ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


2 مشترك

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله

    وجه القمر
    وجه القمر
    عضو بناء
    عضو بناء


    عدد الرسائل : 79
    العمر : 37
    الموقع : الدقهليه
    العمل/الترفيه : خريجة كلية التجارة2008
    المزاج : مش اوى بس بحمد ربنا
    نقاط : 102
    تاريخ التسجيل : 19/02/2009

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله Empty الشاعر محمود غنيم رحمه الله

    مُساهمة من طرف وجه القمر الإثنين مارس 09, 2009 1:03 pm

    أرض النبوة



    الشاعر العملاق / محمود غنيم – رحمه الله






    أبيات مختارة من ما يزيد عن المائة بيت في القصيدة





    صوتُ من العالم العلوي ناداني 00 لبيك لبيك لا آن ٍ ولا واني



    لبيته بفؤادٍ ملؤه وجلُ 00 وصيّبٍ من دموع العين هتانِ



    كيف الوقوف على باب الرسول وفى 00 يدي صحائف زلاتي وعصياني



    دار البنوة ذنبي عنك أبعدني 00 وحسن ظني بربي منك أدناني



    قد كنت ألقاك في لوحي وفى كتبي 00 وفى سطور أحاديثي وقرآني



    مازلتِ رسما جميلا في مخيلتي 00 حتى كأنا التقينا منذ أزمان



    الله يعلم كم حركتِ في خلدي 00 من ذكريات وكم هيجتِ أشجاني



    هنا رحيق عتيق حل مشربه 00 فيه طهارة أرواح وأبدان



    هنا مفاتيح إغلاق السماء هنا 00 باب الوصول إلى جنات رضوان



    هنا بني المصلح الأمي جامعة ً 00 على أساسين من علم وعرفانِ



    فيها تخرج سواس البرية من 00 أدنى المحيطِ إلى أقصى خُراسانِ



    ساسوا الشعوب بأحكام الكتاب فما 00 أحس شعبٌ بجور أو بطغيان



    الله أكبر – كانت سر قوتهم 00 على الجبابر من فرس ورومان



    والأمر لله دار الدهر دورته 00 فأصبح القوم شاةً بين ذؤبان



    قد جال في أمسهم فكرى فأضحكني 00 وجال في يومهم فكرى فأبكاني



    يا ويح قومي نسوا الله الكبير فلم 00 يذ كرهم اللهُ ، نسيانٌ بنسيانِ



    يارب شعبك يشكو ما أحاط به 00 من الخطوب فأدرك شعبك العاني



    أدرك بلطفك شعبا غط في وسَنٍ 00 على تخوم عدو غير وسنانِ



    يا سيد الرسل لم أنشدك ممتدحا 00 فأنت فوق مزاميري وألحاني



    لمّا رأيت القرابين التي قدِمت 00 بها الوفودُ جعلت الشعر قرباني



    لو استطعت نظمت الشعر من بصري 00 ونور قلبي ، وبعض الشعر نوراني



    إني لأطرق باب المصطفى بيدٍ 00 بيضاء لم تتعود طرق ببان



    وأبسط الكف استجدى رضاه وما 00 بسطت كفى لذي مَنٍ وإحسانِ



    وأسفح الدمع سهلا في حماه وكم 00 كفت عن الدمع يوم الروع أجفاني



    لا أكتم الله ما أسلفت من زللٍ 00 وهل يغطى عليه طولُ كتماني



    إذا جوارحي التي جنت شهدت 00 بما جنت كان إقراري كنكراني



    جاهدت يارب أعدائي فما وهنت 00 قواى لكن جهاد النفس أعياني



    إن عدت من حربها الشعواء منتصرا 00 حيناً فكم عدت أحيانا بخذلانِ



    ماذا أقول؟ أقول الله قدر لي 00 إن شاء أسعدني أو شاء أشقاني



    أو أدعى أن لي أمّارةً أمرت 00 أو أن شيطاني الشرير أغواني



    أستغفر الله ذنبي لست أجحده 00 لكن على الغير يلقى التهمة الجاني



    يارب إن كنت قد قصرت في نسكى 00 فما تسرب شك نحو إيماني
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله Empty وقفة على طلل للشاعر محمود غنيم

