في الذِّكْرِ والحذْفِ
إذا أُرِيدَ إفادةُ السامعِ حُكْمًا فأيُّ لفْظٍ يَدُلُّ على مَعْنًى فيهِ فالأصْلُ ذكْرُه، وأيُّ لفْظٍ عُلِمَ من الكلامِ لدَلالةِ باقيهِ عليهِ فالأصلُ حَذْفُه.
وإذا تَعارَضَ هذانِ الأصلانِ فلا يُعْدَلُ عنْ مُقْتَضَى أحدِهما إلى مُقْتَضَى الآخَرِ إلاَّ لداعٍ.
فمن دَوَاعي الذِّكْرِ:
1- زيادةُ التقريرِ والإيضاحِ، نحوُ: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
2- والتسجيلُ على السامعِ حتَّى لا يَتأتَّى لهُ الإنكارُ، كما إذا قالَ الحاكِمُ لشاهِدٍ: هل أَقَرَّ زيدٌ هذا بأنَّ عليهِ كذا؟ فيقولُ الشاهدُ نعمْ، زيدٌ هذا أَقَرَّ بأنَّ عليهِ كذا.
ومِنْ دواعي الحذْفِ:
إخفاءُ الأمرِ عنْ غيرِ المخاطَبِ، نحوُ: (أقبِلْ)، تريدُ (عليًّا) مثلاً.
وضِيقُ الْمَقامِ: إمَّا لتَوَجُّعٍ، نحوُ:
قالَ لي: كيفَ أنتَ؟ قلتُ: عليلُ = سَهَرٌ دائمٌ وحُزْنٌ طويلُ
وإمَّا لخوفِ فواتِ فرصةٍ، نحوُ قولِ الصيَّادِ: (غزالٌ).
والتعميمُ باختصارٍ، نحوُ: {وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ}، أيْ: جميعَ عِبادِه؛ لأنَّ حذف المعمول يُؤْذِنُ بالعمومِ.
وتنزيلُ المتعدِّي مَنزلةَ اللازمِ لعَدَمِ تَعلُّقِ الغرَضِ بالمعمولِ، نحوُ: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}.
ويُعدُّ من الحذفِ إسنادُ الفعْلِ إلى نائبِ الفاعلِ، فيُقالُ: حُذِفَ الفاعلُ للخَوْفِ منهُ أوْ عليه، أوْ للعلْمِ به، أو الجهلِ، نحوُ: (سُرِقَ المتاعُ)، و{خُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.
دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
إذا أُرِيدَ إفادةُ السامعِ حُكْمًا فأيُّ لفْظٍ يَدُلُّ على مَعْنًى فيهِ فالأصْلُ ذكْرُه، وأيُّ لفْظٍ عُلِمَ من الكلامِ لدَلالةِ باقيهِ عليهِ فالأصلُ حَذْفُه.
وإذا تَعارَضَ هذانِ الأصلانِ فلا يُعْدَلُ عنْ مُقْتَضَى أحدِهما إلى مُقْتَضَى الآخَرِ إلاَّ لداعٍ.
فمن دَوَاعي الذِّكْرِ:
1- زيادةُ التقريرِ والإيضاحِ، نحوُ: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
2- والتسجيلُ على السامعِ حتَّى لا يَتأتَّى لهُ الإنكارُ، كما إذا قالَ الحاكِمُ لشاهِدٍ: هل أَقَرَّ زيدٌ هذا بأنَّ عليهِ كذا؟ فيقولُ الشاهدُ نعمْ، زيدٌ هذا أَقَرَّ بأنَّ عليهِ كذا.
ومِنْ دواعي الحذْفِ:
إخفاءُ الأمرِ عنْ غيرِ المخاطَبِ، نحوُ: (أقبِلْ)، تريدُ (عليًّا) مثلاً.
وضِيقُ الْمَقامِ: إمَّا لتَوَجُّعٍ، نحوُ:
قالَ لي: كيفَ أنتَ؟ قلتُ: عليلُ = سَهَرٌ دائمٌ وحُزْنٌ طويلُ
وإمَّا لخوفِ فواتِ فرصةٍ، نحوُ قولِ الصيَّادِ: (غزالٌ).
والتعميمُ باختصارٍ، نحوُ: {وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ}، أيْ: جميعَ عِبادِه؛ لأنَّ حذف المعمول يُؤْذِنُ بالعمومِ.
وتنزيلُ المتعدِّي مَنزلةَ اللازمِ لعَدَمِ تَعلُّقِ الغرَضِ بالمعمولِ، نحوُ: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}.
ويُعدُّ من الحذفِ إسنادُ الفعْلِ إلى نائبِ الفاعلِ، فيُقالُ: حُذِفَ الفاعلُ للخَوْفِ منهُ أوْ عليه، أوْ للعلْمِ به، أو الجهلِ، نحوُ: (سُرِقَ المتاعُ)، و{خُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.
دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين