من أمثلة حذف الكلمة قوله تعالى: (واسأل القرية التي كنَّا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون) (يوسف82)، أي اسأل أهل القرية التي كنَّا فيها، وأصحاب العير التي أقبلنا فيها، وقولهم إنا لصادقون أي فيما أخبرناك. قال الفخر الرازي في تفسيره: (إن الأمر إذا ظهر ظُهوراً تاماً كاملاً فقد يقال فيه، سل الماء والأرض وجميع الأشياء عنه، والمراد أنه بلغ في الظهور إلى الغاية التي ما بقي للشك فيها مجال) انتهى كلامه. كما أن قولهم (وإنا لصادقون) أبلغ من قولهم: وإنا لصادقون فيما أخبرناك، لأنهم بذلك وصفوا أنفسهم بالصدق في كل الأحوال لا في هذه الحادثة بالذات.
ومن الأمثلة أيضاً قوله تعالى: (وأنعام حرمت ظهورها). أي حُرموا ركوب ظهورها أو التحميل عليها، لذا كان ترك الذكر أفصح من الذكر، لأنه يشمل كل أنواع الانتفاع بظهور تلك الأنعام. وقد أشاد العلماء بفن الحذف في الإيجاز كثيراً، وأرى أن من المناسب أن نختم المقال بما ذكره ابن الأثير - في كتابه «المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر»-: (أما الإيجاز بالحذف فإنه عجيب الأمر شبيه بالسحر، وذاك أنك ترى فيه ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيدَ للإفادة، وتجدك أنْطَقَ ما تكون إذا لم تَنطِقْ، وأتَـمَّ ما تكون مبيناً إذا لم تُبِنْ).
ومن الأمثلة أيضاً قوله تعالى: (وأنعام حرمت ظهورها). أي حُرموا ركوب ظهورها أو التحميل عليها، لذا كان ترك الذكر أفصح من الذكر، لأنه يشمل كل أنواع الانتفاع بظهور تلك الأنعام. وقد أشاد العلماء بفن الحذف في الإيجاز كثيراً، وأرى أن من المناسب أن نختم المقال بما ذكره ابن الأثير - في كتابه «المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر»-: (أما الإيجاز بالحذف فإنه عجيب الأمر شبيه بالسحر، وذاك أنك ترى فيه ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيدَ للإفادة، وتجدك أنْطَقَ ما تكون إذا لم تَنطِقْ، وأتَـمَّ ما تكون مبيناً إذا لم تُبِنْ).