نقلا عن الإمام السيوطي (بدون تصرف) :
معرفة الحضري والسفري .
أمثلة الحضري كثيرة .
وأما السفري : فله أمثلة تتبعتها .
منها : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [ البقرة : 125 ] نزلت بمكة عام حجة الوداع .
فأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر ، قال : لما طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له عمر : هذا مقام أبينا إبراهيم ؟ قال : " نعم " قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فنزلت .
وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن ميمون ، عن عمر بن الخطاب : أنه مر بمقام إبراهيم فقال : يا رسول الله ، أليس نقوم مقام خليل ربنا ؟ قال : " بلى " قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فلم يلبث إلا يسيرا حتى نزلت .
وقال ابن الحصار : نزلت إما في عمرة القضاء ، أو في غزوة الفتح ، أو في حجة الوداع .
ومنها وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها [ البقرة : 189 ] الآية . روى ابن جرير ، عن الزهري أنها نزلت في عمرة الحديبية . وعن السدي أنها نزلت في حجة الوداع .
[ ص: 86 ] ومنها وأتموا الحج والعمرة لله [ البقرة : 196 ] فأخرج ابن أبي حاتم ، عن صفوان بن أمية قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - متضمخ بالزعفران ، عليه جبة ، فقال : كيف تأمرني في عمرتي ؟ فنزلت ، فقال : أين السائل عن العمرة ؟ ألق عنك ثيابك ، ثم اغتسل . . الحديث .
ومنها : فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه [ البقرة : 196 ] الآية . نزلت بالحديبية كما أخرجه أحمد ، عن كعب بن عجرة الذي نزلت فيه ، والواحدي عن ابن عباس .
ومنها : آمن الرسول [ البقرة : 285 ] الآية . قيل : نزلت يوم فتح مكة ، ولم أقف له على دليل .
ومنها : واتقوا يوما ترجعون فيه [ البقرة : 281 ] الآية . نزلت بمنى عام حجة الوداع ، فيما أخرجه البيهقي في الدلائل .
ومنها : الذين استجابوا لله والرسول [ آل عمران : 172 ] الآية . أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس أنها نزلت بحمراء الأسد .
ومنها : آية التيمم في النساء [ 43 ] . أخرج ابن مردويه ، عن الأسلع بن شريك : أنها نزلت في بعض أسفار النبي .
ومنها : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها [ النساء : 58 ] نزلت يوم الفتح في [ ص: 87 ] جوف الكعبة ، كما أخرجه سنيد في تفسيره ، عن ابن جريج ، وأخرجه ابن مردويه ، عن ابن عباس .
ومنها : وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة [ النساء : 102 ] الآية ، نزلت بعسفان بين الظهر والعصر ، كما أخرجه أحمد ، عن أبي عياش الزرقي .
ومنها : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة [ النساء : 176 ] أخرج البزار وغيره ، عن حذيفة أنها نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير له .
ومنها : أول المائدة ، أخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن أسماء بنت يزيد : أنها نزلت بمنى . وأخرج في الدلائل عن أم عمرو ، عن عمها : أنها نزلت في مسير له .
وأخرج أبو عبيدة ، عن محمد بن كعب ، قال : نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة .
ومنها : اليوم أكملت لكم دينكم [ المائدة : 3 ] في الصحيح عن عمر : أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع ، وله طرق كثيرة ، لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ، أنها نزلت يوم غدير خم .
وأخرج مثله من حديث أبي هريرة ، وفيه : أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، مرجعه من حجة الوداع ، وكلاهما لا يصح .
[ ص: 88 ] ومنها : آية التيمم فيها ، في الصحيح عن عائشة أنها نزلت بالبيداء ، وهم داخلون المدينة . وفي لفظ : " البيداء أو بذات الجيش " .
قال ابن عبد البر في التمهيد : يقال إنه كان في غزوة بني المصطلق ، وجزم به في الاستذكار ، وسبقه إلى ذلك ابن سعد وابن حبان ، وغزوة بني المصطلق هي غزوة المريسيع . واستبعد ذلك بعض المتأخرين ، قال : لأن المريسيع من ناحية مكة بين قديد والساحل ، وهذه القصة من ناحية خيبر ; لقول عائشة بالبيداء أو بذات الجيش ، وهما بين المدينة وخيبر ، كما جزم به النووي ، لكن جزم ابن التين بأن البيداء هي ذو الحليفة .
وقال أبو عبيد البكري : البيداء هو الشرف الذي قدام ذي الحليفة من طريق مكة ، قال : وذات الجيش من المدينة على بريد .
ومنها : ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم [ المائدة : 11 ] الآية . أخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : ذكر لنا أنها نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ببطن نخل ، في الغزوة السابعة ، حين أراد بنو ثعلبة وبنو محارب أن يفتكوا به ، فأطلعه الله على ذلك .
ومنها : والله يعصمك من الناس [ المائدة : 67 ] . في صحيح ابن حبان : عن أبي هريرة : أنها نزلت في السفر .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن جابر : أنها نزلت في ذات الرقاع بأعلى نخل في غزوة بني أنمار .
ومنها : أول الأنفال ، نزلت ببدر عقب الواقعة ، كما أخرجه أحمد عن سعد بن أبي وقاص .
[ ص: 89 ] ومنها : إذ تستغيثون ربكم [ الأنفال : 9 ] الآية . نزلت ببدر أيضا كما أخرجه الترمذي عن عمر .
ومنها : الذين يكنزون الذهب [ التوبة : 34 ] الآية ، نزلت في بعض أسفاره ، كما أخرجه أحمد عن ثوبان .
ومنها قوله : لو كان عرضا قريبا [ التوبة : 42 ] الآيات ، نزلت في غزوة تبوك ، كما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس .
ومنها : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب [ التوبة : 56 ] . نزلت في غزوة تبوك ، كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر .
ومنها : ما كان للنبي والذين آمنوا [ التوبة : 113 ] الآية . أخرج الطبراني وابن مردويه ، عن ابن عباس أنها نزلت لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معتمرا وهبط من ثنية عسفان ، فزار قبر أمه ، واستأذن في الاستغفار لها .
ومنها : خاتمة النحل ، أخرج البيهقي في الدلائل والبزار ، عن أبي هريرة : أنها نزلت بأحد والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف على حمزة حين استشهد .
وأخرج الترمذي والحاكم ، عن أبي بن كعب : أنها نزلت يوم فتح مكة .
[ ص: 90 ] ومنها : وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها [ الإسراء : 76 ] أخرج أبو الشيخ ، والبيهقي في الدلائل من طريق شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم : أنها نزلت في تبوك .
ومنها : أول الحج ، أخرج الترمذي والحاكم ، عن عمران بن حصين ، قال : لما نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - : ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إلى قوله : ولكن عذاب الله شديد [ الحج : 1 - 2 ] أنزلت عليه هذه وهو في سفر . . . . الحديث .
وعند ابن مردويه من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أنها نزلت في مسيره في غزوة بني المصطلق .
ومنها : هذان خصمان [ الحج : 19 ] الآيات . قال القاضي جلال الدين البلقيني : الظاهر أنها نزلت يوم بدر وقت المبارزة لما فيه من الإشارة ب هذان .
ومنها أذن للذين يقاتلون [ الحج : 39 ] الآية ، أخرج الترمذي ، عن ابن عباس ، قال : [ ص: 91 ] لما أخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم ليهلكن ، فنزلت .
قال ابن الحصار : واستنبط بعضهم من هذا الحديث أنها أنزلت في سفر الهجرة .
ومنها : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل [ الفرقان : 45 ] الآية . قال ابن حبيب : نزلت بالطائف ولم أقف له على مستند .
