ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000 Empty نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس سبتمبر 18, 2008 2:54 pm

    **********************************************
    رابط لسماعها بصوت الشيخ ياسر سلامة http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67222
    **********************************************
    رابط لسماعها بصوت الشيخ فارس عباد http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=62951
    ************************************************
    يا منـزل الآيـات والفرقـان بينـي وبينـك حرمـة القـرآن

    إشرح به صدري لمعرفة الهدى واعصم به قلبي من الشيطـان



    يسر به أمري وأقض مآربي وأجر به جسـدي مـن النيـران

    واحطط به وزري وأخلص نيتي واشدد به أزري وأصلح شاني



    واكشف به ضري وحقق توبتي واربح به بيعي بـلا خسرانـي

    طهر به قلبي وصف سريرتي أجمل به ذكري واعـل مكانـي



    واقطع به طمعي وشرف همتي كثر به ورعي واحـي جنانـي

    أسهر به ليلي وأظم جوارحي أسبل بفيـض دموعهـا أجفانـي



    أمزجه يا رب بلحمي مع دمي واغسل به قلبي من الأضغانـي

    أنت الذي صورتنـي وخلقتنـي وهديتنـي لشرائـع الإيمـان



    أنت الذي علمتني ورحمتني وجعلت صـدري واعـي القـرآن

    أنت الذي أطعمتني وسقيتني من غيـر كسـب يـد ولا دكـان



    وجبرتني وسترتني ونصرتني وغمرتني بالفضـل والإحسـان

    أنت الذي آويتني وحبوتنـي وهديتنـي مـن حيـرة الخـذلان



    وزرعت لي بين القلوب مودة والعطف منك برحمـة وحنـان

    ونشرت لي في العالمين محاسنا وسترت عن أبصارهم عصياني



    وجعلت ذكري في البرية شائعا حتى جعلت جميعهـم إخوانـي

    والله لو علموا قبيح سريرتي لأبى السلام علـي مـن يلقانـي



    ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ولبؤت بعـد كرامـة بهـوان

    لكن سترت معايبي ومثالبي وحلمت عن سقطي وعن طغيانـي



    فلك المحامد والمدائح كلها بخواطـري وجوارحـي ولسانـي

    ولقد مننـت علـي رب بأنعـم مالـي بشكـر أقلهـن يـدان



    فوحق حكمتك التي آتيتنـي حتـى شـددت بنورهـا برهانـي

    لئن اجتبتني من رضاك معونـة حتـى تقـوي أيدهـا إيمانـي



    لأسبحنك بكـرة وعشيـة ولتخدمنـك فـي الدجـى أركانـي

    ولأذكرنـك قائمـا أو قاعـدا ولأشكرنـك سائـر الأحـيـان



    ولأكتمن عن البرية خلتـي ولاشكـون إليـك جهـد زمانـي

    ولأقصدنك في جميع حوائجي من دون قصـد فلانـة وفـلان



    ولأحسمن عن الأنام مطامعي بحسام يـأس لـم تشبـه بنانـي

    ولأجعلن رضاك أكبر همتي ولاضربن مـن الهـوى شيطانـي



    ولأكسون عيوب نفسي بالتقى ولأقبضن عـن الفجـور عنانـي

    ولأمنعن النفس عن شهواتها ولأجعلـن الزهـد مـن أعوانـي



    ولأتلون حروف وحيك في الدجى ولأحرقن بنـوره شيطانـي

    أنت الذي يا رب قلت حروفـه ووصفتـه بالوعـظ والتبيـان



    ونظمتـه ببلاغـة أزليـة تكييفهـا يخفـى علـى الأذهــان

    وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه من قبل خلق الخلق في أزمان



    فالله ربي لـم يـزل متكلمـا حقـا إذا مـا شـاء ذو إحسـان

    نادى بصوت حين كلم عبـده موسـى فأسمعـه بـلا كتمـان



    وكذا ينادي في القيامة ربنـا جهـرا فيسمـع صوتـه الثقـلان

    أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا قول الإلـه المالـك الديـان



    هذا حديث نبينـا عـن ربـه صدقـا بـلا كـذب ولا بهتـان

    لسنا نشبه صوتـه بكلامنـا إذ ليـس يـدرك وصفـه بعيـان



    لا تحصر الأوهام مبلغ ذاتـه أبـدا ولا يحويـه قطـر مكـان

    وهو المحيط بكل شيء علمه مـن غيـر إغفـال ولا نسيـان



    من ذا يكيف ذاتـه وصفاتـه وهـو القديـم مكـون الأكـوان

    سبحانه ملكا على العرش استوى وحوى جميع الملك والسلطان



    وكلامه القرآن أنزل آيه وحيـا علـى المبعـوث مـن عدنـان

    صلى عليه الله خير صلاته مـا لاح فـي فلكيهمـا القمـران



    هو جاء بالقرآن من عنـد الـذي لا تعتريـه نوائـب الحدثـان

    تنزيـل رب العالميـن ووحيـه بشهـادة الأحبـار والرهبـان



    وكلام ربي لا يجيء بمثله أحـد ولـو جمعـت لـه الثقـلان

    وهو المصون من الأباطل كلها ومن الزيـادة فيـه والنقصـان



    من كان يزعم أن يباري نظمه ويراه مثـل الشعـر والهذيـان

    فليـأت منـه بسـورة أو آيـة فـإذا رأى النظميـن يشتبهـان



    فلينفرد باسم الألوهيـة وليكـن رب البريـة وليقـل سبحانـي

    فإذا تناقض نظمه فليلبسـن ثـوب النقيصـة صاغـرا بهـوان



    أو فليقر بأنه تنزيل مـن سمـاه فـي نـص الكتـاب مثانـي

    لا ريب فيـه بأنـه تنزيلـه وبدايـة التنزيـل فـي رمضـان



    الله فصلـه وأحكـم آيـه وتـلاه تنـزيـلا بــلا ألـحـان

    هـو قولـه وكلامـه وخطابـه بفصاحـة وبلاغـة وبـيـان



    هو حكمه هو علمه هو نوره وصراطه الهادي إلى الرضـوان

    جمع العلوم دقيقهـا وجليلهـا فيـه يصـول العالـم الربانـي



    قصص على خير البرية قصة ربـي فأحسـن أيمـا إحسـان

    وأبان فيه حلالـه وحرامـه ونهـى عـن الآثـام والعصيـان



    من قال إن الله خالـق قولـه فقـد استحـل عبـادة الأوثـان

    من قال فيـه عبـارة وحكايـة فغـدا يجـرع مـن حميـم آن



    من قال إن حروفه مخلوقـة فالعنـه ثـم اهجـره كـل أوان

    لا تلـق مبتدعـا ولا متزندقـا إلا بعبسـة مالـك الغضـبـان



    والوقف في القرآن خبث باطل وخداع كـل مذبـذب حيـران

    قل غير مخلوق كلام إلهنا واعجل ولا تك في الإجابـة وانـي



    أهـل الشريعـة أيقنـوا بنزولـه والقائلـون بخلقـه شكـلان

    وتجنـب اللفظيـن إن كليهمـا ومقـال جهـم عندنـا سيـان



    يأيها السني خذ بوصيتي واخصـص بذلـك جملـة الإخـوان

    واقبل وصية مشفـق متـودد واسمـع بفهـم حاضـر يقظـان



    كن في أمورك كلها متوسطا عـدلا بـلا نقـص ولا رجحـان

    واعلـم بـأن الله رب واحـد متنـزه عـن ثالـث أو ثــان



    الأول المبـدي بغيـر بدايـة والآخـر المفنـي وليـس بفـان

    وكلامـه صفـة لـه وجلالـة منـه بـلا أمـد ولا حدثـان


    ركن الديانة أن تصدق بالقضا لا خير فـي بيـت بـلا أركـان

    الله قـد علـم السعـادة والشقـا وهمـا ومنزلتاهمـا ضـدان



    لا يملك العبد الضعيف لنفسه رشدا ولا يقـدر علـى خـذلان



    سبحان من يجري الأمور بحكمة في الخلق بالأرزاق والحرمان

    نفذت مشيئته بسابق علمـه فـي خلقـه عـدلا بـلا عـدوان



    والكل في أم الكتاب مسطـر مـن غيـر إغفـال ولا نقصـان

    فاقصد هديت ولا تكـن متغاليـا إن القـدور تفـور بالغليـان



    دن بالشريعـة والكتـاب كليهمـا فكلاهمـا للديـن واسطتـان

    وكذا الشريعة والكتاب كلاهمـا بجميـع مـا تأتيـه محتفظـان



    ولكل عبد حافظان لكـل مـا يقـع الجـزاء عليـه مخلوقـان

    أمـرا بكتـب كلامـه وفعالـه وهمـا لأمـر الله مؤتمـران



    والله صدق وعـده ووعيـده ممـا يعايـن شخصـه العينـان

    والله أكبـر أن تحـد صفاتـه أو أن يقـاس بجملـة الأعيـان



    وحياتنا في القبـر بعـد مماتنـا حقـا ويسألنـا بـه الملكـان

    والقبـر صـح نعيمـه وعذابـه وكلاهمـا للنـاس مدخـران



    والبعث بعد الموت وعد صادق بإعـادة الأرواح فـي الأبـدان

    وصراطنا حق وحوض نبينا صدق لـه عـدد النجـوم أوانـي



    يسقى بها السني أعـذب شربـة ويـذاد كـل مخالـف فتـان

    وكذلك الأعمال يومئذ تـرى موضوعـة فـي كفـة الميـزان



    والكتب يومئذ تطاير في الـورى بشمائـل الأيـدي وبالأيمـان

    والله يومئذ يجيء لعرضنا مـع أنـه فـي كـل وقـت دانـي



    والأشعري يقول يأتـي أمـره ويعيـب وصـف الله بالإتيـان

    والله فـي القـرآن أخبـر أنـه يأتـي بغيـر تنقـل وتــدان



    وعليه عرض الخلق يوم معادهم للحكم كي يتناصف الخصمـان

    والله يومئذ نراه كمـا نـرى قمـرا بـدا للسـت بعـد ثمـان



    يوم القيامة لو علمت بهوله لفررت مـن أهـل ومـن أوطـان

    يوم تشققت السمـاء لهولـه وتشيـب فيـه مفـارق الولـدان



    يوم عبوس قمطرير شره في الخلـق منتشـر عظيـم الشـان

    والجنـة العليـا ونـار جهنـم داران للخصمـيـن دائمـتـان



    يوم يجيء المتقون لربهـم وفـدا علـى نجـب مـن العقيـان

    ويجيء فيه المجرمون إلى لظـى يتلمظـون تلمـظ العطشـان



    ودخول بعض المسلميـن جهنمـا بكبائـر الآثـام والطغيـان

    والله يرحمهم بصحـة عقدهـم ويبدلـوا مـن خوفهـم بأمـان



    وشفيعهم عند الخروج محمد وطهورهم في شاطـئ الحيـوان

    حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا جنات عدن وهـي خيـر جنـان



    فالله يجمعنا وإياهـم بهـا مـن غيـر تعذيـب وغيـر هـوان

    وإذا دعيت إلى أداء فريضة فانشط ولا تك في الإجابـة وانـي



    قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها فلهن عند الله أعظـم شـان

    لا تمنعـن زكـاة مالـك ظالمـا فصلاتنـا وزكاتنـا أختـان


    والوتر بعد الفرض آكـد سنـة والجمعـة الزهـراء والعيـدان

    مع كل بر صلها أو فاجـر مـا لـم يكـن فـي دينـه بمشـان



    وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامنا المسنون فـي رمضـان

    صلى النبـي بـه ثلاثـا رغبـة وروى الجماعـة أنهـا ثنتـان



    إن التراوح راحة فـي ليلـة ونشـاط كـل عويجـز كسـلان

    والله ما جعل التراوح منكـرا إلا المجـوس وشيعـة الصلبـان



    والحج مفترض عليك وشرطه أمن الطريـق وصحـة الأبـدان

    كبر هديت على الجنائز أربعا واسـأل لهـا بالعفـو والغفـران



    إن الصلاة على الجنائز عندنا فرض الكفايـة لا علـى الأعيـان

    إن الأهلة للأنـام مواقـت وبهـا يقـوم حسـاب كـل زمـان



    لا تفطرن ولا تصم حتى يرى شخص الهلال من الـورى إثنـان

    متثبتـان علـى الـذي يريانـه حـران فـي نقليهمـا ثقـتـان



    لا تقصدن ليوم شك عامـدا فتصومـه وتقـول مـن رمضـان

    لا تعتقد دين الروافضض إنهم أهـل المحـال وحزبـة الشيطـان



    جعلوا الشهور على قياس حسابهم ولربمـا كمـلا لنـا شهـران

    ولربما نقص الذي هو عندهم واف وأوفـى صاحـب النقصـان



    إن الرواففض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان

    مدحوا النبي وخونـوا أصحابـه ورموهـم بالظلـم والعـدوان



    حبـوا قرابتـه وسبـوا صحبـه جـدلان عنـد الله منتقضـان

    فكأنمـا آل النبـي وصحبـه روح يضـم جميعهـا جـسـدان



    فئتـان عقدهمـا شريعـة أحمـد بأبـي وأمـي ذانـك الفئتـان

    فئتان سالكتـان فـي سبـل الهـدى وهمـا بديـن الله قائمتـان
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000 Empty رد: نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس سبتمبر 18, 2008 2:56 pm

    قل إن خير الأنبياء محمد وأجـل مـن يمشـي علـى الكثبـان

    وأجل صحب الرسل صحب محمد وكذاك أفضل صحبه العمران



    رجلان قد خلقا لنصر محمد بدمـي ونفسـي ذانـك الرجـلان

    فهما اللذان تظاهـرا لنبينـا فـي نصـره وهمـا لـه صهـران



    بنتاهمـا أسنـى نسـاء نبينـا وهمـا لـه بالوحـي صاحبتـان

    أبواهما أسنـى صحابـة أحمـد يـا حبـذا الأبـوان والبنتـان



    وهما وزيراه اللـذان همـا همـا لفضائـل الأعمـال مستبقـان

    وهما لأحمد ناظراه وسمعـه وبقربـه فـي القبـر مضطجعـان



    كانا على الإسلام أشفـق أهلـه وهمـا لديـن محمـد جبـلان

    أصفاهما أقواهمـا أخشاهمـا أتقاهمـا فـي السـر والإعـلان



    أسناهما أزكاهما أعلاهمـا أوفاهمـا فـي الـوزن والرجحـان

    صديق أحمد صاحب الغار الذي هو في المغارة والنبـي اثنـان



    أعني أبا بكر الذي لم يختلف من شرعنـا فـي فضلـه رجـلان

    هو شيخ أصحاب النبي وخيرهـم وإمامهـم حقـا بـلا بطـلان



    وأبو المطهرة التي تنزيهها قـد جاءنـا فـي النـور والفرقـان

    أكرم بعائشة الرضى من حـرة بكـر مطهـرة الإزار حصـان



    هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسـه مـن جملـة النسـوان

    هي عرسه هي أنسه هي إلفه هـي حبـه صدقـا بـلا أدهـان



    أوليـس والدهـا يصافـي بعلهـا وهمـا بـروح الله مؤتلفـان

    لما قضى صديق أحمـد نحبـه دفـع الخلافـة للإمـام الثانـي



    أعني به الفاروق فرق عنـوة بالسيـف بيـن الكفـر والإيمـان

    هو أظهر الإسلام بعد خفائـه ومحـا الظـلام وبـاح بالكتمـان



    ومضى وخلى الأمر شورى بينهم في الأمر فاجتمعوا على عثمان

    من كان يسهر ليلة فـي ركعـة وتـرا فيكمـل ختمـة القـرآن



    ولي الخلافة صهر أحمد بعـده أعنـي علـي العالـم الربانـي

    زوج البتول أخا الرسول وركنه ليث الحروب منـازل الأقـران



    سبحان من جعل الخلافـة رتبـة وبنـى الإمامـة أيمـا بنيـان

    واستخلف الأصحاب كي لا يدعي من بعد أحمد في النبوة ثانـي



    أكرم بفاطمـة البتـول وبعلهـا وبمـن همـا لمحمـد سبطـان

    غصنان أصلهمـا بروضـة أحمـد لله در الأصـل والغصنـان



    أكرم بطلحة والزبيـر وسعدهـم وسعيدهـم وبعابـد الرحمـن

    وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى وامدح جماعـة بيعـة الرضـوان



    قل خير قول في صحابة أحمد وامـدح جميـع الآل والنسـوان

    دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعان



    فقتيلهم منهم وقاتلهم لهـم وكلاهمـا فـي الحشـر مرحومـان

    والله يوم الحشر ينزع كل ما تحوي صدورهـم مـن الأضغـان



    والويل للركب الذين سعوا إلى عثمان فاجتمعوا علـى العصيـان

    ويل لمن قتل الحسين فإنـه قـد بـاء مـن مـولاه بالخسـران


    لسنـا نكفـر مسلمـا بكبـيـرة فالله ذو عـفـو وذو غـفـران

    لا تقبلن من التـوارخ كلمـا جمـع الـرواة وخـط كـل بنـان


    ارو الحديث المنتقى عن أهله سيمـا ذوي الأحـلام والأسنـان

    كابن المسيب والعـلاء ومالـك والليـث والزهـري أو سفيـان



    واحفظ رواية جعفـر بـن محمـد فمكانـه فيهـا أجـل مكـان

    واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعـرف عليـا أيمـا عرفـان



    لا تنتقصه ولا تزد في قـدره فعليـه تصلـى النـار طائفتـان

    إحداهمـا لا ترتضيـه خليفـة وتنصـه الأخـرى آلهـا ثانـي



    والعن زنادقـة الجهالـة إنهـم أعناقهـم غلـت إلـى الأذقـان

    جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا بفسـاد ملـة صاحـب الإيـوان



    لا تركنن إلىالرروافض إنهم شتموا الصحابة دون مـا برهـان

    لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد وودادهم فرض علـى الإنسـان



    حب الصحابة والقرابـة سنـة ألقـى بهـا ربـي إذا أحيانـي

    إحذر عقاب الله وارج ثوابـه حتـى تكـون كمـن لـه قلبـان



    إيماننـا بالله بيـن ثلاثـة عمـل وقــول واعتـقـاد جـنـان

    ويزيد بالتقوى وينقص بالردى وكلاهمـا فـي القلـب يعتلجـان



    وإذا خلوت بريبة في ظلمـة والنفـس داعيـة إلـى الطغيـان

    فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلـق الظـلام يرانـي



    كن طالبا للعلم واعمل صالحا فهما إلـى سبـل الهـدى سببـان

    لا تتبـع علـم النجـوم فإنـه متعلـق بـزخـارف الكـهـان



    علم النجوم وعلم شرع محمد في قلـب عبـد ليـس يجتمعـان

    لو كان علم للكواكب أو قضا لم يهبط المريـخ فـي السرطـان



    والشمس في الحمل المضيء سريعة وهبوطها في كوكب الميزان

    والشمـس محرقـة لستـة أنجـم لكنهـا والبـدر ينخسـفـان



    ولربما اسودا وغـاب ضياهمـا وهمـا لخـوف الله يرتعـدان

    أردد علـى مـن يطمئـن إليهمـا ويظـن أن كليهمـا ربــان



    يا من يحب المشتـري وعطـاردا ويظـن أنهمـا لـه سعـدان

    لم يهبطان ويعلوان تشرفـا وبوهـج حـر الشمـس يحترقـان



    أتخاف من زحل وترجو المشتري وكلاهمـا عبـدان مملوكـان

    والله لـو ملكـا حيـاة أو فنـا لسجـدت نحوهمـا ليصطنعـان



    وليفسحا فـي مدتـي ويوسعـا رزقـي وبالإحسـان يكتنفانـي

    بل كل ذلك فـي يـد الله الـذي ذلـت لعـزة وجهـه الثقـلان



    فقد استوى زحل ونجم المشتري والرأس والذنب العظيم الشـان

    والزهرة الغراء مـع مريخهـا وعطـارد الوقـاد مـع كيـوان



    إن قابلـت وتربعـت وتثلثـت وتسدسـت وتلاحقـت بـقـران

    ألها دليل سعادة أو شقـوة لا والـذي بـرأى الـورى وبرانـي



    من قـال بالتأثيـر فهـو معطـل للشـرع متبـع لقـول ثـان

    إن النجوم على ثلاثـة أوجـه فاسمـع مقـال الناقـد الدهقـان



    بعض النجوم خلقن زينة للسما كالـدر فـوق ترائـب النسـوان

    وكواكب تهدي المسافر في السرى ورجوم كل مثابـر شيطـان


    يعلم الإنسان ما يقضى غـدا إذ كـل يـوم ربنـا فـي شـأن

    والله يمطرنـا الغيـوث بفضلـه لا نـوء عــواء ولا دبــران



    من قال إن الغيث جـاء بهنعـة أو صرفـة أو كوكـب الميـزان

    فقد افترا إثما وبهتانـا ولـم ينـزل بـه الرحمـن مـن سلطـان



    وكذا الطبيعـة للشريعـة ضدهـا ولقـل مـا يتجمـع الضـدان

    وإذا طلبت طبائعا مستسلما فاطلب شـواظ النـار فـي الغـدران



    علـم الفلاسفـة الغـواة طبيعـة ومعـاد أرواح بــلا أبــدان

    لولا الطبيعة عندهم وفعالها لم يمش فـوق الأرض مـن حيـوان



    والبحر عنصر كل ماء عندهـم والشمـس أول عنصـر النيـران

    والغيث أبخـرة تصاعـد كلمـا دامـت بهطـل الوابـل الهتـان



    والرعد عند الفيلسوف بزعمه صوت اصطكاك السحب في الأعنان

    والبرق عندهم شواظ خارج بين السحاب يضـيء فـي الأحيـان



    كـذب أرسطاليسهـم فـي قولـه هـذا وأسـرف أيمـا هذيـان

    الغيث يفرغ في السحاب مـن السمـا ويكيلـه ميكـال بالميـزان



    لا قطـرة إلا وينـزل نحوهـا ملـك إلـى الآكـام والفيضـان

    والرعد صيحة مالك وهو اسمه يزجي السحاب كسائق الأظعـان



    والبرق شوظ النار يزجرها به زجر الحـداة العيـس بالقضبـان

    أفكان يعلم ذا أرسطاليسهـم تدبيـر مـا انفـردت بـه الجهتـان



    أم غاب تحت الأرض أم صعد السما فرأى بها الملكوت رأي عيان

    أم كـان دبـر ليلهـا ونهارهـا أم كـان يعلـم كيـف يختلفـان



    أم سار بطلموس بيـن نجومهـا حتـى رأى السيـار والمتوانـي

    أم كان أطلع شمسهـا وهلالهـا أم هـل تبصـر كيـف يعتقبـان



    أم كان أرسل ريحهـا وسحابهـا بالغيـث يهمـل أيمـا همـلان

    بل كان ذلـك حكمـة الله الـذي بقضائـه متصـرف الأزمـان



    لا تستمع قول الضوارب بالحصا والزاجريـن الطيـر بالطيـران

    فالفرقتـان كذوبتـان علـى القضـا وبعلـم غيـب الله جاهلتـان



    كـذب المهنـدس والمنجـم مثلـه فهمـا لعـلـم الله مدعـيـان

    الأرض عنـد كليهمـا كرويـة وهمـا بهـذا القـول مقتـرنـان



    والأرض عند أولي النهى لسطيحة بدليل صدق واضـح القـرآن

    والله صيرها فراشـا للـورى وبنـى السمـاء بأحسـن البنيـان



    والله أخبـر أنهـا مسطوحـة وأبــان ذلــك أيـمـا تبـيـان

    أأحاط بالأرض المحيطـة علمهـم أم بالجبـال الشمـخ الأكنـان



    أم يخبرون بطولها وبعرضها أم هل همـا فـي القـدر مستويـان

    أم فجروا أنهارها وعيونها مـاء بـه يـروى صـدى العطشـان



    أم أخرجـوا أثمارهـا ونباتهـا والنخـل ذات الطلـع والقنـوان

    أم هل لهم علـم بعـد ثمارهـا أم باختـلاف الطعـم والألـوان



    الله أحكـم خلـق ذلـك كلـه صنعـا وأتـقـن أيـمـا إتـقـان

    قـل للطبيـب الفيلسـوف بزعمـه إن الطبيعـة علمهـا برهـان



    أين الطبيعة عند كونك نطفة في البطـن إذ مشجـت بـه المـاآن

    أين الطبيعة حين عـدت عليقـة فـي أربعيـن وأربعيـن توانـي



    أين الطبيعة عند كونك مضغة في أربعين وقـد مضـى العـددان

    أترى الطبيعـة صورتـك مصـورا بمسامـع ونواظـر وبنـان



    أترى الطبيعة أخرجتك منكسا من بطـن أمـك واهـي الأركـان

    أم فجرت لك باللبان ثديهـا فرضعتهـا حتـى مضـى الحـولان



    أم صيرت في والديـك محبـة فهمـا بمـا يرضيـك مغتبطـان

    يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى بالمنطـق الرومـي واليونانـي



    وشريعة الإسلام أفضل شرعـة ديـن النبـي الصـادق العدنـان

    هو دين رب العالميـن وشرعـه وهـو القديـم وسيـد الأديـان
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000 Empty رد: نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس سبتمبر 18, 2008 2:57 pm

    وشريعة الإسلام أفضل شرعـة ديـن النبـي الصـادق العدنـان

    هو دين رب العالميـن وشرعـه وهـو القديـم وسيـد الأديـان



    هو دين آدم والملائك قبله هـو ديـن نـوح صاحـب الطوفـان

    ولـه دعـا هـود النبـي وصالـح وهمـا لديـن الله معتقـدان



    وبه أتى لوط وصاحب مديـن فكلاهمـا فـي الديـن مجتهـدان

    هو دين إبراهيم وابنيـه معـا وبـه نجـا مـن نفحـة النيـران



    وبه حمى الله الذبيـح مـن البـلا لمـا فـداه بأعظـم القربـان

    هو ديـن يعقـوب النبـي ويونـس وكلاهمـا فـي الله مبتليـان



    هـو ديـن داود الخليفـة وابنـه وبـه أذل لـه ملـوك الجـان

    هو دين يحيى مع أبيـه وأمـه نعـم الصبـي وحبـذا الشيخـان



    وله دعا عيسى بن مريـم قومـه لـم يدعهـم لعبـادة الصلبـان

    والله أنطقه صبيا بالهدى فـي المهـد ثـم سمـا علـى الصبيـان



    وكمال ديـن الله شـرع محمـد صلـى عليـه منـزل القـرآن

    الطيب الزاكي الذي لم يجتمـع يومـا علـى زلـل لـه ابـوان



    الطاهر النسوان والولد الذي مـن ظهـره الزهـراء والحسنـان

    وأولو النبوة والهـدى مـا منهـم أحـد يهـودي ولا نصرانـي



    بل مسلمون ومؤمنون بربهـم حنفـاء فـي الإسـرار والإعـلان

    ولملـة الإسـلام خمـس عقائـد والله أنطقنـي بهـا وهـدانـي



    لا تعص ربك قائلا أو فاعلا فكلاهمـا فـي الصحـف مكتوبـان

    جمل زمانك بالسكـوت فإنـه زيـن الحليـم وستـرة الحيـران



    كن حلس بيتـك إن سمعـت بفتنـة وتـوق كـل منافـق فتـان

    أد الفرائـض لا تكـن متوانيـا فتكـون عنـد الله شـر مـهـان



    أدم السواك مع الوضوء فإنه مرضى الإله مطهـر الأسنـان

    سم الإله لدى الوضوء بنية ثـم استعـذ مـن فتنـة الولهـان



    فأساس أعمال الورى نياتهم وعلى الأسـاس قواعـد البنيـان

    أسبغ وضوءك لا تفرق شمله فالفـور والإسبـاغ مفترضـان



    فـإذا انتشقـت فـلا تبالـغ جيـدا لكنـه شـم بـلا إمعـان

    وعليك فرضا غسل وجهك كله والمـاء متبـع بـه الجفنـان



    واغسل يديك إلى المرافق مسبغا فكلاهما في الغسل مدخولان

    وامسح برأسك كله مستوفيـا والمـاء ممسـوح بـه الأذنـان



    وكذا التمضمض في وضوئك سنة بالماء ثم تمجـه الشفتـان

    والوجه والكفان غسل كليهما فرض ويدخل فيهمـا العظمـان



    غسل اليدين لدى الوضوء نظافة أمر النبي بها على استحسان

    سيما إذا ما قمت في غسق الدجى واستيقظت من نومك العينان



    وكذلك الرجلان غسلهما معا فرض ويدخـل فيهمـا الكعبـان

    لا تستمع قول ******* إنهم من رأيهم أن تمسح الرجـلان



    يتأولـون قـراءة منسوخـة بـقـراءة وهـمـا منزلـتـان

    إحداهما نزلت لتنسخ أختها لكن هما فـي الصحـف مثبتتـان



    غسل النبي وصحبه أقدامهم لم يختلف فـي غسلهـم رجـلان

    والسنة البيضاء عند أولي النهى في الحكم قاضية على القرآن



    فإذا استوت رجلاك في خفيهما وهما من الأحداث طاهرتـان

    وأردت تجديد الطهارة محدثـا فتمامهـا أن يمسـح الخفـان



    وإذا أردت طهـارة لجنابـة فلتخلعـا ولتغـسـل القـدمـان

    غسل الجنابة في الرقاب أمانة فأداءهـا مـن أكمـل الإيمـان



    فإذا ابتليت فبـادرن بغسلهـا لا خيـر فـي متثبـط كسـلان

    وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا حتـى يعـم جميعـه الكفـان



    وإذا عدمت الماء فكن متيمما من طيب ترب الأرض والجدران

    متيمما صليت أو متوضئا فكلاهمـا فـي الشـرع مجزيتـان



    والغسل فرض والتدلك سنة وهمـا بمذهـب مالـك فرضـان

    والماء ما لم تستحـل أوصافـه بنجاسـة أو سائـر الأدهـان



    فإذا صفى في لونه أو طعمه مع ريحه من جملـة الأضغـان

    فهناك سمي طاهـرا ومطهـرا هـذان أبلـغ وصفـه هـذان



    فإذا صفى في لونه أو طعمه مـن حمـأة الآبـار والغـاران

    جاز الوضوء لنا به وطهورنا فاسمع بقلـب حاضـر يقظـان



    ومتى تمت في الماء نفس لم يجز منه الطهور لعلة السيـلان

    إلا إذا كان الغدير مرجرجـا غدقـا بـلا كيـل ولا ميـزان



    أو كانت الميتات مما لم تسل والمـا قليـل طـاب للغسـلان

    والبحر اجمعه طهـور مـاءه وتحـل ميتتـه مـن الحيتـان



    إيـاك نفسـك والعـدو وكيـده فكلاهـمـا لأذاك مبتـديـان

    أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا فكلاهما في العلـم محـذوران



    فقليل مائك في وضوئك خدعة لتعود صحتـه إلـى البطـلان

    وتعود مغسولاته ممسوحة فاحـذر غـرور المـارد الخـوان



    وكثير مائك في وضوئك بدعة يدعو إلى الوسواس والهمـلان

    لا تكثرن ولا تقلل واقتصـد فالقصـد والتوفيـق مصطحبـان



    وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة لم يجزنا حجر ولا حجـران

    من أجل أن لكل مخرج غائط شرجـا تضـم عليـه ناحيتـان



    وإذا الأذى قد جاز موضع عادة لم يجز إلا المـاء بالإمعـان

    نقض الوضوء بقبلة أو لمسة أو طول نـوم أو بمـس ختـان



    أو بوله أو غائط أو نومة أو نفخـة فـي السـر والإعـلان

    ومن المذي أو الودي كلاهما من حيث يبدو البـول ينحـدران



    ولربما نفخ الخبيـث بمكـره حتـى يضـم لنفخـة الفخـذان

    وبيـان ذلـك صوتـه أو ريحـه هاتـان بينتـان صادقتـان



    والغسل فرض من ثلاثة أوجه دفق المنى وحيضـة النسـوان

    إنزالـه فـي نومـه أو يقظـة حـالان للتطهيـر موجبتـان



    وتطهر الزوجين فرض واجب عند الجماع إذا التقى الفرجان

    فكلاهما إن انزلا أو اكسلا فهمـا بحكـم الشـرع يغتسـلان



    واغسل إذا أمذيت فرجك كلـه والانثيـان فليـس يفترضـان

    والحيض والنفساء أصل واحد عند انقطـاع الـدم يغتسـلان



    وإذا أعادت بعد شهرين الدما تلك استحاضة بعد ذي الشهران

    فلتغتسل لصلاتها وصيامهـا والمستحاضـة دهرهـا نصفـان



    فالنصف تترك صومها وصلاتها ودم المحيض وغيره لونـان

    وإذا صفا منها واشرق لونه فصلاتهـا والصـوم مفترضـان



    تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها إن الصلاة تعود كـل زمـان

    فالشرع والقرآن قد حكما به بيـن النسـاء فليـس يطرحـان



    ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل أو لا فغاية طهرها شهـران

    مس النساء على الرجال محرم حرث السباخ خسارة الحرثان



    لا تلق ربك سارقـا أو خائنـا أو شاربـا أو ظالمـا أو زانـي

    قل إن رجم الزانيين كليهما فـرض إذا زنيـا علـى الإحصـان



    والرجم في القرآن فـرض لازم للمحصنيـن ويجلـد البكـران

    والخمر يحـرم بيعهـا وشراؤهـا سيـان ذلـك عندنـا سيـان



    في الشرع والقرآن حـرم شربهـا وكلاهمـا لا شـك متبعـان

    أيقن بأشراط القيامة كلهـا واسمـع هديـت نصيحتـي وبيانـي



    كالشمس تطلع من مكان غروبها وخروج دجال وهـول دخـان

    وخروج يأجوج ومأجوج معا من كـل صقـع شاسـع ومكـان



    ونزول عيسى قاتلا دجالهم يقضـي بحكـم العـدل والإحسـان

    واذكر خروج فصيل ناقة صالح يسم الـورى بالكفـر والإيمـان



    والوحي يرفع والصلاة من الورى وهما لعقد الديـن واسطتـان

    صل الصلاة الخمس أول وقتهـا إذ كـل واحـدة لهـا وقتـان



    قصر الصلاة على المسافر واجب وأقل حد القصـر مرحلتـان

    كلتاهما في أصل مذهب مالك خمسـون ميـلا نقصهـا ميـلان



    وإذا المسافر غاب عـن أبياتـه فالقصـر والإفطـار مفعـولان

    وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا في الحضر والأسفـار كاملتـان



    والشمس حين تزول من كبد السما فالظهر ثم العصـر واجبتـان

    والظهـر آخـر وقتهـا متعلـق بالعصـر والوقتـان مشتبكـان



    لا تلتفت ما دمت فيها قائمـا واخشـع بقلـب خائـف رهبـان

    وكذا الصلاة غروب شمس نهارنـا وعشائنـا وقتـان متصـلان



    والصبح منفـرد بوقـت مفـرد لكـن لهـا وقتـان مفـرودان

    فجـر وإسفـار وبيـن كليهمـا وقـت لكـل مطـول متـوان



    وارقب طلوع الفجر واستيقن به فالفجر عنـد شيوخنـا فجـران

    فجر كذوب ثم فجـر صـادق ولربمـا فـي العيـن يشتبهـان



    والظل في الأزمان مختلف كما زمن الشتا والصيـف مختلفـان

    فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتـا واسكـت إذا مـا كـان ذا إعـلان



    ولكل سهـو سجدتـان فصلهـا قبـل السـلام وبعـده قـولان

    سنن الصلاة مبينة وفروضها فاسأل شيـوخ الفقـه والإحسـان



    فرض الصلاة ركوعها وسجودها ما إن تخالف فيهمـا رجـلان

    تحريمهـا تكبيرهـا وحلالهـا تسليمهـا وكلاهمـا فـرضـان



    والحمد فرض في الصلاة قراتهـا آياتهـا سبـع وهـن تبيانـي

    في كل ركعـات الصـلاة معـادة فيهـا ببسملـة فخـذ مثانـي



    وإذا نسيت قراتها في ركعـة فاستـوف ركعتهـا بغيـر تـوان

    إتبع إمامـك خافضـا أو رافعـا فكلاهمـا فعـلان محمـودان



    لا ترفعن قبل الأمـام ولا تضـع فكلاهمـا امـران مذمومـان

    إن الشريعـة سنـة وفريضـة وهمـا لديـن محمـد عـقـدان



    لكن آذان الصبح عند شيوخنـا مـن قبـل أن يتبيـن الفجـران

    هي رخصة في الصبح لا في غيرها من أجل يقظة غافل وسنان



    أحسـن صلاتـك راكعـا ساجـدا بتطمـن وترفـق وتــدان

    لا تدخلـن إلـى صلاتـك حاقنـا فالإحتقـان يخـل بالأركـان



    بيت من الليـل الصيـام بنيـة مـن قبـل أن يتميـز الخيطـان

    يجزيك في رمضان نيـة ليلـة إذ ليـس مختلطـا بعقـد ثـان



    رمضان شهر كامـل فـي عقدنـا مـا حلـه يـوم ولا يومـان

    إلا المسافر والمريض فقد أتى تأخيـر صومهمـا لوقـت ثـان



    وكذاك حمل والرضاع كلاهمـا فـي فطـره لنسائنـا عـذران

    عجل بفطرك والسحـور مؤخـر فكلاهمـا أمـران مرغوبـان



    حصن صيامك بالسكوت عن الخنا أطبق على عينيـك بالأجفـان

    لا تمش ذا وجهين من بين الورى شر البرية مـن لـه وجهـان



    لا تحسدن أحدا على نعمائـه إن الحسـود لحكـم ربـك شـان

    لا تسع بيـن الصاحبيـن نميمـة فلأجلهـا يتباغـض الخـلان



    والعين حق غير سابقة لمـا يقضـى مـن الأرزاق والحرمـان

    والسحر كفـر فعلـه لا علمـه مـن ههنـا يتفـرق الحكمـان



    والقتل حد الساحريـن إذا هـم عملـوا بـه للكفـى والطغيـان

    وتحر بـر الوالديـن فإنـه فـرض عليـك وطاعـة السلطـان



    لا تخرجن على الأمام محاربا ولو أنـه رجـل مـن الحبشـان

    ومتى أمرت ببدعـة أو زلـة فاهـرب بدينـك آخـر البلـدان



    الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه مـن أعظـم الخسـران

    لا تخل بامرأة لديك بريبة لو كنـت فـي النسـاك مثـل بنـان



    إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكـلاب تطـوف باللحمـان

    إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بـلا عـوض ولا أثمـان



    لا تقبلـن مـن النسـاء مـودة فقلوبهـن سريـعـة المـيـلان

    لا تتركن أحدا بأهلـك خاليـا فعلـى النسـاء تقاتـل الأخـوان



    واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ومحاسن الأحداث والصبيان

    لا تجعلن طلاق أهلـك عرضـة إن الطـلاق لأخبـث الأيمـان



    إن الطلاق مـع العتـاق كلاهمـا قسمـان عنـد الله ممقوتـان

    واحفر لسرك في فؤادك ملحدا وادفنه فـي الاحشـاء أي دفـان



    إن الصديق مع العدو كلاهما في السر عند أولى النهى شكـلان

    لا يبدو منك إلى صديقك زلة واجعـل فـؤادك أوثـق الخـلان



    لا تحقرن من الذونوب صغارها والقطر منـه تدفـق الخلجـان

    وإذا نذرت فكن بنذرك موفيـا فالنـذر مثـل العهـد مسئـولان



    لا تشغلن بعيب غيرك غافلا عـن عيـب نفسـك إنـه عيبـان

    لا تفن عمرك في الجدال مخاصما إن الجـدال يخـل بالأديـان



    واحذر مجادلة الرجال فإنهـا تدعـو إلـى الشحنـاء والشنـآن

    وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد لك مهربا وتلاقت الصفـان



    فاجعل كتاب الله درعا سابغا والشرع سيفك وابد فـي الميـدان

    والسنة البيضاء دونك جنة واركب جواد العـزم فـي الجـولان



    واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى فالصبر أوثـق عـدة الإنسـان

    واطعـن برمـح الحـق كـل معانـد لله در الفـارس الطعـان



    واحمل بسيف الصدق حملة مخلـص متجـرد لله غيـر جبـان

    واحذر بجهدك مكر خصمك إنه كالثعلب البري فـي الروغـان



    أصل الجدال من السؤال وفرعه حسن الجواب بأحسـن التبيـان

    لا تلتفت عند السؤال ولا تعـد لفـظ السـؤال كلاهمـا عيبـان



    وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به فالعجب يخمـد جمـرة الإحسـان

    فلربما انهزم المحارب عامدا ثم انثنـى قسطـا علـى الفرسـان



    واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا فلربما ألقـوك فـي بحـران

    ولربما ضحك الخضوم لدهشة فاثبت ولا تنكـل عـن البرهـان



    فإذا أطالوا في الكـلام فقـل لهـم إن البلاغـة لجمـت ببيـان

    لا تغضبن إذا سئلـت ولا تصـح فكلاهمـا خلقـان مذمومـان



    واحذر مناظـرة بمجلـس خيفـة حتـى تبـدل خيفـة بأمـان

    ناظر أديبا منصفا لك عاقلا وانصفه أنـت بحسـب مـا تريـان



    ويكـون بينكمـا حكيـم حاكمـا عـدلا إذا جئتـاه تحتكـمـان

    كن طول دهرك ماكنـا متواضعـا فهمـا لكـل فضيلـة بابـان



    واخلـع رداء الكبـر عنـك فإنـه لا يستقـل بحملـه الكتفـان

    كن فاعلا للخيـر قـوالا لـه فالقـول مثـل الفعـل مقترنـان



    من غوث ملهوف وشبعة جائـع ودثـار عريـان وفديـة عـان

    فإذا عملت الخيـر لا تمنـن بـه لا خيـر فـي متمـدح منـان



    أشكر على النعماء واصبر للبـلا فكلاهمـا خلقـان ممدوحـان

    لا تشكـون بعلـة أو قلـة فهمـا لعـرض المـرء فاضحتـان



    صن حر وجهك بالقناعة إنما صـون الوجـوه مـروءة الفتيـان

    بالله ثق وله أنب وبه استعن فـإذا فعلـت فأنـت خيـر معـان



    وإذا عصيت فتب لربك مسرعا حذر الممات ولا تقـل لـم يـان

    وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لهـا فالعسـر فـرد بعـده يسـران


    **********************************************
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000 Empty نونية القحطاني - كاملة - مشكولة - ضبط كامل

