ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الفتوحات الإسلامية في الهند

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     الفتوحات الإسلامية في الهند  Empty الفتوحات الإسلامية في الهند

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 04, 2013 11:25 pm

    الهند قبل الاسلام

    حضارتنا الإسلامية أنارت بقاع الأرض جميعًا، وامتد ضياؤها إلى كل شبر أشرق فيه نور الإسلام, ومن القصص الرائعة لجلال رسالة الإسلام وعظمة بنائه للحضارة, قصة الإسلام في الهند، تلك البقعة التي ساد فيها الإسلام قرونًا من الزمن، فعاش الناس في أمن وأمان، وعدل وإحسان.
    ونبدأ قصتنا بالوقوف على الحدود الجغرافية للهند قديمًا، والتي تمثِّل اليوم عدَّة دُول؛ هي: الهند، وباكستان، وبنجلاديش، وسريلانكا، والمالديف، بذلك فإننا نعني بقصة الهند تلك البلاد الشاسعة التي يحدُّها من الشمال سلسلة جبال الهملايا، ومن الغرب جبال هندكوش وسليمان حيث تقع أفغانستان وإيران، ثم تمتدُّ الهند إلى الجنوب في شبه جزيرة يقع بحر العرب في غربها، وخليج البنغال في شرقها، وسيلان في طرفها الجنوبي، ويتَّجه الإقليم الشمالي منها إلى الشرق حتى جبال آسام .
    وعند استعراضنا لأحوال الهند قبل الإسلام نجد أن الانحطاط الخُلُقي والاجتماعيَّ والعَقَدِيَّ كان السِّمة الظاهرة، وقد ظهر هذا الانحطاط جليًّا من مستهلِّ القرن السادس من الميلاد.
    ومن مظاهر هذا الانحطاط كثرة المعبودات والآلهة كثرةً فاحشة، والشهوة الجنسية الجامحة، والتفاوت الطبقي المجحِف، والامتياز الاجتماعي الجائر.
    فقد وُجِدَتْ في الهند قبل الإسلام مجموعة من الديانات منها الهندوسية أقدم هذه الديانات في الهند، تليها البوذية التي انتشرت قبل الإسلام بنحو خمسمائة سنة، وأعداد قليلة ممن يعتنقون المسيحية واليهودية .
    ولا يمكننا التحديد الدقيق للاحتكاك الأوَّل بين الهند والعرب، إلاَّ أنَّ الثابت تاريخيًّا أن العرب كانوا على صلة تِجاريَّة بالهند قبل الإسلام؛ حيث وصلت سفنهم على أغلب المدن الهندية؛ بل وذهبوا إلى خليج البنغال، وبلاد الملايو، وجزر إندونيسيا، حتى كوَّنوا لهم جالياتٍ عربية في بعض هذه البلاد .
    كيف دخل الاسلام إلى الهند ؟؟؟
    وعندما ظهر الإسلام أرسل النبي (صلِ الله عليه وسلم) إلى ملك "ماليبار" في عام (7هـ = 628م) رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام, ويُرْوَى أن "تشيرمان برمال" ملك "كدنغلور" قد زار النبي (صلِ الله عليه وسلم)كما وصلت إلى بلاد "ماليبار" جماعة من الدُّعاة المسلمين العرب، على رأسهم مالك بن دينار وشرف بن مالك، ونزلوا في مدينة "كدنغلور"، ثم جابوا جميع أنحاء كيرالا داعِينَ إلى الإسلام وبنوا العديد من المساجد
    ومع ازدياد الحركة التِّجاريَّة بين شبه الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية في صدر الإسلام كان للتجار المسلمين الفضل في نشر الإسلام من خلال معاملاتهم بأمانة وصدق مع أهل هذه البلاد, حيث وَجَدَ الإسلام في الهند أرضًا خصبة سهلة، فأصبح في كل ميناء أو مدينة اتَّصل بها المسلمون جماعة اعتنقوا الإسلام، وأقاموا المساجد، وباشروا شعائرهم في حُرِّيَّة تامَّة لمَّا كان للمسلمين والعرب في ذلك الوقت من منزلة عند الحُكَّام باعتبارهم أكبر العوامل في رواج التجارة الهندية التي كانت تدرُّ على هؤلاء الحكام الدخل الوفير.
    وفيما يلى استعراض لمعظم المعارك التى خاضها المسلمين فى الهند:
    غزوة تانة سنة (15هـ/363م)

    قادها القائد العربى (الحكم بن أبى العاص الثقفى) بأمر من اخية عثمان بن أبى العاص الثقفى والى عمان والبحرين حيث توجه إلى موقعة تانة القريبة من بومباى القريبة من ساحل بحر العرب ويبدو انه لم يحق مكاسب كبيرة فى هذه الغزوة كما واجهت هذه الغزوة معارضة شديدة من قل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وابدى امتعاضه منها واعتبرها مغامرة حربية خطيرة ، فلمَّا رجع الجيش كتب إلى عمر يُعْلِمُه ذلك، فكتب إليه عمر: يا أخا ثقيف، حملت دودًا على عود، وإني أحلف بالله أن لو أُصِيبُوا لأخذتُ من قومِكَ مثلهم.

    غزوة بروص (15هـ/363م)

    قادها الحكم بن أبى العاص الثقفى بأمر من أخيه عثمان فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب وبروص مدينة ساحلية هامة تقع فى مقاطعة الكجرات ولم يحقق العرب نتائج ملموسة فى هذه الغزوة.


    غزوة الديبل سنة (15 هـ/ 636م)

    كان قائدها هو المغيرة بن أبى العاص الثقفي وذلك بأمر من أخيه عثمان بن أبى العاص الثقفي وخور الديبل هو الواقع القديم لمدينة {كراتشي الحالية فى باكستان} يشير البلاذرى إلى أن المسلمين غنموا فيها بعض الغنائم دون أن يذكر بوضوح ما إذاحققوا مكاسب سياسية على أرض المنطقة ويبدو أن الغزوات الثلاث السابقة التي حدثت سنة 15هـ/ 636م إنما كانت عبارة عن محاولات حربية وقائية وسببها دعم بعض القبائل الهندية التى كانت متواجدة فى البحرين لحركة المرتدين أيام الصديق أبو بكر ودعمهم أيضاً الفرس بالرجال والسلاح ضد المسلمين.


    غزوة مكران سنة 23هـ /643م

    كانت بقيادة عثمان بن أبى العاص الثقفى واخوه الحكم بن إبى العاص الثقفى والي البحرين وعمان استهدفت أقليم مكران الواقع إلى الشمال الشرقى من الهند ويرى اليعقوبى الذي انفرد بذكر تلك الغزوة ـأن المسلمين بقيادة عثمان لم يحققوا ايه انتصارات فعلية على أـرض الأقليم ويرجح أنها محاولة عسكرية للتعرف على طبيعية المنطقة ورسم جغرافيتها لأنها تشكل مدخلاً هاماً للهند عن طريق البر.

    فتح مكران سنة (23هـ/ 643م)

    جاءت هذه الحملة بقيادة الحكم بن عمرو الثعلبى وقد قابل ملك السند يوم ذاك الشهير بـ راسل ونجح المسلمون فى هذه الحملة من تحقيق انتصارًا على قوات الهند الشمالية وتعتبر هذه المعركة من المعارك العظيمة فى التاريخ الإسلامى إذ حققت أول سيطرة فعلية للمسلمين على أرض مكران واعتبرها المؤرخون فتحًا كبيرًا فى ثغور الهند الشمالية.
    ومن جملة القادة المسلمين الذين اشتركوا في فتح مكران-سهل بن عدي وعبدالله بن أبي عقيل وربعي بن عامر وابن أم غزال وعاصم بن عمرو التميمي وعبدالله بن عمير الأشجي والحكم بن عمرو وشهاب بن المخارق وقد فتحت القفص عام 23 هجرية على يد سهل بن عدي وتبعه عبد الله بن عتبان وكان يقدم جيش سهل بن عدي النسيم بن ديسم العجلي بمساعدة حشد من أهالي كرمان بعد قتل مرزبهانها أي (واليها الفارسي).
    واقتتلوا مع ملك السند فهزم الله جموع السند، وغنم المسلمون منهم غنيمة كثيرة، وكتب الحكم بن عمرو بالفتح، وبعث بالأخماس مع صحار العبدي.
    فلما قدم على عمر سأله عن أرض مكران فقال: يا أمير المؤمنين أرض سهلها جبل، وماؤها وشل، وثمرها دَقَلْ، وعدوها بطل، وخيرها قليل، وشرها طويل، والكثير بها قليل، والقليل بها ضائع، وماوراءها شر منها.
    فقال عمر: أسَجَّاعٌ أنت أم مخبر؟.
    فقال: لا بل مخبر، فكتب عمر إلى الحكم بن عمرو أن لا يغزو بعد ذلك مكران، وليقتصروا على مادون النهر.
    وقد قال الحكم بن عمر في ذلك:
    لقد شبع الأرامل غير فخر * بفيء جاءهم من مكرانِ
    أتاهم بعد مسغبة وجهد * وقد صَفَر الشتاء من الدخانِ
    فإني لا يذم الجيش فعلي * ولا سيفي يذم ولا لساني
    غداة أدافع الأوباش دفعا * إلى السند العريضة والمداني
    ومهران لنا فيما أردنا * مطيع غير مسترخي العناني
    فلولا ما نهى عنه أميري * قطعناه إلى البدد الزواني

    فتح المناطق المحاذية لسجستان سنة (23هـ/ 643م)


    قاد هذه الحملة القائد عاصم بن عمرو الثعلبى وعبدالله بن عمير وقد وفق المسلمون فى إلحاق هزائم كبيرة فى صفوف القبائل الهندية الشمالية وكان ذلك بعد قتال شديد وكانت ثغورها متسعة، وبلادها متنائية، ما بين السند إلى نهر بلخ، وكانوا يقاتلون القُنْدُهار، والترك من ثغورها وفروجها...لتصبح قوات المسلمين بذلك على مشارف إقليم السند الهام .

    غزوة الأهواز


    بعد انتصار المسلمين في معركة القادسية عزم سيدنا عمر بن الخطاب على إرسال جيش إلى الأبلة ليشغل الفرس عن مساعدة إخوانهم في المدائن، وذلك تيسيراً لفتح مدينة المدائن على الجيش الإسلامي المتوجه من القادسية ، فيرسل سيدنا عمر بن الخطاب جيشاً إلى الأبلة على رأسه عتبة بن غزوان من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن جيشاً كبيراً فقد وصل عدده إلى خمسمائة مجاهد كان غرضهم شغل الهرمزان عن هذه المنطقة.

    ويتوجه إلى الأبلة الجيش الإسلامي بقيادة سيدنا عتبة بن غزوان ويعسكر الجيش الإسلامي قرب الأبلة، وكانت الأبلة قد فتحت في العام الثاني عشر من الهجرة على يد خالد بن الوليد وظلت مع المسلمين لمدة عام واحد إلى أن تجهز المسلمون لموقعة القادسية فانسحبت كل الجيوش الإسلامية من كل المناطق الفارسية إلى القادسية وترك الجيش الإسلامي منطقة الأبلة، فكان هذا إذن هوالفتح الثاني للأبلة : فعسكرعتبة بن غزوان وانتظر أن يهاجمه الفرس وكان هدفه هو شغل الجيش الفارسي الموجود في الأبلة عن الذهاب إلى المدائن،وذلك قبل فتح المدائن وبعد موقعة القادسية مباشرة، وبعد شهر عسكره عتبة من غزوان قُرْبَ الأبلة يخرج إليه حاكم الأبلة في أربعة آلاف مقاتل من الفرس وكان حاكمها قبل ذلك هرمز وقتله سيدنا خالد بن الوليد.