ومنها : إن الذي فرض عليك القرآن [ القصص : 85 ] نزلت بالجحفة في سفر الهجرة ، كما أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك .
ومنها : أول الروم ، روى الترمذي عن أبي سعيد ، قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس ، فأعجب ذلك المؤمنين ، فنزلت الم غلبت الروم إلى قوله ( بنصر الله ) [ الروم : 1 - 5 ] قال الترمذي : غلبت الروم ، يعني بالفتح .
[ ص: 92 ] ومنها : واسأل من أرسلنا من قبلك من الآية [ الزخرف : 45 ] قال ابن حبيب : نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء .
ومنها : وكأين من قرية هي أشد قوة [ محمد : 13 ] الآية . قال السخاوي في " جمال القراء " : قيل : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما توجه مهاجرا إلى المدينة ، وقف فنظر إلى مكة وبكى ، فنزلت .
ومنها : سورة الفتح ، أخرج الحاكم وغيره ، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ، قالا : نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية ، من أولها إلى آخرها . وفي المستدرك أيضا من حديث مجمع بن جارية : أن أولها نزل بكراع الغميم .
[ ص: 93 ] ومنها : ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى [ الحجرات : 13 ] الآية . أخرج الواحدي ، عن ابن أبي مليكة : أنها نزلت بمكة يوم الفتح ، لما رقي بلال على ظهر الكعبة وأذن ، فقال بعض الناس : أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة ؟ !
ومنها : ( سيهزم الجمع ) [ القمر : 45 ] الآية ، قيل : إنها نزلت يوم بدر حكاه ابن الفرس ، وهو مردود ، لما سيأتي في النوع الثاني عشر ، ثم رأيت عن ابن عباس ما يؤيده .
ومنها : قال النسفي : قوله : ثلة من الأولين [ الواقعة : 13 ] ، وقوله : أفبهذا الحديث أنتم مدهنون [ الواقعة : 81 ] نزلتا في سفره - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة . ولم أقف له على مستند .
ومنها : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [ الواقعة : 82 ] أخرج ابن أبي حاتم من طريق يعقوب بن مجاهد أبي حرزة قال : نزلت في رجل من الأنصار في غزوة تبوك لما نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يحملوا من مائها شيئا ، ثم ارتحل ، ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء ، فشكوا ذلك ، فدعا ، فأرسل الله سحابة ، فأمطرت عليهم حتى استقوا منها ، فقال رجل من المنافقين : إنما مطرنا بنوء كذا ، فنزلت .
ومنها : آية الامتحان : ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن [ الممتحنة : 10 ] الآية . أخرج ابن جرير ، عن الزهري : أنها نزلت بأسفل الحديبية .
[ ص: 94 ] ومنها : سورة " المنافقون " أخرج الترمذي عن زيد بن أرقم : أنها نزلت ليلا في غزوة تبوك . وأخرج عن سفيان أنها في غزوة بني المصطلق . وبه جزم ابن إسحاق وغيره .
ومنها : سورة المرسلات ، أخرج الشيخان ، عن ابن مسعود قال : بينما نحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار بمنى إذ نزلت عليه : ( والمرسلات ) . . الحديث .
ومنها : سورة المطففين أو بعضها ، حكى النسفي وغيره : أنها نزلت في سفر الهجرة قبل دخوله - صلى الله عليه وسلم - المدينة .
ومنها : أول سورة " اقرأ " نزل بغار حراء ، كما في الصحيحين .
ومنها : سورة الكوثر . أخرج ابن جرير ، عن سعيد بن جبير : أنها نزلت يوم الحديبية وفيه نظر .
[ ص: 95 ] ومنها : سورة النصر ، أخرج البزار والبيهقي في الدلائل : عن ابن عمر قال : أنزلت هذه السورة : إذا جاء نصر الله والفتح على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوسط أيام التشريق ، فعرف أنه الوداع ، فأمر بناقته القصواء ، فرحلت ، ثم قام فخطب الناس ، فذكر خطبته المشهورة .
