ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الأشياء التي أثبتها ابن القيم بالتجربة أو نقل التجربة فيها

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأشياء التي أثبتها ابن القيم بالتجربة أو نقل التجربة فيها  Empty الأشياء التي أثبتها ابن القيم بالتجربة أو نقل التجربة فيها

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين فبراير 04, 2013 7:51 pm

    الأشياء التي أثبتها ابن القيم بالتجربة أو نقل التجربة فيها

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبة أجمعين . أما بعد

    لا شك أن الإمام ابن القيم - إن صح التعبير أنه جامعة مفتوحة- فقد جمع وألف في شتى الفنون وهذا أكبر دلالة على سعة إطلاعه وإحاطته , وقد أكرمني الله – جل في علاه- الإطلاع على مصنفات هذا الإمام الجليل وكانت تلفت انتباهي نقله للتجربة فهو مطلع وحاذق ومجرب فحرصت على جمع لما أثبته الإمام ابن القيم البارع بالتجربة أو نقل في التجربة.

    الأولى : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (2 / 405): وصحَّ عنه أنه قال: "إنَّ الله لَيرضَى عَنِ العَبْدِ يَأْكُلُ الأَكْلَةَ يَحْمَدُهُ عَلَيْهَا، وَيَشْرَبُ الشَّرْبَةَ يَحْمَدُهُ عَلَيْهَا" ... ثم قال: والواقع في التجربة يشهدُ به.

    الثانية : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 10): فصل "فكان من هَدْيِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعلُ التداوي في نفسه" ذكر نوعي الأدوية : حسي وقلبي ؛ ثم ذكر أنواعا من الأدوية القلبية، كالروحانية، وقوة القلب، واعتمادِه على اللهِ، والتوكلِ عليه، والالتجاء إليه، والانطراحِ والانكسارِ بين يديه، والتذلُّلِ له، والصدقةِ، والدعاءِ، والتوبةِ، والاستغفارِ، والإحسانِ إلى الخلق، وإغاثةِ الملهوف، والتفريجِ عن المكروب، فإنَّ هذه الأدوية قد جَرَّبْتها الأُممُ على اختلاف أديانها ومِللها، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علمُ أعلم الأطباء، ولا تجربتُه، ولا قياسُه.
    ثم قال مقررا له: وقد جرَّبنا نحن وغيرنا من هذا أُموراً كثيرةً، ورأيناها تفعلُ ما لا تفعل الأدويةُ الحسِّيَّة.

    الثالثة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 48): واعلم أنَّ لبن النُّوق دواءٌ نافع لما فيه من الجِلاء برفق، وما فيه من خاصية، وأنَّ هذا اللَّبن شديد المنفعة، فلو أنَّ إنساناً أقام عليه بدل الماء والطعام شُفِىَ به، وقد جُرِّبَ ذلك في قوم دُفِعوا إلى بلاد العرب، فقادتهم الضرورةُ إلى ذلك.

    الرابعة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 71): أنَّ علاجَ الأرواح بالدعواتِ والتوجُّهِ إلى الله يفعلُ ما لا ينالُه علاجُ الأطباء، وقد جرَّبنا هذا مراراً نحن وغيرُنا.

    الخامسة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 89): فصل عن : الحِنَّاءُ ؛ قال: ومن خواصه أنه إذا بدأ الجُدرِىُّ يخرج بصبي، فخُضِبَت أسافل رجليهِ بحنَّاءٍ، فإنه يُؤمَنُ على عينيه أن يخرُج فيها شيء منه، وهذا صحيح مُجرَّب لا شك فيه.

    السابعة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 117): فصل: في هَدْيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في علاج الأبدان بما اعتادته من الأدوية والأغذية، دون ما لم تَعْتَدْه.
    فقال: هذا أصلٌ عظيمٌ من أُصول العِلاج ، -هو أن لكل بيئة علاج يناسبها فأهل البوادي لا ينجَعُ فيهم ولا يُؤثر في طباعهم شيئاً أدوية أهلِ الحَضَر وأهل الرَّفاهيةَ- ثم قال: والتجربة شاهدة بذلك.

    الثامنة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 168-170): قال "رحمه الله" في معرض الكلام على علاج العين: فمن التعوُّذاتِ والرُّقَى الإكثارُ من قراءة المعوِّذتين، وفاتحةِ الكتابِ، وآيةِ الكُرسى، ومنها التعوذاتُ النبوية.
    ثم ذكر أدعية وأورد فقال بعدها: ومَن جرَّب هذه الدعوات والعُوَذَ، عَرَفَ مِقدار منفعتها، وشِدَّةَ الحاجةِ إليها، وهى تمنعُ وصول أثر العائن، وتدفعُه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها، وقوةِ نفسه، واستعداده، وقوةِ توكله وثباتِ قلبه، فإنها سلاح، والسلاحُ بضاربه.

    التاسعة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 212): في هَدْيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في علاج داء الحريق وإطفائه, قال وبصيغة التمريض: يُذكر عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذَا رَأيتُمُ الحَرِيقَ فَكَبِّروا، فإنَّ التكبيرَ يُطفِئُهُ".
    ثم قال: فإذا كبَّر المسلمُ ربَّه، أثَّر تكبيرُه في خمودِ النار ؛ وقد جرَّبنا نحن وغيرُنا هذا، فوجدناه كذلك.. والله أعلم.

    العاشرة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 231) بعد الكلام على ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك، قال: كان رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتنفَّسُ فى الشَّراب ثلاثاً، ويقولُ: "إنه أرْوَى وأمْرَأُ وأبْرَأُ "
    قال: وقد عُلم بالتجرِبة أنَّ ورود الماء جملةً واحدة على الكبد يؤلمها ويُضعفُ حرارتَها.

    الحادية عشرة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد- (4 / 387) في معرض ذكره لفوائد اللُبَانٌ وأنه يذهب النسيان, ذكر أشياء تحدثُ النِّسيانَ فقال: كحجامةُ نُقْرة القفا، وإدمانِ أكل الكُسْفُرَة الرطبة، والتفاحِ الحامض، وكثرةِ الهَمِّ والغَمِّ، والنظرِ في الماء الواقف، والبَوْلِ فيه، والنظر إلى المَصلوب، والإكثارِ من قراءة ألواح القُبور، والمشي بين جَمَلين مقطُورَين، وإلقاء القملِ في الحياض، وأكل سُؤْر الفأر، وأكثَرُ هذا معروف بالتجربة.
    الحادية عشرة : قال "رحمه الله" في زاد المعاد في هدي خير العباد - (4 / 393) لما أود فضل ماء زمزم وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "ماءُ زمزمَ لما شُرِبَ له" , وقول عبد الله بن المبارَك، أنه لمَّا حَجَّ، أتى زَمْزَمَ، فقال: إنِّي أشربُه لظمأ يوم القيامة.
    قال: وقد جربتُ أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزمَ أُموراً عجيبة، واستشفيتُ به من عدة أمراض، فبرأتُ بإذن الله، وشاهدتُ مَن يتغذَّى به الأيامَ ذواتِ العدد قريباً من نصف الشهر، أو أكثر، ولا يجِدُ جوعاً، ويطوفُ مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقى عليه أربعين يوماً، وكان له قوةٌ يجامع بها أهله، ويصوم، ويطوف مراراً.

    الثانية عشرة : وقال "رحمه الله": في إعلام الموقعين - (4 / 258): الفائدة الحادية والستون: حقيق بالمفتي أن يكثر الدعاء , ثم أورد بعد أدعية السلف عند القضاء أو الفتيا.
    ثم قال: وكان بعضهم يقرأ الفاتحة وجربنا نحن ذلك فرأيناه من أقوى أسباب الإصابة.

    الثالثة عشرة : وقال "رحمه الله" في التبيان في أقسام القرآن - (ص 236) في معرض كلامه على حديث " المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء".
    فقال: وأما المؤمن فإذا أكل ما يغذيه ويقيم صلبه استغنى قلبه ونفسه وروحه بالغذاء الإيماني عن الاستكثار من الغذاء الحيواني ؛ وهذا أمر معلوم بالتجربة وإذا قويت مواد الإيمان ومعرفة الله وأسمائه وصفاته ومحبته والشوق إلى لقائه في القلب استغنى بها العبد عن كثير من الغذاء ووجد لها قوة تزيد على قوة الغذاء الحيواني.

    الرابعة عشرة : قال "رحمه الله" في الطرق الحكمية - (ص 415) في فصل : المرض المعدي كالجذام إذا استضر الناس بأهله , ثم قال بعد قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تديموا النظر إلى المجذومين": فائدة طبية عظيمة وهي أن الطبيعة نقالة فإذا أدام النظر إلى المجذوم وخيف عليه أن يصيبه ذلك بنقل الطبيعة , وقد جرب الناس أن المجامع إذا نظر إلى شيء عند الجماع وأدام النظر إليه انتقل من صفته إلى الولد.

