من طرف أحمد السبت يونيو 20, 2009 11:31 pm
سأل أخ حبيب في أحد المنتديات عن نظم الشعر
هل هو موهبة أم أنه يتعلم و يدرس ؟!
فأجبت له برأيي المتواضع - منذ 10 دقائق فقط - الذي سأنقله لكم حتى أعمم الاستفادة :
[QUOTE=أحمد ;863125]
السلام عليكم و رحمة الله
أخي الحبيب
أخوك مثلا يدرس اللغة العربية منذ 4 سنين
درست خلالها تاريخ الأدب العربي منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث و نصوصه
و درست تاريخ النقد الأدبي العربي و الأدب المقارن و موسيقى الشعر (علمي العروض و القوافي)
و مع ذلك لم أنظم بيت شعر واحد في حياتي (و لم أحاول) ! ^ _ ^
و مع ذلك
أقول لك إن الشعر ليست الموهبة هي الأصل فيه !!
قد يستغرب الكثيرون قولي هذا
و لكن هذا لرأي خلاصة ما تتبعته في الشعراء عبر العصور
فأحسن الشعراء الموسومين بالطبع و عدم التكلف تراهم قد نشأوا في بيئات بدوية و حفظوا آلاف الأبيات و القصائد من صغرهم
فبقراءة ترجمة البحتري (و هو من أشهر المطبوعين الموهوبين) تجده نشأ أولا في البادية و حفظ كثيرا جدا من أشعار العرب حتى يستقيم لسانه و يطبع - بعدها - على الشعر .
و كذلك أبو الطيب المتنبي (شاعر العربية الأكبر)
و كذلك القاضي الفاضل (وزير صلاح الدين) حفظ الحماسة - حماسة أبي تمام - من صغره .
و كذلك البارودي (أبو الشعر في العصر الحديث) و شوقي (أمير الشعراء) الذي حفظ منذ صغره - بعد القرءان الكريم - مواد كثيرة جدا من معجم (لسان العرب) لصقل عربيته .
فالشعراء قديما و حديثا ينشؤن على التطبع بعد عدة مراحل :
1 - حفظ القرءان الكريم .
2 - الترسخ في العربية و تعلم مفرداتها (إما بالرحلة إلى البادية قديما كما هو حال البحتري ، أو بحفظ متون معجمية كشوقي) .
3 - حفظ كثير من أشعار العرب لاستقامة اللسان مع أوزان الشعر الخليلية مع الاستفادة من الصور البلاغية المتعارف عليها عند العرب (فالأسد رمز الشجاعة - و البحر رمز الكرم و الجود - وووووووو) .
و سأذكر لك قصة عن تعلم أبي نواس للشعر (و كان ممن يوصفون بالمطبوعين) :
استأذن أبو نواس خلفًا الأحمر في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة. فغاب عنه مدة وحضر إليه، فقال له: قد حفظتُها. فقال له خلف الأحمر: أَنشِدْها. فأنشده أكثرها في عدة أيام. ثم سأله أن يأذن له في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك إلا أن تنسى هذه الألف أرجوزة كأنك لم تحفظها. فقال له: هذا أمرٌ يصعب عليَّ، فإني قد أتقنت حفظها. فقال له: لا آذن لك إلا أن تنساها. فذهب أبو نواس إلى بعض الأديرة، وخلا بنفسه، وأقام مدّة حتى نسيها. ثم حضر فقال: قد نسيتها حتى كأن لم أكن حفظتها قط. فقال له خلف: الآن انظم الشِّعر!
من كتاب "أخبار أبي نواس" لابن منظور.
[/QUOTE]
فما رأيكم ؟!