قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والفقيه قد يفعل شيئا على العادة ، و إذا قيل له: هذا من الدين ؟ لم يمكنه أن يقول ذلك ، ولهذا قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك .
الاستغاثة في الرد على البكري ص335
.. ولا يجوز أن يقال: (فزيد بن أرقم) قد فعل هذا ؛ لأنه لم يقل: إن هذا حلال ، بل يجوز أن يكون فعله جريا على العادة من غير تأمل فيه ، ولا نظر ، ولا اعتقاد ، ولهذا قال بعض السلف: ( أضعف العلم الرؤية) يعني: أن يقول: رأيت فلانا يفعل كذا . ولعله قد فعله ساهيا ، وقال إياس بن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك).
ولهذا لم يذكر عنه أنه أصر على ذلك بعد إنكار عائشة ، وكثيرا ما قد يفعل الرجل النبيل الشيء مع ذهوله عما في ضمنه من مفسدة ، فإذا نبه انتبه ، وإذا كان الفعل محتملا لهذا ، ولما هو أكثر منه = لم يجز أن ينسب لأجله اعتقاد حل هذا إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه..
بيان الدليل على بطلان التحليل ص79.
قال العلامة الشاطبي: وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة حتى يتثبت فيه ، ويسأل عن حكمه إذ لعل المُعْتَمَد على عمله يعمل على خلاف السنة ، ولذلك قيل :لا تنظر إلى عمل العالم ، ولكن سله يصدقك .
وقال أيضا: العالم قد يعمل ، وينص على قبح عمله ! ، ولذلك قالوا : لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك. .
وقال الخليل بن أحمد ..:
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي * ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
الاعتصام 3/109و4/181.
وذكر رحمه الله أيضا : فيما يتعلق بأعمال قول المجتهد المقتدى به ، وحكم الاقتداء به ، ـ في المسألة الخامسة ـ :الاقتداء بالأفعال الصادرة من أهل الاقتداء يقع على وجهين:.. ثم ذكر القسم الثاني:
إن كان مما تعين فيه قصد العالم إلى التعبد بالفعل ، أو الترك بالقرائن الدالة على ذلك = فهو موضع احتمال ، فللمانع أن يقول:إنه إذا لم يكن معصوما = تطرق إلى أفعاله الخطأ والنسيان ، والمعصية قصدا ، وإذا لم يتعين وجه فعله ؛ فكيف يصح الاقتداء به فيه قصدا في العبادات أو في العادات ؟!
ولذلك حكي عن بعض السلف أنه قال: (أضعف العلم الرؤية)يعنى أن يقول : رأيت فلانا يعمل كذا ، ولعله فعله ساهيا .
وعن إياس ابن معاوية : (لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك) .اهـ الموافقات 4/281
فكيف إذا لم يكن قرائن؟!
وقال العلامة المعلمي :
وقد يتسمح العالم فيما يحكيه على غير جهة الحكم فيستند إلى ما لو أراد الحكم لم يستند إليه كحكاية منقطعة وخبر من لا يعد خبره حجة ، وقرينة لا تكفي لبناء الحكم ونحو ذلك . وقد جاء عن إياس بن معاوية ـ التابعي المشهور بالعقل ، والذكاء ، والفضل ـ أنه قال: ( لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك) .
وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية ، أو الفتوى ، أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه ، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة ، ولكن قد يكون له عذر خفي ، وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة ، وقد لا يتحفظ ، ويتثبت كما يتحفظ ، ويثبت في الرواية ، والفتوى ، والحكم .
هذا والعارف المتثبت المتحري للحق = لا يخفى عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ما حقه أن يعد من هذا الضرب .. ، وأن ما كان من هذا الضرب ؛ فحقه أن لا يعتد به على المتكلم فيه ، ولا على المتكلم . والله الموفق .
التنكيل ص56 في: (قاعدة قدح الساخط ومدح المحب).
الاستغاثة في الرد على البكري ص335
.. ولا يجوز أن يقال: (فزيد بن أرقم) قد فعل هذا ؛ لأنه لم يقل: إن هذا حلال ، بل يجوز أن يكون فعله جريا على العادة من غير تأمل فيه ، ولا نظر ، ولا اعتقاد ، ولهذا قال بعض السلف: ( أضعف العلم الرؤية) يعني: أن يقول: رأيت فلانا يفعل كذا . ولعله قد فعله ساهيا ، وقال إياس بن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك).
ولهذا لم يذكر عنه أنه أصر على ذلك بعد إنكار عائشة ، وكثيرا ما قد يفعل الرجل النبيل الشيء مع ذهوله عما في ضمنه من مفسدة ، فإذا نبه انتبه ، وإذا كان الفعل محتملا لهذا ، ولما هو أكثر منه = لم يجز أن ينسب لأجله اعتقاد حل هذا إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه..
بيان الدليل على بطلان التحليل ص79.
قال العلامة الشاطبي: وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة حتى يتثبت فيه ، ويسأل عن حكمه إذ لعل المُعْتَمَد على عمله يعمل على خلاف السنة ، ولذلك قيل :لا تنظر إلى عمل العالم ، ولكن سله يصدقك .
وقال أيضا: العالم قد يعمل ، وينص على قبح عمله ! ، ولذلك قالوا : لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك. .
وقال الخليل بن أحمد ..:
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي * ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
الاعتصام 3/109و4/181.
وذكر رحمه الله أيضا : فيما يتعلق بأعمال قول المجتهد المقتدى به ، وحكم الاقتداء به ، ـ في المسألة الخامسة ـ :الاقتداء بالأفعال الصادرة من أهل الاقتداء يقع على وجهين:.. ثم ذكر القسم الثاني:
إن كان مما تعين فيه قصد العالم إلى التعبد بالفعل ، أو الترك بالقرائن الدالة على ذلك = فهو موضع احتمال ، فللمانع أن يقول:إنه إذا لم يكن معصوما = تطرق إلى أفعاله الخطأ والنسيان ، والمعصية قصدا ، وإذا لم يتعين وجه فعله ؛ فكيف يصح الاقتداء به فيه قصدا في العبادات أو في العادات ؟!
ولذلك حكي عن بعض السلف أنه قال: (أضعف العلم الرؤية)يعنى أن يقول : رأيت فلانا يعمل كذا ، ولعله فعله ساهيا .
وعن إياس ابن معاوية : (لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك) .اهـ الموافقات 4/281
فكيف إذا لم يكن قرائن؟!
وقال العلامة المعلمي :
وقد يتسمح العالم فيما يحكيه على غير جهة الحكم فيستند إلى ما لو أراد الحكم لم يستند إليه كحكاية منقطعة وخبر من لا يعد خبره حجة ، وقرينة لا تكفي لبناء الحكم ونحو ذلك . وقد جاء عن إياس بن معاوية ـ التابعي المشهور بالعقل ، والذكاء ، والفضل ـ أنه قال: ( لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك) .
وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية ، أو الفتوى ، أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه ، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة ، ولكن قد يكون له عذر خفي ، وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة ، وقد لا يتحفظ ، ويتثبت كما يتحفظ ، ويثبت في الرواية ، والفتوى ، والحكم .
هذا والعارف المتثبت المتحري للحق = لا يخفى عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ما حقه أن يعد من هذا الضرب .. ، وأن ما كان من هذا الضرب ؛ فحقه أن لا يعتد به على المتكلم فيه ، ولا على المتكلم . والله الموفق .
التنكيل ص56 في: (قاعدة قدح الساخط ومدح المحب).