يقوم بأداء ما أمر الله -عز وجل-، وحين يشكل عليه أمر فإنه يتخذ فيه رأيًا وفق ما يظهر له من فهمه وتقديره، ويقول: "استفت قلبك" مع قلة علمه الشرعي، فهل يجوز له هذا؟ وعندما يُنبَّه إلى أنه يجب عليه أن يسأل أهل العلم فإنه يقول: "كل إنسان ونيته"؟
فأجاب الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - قائلًا:
هذا لا يجوز له، والواجب على من لا يعلم أن يتعلم ومن كان جاهلاً أن يسأل، أما هذا الحديث فرسول الله صلى الله عليه وسلم- يخاطب به رجلًا صحابيًا قلبه صاف، ليس ملطخًا بالبدع والهوى.
و لو أن الناس أخذوا هذا الحديث على ظاهره، لكان لكل واحد مذهب، ولكان لكل واحد ملة، ولقلنا إن أهل البدع كلهم على حق؛ لأن قلوبهم استفتوها فأفتتهم بذلك، و الواجب على المسلم أن يسأل عن دينه، ويحرم على الإنسان أن يقول على الله بلا علم، أو على رسوله، ومن ذلك أن يفسر الآيات أو الأحاديث بغير ما أراد الله ورسوله.
من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين –يرحمه الله-
المجلد الخامس عشر
_________________
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل عن عبارة (استفت قلبك وإن أفتوك)
(1) هل من حديث صحيح ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟.
(2) هل المقصود بهذه العبارة أنني إذا كنت أعتقد أن هذا الأمر حلال وأفتاني أهل العلم بحرمته فإنني أترك فتوى أهل العلم، وأعمل بما أشعر به بقلبي؟.
(3) نرجو إيضاح معنى هذا الحديث إذا كان صحيحا والمقصود به؟
جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المجيب : د. أنيس بن أحمد طاهر (عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية)
الجواب
هذا الحديث أخرجه أحمد (18006)، والدارمي (2575)، وغيرهما، من حديث وابصة بن معبد –رضي الله عنه- وحسنه النووي وغيره.
وهناك حديث صحيح آخر وهو: "البر هو ما اطمأن إليه القلب وسكنت إليه النفس، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس"، وهو يحمل المعنى نفسه، والمراد به أن القلب يطمئن بعد معرفة حكم القرآن والسنة في هذا الأمر ، فإذا كان حلالاً وكان مما يرضي الله – تبارك وتعالى – فإن النفس المؤمنة تطمئن إلى هذا ، وأما إذا كان فيه حرام أو كانت فيه شبهة فغالباً ما يقع عدم السكينة في الأمور المشتبهة، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول: "البر ما اطمأن إليه القلب"، والغالب أن البر يطمئن إليه القلب، والبر أول ما يدخل فيه ما أحله الله – تبارك وتعالى – في كتابه وأباحه النبي – صلى الله عليه وسلم – في سنته، وأما الإثم أو المشتبه الذي يشتبه على الإنسان تحليله أو تحريمه فهذا يقع في النفس منه ما يقع من الاضطراب وعدم السكينة وعدم الطمأنينة، وهذا هو المراد بالاستفتاء للقلب، ليس بمعنى ما يدعيه ويعتقده بعض من انحرفت عقيدتهم عن أهل السنة والجماعة من أن الإنسان لا يعلم حلالاً ولا حراماً ولا سنة ولا بدعة، ولكن يترك لقلبه العنان باختيار ما يختاره وفي محبة ما يحب وفي كراهة ما يكره، هذا يؤدي إلى ضلال مبين، وهو ما يقع فيه بعض طوائف الصوفية هداهم الله، من قولهم: حدثني قلبي عن ربي، وما شابه ذلك، ولكن الحديث يدل على أن قلب المؤمن كما يقال دليله، ولكن بالإيمان والتوحيد والعلم، وإنما العلم بالتعلم.
