الجمعة للعبادة لا للترفيه |
فضيلة الشيخ / صلاح عبد الخالق |
الحمد لله الذي جعل للخلق سيدًا وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل للأيام سيدًا وهو يوم الجمعة، وبعد:
فمن فضائل يوم الجمعة
1- سورة تحمل اسم الجمعة: من فضائل يوم الجمعة أنه اليوم الوحيد من أيام الأسبوع الذي أنزل الله تعالى في حقه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة سورة كاملة تحمل اسم الجمعة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[الجمعة: 9].
2- الله يقسم بها: قال تعالى في سورة البروج: ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴿2﴾وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ [البروج:2-3].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة) [صحيح الترمذي 3339، صحيح الجامع8201] والمعنى أنه يوم شاهد علينا جميعا بما أودعناه من أعمال صالحة وطالحة. قال الإمام البغوي: الأكثرون من العلماء على أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة [تفسير البغوي: 1011]
لماذا يقسم الله ببعض مخلوقاته؟
يقول الشيخ سيد سابق -رحمه الله-: وإنما كان ذلك لحكم كثيرة في المقسم به والمقسم عليه ومن هذه الحكم: لفت النظر إلى مواضع العبرة من هذه الأشياء بالقسم بها والحث على تأملها حتى يصلوا إلى وجه الصواب فيها. [فقه السنة 2/68]
فمن فضائل يوم الجمعة
1- سورة تحمل اسم الجمعة: من فضائل يوم الجمعة أنه اليوم الوحيد من أيام الأسبوع الذي أنزل الله تعالى في حقه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة سورة كاملة تحمل اسم الجمعة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[الجمعة: 9].
2- الله يقسم بها: قال تعالى في سورة البروج: ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴿2﴾وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ [البروج:2-3].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة) [صحيح الترمذي 3339، صحيح الجامع8201] والمعنى أنه يوم شاهد علينا جميعا بما أودعناه من أعمال صالحة وطالحة. قال الإمام البغوي: الأكثرون من العلماء على أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة [تفسير البغوي: 1011]
لماذا يقسم الله ببعض مخلوقاته؟
يقول الشيخ سيد سابق -رحمه الله-: وإنما كان ذلك لحكم كثيرة في المقسم به والمقسم عليه ومن هذه الحكم: لفت النظر إلى مواضع العبرة من هذه الأشياء بالقسم بها والحث على تأملها حتى يصلوا إلى وجه الصواب فيها. [فقه السنة 2/68]
وقعت فيه أمور عظيمة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة). [مسلم 854].
قال القاضي عياض: «الظاهر أن هذه الفضائل المعدودة ليست كلها لذكر فضيلته لأن إخراج آدم وقيام الساعة لا تعد فضيلة وإنما هو بيان لما وقع فيه من الأمور العظام وما سيقع ليتأهب العبد فيه بالأعمال الصالحة لنيل رحمة ودفع نقمة» [شرح مسلم 6/460].
قال أبو بكر بن العربي: «الجميع من الفضائل؛ وخروج آدم من الجنة هو سبب وجود الذرية وهذا النسل العظيم ووجود الرسل والأنبياء والصالحين والأولياء، ولم يخرج طردا بل لقضاء أوطار ثم يعود إليها، وأما قيام الساعة فسبب لتعجيل جزاء الأنبياء والصديقين والأولياء وغيرهم وإظهار كرامتهم وشرفهم، وفي هذا الحديث فضيلة يوم الجمعة ومزيته على سائر الأيام» [عارضة الأحوذي في شرح الترمذي]
3- الخطوة إلى الجمعة بطاعة سنة:
وعد النبي صلى الله عليه وسلم الصادق بأن من ذهب إلى صلاة الجمعة بشروط معينة فله بكل خطوة أجر طاعة سنة بصيامها وقيامها، وذلك على الله يسير، فعن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها».[صحيح الترمذي 496، وصحيح الجامع 6405]
4- الجمعة يوم إجابة الدعاء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه».[البخاري 935، ومسلم 852]
5- السعي إلى صلاة الجمعة يؤدي إلى البعد عن النار:
عن عباية بن رفاعة بن رافع قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار) [البخاري 907].
