ) قال له اياك ان تسير الي الحسين فتعصي ربك وتقطع رحمك فا والله ان تخرج من سلطان الارض كلها احب اليك ان تلقا بدم الحسين ثم أخذ عبيد الله بن زياد يضغط علي عمر بن سعد وأخذ يتهدده ويتوعده بالعزل والقتل فخضع عمر بن سعد للضغوط وسار بمن معه الي الحسين رضي الله عنه ولما ذهب أليه ألتقا الحسين بــ عمر بن سعد وبعد كلام طويل قال له الحسين أما ان تدعني اذهب الي يزيد في الشام فأضع يدي بيده أو تدعني أرجع الي الحجاز أو أذهب الي بعض الثغور لاقاتل الترك فكتب عمر بن سعد الي عبيد الله بن زياد بذلك فقبل بن زياد ولكن الخبيث ( شمر بن ذي الجوشن ) قال لا والله حتي ينزل علي حكمك هو وأصحابه فوافقه بن زياد علي هذا الرأي الخبيث و ( شمر ) هذا من بطانه السوء لوالي سئ أيضا .
بعث عبيد الله بن زياد شمر بن ذي الجوشن الي الحسين رضي الله عنه وذو الجوشن لقب لــ شراحبيل بن الاعور بن معاويه بن كلاب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه لقب بـ ذي الجوشن لان صدره كان ناتئا وكان ذو الجوشن من شعراء بني عامر وفرسانها وفد علي الرسول صلي الله عليه وسلم من بعد غزوه بدر ولكنه لم يسلم وأسلم بعد ذلك .
قال بن زياد الي شمر ان لم يجيئ الحسين ومن معه علي حكمي والا فمر بن سعد بقتالهم فأن تباطئ فاضرب عنقه وتولي قياده الجيش مكانه وكان قد أخذوا من بن زياد أمنا للعباس و عبد الله عثمان وجعفر من ابناء الحسين لماذا لان أمهم هي أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعه وعلي ذلك تكون من قوم شمر بن ذي الجوشن ولما وصل شمر الي عمر بن سعد قال له عمر أبعد الله دارك وقبح ما جئت به والله لاظنك الذي صرفته عن الذي عرضت عليه من أمور الثلاثه التي طلبها الحسين فقال له شمر هل ستقاتلهم ان انت تاركهم لي فقال له بل سأقاتلهم .
في مساء الخميس التاسع من محرم من سنه 61 سار القوم لقتال الحسين وأصحابه وقال شمر أين بني أخوتنا لابن أخي فقاموا له الاشقاء الاربعه أبناء علي بن أبي طالب وقالوا له ان امنتنا وبن رسول الله صلي الله عليه وسلم والا فلا حاجه لنا بأمانك ثم أمر عمر بن سعد الفرسان بالركوب والقوات بالزحف وكان ذلك بعد صلاه العصر وقبل أن ينشب القتال أرسل لهم الحسين أخاه العباس بن علي في عشرين فارسا ليستعلم منهم عن أمرهم فقالوا اما ان تأتوا علي حكم بن زياد وأما ان نقاتلكم ثم أتفقوا علي ان ينصرفوا هذا المساء حتي ينظر الحسين في أمره ويخبرهم في الصباح ثم ان الحسين رضي الله عنه أوصي أهله وخطب في أصحابه ثم أخذوا يصلون ويستغفرون ويدعون ( عرف انها النهايه الموت ) .
| معركة كربلاء الاليمه وقتل الحسين بن علي رضوان الله عليه |
وفي يوم الجمعه العاشر من محرم سنه 61 وبعد أن صلوا الصبح أستعد الطرفان للقتال وكان مع الحسين بن علي رضي الله عنهما أثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا وكان الحر بن يزيد التميمي وقرابه الثلاثين رجلا من جيشه قد أنضموا الي الحسين لما أبا القوم تخيره في احد الامور الثلاثه .
