ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


2 مشترك

    ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى Empty ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أكتوبر 15, 2008 3:46 pm

    زهير بن أبي سلمى


    (... - 13 ق. هـ = ... - 609 م)

    هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر. حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل كان ينظم القصيدة في شهر ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات. إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، والآخران هما امرؤ القيس والنّابغة الذبياني. وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير. وإلى مثل هذا الرأي ذهب العبّاس بن الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء. وقد علّل العبّاس ما عناه بقوله: ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله:
    فما يَكُ من خيرٍ أتوه فإنّما- توارثه آباء آبائهم قبْل
    وكان عمرو بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عبّاس إذ قال: خرجت مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين?" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم صار كذلك? قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه". وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان، وعبد الملك بن مروان، وآخرون واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت... وأصدق بيت... وأبين بيت". فالأمدح قوله:
    تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا- كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ
    والأصدق قوله:
    ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ- وإنْ تَخْفى على الناس تُعْلَمِ
    وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق:
    فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ- يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ
    قال بعضهم معلّقاً: لو أن زهيراً نظر في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ما زاد على قوله المشار إليه، ولعلّ محمد بن سلاّم أحاط إحاطة حسنة بخصائص شاعرية زهير حين قال: "من قدّم زهيراً احتجّ بأنه كان أحسنهم شعراً وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، وأشدّهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره". وسنورد لاحقاً جملة أخرى في مثل هذه الخصائص التي تطالعنا بها أشعاره والتي تكشف عن أهمية شعره وقيمته.
    كانت ولادة زهير في بني غطفان. وبين هؤلاء القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته:
    أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم- بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم
    وبعد طلاقه أم أوفى بسبب موت أولاده منها، اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير.
    لكن زهيراً- كما يفهم من حديثه وأهل بيته- كان من مزينة- وما غطفان إلا جيرانهم، وقِدْماً ولدتهم بنو مرّة وفي الأغاني حديث زهير في هذا الشأن رواه ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني، ولم نر ضرورة إثباته.
    ولعلّ البارز في سيرة زهير وأخباره تأصّله في الشاعرية: فقد ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر. ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده وأبناء حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران، ومن أبناء الحفدة الشعراء عمرو بن سعيد والعوّام ابنا عقبة المضرّب..
    ويطول الكلام لو أردنا المضي في وراثة زهير الشعر وتوريثه إياه. يكفي في هذا المجال الحوار بينه وبين خال أبيه بشامة بن الغدير الذي قال حين سأله زهير قسمة من ماله: "يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله" قال: "ما هو?"، قال: شعري ورثتنيه". فقال له زهير: "الشعر شيء ما قلته فكيف تعتدّ به عليّ?"، فقال له بشامة: "ومن أين جئت بهذا الشعر? لعلك ترى أنّك جئت به من مزينة? وقد علمت العرب أن حصاتها وعين مائها في الشعر لهذا الحيّ من غطفان، ثم لي منهم وقد رويته عنّي".
    فإذا تحوّلنا من شاعرية زهير إلى حياته وسيرته فأول ما يطالعنا من أخباره أنه كان من المعمّرين، بلغ في بعض الروايات نحوا من مئة عام. فقد استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه ولد في نحو السنة 530م. أما سنة وفاته فتراوحت بين سنة 611و 627م أي قبل بعثة النبيّ بقليل من الزمن، وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه كائن من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه".
    ومن الأخبار المتّصلة بتعمير زهير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه "وله مائة سنة" فقال: اللهم أعذني من شيطانه"، فما لاك بيتاً حتى مات. وأقلّ الدلالات على عمره المديد سأمه تكاليف الحياة، كما ورد في المعلّقة حين قال:
    سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِش- ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ، يسأَمِ
    والمتعارف عليه من أمر سيرته صدق طويته، وحسن معشره، ودماثة خلقه، وترفعه عن الصغائر، وأنه كان عفيف النفس، مؤمناً بيوم الحساب، يخاف لذلك عواقب الشرّ. ولعلّ هذه الأخلاق السامية هي التي طبعت شعره بطابع الحكمة والرصانة، فهو أحد الشعراء الذين نتلمس سريرتهم في شعرهم، ونرى في شعرهم ما انطوت عليه ذواتهم وحناياهم من السجايا والطبائع. وأكثر الباحثين يستمدّ من خبر زهير في مدح هرم بن سنان البيّنة التي تبرز بجلاء هذه الشخصية التي شرفتها السماحة والأنفة وزيّنها حبّ الحق والسّداد: فقد درج زهير على مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف لمأثرتهما في السعي إلى إصلاح ذات البين بين عبس وذبيان بعد الحرب الضروس التي استمرّت طويلاً بينهما.
    وكان هذا السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص ديّات القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير. قيل إن هرماً حلف بعد أن مدحه زهير أن لا يكف عن عطائه، فكان إذا سأله أعطاه، وإذا سلّم عليه أعطاه. وداخل زهير الاستحياء، وأبت نفسه أن يمعن في قبول هبات ممدوحه، فبات حين يراه في جمع من القوم يقول "عموا صباحاً غير هرم ... وخيركم استثنيت".