قوله صلى الله عليه وسلم: (في سبيل الله) أي: طريق يطلب فيها رضا الله. وقوله صلى الله عليه وسلم: «حرمه الله على النار»: أي لا تمسه النار، وفي ذلك إشارة إلى عظيم قدر التحرك في سبيل الله فإن كان مجرد مس الغبار للقدم يحرم عليها النار فكيف بمن سعى وبذل جهده واستنفد وسعه.
6- نور الجمعة يوم القيامة:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تحشر الأيام على هيئتها وتحشر الجمعة زهراء منيرة، أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى خدرها، تضئ لها يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضا وريحهم كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان لا يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون) [صحيح الترغيب 700]. بيضاء: ناصعة البياض، يحفون بها: أي يحيطون بها خدرها: بيتها.
7- صيامه والذهاب إلى صلاة الجمعة طريق إلى الجنة: عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة، من صام يوم الجمعة، وراح إلى الجمعة، وعاد مريضا وشهد جنازة وأعتق رقبة) [صحيح: صححه الألباني في صحيح الجامع 3252]
8- الجمعة عيد للمسلمين: إن يوما بهذه الصفات العظيمة والحسنات العميمة لهو يوم عيد لنا، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل وإن كان طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك) [صحيح الجامع 2258]
9- الجمعة سيد الأيام: استحق يوم الجمعة بهذه المواصفات السابقة وغيرها أن يكون خير الأيام وسيدها على الإطلاق، فعن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر...) [حسنه الألباني في صحيح الجامع 2279، وصحيح الترغيب 695]
برنامج عمل في يوم الجمعة
على العاقل منا أن يفكر كيف يغتنم هذه الفرص التي لا تعوض ويكون تاجرا ناجحا ليحصل على هذه الحسنات العظام ويعمر في الطاعة آلاف السنين.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «يوم الجمعة إنه اليوم الذي يستحب أن يتفرغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزية بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة، فالله سبحانه جعل لأهل كل ملة يوما يتفرغون فيه للعبادة ويشتغلون فيه عن أشغال الدنيا فيوم الجمعة يوم عبادة وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور وساعة الإجابة فيه كليلة القدر، ولهذا من صح له يوم جمعته وسلم سلمت له سائر جمعته ومن صح له رمضان وسلم سلمت له سائر سنته ومن صحت له حجته وسلمت صح له سائر عمره، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضان ميزان السنة والحج ميزان العمر، وبالله التوفيق» [زاد المعاد 1/371]
1- صلاة الفجر في جماعة يوم الجمعة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة) [صححه الألباني في صحيح الجامع 1119]
ويستحب أن تتوضأ في بيتك قبل الخروج إلى الصلاة:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم...). الحديث.حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 6228]
2- حكم الاغتسال يوم الجمعة:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) [البخاري 879، ومسلم 846]
قال ابن القيم رحمه الله: «الأمر بالاغتسال في يوم الجمعة هو أمر مؤكد جدا» [زاد المعاد 1/351]
يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في حديث أبي سعيد: «علق النبي -صلى الله عليه وسلم- الوجوب بوصف يقتضي التكليف وهو قوله على كل محتلم والمحتلم هو البالغ، والبلوغ مناط التكليف ولهذا نقول: إنَّ القول الراجح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة أنَّ غسل الجمعة واجب على كل إنسان شتاء أو صيفا سواء كان به وسخ أم لا لأن كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- واضح وهذا الذي يظهر من فهم الصحابة» [شرح رياض الصالحين 3/425].
عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار فيصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم وهو عندي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تطهرتم ليومكم هذ) [البخاري 902]
معنى ينتابون: يأتون مناوبة - العوالي: هي القرى حول المدينة.
كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من أهل القرى يعملون فيعرقون ويأتون في وسط الغبار دون أن يغتسلوا فكانت تخرج منهم رائحة كريهة في البدن والثوب فلذلك أوجب صلى الله عليه وسلم الغسل.
قال الحافظ ابن حجر: «من فوائد هذا الحديث أيضا رفق العالم بالمتعلم، استحباب التنظف لمجالسة أهل الخير، واجتناب أذى المسلم بكل طريق، وحرص الصحابة على امتثال الأمر ولو شق عليهم» [فتح الباري 2/449]
هل ترك الغسل يبطل صلاة الجمعة؟
يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «لا تبطل لأن هذا ليس غسل حدث» [شرح رياض الصالحين]
متى يبدأ الغسل؟
من الأفضل الاغتسال ليوم الجمعة قبل الذهاب إلى المسجد مباشرة. والله أعلم.
3- التبكير في الذهاب إلى الجمعة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر) [البخاري 881]
معنى غسل الجنابة: يشبه غسل الجنابة، فكأنما قرب بدنة: أي تصدق متقربا إلى الله تعالى كأنما ذبح ناقة ووزع لحمها على الفقراء. كبشا أقرن: كبشا في أكمل صورة وخص بالكبش الأقرن لأنه أقوى وأكبر حجما. [شرح رياض الصالحين 3/426]
متى تبدأ الساعة الأولى؟
يقول ابن القيم: «اختلف الفقهاء في هذه الساعة على قولين: أحدها: أنها من أول النهار، وهذا هو المعروف في مذهب الشافعي وأحمد وغيرهما. والثاني: أنها أجزاء من الساعة السادسة بعد الزوال وهذا هو المعروف في مذهب مالك واختاره بعض الشافعية واحتجوا عليه بحجتين إحداهما: أن الرواح لا يكون إلا بعد الزوال وهو مقابل الغدو الذي لا يكون إلا قبل الزوال، قال تعالى: غدوها شهر ورواحها شهر﴾ [سبأ: 12].
الحجة الثانية: أن السلف كانوا أحرص شيء على الخير ولم يكونوا يغدون إلى الجمعة من وقت طلوع الشمس، وأنكر مالك التبكير إليها في أول النهار وقال: لم ندرك عليه أهل المدينة.
قلت: ومدار إنكار التبكير أول النهار على ثلاثة أمور: أحدها على لفظة الرواح وأنها لا تكون إلا بعد الزوال. والثاني: لفظة التهجير، وهي إنما تكون بالهاجرة وقت شدة الحر.
والثالث: عمل أهل المدينة فإنهم لم يكونوا يأتون من أول النهار» [زاد المعاد 1/372]
نستخلص من ذلك: أن الساعة التي قبل أذان الجمعة تقسم إلى خمسة أجزاء أو ستة ويكون الأجر فيها بحسب الذهاب. والله أعلم.
في المسجد: وصلت بحمد الله إلى المسجد ماذا أفعل؟
أ- الإخلاص ونية الاعتكاف:وينبغي أن يكون المسلم في سعيه إلى الجمعة خاشعا متواضعا قاصدا المبادرة إلى إجابة نداء الله عز وجل إلى الجمعة إياه والمسارعة إلى مغفرته ورضوانه.
ب- الحرص على الصف الأول: يستحب أن تطلب الجلوس في الصف الأول، فإن فضله كبير، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من غسل يوم الجمعة واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوة يخطوها قيام سنة وصيامه) [مسند أحمد 2/209]
معنى غسل: غسل رأسه، وبقوله: اغتسل: غسل سائر بدنه، وقيل: كرر للتأكيد والمبالغة.
ج- صلاة النافلة: عن سلمان الفارسي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) [البخاري 883]
قوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يصلي ما كتب له). لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم فدل هذا على أن الجمعة ليس لها راتبة قبلها بل يصلي الإنسان ما شاء قليلا أو كثيرا إلى أن يحضر الإمام. [شرح رياض الصالحين 3/426].
قال الحافظ ابن حجر: «تبين بمجموع ما ذكرنا أن تكفير الذنوب من الجمعة إلى الجمعة مشروط بوجود ما تقدم من غسل وتنظيف وتطييب أو دهن ولبس أحسن الثياب والمشي بسكينة وترك التخطي والتفرقة بين الاثنين وترك الأذى والتنفل والإنصات وترك اللغو» [فتح الباري 2/433والحمد لله رب العالمين
</BLOCKQUOTE>3- الخطوة إلى الجمعة بطاعة سنة:
وعد النبي صلى الله عليه وسلم الصادق بأن من ذهب إلى صلاة الجمعة بشروط معينة فله بكل خطوة أجر طاعة سنة بصيامها وقيامها، وذلك على الله يسير، فعن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها».[صحيح الترمذي 496، وصحيح الجامع 6405]
4- الجمعة يوم إجابة الدعاء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه».[البخاري 935، ومسلم 852]
5- السعي إلى صلاة الجمعة يؤدي إلى البعد عن النار:
عن عباية بن رفاعة بن رافع قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار) [البخاري 907].
قوله صلى الله عليه وسلم: (في سبيل الله) أي: طريق يطلب فيها رضا الله. وقوله صلى الله عليه وسلم: «حرمه الله على النار»: أي لا تمسه النار، وفي ذلك إشارة إلى عظيم قدر التحرك في سبيل الله فإن كان مجرد مس الغبار للقدم يحرم عليها النار فكيف بمن سعى وبذل جهده واستنفد وسعه.
6- نور الجمعة يوم القيامة:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تحشر الأيام على هيئتها وتحشر الجمعة زهراء منيرة، أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى خدرها، تضئ لها يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضا وريحهم كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان لا يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون) [صحيح الترغيب 700]. بيضاء: ناصعة البياض، يحفون بها: أي يحيطون بها خدرها: بيتها.
7- صيامه والذهاب إلى صلاة الجمعة طريق إلى الجنة: عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة، من صام يوم الجمعة، وراح إلى الجمعة، وعاد مريضا وشهد جنازة وأعتق رقبة) [صحيح: صححه الألباني في صحيح الجامع 3252]
8- الجمعة عيد للمسلمين: إن يوما بهذه الصفات العظيمة والحسنات العميمة لهو يوم عيد لنا، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل وإن كان طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك) [صحيح الجامع 2258]
9- الجمعة سيد الأيام: استحق يوم الجمعة بهذه المواصفات السابقة وغيرها أن يكون خير الأيام وسيدها على الإطلاق، فعن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر...) [حسنه الألباني في صحيح الجامع 2279، وصحيح الترغيب 695]
برنامج عمل في يوم الجمعة
على العاقل منا أن يفكر كيف يغتنم هذه الفرص التي لا تعوض ويكون تاجرا ناجحا ليحصل على هذه الحسنات العظام ويعمر في الطاعة آلاف السنين.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «يوم الجمعة إنه اليوم الذي يستحب أن يتفرغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزية بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة، فالله سبحانه جعل لأهل كل ملة يوما يتفرغون فيه للعبادة ويشتغلون فيه عن أشغال الدنيا فيوم الجمعة يوم عبادة وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور وساعة الإجابة فيه كليلة القدر، ولهذا من صح له يوم جمعته وسلم سلمت له سائر جمعته ومن صح له رمضان وسلم سلمت له سائر سنته ومن صحت له حجته وسلمت صح له سائر عمره، فيوم الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضان ميزان السنة والحج ميزان العمر، وبالله التوفيق» [زاد المعاد 1/371]
1- صلاة الفجر في جماعة يوم الجمعة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة) [صححه الألباني في صحيح الجامع 1119]
ويستحب أن تتوضأ في بيتك قبل الخروج إلى الصلاة:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم...). الحديث.حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 6228]
2- حكم الاغتسال يوم الجمعة:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) [البخاري 879، ومسلم 846]
قال ابن القيم رحمه الله: «الأمر بالاغتسال في يوم الجمعة هو أمر مؤكد جدا» [زاد المعاد 1/351]
يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في حديث أبي سعيد: «علق النبي -صلى الله عليه وسلم- الوجوب بوصف يقتضي التكليف وهو قوله على كل محتلم والمحتلم هو البالغ، والبلوغ مناط التكليف ولهذا نقول: إنَّ القول الراجح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة أنَّ غسل الجمعة واجب على كل إنسان شتاء أو صيفا سواء كان به وسخ أم لا لأن كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- واضح وهذا الذي يظهر من فهم الصحابة» [شرح رياض الصالحين 3/425].
عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار فيصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم وهو عندي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تطهرتم ليومكم هذ) [البخاري 902]
معنى ينتابون: يأتون مناوبة - العوالي: هي القرى حول المدينة.
كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من أهل القرى يعملون فيعرقون ويأتون في وسط الغبار دون أن يغتسلوا فكانت تخرج منهم رائحة كريهة في البدن والثوب فلذلك أوجب صلى الله عليه وسلم الغسل.