    وانتقص قائد الجيش الفارسي بالجيش الإسلامي لقلة عدده وقال: "ما هم إلا ما أرى" , وقال لجنده :اجعلوا الحبال في أعناقهم , وَأْتُوا بهم إليَّ، وقبل المعركة أوصى عتبة أصحابه بشدة الحملة على صفوف الفرس , ورغَّبَهم في الجنة وأنها تحت ظلال السيوف،وقاتلهم عتبة بعد الزوال، وكان في خمسمائة، فقتلهم أجمعين ولم يبق إلا صاحب الأبلة فأخذه أسيراً.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     الفتوحات الإسلامية في الهند  Empty رد: الفتوحات الإسلامية في الهند

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 04, 2013 11:28 pm

    فتح هويز

    وبعد الانتصار الذي حققه عتبة بن غزوان على جيش الأبلة أقام الجيش الإسلامي على حدود الأبلة ولم يدخلها فغرضه شَغْلُ الفرس عن إمداد إخوانهم في المدائن ضد المسلمين.

    وعرف عتبة بعد الاستطلاع الذي قامت به عيون الجيش الإسلامي أن الأبلة لا يوجد بها سوى خمسمائة مقاتل فارسي ,وجيش الفرس موجود في منطقة الأهواز شرقي منطقة الأبلة، فقرر عتبة بن غزوان دخول الأبلة، وتوجه إليها وفتحها بعد قتال بسيط وقتل من بها من المقاتلين. والانتصار الذي حققه الجيش الإسلامي وفتحه لمدينة الأبلة كان انتصاراً عظيماً رغم قلة عدده وعُدَّته وحصانة مدينة الأبلة وقوة منعتها إلا أن الفرس لم يعيروها انتباهاً شديداً وذلك لتقدم المسلمين نحو المدائن.

    وسيطرعتبة على المنطقة وبدأت قوات سيدنا عتبة بن غزوان بفتح المنطقة شمالاً وجنوباً.

    في ذلك الوقت ثارت مدينة(دست ميسان) فبعث إليهم عتبة بن غزوان فرقة من جيش المسلمين على رأسها مجاشع بن مسعود، وتقع دست ميسان على نهر دجلة أو في شرق شط العرب، وانتصر مجاشع بن مسعود بفرقته على أهل دست ميسان وظفر بهم.

    وبدأت القوات القابعة داخل الأهواز وعلى رأسها الهرمزان ترسل بعض الفرق لحرب المسلمين في هذه المنطقة، فكتب عتبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب يُعْلِمُه بخبر أهل الأهواز وإرسالهم الفرق لقتال المسلمين في الأبلة، فأمر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيدنا سعد بن أبي وقاص بأن يرسل مدداً إلى عتبة بن غزوان، وأخذ عتبة بن غزوان يبحث عن مكان ليكون مقراً له بدلا من الأبلة فإن أرضها طينية وكثيفة الأشجار ولم يتعود العرب على المعيشة في مثل هذا الأرض فانتقل بالجيش تدريجياً إلى أربعة أماكن في الشمال حتى وصل إلى منطقة عسكرية فيها وبعد ذلك أصبحت منطقة البصرة.

    وأرسل سيدنا سعد بن أبي وقاص مدداً إلى المسلمين في الأبلة فأرسل جيشين على رأس الجيش الأول نعيم بن مقرن وعلى الجيش الآخر نعيم بن مسعود.

    توجه نعيم بن مقرن ونعيم بن مسعود بجيشيهما من المدائن إلى منطقة تسمى (هويز) ، وهي المدينة التي تقدم إليها جيش الهرمزان من داخل مدينة الأهواز إلى منطقة هويز .

    ويرسل عتبة بن غزوان من البصرة جيشين على رأس أحدهماسلمى بن القين وعلى الجيش الآخرحرملة بن مريط وكانا من المهاجرين مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتقدمت هذه القوات الأربعة إلى المنطقة التي يعسكر فيها الهرمزان في مدينة الأهواز وقبل وصولهم راسل نعيم بن مسعود ونعيم بن مقرن أبناء العم: غالب الوائلي وكليب بن وائل وهما من قبيلة بني تميم وقد هاجرا إلى منطقة الأهواز وعاشا مع الفرس في الأهواز، فأرسلا إليهما وقالا لهما: إن المسلمين أتوكم بجيوش لا قبل لكم بها ؛ فأسلموا تسلموا وخذلوا عنا من استطعتم من الفرس .

    وفي هذا الوقت كان الحصار مضروباً على مدينة جلولاء من جيش المسلمين وقد فرض الجيش الإسلامي الحصار على مدينة تكريت أيضاً، وفي الأهواز الجيش الإسلامي قادم إلى الهرمزان.

    وتفكرت القبيلتان في الأمر فوجدتا أنه من الصعب مواجهة القوات الإسلامية في هذه المناطق المتعددة ؛ فقبلتا بالإسلام وعملتا على مساعدة المسلمين ضد الفرس .

    لما أقرت القبيلتان بالإسلام ووافقتا على نصرة المسلمين ضد الفرس قال لهما نعيم بن مسعود : انتظرا حتى نناهد الهرمزان، فيثور غالب الوائلي في مدينة تيري وهي مدينة كبيرة من مدن الأهواز، ويثور كليب بن وائل في مدينة مناذر، وأمرهما نعيم ألا يعلنوا إسلامهما إلا بعد عبور الهرمزان إلى هويز فتكون القبيلتان خلف الجيش الفارسي، وبالفعل عبر الهرمزان إلى هويز وتلتقي الجيوش الأربعة من أربع جهات مختلفة مع جيش الهرمزان في معركة من أشد المعارك الإسلامية في هذه المنطقة ودارت المعركة من الصباح إلى قبل الغروب، وعند الظهيرة ثار غالب بن وائل وكليب الوائلي في مدينتي تيري والمناذر فسقطتا وأتى الهرمزان الخبر بأن مناذر ونهر تيرى قد أُخِذا، فكسر ذلك قلب الهرمزان ومن معه وهزمه الله وإياهم، وانسحب إلى شرق نهر كارون عابراً جسراً عائماً ثم قطع الجسر بعد عبوره، وعسكر في المنطقة الشرقية لنهر كارون.
    وتوجهت الجيوش الستة : جيش سلمى وحرملة ونعيم بن مقرن ونعيم بن مسعود وغالب وكليب إلى غرب نهر كارون، على الناحية الأخرى من جيش الهرمزان، وكان عددها كبيراً، فشعر الهرمزان بالهيبة تجاه جيوش المسلمين فرضي بالصلح والجزية يعطيها للمسلمين عن يد وهو صاغر على ما هو عليه من العظمة.

    وكان الهرمزان أعطى للنبي صلى الله عليه وسلم عهداً ألا يحارب المسلمين ثم خان العهد والتقى مع المسلمين في معركة القادسية وكان على ميمنة الجيش الفارسي وكان معه من الأهواز عشرون ألف مقاتل، ولما رأى الهرمزان قوة بأس المسلمين وكثرة عددهم ألقى الله عزوجل الرعب في قلبه وخاف من لقاء المسلمين فطلب الصلح للمرة الثانية من المسلمين بعد نقضه للعهد الذي أخذه عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فيرسل نعيم بن مسعود إلى عتبة بن غزوان الذي عاد إلى البصرة يستشيره في أمر الصلح مع الهرمزان الذي يطلبه بعد نقضه للصلح الأول ؛ فقبل عتبة بن غزوان على أن يعقد المسلمون الصلح مع الهرمزان ووافق الهرمزان أن يعطي الجزية للمسلمين عن كل منطقة الأهواز بما فيها مناذر وتيري فرفض نعيم بن مسعود طلب الهرمزان للصلح على شرط الهرمزان وقال له نعيم : أصالحك على الأهواز ما عدا مناذر وتيري فقد سقطتا بحرب إسلامية، فقبل الهرمزان وصالحه نعيم بن مسعود على شرق نهر كارون، ودفع الهرمزان الجزية عن هذه المناطق وكانت له حاميات في شرق منطقة تيري وفي شرق منطقة مناذر على حدود منطقته وأقام المسلمون حاميات لهم في مدينتي تيري ومناذر،وكان من بنود المعاهدة ألا يدخل المسلمون أرض الأهواز على أن يجمع لهم الهرمزان الجزية عن كل منطقة الأهواز وبقي الوضع على ذلك فترة من الزمن.

    في ذلك الوقت كانت (جلولاء) تحت الحصار ولم تُفتَحْ بَعْدُ.


    معركة سوق الأهواز


    أَلِفَ الهرمزان الخيانة وسوَّلت له نفسه خيانة المسلمين للمرة الثانية فأغار بقواته على الحاميات المسلمة في تيري ومناذر، ثم أرسل إلى نعيم بن مسعود مُدَّعياً أن المسلمين غلبوه على أرضه، فخرج نعيم بن مسعود بنفسه وكان أميراً على هذه المنطقة من قِبَل سيدنا عتبة بن غزوان ليحقق بنفسه في الواقعة، وعندما حقق في الأمر علم أن الحق في صف المسلمين، وأن الهرمزان هو الذي اعتدى على حامية المسلمين، فلما قضى سيدنا نعيم بن مسعود للمسلمين غضب الهرمزان ونقض العهد والصلح، واستعان بطائفة من الاكراد، وغرَّته نفسه، وحسَّن له الشيطان عمله ذلك.

    واجتمع بقواته شرقي نهر كارون لحرب المسلمين، فأرسل عتبة بن غزوان رسالة إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبره بنقض الهرمزان للعقد، فأمده سيدنا عمر بن الخطاب بحرقوص بن زهير السعدي على رأس قوة إسلامية من المدينة وقال لعتبة : إذا جاءك حرقوص فأَمِّرْه على القتال وعلى الجيوش.

    وجمع حرقوص بن زهير السعدي الجيوش الإسلامية الموجود في المنطقة وعسكر بها غربي نهر كارون، فراسله حرقوص بن زهير فقال له: إما أن تعبر إلينا أو نعبر إليكم. فقال: اعبروا إلينا. فعبروا فوق الجسر، وقد استفاد حرقوص من معركة الجسر ودرس خطة العبور إلى الهرمزان ولما تحقق أن العبور لن يضر المسلمين قرر العبور إليه ؛ والتقى مع الهرمزان في موقعة (سوق الأهواز ) واقتتل المسلمون قتالاً شديداً يشبه قتال المسلمين في هويز، وأتمَّ الله النصر على المسلمين في آخر ذلك اليوم , وانهزمت القوات الفارسية وفرَّت من أمام المسلمين وعلى رأسها الهرمزان يجُرُّون وراءهم الهزيمة والخذلان.

    وكان سيدنا عمر بن الخطاب قد وضع الخطة من المدينة في منتهى الدقة والتفصيل فقد أمرحرقوص إن انتصر في المعركة مع الهرمزان بأن يرسل جَزْءَ بنَ مُعَاوية في تتبع فلول الجيش الفارسي ويبقى هو في سوق الأهواز، فيتتبع جزء بن معاوية فلول الجيش الفارسي ويفتح كل المدن التي في طريقه حتى مدينة( سُرَّق )وهي في عمق منطقة الأهواز، وانسحب الهرمزان بجيشه ليعسكر في منطقة (رامهرمز) ، فأصبح للفرس جيشان : أحدهما في مدينة سرق وعلى رأسه أحد قواد الهرمزان، والآخر في مدينة رامهرمز وعليه الهرمزان نفسه .


    مدينة سُرق


    ويبدأ جزء بن معاوية بمحاصرة مدينة (سُرَّق) فاستعصت عليه لشدة حصانتها وقوة منعتها فيتركها متوجهاً إلى (رامهرمز) محاصراً لها بعد وضع حامية على مدينة سرق، ولم يخرج إليه أحد الجيشين ليقاتلوه.

    وفي نفس الوقت الذي يحاصر فيه جزء بن معاوية رامهرمز ومدينة سرق يأتيهم نبأ سقوط جلولاء في الشمال والتي بها قوة الفرس العظمى وذلك في بداية شهر ذي القعدة وتصل أنباء سقوط جلولاء إلى الهرمزان فيعلن الهرمزان استسلامه وقبوله للصلح مرة أخرى، وهذه المرة الثالثة التي يطلب فيها من المسلمين العهد والصلح فقد صالح النبي صلى الله عليه وسلم على ألا يقاتل المسلمين ثم نقض عهده وحارب المسلمين في القادسية، ثم عاهد عتبة بن غزوان للمرة الثانية وغرته نفسه فنكث عهده وحارب المسلمين للمرة الثانية في سوق الأهواز، ثم هو في رامهرمز وبعد سقوط جلولاء في الشمال و سقوط سوق الأهواز ثم حصاره في رامهرمز يطلب الصلح من المسلمين للمرة الثالثة على ما بقي له من البلاد، وكان أمراً في غاية الصعوبة على قواد المسلمين أن يتحذوا فيه قرارا، فأرسل جزء بن معاوية إلى حرقوص يخبره بطلب الهرمزان للصلح فأرسل حرقوص إلى عتبة بن غزوان فلم يستطع عتبة أن يتخذ قراراً بالصلح مع الهرمزان فبعث إلى سيدنا عمر بن الخطاب في المدينة يخبره بطلب الهرمزان للصلح للمرة الثالثة فيقبل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصلح من الهرمزان ويرسل إلى حرقوص بقبول الأمر فيرسل إلى جزء بن معاوية ليصالح الهرمزان ؛ فيصالحه جزء على كل منطقة شرق رامهرمز وشرق سُرَّق فيدفع الهرمزان عنها الجزية , ويبقى في يد المسلمين كل ما فتحوه لا يأخذون منه الجزية , وبذلك بقي في يد الهرمزان : رامهرمز وتستر وجنديسابور والسُّوس (وكانت عاصمة الأهواز كلها) , يدفع الهرمزان الجزية للمسلمين عن هذه المدن، أي كل ما هو في شرق نهر تيري وشرق مدينة رامهرمز وسرق.

    دفاع المسلمين عن الهُرْمُزَان


    وبعد صلح الهرمزان وقبوله بدفع الجزية يحدث حادث غريب مع الفرس، فقد انقضَّ الأكراد على الهرمزان ومن معه، وكانوا قد شجَّعوه من قبل على قتال المسلمين وكانوا معه في معركة سوق الأهواز، وبعد ثورة الأكراد على الهرمزان ومن معه وقتالهم للفرس يُخرج سيدنا عتبة بن غزوان جيشاً من المسلمين للدفاع عن الهرمزان وقتال الأكراد، وينتصر الجيش الإسلامي على الأكراد دفاعاً عن الهرمزان داخل أرضه التي لم يحكمها المسلمون ولم يبسطوا عليها أيديهم .

    ورغم صعوبة المعركة وخطورتها على المسلمين إلا أن المسلمين دافعوا عن الهرمزان وعن الجيش الفارسي وذلك لعهدهم مع الفرس, وأخذ الجزية منهم في مقابل الدفاع عنهم .

    في هذا الوقت تسقط كل هذه المنطقة من الأهواز وسقطت جلولاء وسقطت تكريت والموصل ونينوى.

    وبسقوط منطقة الأهواز تمكن المسلمون من احتواء قبائل الزط (الغجر) فى المناطق الشمالية الغربية من القاة الهندية.


    (غزوة بلوجستان سنة 23هـ/ 643م)


    كانت بقيادة القائد العربى سهل بن عدى وكان هدفها تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية على اقليم بلوجستان الذى يعتبر من الاقاليم الهامة الواقعة شمال غرب الهند وتعتبر منفذا برياً غاية فى الاهمية حيث يتوقف فتح الهند على مقدرة العرب فى بسط سيطرتهم الكاملة على هذا الإقليم.


    (غزوة بلوجستان الثانية 31هـ/ 651م)


    كانت بقيادة مجاشع بن مسعود السلمى وكانت ضمن حملته على اقليم خراسان وسجستان (معرب سيستان، وكانت قديمًا تسمَّى‏:‏ ساقستان، أي بلاد الساقة، وهي ولاية بالجنوب الغربي من أفغانستان يتبعها قسم داخل حدود بلاد العجم)
    فالتقى هو والفرس بتوج، فاقتتلوا ما شاء الله، ثم انهزم الفرس، وقتلهم المسلمون كيف شاءوا كل قتلة، وغنموا ما في عسكرهم، وحصروا توج فافتتحوها، وقتلوا منهم خلقا كثيرا وغنموا ما فيها.

    غزوة القيقان (39هـ/ 659م)


    قاد هذه الحملة الحارث بن مرة العبدلى بأمر من الخليفة على بن ابى طالب وقد حقق الحارث مكاسب كبيرة فى القيقان ورغم ذلك فانه قتل فيها سنة 42هـ /662م ...والقيقان من بلاد السند مما يلي خراسان‏.‏.

    غزوة لاهور (44هـ/ 664م)


    قادها على بلاد الهند الشمالية القائد العربى المهلب بن ابى صفرة وكانت فى عهد الخليفة معازوية بن ابى سفيان ومدينة لاهور تقع ضمن الاراضى الباكستانية ولقى المهلب ببلاد القيقان ثمانية عشر فارسًا من الترك على خيل محذوفة فقاتلوه فقتلوا جميعًا فقال المهلب‏:‏ ما جعل هؤلاء الأعاجم أولى بالتمشير منا فحذف الخيل فكان أول من حذفها من المسلمين‏.‏

    غزوة القيقان الثانية (45هـ/ 665م)


    فى هذه الغزوة تم فتح القيقان على يد القائد العربى عبدالله بن سوار العبدى بأمر من الخليفة معاوية بن ابى سفيان

    غزوة القيقان الثالثة (47هـ/ 667م )


    بعدما لم ينجح العرب فى الحفاظ على فتحهم لمنطقة القيقان سنة 45هـ/665م وذلك لان الجيوش الهندية هاجمت الوجود العربى هناك وتمكنت من طردهم فقد وجه الخليفة معاوية بن ابى سفيان القائد العربى عبدالله بن سوار العبدى للمرة الثانية لاعادة فتح القيقان لكن كانت النتيجة لغير صالح المسلمين ومنوا هناك بهزيمة منكرة قتل فيها عبدالله بن سوار العبدى وغالبية افراد الجيش الاسلامى البالغ عدد جنوده 4000 مقاتل .

    فتح مكران سنة (48هـ / 668م)


    قاد فتح "مكران" القائد العربي - سنان بن سلمة بن محبق الهذلي"، بأمر من الخليفة "معاوية"، وقد حقق "سنان" انتصارت كبيرة في الإقليم ونجح في إخضاعه للمسلمين، بعدما أجرى عليه التمصير بدعوته القبائل العربية التي شاركت في الفتح للاستيطان في "مكران"، وبذلك ضمن سيادة العرب وهيمنتهم على المنقة المذكورة.

    فتح قصدار سنة (49هـ / 669م)

    قادها "سنان بن سلمة بن محبق الهذلي"، وهي في محاذاة "مكران"، إلا أنه لم يتمكن من تمصيرها والسيطرة عليها، كما حصل له في "مكران"، بسبب انتقاض أهل المنطقة عليه بقوة السلاح، رافضين الانصياع للأوامر العربية، وبذلك تم طرد المسلمين منها، واستدعى ذلك من الخليفة "معاوية" إلى تجريد حملة جديدة في نفس السنة، بقيادة المنذر بن الجارود، ففتحها أصبحت خاضعة لحكم المسلمين.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     الفتوحات الإسلامية في الهند  Empty رد: الفتوحات الإسلامية في الهند

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 04, 2013 11:33 pm

    فتح "قندهار" سنة (53ه / 672م)

    قاد حملة الفتح على قندهار الأفغانية القائد العربي "عباد بن زياد بن أبي سفيان"، وكانت قندهار يوم ذلك تابعة لحكم الهند، فألحق "عباد" هزيمة كبيرة بجيش الهند، وكسب غنائم عديدة.

    غزوة "بوقان" من أعمال السند، سنة (55هـ/674م)

    قاد هذه الحملة القائد العربي "عبيدالله بن زياد بن حري الباهلي"، وتمكن من فتح "بوقان" وضمن السيطرة عليها، وبذلك أصبح للمسلمين نفوذًا واسعًا في المناططق الشمالية الغربةي للهند.

    غزوة "الديبل" كراتشي، سنة (80هـ/699م)

    جاءت هذه الغزوة برغبة من "الحجاج بين يوسف الثقفي" والي العراق، حيث أرسل إليها القائد "عبيدالله بن نبهان والقائد "بديل بين طهفة البجلي"، وقد توجهت صوب "خور الديبل" وهو موقع مدينة كراتشي القديم، وحينما التقى الجمعان، نفر الفرس بـ"بديل" ووقع عنه، فأحاط به الهنود وقتلوه، ويرجع سبب تلك الحملة العربية ضد "الديبل"، وقوع رهائن من المسلمين في يد قراصنة هنود.

    غزوة "رتبيل" من بلاد أفغانستان، سنة (81هـ/700م)

    جاءت تلك الغزوة بقيادة "عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث"، عامل الحجاج على "سجستان"، وقد حارب من هناك قبائل الترك والأفغان، وواجه قبائل الغور والخلج الأفغانية، والتي عرف عنها شدة البأس والمراس في النزال، ونجح في إخضاع "رتبيل" من أعمال الهند الشمالية، في المناطق المرتفعة شمال باكستان.

    غزوة "بلوجستان" سنة (93هـ/711م)

    تكررت الحملات على إقليم "بلوجستان" أكثر من مرة، وذلك بسبب عدم استقرار الوضع في أيدي العرب، وأهمية الإقليم الإستراتيجية، فقد أرسل "الحجاج" حملة جديدة تجاه الإقليم، وكانت بقيادة "عماد الدين محمد بن القاسم الثقفي"، حيث فرض عليه سيطرة عربية تامة، من خلال تمصيره للمنطقة، كما أنه جيش الجيوش منها استعدادًا لفتح الأقاليم الهندية الشمالية ومواجهة دولة الهند الكبرى في وادي السند.

    فتح "خور الديبل" كراتشي، سنة (93هـ/711م)

    قاد عملية الفتح القائد "محمد بن القاسم الثقفي"، وذلك بأمر من الحجاج بن يوسف، وبعد معركة طاحنة دارت رحاها بالقرب من "الديبل" بين المسلمين والهنود، استطاع العرب من إلحاق هزيمة منكرة بجيش الهند وملكه "داهر شاه"، وتمكن من تحرير الأسرى المسلمين من سجون الهند، وأنزلها ابن القاسم، أربعة آلاف من القبائل العربية، وبنى فيها مسجدًا ودار للإمارة.

    فتح النيرون سنة (93هـ/711م)

    بعد فتح "الديبل" وجه القائد "محمد بن القاسم" حملته باتجاه مدينة "النيرون" لفتحها، ويرجح أن هذه المدينة هي الموقع القديم لمدينة "حيدر آباد" الباكستانية، والتي تبعد حوالي خمسة وعشرين فرسخًا عن مدينة "الديبل"، ويؤكد المؤرخ "الكوفي"، أن سكان النيرون استقبلوا ابن القاسم بالترحيب دون أن يحصل قتال، حينما قدموا له ولاءهم، وأنزل ابن القاسم العرب في المدينة بغيرة تمصيرها، كما أمر بهدم المعبد الوثني في المدينة، وبنى مكانه مسجدًا وعين له إمامًا.

    فتح "سيوستان سنة (93هـ/711م)

    لما انتهى ابن القاسم من فتح "النيرون" سلميا، وفرغ من ترتيب شؤونها الداخلية، توجه نحو مدينة "سيوستان" القريبة من النيرون، وضرب على المدينة حصارا قويًا، وضربها بالمنجنيق والسهام والرماح، فأعلنت المدينة استسلامها للعرب وذلك تحت ضغط الرماية المستمرة.

    فتح "سيويس" من إقليم السند سنة (93هـ/711م)

    توجه "محمد بن القاسم" إلى حصار مدينة "سويس" الواقعة في إقليم السند، وقد قرر الهنود فيها مواجهة المسلمين، والحيلولة دون وصولهم إلى هذا المعقل الحصين، وجهزوا لهذه المهمة، ألف فارس مدججين بالسلام من سيوف ودروع ورماح، يقودهم القائد الهندي "بيهمن"، وأخذ الهنود المسلمين على حين غرة، وهاجموهم في جنح الظلام، فتاة الهنود في الطرقات وانقسموا على أنفسهم، فاضطر حاكم المدينة "كاكه كوتك" من مقابلة القاسم معلنًا الطاعة والولاء، وأمنهم العرب.

    فتح "أشبهار" من أرض السند سنة (93هـ/711م)

    توجه القائد "محمد بن القاسم" إلى حصن "أشبهار" الواقع في إقليم السند، وفرض عليه حصارًا شديدًا، أظهر الهنود خلالها مقاومة عنيفة، واستبسلوا في قتال المسلمين، فأمر ابن القاسم برمي الحصن بالمجنيق، وقد استمر الحصار مدة أسبوع، إلى أن وهنت عزائم الهنود وضعفت روح المقاومة لديهم، ومع إصرار المسلمين على فتح الحصن، أعلن أهله الاستسلام، شريطة إعطاؤهم الأمان، فوافقهم المسلمون على ذلك.

    موقعة "شط مهران" سنة (93هـ/711م)

    في هذه الموقعة نزل الجيش العربي بقيادة "محمد بن القاسم" إلى شط مهران، وهو فرع من فروع نهر السند الكبير، فقابله الهنود بالمقاومة والقتال، وحينما علم ملك الهند "داهر شاه" عن وصول العرب إلى شاطئ مهران اسقط في يده، وأيقن أن بلاده جميعها آيلة للسقوط، لاسيما عندما علم عن استسلام أحد قادته الكبار وهو القائد "جاهين" لقوات محمد بن القاسم وإعلانه الطاعة والخضوع للحكم العربي الجديد.

    حرب على ضفاف "نهر السند" سنة (93هـ/711م)

    وهي المقابلة الكبرى والحرب الفاصلة، حيث تقابل ابن القاسم بملك الهند "داهر شاه" على ضفاف نهر السند، وقد سعى ابن القاسم في هذه المقابلة إلى التخلص من ملك الهند، لاسيما بعدما أرسل له رسالة استفزازية، يقول فيها: "أن مراميك في فتح بلادنا قد جلبت عليك الشؤم واللوم والقهر والعناء، فأصبحت في ضائقة وعوز إلى المؤن والماء والدواب، وان ترجع إلى صوابك وتقبل الصلح، نرسل إليك أعلاف الحيوانات حتى لا يموت جيشك من الفتك والفاقة...
    وكان قد حل بالمسلمين بلاء وفاقة هددت حياة الجيش بالموت والفناء، فقبيل نشوب المعركة بخمسين يوما تقريبا نفدت أرزاق الجيش وأعلاف الخيل، وأصيبت الخيول بمرض الجذام، واضطر الجيش إلى أكل لحوم الخيل، وبسبب ذلك طلب مساعدة الحجاج، في حين استخدم المسلمون في هذه الموقعة كل الوسائل الحربية لاسيما السفن والمراكب، واستمرت المعركة خمسة أيام، وقف ابن القاسم يخطب بالجيش العربي قائلا: "يا أبناء العرب، إذا فزت بالشهادة، فإن أميركم "محرز بن ثابت"، وإذا فاز هو الآخر بالشهادة فإن أميركم "سعيد"، التحم الجيشان في اليوم التاسع من شهر رمضان سنة (93هـ/711م)، واختلط الحابل بالنابل، وحمي وطيس الحرب، وتطايرات الحراب والسهام والرماح، وتمكن العرب من حسم المعركة بقتلهم ملك الهند "داهر شاه"، واستولى العرب على كل المدن التابعة له، ولم يكتف ابن القاسم بذلك، بل أمر بقطع أس داهر وأرسله إلى الحجاج مع غنائم الحرب، ولما وصلت الغنائم إلى الحجاج في العراق، نظر الحجاج فإذا هو قد أنفق على حملة ابن القاسم ستين ألف ألف درهم، ووجد ما حمل إليه عشرين ومائة ألف ألف، فقال: "شفينا غيظنا، وأدركنا ثأرنا، وازددنا ستين ألف ألف، ورأس داهر".



