كان القاضي الرشيد بن الزبير على جلالته وفضله، ومنزلته من العلم والنّسب، قبيحَ المنظر، أسودَ الجِلْدَة، ذا شَفَة غليظة وأنف مبسوط كخِلْقة الزنوج، قصيرًا. حدّث يومًا فقال: مررت بموْضع في القاهرة، وإذا امرأةٌ شابّة، صبيحة الوجه، وضيئة المنظر. فلما رأتني نظرتْ إليّ نظر مُطْمِعٍ لي في نفسه. فتوهمّتُ أنني وقعتُ منها بموقع، ونَسِيت نفسي وأشارت إليّ بطَرْفها، فتبِعتها وهي تدخل في سِكـّة وتخرج من أخرى، حتى دخلتْ دارًا، وأشارت إليّ، فدخلتُ. وَرَفَعَتِ النـِّقاب عن وجهٍ كالقمر في ليلة تمامه، ثم صفـّقتْ بيديها منادية: يا ست الدار! فنزلت إليها طفلة، فقالت لها: إن رَجَعتِ تبولين في الفِراش تركتُ سيدَنا القاضي يأكلكِ! ثم التفتت إليَّ وقالت: لا أَعْدَمَني اللّهُ إحسانَك. فخرجتُ وأنا خـَزْيان خَجلاً، لا أهتدي إلى الطريق.
من كتاب "معجم الأدباء" لياقوت.
____________________
و قد حكى الجاحظ - ت :255هجريا - عن نفسه قصة تشبه هذه القصة ، سأوردها لكم في نفس الصفحة
من كتاب "معجم الأدباء" لياقوت.
____________________
و قد حكى الجاحظ - ت :255هجريا - عن نفسه قصة تشبه هذه القصة ، سأوردها لكم في نفس الصفحة