أبو الطيب الرُّندي :
هو شاعر الأندلس وأديبها في زمانه ، وصاحب مرثيتها المشهورة ، صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن على بن شريف النِّفري الرُّندي ، نسبةً إلى رُنْدَة بضم الراء وسكون النون وفتح الدال(1) إحدى مدن الأندلس الواقعة في الجزء الجنوبي من الأندلس – أسبانيا اليوم – .
وأما عن كنبته فقد أُختلف فيها فعند لسان الدين بن الخطيب في كتابه " الإحاطة في أخبار غرناطة " أبو الطيب ، وعند المُقرّي في " نفح الطيب " (2) أبو البقاء وبها اشتهر ، إلاَّ أن الأرجح والصحيح أن كنيته " أبو الطيب " لقُرب زمان لسان الدين بن الخطيب منه ، وذلك أن أبي الطيب من وفيات سنة ( 684 هـ ) ، ولسان الدين من وفيات سنة ( 776 هـ) ، كذلك المصادر التي نقل منها لسان الدين قريبة من عصر الرندي ، كما أنه لم يُشير إلى خلاف في كنيته خلال ما نقل ، حتى قال في أخر ترجمته : " نقلت من خط صاحبنا الفقيه المؤرخ أبي الحسن بن الحسن قال : أنشدني القاضي الفاضل أبو الحجاج يوسف بن موسى بن سليمان المنتشافري ، قال : أنشدني القاضي الفاضل أبو القاسم ابن الوزير أبي الحجاج ابن الحُقالة ، قال : أنشدني الأديب أبو الطيب صالح بن أبي خالد يزيد بن صالح بن شريف الرُّندي ... الخ " وهذا دليل قوي على شهرته بأبي الطيب ، وليس بأبي البقاء كما ذكر المُقرَّي والله أعلم .
قال ابن الخطيب في كتابه " الإحاطة في أخبار غرناطة " : " إن مولده في محرم سنة إحدى وستمائة " ونقل عن ابن عبد الملك المُراكشي انه قال : " كان خاتمة الأدباء بالأندلس بارع التصرف في منظوم الكلام ومنثوره ، فقيهاً حافظاً ، فرضياً ، متقنناً في معارف شتى ، نبيل القصد متواضعاً مقتصداً في أحواله ، وله مقامات بديعة في أغراض شتى " ثم نقل عن ابن الزبير قوله : " وكان في الجملة معدوداً في أهل الخير وذوي الفضل ، والدين تكرر لقائي إياه ، ولقد أقام بمالقة(3) أشهراً أيام إقرائي ، وكان لا يفارق مجلس إقرائي ، وأنشدني كثيراً من شعره .. " وقيل انه تولى القضاء ، ويبدو انه على المذهب المالكي مذهب أهل بلده وهو المشهور بالأندلس ، وبلاد المغرب(4) .
مؤلفاته :
وأما مؤلفاته فكان - رحمه الله – له مشاركة في التأليف وإن كانت قليلة ، ولعل سبب ذلك اشتغاله بالقضاء . ذكر ابن الخطيب أنه ألف " جزءاً على حديث جبريل " ، وتصنيفاً في الفرائض وأعمالها ، وآخر في العروض ، وآخر في صنعة الشعر سماه " الوافي في علم القوافي " وله كتاب كبير سماه " روضة الأندلس ونزهة النفس " نقل منه ابن الخطيب في الإِحاطة عدة أوراق(5).
شعره :
وأما شعره فكان أبو الطيب من أفاضل العلماء بالأندلس ، ومن شعرائها له قصائد طنانة ونظم رائق في وصف العقل ، و البحر ، وغير ذلك تدل على رفيع أدبه ، وجزالة شعره منها قوله في وصف الجيش ، وأبطال المسلمين ، وذل الكفر ، والكافرين :
وكتيبة بالدَّارعين كثيفة * * * جرَّت ذيول الجحفل الجرار
روضُ المنايا بينها القُضُب التي * * * زُفَّت بها الرَّايات كالأَزهار
فيها الكُماة بنو الكُماة كأَنهم * * * أُسد الشَّرى بين القنا الخَطّار
مُتهلِّلين لدى اللِّقاء كأَنهم * * * خُلِقت وجوههم من الأَقمار
من كلِّ ليثٍ فوق برقٍ * * * خاطف بيمينه قدرٌ من الأَقدار
من كلِّ ماضٍ قد تقلَّد مثله * * * فيصُيبَّ آجالاً على الأَعمار
لبسوا القلوب على الدروع * * * وأَسرعـوا لأكفِّهم ناراً لأهل النار
وتقدموا ولهم على أعدائهم * * * حُنقُ العِدا وحميَّةُ الأنصار
فارتاع ناقوس بخلع لِسانه * * * وبكى الصَّليب لِذلَّة الكفار
ثم انثنوا عنه وعن عُبّادهِ * * * وقد اْصبحوا خبراً من الأخبار
وله شعر جميل في وصف العقل ، والغربة في ثلاثة أبيات :
ما أحسن العقل وآثاره * * * لو لازم الإنسان إيثارهُ
يصون بالعقل الفتى نفسه * * * كما يصون الحر أسرارهُ
لاسيما إن كان في غُربةٍ * * * يحتاج أن يُعرف مقدارُه
وله في وصف البحر ، والأنهار ، وما في معنى ذلك قوله :
البحر أعظم مما أنت تحسبه * * * من لم ير البحر يوماً ما رأى عجبا
طام له حَبَبٌ طاف على زورقٍ * * * مثل السماء إذا ما ملئت شُهُبا
وله في المحاكمة بين السيف ، والقلم وهما مما اختلف بينهما الأُدباء قديماً ، ويبدو من خلال أبياته انه يرجح التساوي فقال :
تفاخر السيف فيما قيل والقلم * * * والفضل بينهم لاشك منفهمُ
كلاهما شرَّف الله درَّهُما * * * وحبَّذا الخُطّتان الحُكم والحَكمُ
وله أيضاً في وصف الريحان :
وأخضر فستقي اللون غضٌّ * * * يروق بحسن منظره العُيونا
أغار على الترنج وقد حكاه * * * وزاد على اسمه ألفاً ونونا
وله في وصف ثمرة الرمان :
لله رمانةٌ قد راق منظرها * * * فمِثلُها ببديع الحسن منعُوتُ
القشر حق لها قد ضمَّ داخلها * * * والشحم قطنٌ والحب ياقوتُ
وقال يصف الجزر في بيت واحد :
إن قلت قصبٌ فقل قصب بلا * * * زهر أو قلتُ شمعٌ فقل شمع بلا لهب
وقال في أخوة السوء ، والصحبة المزيفة التي تتلاشى عند الحاجة ولا تدوم عند النائبات ، - وهذا حال الحب في غير الله - :
ليس الأُخوةٍ باللسان أُخُوَّة * * * فإذا تُراد أخوَّتي لا تنفعُ
لا أنت في الدنيا تُفرج كربة * * * عنِّي ولا يوم القيامة تشفعُ
وله في نفس المعنى أيضاً يصور حقيقة الصديق حينما يُختبر في المعاملة المالية التي سوف تكشف حقيقة أمره :
ولقد عرفت الدهر حين خبرتهُ * * * وبلوت بالحاجات أهل زماني
فإذا الأخوة باللسان كثيرةٌ * * * وإذا الدَّراهم مَيلقَ الإخوانِ(6)
المرثيته :
لا شك أن مرثية أبي الطيب في الأندلس من أجمل ما قيل في رثاء بلاد المسلمين ، وهي في الحقيقة لا تعني فقط الأندلس بعينها - وإن كانت أبياتها تذكر معالم الأندلس – ، بل تعني كل بلد من بلاد المسلمين سُلبت من بين أيدي أهلها ، كما حدث لكثير من البلاد الإسلامية التي استولى عليها النصارى ، مثل جزيرة صقلية(7) التي فتحت في أيام الدولة العباسية ، على يد القاضي أسد بن الفرات – رحمه الله - سنة ( 212 هـ ) ، وبقي الإسلام فيها مدة إلى أن تغلب النصارى عليها ، أو البلاد التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية أيام خلافتها مثل دول البلقان وما جاورها ، وغيرها من جزر بحر إيجة(8) ، وكل هذا حصل لما غيّر الناس وبدلوا في دين الله بأهوائهم ، واشتغلوا بالملذات ، وللهو وهذا أيضاً ما قالهُ واعترف به ابن الكموني أبو الحسن علي بن عبد الجبار الكاتب ، في سبب فقدان صقلية حينما رثاها - فحال أهل صقلية لا يقل عن حال أهل الأندلس - :
قد كانت الدار وكنا بها * * * في ظل عيش ناعم رطبِ
مدّ عليها الأمن أستارهُ * * * فسار ذكرها مع الركبِ
لم يشكروا نعمة ما خُوِّلُوا * * * فبُدِّلُوا المِلح من العذبِ(9)
وصدق الله تعالى القائل : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم }[ الرعد / 11 ] .
والمتأمل لقصيدة أبي الطيب الرندي يتضح له أنها قصيدة ملحمية تمثل المرحلة التاريخية التي عاشها أهل الأندلس خير تمثيل ، وإن كان في الحقيقة سقوط الأندلس ، خبرها مدوياً في الأمة الإسلامية ومزعجاً ، فهي التي كانت تنتظر نصراً موزراً ، وفتحاً مبيناً إذا بها تتجرع كأس الهزيمة ، وفقد الأندلس بعد أن بقي الإسلام فيها قرون طويلة منذ أن فُتحت على يد طارق بن زياد ، وموسى بن نصير - رحمهم الله - سنة ( 92 هـ ) إلى أن حل بها ما حل .