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:37 am

    ما لي و للنجم يرعاني و أرعاهُ - أمسى كلانا يعاف الغمض جفناهُ
    لي فيك يا ليل آهات أرددها - أواه لو أجدت المحزون أواه
    لا تحسبني محباً يشتكي وصباً - أهون بما في سبيل الحب ألقاه
    إني تذكرت و الذكرى مؤرقة - مجداً تليداً بأيدينا أضعناه
    أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد - تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
    ويح العروبة كان الكون مسرحها - فأصبحت تتوارى في زواياه
    كم صرفتنا يد كنا نصرفها - و بات يملكنا شعب ملكناه
    كم بالعراق و كم بالهند ذو شجن - شكا فرددت الأهرام شكواه
    بني العمومة إن القرح مسكم - و مسنا نحن بالألام أشباه
    يا أهل يثرب أدمت مقلتي يد - بدرية تسأل المصري جدواه
    الدين والضاد من مغناكم انبعثا - فطبقا الشرق أقصاه و أدناه
    لسنا نمد لكم أيماننا صلة - لكنما هو دين ما قضيناه
    هل كان دين ابن عدنان سوى فلق - شق الوجود و ليل الجهل يغشاه
    سل الحضارة ماضيها و حاضرها - هل كان يتصل العهدان لولاه
    هي الحنيفة عين الله تكلؤها - فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
    هل تطلبون من المختار معجزة - يكفيه شعب من الأجداث أحياه
    من وحد العرب حتى كان واترهم - إذا رأى ولد الموتور آخاه
    و كيف كانوا يداً في الحرب واحدة - من خاضها باع دنياه بأخراه
    و كيف ساس رعاة الإبل مملكة - ما ساسها قيصر من قبل أو شاه
    و كيف كان لهم علم و فلسفة - و كيف كانت لهم سفن و أمواه
    سنوا المساواة لا عرب ولا عجم - ما لامرئ شرف إلا بتقواه
    و قررت مبدأ الشورى حكومتهم - فليس للفرد فيها ما تمناه
    و رحب الناس بالإسلام حين رأوا - أن السلام و أن العدل مغزاه
    يا من رأى عمراً تكسوه بردته - و الزيت أدم له و الكوخ مأواه
    يهتز كسرى على كرسيه فرقاً - من بأسه و ملوك الروم تخشاه
    سل المعالي عنا إننا عرب - شعارنا المجد يهوانا و نهواه
    هي العروبة لفظ إن نطقت به - فالشرق و الضاد و الإسلام معناه
    استرشد الغرب بالماضي فأرشده - و نحن كان لنا ماض نسيناه
    بالله سل خلف بحر الروم عن عرب - بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
    فإن تراءت لك الحمراء عن كثب - فسائل الصرح : أين المجد و الجاه
    و انزل دمشق و سائل صخر مسجدها - عمن بناه لعل الصخر ينعاه
    و طف ببغداد و ابحث في مقابرها - عل امرأ من العباس تلقاه
    هذي معالم خرس كل واحدة - منهن قامت خطيباً فاغراً فاه
    إني لأشعر إذ أغشى معالمهم - كأنني راهب يغشى مصلاه
    ألله يعلم ما قلبت سيرتهم - يوما فأخطأ دمع العين مجراه
    أين الرشيد و قد طاف الغمام به - فحين جاوز بغداداً تحداه
    ملك كملك بني التاميز ما غربت - شمس عليه و لا يرق تخطاه
    ماض نعيش على أنقاضه أمماً - و نستمد القوى من وحي ذكراه
    لا در در امرئ يطري أوائله - فخراً ، و يطرق إن ساءلته : ما هو
    ما بال شمل بني قحطان منصدعاً ؟ - رباه أدرك بني قحطان رباه
    عهد الخلافة في البسفور قد درست - آثاره ، طيب الرحمن مثواه
    عرش عتيد على الأتراك نعرضه - ما بالنا نجد الأتراك تأباه
    ألم يروا كيف فداه معاوية - و كيف راح علي من ضحاياه
    غال ابن بنت رسول الله ثم عدا - على ابن بنت أبي بكر فأرداه
    لما ابتغى يدها السفاح أمهرها - نهراً من الدم فوق الأرض أجراه
    ما للخلافة ذنب عند شانئها - قد يظلم السيف من خانته كفاه
    الحكم يسلس باسم الدين جامحه - و من يرمه بحد السيف أعياه
    يا رُبَّ مولىً له الأعناق خاضعة - و راهب الدير باسم الدين مولاه
    إني لأعتبر الإسلام جامعة - للشرق لا محض دين سنه الله
    أرواحنا تتلاقى فيه خافقة - كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
    دستوره الوحي و المختار عاهله - و المسلمون و إن شتوا رعاياه
    لاهم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً - فامنن علينا براع أنت ترضاه
    راع يعيد إلى الإسلام سيرته - يرعى بنيه و عين الله ترعاه
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله Empty رد: الشاعر محمود غنيم رحمه الله