    الخامسة عشرة : قال "رحمه الله" في الفروسية - (ص 124): فصل : فوائد النضال , فقال: فلو لم يكن في النضال إلا أنه يدفع الهم والغم عن القلب لكان ذلك كافيا في فضله وقد جرب ذلك أهله.

    السادسة عشرة : قال "رحمه الله" في الفروسية - (ص 147): الثامن عشر: أن منفعة الرمي ونكايته في العدو فقال: وقد علم بالتجربة أن الرامي الواحد إذا كان جيد الرمي فإنه يأخذ الفئة من الناس الذين لا رامي معهم ويطردهم جميعا ولهذا عند أرباب الحروب إن كل سهم مقام رجل.

    السابعة عشرة : قال "رحمه الله" في الفوائد - (1 / 201): فائدة قوله تعالى "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"
    جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه ووجود طعم المحبة في المتملق له والإقرار له بصفة الرحمة وإنه أرحم الراحمين والتوسل إليه بصفاته سبحانه وشدة حاجته وهو فقره ومتى وجد المبتلى هذا كشف عنه بلواه , وقد جرب أنه من قالها سبع مرات ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره.

    الثامنة عشرة : قال "رحمه الله" في الوابل الصيب - (ص 49): فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أومن ظالم بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه.

    التاسعة عشرة : قال "رحمه الله" في الوابل الصيب - (ص 64): أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فإن العبد لا بد له من أن يتكلم ؛ فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى ؛ والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    العشرون : قال "رحمه الله" في الوابل الصيب - (ص 105): أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته فإنه يحببها إلى العبد ويسهلها عليه ويلذذها له ويجعل قرة عينه فيها ونعيمه وسروره بها بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثقل ما يجد الغافل والتجربة شاهدة بذلك.

    الحادية والعشرون : قال "رحمه الله" في الوابل الصيب - (ص 105): أن ذكر الله عز و جل يذهب عن القلب مخاوفه كلها وله تأثير عجيب في حصول الأمن فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله عز و جل إذ بحسب ذكره يجد الأمن ويزول خوفه حتى كأن المخاوف التي يجدها أمان له والغافل خائف مع أمنه حتى كأن ما هو فيه من الأمن كله مخاوف ومن له أدنى حس قد جرب هذا وهذا والله المستعان.

    الثانية والعشرون : قال "رحمه الله" في بدائع الفوائد - (ص 431) في معرض كلامه عن خطورة المعاصي وشؤمها : فهكذا المعاصي والذنوب ولا بد –أي لها خطورة- حتى لو لم يخبر الشارع بذلك لكان الواقع والتجربة الخاصة والعامة من أكبر شهوده , وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته..؟

    الثالثة والعشرون : قال "رحمه الله" في بدائع الفوائد - (2 / 469) قال معلقاً على الذي شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم إليه قرابته وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال: "لا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك" رواه مسلم
    قال: هذا مع ما يتعجله من ثناء الناس عليه , ويصيرون كلهم معه على خصمه , فإنه كل من سمع أنه محسن إلى ذلك الغير وهو مسيء إليه وجد قلبه ودعاءه وهمته مع المحسن على المسيء , وذلك أمر فطري فطر الله عباده , فهو بهذا الإحسان قد استخدم عسكرا لا يعرفهم ولا يعرفونه ولا يريدون منه إقطاعا ولا خبرا هذا مع أنه لا بد له مع عدوه وحاسده من إحدى حالتين : إما أن يملكه بإحسانه فيستعبده وينقاد له ويذل له ويبقى من أحب الناس إليه , وإما أن يفتت كبده ويقطع دابره إن أقام على إساءته إليه فإنه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه , ومن جرب هذا عرفه حق المعرفة والله هو الموفق المعين بيده الخير كله لا إله غيره وهو المسئول أن يستعملنا وإخواننا في ذلك بمنه وكرمه.

    الرابعة والعشرون : قال "رحمه الله" في بدائع الفوائد - (ص 494): الحرز التاسع الوضوء والصلاة ؛ وهذا من أعظم ما يتحرز به منه ولا سيما عند توارد قوة الغضب والشهوة , فالوضوء يطفئها والصلاة إذا وقعت بخشوعها والإقبال فيها على الله أذهبت أثر ذلك كله وهذا أمر تجربته تغني عن إقامة الدليل عليه .