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس سبتمبر 18, 2008 2:58 pm


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    إِنَّ الْحَمْدَ للهِ،
    نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ
    وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
    مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَه وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَه.
    أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ قَصِيدَةُ:
    الإِمَامِ الْعَالِمِ الرَّبَّانِي أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّد
    الأَنْدَلُسِي الْقَحْطَانِي الْمَالِكِي
    هَذِهِ الْقَصِيدَةُ صَغِيرَةُ الْحَجْمِ غَزِيرَةُ الْعِلْمِ
    مُحْتَوِيَةٌ عَلَى الأُصُولِ الدِّينِيَّةِ وَالْفُرُوعِ الْفِقْهِيَّةِ وَالنَّصَائِحِ النَّبَوِيَّةِ
    الَّتِي يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُوَحِّدٍ الاِتَّسَامُ بِهَدْيِهَا، وَأَنْ يُعَدَّ مِنْ بَنِي وُدِّهَا.
    فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَشَرَّفَ بِالْقِيَامِ بِضَبْطِهَا وَذَلِكَ بَعْدَمَا بَحَثْتُ عَنْهَا مَضْبُوطَةً
    فَلَمْ أَجِدْهَا كَذَلِكَ.
    وَاعْتَمَدتُّ عَلَى الْمَطْبُوعِ في نَصِّهَا
    فَيَسَّرَ اللهُ تَعَالَى لِي هَذَا الأَمَرَ فَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّة.
    وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم

    وَكَتَبَهُ
    عَدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْغُبَارِي


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


    يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ
    بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ

    اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى
    وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ

    يَسِّرْ بِهِ أَمْرِي وَأَقْضِ مَآرِبِي
    وَأَجِرْ بِهِ جَسَدِي مِنَ النِّيرَانِ

    وَاحْطُطْ بِهِ وِزْرِي وَأَخْلِصْ نِيَّتِي
    وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَصْلِحْ شَانِي

    وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي وَحَقِّقْ تَوْبَتِي
    وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ

    طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي وَصَفِّ سَرِيرَتِي
    أَجْمِلْ بِهِ ذِكْرِي وَأَعْلِ مَكَانِي

    وَاقْطَعْ بِهِ طَمَعِي وَشَرِّفْ هِمَّتِي
    كَثِّرْ بِهِ وَرَعِي وَأَحْيِ جَنَانِي

    أَسْهِرْ بِهِ لَيْلِي وَأَظْمِ جَوَارِحِي
    أَسْبِلْ بِفَيْضِ دُمُوعِهَا أَجْفَانِي

    اِمْزِجْهُ يَا رَبِّي بِلَحْمِي مَعْ دَمِي
    وَاغْسِلْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الأَضْغَانِ

    أَنْتَ الَّذِي صَوَّرْتَنِي وَخَلَقْتَنِي
    وَهَدَيْتَنِي لِشَرَائِعِ الإِيمَانِ

    أَنْتَ الَّذِي عَلَّمْتَنِي وَرَحِمْتَنِي
    وَجَعَلْتَ صَدْرِي وَاعِيَ الْقُرْآنِ

    أَنْتَ الَّذِي أَطْعَمْتَنِي وَسَقَيْتَنِي
    مِنْ غَيْرِ كَسْبِ يَدٍ وَلاَ دُكَّانِ

    وَجَبَرْتَنِي وَسَتَرْتَنِي وَنَصَرْتَنِي
    وَغَمَرْتَنِي بِالْفَضْلِ وَالإِحْسَانِ

    أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَنِي وَحَبَوْتَنِي
    وَهَدَيْتَنِي مِنْ حَيْرَةِ الْخِذْلاَنِ

    وَزَرَعْتَ لِي بَيْنَ الْقُلُوبِ مَوَدَّةً
    وَعَطَفْتَ مِنْكَ بِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ

    وَنَشَرْتَ لِي في الْعَالَمِينَ مَحَاسِنًا
    وَسَتَرْتَ عَنْ أَبْصَارِهِمْ عِصْيَانِي

    وَجَعَلْتَ ذِكْرِي في الْبَرِيَّةِ شَائِعًا
    حَتَّى جَعَلْتَ جَمِيعَهُمْ إِخْوَانِي

    وَاللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي
    لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي

    وَلأَعْرَضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي
    وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ

    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي
    وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَانِي

    فَلَكَ الْمَحَامِدُ وَالْمَدَائِحُ كُلُّهَا
    بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي

    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ
    مَا لِي بَشُكْرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

    فَوَحَقِّ حِكْمَتِكَ الَّتِي آتَيْتَنِي
    حَتَّى شَدَدتَّ بِنُورِهَا بُرْهَانِي

    لَئِنِ اجْتَبَتْنِي مِنْ رِضَاكَ مَعُونَةٌ
    حَتَّى تُقَوِّيَ أَيْدُهَا إِيمَانِي

    لأُسَبِّحَنَّكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً
    وَلَتَخْدُمَنَّكَ في الدُّجَى أَرْكَانِي

    وَلأَذْكُرَنَّكَ قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا
    وَلأَشْكُرَنَّكَ سَائِرَ الأَحْيَانِ

    وَلأَكْتُمَنَّ عَنِ الْبَرِيَّةِ خَلَّتِي
    وَلأَشْكُوَنَّ إِلَيْكَ جَهْدَ زَمَانِي

    وَلأَقْصِدَنَّكَ في جَمِيعِ حَوَائِجِي
    مِنْ دُونِ قَصْدِ فُلاَنَةٍ وَفُلاَنِ

    وَلأَحْسُمَنَّ عَنِ الأَنَامِ مَطَامِعِي
    بِحُسَامِ يَأْسٍ لَمْ تَشُبْهُ بَنَانِي

    وَلأَجْعَلَنَّ رِضَاكَ أَكْبَرَ هِمَّتِي
    وَلأَضْرِبَنَّ مِنَ الْهَوَى شَيْطَانِي

    وَلأَكْسُوَنَّ عُيُوبَ نَفْسِي بِالتُّقَى
    وَلأَقْبِضَنَّ عَنِ الْفُجُورِ عِنَانِي

    وَلأَمْنَعَنَّ النَّفْسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا
    وَلأَجْعَلَنَّ الزُّهْدَ مِنْ أَعْوَانِي

    وَلأَتْلُوَنَّ حُرُوفَ وَحْيِكَ في الدُّجَى
    وَلأُحْرِقَنَّ بِنُورِهِ شَيْطَانِي

    أَنْتَ الَّذِي يَا رَبِّ قُلْتَ حُرُوفَهُ
    وَوَصَفْتَهُ بِالْوَعْظِ وَالتِّبْيَانِ

    وَنَظَمْتَهُ بِبَلاَغَةٍ أَزَلِيَّةٍ
    تَكْيِيفُهَا يَخْفَى عَلَى الأَذْهَانِ

    وَكَتَبْتَ في اللَّوْحِ الْحَفِيظِ حُرُوفَهُ
    مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ في أَزْمَانِ

    فَاللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا
    حَقًّا إِذَا مَا شَاءَ ذُو إِحْسَانِ

    نَادَى بِصَوْتٍ حِينَ كَلَّمَ عَبْدَهُ
    مُوسَى فَأَسْمَعَهُ بِلاَ كِتْمَانِ

    وَكَذَا يُنَادِي في الْقِيَامَةِ رَبُّنَا
    جَهْرًا فَيَسْمَعُ صَوْتَهُ الثَّقَلاَنِ

    أَنْ يَا عِبَادِي أَنْصِتُوا لِي وَاسْمَعُوا
    قَوْلَ الإِلَهِ الْمَالِكِ الدَّيَّانِ

    هَذَا حَدِيثُ نَبِيِّنَا عَنْ رَبِّهِ
    صِدْقًا بِلاَ كَذِبٍ وَلاَ بُهْتَانِ

    لَسْنَا نُشَبِّهُ صَوْتَهُ بِكَلاَمِنَا
    إِذْ لَيْسَ يُدْرَكُ وَصْفُهُ بِعِيَانِ

    لاَ تَحْصُرُ الأَوْهَامُ مَبْلَغَ ذَاتِهِ
    أَبَدًا وَلاَ يَحْوِيهِ قُطْرُ مَكَانِ

    وَهُوَ الْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ
    مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ وَلاَ نِسْيَانِ

    مَنْ ذَا يُكَيِّفُ ذَاتَهُ وَصَفَاتِهِ
    وَهُوَ الْقَدِيمُ مُكَوِّنُ الأَكْوَانِ

    سُبْحَانَهُ مَلِكًا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى
    وَحَوَى جَمِيعَ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ

    وَكَلاَمُهُ الْقُرْآنُ أَنْزَلَ آيَهُ
    وَحْيًا عَلَى الْمَبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ

    صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ خَيْرَ صَلاَتِهِ
    مَا لاَحَ في فَلَكَيْهِمَا الْقَمَرَانِ

    هُوَ جَاءَ بِالْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ الَّذِي
    لاَ تَعْتَرِيهِ نَوَائِبُ الْحَدَثَانِ

    تَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَحْيُهُ
    بِشَهَادَةِ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ

    وَكَلاَمُ رَبِّي لاَ يَجِيءُ بِمِثْلِهِ
    أَحَدٌ وَلَوْ جُمِعَتْ لَهُ الثَّقَلاَنِ

    وَهُوَ الْمَصُونُ مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا
    وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ

    مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنْ يُبَارِيَ نَظْمَهُ
    وَيَرَاهُ مِثْلَ الشِّعْرِ وَالْهَذَيَانِ

    فَلْيَأْتِ مِنْهُ بِسُورَةٍ أَوْ آيَةٍ
    فَإِذَا رَأَى النَّظْمَيْنِ يَشْتَبِهَانِ

    فَلْيَنْفَرِدْ بِاسْمِ الأُلُوهَةِ وَلْيَكُنْ
    رَبَّ الْبَرِيَّةِ وَلْيَقُلْ سُبْحَانِي

    فَإِذَا تَنَاقَضَ نَظْمُهُ فَلْيَلْبَسَنْ
    ثَوْبَ النَّقِيصَةِ صَاغِرًا بِهَوَانِ

    أَوْ فَلْيُقِرَّ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُ مَنْ
    سَمَّاهُ في نَصِّ الْكِتَابِ مَثَانِي

    لاَ رَيْبَ فِيهِ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُهُ
    وَبِدَايَةُ التَّنْزِيلِ في رَمَضَانِ

    اللهُ فَصَّلَهُ وَأَحْكَمَ آيَهُ
    وَتَلاَهُ تَنْزِيلاً بِلاَ أَلْحَانِ

    هُوَ قَوْلُهُ وَكَلاَمُهُ وَخِطَابُهُ
    بِفَصَاحَةٍ وَبَلاَغَةٍ وَبَيَانِ

    هُوَ حُكْمُهُ هُوَ عِلْمُهُ هُوَ نُورُهُ
    وَصِرَاطُهُ الْهَادِي إِلَى الرِّضْوَانِ

    جَمَعَ الْعُلُومَ دَقِيقَهَا وَجَلِيلَهَا
    فَبِهِ يَصُولُ الْعَالِمُ الرَّبَّانِي