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 2:09 am

    [color=green] هذا الشاعر ولد سنة 1901
    و توفي 1972 ميلاديا
    [/col
    or]
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله Empty رد: الشاعر محمود غنيم رحمه الله

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يونيو 24, 2011 2:45 am

    قال الشاعر محمود غنيم في أحد أصدقائه
    حين دعاه إلى مأدبة في سفح الهرم ، و ذبح له ديكاً هزيلاً :

    يا صاح ما لكَ و الكرم
    البخل طبعك من قِدم
    شهدت ببخلك ليلة
    قمراء في سفح الهرم
    تباً لديكك يا أخي
    هضم الحديد و ما انهضم
    ديك هزيل الجسم
    تركله الجرادة بالقدم
    في دولة الأدياك كان
    من السعاة أو الخدم
    خلناه في الأطباق
    رسماً بالمداد و بالقلم
    جلد يحيط بأعظم
    لا لحم فيه و لا دسم ..
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله Empty رد: الشاعر محمود غنيم رحمه الله

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أغسطس 23, 2014 1:52 am

    محمود غنيم


    1 مقدمة
    2 النشأة الثقافية
    3 شعره في الإسلام وحضارته ومجده
    4 وفاته

    مقدمة

    كان محمود غنيم ـ رحمه الله تعالى ـ من ذلك الرعيل الذي أشرب حب الشعر العربي الجزل، بديباجته الرائعة، وصوره الدافئة، ومعانيه المتألقة، وأخيلته المجنحة، وهو إلى ذلك شاعر مصري أصيل، عذب البيان، سلس العبارة، موسيقي اللفظ.
    ولد الشاعر محمود غنيم (1902 ـ1972 م) في الريف المصري، وبالضبط في قرية "مليج" وهي إحدى قرى محافظة المنوفية بمصر، وقد عاش وسط أسرة تتمتَّع بسمعة طيبة، وتحترف الزراعة والتجارة.
    وقد عاش الشاعر سبعين عاماً قضاها كلها في كفاح طويل: فقد عاش أليفاً للمحن وخطوب الأيام التي هيأته ليكون في طليعة شعراء العربية وأدبائها فحولة وأصالة وصدقاً والتزاماً.
    النشأة الثقافية



    الشاعر الاسلامى محمود غنيم
    بدأ الشاعر غنيم حياته العلمية بدخوله الكتَّاب لحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "على عيسي" في قريته "مليج". وفي الثالثة عشرة من عمره التحق بمعهد طنطا الأزهري، ومكث فيها أربع سنوات ثم التحق بمدرسة القضاء حيث مكث فيها ثلاث سنوات (1919 ـ 1923) .
    وقبل أن ينهي دراسته فيها تم إلغاؤها، فالتحق بالمعاهد الدينية (1923ـ1924) ونال منها الشهادة الثانوية، وعين مدرساً في المدارس الأولية في بعض القرى.
    وفي عام 1925 م التحق بدار العلوم وتخرج منها سنة 1929 م، فعين مدرساً حيث مارس هذه المهنة تسع سنوات نظم خلالها أعذب قصائده وأجملها.
    وفي سنة 1938 م انتقل إلى القاهرة، وفيها وجد الفرصة للاتصال بالشعراء والأدباء ودور النشر والصحف والمجلات الأدبية، ونظراً لمجهوده الثقافي عُين مفتشاً أول للغة العربية، ثم عميد اللغة العربية.
    'ويشير الشاعر إلى حياته الأولى في قصيدته "حنين إلى الماضي"، وهي إحدى قصائد ديوانه المخطوط، فيقول:
    سلام عليها في "مليج" مثـابة
    حفظت بها السبع القصار المثانيا
    سلامٌ على طنطا ومعهدها الذي
    نظمــتُ به قـــبل البلوغ القوافــيا
    سلامٌ على دار القضــاء وأهلها
    ورَبعٍ من العرفان أصــبح خــاويا
    سلامٌ عـلى دار العلوم وعهـدها
    وهيهات هذا العهـــد يرجـــع ثانيا
    لم تهدأ قريحة محمود غنيم في البحث والاطلاع؛ لذلك تختلط نشأته الثقافية بظروف عمله، فقد كان يدرس ويثقف وهو يعمل، وكان يعمل وهو يدرس وينمي معارفه.
    فعندما عاش الشاعر في "كوم حمادة" تسع سنوات عمل مدرساً في مدرستها الإبتدائية، وفي أوائل عهده بالوظيفة تزوج من أسرة كريمة في بلدته، واستقبل أول مولود له بقصيدته "تحية مولود".
    وفي هذه الفترة نظم أحلى قصائده، منها: لا تخدعوني بالمنى، الأمل الطائح، فجيعة في ساعة، العيد والأزمة، راتبي، والأسد السجين؛ التي يرمز فيها لنفسه ولحياته في هذه القرية الريفية المتواضعة.
    شعره في الإسلام وحضارته ومجده

