وكان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت فاجتمع عليه أولاده وقالوا له ندعو لك فلانا أخانا قال لا إن جاءني قتلني فقالوا نحن نوصيه أن لا يتكلم فدعوه فلما دخل عليه قال له يا أبت قل لا إله إلا الله تدخل بها الجنة وتفوز من النار يا أبت والله ما أشغلني عنك إلا فلان فإنه دعاني بالأمس فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج فصاح أبوه غمضوني فقد سبق ابن الزانية ملك الموت إلى قبض روحي .
قال رجل نحوي لابنه: اذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك و فكر فيه بجهدك حتى تقومه، ثم أخرج الكلمة مقومة. فبينما هما جالسان في الشتاء و النار مشتعلة وقعت شرارة في جبته وهو غافل عنها والابن يراه، فسكت ساعة يفكر ثم قال: يا أبت أريد أن أقول لك شيئا، أفتأذن لي فيه؟ قال أبوه: إن حقا فتكلم. قال: أراه حقا. فقال: قل ، قال: إني أرى شيئا أحمر على جبتك قال: ما هو؟ قال: شرارة وقعت على جبتك ،فنظر أبوه إلى جبته و قد احترق منها جزء كبير فقال للابن: لماذا لم تعلمني به سريعا؟ قال: فكرت فيه كما أمرتني ، ثم قومت الكلام و تكلمت به، فنهره و قال له: لا تتكلم بالنحو ابدا.
دخل أحد النحويين السوق ليشتري حمارا فقال للبائع: أريد حمارا لا بالصغير المحتقر و لا بالكبير المشتهر، إن أقللت علفه صبر وإن أكثرت علفه شكر، لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بين السواري، إذا خلا في الطريق تدفق وإذا أكثر الزحام ترفق. فقال له البائع بعد أن نظر إليه ساعة: دعني إذا مسخ الله القاضي حمارا بعته لك.
قدم علي بن علقمة النحوي ابن أخ له فقال له: ما فعل أبوك؟ قال:مات. قال: وما كانت علته؟ قال:ورمت قدميه. قال:قل: قدماه. قال:فارتفع الورم إلى ركبتاه قال:قل: ركبتيه فقال: دعمي يا عم، فما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا
وقف على باب نحوي أحد الفقراء فقرعه فقال النحوي:من بالباب ؟فقال :سائل ، فقال النحوي:لينصرف ،فقال الفقير مستدركا :اسمي أحمد وهو اسم لاينصرف في النحو ،فقال النحوي لغلامه:أعط سيبويه كسرة.
جاء نحوي يعود مريضا فطرق بابه فخرج إليه ولده فقال كيف وجدت أباك ؟ قال يا عم ورمت رجليه . قال : لا تلحن ..قال : رجلاه .ثم ماذا
قال : ثم وصل الورم إلى ركبتاه . قال : لا تلحن .. قال: إلى ركبتيه .
ثم قال مات وأدخله الله في عقب عيالك وعيال سيبويه ونفطويه وجحشويه .