    كَلِمَاتُهُ مَنْظُومَةٌ وَحُرُوفُهُ
    بِتَمَامِ أَلْفَاظٍ وَحُسْنِ مَعَانِي

    قَصَصٌ عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ قَصَّهُ
    رَبِّي فَأَحْسَنَ أَيَّمَا إِحْسَانِ

    وَأَبَانَ فِيهِ حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ
    وَنَهَى عَنِ الآثَامِ وَالْعِصْيَانِ

    مَنْ قَالَ إِنَّ اللهَ خَالِقُ قَوْلِهِ
    فَقَدِ اسْتَحَلَّ عِبَادَةَ الأَوْثَانِ

    مَنْ قَالَ فِيهِ عِبَارَةٌ وَحِكَايَةٌ
    فَغَدًا يُجَرَّعُ مِنْ حَمِيمٍ آنِ

    مَنْ قَالَ إِنَّ حُرُوفَهُ مَخْلُوقَةٌ
    فَالْعَنْهُ ثُمَّ اهْجُرْهُ كُلَّ أَوَانِ

    لاَ تَلْقَ مُبْتَدِعًا وَلاَ مُتَزَنْدِقًا
    إِلاَّ بِعَبْسَةِ مَالِكِ الْغَضْبَانِ

    وَالْوَقْفُ في الْقُرْآنِ خُبْثٌ بَاطِلٌ
    وَخِدَاعُ كُلِّ مُذَبْذَبٍ حَيْرَانِ

    قُلْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَلاَمُ إِلَهِنَا
    وَاعْجَلْ وَلاَ تَكُ في الإِجَابَةِ وَانِي

    أَهْلُ الشَّرِيعَةِ أَيْقَنُوا بِنُزُولِهِ
    وَالْقَائِلُونَ بِخَلْقِهِ شَكْلاَنِ

    وَتَجَنَّبِ اللَّفْظَيْنِ إِنَّ كِلَيْهِمَا
    وَمَقَالَ جَهْمٍ عِنْدَنَا سِيَّانِ

    يَا أَيُّهَا السُّنِّيُّ خُذْ بِوَصِيَّتِي
    وَاخْصُصْ بِذَلِكَ جُمْلَةَ الإِخْوَانِ

    وَاقْبَلْ وَصِيَّةَ مُشْفِقٍ مُتَوَدِّدٍ
    وَاسْمَعْ بِفَهْمٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ

    كُنْ في أُمُورِكَ كُلِّهَا مُتَوَسِّطًا
    عَدْلاً بِلاَ نَقْصٍ وَلاَ رُجْحَانِ

    وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ رَبٌّ وَاحِدٌ
    مُتَنَزِّهٌ عَنْ ثَالِثٍ أَوْ ثَانِ

    الأَوَّلُ الْمُبْدِي بِغَيْرِ بِدَايَةٍ
    وَالآخِرُ الْمُفْنِي وَلَيْسَ بِفَانِ

    وَكَلاَمُهُ صِفَةٌ لَهُ وَجَلاَلَةٌ
    مِنْهُ بِلاَ أَمَدٍ وَلاَ حِدْثَانِ

    رُكْنُ الدِّيَانَةِ أَنْ تُصَدِّقَ بِالْقَضَا
    لاَ خَيْرَ في بَيْتٍ بِلاَ أَرْكَانِ

    اللهُ قَدْ عَلِمَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَا
    وَهُمَا وَمَنْزِلَتَاهُمَا ضِدَّانِ

    لاَ يَمْلِكُ الْعَبْدُ الضَّعِيفُ لِنَفْسِهِ
    رُشْدًا وَلاَ يَقْدِرْ عَلَى خِذْلاَنِ

    سُبْحَانَ مَنْ يُجْرِي الأُمُورَ بِحِكْمَةٍ
    في الْخَلْقِ بِالأَرْزَاقِ وَالْحِرْمَانِ

    نَفَذَتْ مَشِيئَتُهُ بِسَابِقِ عِلْمِهِ
    في خَلْقِهِ عَدْلاً بِلاَ عُدْوَانِ

    وَالْكُلُّ في أُمِّ الْكِتَابِ مُسَطَّرٌ
    مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ وَلاَ نُقْصَانِ

    فَاقْصِدْ هُدِيتَ وَلاَ تَكُنْ مُتَغَالِيًا
    إِنَّ الْقُدُورَ تَفُورُ بِالْغَلَيَانِ

    دِنْ بِالشَّرِيعَةِ وَالْكِتَابِ كِلَيْهِمَا
    فَكِلاَهُمَا لِلدِّينِ وَاسِطَتَانِ

    وَكَذَا الشَّرِيعَةُ وَالْكِتَابُ كِلاَهُمَا
    بِجَمِيعِ مَا تَأْتِيهِ مُحْتَفِظَانِ

    وَلِكُلِّ عَبْدٍ حَافِظَانِ لِكُلِّ مَا
    يَقَعُ الْجَزَاءُ عَلَيْهِ مَخْلُوقَانِ

    أُمِرَا بِكَتْبِ كَلاَمِهِ وَفِعَالِهِ
    وَهُمَا لأَمْرِ اللهِ مُؤْتَمِرَانِ

    وَاللهُ صِدْقٌ وَعْدُهُ وَوَعِيدُهُ
    مِمَّا يُعَايِنُ شَخْصَهُ الْعَيْنَانِ

    وَاللهُ أَكْبَرُ أَنْ تُحَدَّ صِفَاتُهُ
    أَوْ أَنْ يُقَاسَ بِجُمْلَةِ الأَعْيَانِ

    وَحَيَاتُنَا في الْقَبْرِ بَعْدَ مَمَاتِنَا
    حَقٌّ وَيَسْأَلُنَا بِهِ الْمَلَكَانِ

    وَالْقَبْرُ صَحَّ نَعِيمُهُ وَعَذَابُهُ
    وَكِلاَهُمَا لِلنَّاسِ مُدَّخَرَانِ

    وَالْبَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَعْدٌ صَادِقٌ
    بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ في الأَبْدَانِ

    وَصِرَاطُنَا حَقٌّ وَحَوْضُ نَبِيِّنَا
    صِدْقٌ لَهُ عَدَدُ النُّجُومِ أَوَانِي

    يُسْقَى بِهَا السُّنِّيُّ أَعْذَبَ شَرْبَةٍ
    وَيُذَادُ كُلُّ مُخَالِفٍ فَتَّانِ

    وَكَذَلِكَ الأَعْمَالُ يَوْمَئِذٍ تُرَى
    مَوْضُوعَةً في كَِفَّةِ الْمِيزَانِ

    وَالْكُتْبُ يَوْمَئِذٍ تَطَايَرُ في الْوَرَى
    بِشَمَائِلِ الأَيْدِي وَبِالأَيْمَانِ

    وَاللهُ يَوْمَئِذٍ يَجِيءُ لِعَرْضِنَا
    مَعَ أَنَّهُ في كُلِّ وَقْتٍ دَانِ

    وَالأَشْعَرِيُّ يَقُولُ يَأْتِي أَمْرُهُ
    وَيَعِيبُ وَصْفَ اللهِ بِالإِتْيَانِ

    وَاللهُ في الْقُرْآنِ أَخْبَرَ أَنَّهُ
    يَأْتِي بِغَيْرِ تَنَقُّلٍ وَتَدَانِ

    وَعَلَيْهِ عَرْضُ الْخَلْقِ يَوْمَ مَعَادِهِمْ
    لِلْحُكْمِ كَيْ يَتَنَاصَفَ الْخَصْمَانِ

    وَاللهُ يَوْمَئِذٍ نَرَاهُ كَمَا نَرَى
    قَمَرًا بَدَا لِلسِّتِّ بَعْدَ ثَمَانِ

    يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ
    لَفَرَرْتَ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ أَوْطَانِ

    يَوْمٌ تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ لِهَوْلِهِ
    وَتَشِيبُ فِيهِ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ

    يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِيرٌ شَرُّهُ
    في الْخَلْقِ مُنْتَشِرٌ عَظِيمُ الشَّانِ

    وَالْجَنَّةُ الْعُلْيَا وَنَارُ جَهَنَّمٍ
    دَارَانِ لِلْخَصْمَيْنِ دَائِمَتَانِ

    يَوْمٌ يَجِيءُ الْمُتَّقُونَ لِرَبِّهِمْ
    وَفْدًا عَلَى نُجُبٍ مِنَ الْعِقْيَانِ

    وَيَجِيءُ فِيهِ الْمُجْرِمُونَ إِلَى لَظَى
    يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْعَطْشَانِ

    وَدُخُولُ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ جَهَنَّمٍ
    بِكَبَائِرِ الآثَامِ وَالطُّغْيَانِ

    وَاللهُ يَرْحَمُهُمْ بِصِحَّةِ عَقْدِهِمْ
    وَيُبَدَّلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ

    وَشَفِيعُهُمْ عِنْدَ الْخُرُوجِ مُحَمَّدٌ
    وَطُهُورُهُمْ في شَاطِئِ الْحَيَوَانِ

    حَتَّى إِذَا طَهُرُوا هُنَالِكَ أُدْخِلُوا
    جَنَّاتِ عَدْنٍ وَهْيَ خَيْرُ جِنَانِ

    فَاللهُ يَجْمَعُنَا وَإِيَّاهُمْ بِهَا
    مِنْ غَيْرِ تَعْذِيبٍ وَغَيْرِ هَوَانِ

    وَإِذَا دُعِيتَ إِلَى أَدَاءِ فَرِيضَةٍ
    فَانْشَطْ وَلاَ تَكُ في الإِجَابَةِ وَانِي

    قُمْ بِالصَّلاَةِ الْخَمْسِ وَاعْرِفْ قَدْرَهَا
    فَلَهُنَّ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ شَانِ

    لاَ تَمْنَعَنَّ زَكَاةَ مَالِكَ ظَالِمًا
    فَصَلاَتُنَا وَزَكَاتُنَا أُخْتَانِ

    وَالوَِتْرُ بَعْدَ الْفَرْضِ آكَدُ سُنَّةٍ
    وَالْجُمْعَةُ الزَّهْرَاءِ وَالْعِيدَانِ

    مَعَ كُلِّ بَرٍّ صَلِّهَا أَوْ فَاجِرٍ
    مَا لَمْ يَكُنْ في دِينِهِ بِمُشَانِ

    وَصِيَامُنَا رَمَضَانَ فَرْضٌ وَاجِبٌ
    وَقِيَامُنَا الْمَسْنُونُ في رَمَضَانِ

    صَلَّى النَّبِيُّ بِهِ ثَلاَثًا رَغْبَةً
    وَرَوَى الْجَمَاعَةُ أَنَّهَا ثِنْتَانِ

    إِنَّ التَّرَاوِحَ رَاحَةٌ في لَيْلِهِ
    وَنَشَاطُ كُلِّ عُوَيْجِزٍ كَسْلاَنِ

    وَاللهِ مَا جَعَلَ التَّرَاوِحَ مُنْكَرًا
    إِلاَّ الْمَجُوسُ وَشِيعَةُ الصُّلْبَانِ

    وَالْحَجُّ مْفْتَرَضٌ عَلَيْكَ وَشَرْطُهُ
    أَمْنُ الطَّرِيقِ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ

    كَبِّرْ هُدِيتَ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا
    وَاسْأَلْ لَهَا بِالْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ

    إِنَّ الصَّلاَةَ عَلَى الْجَنَائِزِ عِنْدَنَا
    فَرْضُ الْكِفَايَةِ لاَ عَلَى الأَعْيَانِ

    إِنَّ الأَهِلَّةَ لِلأَنَامِ مَوَاقِتٌ
    وَبِهَا يَقُومُ حِسَابُ كُلِّ زَمَانِ

    لاَ تُفْطِرَنَّ وَلاَ تَصُمْ حَتَّى يَرَى
    شَخْصَ الْهِلاَلِ مِنَ الْوَرَى إِثْنَانِ

    مُتَثَبِّتَانِ عَلَى الَّذِي يَرَيَانِهِ
    حُرَّانِ في نَقْلَيْهِمَا ثِقَتَانِ

    لاَ تَقْصِدَنَّ لِيَوْمِ شَكٍّ عَامِدًا
    فَتَصُومَهُ وَتَقُولَ مِنْ رَمَضَانِ

    لاَ تَعْتَقِدْ دِينَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ
    أَهْلُ الْمُحَالِ وَحِزْبَةُ الشَّيْطَانِ

    جَعَلُوا الشُّهُورَ عَلَى قِيَاسِ حِسَابِهِمْ
    وَلَرُبَّمَا كَمَلاَ لَنَا شَهْرَانِ

    وَلَرُبَّمَا نَقََصَ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُمْ
    وَافٍ وَأَوْفَى صَاحِبُ النُّقْصَانِ

    إِنَّ الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الْحَصَا
    مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ

    مَدَحُوا النَّبِيَّ وَخَوَّنُوا أَصْحَابَهُ
    وَرَمَوْهُمُ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ

    حَبُّوا قَرَابَتَهُ وَسَبُّوا صَحْبَهُ
    جَدَلاَنِ عِنْدَ اللهِ مُنْتَقِضَانِ

    فَكَأَنَّمَا آلُ النَّبِيِّ وَصَحْبُهُ
    رُوحٌ يَضُمُّ جَمِيعَهَا جَسَدَانِ

    فِئَتَانِ عَقْدُهُمَا شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ
    بِأَبِي وَأُمِّي ذَانِكَ الْفِئَتَانِ

    فِئَتَانِ سَالِكَتَانِ في سُبُلِ الْهُدَى
    وَهُمَا بِدِينِ اللهِ قَائِمَتَانِ

    قُلْ إِنَّ خَيْرَ الأَنْبِيَاءِ مُحَمَّدٌ
    وَأَجَلَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى الْكُثْبَانِ

    وَأَجَلَّ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّدٍ
    وَكَذَاكَ أَفْضَلُ صَحْبِهِ الْعُمَرَانِ

    رَجُلاَنِ قَدْ خُلِقَا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ
    بِدَمِي وَنَفْسِي ذَانِكَ الرَّجُلاَنِ

    فَهُمَا اللَّذَانِ تَظَاهَرَا لِنَبِيِّنَا
    في نَصْرِهِ وَهُمَا لَهُ صِهْرَانِ

    بِنْتَاهُمَا أَسْنَى نِسَاءِ نَبِيِّنَا
    وَهُمَا لَهُ بِالْوَحْيِ صَاحِبَتَانِ

    أَبَوَاهُمَا أَسْنَى صَحَابَةِ أَحْمَدٍ
    يَا حَبَّذَا الأَبَوَانِ وَالْبِنْتَانِ

    وَهُمَا وَزِيرَاهُ اللَّذَانِ هُمَا هُمَا
    لِفَضَائِلِ الأَعْمَالِ مُسْتَبِقَانِ

    وَهُمَا لأَحْمَدَ نَاظِرَاهُ وَسَمْعُهُ
    وَبِقُرْبِهِ في الْقَبْرِ مُضْطَجِعَانِ

    كَانَا عَلَى الإِسْلاَمِ أَشْفَقَ أَهْلِهِ
    وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ جَبَلاَنِ

    أَصْفَاهُمَا أَقْوَاهُمَا أَخْشَاهُمَا
    أَتْقَاهُمَا في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ

    أَسْنَاهُمَا أَزْكَاهُمَا أَعْلاَهُمَا
    أَوْفَاهُمَا في الْوَزْنِ وَالرُّجْحَانِ

    صِدِّيقُ أَحْمَدَ صَاحِبُ الْغَارِ الَّذِي
    هُوَ في الْمَغَارَةِ وَالنَّبِيُّ اثْنَانِ

    أَعْنِي أَبَا بَكْرِ الَّذِي لَمْ يَخْتَلِفْ
    مِنْ شَرْعِنَا في فَضْلِهِ رَجُلاَنِ

    هُوَ شَيْخُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَخَيْرُهُمْ
    وَإِمَامُهُمْ حَقًّا بِلاَ بُطْلاَنِ

    وَأَبُو الْمُطَهَّرِةِ الَّتِي تَنْزِيهُهَا
    قَدْ جَاءَنَا في النُّورِ وَالْفُرْقَانِ

    أَكْرِمْ بِعَائِشَةَ الرِّضَا مِنْ حُرَّةٍ
    بِكْرٍ مُطَهَّرَةِ الإِزَارِ حَصَانِ

    هِيَ زَوْجُ خَيْرِ الأَنْبِيَاءِ وَبِكْرُهُ
    وَعَرُوسُهُ مِنْ جُمْلَةِ النِّسْوَانِ

    هِيَ عِرْسُهُ هِيَ أُنْسُهُ هِيَ إِلْفُهُ
    هِيَ حِبُّهُ صِدْقًا بِلاَ إِدْهَانِ

    أَوَلَيْسَ وَالِدُهَا يُصَافِي بَعْلَهَا
    وَهُمَا بِرُوحِ اللهِ مُؤْتَلِفَانِ

    لَمَّا قَضَى صِدِّيقُ أَحْمَدَ نَحْبَهُ
    دَفَعَ الْخِلاَفَةَ لِلإِمَامِ الثَّانِي

    أَعْنِي بِهِ الْفَارُوقَ فَرَّقَ عَنْوَةً
    بِالسَّيْفِ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ

    هُوَ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ بَعْدَ خَفَائِهِ
    وَمَحَا الظَّلاَمَ وَبَاحَ بِالْكِتْمَانِ

    وَمَضَى وَخَلَّى الأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ
    في الأَمْرِ فَاجْتَمَعُوا عَلَى عُثْمَانِ

    مَنْ كَانَ يَسْهَرُ لَيْلَهُ في رَكْعَةٍ
    وِتْرًا فَيُكْمِلُ خَتْمَةَ الْقُرْآنِ

    وَلِيَ الْخِلاَفَةَ صِهْرُ أَحْمَدَ بَعْدَهُ
    أَعْنِي عَلِيَّ الْعَالِمَ الرَّبَّانِي

    زَوْجَ الْبَتُولِ أَخَا الرَّسُولِ وَرُكْنَهُ
    لَيْثَ الْحُرُوْبِ مُنَازِلَ الأَقْرَانِ

    سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْخِلاَفَةَ رُتْبَةً
    وَبَنَى الإِمَامَةَ أَيَّمَا بُنْيَانِ

    وَاسْتَخْلَفَ الأَصْحَابَ كَيْ لاَ يَدَّعِي
    مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ في النُّبُوَّةِ ثَانِي

    أَكْرِمْ بِفَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَبَعْلِهَا
    وَبِمَنْ هُمَا لِمُحَمَّدٍ سِبْطَانِ

    غُصْنَانِ أَصْلُهُمَا بِرَوْضَةِ أَحْمَدٍ
    للهِ دَرُّ الأَصْلِ وَالْغُصْنَانِ

    أَكْرِمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِهِمْ
    وَسَعِيدِهِمْ وَبِعَابِدِ الرَّحْمَنِ

    وَأَبِي عُبَيْدَةَ ذِي الدِّيَانَةِ وَالتُّقَى
    وَامْدَحْ جَمَاعَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ

    قُلْ خَيْرَ قَوْلٍ في صَحَابَةِ أَحْمَدٍ
    وَامْدَحْ جَمِيعَ الآلِ وَالنِّسْوَانِ

    دَعْ مَا جَرَى بَيْنَ الصَّحَابَةِ في الْوَغَى
    بِسُيُوفِهِمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ

    فَقَتِيلُهُمْ مِنْهُمْ وَقَاتِلُهُمْ لَهُمْ
    وَكِلاَهُمَا في الْحَشْرِ مَرْحُومَانِ

    وَاللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ يَنْزَعُ كُلَّ مَا
    تَحْوِي صُدُورُهُمُ مِنَ الأَضْغَانِ

    وَالْوَيْلُ لِلرَّكْبِ الَّذِيْنَ سَعَوا إِلَى
    عُثْمَانَ فَاجْتَمَعُوا عَلَى الْعِصْيَانِ

    وَيْلٌ لِمَنْ قَتَلَ الْحُسَيْنَ فَإِنَّهُ
    قَدْ بَاءَ مِنْ مَوْلاَهُ بِالْخُسْرَانِ

    لَسْنَا نُكَفِّرُ مُسْلِمًا بِكَبِيرَةٍ
    فَاللهُ ذُو عَفْوٍ وَذُو غُفْرَانِ

    لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ التَّوَارِخَ كُلَّ مَا
    جَمَعَ الرُّوَاةُ وَخَطَّ كُلُّ بَنَانِ

    اِرْوِ الْحَدِيثَ الْمُنْتَقَى عَنْ أَهْلِهِ
    سِيمَا ذَوِي الأَحْلاَمِ وَالأَسْنَانِ

    كَابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْعَلاَءِ وَمَالِكٍ
    وَاللَّيْثِ وَالزُّهْرِيِّ أَوْ سُفْيَانِ

    وَاحْفَظْ رِوَايَةَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
    فَمَكَانُهُ فِيهَا أَجَلُّ مَكَانِ

    وَاحْفَظْ لأَهْلِ الْبَيْتِ وَاجِبَ حَقِّهِمْ
    وَاعْرِفْ عَلِيًّا أَيَّمَا عِرْفَانِ

    لاَ تَنْتَقِصْهُ وَلاَ تَزِدْ في قَدْرِهِ
    فَعَلَيْهِ تَصْلَى النَّارَ طَائِفَتَانِ

    إِحْدَاهُمَا لاَ تَرْتَضِيهِ خَلِيفَةً
    وَتَنُصُّهُ الأُخْرَى إِلَهًا ثَانِي

    وَالْعَنْ زَنَادِقَةَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ
    أَعْنَاقُهُمْ غُلَّتْ إِلَى الأَذْقَانِ