قال الحافظ ابن حجر: «من فوائد هذا الحديث أيضا رفق العالم بالمتعلم، استحباب التنظف لمجالسة أهل الخير، واجتناب أذى المسلم بكل طريق، وحرص الصحابة على امتثال الأمر ولو شق عليهم» [فتح الباري 2/449]
هل ترك الغسل يبطل صلاة الجمعة؟
يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «لا تبطل لأن هذا ليس غسل حدث» [شرح رياض الصالحين]
متى يبدأ الغسل؟
من الأفضل الاغتسال ليوم الجمعة قبل الذهاب إلى المسجد مباشرة. والله أعلم.
3- التبكير في الذهاب إلى الجمعة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر) [البخاري 881]
معنى غسل الجنابة: يشبه غسل الجنابة، فكأنما قرب بدنة: أي تصدق متقربا إلى الله تعالى كأنما ذبح ناقة ووزع لحمها على الفقراء. كبشا أقرن: كبشا في أكمل صورة وخص بالكبش الأقرن لأنه أقوى وأكبر حجما. [شرح رياض الصالحين 3/426]
متى تبدأ الساعة الأولى؟
يقول ابن القيم: «اختلف الفقهاء في هذه الساعة على قولين: أحدها: أنها من أول النهار، وهذا هو المعروف في مذهب الشافعي وأحمد وغيرهما. والثاني: أنها أجزاء من الساعة السادسة بعد الزوال وهذا هو المعروف في مذهب مالك واختاره بعض الشافعية واحتجوا عليه بحجتين إحداهما: أن الرواح لا يكون إلا بعد الزوال وهو مقابل الغدو الذي لا يكون إلا قبل الزوال، قال تعالى: غدوها شهر ورواحها شهر﴾ [سبأ: 12].
الحجة الثانية: أن السلف كانوا أحرص شيء على الخير ولم يكونوا يغدون إلى الجمعة من وقت طلوع الشمس، وأنكر مالك التبكير إليها في أول النهار وقال: لم ندرك عليه أهل المدينة.
قلت: ومدار إنكار التبكير أول النهار على ثلاثة أمور: أحدها على لفظة الرواح وأنها لا تكون إلا بعد الزوال. والثاني: لفظة التهجير، وهي إنما تكون بالهاجرة وقت شدة الحر.
والثالث: عمل أهل المدينة فإنهم لم يكونوا يأتون من أول النهار» [زاد المعاد 1/372]
نستخلص من ذلك: أن الساعة التي قبل أذان الجمعة تقسم إلى خمسة أجزاء أو ستة ويكون الأجر فيها بحسب الذهاب. والله أعلم.
في المسجد: وصلت بحمد الله إلى المسجد ماذا أفعل؟
أ- الإخلاص ونية الاعتكاف:وينبغي أن يكون المسلم في سعيه إلى الجمعة خاشعا متواضعا قاصدا المبادرة إلى إجابة نداء الله عز وجل إلى الجمعة إياه والمسارعة إلى مغفرته ورضوانه.
ب- الحرص على الصف الأول: يستحب أن تطلب الجلوس في الصف الأول، فإن فضله كبير، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من غسل يوم الجمعة واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوة يخطوها قيام سنة وصيامه) [مسند أحمد 2/209]
معنى غسل: غسل رأسه، وبقوله: اغتسل: غسل سائر بدنه، وقيل: كرر للتأكيد والمبالغة.
ج- صلاة النافلة: عن سلمان الفارسي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) [البخاري 883]
قوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يصلي ما كتب له). لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم فدل هذا على أن الجمعة ليس لها راتبة قبلها بل يصلي الإنسان ما شاء قليلا أو كثيرا إلى أن يحضر الإمام. [شرح رياض الصالحين 3/426].
قال الحافظ ابن حجر: «تبين بمجموع ما ذكرنا أن تكفير الذنوب من الجمعة إلى الجمعة مشروط بوجود ما تقدم من غسل وتنظيف وتطييب أو دهن ولبس أحسن الثياب والمشي بسكينة وترك التخطي والتفرقة بين الاثنين وترك الأذى والتنفل والإنصات وترك اللغو» [فتح الباري 2/433والحمد لله رب العالمين
__._,_.___ممنقووووووووووووووووووووووووووووووول