    ذكر أن ابن الخطاب قال لواحد من أولاد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك، فأنشده، فقال الخليفة: إنه كان ليحسن فيكم القول"، فقال: "ونحن والله كنّا نحسن له العطاء"، فقال عمر بن الخطاب: "قد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم". نعم لقد خلد هرم بفضل مديح زهير الصادق ومنه قوله:
    منْ يلقَ يوماً على عِلاّته هرماً- يلقَ السماحةَ منه والنّدى خلقَا
    ولزهير ديوان شعر عني الأقدمون والمحدثون بشرحه. وأبرز الشّراح الأقدمين الأعلم الشنتمري. وفي طليعة من حقّق ديوان زهير حديثاً المستشرق لندبرغ في ليدن سنة 1881م. ويدور شعر الديوان في مجمله حول المدح والفخر ودور زهير في ظروف حرب السباق، وتتوّج الحكمة هذا الشعر بهالة من الوقار تعكس شخصية الشاعر الحكيم.
    وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن زهير بن أبي سلمى في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: شخصية زهير نقيض لإمرئ القيس وطرفة. كان امرؤ القيس وطرفة رجلين طائشين وحياتهما غير منضبطة، وماتا ميتة عنيفة في عز شبابهما. بينما عاش زهير حياة طويلة ونال احترام الجميع لحكمته وأخلاقه العالية ولم يكن بحاجة للآخرين. عاصر الشاعرين المذكورين في مولده، لكنه قارب أيام ظهور الإسلام. يقال إنه في سن التسعين جاء إلى النبي فاستعاذ منه وقال: "اللهم أعذني من شيطانه" قول قامت عليه تعاليم بعض علماء المسلمين الذين قالوا بفكرة إن الوحي نزل على الرسول بالقرآن، وكذلك كان لكل شعراء الجاهلية شيطاناً يوحي لهم بما يقولون. لا يختلف هذا عن إيمان المسيحيين الأوائل الذين أكدوا على أن أصوات الشياطين كانت تخرج من أفواه كهنة الوثنيين. يضاف أنه بعد نصيحة الرسول لزهير لم ينظم الشعر. ويقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قال إن زهير كان شاعر الشعراء. كان سيداً اتسعت ثروته، حكيم، وكان ورعاً حتى في أيام الجاهلية.
    كان زهير بن أبي سلمى من قبيلة "مزينة" ويعود من ناحية أم والده إلى قبيلة "مرة" في الحجاز. يروى إن والد زهير ذهب مع أقربائه من بني "مرة" - أسد وكعب - في غزوة ضد طيْ، وإنهم غنموا إبلاً عديدة. قال افردا لي سهماً، فأبيا عليه ومنعاه حقه، فكف عنهما، حتى إذا الليل أتى أمه فقال : والذي أحلف به لتقومن إلى بعير من هذه الإبل فلتقعدن عليه أو لأضربن بسيفي تحت قرطيك. فقامت أمه إلى بعير منها فاعتنقت سنامه وساق لها أبو سلمى وهو يرتجز ويقول: قادهم أبو سلمى من مضارب "مرة" حتى وصل قومه. لم يمض وقت طويل قبل التحاقه "بمزينة" في غزوة على بني ذبيان، فخذ من "مرة". عندما بلغوا غطفان، جيران مرة، عاد غزاة مرة خائفين إلى خيام غطفان ومكثوا معهم. وهكذا قضى زهير طفولته معهم وليس مع قبيلته. يلمح إلى العيش بين الغرباء بقوله : يعرف أن زهير تزوج مرتين، الأولى إلى أم أوفى، حبيبة شبابه التي يتغنى بها في المعلقة، والثانية إلى أم ولديه، كعب وبوجير. توفي أبناء أم أوفى، لذا تزوج ثانية. لم تغفر له أم أوفى زواجه عليها، فهجرها لزلة اقترفتها وإن ندم لاحقاً. وهذا سبب ندبه.
    ذكر ابن العربي إن زهير كان له ابن يدعى سالم، كان في غاية الوسامة حتى إن امرأة عربية قالت عندما رأته قرب نبع ماء على صهوة جواده مرتدياً عباءة مخططة بخطين "لم أر حتى يومنا مثيلاً لهذا الرجل ولا هذه العباءة ولا هذا الجواد". فجأة تعثر الجواد وسقط، فدقت عنقه وعنق راكبه. ذكر ابن العربي أيضاً إن والد زهير كان شاعراً، وكذلك أخ أمه وأخته سلمى وأخته الخنساء وابناه وحفيده المضرب بن كعب.
    قسم عمه باشاما عند موته ثروته بين أقربائه، لكنه لم يعط زهير شيئاً بالرغم من حبه له. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي". أجاب العجوز: " كلا، تركت لك أفضل ما عندي موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح، يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
    وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: تميز زهير بن أبي سلمى منذ نعومة أظفاره بنبوغه الشعري. كان المفضل عند عمه باشاما، الذي كان بنفسه شاعراً مشهوراً، لكن عندما أحس العجوز بدنو أجله قسم أملاكه بين أقاربه ولم يترك لزهير شيئاً. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي?" أجاب العجوز: "كلا، تركت لك أفضل ما عندي، موهبتي في نظم الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح, يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
    نظمت معلقته لما آلت إليه حرب داحس والغبراء، وفي مديح الحارث بن عوف والحارم بن سنان، صانعي السلام. كما نظم زهير عديداً من القصائد في مدح حارم بن سنان، الذي لم يقم على تلبية كل طلبات الشاعر فقط، بل كان يمنحه لقاء قصيدة مديح إما جارية أو حصان. شعر زهير بالخجل لهذه المكرمة حتى أنه كان يقول عندما يدخل على قوم فيهم حارم " السلام عليكم جميعاً باستثناء حارم، رغم أنه أفضلكم".
    قرأ أحد أبناء حارم قصيدة مديح في عائلته للخليفة عمر الذي قال إن زهير مدحكم مدحاً جميلاً. فرد الابن موافقاً وقال لكننا أجزلنا له العطاء. قال عمر "ما منح يفنى مع الزمن، لكن مديحه خالد". لم يكن عمر من المعجبين بالشعر، لكنه مدح زهير لأنه مدح في شعره من يستحق المديح مثل حارم بن سلمى.
    كانت أم أوفى التي ذكرها في مطلع المعلقة زوجة زهير الأولى التي طلقها بسبب غيرتها وندم لاحقاً على فعلته. مات كل الأبناء التي أنجبتهم صغار السن. أنجبت زوجته الثانية ولدين: كعب من نظم قصيدة البردة الشهيرة والمعروفة في الشرق بمطلع " بانت سعاد ?" وألقاها في حضرة الرسول (630 ميلادية ) عندما عقد صلحاً معه ودخل الإسلام، والابن الثاني بوجير وكان من أوائل من دخل الإسلام. ورد في كتاب الأغاني أن الرسول قابل زهير وهو في سن المئة وقال: " اللهم أعذني من شيطانه ". ويقال إنه توفي قبل أن يغادر الرسول البيت. في رواية أخرى أن زهير تنبأ بقدوم الرسول وذكر ذلك لابنيه كعب وبوجير، ونصحهم بالاستماع إلى كلام الرسول عند قدومه، وهذا يعني أنه توفي قبل ظهور الرسالة.
    اعتمدنا في ذلك على: ابن الخطيب التبريزي، شرح المعلقات العشر المذهبات، تحقيق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم، د. ت، ص113-118. أعلام الزركلي. وانظر أيضاً ما ترجمه صلاح صلاح في ما يلي:



    Blunt, Lady Anne (Translated from the original Arabic) & Blunt, Wilfred Scawen (done into English Verse). The seven golden Odes of Pagan Arabia, known also as the Mo-Allakat. London: The Chiswick press, 1903, PP.17-19. Clouston, W A (edited with introduction and notes). Arabian Poetry and English Readers. London: Darf Publishers Limited, 1986,xli- xliii

    المصدر : موقع الوراق
    تاج العروبة (الفوهرر)
    تاج العروبة (الفوهرر)
    فيلسوف ثمار الأوراق
    فيلسوف ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 598
    العمر : 40
    الموقع : العراق
    العمل/الترفيه : خريج كليه الاداب - قسم الفلسفة
    المزاج : الارادة مفتاح النصر
    نقاط : 104
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى Empty رد على موضوع الاخ العزيز احمد

    مُساهمة من طرف تاج العروبة (الفوهرر) الخميس نوفمبر 20, 2008 7:34 pm

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى 716041787



    و



    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى 251040571


    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى 180321267


    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى 200851077

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى 143778974

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى 597034296
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى Empty رد: ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يوليو 20, 2009 10:45 pm

    شرفني مروركم العطر أخي الحبيب أ / حسين "تاج العروبة"

    لا حرمت مروركم العطر

    أخوك أحمد

    :798/7487: :798/7487: :798/7487:
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى Empty رد: ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد أبريل 27, 2014 1:35 pm



    https://www.youtube.com/watch?v=BZVr_GWc5zE
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى Empty رد: ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 2:12 am

    زهير بن أبي سلمى :
    هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني ولد عام 205م حكيم الشعراء في الجاهلية ، وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة.
    قال ابن الأعرابي : كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره : كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وإبناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة. ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة المنورة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام .
    قيل عنه :
    كان ينظم القصيدة في شهر, ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات .
    إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، والآخران هما امرؤ القيس والنابغة الذبياني .
    وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير.
    وإلى مثل هذا الرأي ذهب العباس بن الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء.
    وقد علّل العبّاس ما عناه بقوله : ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله :
    فما يَكُ مِنْ خَيْرٍ أتوهُ فإنّما *** توارثَهُ آباءُ آبائهم قَبْلُ
    * وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عباس إذ قال : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أول غزاة غزاها فقال لي : أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين ؟" قال : ابن أبي سلمى، قلت : وبم صار كذلك ؟ قال : لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه".
    * وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعبد الملك بن مروان، وآخرون ، واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت ، وأصدق بيت ، وأبين بيت".
    * فالأمدح قوله :
    تَرَاهُ إذا ما جِئْتَهُ مُتَهَلّلاً *** كأنّكَ تُعطيهِ الذي أنتَ سائِلُهْ
    * والأصدق قوله :
    وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ *** وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ
    * وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق :
    فَإِنَّ الحَقَّ مَقطَعُهُ ثَلاثٌ *** يَمينٌ أَو نِفارٌ أَو جِلاءُ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ���� - ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى Empty رد: ترجمة الشاعر زهير بن أبي سلمى

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 08, 2015 2:26 pm

    محاسن الأخلاق في شعر زهير بن أبي سلمى

    مدخل: العرَب كانوا مولَعين بالأمثال والأقوال الحكيمة، والتي فعلاً هي نتائجُ لتجاربَ بشرية طويلة، وقد اشتَهر في هذا المجال عديدٌ من الشعراء والخطباء؛ من مثل عُبيد بن الأبرَص، ولَبيدِ بن ربيعة، وقُسِّ بن ساعدةَ، وأكثمَ بن صَيفي، والأخير كان يدعوه الشُّيوخ والملوكُ للتمتُّع من أقواله وآرائه الحكيمة، وهي كلها أو معظمها محتويةٌ على الأخلاق الحسَنة والمَحامد المعروفة بين العرب.