_________________
ملحوظة : الحديث بلفظه ضعيف كما قال علماء الحديث ، و هو إن صحّ - أو سلمنا بصحته - فهو محكوم بضوابط كما نقلت لكم .
:798/7487:
فأجاب الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - قائلًا:
هذا لا يجوز له، والواجب على من لا يعلم أن يتعلم ومن كان جاهلاً أن يسأل، أما هذا الحديث فرسول الله صلى الله عليه وسلم- يخاطب به رجلًا صحابيًا قلبه صاف، ليس ملطخًا بالبدع والهوى.
و لو أن الناس أخذوا هذا الحديث على ظاهره، لكان لكل واحد مذهب، ولكان لكل واحد ملة، ولقلنا إن أهل البدع كلهم على حق؛ لأن قلوبهم استفتوها فأفتتهم بذلك، و الواجب على المسلم أن يسأل عن دينه، ويحرم على الإنسان أن يقول على الله بلا علم، أو على رسوله، ومن ذلك أن يفسر الآيات أو الأحاديث بغير ما أراد الله ورسوله.
من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين –يرحمه الله-
المجلد الخامس عشر
_________________
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل عن عبارة (استفت قلبك وإن أفتوك)
(1) هل من حديث صحيح ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟.
(2) هل المقصود بهذه العبارة أنني إذا كنت أعتقد أن هذا الأمر حلال وأفتاني أهل العلم بحرمته فإنني أترك فتوى أهل العلم، وأعمل بما أشعر به بقلبي؟.
(3) نرجو إيضاح معنى هذا الحديث إذا كان صحيحا والمقصود به؟
جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المجيب : د. أنيس بن أحمد طاهر (عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية)
الجواب
هذا الحديث أخرجه أحمد (18006)، والدارمي (2575)، وغيرهما، من حديث وابصة بن معبد –رضي الله عنه- وحسنه النووي وغيره.
وهناك حديث صحيح آخر وهو: "البر هو ما اطمأن إليه القلب وسكنت إليه النفس، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس"، وهو يحمل المعنى نفسه، والمراد به أن القلب يطمئن بعد معرفة حكم القرآن والسنة في هذا الأمر ، فإذا كان حلالاً وكان مما يرضي الله – تبارك وتعالى – فإن النفس المؤمنة تطمئن إلى هذا ، وأما إذا كان فيه حرام أو كانت فيه شبهة فغالباً ما يقع عدم السكينة في الأمور المشتبهة، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول: "البر ما اطمأن إليه القلب"، والغالب أن البر يطمئن إليه القلب، والبر أول ما يدخل فيه ما أحله الله – تبارك وتعالى – في كتابه وأباحه النبي – صلى الله عليه وسلم – في سنته، وأما الإثم أو المشتبه الذي يشتبه على الإنسان تحليله أو تحريمه فهذا يقع في النفس منه ما يقع من الاضطراب وعدم السكينة وعدم الطمأنينة، وهذا هو المراد بالاستفتاء للقلب، ليس بمعنى ما يدعيه ويعتقده بعض من انحرفت عقيدتهم عن أهل السنة والجماعة من أن الإنسان لا يعلم حلالاً ولا حراماً ولا سنة ولا بدعة، ولكن يترك لقلبه العنان باختيار ما يختاره وفي محبة ما يحب وفي كراهة ما يكره، هذا يؤدي إلى ضلال مبين، وهو ما يقع فيه بعض طوائف الصوفية هداهم الله، من قولهم: حدثني قلبي عن ربي، وما شابه ذلك، ولكن الحديث يدل على أن قلب المؤمن كما يقال دليله، ولكن بالإيمان والتوحيد والعلم، وإنما العلم بالتعلم.
_________________
ملحوظة : الحديث بلفظه ضعيف كما قال علماء الحديث ، و هو إن صحّ - أو سلمنا بصحته - فهو محكوم بضوابط كما نقلت لكم .
:798/7487: