ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


2 مشترك

    أبو الطيب المتنبي

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو الطيب المتنبي Empty أبو الطيب المتنبي

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة سبتمبر 19, 2008 5:02 am


    أبو الطيب المتنبي
    المُتَنَبّي
    303 - 354 هـ / 915 - 965 م
    أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.
    الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
    ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
    قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
    وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
    قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
    عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
    وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.


    أبو الطيب المتنبي، أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. و هو شاعرحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره و عمره 9 سنوات . اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.

    صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني.

    *ما قرأته لمحقق كتاب (معجز أحمد)الاستاذ عبدالمجيد دياب غير ذلك 00فأضعف أشعار المتنبي شاعرية هي القصائد التي ألفها في آخر حياته (و وافقت ذلك الدكتورة سعاد صالح)0
    مولده و نسبه
    هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي. ولد بالكوفة سنة 303 هـ= 915م. في محلة تسمي كندة وتقع حالياً على مسافة عشرة كيلومترات من النجف وخمسة وستون من كربلاء تقريباً. يقال إن والده الحسين سماه أحمد و لقبه بأبي الطيب، ويقال إنه لم يعرف أمه لموتها وهو طفل فربته جدته لأمه. قضى طفولته في كندة (304-308 هـ= 916-920م). في نسب أبو الطيب خلاف، إذ قيل أنه ابن سقاء كان يسقي الماء بالكوفة، وقيل أنه ابن عائلة فقيرة، والغالب أن أصوله من كندة وهم ملوك حضرميون . ودس خصومه في نسبه.(و هذا خطا فكندة العراق غير كندة قبيلة امرئ القيس المشهورة)
    اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً، فقال الشعر صبياً، وهو في حوالي العاشرة، وبعض ما كتبه في هذه السن موجود في ديوانه. في الثانية عشر من عمره رحل إلى بادية السماوة، أقام فيها سنتين يكتسب بداوة اللغة العربية وفصاحتها، ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ=921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. اتصل في صغره بأبي الفضل في الكوفة، وكان من المتفلسفة، فهوسه وأضله. كان أبو الطيب سريع الحفظ، فقيل أنه حفظ كتاباً نحو ثلاثين ورقة من نظرته الأولى إليه.


    نشأته و تعليمه
    بعد أن نشأ بالعراق انتقل إلى الشام ثم تنقل في البادية السورية يطلب الأدب وعلم العربية. ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر [أبو تمام |أبي تمام] وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكُتّاب (309-316 هـ الموافق 921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، فقد اتجه إلى الشام ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغداد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده، وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر ومدح رجال الدولة . ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم، فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص وحلب . دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام والبلاد السورية التقي الحكام والأمراء والوزراء والوجهاء ، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح الأمراء والوزراء وشيوخ القبائل والأدباء .

    عصر أبي الطيب
    شهدت الفترة التي نشأ فيها أبو الطيب تفكك الدولة العباسية وتناثر الدويلات الإسلامية التي قامت على أنقاضها. فقد كانت فترة نضج حضاري وتصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العرب والمسلمون. فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء(بني بويه ) وقادة الجيش ومعظمهم من غير العرب. ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام، وتعرضت الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية، ثم ظهرت الحركات الدموية في العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة. لقد كان لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس يجمع فيه الشعراء والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ووسيلة صلة بينه وبين الحكام والمجتمع، فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو العلماء يعني اتفق وإياهم على إكبار هذا الأمير الذي يدير هذا المجلس وذاك الوزير الذي يشرف على ذاك. والشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد مثلاً يرتحل إلى غيره فإذا كان شاعراً معروفاً استقبله المقصود الجديد، وأكبره لينافس به خصمه أو ليفخر بصوته. في هذا العالم المضطرب كانت نشأة أبي الطيب، وعى بذكائه الفطري وطاقته المتفتحة حقيقة ما يجري حوله، فأخذ بأسباب الثقافة مستغلاً شغفه في القراءة والحفظ، فكان له شأن في مستقبل الأيام أثمر عن عبقرية في الشعر العربي. كان في هذه الفترة يبحث عن شيء يلح عليه في ذهنه، أعلن عنه في شعره تلميحاً وتصريحاً حتى أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره، حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في اللاذقية، فلم يستمع له وإنما أجابه مصرا ً: أبا عبد الإله معاذ أني. إلى أن انتهى به الأمر إلى السجن.


