ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    التَّتار (المغول)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التَّتار (المغول) Empty التَّتار (المغول)

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 04, 2013 11:53 am

    التَّتار

    التَّتار أو التَّتر كلمة أطلقها العرب على مجموعة القبائل المغولية التي اجتاحت الشرق العربي وبلاداً إسلامية أخرى في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين.
    يُعرف هؤلاء عند الأوربيين بالتَّتار أو التَّارتار Tartar، أما الصينيون فيدعونهم بالتَّاتا ويحذفون حرف الراء، ويسميهم ابن خلدون التَّغزعز.
    معنى كلمة تتار غير محدد، فهي تعني لدى الصينيين البدو والبداوة، والفروسية أحياناً، وفي اللغة التركية القديمة نجد كلمة تتراي، التي يٌقصد بها الفارس صاحب البريد، ومن معانيها عندهم الأنفة والرفعة والإباء. ويبدو مما ذكرناه أن كلمة تتار قد ارتبط معناها بالفروسية والشجاعة، التي تتطابق ونمط الحياة التي عاشها هؤلاء في الفترات الأولى من ظهورهم على المسرح السياسي العالمي.
    اختلف العلماء كذلك على أصول التَّتار، وهل هم جزء من العنصر المغولي (المنغولي)، أو أنهم أرومة مستقلة متميزة، وفي الواقع يرى قليل من العلماء أنهما أرومتان مختلفتان شكلاً وهيئةً، ولكل منهما أرضه وعاداته وتقاليده، ولكن أكثر العلماء لا يشاطرونهم الرأي هذا، بل يعدونهما عرقاً واحداً وموطنهما الأصلي واحد، والتمايز العرقي النسبي بينهما ظهر وتبلور لاحقاً، بعد أن غادروا موطنهم الأم، وامتزجوا بأعراق أخرى أوربية وسواها. ويرى هؤلاء كذلك أن كلمة تتار لا تعني شعباً آخر غير مغولي، وإن طغيان التسمية على المغول سببه الدور الحربي البارز والقيادي الذي قامت به قبائل التَّتر المشاركة في غزوات جنكيزخان وخلفه.
    إن ظهور التَّتار قبائل متميزة يرجعه العالم «س.إ.بروك» إلى نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الميلادي، وقد عاشوا ضمن القبائل المغولية، ويرجح كذلك أن موطنهم الأصلي جنوب شرق بحيرة بايكال، بينما يعتقد «ثيودور شاباو» أنهم عاشوا أولاً في شرقي منغولية وغربي منشورية، وذلك في القرن الخامس الميلادي، وكونوا مع القبائل التركية الأخرى ما يعرف بالقبيلة الذهبية Golden Horde. في الواقع أن تسمية منغولية تاريخياً تعني أرضاً واسعة غير محددة تماماً، تضم وسط آسيا وشمال الصين، أو ما يعرف بمنغولية الخارجية ومنطقة تانوتوفا Tanutova، الواقعة ضمن روسية حالياً والمتنازع عليها مع الصّين. وكذلك ما يعرف بمنطقة منغولية الداخلية الصينية حالياً.
    لم يظهر التَّتار عنصراً فعّالاً في الساحة الدولية إلا بعد ظهور قائد المغول المشهور جنكيزخان (1167-1227م)، الذي حقق وخلفاؤه انتصارات كبيرة وأقام امبراطورية شاسعة، كانت عاصمتها كراكوروم في البدء ثم بكين لاحقاً.
    لم تعمر الامبراطورية طويلاً، فانقسمت بين أولاده وأحفاده إلى إمارات أو ممالك صغيرة (خانيات Khane) امتدت من الصين إلى نهر الدانوب. ومن أبرزها خانية قازان في روسية والدولة الإيلخانية Ilkhane في فارس، وسلالة يوان في الصين. ومن أبرز أحفاد جنكيزخان، هولاكو الذي قضى على الخلافة العباسية في بغداد عام 1258م، واجتاحت جيوشه بلاد الشّام حتى رُدَّت على أعقابها في معركة عين جالوت عام 1260م، وكذلك تيمورلنك (1336-1405م) الذي أنشأ امبراطورية كبيرة شملت آسيا الوسطى وغربي آسيا ولم تعمر طويلاً.
    إن انقسام الامبراطورية المغولية ـ التّتارية إلى خانيات سهل عملية استيلاء الروس على خانيات قازان واستراخان وسيبيرية، واحتل العثمانيون خانية القرم ثم سلبها منهم الروس عام 1783.
    السِّمات العرقيـة
    يتميَّز التّتار بالملامح العرقية المغولية التي يمكن اختصارها بالآتي:
    القامة قصيرة إلى متوسطة (160-170سم)، والجذع أطول من الأطراف والعجز كبير، وهم من ذوي الأكتاف والرؤوس العريضة ووجوههم مسطحة واسعة تتوسطها أنوف صغيرة، تعلوها جباه كبيرة، وفي خدودهم بروز ونتوء، أضراسهم قليلة النتوء وقواطعهم مجرفية الشكل، والفك الأسفل واسع عريض، عيونهم سوداء غالباً تقبع في محاجر كبيرة، وتعلوها أجفان شحمية ثقيلة، والعيون ضيقة موزية الشكل، أجسامهم ملساء تكاد تخلو من الشعر وكذلك وجوههم، ولهم شفاه رقيقة، ألوانهم بيضاء مصفرة ولكنها تميل للسمرة في المناطق الجافة والصحراوية الباردة، إلا أن هذه السمات تغيرت بدرجات مختلفة بعد سكنهم في مواطن جديدة في آسيا وأوربة. فظهرت لديهم سمات الأوربيين، فالقامة أصبحت أطول، واختلف لون العيون وتنوع، وبدلاً من الشعر الأسود المسترسل ظهر الشعر البني والأشقر بل والأحمر، وتغيرت ملامح الوجه الأصلية، وقد يصعب أحياناً تمييزهم من الأعراق الأخرى.
    والسؤال الآن هو: من ينتمي إلى ما يسمى بالتَّتار؟ وهنا كذلك تباينت الآراء، ويستشف منها أن مجموعات بشرية متنوعة امتزجت مع التَّتار بعد أن خضعوا لهم، وزادت العقيدة الإسلامية من وحدتهم، ويرى «ملبترون» أن التَّتار يتكونون من أربع طوائف كبيرة تضم قرابة ست عشرة قبيلة ومن أبرزها:
    1ـ أتراك تركستان، 2ـ تركمان شرق بحر الخزر (قزوين) وآسيا الوسطى وأرمينية، 3ـ الأوزبك، 4ـ البخاريون، 5ـ أتراك قرمان الذين قدموا من تركستان، 6ـ العثمانيون وأتراك الأناضول وقسطنطينة من تركستان، 7ـ تتار القرم، كما يضيف ملبترون خطأ شعوباً مجاورة للقرم إلى التتار مثل الكرج (الجيورجيون والشركس والأباظة)، وهؤلاء كما هو معروف يؤلفون مجموعة الشعوب القفقاسية الأصلية ولا يمت أفرادها إلى العنصر الطوراني ـ المغولي بأي صلة إثنية أو لغوية، 8 ـ القفجاق (قازان) وتترأوفا والبلغار والبشكير، 9ـ القرغيز، 10ـ أهل سيبيرية وكراسنارسك، 11ـ الياقوت وغيرهم.
    يجب أن نشير أن للتتار لغة خاصة هي الكيبجاك Kipchak، وهي فرع من المجموعة اللغوية التركية المنتمية للعائلة الألتاوية Altaic التي تضم: 1ـالمجموعة التّركية، 2ـ الأوزبيك (الأوربكية)، 3ـ الكازاخ (الكازاخية)، 4ـ التّتار (التّترية)، 5ـ الأذربيجان (الأذرية)، 6ـ التّركمان (التّركمانية)، 7ـ القرغيز (القرغيزية).
    الديانة
    عرف المغول والتّتار الديانة البوذية، ولكن لهم دياناتهم الطوطمية، إذ عبدوا ظواهر الطبيعة (الريح والرعد والصواعق) والحيوانات (الخنزير والذئب) وأشياء أخرى، وعبدوا الكواكب، وبخاصة الشمس، وتأثروا قليلاً بالمجوسية. ولكن القسم الأعظم من التّتار اعتنق الإسلام، وهم الآن يدينون بالإسلام (المذهب السني)، وذلك نتيجة لاعتناق حفيد جنكيزخان «بركه خان» الإسلام، وقد جرت محاولات حثيثة من الروس، بعد أن احتل إيفان الرابع قازان عاصمة التّتر (1552) لتحويلهم إلى الديانة المسيحية (المذهب الأرثوذكسي)، ولكن لم يكتب النجاح لهذه المحاولات، وحدثت مذابح واضطرابات عديدة بسبب ذلك. ولم يخرج عن الإسلام إلا مجموعات صغيرة مثل تتر كرياشين وتشيليابتسك.
    الواقع التّتاري الحالي
    ليس للتتار حالياً كيان سياسي مستقل تماماً، بل هنالك جمهورية تتارية[ر] الذاتية الحكم، التي تقع ضمن الاتحاد الفيدرالي الروسي، ولا يزيد عدد التّتار في هذه الجمهورية على المليونين أي خمس التّتار في روسية، ويعيش عدد يقل عن المليون في جمهوريات آسيا الوسطى المستقلة وبلدان أخرى، كما هو موضح في الجدول (1)

    الجمهوريات العدد/ بالألف
    روسية الاتحادية 5011
    أوكرانية 91
    أوزبكستان 649
    كازاخستان 313
    أذربيجان 31
    قرغيزية 22
    طاجيكستان 80
    تركمانستان 40
    الجدول (1) الأرقام بحسب معطيات إحصاء عام 1979

    أما في داخل روسية فيتوزعون في الأماكن الرئيسية كالآتي:
    1ـ جمهورية تتارية (تتارستان) 1642 ألف
    2ـ جمهورية بشكيرية 970 ألف
    3ـ جمهورية أودمورت 99 ألف
    وتعيش أعداد قليلة لا يزيد مجموعها على 250 ألف نسمة، في أماكن متفرقة وخاصة في سيبيرية، ومن هذه الأماكن كدمي وبوريات وياقوتية والجوفاش (تشوفاش) وجوكوتسكي.
    أما في روسية فبدأ ظهور القبائل التركية والتتارية في أواسط الفولغا في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، وفي القرنين الخامس إلى السابع، جاءت الموجة الثانية، وتوطنت في المناطق الغابية والسهبية الغابية (السهل الروسي)، وظهروا في سيبيرية كذلك.
    أما في القرنين السابع والثامن فقد جاءت من منطقة بحر آزوف إلى الفولغا قبائل البلغار التركية وسواهم، وكونوا دولة قوية، وانضوت هذه القبائل في مابين القرنين (13-15) تحت لواء القبيلة الذهبية التتارية، وامتد سلطانها إلى موسكو وأغلب مناطق روسية، إلى أن قضى عليها ايفان الرابع الرهيب (1552) وضمت إلى روسية القيصرية.
    اعتمد التتار في معيشتهم على الرعي، وكانوا بداة متنقلين، ثم تحولوا إلى الزراعة، وكانت الصناعة بسيطة تلبي حاجات الرعي والزراعة، ولكن مع الزمن بدأت الحضارة التتارية الإسلامية بالنهوض، وصارت قازان وسواها معالم حضارية وفكرية، واستفاد الرّوس من هذه الثقافة، فأوفدوا رسلاً من التّتار إلى البلدان الإسلامية التي احتلَّها الرّوس (جمهوريات آسيا الوسطى).
    ويحسن أن نشير إلى مأساة تتار القرم الذين كان عددهم قرابة 200 ألف نسمة عام 1934، فقد انتهز هؤلاء احتلال القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية لبلادهم، فعملوا على الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي بالتعاون مع الألمان، ولكن بعد اندحار الألمان رحَّلت الدولة السوفيتيّة كل التّتار إلى جمهوريات آسيا الوسطى وخاصة إلى أوزبكستان، وحرموا من حقوقهم المدنية، وأُلغيت جمهورية التتار الذاتية السابقة، وقام تتر القرم بانتفاضات عديدة قُمعت بقسوة. وفي عهد خروتشوف أعيدت لهم حقوقهم المدنية، ولكن لم يسمح لهم بالعودة إلى القرم التي صارت الآن جزءاً من أوكرانية.

    شاهر جمال آغا


    ـ س.إ.بروك، سكان العالم (موسكو 1985).
    ـ مجموعة من العلماء، سكان الاتحاد السوفييتي (موسكو 1976).


    رقم صفحه البحث ضمن المجلد:7

    http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=3639&m=1

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:20 pm