    ومن بين هؤلاء الشعراء الحكماء شاعرُنا المُزنيُّ زهيرُ بن أبي سُلمى ربيعةَ بنِ رَباح (نحو 530 - 627) الذي طار صيتُه في الحكمة والقولِ المعروف، حتى اعتبره خليفةُ المسلمين الثاني عمرُ بن الخطَّاب رضي الله عنه أشعرَ شعراءِ العرب الجاهليِّين.

    وقد اعتبَره الناقدون أشعرَ الشعراء؛ لأنه لم يكن يُعاظِل في الكلام، وكان يتجنَّب حوشيَّ الشِّعر، ولم يمدَح أحدًا إلا بما فيه مِن المحامد والسَّجايا الجميلة، وكان يتألَّه في شعره ويتعفَّف به، وفي معلَّقته ما يدلُّ على أنه كان يؤمن بالله وبالبعثِ والحساب يوم الدِّين.

    وكان يُعنَى بتنقيح شِعره وتهذيبه، وقد رُويَت له أربعُ قصائدَ اشتهَرت بالحوليَّات؛ أي: التي قَرض كلَّ واحدة منها في اثنَي عشرَ شهرًا، ويتميَّز هو بمتانة لغته وقوَّة تركيبه، وبتحكيمِه عقلَه ورَوِيَّتِه في تصوُّراته وخياله، فلا يبتعد - إلا نادرًا - عن الحقائق المحسوسة، وهو أشعر شعراء الجاهليَّة حقًّا في إعطاء الحكمة وضَرب المثل، عُرف في حياته بالرَّصانة والتعقُّل، فجاءت آراؤه تُناسب حياتَه، وبُنِيَت منزلته الأدبيَّة على الحكمة التي عُرِف بها.

    وحكمته تَحتوي على آراء أخلاقيَّة واجتماعية، وإرشادات للمجتمع العربي، وهذه هي الآراء التي جعلَته قريبًا من الشعب؛ وذلك لأنه كان يُكلِّم الناس فيها بما يَعرفون وما يألَفون.

    محاسن الأخلاق في شعر زهير بن أبي سُلمى
    كان شعرُ زُهير يَحتوي على أمور وقضايا عديدة، تتعلق إمَّا بنفسه أو بمن يُثني عليه من العرَب عامة وخاصة، وفي هذه العُجالة لا نريد حصرَ وتفصيلَ محاسنِ الأخلاق التي جاء ذِكرُها في كلامه، علمًا بأنه يَذكرها إما مَدحًا للرجال، وعلى رأسهم هَرِمُ بن سِنان، أو نصحًا للعرب، أو حديثًا عن نفسه، ونَذكر طرَفًا منها فيما يلي:
    نبدأ حديثنا هذا بإيمان الشاعر بإحاطة الله بعلم كلِّ ما في العالم، حتى بما تحتويه صدورُ الناس، ثم بمحاسَبته يومَ القيامة، أو بعقابه في هذه الدنيا، والحق أنَّ الإيمان بالله ووجوده في كلِّ مكان ومراقبتَه كلَّ ما يفعله الإنسان من خير وشر، ثم جزاءَه مِن عنده - هو الأصل لكل شيء، وإن رسَخ هذا الإيمان في قلب المرء فلْيَجتنِب الشر ولْيرغَب في أعمال الخير؛ يقول الشاعر زهير:
    فلا تكتُمُنَّ اللهَ ما في نُفوسكم
    ليَخفَى ومهما يُكتَمِ اللهُ يَعلَمِ
    يُؤخَّرْ فيُوضَعْ في كتابٍ فيدَّخَرْ
    ليوم الحسابِ أو يُعَجَّلْ فيُنقَمِ

    وهذا هو معنى التقوى الذي قد أشار إليه الشاعر في قوله التالي:
    ومن ضَريبته التَّقوى ويَعصِمُه
    من سيِّئ العثَرَاتِ اللهُ والرحِمُ

    والواقع أنَّ التقوى تَمنع المرء عن كل شرٍّ وتُرغِّبه في كلِّ خير؛ كما قال الشاعر يمدح هرِمًا:
    والسِّترُ دونَ الفاحشاتِ وما
    يَلقاك دونَ الخير من سِترِ

    ويقول مادحًا هرِمًا المذكورَ أعلاه، مشيرًا إلى أنَّ التقوى تبعث على القناعة، والقناعة كنزٌ لا يَفنى كما تعلمون جيِّدًا، فيقول شاعرُنا المزني:
    تَقيٌّ نقيٌّ لم يُكثِّرْ غنيمةً
    بنَهكةِ ذي قُربى ولا بحَقَلَّدِ

    ويقول مشيرًا إلى أنَّ التقوى هي التي تَزيد الإنسان إيمانًا بوجود الله وحياته وقيامه بأمور الكون:
    بدا ليَ أنَّ الله حقٌّ فزادني
    إلى الحقِّ تقوى اللهِ ما كان بادِيَا

    ولعلَّ هذه هي الأشياء التي دلَّ عليها القرآن والحديث النبوي الشريف، وهُما أساس الإسلام.