    المتنبي و سيف الدولة الحمداني
    - ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة بن حمدان، امير وصاحب حلب ، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا واصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحة، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة .

    - ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب . وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.

    - وفي المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به، فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد، ومنها السالفة الذكر، لكن ذلك لم يكن إعجابا بالأيام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه، إذ لا يمكن فصل الفروع عن جذع الشجرة وأصولها، كقوله: -

    من تغلب الغالبين الناس منصبه ومن عدّي أعادي الجبن والبخل

    خيبة الأمل وجرح الكبرياء
    أحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما. وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة ، فلم ينتصف له سيف الدولة ، ولم يثأر له الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 هـ ومنها: (لا تطلبن كريماً بعد رؤيته). بعد تسع سنوات ونيف في بلاط سيف الدولة جفاه الامير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها ، وكان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك . إنكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي . فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلب ، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلاد عديده بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان المتنبي .

    المتنبي و كافور الإخشيدي
    الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مدن الشام ومصر وكأنه يضع خطة لفراقها ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوي. دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الإخشيدي) . و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليها إياه. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني في حلب ، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور:

    كفى بك داء أن ترى الموت شافياً وحسب المنايا أن يكن أمانيا

    فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:

    لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجــاس مناكــيد

    نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد بشمن وما تفنى العناقيد

    لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود

    من علم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه السود

    أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود

    و استقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، و قال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور و حاشيته، و التي كان مطلعها:

    عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد

    ويقول فيها أيضا:

    إذا أردت كميت اللون صافية وجدتها وحبيب النفس مفقود

    ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه أني لما أنا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ

    وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر(الأذلاء ..الذين يتركون حكامهم يذلونهم ! علق طه حسين على ذلك قائلا ( و كأن المتنبي يصف حال مصر الأن !)00و كان ذلك في عصر الملك فاروق) بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدة يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد قال في مطلعها:

    ألا كل ماشية الخيزلى فدى كل ماشية الهيدبى

    وكل ناجة بجاوية خنوف وما بي حسن المشى

    وقال يصف ناقته: ضربت بها التيه ضرب القمار إما لهذا وإما لذا لإذا فزعت قدمتها الجياد وبيض السيوف وسمر القنا

    وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في الألفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه . لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد امراء الشام و العراق وفارس. و بعد عودته إلى الكوفة، زار بلاد فارس، فمر بأرجان، ومدح فيها ابن العميد، وكانت له معه مساجلات. و مدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ.

    شعره وخصائصه الفنية
    شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة.


    أغراضه الشعرية

    المدح
    اشتهر بالمدح، وأشهر من مدحهم سيف الدولة الحمداني و كافور الإخشيدي، ومدائحه في سيف الدولة وفي حلب تبلغ ثلث شعره او أكثر ، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقواد حتى في حداثته. ومن قصائده في مدح سيف الدولة:

    وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف *** كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم
    تمـر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً *** ووجهك وضاحٌ ، وثغرُكَ باسم
    تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى *** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم

    الوصف
    أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلاط سيف الدولة ، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخياً. كما أنه وصف الطبيعة، وأخلاق الناس، ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. وقد قال يصف شِعب بوَّان، وهو منتزه بالقرب من شيراز :

    لها ثمر تشـير إليك منـه *** بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان
    وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـا *** صليل الحَلى في أيدي الغواني
    إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها *** أجابتـه أغـانيُّ القيـان
    و أضيف هذا البيت أيضا
    و لكن الفتى العربي فيها 0000غريب الوجه و اليد و اللسان!
    فرغم جمال الطبيعة حوله في شيراز يشعر بالغربة و لا يستطيع تناسيها بالطبيعة الخلابة حوله0
    الفخر
    لم ينسى المتنبي نفسه حين يمدح أو يهجو أو يرثى، ولهذا نرى روح الفخر شائعةً في شعره.

    وإني لمـن قـوم كـأَن نفـوسهـم *** بهـا أنَـفٌ أن تـسكـن اللحـم والعظمـا
    يقول المتنبي
    أي محل أرتقي 0000و أي عظيم أتقي (أخاف)
    و كل ما خلق الله0000و ما لم يخلق
    محقر في همتي0000كشعرة في مفرقي!(منتهى الغرور)
    الهجاء
    لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد الفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته:



    أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول
    لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
    وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل
    وما التِّيهُ طِبِّى فيهم ، غير أنني *** بغيـضٌ إِلىَّ الجاهـل المتعاقِـل

    *أرى أن المتنبي كان كثير الهجاء 00و كافورياته تكفي للتدليل على ذلك00
    و أشتهر المتنبي في هجائه بانه ذم في صورة المدح (استعمل هذا الفن مع سيف الدولة و مع كافور كثيرا 00كما استعمله مع غيرهما) يقول المتنبي في أحد معاصريه(و هو ابن كروس و كان اعورا)

    ألا يا ابن كروس يا نصف اعمى000و إن شئت فيا نصف البصير!

    و يقول هاجيا آخر

    فاذا اشار محدثا فكانما000قرد يقهقه أو عجوز تلطم! الرثاء
    للشاعر رثاء غلب فيه على عاطفته، وانبعثت بعض النظرات الفلسفية فيها. وقال يرثى جدته:



    أحِنُ إلى الكأس التي شربت بها *** وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا
    بكيتُ عليها خِيفة في حياتهـا *** وذاق كلانا ثُكْلَ صاحبه قِدما
    أتاها كتابي بعد يأس وتَرْحَـة *** فماتت سروراً بي ، ومِتُ بها غمَّا
    حرامٌ على قلبي السرور ، فإنني *** أَعُدُّ الذي ماتت به بعدها سُمَّا

    الحكمة
    اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية، ويردد نوازعها وآلامها. ومن حكمه ونظراته في الحياة:

    ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيـه وأن نتـفانى
    غير أن الفتى يُلاقي المنايـا *** كالحات ، ولا يلاقي الهـوانا
    ولـو أن الحياة تبقـى لحيٍّ *** لعددنا أضلـنا الشجـعانا
    'وإذا لم يكن من الموت بُـدٌّ *** فمن العجز ان تكون جبانا


    مقتله
    كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني 0فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محشد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.

    قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك... أراد الهرب فقال له ابنه... اتهرب وأنت القائل

    الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم

    فقال المتنبي: قتلتني ياهذا, فرجع فقاتل حتى قتل

    ولهذا اشتهر بأن هذا البيت هو الذي قتله. بينما الأصح أن الذي قتله هو تلك القصيدة.


    عدل سابقا من قبل أحمد في الخميس يناير 10, 2013 10:40 pm عدل 1 مرات
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو الطيب المتنبي Empty رد: أبو الطيب المتنبي

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة سبتمبر 19, 2008 5:03 am

    أشعار الحكمة عند المتنبي(أبيات تجري مجرى الحكمة و الامثال)
    *********************************

    **ذو العقل يشقى في النعيم بعقلِهِ وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
    والناس قد نبذو الحفاظ , فمطلق ينسى الذي يولي , وعاف يندم
    لا يخدعنّك من عدوّ دمعةً وارحم شبابك من عدوٍ تُرحَمِ
    ومن البليّة عذل من لا يرعوي عن جهلِهِ , وخطاب من لايفهمِ
    ومن العداوة ما ينالك نفعُهُ ومن الصداقة ما يضر ويؤلمُ
    والذل يظهر في الذليل مودةً وأود منه لمن يود الأرقم

    **إذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمر به الوحول


    **بذا قضت الايام ما بين اهلها000مصائب قوم عند قوم فوائد

    قال هذا البيت بمناسبة انتصار سيف الدولة الحمداني على الروم(فمصائب الروم00فوائد للمسلمين)0


    **إذا غامرت في شرف مرور 000فلا تقنع بما دون النجوم
    فطعم الموت في امر عقير 000كطعم الموت في امر عظيم

    **و إذا لم يكن من الموت بد000فمن العجز ان تعيش جبانا

    **إذا انت اكرمت الكريم ملكته000و إن انت اكرمت اللئيم تمردا

    **ما كل ما يتمنى المرء يدركه ....... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

    **على قدر أهل العزم تأتي العزائم ...... وتأتي على قدر الكرام المكارم

    **لولا المشقة ساد الناس كلهم ................... الجود يفقر والإقدام قتال

    **إذا رأيت نيوب الليث بارزة......... فلا تظنن أن الليث يبتسم

    **شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ 0000 وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ

    **وما التَّأنيثُ لاسمِ الشَّمسِ عيبٌ000 ولا التَّذكيرُ فَخْرٌ لِلْهِلالِ

    **و إذا اتتك مذمتى من ناقص000فهى الشهادة لى بانى كامل!

    **وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِداً لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ

    **أعز مكان في الدنى سرج سابح 0000 وخير جليس في الزمان كتاب

    **كُــلُّ حِــلمٍ أتــى بِغَــير اقتِـدارٍ ...... حُجَّـــةٌ لاجِــىءٌ إليهــا اللِّئــامُ

    **مَــن يَهُــن يَسـهُلِ الهَـوانُ عَلَيـهِ ...... مـــا لُجِـــرْحٍ بِمَيِّــتٍ إِيــلامُ

    **و ما الحسنُ في وجهِ الفتى شرفاً له .......إذا لم يكن في فعله و الخلائقِ

    **وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ........ إذا استوت عنده الأنوار والظلم

    **وما انتفاع أخي الدنيا بناظـره..... إذا ستوت عنده الأنوار والظلــــم
    تاج العروبة (الفوهرر)
    تاج العروبة (الفوهرر)
    فيلسوف ثمار الأوراق
    فيلسوف ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 598
    العمر : 39
    الموقع : العراق
    العمل/الترفيه : خريج كليه الاداب - قسم الفلسفة
    المزاج : الارادة مفتاح النصر
    نقاط : 104
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو الطيب المتنبي Empty رد على موضوع الاخ العزيز احمد

    مُساهمة من طرف تاج العروبة (الفوهرر) الخميس نوفمبر 27, 2008 6:08 pm

    أبو الطيب المتنبي 898070829


    أبو الطيب المتنبي 716041787



    و


    أبو الطيب المتنبي 251040571

    أبو الطيب المتنبي 180321267

    أبو الطيب المتنبي 481954488

    أبو الطيب المتنبي 601661413


    أبو الطيب المتنبي 692165917
    أبو الطيب المتنبي 198723222
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو الطيب المتنبي Empty رد: أبو الطيب المتنبي

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 28, 2009 7:43 am

    واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
    ما لي أكتم حبا قد برى جسدي وتدعي حب سيف الدولة الأمم
    إن كان يجمعنا حب لغرته فليت أنا بقدر الحب نقتسم
    قد زرته و سيوف الهند مغمدة وقد نظرت إليه و السيوف دم
    فكان أحسن خلق الله كلهم وكان أحسن مافي الأحسن الشيم
    فوت العدو الذي يممته ظفر في طيه أسف في طيه نعم
    قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت لك المهابة مالا تصنع البهم
    ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها أن لا يواريهم بحر و لا علم
    أكلما رمت جيشا فانثنى هربا تصرفت بك في آثاره الهمم
    عليك هزمهم في كل معترك و ما عليك بهم عار إذا انهزموا
    أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر تصافحت فيه بيض الهندو اللمم
    يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام و أنت الخصم والحكم
    أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
    وما انتفاع اخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار و الظلم
    سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بانني خير من تسعى به قدم
    انا الذي نظر العمى إلى ادبي و أسمعت كلماتي من به صمم
    انام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها و يختصم
    و جاهل مده في جهله ضحكي حتى اتته يد فراسة و فم
    إذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم
    و مهجة مهجتي من هم صاحبها أدركته بجواد ظهره حرم
    رجلاه في الركض رجل و اليدان يد وفعله ماتريد الكف والقدم
    ومرهف سرت بين الجحفلين به حتى ضربت و موج الموت يلتطم
    الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس و القلم
    صحبت في الفلوات الوحش منفردا حتى تعجب مني القور و الأكم
    يا من يعز علينا ان نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
    ما كان أخلقنا منكم بتكرمة لو ان أمركم من أمرنا أمم
    إن كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكم ألم
    و بيننا لو رعيتم ذاك معرفة غن المعارف في اهل النهى ذمم
    كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم و يكره الله ما تأتون والكرم
    ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
    ليت الغمام الذي عندي صواعقه يزيلهن إلى من عنده الديم
    أرى النوى تقتضينني كل مرحلة لا تستقل بها الوخادة الرسم
    لئن تركن ضميرا عن ميامننا ليحدثن لمن ودعتهم ندم
    إذا ترحلت عن قوم و قد قدروا أن لا تفارقهم فالراحلون هم
    شر البلاد مكان لا صديق به و شر ما يكسب الإنسان ما يصم
    و شر ما قنصته راحتي قنص شبه البزاة سواء فيه و الرخم
    بأي لفظ تقول الشعر زعنفة تجوز عندك لا عرب ولا عجم
    هذا عتابك إلا أنه مقة قد ضمن الدر إلا أنه كلم
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو الطيب المتنبي Empty رد: أبو الطيب المتنبي

