كانت الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الثانية قوة نامية لكنها لم تكن تتصدر القوى الموجودة على الساحة انذاك، فالامبراطورية البريطانية لم تكن الشمس قد غابت عن مستعمراتها بعد، وكذلك كانت المانيا بعد الحرب العالمية الاولى ترسخ اقدامها كأمبراطورية اوروبية لها مطامعها التي بلورها بعد ذلك هتلر، وكانت مقاصده ظاهرة من خلال الحرب العالمية الثانية، اما اليابان فكانت كذلك لها هيمنتها في شرق الدنيا كأمبراطورية قديمة.
وكما قضت الحرب العالمية الاولى على اكثر من امبراطورية، مثل الامبراطورية العثمانية والامبراطورية النمساوية، فقد قضت الحرب العالمية الثانية على اكثر من امبراطورية كذلك، منها الامبراطورية اليابانية والبريطانية والمشروع الالماني للهيمنة على العالم، وبرزت كذلك قوتان جديدتان هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الذي انهار مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، لتبدأ الولايات المتحدة هيمنتها على العالم كقوة وحيدة لا منافس لها في الوقت الراهن على الاقل.
ومن يرجع الى تاريخ نشوء او انتهاء القوى العظمى يجد الحروب دائما تولد من بعدها قوى وتنتهي اخرى، ولعل الحربين العالميتين اللتين نشبتا خلال القرن الماضي كانتا خير مثال على ذلك، وقد استطاعت الولايات المتحدة التي لم تشارك في الحرب إلا في نهايتها ان تبني امبراطوريتها وقوتها من حيث انتهى الآخرون، فقد تركت القوى التي كانت منافسة لها آنذاك وهي بريطانيا والمانيا والاتحاد السوفييتي واليابان والقوى المتحالفة من كل طرف، تركت كل هذه القوى تبيد بعضها البعض على مدى سنوات الحرب، ولم تعلن الولايات المتحدة حربها ضد المانيا إلا بعد تدمير الاسطول الاميركي في بيرل هاربر حتى بريطانيا الحليفة القريبة للولايات المتحدة رفض الكونغرس آنذاك ان يقدم لها اي مساعدات إلا بثمن باهظ تمثل في الموافقة على استبدال خمسين مدمرة بريطانية بأخرى حديثة، مقابل استئجار قواعد بريطانية في نيوهامبشاير تمتد الى تسعة وتسعين عاما.
وحين حطمت الحرب القوى الكبرى انذاك وانهتها عام 1945 بدأت الولايات المتحدة تجني الثمار في مرحلة جديدة على العالم ولم تدفع الولايات المتحدة طوال الفترة من العام 1945 وحتى الآن ثمناً كبيراً مقابل ما حققته من نفوذ وهيمنة، وكانت تخرج من كل مكان تشعر انها سوف تتورط فيه او تدفع فيه ثمناً كبيراً من القتلى والجرحى، فخرجت من فيتنام ومن لبنان ومن الصومال ومن كل مكان كان يمكن ان يؤدي بها الى ان تدفع فيه ثمناً باهظاً، فيما حققت نجاحات كبرى في حرب الخليج الثانية دون ثمن كبير.
ولعل الورطة الاميركية في
اليابنيون ينضمون لقائمة الشعوب المتوحشة
في أربعينات القرن العشرين دخلت اليابان أطلس الشعوب المتوحشة الامريكي ، ففي رسالة وزعتها القيادة الأمريكيى على المسئولين أكدت فيها " إن جمجمة الياباني متخلفة عن جمجمتنا – الأنكلوساكسون- أكثر من ألفى سنة " بينما قال العسكريون الأمريكان " إن البابانيين ليس فيهم طيارون مؤهلون وقادرون على التصويب في إتجاه الهدف لأن عيونهم مشوهة ومنحرفة" .
ويروى مراسل حربي في أميركر في مقالة له في atlantic monthly " لقد قتلنا الأيرى بدم بارد ، ومحونا المستشفيات من الوجود ، وأغرقنا مراكب الإنقاذ ، وقتلنا المدنيين وعذبناهم ، وأجهزنا على الجرحى وقدناهم إلى حفر جماعية ، وهناك في الهادى سلقنا لحم جماجم أعدائنا (بقصد اليابانيين) لنصنع منها عاديات تذكارية توضع على الطاولات وتهدى إلى الأحباب أو صنعنا من عظامهم سكاكين لفتح الرسائل " .
وقد لاقت هذه الرسائل ترحيباً كبيراً لدى الشعب الأمريكي حتى ان مجلة لايف نشرت في عام 1944 موضوعاً عن الحرب مزيناً بصفحة كاملة لصورة صبية شقراء مبتسمة وهو تقف إلى جانب جمجمة يابانية أرسها إليها خطيبها من الجبهة .
لم تظهر البشاعة الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك لقصر المدة التي دخلت فيها أمريكا الحرب ضد ألمانيا وحلفائها والتي لم تتعد العام الواحد. لكن ما أن جاءت الحرب العالمية الثانية حتى اقترفت الجيوش الأمريكية العديد من جرائم الحرب وضد المدنيين العزل بشكل خاص. فقد شارك الأسطول الجوي الأمريكي عبر ما يسمى بالقصف السجادي، في تدمير العديد من المدن المكتظة بالسكان والتي لا تمثل أي قيمة عسكرية تذكر، وما تدمير مدينتي روتردام في هولندا ودرسدن في ألمانيا سوى نموذج للهمجية الأمريكية، والتي لا تعرف مكانا للقيم في منظوماتها العسكرية. وبلغت هذه الهمجية ذروتها حين تم ضرب مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين - اللتين لا قيمة عسكرية لهما - بالقنبلة النووية، والتي خلفت دمارا شاملا لا يمكن وصفه في صفوف المدنيين العزل إضافة إلى المنشئات والبيئة الطبيعية. وهذا مما يخالف كل قوانين الحرب التي تدعي أمريكا بهتانا اتباعها.
أربعينيات القرن الماضي، وتحديدا مع بدء نشوب الحرب الأوروبية عام 1939، حيث تبنت القوة الجوية الملكية والقوة الجوية للجيش الأمريكي أسلوب القصف الاستراتيجي والتدمير الواسع للمدن باستعمال القنابل الحارقة، فأمر الجنرال جورج مارشال - رئيس الأركان الأمريكي آنذاك - مساعديه بتخطيط هجمات حارقة على المدن اليابانية الكثيفة السكان، ومن ثم انطلقت 334 طائرة أمريكية لتدمر ما مساحته 16 ميلا مربعا من طوكيو بواسطة إلقاء القنابل الحارقة، مما أدى إلى مقتل 100 ألف شخص وتشريد مليون نسمة، بينما وصلت درجة حرارة الماء في القنوات إلى درجة الغليان وذابت الهياكل المعدنية وتلاشت الأجساد في ألسنة من اللهب. ولم تكن طوكيو وحدها هي التي تعرضت لتلك الهجمات الأمريكية الوحشية، فقد تكرر هذا السيناريو في 64 مدينة يابانية أخرى.. فضلا عن دك هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين ذريتين حصدتا عشرات الآلاف من الأرواح، وأهلكتا الزرع والضرع، رغم أن الحرب كانت قد وضعت أوزارها بالفعل !!
وقاومت الاحتلال الياباني، وأشعلنا حربا ضروسا سقط خلالها مائة ألف قتيل.. وفى إقليم واحد صغير سقط 30000-40000 قتيل في أثناء ثورة الفلاحين،
وكما قضت الحرب العالمية الاولى على اكثر من امبراطورية، مثل الامبراطورية العثمانية والامبراطورية النمساوية، فقد قضت الحرب العالمية الثانية على اكثر من امبراطورية كذلك، منها الامبراطورية اليابانية والبريطانية والمشروع الالماني للهيمنة على العالم، وبرزت كذلك قوتان جديدتان هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الذي انهار مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، لتبدأ الولايات المتحدة هيمنتها على العالم كقوة وحيدة لا منافس لها في الوقت الراهن على الاقل.
ومن يرجع الى تاريخ نشوء او انتهاء القوى العظمى يجد الحروب دائما تولد من بعدها قوى وتنتهي اخرى، ولعل الحربين العالميتين اللتين نشبتا خلال القرن الماضي كانتا خير مثال على ذلك، وقد استطاعت الولايات المتحدة التي لم تشارك في الحرب إلا في نهايتها ان تبني امبراطوريتها وقوتها من حيث انتهى الآخرون، فقد تركت القوى التي كانت منافسة لها آنذاك وهي بريطانيا والمانيا والاتحاد السوفييتي واليابان والقوى المتحالفة من كل طرف، تركت كل هذه القوى تبيد بعضها البعض على مدى سنوات الحرب، ولم تعلن الولايات المتحدة حربها ضد المانيا إلا بعد تدمير الاسطول الاميركي في بيرل هاربر حتى بريطانيا الحليفة القريبة للولايات المتحدة رفض الكونغرس آنذاك ان يقدم لها اي مساعدات إلا بثمن باهظ تمثل في الموافقة على استبدال خمسين مدمرة بريطانية بأخرى حديثة، مقابل استئجار قواعد بريطانية في نيوهامبشاير تمتد الى تسعة وتسعين عاما.
وحين حطمت الحرب القوى الكبرى انذاك وانهتها عام 1945 بدأت الولايات المتحدة تجني الثمار في مرحلة جديدة على العالم ولم تدفع الولايات المتحدة طوال الفترة من العام 1945 وحتى الآن ثمناً كبيراً مقابل ما حققته من نفوذ وهيمنة، وكانت تخرج من كل مكان تشعر انها سوف تتورط فيه او تدفع فيه ثمناً كبيراً من القتلى والجرحى، فخرجت من فيتنام ومن لبنان ومن الصومال ومن كل مكان كان يمكن ان يؤدي بها الى ان تدفع فيه ثمناً باهظاً، فيما حققت نجاحات كبرى في حرب الخليج الثانية دون ثمن كبير.
