الحديث كما ورد بصحيح مسلم :
حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء وفي حديث ابن بشار لينظر كيف تعملون
و الحديث ورد في كتاب الرقائق بصحيح مسلم (باب أكثر أهل الجنة الفقراء و أكثر أهل النار النساء و بيان فتنة النساء) .
_________________
** من شرح الإمام النووي للحديث :
( فاتقوا الدنيا ) ومعناه : تجنبوا الافتتان بها وبالنساء ، وتدخل في النساء الزوجات وغيرهن ، وأكثرهن فتنة الزوجات ، لدوام فتنتهن وابتلاء أكثر الناس بهن . ومعنى ( الدنيا خضرة حلوة ) يحتمل أن المراد به شيئان أحدهما : حسنها للنفوس ، ونضارتها ولذتها كالفاكهة الخضراء الحلوة ، فإن النفوس تطلبها طلبا حثيثا ، فكذا الدنيا . والثاني : سرعة فنائها كالشيء الأخضر في هذين الوصفين . ومعنى ( مستخلفكم فيها ) جاعلكم خلفاء من القرون الذين قبلكم ، فينظر هل تعملون بطاعته ، أم بمعصيته وشهواتكم .
____________
شرح الشيخ/ عبد الكريم الخضير :
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خَضِرة، وإنَّ الله مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟ فاتقوا الدُّنيا، واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء)) [رواهُ مُسلم].
نعم هذا الحديث الصحيح حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الدنيا حلوة خضرة)) حُلوةٌ في مذاقِها، خَضِرةٌ في مرآها، فأطيب ما يُذاق، وأفضل ما يُذاق الحُلو، وأفضل الألوان الخُضرة، فهذه الدُّنيا تتشكَّل للنَّاس وتستهويهم وتغُرُّهُم بِزُخرفها، فتبدو كأنها حُلوةٌ خَضِرة، وإلاّ مثل هذا لا ينطلي على من عرف حقيقة الدُّنيا، وأنَّها ملعُونة؛ لكنَّها تبدُو للنَّاس بهذا الشَّكل حُلوةٌ خَضِرة، فعلى الإنسان أنْ يحذَر منها، وأنْ لا يَنْجَرِف إلى ما أُودِعَ فيها؛ لكنَّ الله -جل وعلا- مُستخلفكم فيها، جعلكُم خلائف يخلُفُ بعضكُم بعضاً، و طَلَب منكم عِمَارتَها، لِتَتَمَكَّنُوا من عبادة ربِّكم ((مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟)) يختَبِركم ماذا أنتُم عامِلُون على ظهرِ هذهِ الدُّنيا؟ هل أنتُم عامِلُون ما يُرضِي الله -جل وعلا- أو ما يُغضِبُهُ؟ ((فاتقوا الدُّنيا)) احْذَرُوها؛ لأنَّها تظهر لكُم بمظاهر تستهويكم؛ لكنْ اعرفُوا حَقِيقتها، وأنَّها دار مَمَر وعُبُور وليست دار مَقَر، كرجُلٍ اسْتَظَلَّ بِظِلِّ دوحَة، مثل هذا يُطِيل الأمل؟ لا ((كُنْ في الدُّنيا كأنَّك غريب أو عابر سبيل)) من تَصَوَّر نفسَهُ غريب أو عابر سبيل هذا لن يَرْكَنْ إلى الدُّنيا، مثل هذا يتَّقِ الدُّنيا، ويُقبلُ على ما هُو بِصَدَدِهِ، وما خُلِقَ من أجْلِهِ وهو العُبُودِيَّة لله -جل وعلا- ((واتَّقُوا النِّساء)) لاشكَّ أنَّ النِّساء فِتْنَة، وإذا خَرَجَت المرأة اسْتَشْرَفها الشَّيطان، وتَبِعَتْها الأنظار، فَعلى المرأة أنْ لا تكُون سبباً في إضلالِ النَّاس وإغْوَائِهِم، عليها إذا خَرَجَتْ أنْ يكُون خُرُوجُها لِحَاجة، و إلاّ فالأصل هُو القرار في البيت، كما قال الله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}[(33) سورة الأحزاب]؛ لكنْ إذا خَرَجت المرأة لا تكُونُ سَبباً في إضلالِ النَّاس وإغْوَائِهِم، وفِتْنَتِهِم، تَخرُج تَفِلَة، غير مُتَطَيِّبَة لِئَلاَّ تَفْتِن النَّاس، وبالمُقابل على الرَّجُل أنْ يَغُضَّ بَصَرَهُ ويَصْرِفَهُ عن النِّساء ((واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء)) أوَّل فِتْنَتَهُم كانت في النِّساء، ثُمَّ بعد ذلك اسْتًدْرِجُوا في المعاصي بعد هذهِ الفِتْنَة، وزَاولُوا غيرها من الفِتَن إلى أنْ خَرَجُوا من دِينِهِم. والله المُستعان.
حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء وفي حديث ابن بشار لينظر كيف تعملون
و الحديث ورد في كتاب الرقائق بصحيح مسلم (باب أكثر أهل الجنة الفقراء و أكثر أهل النار النساء و بيان فتنة النساء) .
_________________
** من شرح الإمام النووي للحديث :
( فاتقوا الدنيا ) ومعناه : تجنبوا الافتتان بها وبالنساء ، وتدخل في النساء الزوجات وغيرهن ، وأكثرهن فتنة الزوجات ، لدوام فتنتهن وابتلاء أكثر الناس بهن . ومعنى ( الدنيا خضرة حلوة ) يحتمل أن المراد به شيئان أحدهما : حسنها للنفوس ، ونضارتها ولذتها كالفاكهة الخضراء الحلوة ، فإن النفوس تطلبها طلبا حثيثا ، فكذا الدنيا . والثاني : سرعة فنائها كالشيء الأخضر في هذين الوصفين . ومعنى ( مستخلفكم فيها ) جاعلكم خلفاء من القرون الذين قبلكم ، فينظر هل تعملون بطاعته ، أم بمعصيته وشهواتكم .
____________
شرح الشيخ/ عبد الكريم الخضير :
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خَضِرة، وإنَّ الله مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟ فاتقوا الدُّنيا، واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء)) [رواهُ مُسلم].
نعم هذا الحديث الصحيح حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الدنيا حلوة خضرة)) حُلوةٌ في مذاقِها، خَضِرةٌ في مرآها، فأطيب ما يُذاق، وأفضل ما يُذاق الحُلو، وأفضل الألوان الخُضرة، فهذه الدُّنيا تتشكَّل للنَّاس وتستهويهم وتغُرُّهُم بِزُخرفها، فتبدو كأنها حُلوةٌ خَضِرة، وإلاّ مثل هذا لا ينطلي على من عرف حقيقة الدُّنيا، وأنَّها ملعُونة؛ لكنَّها تبدُو للنَّاس بهذا الشَّكل حُلوةٌ خَضِرة، فعلى الإنسان أنْ يحذَر منها، وأنْ لا يَنْجَرِف إلى ما أُودِعَ فيها؛ لكنَّ الله -جل وعلا- مُستخلفكم فيها، جعلكُم خلائف يخلُفُ بعضكُم بعضاً، و طَلَب منكم عِمَارتَها، لِتَتَمَكَّنُوا من عبادة ربِّكم ((مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟)) يختَبِركم ماذا أنتُم عامِلُون على ظهرِ هذهِ الدُّنيا؟ هل أنتُم عامِلُون ما يُرضِي الله -جل وعلا- أو ما يُغضِبُهُ؟ ((فاتقوا الدُّنيا)) احْذَرُوها؛ لأنَّها تظهر لكُم بمظاهر تستهويكم؛ لكنْ اعرفُوا حَقِيقتها، وأنَّها دار مَمَر وعُبُور وليست دار مَقَر، كرجُلٍ اسْتَظَلَّ بِظِلِّ دوحَة، مثل هذا يُطِيل الأمل؟ لا ((كُنْ في الدُّنيا كأنَّك غريب أو عابر سبيل)) من تَصَوَّر نفسَهُ غريب أو عابر سبيل هذا لن يَرْكَنْ إلى الدُّنيا، مثل هذا يتَّقِ الدُّنيا، ويُقبلُ على ما هُو بِصَدَدِهِ، وما خُلِقَ من أجْلِهِ وهو العُبُودِيَّة لله -جل وعلا- ((واتَّقُوا النِّساء)) لاشكَّ أنَّ النِّساء فِتْنَة، وإذا خَرَجَت المرأة اسْتَشْرَفها الشَّيطان، وتَبِعَتْها الأنظار، فَعلى المرأة أنْ لا تكُون سبباً في إضلالِ النَّاس وإغْوَائِهِم، عليها إذا خَرَجَتْ أنْ يكُون خُرُوجُها لِحَاجة، و إلاّ فالأصل هُو القرار في البيت، كما قال الله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}[(33) سورة الأحزاب]؛ لكنْ إذا خَرَجت المرأة لا تكُونُ سَبباً في إضلالِ النَّاس وإغْوَائِهِم، وفِتْنَتِهِم، تَخرُج تَفِلَة، غير مُتَطَيِّبَة لِئَلاَّ تَفْتِن النَّاس، وبالمُقابل على الرَّجُل أنْ يَغُضَّ بَصَرَهُ ويَصْرِفَهُ عن النِّساء ((واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء)) أوَّل فِتْنَتَهُم كانت في النِّساء، ثُمَّ بعد ذلك اسْتًدْرِجُوا في المعاصي بعد هذهِ الفِتْنَة، وزَاولُوا غيرها من الفِتَن إلى أنْ خَرَجُوا من دِينِهِم. والله المُستعان.