    فثبت أنَّ التقوى مصدرٌ لكل خير، وحاجزة عن كل شرٍّ، فنشير إلى ما يلي من الحسنات والسيِّئات التي أمر بها الشاعر أو نَهى عنها، وهي كما يلي:
    1- الغيرة: مما أشار الشاعر على الإنسان من العادات الحسَنة الغَيرة، إنه يحثُّ الإنسان على أن يكون غيورًا في كل أمر وشأن، ولا يَصغُرَ لأحدٍ ما، فيقول في بعض قصائده:
    فصَرِّمْ حبلَها إذْ صرَّمتْهُ
    وعادَى أن تُلاقِيَها العَداءُ

    2- الشجاعة: الشجاعة صفةٌ لم يخلُ أيُّ عربي عنها، فكانوا مفتخِرين بهذه الصفة حتى إنهم كانوا يُعْلُون ذِكرَ خصومهم؛ لمجرَّد أنهم أعلى منهم؛ للإشارة إلى أنهم قد صرعوا من كان قويًّا لا ضعيفًا، وديوان زهير أيضًا يحتوي على ذِكر هذه الصفة حين يقول هاجيًا آلَ حصين هجوًا يعرفه كل من هبَّ ودبَّ في الشعر العربي الجاهلي:
    وما أدري، وسوفَ إخالُ أدري
    أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ

    وبالعكس مِن ذلك فهو يمدح هرِمًا الذي كان أشجعَ عربيٍّ:
    ولأنتَ أشجَعُ حين تتَّجهُ الْ
    أبطالُ مِن ليثٍ أبي أجْرِ

    وقال فيه:
    ليثٌ بِعَشَّرَ يصطادُ الرِّجالَ إذا
    ما كذَّب الليثُ عن أقرانِه صَدَقا

    وهكذا يقول في مدح هرِم بن سنان وإخوته، وهذه نهاية المدح لشجاعة أحد:
    جِنٌّ إذا فزِعوا، إنسٌ إذا أمِنوا
    ممَرَّدون بَهَالِيلٌ إذا جَهَدُوا

    3- الوفاء: كان الوفاء عادة ثانيةً للعرب؛ فهم لم يكونوا يَخذُلون أو يخونون لو عَقدوا الوعد مع أحدٍ، واشتَهر في هذا العديدُ منهم حتى نحَتوا مثَلاً فقالوا: أوفى من السَّموءل، وهو الشاعر الجاهليُّ الذي فقَدَ ولده، ولكن لم يُخلِفْ بوعدِه، فيقول زُهير بن أبي سُلمى في المدح:
    وإمَّا أن يقولوا: قد وَفَينا
    بذِمَّتنا فعادتُنا الوَفاءُ

    ويقول وهو يمدح الحارث:
    أو صالَحُوا فله أمْنٌ ومُنتَقَذٌ
    وعقدُ أهلِ وفاءٍ غيرِ مخذولِ

    ويقول ناصحًا عن الوفاء في قصيدته المعلَّقة:
    ومن يُوفِ لا يُذمَم ومن يُهدَ قلبُه
    إلى مُطمَئنِّ البرِّ لا يتجَمجمِ

    4- السخاء: والسخاء عادة حسنة قد اشتهَر بها العرب، فكانوا يُنفِقون كلَّ ما امتَلكوه من الأموال حتى أصبحوا هم أنفسُهم فقراء، وحاتمٌ بطَلٌ في هذا المجال؛ فهو جَوادٌ يُضرَب به المثل فيقال: "أجود من حاتم"، وشاعرنا المزنيُّ قد أتى بتعابيرَ جميلة بليغة في هذا الشأن، كأنه قد ختم على التعبير عن السخاء! فهو يقول مادحًا هرم بن سنان في سخائه:
    أليس بفيَّاضٍ يداه غمامةٌ
    ثِمالِ اليتامى في السنين محمَّدِ

    ولعلَّ ما يلي تعبير نهائي لجود أحدٍ على الأرض:
    فلو لم يكنْ في كَفِّه غيرُ نفسِه
    لجاد بها، فليتَّقِ اللهَ سائلُهْ

    وينبغي لنا أن ننفق الأموال على المحتاجين ولا نطلب أيَّ شكر منهم، يوحي إلى هذه العادة الحسنة في ضوء مدحه لهرم بن سنان الذي لم يكن يَرجو الشكر من قِبَل المحتاجين الذين كان يُنفق عليهم سوى أنه كان يَستاء حينما يسأله أحدٌ وهو لا يجد ما يُنفقه عليه:
    هو الجَوادُ الذي يُعطيك نائلَه
    عفوًا ويُظلَم أحيانًا فيَظَّلِمُ

    5- الردُّ على الضَّيم: كما أن الشاعر يأمرنا بأن لا نكون مُقاتلين ولا متقاتلين فكذلك يُشير علينا أن نردَّ على الظلم والضَّيم؛ فإن الصَّغَار عيبٌ في حياة البشر، فيقول مادحًا حِصنَ بن حذيفةَ بن بدر:
    ومَنْ مثلُ حِصنٍ في الحروب ومثلُه
    لإنكار ِضيمٍ أو لأمرٍ يُحاولُهْ
    أبى الضيمَ والنُعمان يحرُق نابُه
    عليه فأفضى والسيوفُ مَعاقلُهْ
    عزيزٌ إذا حلَّ الحليفان حولَه
    بذي لَجَبٍ لَجَّاتُه وصواهلُهْ

    ويقول في مدح هرم بن سنان:
    جريءٍ متى يُظلَمْ يعاقِبْ بظلمه
    سريعًا وإلا يُبْدَ بالظلم يَظلِمِ

    ويقول قولاً نهائيًّا في هذا:
    ومن لم يذُدْ عن حوضِه بسِلاحِه
    يُهَدَّمْ ومَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ

    6- المجد: المجد كلمة جامعةٌ لمعظم المَحامد والمحاسِن، فكان العرب يفتَخِرون بهذا الجانب، وكانوا يوصون أولادَهم بهذا، يقول وهو يمدح هَرِمَ بن سنان:
    إذا ابتدرَتْ قيسُ بنُ غَيلانَ غايةً
    مِن المجد من يَسْبِقْ إليها يُسَوَّدِ
    سبَقتَ إليها كلَّ طلْقٍ مُبَرِّزٍ
    سَبُوقٍ إلى الغايات غيرَ مُجَلَّدِ

    ويشير إلى أسباب المجد ومنها الجود والكرم:
    فضَّلَه فوق أقوامٍ ومجَّدَه
    ما لم يَنالوا وإنْ جادوا وإن كَرُموا

    ويقول مشيرًا إلى أن المجد نوعٌ من القوة:

    لولا ابنُ زرقاءَ والمجدُ التليدُ له
    كانوا قليلاً فما عزُّوا ولا كثروا

    وكذا يشير إلى أنَّ المجد نوعٌ من العُلَى:
    عظيمَيْنِ في عَليا مَعَدٍّ هُدِيتُما
    ومَنْ يستَبِحْ كنزًا من المجد يَعْظُمِ

    وقد كثر في كلام العرب ذكرُ هذه الصفة، كما أشيرَ إلى أسبابها الأخرى.

