ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    تعريف المعجم

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    تعريف المعجم Empty تعريف المعجم

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 10, 2013 12:36 pm

    تعريف المعجم
    قبل أن نوضح المراد بالمعجم عند المعجميين ،نبين أولاً معناه في اللغة.

    المعجم في اللغة :

    العجم : ضد العرب ، والأعجم : الذي لا يفصح ، وامرأة عجماء : بينة العجمة ، العجماء : البهيمة لأنها لا تتكلم ، وفي الحديث " جرح العجماء جبار " أي : هدر ، لا شئ عليها إن أتلفت شيئاً بالنهار أو الليل دون تفريط من مالكها ، والعجماء : كل صلاة لا يجهر فيها بالقراءة ، ولذلك سميت صلاتا الظهر والعصر بالعجماوين ، ويقال : استعجمت عن منطق السائل ، يقال للصبي ما دام لا يتكلم ولا يفصح : صبي أعجم ، والعجمة : معظم الرمل وأشده تراكماً ، سمي بذلك لتداخله واستبهام أمره على سالكه.

    قال ذو الرمة :

    حتى إذا جعلته بين أظهرها من عجمة الرمل أنقاء لها حبب

    من ذلك كله يتضح لنا أن مادة(ع ج م) تدل على الإبهام وخلاف الإيضاح ، ولكنا وجدنا اللغويين يقولون : تعجيم الكتاب : تنقيطه كي تستبين عجميته وتتضح ، وعلى ذلك فمعنى قولنا : أعجمت الكتاب أوضحته وبينته(1 ).

    ومن هنا يتضح لنا التناقض بين معنى الإبهام الكامن في الاستعمالات الأولى ، بمعنى الإيضاح في قولنا : أعجمت ، الكتاب.


    فما السر في مجيء الاستعمال الأخير بمعنى مخالف للمعنى الذي تدور حوله مادة (ع ج م) ؟

    أجاب عن هذا السؤال الإمام ابن جني (ت392هـ) فقال : إن قولهم أعجمت على وزن أفعلت ، والهمزة فيه وإن كانت في غالب أمرها إنما تأتي للإثبات والإيجاب ، نحو : أكرمت زيداً ، أي : أوجبت له الكرامة ، وأحسنت إليه، أي : أثبت له الإحسان ، فقد تأتي الهمزة أيضاً يراد بها السلب والنفي ، مثل أشكيت زيداً ، أي زلت له عما يشكوه .

    قال الشاعر يصف إبلاً قد أتعبها السير:

    تمد بالأعناق أو تلويها وتشتكي لو أننا نشكيها

    أي : لو أننا نزول لها عما تشكوه.

    ومثله قول الله عز وجل( إن الساعة آتية أكاد أخفيها) " طه :15" أي : أكاد أظهرها .


    وعلى ذلك يكون قولنا : أعجمت الكتاب معناه : أزلت منه استعجامه ، كما كان (أخفيها) : أزيل عنها خفاءها ، ونشكيها : بمنزلة ننزع لها ما تشكوه ،ونظيره أيضاً أشكلت الكتاب : أزلت عنه إشكاله( 2)

    وسبق عرض قول اللغويين : وتعجيم الكتاب: تنقيطه كي تستبين عجمته وتتضح ، ويقول أبو الهيثم : معجم الخط : هو الذي أعجمه كاتبه بالنقط (3) فالإعجام يأتي بمعني النقط .


    وسميت الحروف الهجائية : حروف المعجم ، مع أن بعضها ليس منقوطاً ، فكيف ساغ ذلك ؟


    قال ابن حني: " إنما سميت بذلك لأن الشكل الواحد إذا اختلفت أصواته فأعجمت بعضها وتركت بعضها ، فقد علم أن هذا المتروك بغير إعجام هو غيرذلك الذي من عادته أن يعجم ، فقد ارتفع ـ إذن ـ بما فعلوه عن الحرف بإعجام عليه ، أو بما يقوم مقام الإعجام في الإيضاح والبيان ، ألا ترى أنك إذا أعجمت الجيم بواحدة من أسفل ، والخاء بواحدة من فوق ، وتركت الحاء غفلاً ،فقد علم بإغفالها أنها ليست واحداً من الحرفين الآخرين ، أعني الجيم والخاء ، وكذلك الدال والذال، والصاد والضاد ، وسائر الحروف نحوها ، فلما استمر البيان في جميعها جازت تسميتة بحروف المعجم "(4 ).


    عرض ابن جني سؤالاً آخر فقال: ما معني قولنا : حروف المعجم؟ هل المعجم صفة للحروف هذه ، أو غير وصف لها؟


    وأجاب بقوله : إن ( المعجم) من قولنا : حروف المعجم ، لا يجوز أن تكون صفة( الحروف) هذه من وجهين :


    أحدهما : أن (حروفاً) هذه لو كانت غيرمضافة إلى المعجم لكانت نكرة، و(المعجم) معرفة كما تري ، ومحال وصف النكرة بالمعرفة .


    والثاني : أن (الحروف) مضافة إلى (المعجم)ومحال إضافة الموصف إلي صفته .
    والعلة في امتناع ذلك: أن الصفة هي نفس الموصوف في المعني،وإضافة الشيء إلى نفسه غير جائز .


    والصواب في ذلك أن المعجم مصدر بمنزلة الإعجام، كما تقول : أدخلته مدخلاً ، أي : إدخالاً ، فكأنهم قالوا : هذه حروف الإعجام وهذا أصوب من أن يذهب إلى أن قولهم : حروف المعجم ، بمنزلة قولهم : صلاة الأولى ، ومسجد الجامع ، لأن معني ذلك : صلاة الساعة الأولى ، أو الفريضة الأولى ، ومسجد اليوم الجامع : فالأولى غير الصلاة في المعنى ، والجامع غير المسجد في المعني أيضاً ، وإنما هماصفتان حذف موصوفهما، وأقيمتا مقامهما ، وليس كذلك ( حروف المعجم ) لأنه ليس معناه : حروف الكلام المعجم ، ولا حروف اللفظ المعجم ، إنما المعني أن الحروف هي المعجمة ، فصار قولنا: حروف المعجم ، من باب إضافة المفعول إلى المصدر ، كقولهم : هذه مطية ركوب، أي من شأنها أن تركب، وهذاسهم نضال، أي من شأنه أن يناضل به ، وكذلك (حروف المعجم) ، أي : شأنها أن تعجم( 5).


    فابن جني يذهب إلى أن لفظ (معجم) مصدر ميمي بمعني الإعجام ، أي إزالة العجمة والإبهام ، وأن إضافته ـ هنا ـ إلى (حروف) من باب إضافة المفعول إلي المصدر ، وليس لفظ (معجم) اسم مفعول ،يعربـ هنا ـ على أنه صفة لموصوف محذوف ، لأن الحروف هي المعجمة ، أي التي أزيلت عجمتها ، أي : إبهامها .

    المعجم اصطلاحاً :


    هو كتاب يضم كلمات لغة ما ، كلها أو جلها ، مرتبة ترتيباً خاصاً ، مشروحة بما يزيل خفاءها وإبهامها ، ومضبوطة ضبطاً يبين حركاتها وحروفها،مقرونة بما يوضح صيغها ، واشتقاقاتها ، وكيفية نطقها.


    جمعها : تجمع كلمة(معجم) جمع مؤنث سالم علي (معجمات) وهذامحل اتفاق بين جميع اللغويين .


    ويوجد جمع آخرلهذه الكلمة وهو ( معاجم) الذي يعد جمع تكسير، وقد اختلف في صحة هذا الجمع ، فبعض الباحثين يمنعونه بناء على منع سيبويه ـ ثم النحويين ـ تكسير كل اسم فاعل ومفعول إذا كانا مبدوءين بميم زائدة ، وإن قياسهما هو جمع التصحيح ، إلا وزن مُفْعِل المختص بالإناث مثل مرضع ونرد على هؤلاء بما يلي :

    أ ـ الذي قرره سيبويه أن الاسم الذي على وزن مفعول نحو : مضروب " الأكثر فيه أن يجمع جمع تصحيح ، وورد تكسيره قليلاً ، مثل مكسور ومكاسير ، ثم قال : " وكذلك مُفْعَل ومُفْعِل إلا أنهم قد قالوا : منكر ومناكير، مفطر ومفاطير، وموسر ومياسير "(6 ).

    ومعني كلام سيبويه أن الكثير هو جمعها جمع تصحيح ، ويجوز بقلة جمعها جمع تكسير.

    ب ـ ذكر الفارابي في مقدمة معجمه (ديوان الأدب) صيغ(مًفْعًٍ ل) بفتح الميم مع فتح العين وكسرها ، وهي صيغ تأتي لاسم الزمان والمكان والمصدر الميمي من الثلاثي مثل : مقتل ومنزل و(مُفْعَِ ل) بضم الميم مع فتح العين وكسرها وضمها ، وهي صيغ تأتي لاسم الزمان والمكان والفاعل والمفعول والمصدر الميمي من غير الثلاثي ، مثل : مرسل ، ومنجد ، ومدهبن ، و(مِفْعَل) بكسر الميم مع فتح العين، وتأتي هذه الصيغة لاسم الآلة ، مثل : مطرقة ثم قال الفارابي : "وجمعها جميعاً علي مفاعل ، إذا لم يكن حرف مدّ (بعد العين) وإلا فالجمع علي مفاعيل "( 7)، ومعني ذلك أنه يقرر قياسية هذا الجمع لا جوازه أو صحته فقط .

    ج ـ يفهم من عمل النحاة المتأخرين سواغ هذا الجمع ، فقد نص الأشموني على جمع مختار ومنفاد على مخاتر ومناقد(8 )، وتعقبوه بأن الصحيح مخاير ومقايد ، ولم يعترضوا على تكسير هذين الاسمين .

    د ـ أ وردت أسماء كثيرة مناظرة لجمع معجم على معاجم ، مثل : مصعب ومصاعب ، ومدرك ومدارك ، مفرد ومفاريد ، ومرسل ومراسيل، ومسند ومسانيد ... الخ .


    ملاحظة : كل جمع تكسير على وزن فعالل وشبهه يجوز ، زيادة الياء قبل آخره، وحذفها إن كانت نحو جعافر وجعافير ، وعصافر وعصافير ، إلا إذا أدى حذف الياء من آخره إلى اجتماع مثلين نحو : جلابيب ، وإلا الجمع المختوم بياء مشددة ، نحو : كراسي ، فلا يجوز زيادة الياء هنا ، ولا حذفها في ذلك .

    هـ ـ استعمل الصاغاني صاحب معجم التكملة كلمة (معاجم) جمع (معجم) في سرده لمصادر لفظ (معجم)( 9).


    كما حكي السيوطي قولاً لنجم الدين عمر بن فهد (ت885هـ) فيه جمع (معجم) على (معاجم) أيضاً( 10)


    هذا كله يؤكد صحة جمع كلمة (معجم) على (معاجم) ، ويبين لنا أنه لا حرج فيه يلجئنا إلى استعمال لفظ (معجمات) بدلاً منه( 11).

    بين مصطلحي المعجم والقاموس :


    عرفنا فيما سبق معنى المعجم في اللغة والاصطلاح ، ونشير هنا إلي أن هناك مصطلحاً آخر اشتهر بين الناس وهو : القاموس ، ويعنون به : المعجم سواء أكان خاصاً باللغة العربية ، أم بأي لغة أجنبية ، أم كان مزدوج اللغة ، وقبل أن نعرف منشأ هذا الترادف بين هذين المصطلحين ، نبين أولاً معني القاموس في اللغة .