معرفة الحضري والسفري .
أمثلة الحضري كثيرة .
وأما السفري : فله أمثلة تتبعتها .
منها : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [ البقرة : 125 ] نزلت بمكة عام حجة الوداع .
فأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر ، قال : لما طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له عمر : هذا مقام أبينا إبراهيم ؟ قال : " نعم " قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فنزلت .
وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن ميمون ، عن عمر بن الخطاب : أنه مر بمقام إبراهيم فقال : يا رسول الله ، أليس نقوم مقام خليل ربنا ؟ قال : " بلى " قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فلم يلبث إلا يسيرا حتى نزلت .
وقال ابن الحصار : نزلت إما في عمرة القضاء ، أو في غزوة الفتح ، أو في حجة الوداع .
ومنها وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها [ البقرة : 189 ] الآية . روى ابن جرير ، عن الزهري أنها نزلت في عمرة الحديبية . وعن السدي أنها نزلت في حجة الوداع .
[ ص: 86 ] ومنها وأتموا الحج والعمرة لله [ البقرة : 196 ] فأخرج ابن أبي حاتم ، عن صفوان بن أمية قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - متضمخ بالزعفران ، عليه جبة ، فقال : كيف تأمرني في عمرتي ؟ فنزلت ، فقال : أين السائل عن العمرة ؟ ألق عنك ثيابك ، ثم اغتسل . . الحديث .
ومنها : فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه [ البقرة : 196 ] الآية . نزلت بالحديبية كما أخرجه أحمد ، عن كعب بن عجرة الذي نزلت فيه ، والواحدي عن ابن عباس .
ومنها : آمن الرسول [ البقرة : 285 ] الآية . قيل : نزلت يوم فتح مكة ، ولم أقف له على دليل .
ومنها : واتقوا يوما ترجعون فيه [ البقرة : 281 ] الآية . نزلت بمنى عام حجة الوداع ، فيما أخرجه البيهقي في الدلائل .
ومنها : الذين استجابوا لله والرسول [ آل عمران : 172 ] الآية . أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس أنها نزلت بحمراء الأسد .
ومنها : آية التيمم في النساء [ 43 ] . أخرج ابن مردويه ، عن الأسلع بن شريك : أنها نزلت في بعض أسفار النبي .
ومنها : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها [ النساء : 58 ] نزلت يوم الفتح في [ ص: 87 ] جوف الكعبة ، كما أخرجه سنيد في تفسيره ، عن ابن جريج ، وأخرجه ابن مردويه ، عن ابن عباس .
ومنها : وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة [ النساء : 102 ] الآية ، نزلت بعسفان بين الظهر والعصر ، كما أخرجه أحمد ، عن أبي عياش الزرقي .
ومنها : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة [ النساء : 176 ] أخرج البزار وغيره ، عن حذيفة أنها نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير له .
ومنها : أول المائدة ، أخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن أسماء بنت يزيد : أنها نزلت بمنى . وأخرج في الدلائل عن أم عمرو ، عن عمها : أنها نزلت في مسير له .
وأخرج أبو عبيدة ، عن محمد بن كعب ، قال : نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة .
ومنها : اليوم أكملت لكم دينكم [ المائدة : 3 ] في الصحيح عن عمر : أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع ، وله طرق كثيرة ، لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ، أنها نزلت يوم غدير خم .
وأخرج مثله من حديث أبي هريرة ، وفيه : أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، مرجعه من حجة الوداع ، وكلاهما لا يصح .
[ ص: 88 ] ومنها : آية التيمم فيها ، في الصحيح عن عائشة أنها نزلت بالبيداء ، وهم داخلون المدينة . وفي لفظ : " البيداء أو بذات الجيش " .
قال ابن عبد البر في التمهيد : يقال إنه كان في غزوة بني المصطلق ، وجزم به في الاستذكار ، وسبقه إلى ذلك ابن سعد وابن حبان ، وغزوة بني المصطلق هي غزوة المريسيع . واستبعد ذلك بعض المتأخرين ، قال : لأن المريسيع من ناحية مكة بين قديد والساحل ، وهذه القصة من ناحية خيبر ; لقول عائشة بالبيداء أو بذات الجيش ، وهما بين المدينة وخيبر ، كما جزم به النووي ، لكن جزم ابن التين بأن البيداء هي ذو الحليفة .
وقال أبو عبيد البكري : البيداء هو الشرف الذي قدام ذي الحليفة من طريق مكة ، قال : وذات الجيش من المدينة على بريد .
ومنها : ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم [ المائدة : 11 ] الآية . أخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : ذكر لنا أنها نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ببطن نخل ، في الغزوة السابعة ، حين أراد بنو ثعلبة وبنو محارب أن يفتكوا به ، فأطلعه الله على ذلك .
ومنها : والله يعصمك من الناس [ المائدة : 67 ] . في صحيح ابن حبان : عن أبي هريرة : أنها نزلت في السفر .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن جابر : أنها نزلت في ذات الرقاع بأعلى نخل في غزوة بني أنمار .
ومنها : أول الأنفال ، نزلت ببدر عقب الواقعة ، كما أخرجه أحمد عن سعد بن أبي وقاص .
[ ص: 89 ] ومنها : إذ تستغيثون ربكم [ الأنفال : 9 ] الآية . نزلت ببدر أيضا كما أخرجه الترمذي عن عمر .
ومنها : الذين يكنزون الذهب [ التوبة : 34 ] الآية ، نزلت في بعض أسفاره ، كما أخرجه أحمد عن ثوبان .
ومنها قوله : لو كان عرضا قريبا [ التوبة : 42 ] الآيات ، نزلت في غزوة تبوك ، كما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس .
ومنها : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب [ التوبة : 56 ] . نزلت في غزوة تبوك ، كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر .
ومنها : ما كان للنبي والذين آمنوا [ التوبة : 113 ] الآية . أخرج الطبراني وابن مردويه ، عن ابن عباس أنها نزلت لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معتمرا وهبط من ثنية عسفان ، فزار قبر أمه ، واستأذن في الاستغفار لها .
ومنها : خاتمة النحل ، أخرج البيهقي في الدلائل والبزار ، عن أبي هريرة : أنها نزلت بأحد والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف على حمزة حين استشهد .
وأخرج الترمذي والحاكم ، عن أبي بن كعب : أنها نزلت يوم فتح مكة .
[ ص: 90 ] ومنها : وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها [ الإسراء : 76 ] أخرج أبو الشيخ ، والبيهقي في الدلائل من طريق شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم : أنها نزلت في تبوك .
ومنها : أول الحج ، أخرج الترمذي والحاكم ، عن عمران بن حصين ، قال : لما نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - : ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إلى قوله : ولكن عذاب الله شديد [ الحج : 1 - 2 ] أنزلت عليه هذه وهو في سفر . . . . الحديث .
وعند ابن مردويه من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أنها نزلت في مسيره في غزوة بني المصطلق .
ومنها : هذان خصمان [ الحج : 19 ] الآيات . قال القاضي جلال الدين البلقيني : الظاهر أنها نزلت يوم بدر وقت المبارزة لما فيه من الإشارة ب هذان .
ومنها أذن للذين يقاتلون [ الحج : 39 ] الآية ، أخرج الترمذي ، عن ابن عباس ، قال : [ ص: 91 ] لما أخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم ليهلكن ، فنزلت .
قال ابن الحصار : واستنبط بعضهم من هذا الحديث أنها أنزلت في سفر الهجرة .
ومنها : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل [ الفرقان : 45 ] الآية . قال ابن حبيب : نزلت بالطائف ولم أقف له على مستند .
ومنها : إن الذي فرض عليك القرآن [ القصص : 85 ] نزلت بالجحفة في سفر الهجرة ، كما أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك .
ومنها : أول الروم ، روى الترمذي عن أبي سعيد ، قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس ، فأعجب ذلك المؤمنين ، فنزلت الم غلبت الروم إلى قوله ( بنصر الله ) [ الروم : 1 - 5 ] قال الترمذي : غلبت الروم ، يعني بالفتح .
[ ص: 92 ] ومنها : واسأل من أرسلنا من قبلك من الآية [ الزخرف : 45 ] قال ابن حبيب : نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء .
ومنها : وكأين من قرية هي أشد قوة [ محمد : 13 ] الآية . قال السخاوي في " جمال القراء " : قيل : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما توجه مهاجرا إلى المدينة ، وقف فنظر إلى مكة وبكى ، فنزلت .
ومنها : سورة الفتح ، أخرج الحاكم وغيره ، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ، قالا : نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية ، من أولها إلى آخرها . وفي المستدرك أيضا من حديث مجمع بن جارية : أن أولها نزل بكراع الغميم .
[ ص: 93 ] ومنها : ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى [ الحجرات : 13 ] الآية . أخرج الواحدي ، عن ابن أبي مليكة : أنها نزلت بمكة يوم الفتح ، لما رقي بلال على ظهر الكعبة وأذن ، فقال بعض الناس : أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة ؟ !
ومنها : ( سيهزم الجمع ) [ القمر : 45 ] الآية ، قيل : إنها نزلت يوم بدر حكاه ابن الفرس ، وهو مردود ، لما سيأتي في النوع الثاني عشر ، ثم رأيت عن ابن عباس ما يؤيده .
ومنها : قال النسفي : قوله : ثلة من الأولين [ الواقعة : 13 ] ، وقوله : أفبهذا الحديث أنتم مدهنون [ الواقعة : 81 ] نزلتا في سفره - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة . ولم أقف له على مستند .
ومنها : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [ الواقعة : 82 ] أخرج ابن أبي حاتم من طريق يعقوب بن مجاهد أبي حرزة قال : نزلت في رجل من الأنصار في غزوة تبوك لما نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يحملوا من مائها شيئا ، ثم ارتحل ، ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء ، فشكوا ذلك ، فدعا ، فأرسل الله سحابة ، فأمطرت عليهم حتى استقوا منها ، فقال رجل من المنافقين : إنما مطرنا بنوء كذا ، فنزلت .
ومنها : آية الامتحان : ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن [ الممتحنة : 10 ] الآية . أخرج ابن جرير ، عن الزهري : أنها نزلت بأسفل الحديبية .
[ ص: 94 ] ومنها : سورة " المنافقون " أخرج الترمذي عن زيد بن أرقم : أنها نزلت ليلا في غزوة تبوك . وأخرج عن سفيان أنها في غزوة بني المصطلق . وبه جزم ابن إسحاق وغيره .
ومنها : سورة المرسلات ، أخرج الشيخان ، عن ابن مسعود قال : بينما نحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار بمنى إذ نزلت عليه : ( والمرسلات ) . . الحديث .
ومنها : سورة المطففين أو بعضها ، حكى النسفي وغيره : أنها نزلت في سفر الهجرة قبل دخوله - صلى الله عليه وسلم - المدينة .
ومنها : أول سورة " اقرأ " نزل بغار حراء ، كما في الصحيحين .
ومنها : سورة الكوثر . أخرج ابن جرير ، عن سعيد بن جبير : أنها نزلت يوم الحديبية وفيه نظر .
[ ص: 95 ] ومنها : سورة النصر ، أخرج البزار والبيهقي في الدلائل : عن ابن عمر قال : أنزلت هذه السورة : إذا جاء نصر الله والفتح على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوسط أيام التشريق ، فعرف أنه الوداع ، فأمر بناقته القصواء ، فرحلت ، ثم قام فخطب الناس ، فذكر خطبته المشهورة .