ابتعد أخي المسلم كل الابتعاد عن الحقد ؛ فإنَّ الحقد صفةٌ ذميمةٌ ذمها الإسلام ، وهي صفة تذمها الفطرة السليمة ، والحقد : أنْ يلزم قلبك استثقال أخيك المسلم والبغضة إليه ، والنفار منه وأنْ يدوم ذلك ويبقى .
قال الدكتور مصطفى السباعي : (( لا تحقدْ على أحدٍ فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك ويبعد عنك أصدقاءك كما يؤلّب عليك أعداءك ، ويكشف من مساوئك ما كان مستوراً ، وينقلك من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء ، ويجعلك بقلب أسود ووجه مصفر ، وكبد حرّى )) .
ولا تحقد على المسلم حتى لو أساء إليك ، وإذا غلبتك نفسك فعليك بالعلاج ، وعلاج من أساء إليك أنْ تتمعن في قوله تعالى : (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) [ آل عمران : 133 -134 ] .
وعن معاذ بن أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال : (( منْ كظم غيظاً وهو قادر على أنْ ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة ؛ حتى يخيّره منَ الحور العين ما
شاء ))(1) .
وقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( ومن كظم غيظهُ ولو شاءَ أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه
رضىً )) (2).
ومن العلاج : أنْ تعتقد أنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى ، وأنَّ هذه الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، وأنَّ هذا العبد ربما كان عند الله أفضل منك كما صح عن النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم أنَّه قال : (( رُبَّ أشعثَ أغبَر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ))(3) .
قد جعل الله المحبة الخالصة بين المسلمين من أوثق عرى المحبة في الله ، وقد وثّق الإسلام ذلك بوجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه ، بأنْ لا يصيبه المسلم بأذى ولا يمسه بسوء .
لكن بعض النفوس الخبيثة تبحر في أنهار آسنة لتتشفى في مَن أنعم الله عليهم ، ورزقهم من حطام هذه الدنيا الفانية ، وذلك بالحقد والحسد ليؤتي ذلك الحقد والحسد ثماراً خبيثةً من غيبة ونميمة وحنق واستهزاء . ومجتمعاتنا - وللأسف الشديد - تعُجّ في مثل هؤلاء ، ولو تدبروا كتاب الله جيداً لما وقعوا في ذلك ، قال تعالى : (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إبراهِيمَ الكِتَابَ والحِكْمَةَ وآتيناهُمْ مُلكاً عَظِيماً )) [ النساء : 54 ] .
فتنبه دائماً أخي المسلم إلى الأضرار الكبيرة التي تنجم عن الحقد ، ومن تلك الأضرار : الحسد فأنت إذا حقدت على أخيك المسلم فلاشك أنَّك ستحسده على النِّعم التي أفاء الله بها عليه ، وأنَّك سَتُسَرُّ بالمصائب التي تصيب أخاك المسلم ، وهذا بلا
شك من صفات المنافقين الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر قال تعالى : (( وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِم دَائِرةُ السَّوءِ )) [ التوبة : 98 ] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه و سلم : (( لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَ لأخيه ما يحب لنفسه )) (4)، ولعل الحقد يزداد عند بعضهم فيدفعه على التشمت بالآخرين .
ومن أضرار الحقد أيضاً أنَّه مدعاةٌ إلى الهجر والمقاطعة أو الإعراض عنه .
ومن أضراره أيضاً أنَّه يدفعك إلى أنْ تتكلم في أخيك المسلم بما لا يحل ، وقد يؤول بك ذلك إلى الكذب عليه أو غيبته وإفشاء سره وهتك ستره ، بل ربما دفعك ذلك إلى وشايته بما يؤول إلى قتله ، إلى غير ذلك من الأضرار التي تنجم عن الحقد ، كالاستهزاء به والسخرية منه ، وإيذاءه بالضرب ، أو أنْ تمنعه حقه من قضاء دَين أو صلة رحم أو رد مظلمة ، وكل ما ذُكِرَ من أضرار الحقد إنَّما هي معاصٍ يُحاسَب عليها العبدُ يوم القيامة ، ويجد ذلك مكتوباً في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وسيكون حينذاك الندم ، لكن لا ينفع الندم .
.............................. ................
(1) أخرجه : أحمد 3/440 ، وأبو داود ( 4777 ) ، وابن ماجه ( 4186 ) ، والترمذي ( 2021 )
و( 2493 ) من حديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه، وقال الترمذي : (( هذا حديث حسن غريب )) .
(2) أخرجه : ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج ( 36 ) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وحسن إسناده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 906 ) .
