رسالة كثيرا ما قرأناها (لا تقل إنشا الله) !
رسالة تبادلتها الإميلات في الفترة الماضية ، تقول : (قل : إن شاء الله ، و لا تقل : إنشا الله ، لأن المشيئة غير الإنشاء و العياذ بالله).
فهل نحن توقفنا لنتأمل هذه الرسالة ؟!
أولا : أودُّ أن أنوّه إلى أن إخواننا العراقيين هم الذين يقولونها غالبا .
ثانيا : من لهجات القبائل العربية لهجة (الرتَّة) ، و هذه اللهجة تعني السرعة في الكلام و قصر الحركات و المدود و حذف الهمزات للتخفيف ، و هناك قبائل عربية قديمة قد استخدمتها في كلامها ، و ما تزال هذه اللهجة موجودة في عامية العراق و يتحدث بها العراقيون في كلامهم ، فيقولون : (ما شاء الله كان) هكذا : (مش الله كان) .
ثالثا : للأسف ابتلي العرب منذ زمن بازدواجية شاسعة بين لغة التحدث (اللغة العامية) و لغة الكتابة (اللغة الفصحى) ، و قد حاول بعض الكتاب و الصحفيين إيجاد لغة وسطى (بينَ بينَ) و هي لغة الصحافة أو اللغة الفصحعامية كما يسمونها !
فأقول : إن منتدياتنا العربية العامة لم تقتنع حتى - للأسف - بهذه اللغة الوسطى ، بل مالت إلى الابتذال في اللغة ؛ سواء بتطعيمها بلكنات أجنبية (كعنوان على تحضر و ثقافة المتحدث !!) أو عربية ركيكة أقرب إلى لغة العامة المبتذلة (ليست العامية الراقية حتى!!).
و هذه اللغة الركيكة صارت لغة المنتديات و الشات و النت عموما !
و صار من يتحدث بالفصحى في النت يعتبر جاهلا و متخلفا (منتسبا للعصر الجاهلي) ، و من ثم يلقى من الأعضاء التهكم أو على الأقل الإعراض !
و صار الشائع في الحديث هو أن تكتب ما تنطقه بالضبط ، دون تغيير أو تعديل يتوافق مع اللغة العربية الجميلة .
حتى أصبح الكلام بهذا الشكل دليل على التلقائية و التعبير عن النفس بدون اصطناع !!!
رابعا : لما تمسك كل قوم (كل قطر عربي) بلهجته العامية في الكتابة ، و صارت أغلب المنتديات و ظيفتها - بدلا من التقريب بين الشعوب العربية - التنافر بينها ! حتى صار لكل قطر منتديات معينة ، و يندر التواصل بين جميع الأقطار ، نتيجة تمسك كل قطر بلهجته و اعتزازه بها ، بالإضافة إلى ما أشرت إليه آنفا من الشعور العام بالتلقائية عند كتابة ما ينطقه الإنسان في حياته صار كل أهل قطر يكتبون ما ينطقونه تماما ، و اللهجة القديمة الرتة هذه ينطق بها أهل العراق حاليا فمن ثم عبروا بها في كتاباتهم (و بالطبع لا يقصدون في نيتهم من كتابتها إلا كما نريد نحن من كتابتنا لها ، بعيدا عن كيفية النطق).
فهل نحرِّم على إخواننا العراقيين أن يكتبوا بعاميتهم دون أن نترك نحن عاميتنا و نلجأ للفصحى كلغة للتقارب بين شعوب العرب؟ أم ماذا؟
كتبه / أحمد
الخميس 22 / 1 / 2009
رسالة تبادلتها الإميلات في الفترة الماضية ، تقول : (قل : إن شاء الله ، و لا تقل : إنشا الله ، لأن المشيئة غير الإنشاء و العياذ بالله).
فهل نحن توقفنا لنتأمل هذه الرسالة ؟!
أولا : أودُّ أن أنوّه إلى أن إخواننا العراقيين هم الذين يقولونها غالبا .
ثانيا : من لهجات القبائل العربية لهجة (الرتَّة) ، و هذه اللهجة تعني السرعة في الكلام و قصر الحركات و المدود و حذف الهمزات للتخفيف ، و هناك قبائل عربية قديمة قد استخدمتها في كلامها ، و ما تزال هذه اللهجة موجودة في عامية العراق و يتحدث بها العراقيون في كلامهم ، فيقولون : (ما شاء الله كان) هكذا : (مش الله كان) .
ثالثا : للأسف ابتلي العرب منذ زمن بازدواجية شاسعة بين لغة التحدث (اللغة العامية) و لغة الكتابة (اللغة الفصحى) ، و قد حاول بعض الكتاب و الصحفيين إيجاد لغة وسطى (بينَ بينَ) و هي لغة الصحافة أو اللغة الفصحعامية كما يسمونها !
فأقول : إن منتدياتنا العربية العامة لم تقتنع حتى - للأسف - بهذه اللغة الوسطى ، بل مالت إلى الابتذال في اللغة ؛ سواء بتطعيمها بلكنات أجنبية (كعنوان على تحضر و ثقافة المتحدث !!) أو عربية ركيكة أقرب إلى لغة العامة المبتذلة (ليست العامية الراقية حتى!!).
و هذه اللغة الركيكة صارت لغة المنتديات و الشات و النت عموما !
و صار من يتحدث بالفصحى في النت يعتبر جاهلا و متخلفا (منتسبا للعصر الجاهلي) ، و من ثم يلقى من الأعضاء التهكم أو على الأقل الإعراض !
و صار الشائع في الحديث هو أن تكتب ما تنطقه بالضبط ، دون تغيير أو تعديل يتوافق مع اللغة العربية الجميلة .
حتى أصبح الكلام بهذا الشكل دليل على التلقائية و التعبير عن النفس بدون اصطناع !!!
رابعا : لما تمسك كل قوم (كل قطر عربي) بلهجته العامية في الكتابة ، و صارت أغلب المنتديات و ظيفتها - بدلا من التقريب بين الشعوب العربية - التنافر بينها ! حتى صار لكل قطر منتديات معينة ، و يندر التواصل بين جميع الأقطار ، نتيجة تمسك كل قطر بلهجته و اعتزازه بها ، بالإضافة إلى ما أشرت إليه آنفا من الشعور العام بالتلقائية عند كتابة ما ينطقه الإنسان في حياته صار كل أهل قطر يكتبون ما ينطقونه تماما ، و اللهجة القديمة الرتة هذه ينطق بها أهل العراق حاليا فمن ثم عبروا بها في كتاباتهم (و بالطبع لا يقصدون في نيتهم من كتابتها إلا كما نريد نحن من كتابتنا لها ، بعيدا عن كيفية النطق).
فهل نحرِّم على إخواننا العراقيين أن يكتبوا بعاميتهم دون أن نترك نحن عاميتنا و نلجأ للفصحى كلغة للتقارب بين شعوب العرب؟ أم ماذا؟
كتبه / أحمد
الخميس 22 / 1 / 2009
عدل سابقا من قبل أحمد في الخميس أكتوبر 28, 2010 5:58 pm عدل 2 مرات