    7- الصلح: وبما أن العرب كانوا مولَعين بالحروب والشِّجارات، الأمر الذي قد كاد أن يُفني قبائل العرب كلَّها، فشعر زهيرٌ بهذا التهديد، فرفع راية السِّلم والصُّلح، وبشِعره المؤثِّر أجلى في العرب أهميةَ الصلح والسلام الذي بلَّغه الإسلام درجتَه النهائية لما جاءهم، يقول شاعرنا مادحًا هرِمَ بن سنان والحارثَ بن عوف:
    وقد قلتُما: إنْ نُدرِكِ السِّلمَ واسعًا
    بمالٍ ومعروفٍ من القولِ نَسلَمِ
    فأصبَحتُما مِنها على خيرِ مَوطنٍ
    بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ ومأثَمِ

    وقال وهو يدعو بني سليم إلى السِّلم:
    خُذوا حظَّكم من ودِّنا، إنَّ قُرْبَنا
    إذا ضرَّسَتْنا الحربَ نارٌ تسَعَّرُ
    وإنا وإيَّاكم إلى ما نَسومُكم
    لَمِثلانِ أو أنتم إلى الصُّلح أفقرُ

    وهكذا يشير إلى أهمية المصانَعة، فيقول:
    ومَن لم يصانِع في أمورٍ كثيرة
    يُضرَّسْ بأنيابٍ ويُوْطَأ بِمَنْسِمِ

    8- حقُّ ذي القربى: وحقُّ ذي القربى أمرٌ يشدِّد عليه الدِّينُ كما يشدِّد على الإنفاق على غيرهم من الفقراء، وشاعرُنا كذلك أشار علينا أن نُنفق على ذوي القربى، ونعتنيَ بهم، فيقول مادحًا هرم بن سنان:
    إن تَلْقَ يومًا على عِلاَّتِه هَرمًا
    تَلْقَ السماحة منهُ والنَّدَى خُلُقا
    وليس مانعَ ذي قُربى وذي رَحِمٍ
    يومًا ولا مُعدِمًا من خابطٍ ورَقَا

    ويقول كذلك في مدح ذلك الرجل الكبير:
    تقيٌّ نقيٌّ لم يكثِّر غنيمةً
    بنَهكةِ ذي قُربى ولا بحَقَلَّدِ

    وفي البيت الثاني كأنَّه يشير على الإنسان أن يفضِّل المحتاج على أهل بيته.

    9- الكرم: وكذا الكرم صفةٌ جميلة للبشر، لا نجد لها كلمة واحدة بغير العربية جامعة لها، ولعلها تَطوي بين جنبيها صفاتٍ حسنةً عديدة، حثَّ الشاعر زهيرٌ الإنسانَ على أن يتحلَّى بهذه الصفة الجميلة، فيقول وهو يمدح سنان بن أبي حارثة المري:
    إلى مَعشرٍ لم يُورِث اللؤمَ جَدُّهم
    أصاغِرَهم، وكلُّ فحلٍ له نَجْلُ

    ويقول وهو يمدح هرم بن سنان وإخوته:
    لو كان يَقعُد فوق الشمسِ من كرمٍ
    قومٌ لأولُهم يومًا إذا قعَدوا
    لو يُعدَلون بوزنٍ أو مُكايَلةٍ
    مالوا برضوى ولم يُعدَلْ بهم أحدُ

    ولعلَّ ما يلي تعبيرٌ نهائي عن هذا:
    لو نال حيٌّ من الدنيا بمنزلةٍ
    وَسْطَ السماءِ لنالَتْ كفُّه الأفُقَا

    وكل هذا ليس يريد منه سوى أن يحثَّ به المرء على الاتِّصاف بهذه الصفة.

    10- التطابق بين القول والفعل: وقد كانت العرب تَفتخر بكونِهم مسوِّين بين القول والفعل؛ فقال شاعر عربي:
    القائلُ القولَ الذي مِثلُه
    يَمْرَعُ منه البلدُ الماحِلُ

    وقال آخر:
    وإنَّ أحسنَ بيتٍ أنت قائلُه
    بيتٌ يُقال إذا أنشدتَه: صَدَقَا

    وشاعرنا أيضًا يفضِّل هذا الجانب من حَسَنِ العادات، فيقول مُثنيًا على سِنان بن أبي حارثة المري وذَوي قرباه:
    وفيهم مَقامات حِسانٌ وجوهُهم
    وأنديةٌ ينتابها القولُ والفعلُ

    11- العزم على الأمر: وكذا العزم على الأمر شيءٌ لا بد منه؛ لإتمام أيِّ أمر وإنهائه، شعَر زهير بهذه الحقيقة فأوحى بها في صورةِ مدحٍ لحِصن بن حذيفة بن بدر الذي كان ممن أثنى على صفاته ، فقال:
    فأقصَرنَ منه عن كريمٍ مُرزَّأٍ
    عَزومٍ على الأمر الذي هو فاعلُهْ
    أخي ثقةٍ لا تُتلِفُ الخمرُ مالَه
    ولكنه قد يُهلِكُ المالَ نائلُه