    الخامسة والعشرون : قال "رحمه الله" في بدائع الفوائد - (ص 520): أن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات والمضعفات فإن الداعي إذا أخفى دعاءه لم يدر به أحد فلا يحصل هناك تشويش ولا غيره وإذا جهر به تفطنت له الأرواح الشريرة والباطولية والخبيثة من الجن والأنس فشوشت عليه ولا بد ومانعته وعارضته , ولو لم يكن إلا أن تعلقها به يفرق عليه همته فيضعف أثر الدعاء لكفى , ومن له تجربة يعرف هذا فإذا أسر الدعاء وأخفاه أمن هذه المفسدة.

    السادسة العشرون : قال "رحمه الله" في روضة المحبين - (ص 93) عن رجل نظر إلى امرأة نظرة فعلق حبها بقلبه ؛ واشتد عليه الأمر . فقالت له نفسه: هذا كله من أول نظرة ؛ فلو أعدت النظر إليها لرأيتها دون ما في نفسك فسلوت عنها .
    فهل يجوز له تعمد النظر ثانيا لهذا المعنى؟
    فكان الجواب: الحمد لله لا يجوز هذا لعشرة أوجه أحدها أن الله سبحانه أمر بغض البصر ولم يجعل شفاء القلب فيما حرمه على العبد الثاني أن النبي سئل عن نظر الفجأة وقد علم أنه يؤثر في القلب فأمر بمداواته بصرف البصر لا بتكرار النظر الثالث أنه صرح بأن الأولى له وليست له الثانية ومحال أن يكون داؤه مما له ودواؤه فيما ليس له الرابع أن الظاهر قوة الأمر بالنظرة الثانية لا تناقصه والتجربة شاهدة به.

    السابعة والعشرون : قال "رحمه الله" في عدة الصابرين - (ص 185): وقال الإمام أحمد حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري عن سفيان قال: كان عيسى بن مريم يقول: حب الدنيا أصل كل خطيئة والمال فيه داء كثير. قالوا: وما داؤه؟ قال: لا يسلم من الفخر والخيلاء. قالوا: فإن سلم . قال: يشغله إصلاحه عن ذكر الله عز وجل
    ثم قال : وذلك معلوم بالتجربة.

    الثامنة والعشرون : قال "رحمه الله" في مدارج السالكين - (1 / 57): وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة ولا سيما مدة المقام بمكة ؛ فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره , فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم ؛ فكأنه حصاة تسقط جربت ذلك مرارا عديدة , وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء والأمر أعظم من ذلك ولكن بحسب قوة الإيمان وصحة اليقين والله المستعان .

    التاسعة والعشرون : قال "رحمه الله" في مدارج السالكين - (2 / 319) قال بعد حديث "ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا" فقال: وعُلِم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل.

    الثلاثون : قال "رحمه الله" في مدارج السالكين - (2 / 502) في منزلة السكينة: وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة , وسمعته يقول: في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة , قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي: اقرأوا آيات السكينة . قال : ثم أقلع عني ذلك الحال.
    ثم قال ابن القيم : وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته.

    فائدة : قال "رحمه الله" في مدارج السالكين - (2 / 502): وقد ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه في ستة مواضع : الأولى : قوله تعالى : وقال لهم نبيهم : إن آية ملكه : أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم البقرة : 248 الثاني قوله تعالى ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين التوبة : 26 الثالث : قوله تعالى إذ يقول لصاحبه : لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها التوبة : 40 الرابع : قوله تعالى هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما الفتح : 4 الخامس : قوله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا الفتح : 18 السادس : قوله تعالى : إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين الفتح : الآية.

    الحادية والثلاثون : قال "رحمه الله" في مفتاح دار السعادة - (2 / 216): ولا ريب أن استقبال الأسفار والأفعال في أوائل النهار والشهر والعام لها مزية والنبي صلى الله عليه و سلم , قد قال: اللهم بارك لأمتي في بكورها , وكان صخر الغامدي راوي هذا الحديث إذا بعث تجارة له بعثها في أول النهار فأثرى وكثر ماله , ونسبة أول النهار نسبة أول الشهر إليه وأول العام إليه , فللأوائل مزية القوة وأول النهار والشمس بمنزلة شبابه وآخره بمنزلة شيخوخته , وهذا أمر معلوم بالتجربة وحكمة الله تقتضيه .


    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:24 pm