ولكن الأمة - بحمد الله وتوفيقه - أبت إلاَّ أن يكون لها نصيب في أوروبا النصرانية ، فقبل أن يفقد المسلمون الأندلس في غرب أوروبا سنة ( 897 هـ ) كان العثمانيون قد فتحوا القسطنطينية في الجهة الشرقية من أوروبا سنة ( 857 هـ ) ، وبدئوا يتوغلون فيها حتى استولوا على مساحة كبيرة من الأراضي قد تكون أكبر من حجم الأندلس ، بثوا فيها الإسلام الذي بشر به وبنبيه المسيح - عليه السلام – , بين هؤلاء النصارى المشركين .
ومن أجل أن لا نبعد عن موضوع النونية , فللأسف الشديد من خلال تتبعنا لترجمة أبي الطيب ، لم نجد ذكر للمرثية سوى في " نفح الطيب " فقط ، والغريب أن لسان الدين بن الخطيب ذكر كثيراً من أشعار الرندي ، وترجم له في " الإحاطة " بترجمة مطولة ، ولم يذكر النونية فما ندري ما سبب ذلك ! .
ولم يبقى الآن إلا أن نستعرض أبيات المرثية ونبقى مع الرندي في نونيته فيقول :
لكل شيء إذا ماتم نقصانُ * * * فلا يُغرُّ بطِيب العـيشِ إنسـانُ
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ * * * من سره زمن ساءتهُ أزمــانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد * * * ولا يدوم على حالٍ لهـا شــانُ
تُمزق الدهر حتماً كل سابغةٍ * * * إذا نبت مشرفيـّاتٌ وخُرصـانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ * * * كان ابن ذي يزَن والغمدَ غمدانُ
أين الملوك ذوي التيجانِ من يمنٍ * * * وأين منهم أكليــلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شادهُ شدادُ في إرمٍ * * * وأين ما ساسهُ في الفُـرسِ ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارُونُ من ذهبٍ * * * وأين عادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ ؟
أتى على الكُلِّ أمرٍ لا مردّ َلهُ * * * حتى قضوا فكأنَّ القوم ما كانُـوا
وصار ما كان من مُلكٍ ومن مَلكٍِِِ * * *كما حكى عن خيالِ الطّيفِ وسنانُ
دارَ الزّمانُ على دارا وقاتلـهِ * * * وأمَّ كسـرى فمـا آواه إيـوانُ
كأنما الصعبُ لم يسهُل لهُ سببُ * * * يوماً ولا مَلكَ الدُّنيـا سُليمـانُ
فجائعُ الدَّهر أنـواعٌ مُنوَّعـةٌ * * * ولِلزمـانِ مسـرَّاتٌ وأحــزانُ
وللحوادثِ سلـوَانٌ يُسهلُهـا * * * وما لما حـلَّ بالإسـلام سُلـوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له * * * هوى لـه أُحدٌ وأنهد ثهـلانُ(10)
أصابها العينُ في الإسلام فارتَزأت * * * حتى خلَت منه أقطار وبُلـدانُ
فأسأل بلنسية ما شأنُ مُرسيةً * * * وأيـن شاطبـة أم أيـن جيـَّـانُ
وأين قرطبةٌ دار العلوم فكـم * * * من عالـمٍ قد سمـا فيها له شـانُ
وأين حمصُ(11)وما تحويه من نزهٍ * * * ونهرهُا العذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركان البلاد فمـا * * * عسى البقاءُ إذا لـم تبـق أركـانُ
تبكي الحنفية البيضاء من أسفٍ * * * كما بكى لفراق الإلـف هيمـانُ
على ديار من الإسلام خاليـة * * * قد أقفرت ولها بالكفـر عُمـرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائس ما * * * فيهنَّ إلا نواقيـسٌ و صلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ * * * حتى المنابرُ تبكي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهر موعضةٌ * * * إن كنت في سِنةٍ فالدهرُ يقضانُ
وماشياً مرحاً يلهيـه موطنـهُ * * * أبعد حمصٍ تغرُّ المـرء أوطـانُ
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمهـا * * * وما لها من طول الدهرِ نسيـانُ
يا راكبين عِتاق الخيل ضامرةً * * * كأنها في مجال السبـقِ عقبـانُ
وحاملين سيُوف الهندِ مرهفـةُ * * * كأنها في ظلام النقـع نيـرانُ
وراتعين وراء البحر في دعـةٍ * * * لهم بأوطانهم عـزٌّ وسلطـانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلـسٍ * * * فقد سرى بحديثِ القوم رُكبـانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم * * * قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ ؟
ماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ * * * وأنتم يا عبـاد اللـه إخـوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لهـا هِــممٌ * * * أما على الخيرِ أنصارٌ وأعـوانُ
يا من لذلة قومٍ بعد عزِّهــمُ * * * أحـال حالهـمْ جـورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم * * * واليوم هم في بلاد الكفرِّ عبدانُ !
فلو تراهم حيارى لا دليل لهـمْ * * * عليهمُ من ثيابِ الـذلِ ألـوانُ
يا ربَّ أمّ وطفل حيل بينهمـا * * * كمـا تفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت * * * كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودها العِلجُ(12)للمكروه مُكرهةً * * * والعينُ باكيةُ والقلب حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ * * * إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ(13)
قال المقري : " انتهت القصيدة الفريدة ويوجد بأيدي الناس زيادات فيها ذكر غرناطة ، وبسطة(14) ، وغيرهما مما أخد من البلاد بعد موت صالح بن شريف ، وما اعتمدته منها نقلته من خط من يوثق به على ما كتبته ، ومن له أدنى ذوق علم أن ما يزيدون فيها من الأبيات ليست تقاربها في البلاغة ، وغالب ظني أن تلك الزيادة لما أخذت غرناطة وجميع بلاد الأندلس ، إذ كان أهلها يستنهضون هِمم الملوك بالمشرق ، والمغرب فكأن بعضهم لما أعجبته قصيدة صالح بن شريف زاد فيها تلك الزيادات "(15) .
توفي أبو الطيب الرُّندي – رحمه الله - سنة أربع وثمانين وستمائة ( 684) للهجرة النبوية الشريفة .
هذا ما تيسر جمعه من سيرة أبي الطيب الرُندي ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
-----------------------------------
1/ هكذا ضبطها القلقشندي في صبح الأعشى 5/ 220 .
2/ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 4/488 .
3/ مالقة : بفتح اللام والقاف كلمة أعجمية مدينة بالأندلس عامرة من أعمال رية سورها على شاطىء البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم عزيز بن محمد اللخمي المالقي وسليمان المعافري المالقي . معجم البلدان 5 /45 .
4/ لم تذكر المصادر التي رجعنا إليه أن أبي الطيب تولى القضاء ولكن محقق الإحاطة الأستاذ محمد عبد الله عنان ذكر أنه ظهر له ذلك بعد مطالعة مؤلفات الرندي المخطوطة . الإحاطة في أخبار غرناطة 3/ 360 .
5/ الإحاطة في أخبار غرناطة 3/ 360 .
6/ ومَيلقَ : امَّلَسَ كانملق ومنِّي أُفلِت . القاموس المحيط , الفيروزابادي .
7/ صقلية : جزيرة كبيرة قريبه لرأس الحذاء الإيطالية وهي تابعة لها اليوم ، خرج منها الإسلام بالكلية سنة (484 هـ ) بعد أن كانت كل الجزيرة بيد المسلمين ، وفيها مساجد ومعالم حضارية من أثار المسلمين تدل على ما وصل إليه المسلمين في العمارة الإسلامية التي تقارب الحضارة الأندلسية .
8/ بحر إيجه : جزء من البحر الأبيض المتوسط تحيط به تركيا واليونان وهو الممر إلى بحر مرمرة ومضيق البوسفور . به جزر كثيرة كانت تحت الحكم العثماني وهي اليوم اغلبها تابعة لليونان . راجع على سبيل المثال " تاريخ الدولة العلية العثمانية " لمحمد فريد بك .
9/ الدرة الخطيرة في شعراء أهل الجزيرة , لابن القطاع الصقلي , ص 118 .
10/ أحد : الجبل المعروف بالمدينة ، وثهلان جبل قال عنه البكري في معجم مستعجم ج1 ص347 : هو جبل باليمن ( إلى أن قال ) ولضخم هذا الجبل تضرب به العرب المثل في الثِقل . والشاعر في هذا البيت يصور عِظم المصيبة على المسلمين بهذا الحدث .
11/ حِمص هذه غير حمص الشام . قال ياقوت الحموي : وحمص أيضاً بالأندلس وهم يسمون مدينة اشبيلية حمص وذلك أن بني أمية لما حلوا بالأندلس وملكوها سموا عدة مدن بها بأسماء مدن الشام ، وقال ابن بسام دخل جند من جنود حمص إلى الأندلس فسكنوا اشبيلية فسميت بهم . معجم البلدان كلمة " حمص " 3/ 182 .
12/ العِلجُ : بوزن العِجْل , الواحد من كفار العَجَم والجمع عُلُجٌ وأعلاج . مختار الصحاح .
13/ نفح الطيب 4/ 487 .
14/ بسطة : مدينة بالأندلس من أعمال جيَّان ينسب إليها المصلّيات البَسطية ، وهي كثيرة الزرع واختصت بالزعفران ، فيها منه ما يكفي أهل الملة الإسلامية بالأندلس على كثرة ما يستعملونه منه . معجم البلدان 2/334 , وصبح الأعشى 5/ 221 .
15/ نفح الطيب 4/ 488 .
_____________
الترجمة منقولة من موقع صيد الفوائد تحت عنوان : (أبي الطيب الرندي) ، حيث إن كنيته : (أبو الطيب) و (أبو البقاء) أيضا.
هو شاعر الأندلس وأديبها في زمانه ، وصاحب مرثيتها المشهورة ، صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن على بن شريف النِّفري الرُّندي ، نسبةً إلى رُنْدَة بضم الراء وسكون النون وفتح الدال(1) إحدى مدن الأندلس الواقعة في الجزء الجنوبي من الأندلس – أسبانيا اليوم – .
وأما عن كنبته فقد أُختلف فيها فعند لسان الدين بن الخطيب في كتابه " الإحاطة في أخبار غرناطة " أبو الطيب ، وعند المُقرّي في " نفح الطيب " (2) أبو البقاء وبها اشتهر ، إلاَّ أن الأرجح والصحيح أن كنيته " أبو الطيب " لقُرب زمان لسان الدين بن الخطيب منه ، وذلك أن أبي الطيب من وفيات سنة ( 684 هـ ) ، ولسان الدين من وفيات سنة ( 776 هـ) ، كذلك المصادر التي نقل منها لسان الدين قريبة من عصر الرندي ، كما أنه لم يُشير إلى خلاف في كنيته خلال ما نقل ، حتى قال في أخر ترجمته : " نقلت من خط صاحبنا الفقيه المؤرخ أبي الحسن بن الحسن قال : أنشدني القاضي الفاضل أبو الحجاج يوسف بن موسى بن سليمان المنتشافري ، قال : أنشدني القاضي الفاضل أبو القاسم ابن الوزير أبي الحجاج ابن الحُقالة ، قال : أنشدني الأديب أبو الطيب صالح بن أبي خالد يزيد بن صالح بن شريف الرُّندي ... الخ " وهذا دليل قوي على شهرته بأبي الطيب ، وليس بأبي البقاء كما ذكر المُقرَّي والله أعلم .
قال ابن الخطيب في كتابه " الإحاطة في أخبار غرناطة " : " إن مولده في محرم سنة إحدى وستمائة " ونقل عن ابن عبد الملك المُراكشي انه قال : " كان خاتمة الأدباء بالأندلس بارع التصرف في منظوم الكلام ومنثوره ، فقيهاً حافظاً ، فرضياً ، متقنناً في معارف شتى ، نبيل القصد متواضعاً مقتصداً في أحواله ، وله مقامات بديعة في أغراض شتى " ثم نقل عن ابن الزبير قوله : " وكان في الجملة معدوداً في أهل الخير وذوي الفضل ، والدين تكرر لقائي إياه ، ولقد أقام بمالقة(3) أشهراً أيام إقرائي ، وكان لا يفارق مجلس إقرائي ، وأنشدني كثيراً من شعره .. " وقيل انه تولى القضاء ، ويبدو انه على المذهب المالكي مذهب أهل بلده وهو المشهور بالأندلس ، وبلاد المغرب(4) .
مؤلفاته :
وأما مؤلفاته فكان - رحمه الله – له مشاركة في التأليف وإن كانت قليلة ، ولعل سبب ذلك اشتغاله بالقضاء . ذكر ابن الخطيب أنه ألف " جزءاً على حديث جبريل " ، وتصنيفاً في الفرائض وأعمالها ، وآخر في العروض ، وآخر في صنعة الشعر سماه " الوافي في علم القوافي " وله كتاب كبير سماه " روضة الأندلس ونزهة النفس " نقل منه ابن الخطيب في الإِحاطة عدة أوراق(5).
شعره :
وأما شعره فكان أبو الطيب من أفاضل العلماء بالأندلس ، ومن شعرائها له قصائد طنانة ونظم رائق في وصف العقل ، و البحر ، وغير ذلك تدل على رفيع أدبه ، وجزالة شعره منها قوله في وصف الجيش ، وأبطال المسلمين ، وذل الكفر ، والكافرين :
وكتيبة بالدَّارعين كثيفة * * * جرَّت ذيول الجحفل الجرار
روضُ المنايا بينها القُضُب التي * * * زُفَّت بها الرَّايات كالأَزهار
فيها الكُماة بنو الكُماة كأَنهم * * * أُسد الشَّرى بين القنا الخَطّار
مُتهلِّلين لدى اللِّقاء كأَنهم * * * خُلِقت وجوههم من الأَقمار
من كلِّ ليثٍ فوق برقٍ * * * خاطف بيمينه قدرٌ من الأَقدار
من كلِّ ماضٍ قد تقلَّد مثله * * * فيصُيبَّ آجالاً على الأَعمار
لبسوا القلوب على الدروع * * * وأَسرعـوا لأكفِّهم ناراً لأهل النار
وتقدموا ولهم على أعدائهم * * * حُنقُ العِدا وحميَّةُ الأنصار
فارتاع ناقوس بخلع لِسانه * * * وبكى الصَّليب لِذلَّة الكفار
ثم انثنوا عنه وعن عُبّادهِ * * * وقد اْصبحوا خبراً من الأخبار
وله شعر جميل في وصف العقل ، والغربة في ثلاثة أبيات :
ما أحسن العقل وآثاره * * * لو لازم الإنسان إيثارهُ
يصون بالعقل الفتى نفسه * * * كما يصون الحر أسرارهُ
لاسيما إن كان في غُربةٍ * * * يحتاج أن يُعرف مقدارُه
وله في وصف البحر ، والأنهار ، وما في معنى ذلك قوله :
البحر أعظم مما أنت تحسبه * * * من لم ير البحر يوماً ما رأى عجبا
طام له حَبَبٌ طاف على زورقٍ * * * مثل السماء إذا ما ملئت شُهُبا
وله في المحاكمة بين السيف ، والقلم وهما مما اختلف بينهما الأُدباء قديماً ، ويبدو من خلال أبياته انه يرجح التساوي فقال :
تفاخر السيف فيما قيل والقلم * * * والفضل بينهم لاشك منفهمُ
كلاهما شرَّف الله درَّهُما * * * وحبَّذا الخُطّتان الحُكم والحَكمُ
وله أيضاً في وصف الريحان :
وأخضر فستقي اللون غضٌّ * * * يروق بحسن منظره العُيونا
أغار على الترنج وقد حكاه * * * وزاد على اسمه ألفاً ونونا
وله في وصف ثمرة الرمان :
لله رمانةٌ قد راق منظرها * * * فمِثلُها ببديع الحسن منعُوتُ
القشر حق لها قد ضمَّ داخلها * * * والشحم قطنٌ والحب ياقوتُ
وقال يصف الجزر في بيت واحد :
إن قلت قصبٌ فقل قصب بلا * * * زهر أو قلتُ شمعٌ فقل شمع بلا لهب
وقال في أخوة السوء ، والصحبة المزيفة التي تتلاشى عند الحاجة ولا تدوم عند النائبات ، - وهذا حال الحب في غير الله - :
ليس الأُخوةٍ باللسان أُخُوَّة * * * فإذا تُراد أخوَّتي لا تنفعُ
لا أنت في الدنيا تُفرج كربة * * * عنِّي ولا يوم القيامة تشفعُ
وله في نفس المعنى أيضاً يصور حقيقة الصديق حينما يُختبر في المعاملة المالية التي سوف تكشف حقيقة أمره :
ولقد عرفت الدهر حين خبرتهُ * * * وبلوت بالحاجات أهل زماني
فإذا الأخوة باللسان كثيرةٌ * * * وإذا الدَّراهم مَيلقَ الإخوانِ(6)
المرثيته :
لا شك أن مرثية أبي الطيب في الأندلس من أجمل ما قيل في رثاء بلاد المسلمين ، وهي في الحقيقة لا تعني فقط الأندلس بعينها - وإن كانت أبياتها تذكر معالم الأندلس – ، بل تعني كل بلد من بلاد المسلمين سُلبت من بين أيدي أهلها ، كما حدث لكثير من البلاد الإسلامية التي استولى عليها النصارى ، مثل جزيرة صقلية(7) التي فتحت في أيام الدولة العباسية ، على يد القاضي أسد بن الفرات – رحمه الله - سنة ( 212 هـ ) ، وبقي الإسلام فيها مدة إلى أن تغلب النصارى عليها ، أو البلاد التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية أيام خلافتها مثل دول البلقان وما جاورها ، وغيرها من جزر بحر إيجة(8) ، وكل هذا حصل لما غيّر الناس وبدلوا في دين الله بأهوائهم ، واشتغلوا بالملذات ، وللهو وهذا أيضاً ما قالهُ واعترف به ابن الكموني أبو الحسن علي بن عبد الجبار الكاتب ، في سبب فقدان صقلية حينما رثاها - فحال أهل صقلية لا يقل عن حال أهل الأندلس - :
قد كانت الدار وكنا بها * * * في ظل عيش ناعم رطبِ
مدّ عليها الأمن أستارهُ * * * فسار ذكرها مع الركبِ
لم يشكروا نعمة ما خُوِّلُوا * * * فبُدِّلُوا المِلح من العذبِ(9)
وصدق الله تعالى القائل : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم }[ الرعد / 11 ] .
والمتأمل لقصيدة أبي الطيب الرندي يتضح له أنها قصيدة ملحمية تمثل المرحلة التاريخية التي عاشها أهل الأندلس خير تمثيل ، وإن كان في الحقيقة سقوط الأندلس ، خبرها مدوياً في الأمة الإسلامية ومزعجاً ، فهي التي كانت تنتظر نصراً موزراً ، وفتحاً مبيناً إذا بها تتجرع كأس الهزيمة ، وفقد الأندلس بعد أن بقي الإسلام فيها قرون طويلة منذ أن فُتحت على يد طارق بن زياد ، وموسى بن نصير - رحمهم الله - سنة ( 92 هـ ) إلى أن حل بها ما حل .
ولكن الأمة - بحمد الله وتوفيقه - أبت إلاَّ أن يكون لها نصيب في أوروبا النصرانية ، فقبل أن يفقد المسلمون الأندلس في غرب أوروبا سنة ( 897 هـ ) كان العثمانيون قد فتحوا القسطنطينية في الجهة الشرقية من أوروبا سنة ( 857 هـ ) ، وبدئوا يتوغلون فيها حتى استولوا على مساحة كبيرة من الأراضي قد تكون أكبر من حجم الأندلس ، بثوا فيها الإسلام الذي بشر به وبنبيه المسيح - عليه السلام – , بين هؤلاء النصارى المشركين .
ومن أجل أن لا نبعد عن موضوع النونية , فللأسف الشديد من خلال تتبعنا لترجمة أبي الطيب ، لم نجد ذكر للمرثية سوى في " نفح الطيب " فقط ، والغريب أن لسان الدين بن الخطيب ذكر كثيراً من أشعار الرندي ، وترجم له في " الإحاطة " بترجمة مطولة ، ولم يذكر النونية فما ندري ما سبب ذلك ! .
ولم يبقى الآن إلا أن نستعرض أبيات المرثية ونبقى مع الرندي في نونيته فيقول :
لكل شيء إذا ماتم نقصانُ * * * فلا يُغرُّ بطِيب العـيشِ إنسـانُ
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ * * * من سره زمن ساءتهُ أزمــانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد * * * ولا يدوم على حالٍ لهـا شــانُ
تُمزق الدهر حتماً كل سابغةٍ * * * إذا نبت مشرفيـّاتٌ وخُرصـانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ * * * كان ابن ذي يزَن والغمدَ غمدانُ
أين الملوك ذوي التيجانِ من يمنٍ * * * وأين منهم أكليــلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شادهُ شدادُ في إرمٍ * * * وأين ما ساسهُ في الفُـرسِ ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارُونُ من ذهبٍ * * * وأين عادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ ؟
أتى على الكُلِّ أمرٍ لا مردّ َلهُ * * * حتى قضوا فكأنَّ القوم ما كانُـوا
وصار ما كان من مُلكٍ ومن مَلكٍِِِ * * *كما حكى عن خيالِ الطّيفِ وسنانُ
دارَ الزّمانُ على دارا وقاتلـهِ * * * وأمَّ كسـرى فمـا آواه إيـوانُ
كأنما الصعبُ لم يسهُل لهُ سببُ * * * يوماً ولا مَلكَ الدُّنيـا سُليمـانُ
فجائعُ الدَّهر أنـواعٌ مُنوَّعـةٌ * * * ولِلزمـانِ مسـرَّاتٌ وأحــزانُ
وللحوادثِ سلـوَانٌ يُسهلُهـا * * * وما لما حـلَّ بالإسـلام سُلـوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له * * * هوى لـه أُحدٌ وأنهد ثهـلانُ(10)
أصابها العينُ في الإسلام فارتَزأت * * * حتى خلَت منه أقطار وبُلـدانُ
فأسأل بلنسية ما شأنُ مُرسيةً * * * وأيـن شاطبـة أم أيـن جيـَّـانُ
وأين قرطبةٌ دار العلوم فكـم * * * من عالـمٍ قد سمـا فيها له شـانُ
وأين حمصُ(11)وما تحويه من نزهٍ * * * ونهرهُا العذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركان البلاد فمـا * * * عسى البقاءُ إذا لـم تبـق أركـانُ
تبكي الحنفية البيضاء من أسفٍ * * * كما بكى لفراق الإلـف هيمـانُ
على ديار من الإسلام خاليـة * * * قد أقفرت ولها بالكفـر عُمـرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائس ما * * * فيهنَّ إلا نواقيـسٌ و صلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ * * * حتى المنابرُ تبكي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهر موعضةٌ * * * إن كنت في سِنةٍ فالدهرُ يقضانُ
وماشياً مرحاً يلهيـه موطنـهُ * * * أبعد حمصٍ تغرُّ المـرء أوطـانُ
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمهـا * * * وما لها من طول الدهرِ نسيـانُ
يا راكبين عِتاق الخيل ضامرةً * * * كأنها في مجال السبـقِ عقبـانُ
وحاملين سيُوف الهندِ مرهفـةُ * * * كأنها في ظلام النقـع نيـرانُ
وراتعين وراء البحر في دعـةٍ * * * لهم بأوطانهم عـزٌّ وسلطـانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلـسٍ * * * فقد سرى بحديثِ القوم رُكبـانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم * * * قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ ؟
ماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ * * * وأنتم يا عبـاد اللـه إخـوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لهـا هِــممٌ * * * أما على الخيرِ أنصارٌ وأعـوانُ
يا من لذلة قومٍ بعد عزِّهــمُ * * * أحـال حالهـمْ جـورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم * * * واليوم هم في بلاد الكفرِّ عبدانُ !