ولعل الورطة الاميركية في
اليابنيون ينضمون لقائمة الشعوب المتوحشة
في أربعينات القرن العشرين دخلت اليابان أطلس الشعوب المتوحشة الامريكي ، ففي رسالة وزعتها القيادة الأمريكيى على المسئولين أكدت فيها " إن جمجمة الياباني متخلفة عن جمجمتنا – الأنكلوساكسون- أكثر من ألفى سنة " بينما قال العسكريون الأمريكان " إن البابانيين ليس فيهم طيارون مؤهلون وقادرون على التصويب في إتجاه الهدف لأن عيونهم مشوهة ومنحرفة" .
ويروى مراسل حربي في أميركر في مقالة له في atlantic monthly " لقد قتلنا الأيرى بدم بارد ، ومحونا المستشفيات من الوجود ، وأغرقنا مراكب الإنقاذ ، وقتلنا المدنيين وعذبناهم ، وأجهزنا على الجرحى وقدناهم إلى حفر جماعية ، وهناك في الهادى سلقنا لحم جماجم أعدائنا (بقصد اليابانيين) لنصنع منها عاديات تذكارية توضع على الطاولات وتهدى إلى الأحباب أو صنعنا من عظامهم سكاكين لفتح الرسائل " .
وقد لاقت هذه الرسائل ترحيباً كبيراً لدى الشعب الأمريكي حتى ان مجلة لايف نشرت في عام 1944 موضوعاً عن الحرب مزيناً بصفحة كاملة لصورة صبية شقراء مبتسمة وهو تقف إلى جانب جمجمة يابانية أرسها إليها خطيبها من الجبهة .
لم تظهر البشاعة الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك لقصر المدة التي دخلت فيها أمريكا الحرب ضد ألمانيا وحلفائها والتي لم تتعد العام الواحد. لكن ما أن جاءت الحرب العالمية الثانية حتى اقترفت الجيوش الأمريكية العديد من جرائم الحرب وضد المدنيين العزل بشكل خاص. فقد شارك الأسطول الجوي الأمريكي عبر ما يسمى بالقصف السجادي، في تدمير العديد من المدن المكتظة بالسكان والتي لا تمثل أي قيمة عسكرية تذكر، وما تدمير مدينتي روتردام في هولندا ودرسدن في ألمانيا سوى نموذج للهمجية الأمريكية، والتي لا تعرف مكانا للقيم في منظوماتها العسكرية. وبلغت هذه الهمجية ذروتها حين تم ضرب مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين - اللتين لا قيمة عسكرية لهما - بالقنبلة النووية، والتي خلفت دمارا شاملا لا يمكن وصفه في صفوف المدنيين العزل إضافة إلى المنشئات والبيئة الطبيعية. وهذا مما يخالف كل قوانين الحرب التي تدعي أمريكا بهتانا اتباعها.
أربعينيات القرن الماضي، وتحديدا مع بدء نشوب الحرب الأوروبية عام 1939، حيث تبنت القوة الجوية الملكية والقوة الجوية للجيش الأمريكي أسلوب القصف الاستراتيجي والتدمير الواسع للمدن باستعمال القنابل الحارقة، فأمر الجنرال جورج مارشال - رئيس الأركان الأمريكي آنذاك - مساعديه بتخطيط هجمات حارقة على المدن اليابانية الكثيفة السكان، ومن ثم انطلقت 334 طائرة أمريكية لتدمر ما مساحته 16 ميلا مربعا من طوكيو بواسطة إلقاء القنابل الحارقة، مما أدى إلى مقتل 100 ألف شخص وتشريد مليون نسمة، بينما وصلت درجة حرارة الماء في القنوات إلى درجة الغليان وذابت الهياكل المعدنية وتلاشت الأجساد في ألسنة من اللهب. ولم تكن طوكيو وحدها هي التي تعرضت لتلك الهجمات الأمريكية الوحشية، فقد تكرر هذا السيناريو في 64 مدينة يابانية أخرى.. فضلا عن دك هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين ذريتين حصدتا عشرات الآلاف من الأرواح، وأهلكتا الزرع والضرع، رغم أن الحرب كانت قد وضعت أوزارها بالفعل !!
وقاومت الاحتلال الياباني، وأشعلنا حربا ضروسا سقط خلالها مائة ألف قتيل.. وفى إقليم واحد صغير سقط 30000-40000 قتيل في أثناء ثورة الفلاحين،
عدل سابقا من قبل أحمد في السبت سبتمبر 20, 2008 7:49 pm عدل 2 مرات