    حين نرصد المظاهر الإسلامية في شعر "محمود غنيم" ندرك أنَّه يخصص جانباً من دواوينه ويجعله تحت هذا المسمى "إسلاميات"، وكما سبق؛ فقد كانت البيئة التي عاش فيها لها أثرها العميق في توجه الشاعر إلى هذا الغرض، وفي اتساع آفاق الرؤية الإسلامية وتأثيرها في شاعريته. ورؤية الشاعر الشعرية الدائرة في فلك التصور الإسلامي يمكن أن نحدد بعض معالمها في الظواهر الآتية:
    1 ـ الرؤية الحضارية للمد الإسلامي:
    وهذه الرؤية الحضارية للوجود الإسلامي في بعض تجاربه الشعرية يبثها من وحي زيارته للأراضي المقدَّسة، حين قام بأداء فريضة الحج.. فهو يبثُّ المكان أشجانه، ويشتاق إلى المشاعر المقدَّسة، وفي الوقت ذاته: لا ينسى واقع المسلمين، فيدعوهم أن يكونوا على قلب رجل واحد.. فيقول:
    دار النبـــــوة ذنبي عـــنك أبعــــدني
    وحســـن ظــــني بربي مــنك أدناني
    قد كـنت ألقاك في لوحي وفي كتــبي
    وفي سطــــــور أحـــــاديثي وقرآني
    ثم يشيد الشاعر بفضل رسالة الإسلام التي انطلقت من مكَّة المكرَّمة ومن المدينة المنوَّرة.. وتمتزج هذه الرؤية الحضارية لدور الإسلام الفاعل والمؤثر في حركة الحياة بمشاعر التضرع والمناجاة.. ففي نهاية قصيدة: "في أرض النبوة" يتأثر الشاعر بمعاني القرآن الكريم.. في أسلوب مشرق واضح.. يقول:
    يا ربّ قد عشت في دنياي مغتربا
    ويلاه إن أغترب في العالم الثاني
    أستغفر الله من كفـــران نعمـــــته
    بل فوق ما أستحق.. الله أعطاني
    ألم يجــــــدني أخا غي فأرشـــدني
    وهائماً غير ذي مـــــأوى فآواني
    2 ـ الأحداث والمواقف الإسلامية:
    كان غنيم عامر القلب بالإيمان بحضارة بلاده وتراثها وعقيدتها السماوية الخالدة. وقد أعلن ثورته على الحضارة الغربية في قصيدته "ثورة على الحضارة".
    وكتب يمجِّد حضارة الإسلام ، ويأسى لغزو الحضارة الغربية لها، ولاحتلال الغرب مكانة حضارتنا الخالدة، وذلك في قصيدته المشهورة "وقفة على طلل".
    وحينما نتأمل هذا المعلم نجد أنَّه لم يعن بتسجيل الأحداث التاريخية الإسلامية عناية كبيرة، حيث لم يسجل المناسبات الإسلامية التي ألف الشعراء أن ينظموا في ظرفها الزمني قصائدهم كلما حان موعد المناسبة. وكأنَّ الشاعر يعلن بهذا المسلك الفني أنَّ التاريخ الإسلامي ليس أحداثاً تروى، وله تصوير رائع في قصيدته (الركب المقدَّس) وهو يتابع الهجرة المباركة من مكة إلى المدينة ويرصد آثار ذلك الحدث الإسلامي.
    3 ـ التأملية في ظلال الرؤية الإسلامية:
    إنَّ التأمل في شعر غنيم لا يمثل تياراً رئيسياً، فشعره ينزع إلى تجسيد العاطفية وإذكاء المشاعر الإسلامية، ولا يقحم تجربته في شعاب الفكر.. بحيث تخبو العاطفة، ويعلو صوت الذهن، وإيقاع الفكر.. وشاعريته لم تبتعد كثيراً عن آفاق التجربة التأملية، ولكن التأمل في شعره ممتزج بالعواطف الحارة والمشاعر الإنسانية الدافئة، ولا يلقيه التأمل بعيداً عن ظلال الرؤية الإسلامية.
    وفاته

    في عام 1938 م صدر قرار بنقل الشاعر إلى القاهرة مدرساً للغة العربية، بمساع كريمة من بعض محبي الأدب والشعر، ومن بينهم "أنطون الجميل" رئيس تحرير الأهرام آنذاك.
    وقد شكره الشاعر بقصيدة عندما أتى إلى القاهرة، واختير لمدرسة "الأورمان" المشهورة.
    وهناك عاش مع الشعراء والأدباء ودور النشر والصحف والمجلات، وفي مقدمة هذه المجلات "مجلة الرسالة" التي كانت تنشر له آنذاك شعره باحتفاء كبير.
    وقد رقي إلى منصب "مفتش" للغة العربية، وأخيراً وصلت بالشاعر خطاه إلى منصب: "عميد اللغة العربية" بوزارة التربية والتعليم، وكان ذلك آخر عهده بالمناصب.
    واختير عضواً بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وقويت علاقاته بالأدباء والمفكرين وبالصحف ودور النشر؛ حتى ذاع صيته ولمع نجمه وبات من المرموقين في عالم الأدب بوجه عام والشعر بوجه خاص، كما نال كثيراً من الجوائز على أعماله الشعرية التي كان من أجلها ديوانه (صرخة في واد) الذي كان أساس صرح مجده الشعري.
    ذهب غنيم إلى الديار المقدَّسة لأداء فريضة الحج، وقال في ذلك قصيدتيه (في أرض النبوة) و (حمائم الحرم).. بعدها توالت الأحداث ووهنت صحته ، وقد صوَّر ضعف حالته في قصيدته (حنين إلى الماضي) وهي إحدى قصائد ديوانه المخطوط.
    وفي عام 1972 م ودع الشاعر الحياة بعد أن خلَّف لنا ثروة شعرية عظيمة، وشيعه أحبابه وتلاميذه بدموع غزار، وطوى الموت خليفة "حافظ"، بعد أن سجَّل في التاريخ صفحات جليلة في خدمة أمته ووطنه وعروبته.. وإسلامه ولغة القرآن الكريم وآدابها وتراثها الخالد.
    وقد صدق الشاعر "مصطفى بهجت بدوي" في رثاء غنيم، حين قال:
    أنت بالشعـــــــــر ترجمــان لواديـ ـك، رســــــول محـــــذر متفــــائل
    كم نظمت القصيد "صرخة واد" ودواوينُ عــــبقـــــري مناضــــــل
    رحم الله "محمود غنيم" الذي كان من بقية جيل من الشعراء لم يبق منهم إلا أفراد قلائل!
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله Empty رد: الشاعر محمود غنيم رحمه الله

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أغسطس 23, 2014 1:53 am

    لا تحسبني محـبًا أشتكــي وصبًـا
    أهون بما في سبيل الحب ألقـاه
    إني تذكرت والذكـرى مــؤرقــةٌ
    مجدًا تليدًا بأيدينــا أضعنـاه
    ويْح العروبة كان الكون مسرحها
    فأصبحت تتـوارى فــي زوايــاه
    أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ
    تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
    كم صرّفتنا يدٌ كنا نُصرّفها
    وبات يحكمنا شعب ملكناه
    هـل تطلبون من المختار معجزةً
    يكفية شعب من الاجداث احياة

    من وحَّد العرب حتى صار واترهم
    إذا رأى ولدَ الموتور آخاه
    وكيف ساس رعاة الشاة مملكةً
    ما ساسها قيصرٌ من قبل أو شاهُ
    ورحَّب الناس بالإسلام حين رأوا
    أن الإخاء وأن العدل مغزاه
    يا من رأى عمرَ تكسوه بردته
    والزيتُ أدمٌ له والكوخُ مأواه
    يهتز كسرى على كرسيه فرقًا
    من بأسه وملوكُ الروم تخشاه
    هي الشريعة عين الله تكلؤها
    فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
    سل المعالي عنا إننا عربٌ
    شعارنا المجد يهوانا ونهواه
    هي العروبة لفظٌ إن نطقت به
    فالشرق والضاد والإسلام معناه
    استرشد الغربُ بالماضي فأرشده
    ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه
    إنّا مشينا وراء الغرب نقبس من
    ضيائه فأصابتنا شظاياه
    بالله سل خلف بحرالروم عن عرب
    بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
    فإن تراءت لك الحمراء عن كثبٍ
    فسائل الصرح أين المجد والجاه
    وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها
    عمّن بناه لعل الصخر ينعاه
    وطف ببغداد وابحث في مقابرها
    علّ امرأً من بني العباس تلقاه
    أين الرشيد وقد طاف الغمام به
    فحين جاوزَ بغداد تحداه
    هذي معالم خرس كل واحدة
    منهن قامت خطيبًا فاغرًا فاه
    الله يشهد ما قلَّبت سيرتهم
    يومًا وأخطأ دمع العين مجراه
    ماضٍ نعيشُ على أنقاضه أممًا
    ونستمد القوى من وحيِ ذكراه
    إنِّي لأعتبرُ الإسلام جامعة
    للشرق لا محض ديـنٌ سـنَّهُ الله
    أرواحنا تتلاقى فيه خافقة
    كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
    دستوره الوحي والمختار عاهله
    والمسلمون وإن شتّوا رعاياه
    اللهُمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعًا
    فامنن علينا براعٍ أنت ترضاه
    راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتُه
    يرعى بنيه وعين الله ترعاه
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله Empty رد: الشاعر محمود غنيم رحمه الله

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أغسطس 23, 2014 1:54 am

    الشاعر محمود غنيم

    كان محمود غنيم ـ رحمه الله تعالى ـ من ذلك الرعيل الذي أشرب حب الشعر العربي الجزل، بديباجته الرائعة، وصوره الدافئة، ومعانيه المتألقة، وأخيلته المجنحة، وهو إلى ذلك شاعر مصري أصيل، عذب البيان، سلس العبارة، موسيقي اللفظ.

    ولد الشاعر محمود غنيم (1902 ـ1972م) في الريف المصري، وبالضبط في قرية "مليج" وهي إحدى قرى محافظة المنوفية بمصر، وقد عاش وسط أسرة تتمتَّع بسمعة طيبة، وتحترف الزراعة والتجارة.

    وقد عاش الشاعر سبعين عاماً قضاها كلها في كفاح طويل: فقد عاش أليفاً للمحن وخطوب الأيام التي هيأته ليكون في طليعة شعراء العربية وأدبائها فحولة وأصالة وصدقاً والتزاماً.

    النشأة الثقافية:

    بدأ الشاعر غنيم حياته العلمية بدخوله الكتَّاب لحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "على عيسي" في قريته "مليج". وفي الثالثة عشرة من عمره التحق بمعهد طنطا الأزهري، ومكث فيها أربع سنوات ثم التحق بمدرسة القضاء حيث مكث فيها ثلاث سنوات (1919 ـ1923). وقبل أن ينهي دراسته فيها تم إلغاؤها، فالتحق بالمعاهد الدينية (1923ـ1924) ونال منها الشهادة الثانوية، وعين مدرساً في المدارس الأولية في بعض القرى.

    وفي عام 1925م التحق بدار العلوم وتخرج منها سنة 1929م، فعين مدرساً حيث مارس هذه المهنة تسع سنوات نظم خلالها أعذب قصائده وأجملها.

    وفي سنة 1938م انتقل إلى القاهرة، وفيها وجد الفرصة للاتصال بالشعراء والأدباء ودور النشر والصحف والمجلات الأدبية، ونظراً لمجهوده الثقافي عُين مفتشاً أول للغة العربية، ثم عميداً لمفتشي اللغة العربية.

    عاش في "كوم حمادة" تسع سنوات عمل مدرساً في مدرستها الإبتدائية، وفي أوائل عهده بالوظيفة تزوج من أسرة كريمة في بلدته، واستقبل أول مولود له بقصيدته "تحية مولود".

    وفي هذه الفترة نظم أحلى قصائده، منها: لا تخدعوني بالمنى، الأمل الطائح، فجيعة في ساعة، العيد والأزمة، راتبي، والأسد السجين؛ التي يرمز فيها لنفسه ولحياته في هذه القرية الريفية المتواضعة

    ومن روائع قصائده اخترت لكم هذه القصيدة :


    مالي وللنجم يرعاني وأرعاه ** أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفـناه
    لي فيك يا ليل آهاتٌ أرددها ** أُواه لو أجدت المحزون أُواه
    لا تحسبني محبًا أشتكي وصبًا ** أهون بما في سبيل الحب ألقاه
    إني تذكرت والذكرى مؤرقةٌ ** مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناه
    ويْح العروبة كان الكون مسرحها ** فأصبحت تتوارى في زواياه
    أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ ** تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
    كم صرّفتنا يدٌ كنا نُصرّفها ** وبات يحكمنا شعب ملكناه
    هـل تطلبون من المختار معجزةً ** يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياه
    من وحَّد العرب حتى صار واترهم ** إذا رأى ولدَ الموتور آخاه
    وكيف ساس رعاة الشاة مملكةً ** ما ساسها قيصرٌ من قبل أو شاهُ
    ورحَّب الناس بالإسلام حين رأوا ** أن الإخاء وأن العدل مغزاه
    يا من رأى عمرَ تكسوه بردته ** والزيتُ أدمٌ له والكوخُ مأواه
    يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوكُ الروم تخشاه
    هي الشريعة عين الله تكلؤها ** فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
    سل المعالي عنا إننا عربٌ * * شعارنا المجد يهوانا ونهواه
    هي العروبة لفظٌ إن نطقت به ** فالشرق والضاد والإسلام معناه
    استرشد الغربُ بالماضي فأرشده ** ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه
    إنّا مشينا وراء الغرب نقبس من ** ضيائه فأصابتنا شظاياه
    بالله سل خلف بحرالروم عن عرب * بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
    فإن تراءت لك الحمراء عن كثبٍ * * فسائل الصرح أين المجد والجاه
    وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها ** عمّن بناه لعل الصخر ينعاه
    وطف ببغداد وابحث في مقابرها * * علّ امرأً من بني العباس تلقاه
    أين الرشيد وقد طاف الغمام به ** فحين جاوزَ بغداد تحداه
    هذي معالم خرس كل واحدة ** * *منهن قامت خطيبًا فاغرًا فاه
    الله يشهد ما قلَّبت سيرتهم ** يومًا وأخطأ دمع العين مجراه
    ماضٍ نعيشُ على أنقاضه أممًا ** ونستمد القوى من وحيِ ذكراه
    إنِّي لأعتبرُ الإسلام جامعة ** للشرق لا محض ديـنٌ سـنَّهُ الله
    أرواحنا تتلاقى فيه خافقة ** كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
    دستوره الوحي والمختار عاهله ** والمسلمون وإن شتّوا رعاياه
    لاهُمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعًا ** فامنن علينا براعٍ أنت ترضاه
    راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتُه *** يرعى بنيه وعين الله ترعاه
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الشاعر محمود غنيم رحمه الله Empty رد: الشاعر محمود غنيم رحمه الله

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أغسطس 23, 2014 1:55 am

    الشاعر محمود غنيم

    كان محمود غنيم ـ رحمه الله تعالى ـ من ذلك الرعيل الذي أشرب حب الشعر العربي الجزل، بديباجته الرائعة، وصوره الدافئة، ومعانيه المتألقة، وأخيلته المجنحة، وهو إلى ذلك شاعر مصري أصيل، عذب البيان، سلس العبارة، موسيقي اللفظ.

    ولد الشاعر محمود غنيم (1902 ـ1972م) في الريف المصري، وبالضبط في قرية "مليج" وهي إحدى قرى محافظة المنوفية بمصر، وقد عاش وسط أسرة تتمتَّع بسمعة طيبة، وتحترف الزراعة والتجارة.

    وقد عاش الشاعر سبعين عاماً قضاها كلها في كفاح طويل: فقد عاش أليفاً للمحن وخطوب الأيام التي هيأته ليكون في طليعة شعراء العربية وأدبائها فحولة وأصالة وصدقاً والتزاماً.