فلو تراهم حيارى لا دليل لهـمْ * * * عليهمُ من ثيابِ الـذلِ ألـوانُ
يا ربَّ أمّ وطفل حيل بينهمـا * * * كمـا تفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت * * * كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودها العِلجُ(12)للمكروه مُكرهةً * * * والعينُ باكيةُ والقلب حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ * * * إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ(13)
قال المقري : " انتهت القصيدة الفريدة ويوجد بأيدي الناس زيادات فيها ذكر غرناطة ، وبسطة(14) ، وغيرهما مما أخد من البلاد بعد موت صالح بن شريف ، وما اعتمدته منها نقلته من خط من يوثق به على ما كتبته ، ومن له أدنى ذوق علم أن ما يزيدون فيها من الأبيات ليست تقاربها في البلاغة ، وغالب ظني أن تلك الزيادة لما أخذت غرناطة وجميع بلاد الأندلس ، إذ كان أهلها يستنهضون هِمم الملوك بالمشرق ، والمغرب فكأن بعضهم لما أعجبته قصيدة صالح بن شريف زاد فيها تلك الزيادات "(15) .
توفي أبو الطيب الرُّندي – رحمه الله - سنة أربع وثمانين وستمائة ( 684) للهجرة النبوية الشريفة .
هذا ما تيسر جمعه من سيرة أبي الطيب الرُندي ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
-----------------------------------
1/ هكذا ضبطها القلقشندي في صبح الأعشى 5/ 220 .
2/ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 4/488 .
3/ مالقة : بفتح اللام والقاف كلمة أعجمية مدينة بالأندلس عامرة من أعمال رية سورها على شاطىء البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم عزيز بن محمد اللخمي المالقي وسليمان المعافري المالقي . معجم البلدان 5 /45 .
4/ لم تذكر المصادر التي رجعنا إليه أن أبي الطيب تولى القضاء ولكن محقق الإحاطة الأستاذ محمد عبد الله عنان ذكر أنه ظهر له ذلك بعد مطالعة مؤلفات الرندي المخطوطة . الإحاطة في أخبار غرناطة 3/ 360 .
5/ الإحاطة في أخبار غرناطة 3/ 360 .
6/ ومَيلقَ : امَّلَسَ كانملق ومنِّي أُفلِت . القاموس المحيط , الفيروزابادي .
7/ صقلية : جزيرة كبيرة قريبه لرأس الحذاء الإيطالية وهي تابعة لها اليوم ، خرج منها الإسلام بالكلية سنة (484 هـ ) بعد أن كانت كل الجزيرة بيد المسلمين ، وفيها مساجد ومعالم حضارية من أثار المسلمين تدل على ما وصل إليه المسلمين في العمارة الإسلامية التي تقارب الحضارة الأندلسية .
8/ بحر إيجه : جزء من البحر الأبيض المتوسط تحيط به تركيا واليونان وهو الممر إلى بحر مرمرة ومضيق البوسفور . به جزر كثيرة كانت تحت الحكم العثماني وهي اليوم اغلبها تابعة لليونان . راجع على سبيل المثال " تاريخ الدولة العلية العثمانية " لمحمد فريد بك .
9/ الدرة الخطيرة في شعراء أهل الجزيرة , لابن القطاع الصقلي , ص 118 .
10/ أحد : الجبل المعروف بالمدينة ، وثهلان جبل قال عنه البكري في معجم مستعجم ج1 ص347 : هو جبل باليمن ( إلى أن قال ) ولضخم هذا الجبل تضرب به العرب المثل في الثِقل . والشاعر في هذا البيت يصور عِظم المصيبة على المسلمين بهذا الحدث .
11/ حِمص هذه غير حمص الشام . قال ياقوت الحموي : وحمص أيضاً بالأندلس وهم يسمون مدينة اشبيلية حمص وذلك أن بني أمية لما حلوا بالأندلس وملكوها سموا عدة مدن بها بأسماء مدن الشام ، وقال ابن بسام دخل جند من جنود حمص إلى الأندلس فسكنوا اشبيلية فسميت بهم . معجم البلدان كلمة " حمص " 3/ 182 .
12/ العِلجُ : بوزن العِجْل , الواحد من كفار العَجَم والجمع عُلُجٌ وأعلاج . مختار الصحاح .
13/ نفح الطيب 4/ 487 .
14/ بسطة : مدينة بالأندلس من أعمال جيَّان ينسب إليها المصلّيات البَسطية ، وهي كثيرة الزرع واختصت بالزعفران ، فيها منه ما يكفي أهل الملة الإسلامية بالأندلس على كثرة ما يستعملونه منه . معجم البلدان 2/334 , وصبح الأعشى 5/ 221 .
15/ نفح الطيب 4/ 488 .
_____________
الترجمة منقولة من موقع صيد الفوائد تحت عنوان : (أبي الطيب الرندي) ، حيث إن كنيته : (أبو الطيب) و (أبو البقاء) أيضا.