الرئيسية
المنشورات
لم أقتنع يوما بمعاملة بعض الأهالي للمولود، كما لو كان دمية خالية من الشعور، وأخيرا أكدت الأبحاث صدق إحساسي، فيذكر الدكتور حسام زكي، عضو الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد بلندن، أن الجنين يستطيع أن يرى ويسمع، ويتأثر بالأصوات وهو في الشهر السابع، كما أنه يستجيب لها بالحركة وبزيادة نبضات القلب؛ لذا يستحسن عدم تواجد الحامل في الأماكن التي تكثر فيها الضوضاء والتلوث السمعي.
وقال زكي: "الطريف أنه في دراسة طبية، قام من خلالها الأطباء بإلقاء قصة بصوت معين على مسامع الأم الحامل، وبعد الإنجاب كرروا نفس القصة بنفس الصوت على المولود، وذلك عقب خروجه للحياة بأسابيع قليلة، وفوجئوا باستجابته وانتباهه، وهذا يعني أن الجنين لا يميز صوت الأم فقط، بل يميز أيضا الأصوات الأخرى، ويتأثر بطبقة الصوت أثناء الكلام".
وفي السياق، أكد الدكتور أحمد التاجي أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر على أن هناك العديد من الدراسات الحديثة أثبتت لنا أن الجنين يتأثر بجميع العوامل المحيطة به خلال أشهر الحمل التسعة، والتي تؤثر على نموه ونشاطه وحيويته.
وعلى سبيل المثال، يمكننا تسجيل نبض الجنين وتسجيل حركته، ومتابعته أيضا بالموجات الصوتية، ونستطيع الحكم على حالة الجنين الجسمانية والنفسية أيضا، فالجنين يتأثر بكل ما حول الأم، ويكون في أفضل حالاته، والتي تعني "النبض والحركة"، وذلك عندما تستمع الأم لموسيقى هادئة، بينما يكون في أسوأ حالاته إذا استمعت الأم للضوضاء أو الموسيقى الصاخبة.
وأضاف التاجي أن الجنين يتأثر بملوثات البيئة، كالتدخين المباشر والسلبي، كما أنه يتأثر بالحالة النفسية للأم، وهي دعوة لكل الأزواج بأن يراعوا هذه المسألة، ولا بد أن يشاركوا بإيجابية للمحافظة على الحالة النفسية للأم.
واعتبر الدكتور أحمد أن الجنين يصبح في أفضال حالاته عندما تستمع الأم لترتيل القرآن الكريم، وبحسب التاجي فقد أجريت دراسة بأمريكا في تسعينيات القرن المنصرم حول "أثر ترتيل القرآن الكريم على الجنين"، وقام الباحثون بتقسيم الأمهات إلى أربع مجموعات: مسلمات ويعرفن اللغة العربية، مسلمات ولا يعرفن اللغة العربية، غير مسلمات ويعرفن اللغة العربية، وغير مسلمات ولا يعرفن اللغة العربية، وخلصت الدراسة إلى أن هناك تحسنا كبيرا في حركة ونبض الجنين في هذه المجموعات الأربع.
المثيرات الخارجية للجنين
من جهة أخرى، قال الدكتور الحسيني علي شلبي، اختصاصي النساء والتوليد بمستشفى الجلاء التعليمي للولادة: إن الجنين ينام ويستيقظ ويأكل ويشرب ويتنفس ويسمع ويشم ويتذوق؛ لذا يجب على الأم أن تتعامل مع جنينها على أنه شخص كامل يشعر بالبيئة الداخلية والخارجية، وتحافظ عليه كذلك من الأصوات المزعجة، وتربي إحساسه بالموسيقى اللطيفة وتجنبه الصدمات والخبطات غير المتوقعة، وتستمر عملية المتابعة تلك إلى ما بعد الولادة أيضا.
وأضاف الحسيني أن الطفل يستطيع أن يستمع لصوت أمه وهو في الرحم، ويبدأ في التعرف على إيقاعات الكلام، خاصة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وبمجرد أن يستمع إلى قطعة موسيقية، سيتذكرها ويتعرف عليها بعد الولادة.
من جانبها، أشارت الدكتورة تريز رمزي؛ اختصاصية النساء والتوليد بمستشفى الجلاء للولادة، إلى أنه من الطبيعي أن تؤثر التغيرات والتأثيرات النفسية والعصبية على نمو الطفل؛ حيث تؤثر الانفعالات العاطفية للأم على الجهاز العصبي، وبالتالي تفرز مادة الأدرينالين التي تمر من خلال المشيمة إلى الجنين، وتؤثر علية، حيث تزداد حركته.
وقد وجدت علاقة واضحة بين التأثيرات العصبية للأم، وزيادة حركة الجنين، وتؤدي انفعالات الأم العصبية إلى فقدان الشهية وعدم حصولها على التغذية السليمة والراحة الكافية.
المحمول وأثرة على الجنين
وحول تأثير استخدام التليفون المحمول والموجات الكهرومغناطيسية على الجنين في فترة الحمل، أجرى فريق بحثي من المركز القومي للبحوث تحت إشراف الدكتور أسامة عزمي، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، وذلك في شهر نوفمبر 2008، وقاموا بتطبيق الدراسة على 65 سيدة كن يتحدثن في التليفون المحمول لمدة تتراوح بين 10 دقائق حتى 60 دقيقة يوميا.
وتوصلوا إلى أن السيدة التي تتحدث لمدة 15 دقيقة، تسبب زيادة في نبض جنينها بصورة ملحوظة، كما توجد علاقة طردية بين مدة التحدث في التليفون المحمول وقلة وزن الطفل بحوالي 250 جراما من الوزن المتوقع عند ولادته.
وهناك دراسة أخرى أجريت بالمركز القومي للبحوث في شهر يونيو 2005، أجراها الدكتور أسامة عزمي على 97 من السيدات الحوامل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، من أجل التعرف على تأثير التقلبات النفسية والعصبية على الأجنة، وعلى نسبة الإصابة بسكر الحمل لديهن، وتوصل إلى أن الاضطرابات النفسية والعصبية والمزاجية لدى السيدات الحوامل تؤدي إلى الإصابة بسكر الحمل.