    النشأة الثقافية:

    بدأ الشاعر غنيم حياته العلمية بدخوله الكتَّاب لحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "على عيسي" في قريته "مليج". وفي الثالثة عشرة من عمره التحق بمعهد طنطا الأزهري، ومكث فيها أربع سنوات ثم التحق بمدرسة القضاء حيث مكث فيها ثلاث سنوات (1919 ـ1923). وقبل أن ينهي دراسته فيها تم إلغاؤها، فالتحق بالمعاهد الدينية (1923ـ1924) ونال منها الشهادة الثانوية، وعين مدرساً في المدارس الأولية في بعض القرى.

    وفي عام 1925م التحق بدار العلوم وتخرج منها سنة 1929م، فعين مدرساً حيث مارس هذه المهنة تسع سنوات نظم خلالها أعذب قصائده وأجملها.

    وفي سنة 1938م انتقل إلى القاهرة، وفيها وجد الفرصة للاتصال بالشعراء والأدباء ودور النشر والصحف والمجلات الأدبية، ونظراً لمجهوده الثقافي عُين مفتشاً أول للغة العربية، ثم عميداً لمفتشي اللغة العربية.

    عاش في "كوم حمادة" تسع سنوات عمل مدرساً في مدرستها الإبتدائية، وفي أوائل عهده بالوظيفة تزوج من أسرة كريمة في بلدته، واستقبل أول مولود له بقصيدته "تحية مولود".

    وفي هذه الفترة نظم أحلى قصائده، منها: لا تخدعوني بالمنى، الأمل الطائح، فجيعة في ساعة، العيد والأزمة، راتبي، والأسد السجين؛ التي يرمز فيها لنفسه ولحياته في هذه القرية الريفية المتواضعة

    ومن روائع قصائده اخترت لكم هذه القصيدة :


    مالي وللنجم يرعاني وأرعاه ** أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفـناه
    لي فيك يا ليل آهاتٌ أرددها ** أُواه لو أجدت المحزون أُواه
    لا تحسبني محبًا أشتكي وصبًا ** أهون بما في سبيل الحب ألقاه
    إني تذكرت والذكرى مؤرقةٌ ** مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناه
    ويْح العروبة كان الكون مسرحها ** فأصبحت تتوارى في زواياه
    أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ ** تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
    كم صرّفتنا يدٌ كنا نُصرّفها ** وبات يحكمنا شعب ملكناه
    هـل تطلبون من المختار معجزةً ** يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياه
    من وحَّد العرب حتى صار واترهم ** إذا رأى ولدَ الموتور آخاه
    وكيف ساس رعاة الشاة مملكةً ** ما ساسها قيصرٌ من قبل أو شاهُ
    ورحَّب الناس بالإسلام حين رأوا ** أن الإخاء وأن العدل مغزاه
    يا من رأى عمرَ تكسوه بردته ** والزيتُ أدمٌ له والكوخُ مأواه
    يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوكُ الروم تخشاه
    هي الشريعة عين الله تكلؤها ** فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
    سل المعالي عنا إننا عربٌ * * شعارنا المجد يهوانا ونهواه
    هي العروبة لفظٌ إن نطقت به ** فالشرق والضاد والإسلام معناه
    استرشد الغربُ بالماضي فأرشده ** ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه
    إنّا مشينا وراء الغرب نقبس من ** ضيائه فأصابتنا شظاياه
    بالله سل خلف بحرالروم عن عرب * بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
    فإن تراءت لك الحمراء عن كثبٍ * * فسائل الصرح أين المجد والجاه
    وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها ** عمّن بناه لعل الصخر ينعاه
    وطف ببغداد وابحث في مقابرها * * علّ امرأً من بني العباس تلقاه
    أين الرشيد وقد طاف الغمام به ** فحين جاوزَ بغداد تحداه
    هذي معالم خرس كل واحدة ** * *منهن قامت خطيبًا فاغرًا فاه
    الله يشهد ما قلَّبت سيرتهم ** يومًا وأخطأ دمع العين مجراه
    ماضٍ نعيشُ على أنقاضه أممًا ** ونستمد القوى من وحيِ ذكراه
    إنِّي لأعتبرُ الإسلام جامعة ** للشرق لا محض ديـنٌ سـنَّهُ الله
    أرواحنا تتلاقى فيه خافقة ** كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
    دستوره الوحي والمختار عاهله ** والمسلمون وإن شتّوا رعاياه
    لاهُمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعًا ** فامنن علينا براعٍ أنت ترضاه
    راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتُه *** يرعى بنيه وعين الله ترعاه

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 7:37 pm