    فتح حسن "راؤور" (سنة 93هـ/711م)

    عبأ محمد بن القاسم جيش المسلمين، وذلك بعدما فرغ من قتل الملك "داهر شاه"، وتحرك به نحو حصن "راؤور" لفتحه، وهو من الحصون المنيعة في منطقة السند، وفرضوا حصارًا قويا على أهالي الحصن ورموهم بالمنجنيق، فتهدمت الأسوار ودخل المسلمون الحصن.


    فتح "بهرور" و"دهليلة" (سنة 93هـ/711م)

    تابع اب القاسم حملته الواسعة على أرض السنند ضمانًا لتحقيق السيطرة على معظم الأراضي الواقعة شمال الهند، لذلك جرد جيشًا لفتح حصنان منيعان يقعان في أرض السند، هما "بهرو" و"دهليلة" وأتم فتحهما.

    فتح "برهمناباد" (سنة 93هـ/711م)

    توجه الفاتح "محمد بن القاسم" إلى مدينة "برهمناباد"، وعسكر بالجيش على حدود المدينة، ثم أرسل رسوله يطلب منهم الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو أن يخرجوا للقتال، فرفضوا مطالب المسلمين، واستعد العرب للنزال، بعدما فرضوا عليهم حصارًا دام مدة ستة أشهر، وفتحت المدينة.


    فتح "منهل" في إقليم السند (سنة 94هـ/712م)

    نجح "محمد بن القاسم" في فتح المدينة، وكان سكانها قد أعلنوا استسلامهم واعطاهم للمسلمين، وقد أعطاهم العرب الأمان على أنفسهم وأموالهم.


    فتح "أرور" (سنة 94هـ/712م)

    حينما وصل ابن القاسم إلى أطراف مدينة "أرور" من أعمال السند، عسكر هناك، وأقام السرادق وبنى مسجدًا، وفرض على المدينة حصارًا شديدًا، مما جعل السكان يطلبون السلام، فوافقهم العرب على ذلك، ودخلوا المدينة سلمًا.

    فتح مدينة "الملتان" (سنة 95هـ/713م)

    فرض القائد ابن القاسم حصارا على مدينة "الملتان"، والتحم مع سكانها في قتال عنيف، واستمرت المعركة سبعة أيام متواصلة، قتل من المسلمين حوالي مائتان وخمس وثلاثين، أغلبهم من أهل الشام، ولم يحقق العرب انتصارًا فعليا إلا بعد شهرين تقريبًا، حينما تمكنوا من نقب سور المدينة وفتحوا حصنها، ودخلوا المدينة وقتلوا من سكاها أكثر من ستة آلاف مقاتل، وأسروا منهم أعداد كثيرة وغنموا غنائم عظيمة.


    فتح مدينة "سكة" في البنجاب (سنة 95هـ/713م)

    تابع ابن القاسم حملته على أرض الملتان، وتوجه إلى حصن "سكة" القريب من مدينة الملتان، ولما علم سكانها بمجيء العرب إليهم، أرسلوا برسولهم إليه، يطلبون الأمان، فوافق على منحهم الأمان، ودخل الحصن فاتحا، وعين "عتبة بن سلمة التميمي" واليا عليها.


    كانت تلك مجمل الحملات التي قادها العرب المسلمين تجاه بلاد الهند الشمالية، ومما هو جدير بالملاحظة، أنه وعقب انتهاء القائد "محمد بن القاسم" من فتح إقليم السند والبنج أب، تنقطع الروايات التاريخية عن الإشارة حول تقدم العرب في شبه القارة الهندية، بحيث لا نعثر في المصادر التاريخية على أية اهتمامات تذكر حول اهتمام العرب الحربي في منطقة الهند الشمالية، ومع ذلك، فقد أشارت بعض المصادر إلى مجموعة من الغزوات وقعت أيام الحكم الأموي، إلا أنها، وللأسف، لم تحدد تاريخ حدوثها، وحينما نراجع المصادر التاريخية ذات الصلة بالأحداث، فلا نعثر فيها على معلومات مفيدة حول هذا الجانب، اللهم إلا ما ورد عند المؤرخ البلاذري من إشارات مختصرة، وتحقيقًا للفائدة، سنستعرض الوقائع التي حصلت بعد فتوحات "محمد بن القاسم" ففي عهد "سليمان بن عبدالملك"، استعمل "سيلمان": على حرب السند والهند "حبيب بن المهلب"، فغززى فيها غزوات، كما غزا "عمرو بن مسلم الباهلي" عامل "عمر بن عبدالعزيز" على ثغر الهند، بعض بلاد الهند، كما ولي "الجنيد بن عبدالرحمن المري" من قبل "عمر بن هبيرة الفزاري" ثغر السند، ثم تولى أمر الهند أيام "هشام بن عبدالملك" وحارب وغزا في أرض الهند، ثم تولى "تميم بن زيد العتبي" إمارة السند، إلا أنه كا ضعيفا، فمات قريبا من "الديبل" (كراتشي)، وولي "الحكم بن عوانه الكلبي"، وفي أيام الدولة العباسية، تولى "مفلس العبدي" ثغر السند، وولي "هشام بن عمرو التغلبي" السند بأمر من الخليفة العباسي "أبو جعفر المنصور"، وفتح ما استغلق من أرض السند، ثم ولي ثغر السند "عمر بن حفص بن عثمان"، وساهم في استقرار الحكم العربي في ذلك الإقليم كما قام "محمد بن الفضل بن ماهان" بحرب في أرض الهند وافتتح من بلادها.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     الفتوحات الإسلامية في الهند  Empty رد: الفتوحات الإسلامية في الهند

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 04, 2013 11:34 pm

    بقية الموضوع هنا

    http://majles.alukah.net/showthread.php?108238-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF/page3

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:41 pm