    12- الأمن: الأمن شيء يحتاج إليه كلٌّ منا، والعصر الحاضر في أشدِّ حاجة إليه، وشاعرنا قد حثَّ الناس على أن يكونوا آمِنين، ولا يخوضوا في الحروب الدامية؛ فإنها لا تعود على البشَر إلا بالإبادة على الأرض، وقد شدَّد الشاعر على هذا الشيء حتى أتخيَّل أنه لو كان حيًّا في زمننا لأُعطي جائزة السلام العالمية:
    وما الحرب إلا ما عَلمتُم وذُقتمُ
    وما هو عَنها بالحديثِ المرجَّمِ
    متى تبعَثوها تبعَثوها ذميمةً
    وتَضْرَ إذا ضرَّيتُموها فتَضْرَمِ
    فتَعرُكُكم عرْكَ الرَّحى بثِفالها
    وتَلقَحْ كِشافًا ثمَّ تُنتَجْ فتُتْئِمِ
    فتُنتٍجْ لكم غٍلمانَ أشأمَ كلُّهم
    كأحمرِ عادٍ ثم تُرضِعْ فتَفطِمِ
    فتُغلِلْ لكم ما لا تُغِلُّ لأهلِها
    قُرًى بالعراقِ مِن قَفيزٍ ودِرهَمِ

    13- عدم الشتم: وكذا أشار على المرء أن لا يَشتُم أحدًا؛ فإن الشاتم لا يشتم إلا نفسه؛ وذلك لأنه لو وجَّه الشَّتم إلى أحد سيُوجَّه إليه مِثلُها أو أشدُّ منها من قِبل المشتوم، فيقول الشاعر كما يلي:
    ومَن يجعَلِ المعروفَ مِن دونِ عِرضِه
    يَفِرْه ومن لا يتَّقِ الشتمَ يُشتَمِ

    14- تكريم الذات: ومِن أحسن المعاملات البشرية أنه ينبغي للمرء أن يكرِّم ذاته؛ فإنَّ تكريم المرء ذاتَه يلعب دورًا مهمًّا في تكريمه من قِبل الآخرين؛ ولذلك فإن جعلتَ نفسَك هينًا أمام الآخرين وصغيرًا، فمن يقوم بأن يكرِّمك ويَزِنَك زِنةً مِلؤها العدل والإنصاف؟! فيقول الشاعر مشيرًا إلى هذه الحكمة البليغة:
    ومَن يَغترِبْ يَحسِبْ عدوًّا صديقَه
    ومَن لم يُكرِّمْ نفسه لم يكرَّمِ

    15- الامتناع عن التسوُّل: كثرة السؤال شيء يَمنع عنه الدين أتباعَه، وشاعرنا أيضًا قد منع المخاطَب عن كثرة السؤال، وجاءت هذه النصيحة عن طريق التعبير الجديد بأن الشاعر يُريد أن يعطيه الممدوحُ، ولكنه يمتنع عن كَثرة السؤال، فيقول كما يلي:
    سأَلنا فأعطيتُم وعُدْنا فعُدتُمُ
    ومَن أكثرَ التَّسْآلَ يومًا سيُحرَمِ

    ففي هذا البيت مع أنَّ الشاعر يسأل الممدوح أن يعطيه المزيد فإنَّه يختار أسلوبًا يدلُّ على غيرة الشاعر، كما أنه يحتوي على نصيحة جميلة عن المنع من كثرة السؤال.

    16- عدم البخل: وكذا نجد الشاعر يمنعنا عن البخل، فيأمرنا بأن ننفق الأموال على الفقراء والمحتاجين مادحًا هرِمًا، والواقع أنَّ الجود عادةٌ عُرِف بها العرب منذ فجر تاريخهم؛ يقول الشاعر:
    إنَّ البخيلَ مَلومٌ حيث كان ول
    كنَّ الجَوادَ على عِلاَّته هَرِمُ

    ويشمل هذا الجانبُ ذِكرَه للجود وثَناءه على السخاء، وقد تحدَّثنا عنه في ضوء قول الشاعر.

    17- الصبر: والصبر صفة لا يخلو عنها أيُّ عربيٍّ قحٍّ، ولما جاء الإسلام قرَّره صفةً لازمة لكلِّ مؤمن، وأقام عليها ثوابًا كبيرًا، فوعدَهم الجنة والنَّجْدَ الرباني؛ يقول الشاعر وهو يمدح هَرِمَ بن سنان وإخوتَه:
    قَودُ الجياد وأصهارُ الملوكِ وصُبْ
    رٌ في مواطنَ لو كانوا بها سَئِمُوا

    وأما أهمية هذه الصفة وخطورتها فكفانا قول الشاعر التالي:
    يا بن الجَحاجحة المَدَارِهْ
    والصَّابرينَ على المكارِهْ

    17- البرُّ: البِرُّ كلمة جامعة للخير، يقول في شرحها المفسِّر الكبير أمين أحسن الإصلاحي:
    "البرُّ أصله بالعربيَّة إيفاء العهد والحق، فتفرَّع منه ما يكون إيفاءً للحقوق الأصلية؛ من الطاعة للرب والأبوين، والمواساة بالناس، ومن هذه الجهة صار بمعنى الإحسان، واشتمَل على الخيرات، وصار وصفًا للربِّ تعالى، ثم هو إيفاءٌ للحقوق الناشئة بالاختيار من العهود والأيمان، ومنه برٌّ باليمين، ومن هذه الجهة صار مُضاهيًا للعدل؛ فالبِر خلافُ الإثمِ والعقوق، والغدرِ والظلم"[1].