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين نوفمبر 04, 2013 11:05 pm

    وَاحَـرّ قَلْبـاهُ
    المتنبي
    وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
    وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
    ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
    وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـم ُ
    إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
    فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
    قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
    وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
    فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
    وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
    فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
    فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
    قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
    لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
    ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
    أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
    أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
    تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
    عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
    وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
    أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
    تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
    يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
    فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
    أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
    أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
    وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
    إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
    سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
    بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
    أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
    وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
    أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
    وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
    وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
    حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
    إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
    فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
    وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
    أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
    رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
    وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
    وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
    حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
    ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
    وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
    صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
    حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
    يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
    وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
    مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
    لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
    إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
    فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
    وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
    إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
    كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
    وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
    ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
    أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
    لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
    يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
    أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
    لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
    لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
    لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
    إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
    أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
    شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
    وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
    وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
    شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
    بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
    تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
    هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
    قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو الطيب المتنبي Empty رد: أبو الطيب المتنبي

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مارس 12, 2015 11:41 am

    كُلَيْمة عن المتنبي


    شاعر مُبدع عبْقَري صَمَدَ في وجه المُدلهمَّات والعواصِف والكوارث، وألسِنَة الحسَدَة والمُغرضين، ولم يبالِ بتلك الجِراء الصغيرة التي ظلَّت تنبحُ في طريقه وهو يشقُّها نحو الخلود، متجاهلاً كل تلك النتوءات التي كانت تعترضُ سبيلَه، فكان جزاءُ صبره وعزيمته وهمته العاليةِ أن طارَ ذِكرُه في الآفاق، واشتهرَ شهرةً لم يشتهر مثلَها أحدٌ غيرُه عبرَ الأزمان المتطاولة، فمات النقدُ والنقَدَةُ والجَرْحَ والجرّاحون، وبقي هو في سماء التميز كنجمةٍ مضيئةٍ يَهتدي بها السائرون نحو الأدب الرفيع، واللغة الأنيقة، والحِكَم الشائقة، والأبيات التي انطلقت من الأفواه انطلاقَ التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، ولو لم يكن له من الشِّعر إلا قوله:
    وإذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
    فَهيَ الشَهادةُ لي بأنّي كاملُ

    لحُقَّ له أن يسبق الجميع، وكفى به فخرًا أن يكون إمام العربية في عصره (ابن جِني) تلميذًا بارًّا له! بل ما أسعدَه وما أعظمَ حظه أن يُعطيه علامة العربية في عصرنا (أبو فِهْر محمود شاكر) الحظ الأطيبَ والنصيبَ الأوفى من حياته لتذوُّق شِعره وفهم شُعوره، حتى كتب عنه سِفرًا لم يؤلَّف مثله في التاريخ كله - فيما أعلم!

    ولله درُّ العلامة الزركْلِي حين وصفه بقوله: الشاعرُ الحكيمُ، وأحدُ مفاخر الأدب العربي، له الأمثالُ السائرة والحِكَم البالغة والمعاني المُبتَكرة، وفي عُلماء الأدب مَن يَعدُّه أشعرَ الإسلاميين.


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/83692/#ixzz3UC6m7qMA
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو الطيب المتنبي Empty رد: أبو الطيب المتنبي

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يوليو 27, 2015 10:21 am

    نعد المشرفية والعوالي *** وتقتلنا المنون بلا قتال

    ونرتبط السوابق مقربات *** وما ينجين من خبب الليالي

    ومن لم يعشق الدنيا قديما *** ولكن لا سبيل إلى الوصال

    نصيبك في حياتك من حبيب *** نصيبك في منامك من خيال

    رماني الدهر بالأرزاء حتى *** فؤادي في غشاء من نبال

    فصرت إذا أصابتني سهام *** تكسرت النصال على النصال

    وهان فما أبالي بالرزايا *** لأني ما انتفعت بأن أبالي

    وهذا أول الناعين طرا *** لأول ميتة في ذا الجلال

    كأن الموت لم يفجع بنفس *** ولم يخطر لمخلوق ببال

    صلاة الله خالقنا حنوط *** على الوجه المكفن بالجمال

    على المدفون قبل الترب صونا *** وقبل اللحد في كرم الخلال

    فإن له ببطن الأرض شخصا *** جديدا ذكرناه وهو بالي

    وما أحد يخلد في البرايا *** بل الدنيا تؤول إلى زوال

    أطاب النفس أنك مت موتا *** تمنته البواقي والخوالي

    وزلت ولم تري يوما كريها *** تسر الروح فيه بالزوال

    رواق العز حولك مسبطر *** وملك علي ابنك في كمال

    سقى مثواك غاد في الغوادي *** نظير نوال كفك في النوال

    لساحيه على الأجداث حفش *** كأيدي الخيل أبصرت المخالي

    أسائل عنك بعدك كل مجد *** وما عهدي بمجد عنك خالي

    يمر بقبرك العافي فيبكي *** ويشغله البكاء عن السؤال

    وما أهداك للجدوى عليه *** لو انك تقدرين على فعال

    بعيشك هل سلوت فإن قلبي *** وإن جانبت أرضك غير سالي

    نزلت على الكراهة في مكان *** بعدت عن النعامى والشمال

    تحجب عنك رائحة الخزامى *** وتمنع منك أنداء الطلال

    بدار كل ساكنها غريب *** طويل الهجر منبت الحبال

    حصان مثل ماء المزن فيه *** كتوم السر صادقة المقال

    يعللها نطاسي الشكايا *** وواحدها نطاسي المعالي

    إذا وصفوا له داء بثغر *** سقاه أسنة الأسل الطوال

    وليست كالإناث ولا اللواتي *** تعد لها القبور من الحجال

    ولا من في جنازتها تجار *** يكون وداعها نفض النعال

    مشى الأمراء حوليها حفاة *** كأن المرو من زف الرئال

    وأبرزت الخدور مخبآت *** يضعن النقس أمكنة الغوالي

    أتتهن المصيبة غافلات *** فدمع الحزن في دمع الدلال

    ولو كان النساء كمن فقدنا *** لفضلت النساء على الرجال

    وما التأنيث لاسم الشمس عيب *** ولا التذكير فخر للهلال

    وأفجع من فقدنا من وجدنا *** قبيل الفقد مفقود المثال

    يدفن بعضنا بعضا وتمشي *** أواخرنا على هام الأوالي

    وكم عين مقبلة النواحي *** كحيل بالجنادل والرمال

    ومغض كان لا يغضي لخطب *** وبال كان يفكر في الهزال

    أسيف الدولة استنجد بصبر *** وكيف بمثل صبرك للجبال

    فأنت تعلم الناس التعزي *** وخوض الموت في الحرب السجال

    وحالات الزمان عليك شتى *** وحالك واحد في كل حال

    فلا غيضت بحارك يا جموما *** على علل الغرائب والدخال

    رأيتك في الذين أرى ملوكا *** كأنك مستقيم في محال

    فإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإن المسك بعض دم الغزال
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو الطيب المتنبي Empty رد: أبو الطيب المتنبي

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يوليو 27, 2015 10:37 am

    قال الزركلي (صاحب كتاب الأعلام) عن أبي الطيب المتنبي: الشاعرُ الحكيمُ، وأحدُ مفاخر الأدب العربي، له الأمثالُ السائرة والحِكَم البالغة والمعاني المُبتَكرة، وفي عُلماء الأدب مَن يَعدُّه أشعرَ الإسلاميين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 9:31 am