ابن هشام الأنصاري
( 708-761هـ، 1308- 1359م)
عبدالله بن يوسف بن أحمد بن عبدالله بن هشام الأنصاري. وُلد بالقاهرة وبها توفي، أخذ مذاهب النحاة وعرفها معرفة عميقة منذ حياته الأولى؛ فذاعت شهرته في العربية، فأقبل عليه الطلاب من كل صوب يأخذون من علمه ومباحثه النحوية الدقيقة، واستنباطاته الرائعة المبثوثة في ثنايا مصنفاته مع مناقشتها وبيان الضعيف منها والجيد. وكان يناقش الخواطر والآراء في كل ما يعرض له. ومنهجه في النحو هو منهج المدرسة البغدادية. فهو يوازن بين آراء البصريين والكوفيين ومن تلاهما من النحاة في أقطار العالم العربي، مختارًا لنفسه ما يتمشى مع مقاييسه، مظهرًا قدرة فائقة في التوجيه والتعليل والتخريج، وكثيرًا ما يشتق لنفسه رأيًا جديدًا لم يُسبق إليه، وخصوصًا في توجيهاته الإعرابية، على نحو ما يتضح لقارئ كتابه المغني.
وهو في أغلب اختياراته يقف مع البصريين. وكان يجل سيبويه إجلالاً كثيرًا كما كان يجل جمهور البصريين. وفي كل جانب من كتاباته نراه متحمسًا لهم مدافعًا عن آرائهم. وليس معنى ذلك أنه كان متعصبًا لسيبويه وجمهور البصريين، وإنما كان يوافقهم في العديد من آرائهم النحوية، ولكن دون أن يوصد الأبواب أمام بعض آراء الكوفيين والبغداديين حين يراها جديرة بالإتباع.
وعلى نحو ما كان يختار ابن هشام لنفسه من المدرستين البصرية والكوفية، كان يختار لنفسه أيضًا من المدرسة البغدادية والمدرسة الأندلسية، ولعل في ذلك كله ما يصور ـ من بعض الوجوه ـ نشاط ابن هشام الأنصاري النحوي، ومدى استيعابه لآراء النحاة السابقين.
وقد خلف في العربية مصنفات كثيرة من أهمها كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. وقد اختط له منهجًا لم يسبق إليه؛ إذ لم يقسمه على أبواب النحو المعروفة بل قسمه قسمين كبيرين: القسم الأول أفرده للحروف والأدوات، وضح وظائفها وطرق استخدامها مع عرض كل الآراء المتصلة بها. والقسم الثاني تحدث فيه عن أحكام وخصائص الأبواب المتنوعة وأحكام الجار والمجرور وخصائص الأبواب النحوية وصور العبارات الغريبة. ومن مصنفاته أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، وهو مطبوع مرارًا، وله شذور الذهب في معرفة كلام العرب؛ قطر الندى وبل الصدى؛ الإعراب عن قواعد الإعراب.
نقلاً من الموسوعة العربية العالمية
( 708-761هـ، 1308- 1359م)
عبدالله بن يوسف بن أحمد بن عبدالله بن هشام الأنصاري. وُلد بالقاهرة وبها توفي، أخذ مذاهب النحاة وعرفها معرفة عميقة منذ حياته الأولى؛ فذاعت شهرته في العربية، فأقبل عليه الطلاب من كل صوب يأخذون من علمه ومباحثه النحوية الدقيقة، واستنباطاته الرائعة المبثوثة في ثنايا مصنفاته مع مناقشتها وبيان الضعيف منها والجيد. وكان يناقش الخواطر والآراء في كل ما يعرض له. ومنهجه في النحو هو منهج المدرسة البغدادية. فهو يوازن بين آراء البصريين والكوفيين ومن تلاهما من النحاة في أقطار العالم العربي، مختارًا لنفسه ما يتمشى مع مقاييسه، مظهرًا قدرة فائقة في التوجيه والتعليل والتخريج، وكثيرًا ما يشتق لنفسه رأيًا جديدًا لم يُسبق إليه، وخصوصًا في توجيهاته الإعرابية، على نحو ما يتضح لقارئ كتابه المغني.
وهو في أغلب اختياراته يقف مع البصريين. وكان يجل سيبويه إجلالاً كثيرًا كما كان يجل جمهور البصريين. وفي كل جانب من كتاباته نراه متحمسًا لهم مدافعًا عن آرائهم. وليس معنى ذلك أنه كان متعصبًا لسيبويه وجمهور البصريين، وإنما كان يوافقهم في العديد من آرائهم النحوية، ولكن دون أن يوصد الأبواب أمام بعض آراء الكوفيين والبغداديين حين يراها جديرة بالإتباع.
وعلى نحو ما كان يختار ابن هشام لنفسه من المدرستين البصرية والكوفية، كان يختار لنفسه أيضًا من المدرسة البغدادية والمدرسة الأندلسية، ولعل في ذلك كله ما يصور ـ من بعض الوجوه ـ نشاط ابن هشام الأنصاري النحوي، ومدى استيعابه لآراء النحاة السابقين.
وقد خلف في العربية مصنفات كثيرة من أهمها كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. وقد اختط له منهجًا لم يسبق إليه؛ إذ لم يقسمه على أبواب النحو المعروفة بل قسمه قسمين كبيرين: القسم الأول أفرده للحروف والأدوات، وضح وظائفها وطرق استخدامها مع عرض كل الآراء المتصلة بها. والقسم الثاني تحدث فيه عن أحكام وخصائص الأبواب المتنوعة وأحكام الجار والمجرور وخصائص الأبواب النحوية وصور العبارات الغريبة. ومن مصنفاته أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، وهو مطبوع مرارًا، وله شذور الذهب في معرفة كلام العرب؛ قطر الندى وبل الصدى؛ الإعراب عن قواعد الإعراب.
نقلاً من الموسوعة العربية العالمية