ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    معنى حديث "إن الله خلق الله آدم على صورته"

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    معنى حديث "إن الله خلق الله آدم على صورته" Empty معنى حديث "إن الله خلق الله آدم على صورته"

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين فبراير 04, 2013 3:45 am

    قال أخونا محمد عبد العزيز الجزائري :

    الحمد لله وبعد: فاختلف أهل السنة في هذه المسألة، وأجمعوا على أن الله لا يشبه المخلوقين.
    سمعت شيخنا أبا عبد المعِزّ محمد علي فركوس -حفظه الله- يقول أن الضمير عائد للمضروب، فخلق الله آدم على صورة المضروب، وهذا يفهم من الحديث.
    والله أعلم، والرد إليه أسلم...


    الحمد لله فقد عرضتُ على شيخنا أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس -حفظه الله- قول ابن تيمية -رحمه الله-: "هذا الحديث : لم يكن بين السلف، من القرون الثلاثة، نزاع في أن الضمير عائد إلى الله، فإنه مستفيضٌ من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك ... ولكن ظهر لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصبهاني وغيرهم ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة"، وقول الإمام أحمد -رحمه الله-: "من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم، فهو جهمي".
    فقال: الحديث الذي فيه ((على صورة الرحمن)) ضعيف، وقد ضعفه الشيخ الألباني -رحمه الله-.
    وأما حديث: ((خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ... فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن))، ففيه قرينتان تدلان على أنّ الضمير لا يرجع إلى الله عز وجل:
    الأولى: أهل الأصول وأهل اللغة يقولون: الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، وأقرب مذكور هو آدم، وليس الله تعالى، ونحن نرى أنه يرجع إلى ذريته حيث خُلقت على صورته.
    الثانية: ((طوله ستون ذراعا))، هذا يرجّح كون الضمير عائدا إلى آدم.
    وأما قول الجهمية فهو مبني على نفي الصفات، فلا سمع ولا بصر..، وأما أهل السنة فنظروا من جهة ثبوت الحديث، فيثبتون لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل، وهذا الذي لم يختلف فيه السلف، فإن صحّ الحديث فيعني أن الله سبحانه سميع وخلق آدم سميعا، وسمعه ليس كسمع الله، وهكذا باقي الصفات، ويكون التشابه في الاسم والمعنى دون الكيف.
    وكلام ابن تيمية والإمام أحمد على فرض صحة الحديث. انتهى كلامه -حفظه الله-.
    روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".
    في شرح النووي على حديث: ((إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، فَإِنّ اللّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَىَ صُورَتِهِ))، قال: "قالت طائفة: الضمير في "صورته" عائد على الأخ (يعنى قوله: أخاه.. في الحديث) المضروب وهذا ظاهر رواية مسلم".
    والله أعلم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:39 pm