    قال ابن منظور : " والقاموس والقومس : قعر البحر ، وقيل وسطه ومعظمه، وفي حديث ابن عباس : وسئل عن المد والجزر ، قال ملك موكل بقاموس البحر، كلما وضع رجله فيه فاض ، وإذا رفعها غاص ، أي : زاد ونقص ، وهي فاعول من القمس ، وفي الحديث أيضاً : قال قولاً بلغ قاموس البحر ، أي : قعره الأقصى ، وقيل ، وسطه ومعظمه ، قال أبو عبيد : القاموس : أبعد غوراُ في البحر ، قال وأصل القمس الغوص" (12 ).


    هذا هو المعنى اللغوي لكلمة (القاموس) التي صارت بعد ذلك مرادفة لمصطلح (المعجم) وذلك بسبب تسمية العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (817هـ) معجمه ب(القاموس المحيط) ، وكأن الفيروزآبادي ـ رحمه الله ـ أراد أن يصف معجمه بالغزارة لما يشتمل عليه من مادة علمية ،اعتبرها هو رصينة ، يتضح لنا ذلك من قوله في مقدمته : " ... وضمنته خلاصة ما في العباب والمحكم ، وأضفت إليه زيادات منَّ الله تعالى بها وأنعم ، ورزفنيها عند غوصي عليها من بطون الكتب الفاخرة الدأماء الغطمطم ، واسميته القاموس المحيط لأنه البحر الأعظم "(13 ).


    وعلى ذلك فإنه يمكن القول بأن " القاموس المحيط " والذي عنون به الفيروزآبادي معجمه، وصف لهذا المعجم بأنه بحر واسع أو عميق ، كما نسمي بعض كتبنا : الشامكل ، أو الكامل ، أو الوافي .... أو نحو ذلك .


    ومعجم الفيروز آبادي حقق لنفسه شهرة وشيوعاً وصار مرجعاً لكل باحث .


    وبمرور الوقت مع كثرة تردد اسم هذا المعجم على ألسنة الباحثين ظن بعضهم أنه مرادف لكلمة معجم ، فاستعمله بهذا المعنى ، وشاع هذا الاستعمال ، وصار بطلق لفظ القاموس على أي معجم .


    ولكن ظل استخدام هذا اللفظ في ذلك المعنى محل خلاف بين العلماء فبعضهم رفضه وهاجمه، وبعضهم قبله ودافع عنه، حتى أقر مجمع اللغة العربية هذا الاستخدام ، وذكره ضمن معاني كلمة (قاموس) في معجمه المسمى بـ" المعجم الوسيط "

    واعتبر إطلاق مصطلح " القاموس" على أي معجم من قبيل المجاز أو التوسع في الاستخدام( 14).

    --------------------------------
    1 - أنظر : معجم العين 1/237، 238، اللسان 4/2825 وما بعدها ، سر صناعة الإعراب 1/36،37 .

    2 - سر صناعة الإعراب 1/37/38

    3 - اللسان 4/27 260 .

    4 - سر صناعة الإعراب 1/39 -40

    5 - سر صناعة الإعراب111/35-36

    6 - لكتاب لسيبويا 3/641

    7 - ديوان الأدب 1/83

    8 - شرح الأشموني 4/148 .

    9 - التكملة 1/8 .

    10 - بغية الدعاة المقدمة ص6 .

    11 - معاجم اللغة العربية د/جبل ص7، 8

    12 - لسان العرب 53738 (ق م س) .

    13 - القاموس المحيط 1/3 .

    14 - البحث اللغوي عند العرب د/أحمد مختار عمر ص173، 174 .


    ==================

    المصدر: كتاب أصول اللغة العربية، للدكتور / محمد موسى جبارة ـ مدرس أصول اللغة بجامعة الأزهر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:39 pm