(3) أخرجه : مسلم 8 / 36 ( 2622 ) ( 138 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) أخرجه : البخاري 1 / 10 ( 13 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
قال الدكتور مصطفى السباعي : (( لا تحقدْ على أحدٍ فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك ويبعد عنك أصدقاءك كما يؤلّب عليك أعداءك ، ويكشف من مساوئك ما كان مستوراً ، وينقلك من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء ، ويجعلك بقلب أسود ووجه مصفر ، وكبد حرّى )) .
ولا تحقد على المسلم حتى لو أساء إليك ، وإذا غلبتك نفسك فعليك بالعلاج ، وعلاج من أساء إليك أنْ تتمعن في قوله تعالى : (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) [ آل عمران : 133 -134 ] .
وعن معاذ بن أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال : (( منْ كظم غيظاً وهو قادر على أنْ ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة ؛ حتى يخيّره منَ الحور العين ما
شاء ))(1) .
وقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( ومن كظم غيظهُ ولو شاءَ أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه
رضىً )) (2).
ومن العلاج : أنْ تعتقد أنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى ، وأنَّ هذه الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، وأنَّ هذا العبد ربما كان عند الله أفضل منك كما صح عن النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم أنَّه قال : (( رُبَّ أشعثَ أغبَر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ))(3) .
قد جعل الله المحبة الخالصة بين المسلمين من أوثق عرى المحبة في الله ، وقد وثّق الإسلام ذلك بوجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه ، بأنْ لا يصيبه المسلم بأذى ولا يمسه بسوء .
لكن بعض النفوس الخبيثة تبحر في أنهار آسنة لتتشفى في مَن أنعم الله عليهم ، ورزقهم من حطام هذه الدنيا الفانية ، وذلك بالحقد والحسد ليؤتي ذلك الحقد والحسد ثماراً خبيثةً من غيبة ونميمة وحنق واستهزاء . ومجتمعاتنا - وللأسف الشديد - تعُجّ في مثل هؤلاء ، ولو تدبروا كتاب الله جيداً لما وقعوا في ذلك ، قال تعالى : (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إبراهِيمَ الكِتَابَ والحِكْمَةَ وآتيناهُمْ مُلكاً عَظِيماً )) [ النساء : 54 ] .
فتنبه دائماً أخي المسلم إلى الأضرار الكبيرة التي تنجم عن الحقد ، ومن تلك الأضرار : الحسد فأنت إذا حقدت على أخيك المسلم فلاشك أنَّك ستحسده على النِّعم التي أفاء الله بها عليه ، وأنَّك سَتُسَرُّ بالمصائب التي تصيب أخاك المسلم ، وهذا بلا
شك من صفات المنافقين الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر قال تعالى : (( وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِم دَائِرةُ السَّوءِ )) [ التوبة : 98 ] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه و سلم : (( لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَ لأخيه ما يحب لنفسه )) (4)، ولعل الحقد يزداد عند بعضهم فيدفعه على التشمت بالآخرين .
ومن أضرار الحقد أيضاً أنَّه مدعاةٌ إلى الهجر والمقاطعة أو الإعراض عنه .
ومن أضراره أيضاً أنَّه يدفعك إلى أنْ تتكلم في أخيك المسلم بما لا يحل ، وقد يؤول بك ذلك إلى الكذب عليه أو غيبته وإفشاء سره وهتك ستره ، بل ربما دفعك ذلك إلى وشايته بما يؤول إلى قتله ، إلى غير ذلك من الأضرار التي تنجم عن الحقد ، كالاستهزاء به والسخرية منه ، وإيذاءه بالضرب ، أو أنْ تمنعه حقه من قضاء دَين أو صلة رحم أو رد مظلمة ، وكل ما ذُكِرَ من أضرار الحقد إنَّما هي معاصٍ يُحاسَب عليها العبدُ يوم القيامة ، ويجد ذلك مكتوباً في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وسيكون حينذاك الندم ، لكن لا ينفع الندم .
.............................. ................
(1) أخرجه : أحمد 3/440 ، وأبو داود ( 4777 ) ، وابن ماجه ( 4186 ) ، والترمذي ( 2021 )
و( 2493 ) من حديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه، وقال الترمذي : (( هذا حديث حسن غريب )) .
(2) أخرجه : ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج ( 36 ) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وحسن إسناده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 906 ) .
(3) أخرجه : مسلم 8 / 36 ( 2622 ) ( 138 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) أخرجه : البخاري 1 / 10 ( 13 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.