ولا أريد ايها الاخوه تفصيل مما حدث لابن رسول الله ولاخوته وأبنائه وأبناء عمومته وأصحابهم فالأمر رهيب من هوله كما يقولون تنفطر منه القلوب .
أشتعل القتال في كربلاء وكربلاء أرض في مكان أسمه الطف وقاتل الحسين ومن معه بشجاعه فائقه ولكن ماذا يفعل العشرات أمام الاف وأستمر القتال ومن مع الحسين يتساقطون صرعي حتي بقي رضي الله عنه وحيدا جريحا شاهرا سيفه وكانوا يحجمون عن مواجهته والاجهاز عليه ولا يريد أي منهم أن يقتله حتي لا يبؤ باثمه ولكن أحد الاشقياء تجرأ عليه فضربه بالسيف علي راسه وأثخنت الجراح الحسين رضي الله عنه وأحاط القوم بالحسين بن علي رضي الله عنه ولكنهم كانوا لا يقدمون علي مهاجمته حتي صاح بهم عدو الله ورسوله شمر بن ذي الجوشن يحرضهم علي الهجوم فحملوا عليه واعتوروه بسيوفهم ورماحهم ثم طعنه الخبيث سنان بن أبي عمرو بن أنس النخعي بالرمح فوقع الحسين رضي الله عنه ثم نزل إليه وذبحه وأحتز رأسه الطاهر .
صوره مرسومه لمعركه كربلاء التي استشهد فيها الحسين رضي الله عنه
وهذا الرسم نقلته من احد المواقع الشيعيه وطبعا لا نعول عليها كثيرا ولكن الرسم في مجمله جميل ومعبر ويبين مدي عدم التكافؤ بين الفريقين مما ادي الي هذه المأساه .
روايات عديده قيلت في هذه الحادثه الرهيبه الاليمه ولكن لا بأس بما ذكرنا وفي روايه انه لما تكاثروا عليه خرجت زينب بن علي أمها فاطمه الزهراء شقيقه الحسن والحسين فنظرت الي عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي وقالت له يا عمر أرضيت ان يقتل أبو عبد الله وأنت تنظر فبكي حتي تحادرت دموعه علي لحيته فصرف وجهه عنها .
والان يقول قائل كيف يقاتله ويبكي عمر بن سعد : عمر بن سعد مسلم يعرف حق الحسين بن علي ومكانته ولكنه فرط في كل ذلك علي الرغم من نهي كل من استشاره بعدم التوجه بالجيش الي الحسين وعرف انه سيبوء بدم الحسين ولم يصنع مثل ما صنع والده الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما أعتزل الفتنه وعمر بن سعد قرشي زهري فرط في حق الحسين في الوقت الذي أخذ الخبيث شمر بن ذي الجوشن العامري امانا من عبيد الله بن زياد لابناء علي بن ابي طالب من أم البنين بنت حزام العامريه وصنيع بن سعد ذلك لانها عامريه ومن أجل مكاسب دنيويه ذائله فرط في كل شئ من أجل هذه الولايه التي سيعطها له عبيد الله بن زياد .
شمر بن ذي الجوشن الخبيث أراد ان يقتل علي الاصغر بن الحسين وعلي الاصغر هو علي زين العابدين بن الحسين وكان أخوه علي الاكبر قتل في المعركه وكان زين العابدين صغيرا مريضا ولكنهم منعوا الخبيث من قتله ثم جاء عمر بن سعد وقال لا يدخل علي هؤلاء النسوه أحد ولا يقتل هذا الغلام احد ومن أخذ من متاعهم شئ فليردهم عليهن فقال له الغلام جزيت خيرا . غلام مسكين خائف علي بن الحسين قال لهذا الجبار جزيت خيرا فدفع الله عني بمقالتك شرا ولكن أين دعوه الغلام الخائف من دعوه ابيه الحسين عندما قال اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تذر علي الارض منهم أحدا وكان رضي الله عنه قد دعي عليهم دعاء بليغا ولا قال كافرين فما كفرهم .
