بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ،كلمة في معنى الأدب :
الأدب - شعرا أو نثرا - لا يعبر إلا عن أفكار و معتقدات و اهتمامات صاحبه
فإن كان الأديب مسلما فسترى في شعره القيم و المعتقدات الإسلامية
و إن كان الأديب نصرانيا فسترى في شعره معتقدات النصرانية
و إن كان الأديب وثنيا فسترى في شعره معتقدات وثنية
فكل أديب يعبر عن معتقداته و أفكاره و اهتماماته
أديب مغرم بالدين ستجده يكتب عن الدين
آخر مغرم بالخمر ستجده يكتب في الخمر (الخمريات)
آخر مغرم بالزنا ستجده يكتب في النساء (المجون)
آخر مغرم باللواط ستجده يكتب في الغلمان (مجون أيضا)
آخر مغرم بالصيد ستجده يكتب في رحلات الصيد
هذا الكلام لا ينفرد به الأدب العربي وحده ، بل الأدب عامة .
مثال :
يقول بشار بن برد :
إبليس خير من أبيكم آدم .. فتنبهوا يا معشر الفجار
النار عنصره ، و آدم طينة .. و الطين لا يسمو سمو النار
فهذان البيتان يشتملان على كفر لا يختلف عليه اثنان ، فهل نخرج هذا من الأدب ؟ و هل ننزع عن بشار - عليه من الله ما يستحق - صفة الشاعر ؟ بالطبع لا ، فكلامه هذا و إن كان كفرا فهو شعر (كلام موزون مقفى بائن عن النثر) ، يستحق هذا الشاعر - و أقول الشاعر - القتل ردة ؛ و قد قتل فعلا بالزندقة ، لكن لا يمكن أن أنزع عنه صفة أديب أو شاعر .
لذلك يخطئ من يظن أن تعريف الأدب هو "ما تسمو به الروح و تهذب به الطباع" .
فهذا تعريف غير صحيح للأسباب التي ذكرت ، و لأن هذا التعريف يدخل فيه غير الشعر ؛ فهو تعريف غير جامع و لا مانع ؛ إذ إن القرآن الكريم و الحديث الشريف تسمو بهما الروح و تهذب بهما الطباع ؛ فهل يدخلان أيضا ؟ بالطبع لا .