[size=12]معركة العادة السرية:[/size]
بسبب تضارب الآراء الطبية والدينية يدخل الكثير من المراهقين والشباب فى صراع مرير ومؤلم مع العادة السرية فهم يقعون تحت ضغط وإلحاح الغريزة الجنسية وفى نفس الوقت لا يجدون منصرفا طبيعيا مشروعا لها فيلجأون للعادة السرية وربما ينغمسون فيها , ثم تطاردهم أفكار بأن ما فعلوه يؤدى إلى ضعفهم العام وهزالهم واصفرار وجوههم وحب الشباب المنتشر لديهم , والدمامل التى تصيبهم , وضعف بصرهم , والرعشة فى أطرافهم , وقلة تركيزهم وتوهانهم وشرودهم . ثم يزداد الأمر صعوبة ويزداد الضغط على أعصابهم حين يسمعون أن الإستمناء حرام , هنا تثور مشاعر الذنب وربما تستمر لسنوات , وتحدث حالة من ضعف تقدير الذات والإحساس بالدونية والقذارة والضعف والهوان .
وقد كان بعض علماء النفس يعتقدون أن حالات النهك العصبى (الشعور بالإرهاق والتعب والضعف ) قد يسببها إدمان العادة السرية . وقد ثبت بعد ذلك من الأبحاث العلمية أن تلك الحالة من الإرهاق والتعب يكمن وراءها مشاعر الخوف والذنب والصراع المرير مع الرغبة والعجز عن تصريفها أو التسامى بها , كل هذا يشكل استنزافا لقوى الشخص . ونظرا لاعتياد الشخص على الإستمناء واعتقاده بأنه مرفوض دينيا واجتماعيا وطبيا ومع ذلك يمارسه , فإن ذلك يؤدى إلى حالة من الإذدواجية حيث يظهر أمام المجتمع فى صورة الشخص المهذب المطيع , وحين يخلو إلى نفسه يفعل عكس هذا تماما , وهنا تترسب فى أعماقه فكرة أنه منافق أو مخادع أو جبان , وترتبط لديه مشاعر اللذة (أى لذة ) بالشعور بالإثم والعار
[color=blue]الموقف الطبى :[/color]
وهذا الموقف تعكسه المعلومات المتوفرة فى المراجع العلمية , ونحاول أن نوجزه فيما يلى :
تعتبر العادة السرية تجربة أولية (بروفة) للعلاقة الجنسية , وهى نوع من الممارسة السرية الذاتية قبل الخروج بالممارسة إلى العلاقة الثنائية التى يوجد فيها طرف آخر . وقد يعتقد البعض خطا أن العادة تبدأ ممارستها بعد البلوغ , وهذا غير صحيح فمن المعروف أن محاولات الإثارة الذاتية شائعة ليس فقط فى سن الطفولة بل حتى فى سن الرضاعة
ومع بداية البلوغ وزيادة نشاط الهورمونات الجنسية , تشتعل الرغبة بشكل كبير وتزيد معدلات ممارسة العادة السرية لدى المراهقين خاصة أنه ليست لديهم وسيلة أخرى لتفريغ هذه الطاقة وليست لديهم مهارات كافية للتعامل معها بشكل إيجابى , ويزيد هذا الأمر لدى المراهق المنطوى الهادئ الذى يفتقد للعلاقات الإجتماعية وليست لديه اهتمامات ثقافية أو رياضية مشبعة لأن طاقته فى هذه الحالة تتوجه أغلبها فى اتجاه العادة السرية
العادة السرية تصبح عرضا مرضيا فقط فى ثلاث حالات :
1 – حين تصبح قهرية , بمعنى أن الشخص لا يستطيع التحكم فيها وينغمس فيها لأوقات طويلة حتى وهو غير مستمتع بها .
2 – حين يسرف فيها إلى درجة كبيرة , فالإسراف فى أى شئ يعتبر اضطرابا يخرج عن إطار الصحة التى تتطلب الإعتدال , والإسراف هنا يؤدى إلى حالة من الإرهاق والتشوش والعصبية , ويستهلك طاقة الإنسان التى كان يجب أن توظف فى أنشطة إيجابية .