لما قتلوا الحسين وجاؤوا برأسه الطاهر جاء الخبيث سنان بن أبي عمرو بن انس النخعي الي فسطاط عمرو بن سعد فنادا بأعلي صوته أوقر ركابي فضه وذهبا انا قتلت الملك المحجب قتلت خير الناس اما وأبا وخيرهم اذ ينسبون نسبا .
هذا الخبيث سنان بن ابي عمرو به لوثه فب عقله كما يقولون فقال له عم بن سعد وليك انت مجنون لو سمعك بن زياد لقتلك
لم ينجو من أصحاب الحسين الا عقبه بن سمعان لما قال لهم بأنه مولي وهو مولي للرباب بنت أمرؤ القيس الكلبيه أم السيده سكينه بنت الحسين رضوان الله عليه فأطلقه بن سعد لانهم كانوا لا يقتلون العبيد والموالي .
وبعد يوم المعركه دفن جماعه من بني أسد كانوا يقيمون في تلك الناحيه أصحاب الحسين الـ 72 أما رؤسهم فأنها قد أرسلت الي بن زياد في الكوفه وكان قد قتل من جيش بن سعد 88 وعن محمد بن الحنفيه ان من قتل من أولاد فاطمه من بين ولد وحفيد 17 رجلا عليهم رحمه الله ورضوانه .
روي الامام البخاري عن أنس بن مالك قال :
أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين فجعل في طست فجعل ينكت وقال في حسنه شيئا فقال أنس كان أشبههم برسول الله صلي الله عليه وسلم وكان مخضوبا بالوسمه.
أمر الخبيث بن زياد برأس الحسين فانصب بالكوفه وطيف به بأزقتها ثم أرسل الرأس مع رجل أسمه ذحر بن قيس ومعه بقيه الرؤوس الي يزيد في الشام وكان مع ذحر جماعه من الفرسان فلما دخل علي زيد قال له ويحك ما وراءك فقال له أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك ونصره وقص له ما حدث في ذلك اليوم من قتل الحسين من معه فلما فرغ من حديثه دمعت عين يزيد وقال كنت أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين لعن الله بن سميه أما والله لو اني صاحبه لعفوت عنه ورحم الله الحسين ولم يصل الذي جاء برأس الحسين بشئ ولم يعطه مكافئه او مال .
ولما وضع الرأس بين يدي يزيد قال أما والله لو كنت صاحبك ما قتلتك ثم تمثل بقول الحصين بن الحمام بن ربيعه المري الغطفاني بقوله :
يفلقن هاما من رجال أعزة ..... علينا , وهم كانوا أعق وأظلما .
طبعا أنظروا ايه الاخوه يحيي بن الحكم بن أبي العاص بن أميه أخو مروان بن الحكم أموي من رجال بني أميه جزع جزعا شديدا لما رأي رأس الحسين
لهام بجنب الطف أدنى قرابة من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل
سمية أمسى نسلها عدد الحصى وبنت رسول الله ليس لها نسل
فضرب يزيد بن معاوية في صدر يحيى بن الحكم وقال اسكت لماذا جزع يحيي بن الحكم من مقتل الحسين أيها الاخوه أولا لمكانه الحسين في ذلك الوقت فلم يكن يوازيه رضي الله عنه في مكانته أحد ثانيا أقرب الناس الي بني أميه بن عبد شمس هم بنو هاشم فــ هاشم هو عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أخوان شقيقان وهذا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس لما زوج ابنه أسحاق من العاليه بنت ابي جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين وأبو جعفر هو ( عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ) وأم العاليه هي أمرأه من بني أميه لما زوج سليمان بن علي ابنه من العاليه بنت أبي جعفر المنصور قال له يابني قد زوجتك من اشرف الناس العاليه بنت أمير المؤمنين فقال له ولده اسحاق يا ابتي واسحاق هذا عباسي يقول لابيه من أكفائونا فقال له لقد زوجتك من أشرف الناس فالولد يسأل أباه يقول يا أبتي من أكفاؤنا قال له ابوه أعدائنا بني أميه .
انتهي الدرس [ 5 ]