    يقول وهو يمدح كلَّ من تحلَّى بهذه الصفة:
    ومَن يُوفِ لا يُذمَمْ ومن يُهدَ قلبُه
    إلى مطمئنِّ البِرِّ لا يتجمجَمِ

    وكذلك ذكَر الشاعر الأمانة والإغاثة، والعفوَ عن الضعيف، ودوامَ المحبة، وعدمَ الخيانة، والرجوليةَ، وفكَّ غُلِّ الأسير...

    ملخَّص القول: مع أنَّ الشاعر قد أمرنا بحسنات عديدة ونهانا عن سيِّئات مختلفة فإنَّ المجال ضيِّق لذِكر كافة هذه الأشياء، فأكتفي بذكر كلمة جامعة لهذه الحسنات، وهي الباقيات، أو الأحاديث التي قد كَثُر ذِكرُها في كلام العرب، فيقول شاعرنا مشيرًا إليها، وكذلك مشيرًا علينا أن نقوم بها، ونوصي بها مَنْ خَلفَنا:
    فلو كان حمدٌ يُخلِدُ الناسَ لم تَمُتْ
    ولكنَّ حمدَ الناس ليس بمُخلِدِ
    ولكنَّ منه باقياتٍ وِراثةً
    فأورِثْ بَنيك بعضها وتزوَّدِ
    تزوَّدْ إلى يوم الممات فإنه
    ولو كرهَتْه النفسُ آخرُ مَوْعِدِ

    فكأنه يشير علينا أن نختار هذه المحامد في كافة جوانب حياتنا، كما نوصي بها أولادنا؛ فإنها خير الزاد لنا في الدنيا، وبعد الممات كذلك.

    وعندما ندرس أبيات الشاعر زهير، ثم ندرس ما قاله عمر بن الخطَّاب؛ مِن: "أيها الناس! تمسَّكوا بديوان شِعركم في جاهليتكم؛ فإنَّ فيه تفسيرَ كتابكم"[2]، وما قاله الدكتور ناصر الدين الأسد صاحب كتاب "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخيَّة" من أنَّ "الشعر أصدقُ مصدرٍ لدراسة حياته وحياة قومه مِن حوله"[3]، ثم نرى ما قاله الدكتور عمر فروخ صاحب كتاب "تاريخ الجاهلية" حين قال: "نحن نَقبل الشعر الجاهليَّ كلَّه على أنه من مصادر الحياة في الجاهلية"[4] - نجد صورة أخرى لعرب الجاهليَّة، صورة لا تُطابق ما رسمه الكتَّاب والمؤرخون من المسلمين وغيرهم.

    المصادر والمراجع:
    1- أحمد زكي، صفوت: جَمهَرة خُطب العرب في عصور العربية الزاهرة، المكتبة العربية، بيروت، اسم الناشر وسنة الطبع لم يُذكرا.
    2- أمين أحسن، الإصلاحي: تدبر قرآن، شركة تاج، دلهي، الطبعة الأولى، 1989م.
    3- التبريزي، العلامة: شرح القصائد العشر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1985م.
    4- التبريزي، العلامة: شرح ديوان الحماسة، دار القلم، بيروت، لم يذكر اسم الناشر وسنة الطبع.
    5- جلال الدين، السيوطي: الإتقان في علوم القرآن، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة الأولى، 1987م.
    6- ديوان امرئ القيس (تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم)، دار المعارف، سنة الطبع لم تذكر.
    7- ديوان حاتم الطائي (تحقيق: عادل سليمان جمال)، مطبعة المدني، القاهرة، الطبعة الثانية.
    8- ديوان زهير بن أبي سلمى (ترتيب وشرح: كرم البستاني)، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1399ه/ 1979م.
    9- ديوان طرَفة بن العبد (تحقيق: درية الخطيب)، مجمع اللغة العربية، دمشق، 1395?.
    10- ديوان لبيد بن ربيعة (رواية الطوسي)، فينا، 1297?.
    11- شعر الراعي النميري وأخباره (جمع وتقديم: ناصر الحاني)، دمشق، 1964م.
    12- شعراء النصرانية (جمع وتحقيق: لويس شيخو)، بيروت، 1890م.
    13- عبدالحميد، الفراهي: جمهرة البلاغة، مطبعة معارف، أعظم كره، 1360?.
    14- عبدالحميد، الفراهي: مفردات القرآن، مطبعة إصلاح، سرائ مير، أعظم كره، 1358?.
    15- عبدالخالق، ابن الخواجه: مختارات شعراء العرب، المطبعة العامرة، شارع المغربلين، 1360?.
    16- عمر فروخ: تاريخ الجاهلية، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية، 1984م.
    17- عمر، الدسوقي: النابغة الذبياني، دار الفكر العربي، الطبعة السابعة، 1975م.
    18- محمد طلعت حرب: تاريخ دول العرب والإسلام، مكتبة الإصلاح، الطبعة الأولى، 1989م.
    19- محمد فؤاد عبدالباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، دار الفكر، الطبعة الثانية، 1992م.
    20- ناصر الدين، الأسد: مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية، دار الجيل، بيروت، الطبعة السابعة، 1988م.

    [1] تفسير تدبر قرآن، تفسير سورة البقرة، الآية: 44.
    [2] الموافقات، (2/ 88).
    [3] مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية، ص 6.
    [4] تاريخ الجاهلية، ص 15.


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/82726/#ixzz3WkeV1tyq

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:10 am