3 – حين تصبح بديلا للمارسة الجنسية الطبيعية فيكتفى بها الشخص وينصرف عن الزواج أوعن الزوجة
[color=blue]حكم الشرع فى العادة السرية (الإستمناء) :[/color]
حسب علمنا وبعد محاولات بحث وتقصى عديدة لا يوجد حديث صحيح حول موضوع الإستمناء (العادة السرية) , وكل ما ورد من أحاديث عنها إما ضعيف أو موضوع , مثل " ناكح كفيه ملعون" . وهذا يستدعى وقفة وتأملا , فعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئا إلا وضّحه وتحدث فيه إلا أنه لم يتحدث عن هذا الأمر وسكت عنه مع أنه منتشر بين الناس وخاصة الشباب فى ذلك العصر وفى كل العصور , ولا يتصور أن يسكت الرسول عن أمر واسع الإنتشار كهذا الأمر نسيانا , وهذا يجعلنا نتعامل مع هذا الأمر على أنه من المسكوت عنه رحمة بالناس وتقديرا لضعفهم واحتياجاتهم . أما على مستوى القرآن الكريم فالله تعالى يقول فى سورة المعارج : "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " ( المعارج 29-31 ) . ووردت آيات ثلاث بنفس النص فى سورة المؤمنون : " والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) (المؤمنون 5-7) .
يقول ابن كثير فى تفسير هذه الآيات من سورة "المؤمنون" : " أى والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنى ولواط , لا يقربون سوى أزواجهم التى أحلها الله لهم أو ما ملكت أيمانهم من السرارى , ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج ولهذا قال " فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك" أى غير الأزواج والإماء "فأولئك هم العادون" أى المعتدون . وقد استدل الإمام الشافعى رحمه الله ومن وافقه على تحريم الإستمناء باليد بهذه الآية الكريمة "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم ألأو ما ملكت أيمانهم " قال فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين , وقد قال الله تعالى "فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" , وقد استأنسوا بحديث رواه الإمام الحسن بن عرفه فى جزئه المشهور حيث قال : حدثنى على بن ثابت الجزرى عن مسلمة بن جعفر عن حسان بن حميد عن أنس بن مالك عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين ويدخلهم النار فى أول الداخلين إلا أن يتوبوا ومن تاب تاب الله عليه : الناكح يده , والفاعل والمفعول به , ومدمن الخمر , والضارب والديه حتى يستغيثا , والمؤذى جيرانه حتى يلعنوه , والناكح حليلة جاره " , هذا حديث غريب وإسناده فيه من لا يعرف لجهالته والله أعلم (ابن كثير , تفسير القرآن العظيم , الجزء الثالث
وقد اختلف العلماء حول المقصود من قوله تعالى " ما وراء ذلك " كالتالى :
* الشافعية والمالكية : رأو أن العادة السرية ( الإستمناء ) تدخل فى " ما وراء ذلك " وبالتالى فإن من يرتكبها يكون من " العادون " , وبالتالى فهى حرام . وهذا الحكم يجعل العادة السرية فى مقام الزنا , ولم يقل بذلك أحد , والقول بالتحريم هنا لا يستند إلى دليل صريح .
* الحنفية : رأوا أن " ما وراء ذلك " يقصد بها الزنا فقط , وبالتالى فإن العادة السرية مكروهة , وإن ممارستها تنتقل من الكراهة إلى الإباحة بثلاثة شروط :
1- أن يلجأ اليها الشخص خشية الوقوع فى الفاحشة
2- أن من يقوم بها يكون غير متزوج
3- أن يمارسها لتصريف الشهوة إذا غلبته وليس لإثارة الشهوة الكامنة
وأما الحنابلة فقالوا : إنه حرام , إلا إذا استمنى خوفا على نفسه من الزنا , أو خوفا على صحته , ولم تكن له زوجة أو أمة , ولم يقدر على الزواج , فإنه لا حرج عليه
لاحياء فى الدين ولا حياء فى العلم . اتمنى ان اكون قد وضحت الجانب الطبى والدينى بصوره مبسطه وادعوكم الى ترك تلك العاده فان لم يكن بسبب حرمنيتها فبسبب ضررها الصحى والنفسى على الانسان
بسبب تضارب الآراء الطبية والدينية يدخل الكثير من المراهقين والشباب فى صراع مرير ومؤلم مع العادة السرية فهم يقعون تحت ضغط وإلحاح الغريزة الجنسية وفى نفس الوقت لا يجدون منصرفا طبيعيا مشروعا لها فيلجأون للعادة السرية وربما ينغمسون فيها , ثم تطاردهم أفكار بأن ما فعلوه يؤدى إلى ضعفهم العام وهزالهم واصفرار وجوههم وحب الشباب المنتشر لديهم , والدمامل التى تصيبهم , وضعف بصرهم , والرعشة فى أطرافهم , وقلة تركيزهم وتوهانهم وشرودهم . ثم يزداد الأمر صعوبة ويزداد الضغط على أعصابهم حين يسمعون أن الإستمناء حرام , هنا تثور مشاعر الذنب وربما تستمر لسنوات , وتحدث حالة من ضعف تقدير الذات والإحساس بالدونية والقذارة والضعف والهوان .
وقد كان بعض علماء النفس يعتقدون أن حالات النهك العصبى (الشعور بالإرهاق والتعب والضعف ) قد يسببها إدمان العادة السرية . وقد ثبت بعد ذلك من الأبحاث العلمية أن تلك الحالة من الإرهاق والتعب يكمن وراءها مشاعر الخوف والذنب والصراع المرير مع الرغبة والعجز عن تصريفها أو التسامى بها , كل هذا يشكل استنزافا لقوى الشخص . ونظرا لاعتياد الشخص على الإستمناء واعتقاده بأنه مرفوض دينيا واجتماعيا وطبيا ومع ذلك يمارسه , فإن ذلك يؤدى إلى حالة من الإذدواجية حيث يظهر أمام المجتمع فى صورة الشخص المهذب المطيع , وحين يخلو إلى نفسه يفعل عكس هذا تماما , وهنا تترسب فى أعماقه فكرة أنه منافق أو مخادع أو جبان , وترتبط لديه مشاعر اللذة (أى لذة ) بالشعور بالإثم والعار
[color=blue]الموقف الطبى :[/color]
وهذا الموقف تعكسه المعلومات المتوفرة فى المراجع العلمية , ونحاول أن نوجزه فيما يلى :
تعتبر العادة السرية تجربة أولية (بروفة) للعلاقة الجنسية , وهى نوع من الممارسة السرية الذاتية قبل الخروج بالممارسة إلى العلاقة الثنائية التى يوجد فيها طرف آخر . وقد يعتقد البعض خطا أن العادة تبدأ ممارستها بعد البلوغ , وهذا غير صحيح فمن المعروف أن محاولات الإثارة الذاتية شائعة ليس فقط فى سن الطفولة بل حتى فى سن الرضاعة
ومع بداية البلوغ وزيادة نشاط الهورمونات الجنسية , تشتعل الرغبة بشكل كبير وتزيد معدلات ممارسة العادة السرية لدى المراهقين خاصة أنه ليست لديهم وسيلة أخرى لتفريغ هذه الطاقة وليست لديهم مهارات كافية للتعامل معها بشكل إيجابى , ويزيد هذا الأمر لدى المراهق المنطوى الهادئ الذى يفتقد للعلاقات الإجتماعية وليست لديه اهتمامات ثقافية أو رياضية مشبعة لأن طاقته فى هذه الحالة تتوجه أغلبها فى اتجاه العادة السرية
العادة السرية تصبح عرضا مرضيا فقط فى ثلاث حالات :
1 – حين تصبح قهرية , بمعنى أن الشخص لا يستطيع التحكم فيها وينغمس فيها لأوقات طويلة حتى وهو غير مستمتع بها .
2 – حين يسرف فيها إلى درجة كبيرة , فالإسراف فى أى شئ يعتبر اضطرابا يخرج عن إطار الصحة التى تتطلب الإعتدال , والإسراف هنا يؤدى إلى حالة من الإرهاق والتشوش والعصبية , ويستهلك طاقة الإنسان التى كان يجب أن توظف فى أنشطة إيجابية .
3 – حين تصبح بديلا للمارسة الجنسية الطبيعية فيكتفى بها الشخص وينصرف عن الزواج أوعن الزوجة
[color=blue]حكم الشرع فى العادة السرية (الإستمناء) :[/color]
حسب علمنا وبعد محاولات بحث وتقصى عديدة لا يوجد حديث صحيح حول موضوع الإستمناء (العادة السرية) , وكل ما ورد من أحاديث عنها إما ضعيف أو موضوع , مثل " ناكح كفيه ملعون" . وهذا يستدعى وقفة وتأملا , فعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئا إلا وضّحه وتحدث فيه إلا أنه لم يتحدث عن هذا الأمر وسكت عنه مع أنه منتشر بين الناس وخاصة الشباب فى ذلك العصر وفى كل العصور , ولا يتصور أن يسكت الرسول عن أمر واسع الإنتشار كهذا الأمر نسيانا , وهذا يجعلنا نتعامل مع هذا الأمر على أنه من المسكوت عنه رحمة بالناس وتقديرا لضعفهم واحتياجاتهم . أما على مستوى القرآن الكريم فالله تعالى يقول فى سورة المعارج : "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " ( المعارج 29-31 ) . ووردت آيات ثلاث بنفس النص فى سورة المؤمنون : " والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) (المؤمنون 5-7) .
يقول ابن كثير فى تفسير هذه الآيات من سورة "المؤمنون" : " أى والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنى ولواط , لا يقربون سوى أزواجهم التى أحلها الله لهم أو ما ملكت أيمانهم من السرارى , ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج ولهذا قال " فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك" أى غير الأزواج والإماء "فأولئك هم العادون" أى المعتدون . وقد استدل الإمام الشافعى رحمه الله ومن وافقه على تحريم الإستمناء باليد بهذه الآية الكريمة "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم ألأو ما ملكت أيمانهم " قال فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين , وقد قال الله تعالى "فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" , وقد استأنسوا بحديث رواه الإمام الحسن بن عرفه فى جزئه المشهور حيث قال : حدثنى على بن ثابت الجزرى عن مسلمة بن جعفر عن حسان بن حميد عن أنس بن مالك عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين ويدخلهم النار فى أول الداخلين إلا أن يتوبوا ومن تاب تاب الله عليه : الناكح يده , والفاعل والمفعول به , ومدمن الخمر , والضارب والديه حتى يستغيثا , والمؤذى جيرانه حتى يلعنوه , والناكح حليلة جاره " , هذا حديث غريب وإسناده فيه من لا يعرف لجهالته والله أعلم (ابن كثير , تفسير القرآن العظيم , الجزء الثالث
وقد اختلف العلماء حول المقصود من قوله تعالى " ما وراء ذلك " كالتالى :
* الشافعية والمالكية : رأو أن العادة السرية ( الإستمناء ) تدخل فى " ما وراء ذلك " وبالتالى فإن من يرتكبها يكون من " العادون " , وبالتالى فهى حرام . وهذا الحكم يجعل العادة السرية فى مقام الزنا , ولم يقل بذلك أحد , والقول بالتحريم هنا لا يستند إلى دليل صريح .
* الحنفية : رأوا أن " ما وراء ذلك " يقصد بها الزنا فقط , وبالتالى فإن العادة السرية مكروهة , وإن ممارستها تنتقل من الكراهة إلى الإباحة بثلاثة شروط :
1- أن يلجأ اليها الشخص خشية الوقوع فى الفاحشة
2- أن من يقوم بها يكون غير متزوج
3- أن يمارسها لتصريف الشهوة إذا غلبته وليس لإثارة الشهوة الكامنة
وأما الحنابلة فقالوا : إنه حرام , إلا إذا استمنى خوفا على نفسه من الزنا , أو خوفا على صحته , ولم تكن له زوجة أو أمة , ولم يقدر على الزواج , فإنه لا حرج عليه
لاحياء فى الدين ولا حياء فى العلم . اتمنى ان اكون قد وضحت الجانب الطبى والدينى بصوره مبسطه وادعوكم الى ترك تلك العاده فان لم يكن بسبب حرمنيتها فبسبب ضررها الصحى والنفسى على الانسان