قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
وكم من نساء الآن يبكين ندماً حين تزوجن ملتزمين ووجدن أنهم من أسوأ الناس معاملة لزوجاتهم !
قال الدكتور مصطفى السباعي في كتابه هكذا علمتني الحياة :
" حسن الخلق في البيت "
كثير من الناس يكونون داخل بيوتهم من أفظِّ الناس وأغلظهم ، وهم خارجها من ألطف الناس وآنسهم .
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :
بَاب خِدْمَةِ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي الْبَيْتِ قَالَتْ كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ خَرَجَ .
بَاب كَيْفَ يَكُونُ الرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ قَالَتْ كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ .
وقوله : ( خدمة أهله ) أي يساعدهن فيما هن عليه من عمل .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح : وَقَدْ وَقَعَ مُفَسَّرًا فِي الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ طَرِيق عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَة بِلَفْظِ " مَا كَانَ إِلَّا بَشَرًا مِنْ الْبَشَر : يُفَلِّي ثَوْبه ، وَيَحْلُبُ شَاتَه ، وَيَخْدُم نَفْسه " وَلِأَحْمَدَ وَابْن حِبَّانَ مِنْ رِوَايَة عُرْوَةَ عَنْهَا " يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ " وَزَادَ اِبْن حِبَّانَ " وَيَرْقَعُ دَلْوَهُ " زَادَ الْحَاكِمُ فِي الْإِكْلِيل " وَلَا رَأَيْته ضَرَبَ بِيَدِهِ اِمْرَأَةً وَلَا خَادِمًا " .
في صحيح مسلم : " وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلاً سَهْلاً إِذَا هَوِيَتِ الشَّىْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ " أي عائشة رضي الله عنها .
وقوله : ( وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا سهلا ) أي سهل الخلق كريم الشمائل لطيفا ميسرا في الخلق كما قال الله تعالى : < وإنك لعلى خلق عظيم > ( إذا هويت شيئا تابعها عليه ) معناه إذا هويت شيئا لا نقص فيه في الدين مثل طلبها الاعتمار وغيره أجابها إليه .
رفقا بالقوارير ، فإنهن مثل العصافير .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية :
سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور أبو عثمان الواعظ
ولد بالرى ونشأ بها ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن مات بها وقد دخل بغداد وكان يقال إنه مجاب الدعوة قال الخطيب أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال سمعت أبا عثمان يقول منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حالة فكرهتها ولا نقلني إلى غيرها فسخطتها وكان أبو عثمان ينشد ... أسأت ولم أحسن وجئتك هاربا ... وأين لعبد عن مواليه مهرب ... يؤمل غفرانا فإن خاب ظنه ... فما أحد منه على الأرض أخيب ... وروى الخطيب أنه سئل أي أعمالك أرجى عندك فقال إني لما ترعرعت وأنا بالرى وكانوا يريدونني على التزويج فأمتنع فجائتني امرأة فقالت يا أبا عثمان قد أحببتك حبا أذهب نومي وقراري وأنا أسألك بمقلب القلوب وأتوسل به إليه لما تزوجتني فقلت ألك والد فقالت نعم فأحضرته فاستدعى بالشهود فتزوجتها فلما خلوت بها إذا هي عوراء عرجاء شوهاء مشوهة الخلق فقلت اللهم لك الحمد على ما قدرته لي وكان أهل بيتي يلومونني على تزويجي بها فكنت أزيدها برا وإكراما وربما احتبستني عندها ومنعتني من الحضور إلى بعض المجالس وكأني كنت في بعض أوقاتي على الجمر وأنا لا أبدي لها من ذلك شيئا فمكثت كذلك خمس عشرة سنة فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي