الشعر في صدر الإسلام .. ضعف أم ازدهار
اختلفت آراء النقاد والباحثين حول قضية الشعر في صدر الإسلام وهل اعتراه الضعف أم بقي كما كان عليه من قبل من حيث القوة والازدهار. وهناك آراء قائلة بضعف الشعر وآراء قائلة بقوته و الراجح منهما: أن هناك من ذهب إلى القول بضعف الشعر كابن خلدون وغيره وقد استندوا إلى أدلة تؤيد قولهم منها: * أن الناس انشغلوا عن الشعر بأمر أعظم وهو أمر الدين والنبوة والقرآن ودهشوا من أساليب القرآن المعجزة والبالغة غاية البيان والفصاحة. * ومن أدلتهم نزول قوله تعالى {والشعراء يتبعهم الغاوون* ألم تر أنهم في كل واد يهيمون* وأنهم يقولون ما لا يفعلون} فترك بعض الشعراء الشعر بعد نزول هذه الآيات ومنهم حكيم بن حزام. * قول الأصمعي (الشعر نكد بابه الشر فإذا دخله الخير ضعف) واستدل بشعر حسان. وقد رد القائلون بقوة الشعر على أدلة المخالفين بمايلي: 1- بالنسبة لدليل ابن خلدون. فهناك اتفاق بانبهار الناس بأسلوب القرآن، ولكن لم يشغلهم عن الشعر لوجود طائفة من الشعراء منهم شعراء الرسول صلى الله علية وسلم. 2- وأما الآية، فإنها استثنت الذين آمنوا، وقول ابن عباس المقصود بهم الكفار. 3- وأما قول الأصمعي فمردود لأن الشعر يحمل الغث والسمين والحكم على الشعر ليس من ناحية مضمونه بل نحكم عليه من عدة جوانب كالجانب اللغوي والفني والشكلي، وأيضاً الرواية لم تثبت عن الأصمعي، وإذا ثبتت فالأصمعي كغيره من البشر يؤخذ كلامه ويرد. وكذلك يرد عليه بقصيدة حسان لوفد تميم حيث كانت تعد من عيون الشعر في عصر صدر الإسلام. والواقع إن الشعر في عصر صدر الإسلام بقي على قوته وازدهاره ولم يعتره ضعف بل زادت أغراضه في ذاك العصر كشعر الفتوحات وشعر الدعوة وكذلك حث النبي صلى الله علية وسلم لحسان بأن يهجو الكفار وروح القدس معه.