بسم الله الرحمن الرحيم
السـؤال
عند الفراغ من دفن الميت يرفع أحدُ الحضور صوته بالدعاء رافعًا يديه مُتَّجهًا إلى القِبلة، والناسُ من ورائه يؤمِّنون على دعائه، فما حكم هذا الفعل؟ وبارك الله فيكم.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فلا يُعْلَمُ في السُّـنَّة المطهَّرةِ مشروعيةُ الدعاءِ للميِّت بعد الدَّفنِ بالجهر بالدعاء ورفع الأيدي وتأمين الناس على الدعاء، ولو كانت أيديهم مرفوعةً نحوَ القِبلة.
وإنما السُّـنَّةُ الثابتةُ أنه كان صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إذا فرغ من دفن الميِّت وقف عليه وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ»(١- أخرجه أبو داود في «الجنائز» باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف :(3221)، والحاكم في «المستدرك»: (1372): والبيهقي في «السنن الكبرى»: (7163)، من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه. وحسنه النووي في «الخلاصة»: (1028/2)، والوادعي في «الصحيح المسند»: (933)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع»: (4760))، فيكتفي السُّـنِّيُّ بالوقوف على القبر والدعاءِ له بالتثبيت، والاستغفارِ له على وجه الانفراد، وإذا أعاد دعاءَه ثلاثًا جاز لِمَا عُلِمَ أنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كان «يُكرِّرُ دُعَاءَهُ ثَلاَثًا»(٢- أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أذى المشركين والمنافقين: (4649)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه)، وله أن يأمر الحاضرين بالاستغفار للميِّت وسؤالِ اللهِ له التثبيتَ للحديث السابق، ولا يزيدُ على ذلك، ولا يستدرك على الشرع؛ لأنّ الله تعالى أكمل دينَه فلا يُنقِصُه، ورضِيَهُ فلا يَسْخَطُهُ أبدًا.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 1 جمادى الثانية 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 17 جوان 2007م
فضيلة الشيخ الدكتور أبي عبد المعز محمد علي فركوس {حفظه الله}
السـؤال
عند الفراغ من دفن الميت يرفع أحدُ الحضور صوته بالدعاء رافعًا يديه مُتَّجهًا إلى القِبلة، والناسُ من ورائه يؤمِّنون على دعائه، فما حكم هذا الفعل؟ وبارك الله فيكم.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فلا يُعْلَمُ في السُّـنَّة المطهَّرةِ مشروعيةُ الدعاءِ للميِّت بعد الدَّفنِ بالجهر بالدعاء ورفع الأيدي وتأمين الناس على الدعاء، ولو كانت أيديهم مرفوعةً نحوَ القِبلة.
وإنما السُّـنَّةُ الثابتةُ أنه كان صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إذا فرغ من دفن الميِّت وقف عليه وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ»(١- أخرجه أبو داود في «الجنائز» باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف :(3221)، والحاكم في «المستدرك»: (1372): والبيهقي في «السنن الكبرى»: (7163)، من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه. وحسنه النووي في «الخلاصة»: (1028/2)، والوادعي في «الصحيح المسند»: (933)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع»: (4760))، فيكتفي السُّـنِّيُّ بالوقوف على القبر والدعاءِ له بالتثبيت، والاستغفارِ له على وجه الانفراد، وإذا أعاد دعاءَه ثلاثًا جاز لِمَا عُلِمَ أنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كان «يُكرِّرُ دُعَاءَهُ ثَلاَثًا»(٢- أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أذى المشركين والمنافقين: (4649)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه)، وله أن يأمر الحاضرين بالاستغفار للميِّت وسؤالِ اللهِ له التثبيتَ للحديث السابق، ولا يزيدُ على ذلك، ولا يستدرك على الشرع؛ لأنّ الله تعالى أكمل دينَه فلا يُنقِصُه، ورضِيَهُ فلا يَسْخَطُهُ أبدًا.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 1 جمادى الثانية 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 17 جوان 2007م
فضيلة الشيخ الدكتور أبي عبد المعز محمد علي فركوس {حفظه الله}