    جَحَدُوا الشَّرَائِعَ وَالنُّبُوَّةَ وَاقْتَدَوا
    بِفَسَادِ مِلَّةِ صَاحِبِ الإِيوَانِ

    لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ
    شَتَمُوا الصَّحَابَةَ دُونَمَا بُرْهَانِ

    لُعِنُوا كَمَا بَغَضُوا صَحَابَةَ أَحْمَدٍ
    وَوِدَادُهُمْ فَرْضٌ عَلَى الإِنْسَانِ

    حُبُّ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ سُنَّةٌ
    أَلْقَى بِهَا رَبِي إِذَا أَحْيَانِي

    اِحْذَرْ عِقَابَ اللهِ وَارْجُ ثَوَابَهُ
    حَتَّى تَكُونَ كَمَنْ لَهُ قَلْبَانِ

    إِيمَانُنَا بِاللهِ بَيْنَ ثَلاَثَةٍ
    عَمَلٍ وَقَوْلٍ وَاعْتِقَادِ جَنَانِ

    وَيَزِيدُ بِالتَّقْوَى وَيَنْقُصُ بِالرَّدَى
    وَكِلاَهُمَا في الْقَلْبِ يَعْتَلِجَانِ

    وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ في ظُلْمَةٍ
    وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَى الطُّغْيَانِ

    فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا
    إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَانِي

    كُنْ طَالِبًا لِلْعِلْمِ وَاعْمَلْ صَالِحًا
    فَهُمَا إِلَى سُبُلِ الْهُدَى سَبَبَانِ

    لاَ تَتَّبِعْ عِلْمَ النَّجُومِ فَإِنَّهُ
    مُتَعَلِّقٌ بِزَخَارِفِ الْكُهَّانِ

    عِلْمُ النُّجُومِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ
    في قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ

    لَوْ كَانَ عِلْمٌ لِلْكَوَاكِبِ أَوْ قَضَا
    لَمْ يَهْبِطِ الْمِرِّيخُ في السَّرَطَانِ

    وَالشَّمْسُ في الْحَمْلِ الْمُضِيءِ سَرِيعَةٌ
    وَهُبُوطُهَا في كَوْكَبِ الْمِيزَانِ

    وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ لِسِتَّةِ أَنْجُمٍ
    لَكِنَّهَا وَالْبَدْرُ يَنْخَسِفَانِ

    وَلَرُبَّمَا اسْوَدَّا وَغَابَ ضِيَاهُمَا
    وَهُمَا لِخَوْفِ اللهِ يَرْتَعِدَانِ

    اُرْدُدْ عَلَى مَنْ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمَا
    وَيَظُنُّ أَنَّ كِلَيْهِمَا رَبَّانِ

    يَا مَنْ يُحِبُّ الْمُشْتَرِي وَعُطَارِدًا
    وَيَظُنُّ أَنَّهُمَا لَهُ سَعْدَانِ

    لِمَ يَهْبِطَانِ وَيَعْلُوَانِ تَشَرُّفًا
    وَبِوَهْجِ حَرِّ الشَّمْسِ يَحْتَرِقَانِ

    أَتَخَافُ مِنْ زُحَلٍ وَتَرْجُو الْمُشْتَرِي
    وَكِلاَهُمَا عَبْدَانِ مَمْلُوكَانِ

    وَاللهِ لَوْ مَلَكَا حَيَاةً أَوْ فَنَا
    لَسَجَدتُّ نَحْوَهُمَا لِيَصْطَنِعَانِ

    وَلِيَفْسِحَا في مُدَّتِي وَيُوَسِّعَا
    رِزْقِي وَبِالإِحْسَانِ يَكْتَنِفَانِي

    بَلْ كُلُّ ذَلِكَ في يَدِ اللهِ الَّذِي
    ذَلَّتْ لِعِزَّةِ وَجْهِهِ الثَّقَلاَنِ

    فَقَدِ اسْتَوَى زُحَلٌ وَنَجْمُ الْمُشْتَرِي
    وَالرَّأْسُ وَالذَّنَبُ الْعَظِيمُ الشَّانِ

    وَالزُّهْرَةُ الْغَرَّاءُ مَعْ مِرِّيخِهَا
    وَعُطَارِدُ الْوَقَّادُ مَعْ كَيْوَانِ

    إِنْ قَابَلَتْ وَتَرَبَّعَتْ وَتَثَلَّثَتْ
    وَتَسَدَّسَتْ وَتَلاَحَقَتْ بِقِرَانِ

    أَلَهَا دَلِيلُ سَعَادَةٍ أَوْ شِقْوَةٍ
    لاَ وَالَّذِي بَرَأَ الْوَرَى وَبَرَانِي

    مَنْ قَالَ بِالتَّأْثِيرِ فَهْوُ مُعَطِّلٌ
    لِلشَّرْعِ مُتَّبِعٌ لِقَوْلٍ ثَانِ

    إِنَّ النُّجُومَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ
    فَاسْمَعْ مَقَالَ النَّاقِدِ الدَّهْقَانِ

    بَعْضُ النُّجُومِ خُلِقْنَ زِينَةَ لِلسَّمَا
    كَالدُّرِّ فَوْقَ تَرَائِبِ النِّسْوَانِ

    وَكَوَاكِبٌ تَهْدِي الْمُسَافِرَ في السُّرَى
    وَرُجُومُ كُلِّ مُثَابِرٍ شَيْطَانِ

    لاَ يَعْلَمُ الإِنْسَانُ مَا يُقْضَى غَدًا
    إِذْ كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا في شَانِ

    وَاللهُ يُمْطِرُنَا الْغُيُوثَ بِفَضْلِهِ
    لاَ نَوْءَ عَوَّاءٍ وَلاَ دَبَرَانِ

    مَنْ قَالَ إِنَّ الْغَيْثَ جَاءَ بِهَنْعَةٍ
    أَوْ صَرْفَةٍ أَوْ كَوْكَبِ الْمِيزَانِ

    فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا وَبُهْتَانًا وَلَمْ
    يُنْزِلْ بِهِ الرَّحْمَنُ مِنْ سُلْطَانِ

    وَكَذَا الطَّبِيعَةُ لِلشَّرِيعَةِ ضِدُّهَا
    وَلَقَلَّمَا يَتَجَمَّعُ الضِّدَّانِ

    وَإِذَا طَلَبْتَ طَبَائِعًا مُسْتَسْلِمًا
    فَاطْلُبْ شُوَاظَ النَّارِ في الْغُدْرَانِ

    عِلْمُ الْفَلاَسِفَةِ الْغُوَاةِ طَبِيعَةٌ
    وَمَعَادُ أَرْوَاحٍ بِلاَ أَبْدَانِ

    لَوْلاَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَهُمْ وَفِعَالُهَا
    لَمْ يَمْشِ فَوْقَ الأَرْضِ مِنْ حَيَوَانِ

    وَالْبَحْرُ عُنْصُرُ كُلِّ مَاءٍ عِنْدَهُمْ
    وَالشَّمْسُ أَوَّلُ عُنْصُرِ النِّيرَانِ

    وَالْغَيْثُ أَبْخِرَةٌ تَصَاعَدَ كُلَّمَا
    دَامَتْ بِهَطْلِ الْوَابِلِ الْهَتَّانِ

    وَالرَّعْدُ عِنْدَ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ
    صَوْتُ اصْطِكَاكِ السُّحْبِ في الأَعْنَانِ

    وَالْبَرْقُ عِنْدَهُمُ شُوَاظٌ خَارِجٌ
    بَيْنَ السَّحَابِ يُضِيءُ في الأَحْيَانِ

    كَذَبَ أَرِسْطَالِيسُهُمْ في قَوْلِهِ
    هَذَا وَأَسْرَفَ أَيَّمَا هَذَيَانِ

    الْغَيْثُ يُفْرَغُ في السَّحَابِ مِنَ السَّمَا
    وَيَكِيلُهُ مِيكَالُ بِالْمِيزَانِ

    لاَ قَطْرَةٌ إِلاَّ وَيَنْزِلُ نَحْوَهَا
    مَلَكٌ إِلَى الآكَامِ وَالْفَيَضَانِ

    وَالرَّعْدُ صَيْحَةُ مَالِكٍ وَهْوَ اسْمُهُ
    يُزْجِي السَّحَابَ كَسَائِقِ الأَظْعَانِ

    وَالْبَرْقُ شَوْظُ النَّارِ يَزْجُرُهَا بِهِ
    زَجْرَ الْحُدَاةِ الْعِيسِ بِالْقُضْبَانِ

    أَفَكَانَ يَعْلَمُ ذَا أَرِسْطَالِيسُهُمْ
    تَدْبِيرَ مَا انْفَرَدَتْ بِهِ الْجِهَتَانِ

    أَمْ غَابَ تَحْتَ الأَرْضَ أَمْ صَعَدَ السَّمَا
    فَرَأَى بِهَا الْمَلَكُوتَ رَأْيَ عِيَانِ

    أَمْ كَانَ دَبَّرَ لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا
    أَمْ كَانَ يَعْلَمُ كَيْفَ يَخْتَلِفَانِ

    أَمْ سَارَ بَطْلِيمُوسُ بَيْنَ نُجُومِهَا
    حَتَّى رَأَى السَّيَّارَ وَالْمُتَوَانِي

    أَمْ كَانَ أَطْلَعَ شَمْسَهَا وَهِلاَلَهَا
    أَمْ هَلْ تَبَصَّرَ كَيْفَ يَعْتَقِبَانِ

    أَمْ كَانَ أَرْسَلَ رِيحَهَا وَسَحَابَهَا
    بِالْغَيْثِ يُهْمِلُ أَيَّمَا هَمَلاَنِ

    بَلْ كَانَ ذَلِكَ حِكْمَةَ اللهِ الَّذِي
    بِقَضَائِهِ مُتَصَرَّفُ الأَزْمَانِ

    لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الضَّوَارِبِ بِالْحَصَا
    وَالزَّاجِرِينَ الطَّيْرَ بِالطَّيَرَانِ

    فَالْفِرْقَتَانِ كَذُوبَتَانِ عَلَى الْقَضَا
    وَبِعِلْمِ غَيْبِ اللهِ جَاهِلَتَانِ

    كَذَبَ الْمُهَنْدِسُ وَالْمُنَجِّمُ مِثْلُهُ
    فَهُمَا لِعِلْمِ اللهِ مُدَّعِيَانِ

    الأَرْضُ عِنْدَ كِلَيْهِمَا كُرَوِيَّةٌ
    وَهُمَا بِهَذَا الْقَوْلِ مُقْتَرِنَانِ

    وَالأَرْضُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى لَسَطِيحَةٌ
    بِدَلِيلِ صِدْقٍ وَاضِحِ الْقُرْآنِ

    وَاللهُ صَيَّرَهَا فِرَاشًا لِلْوَرَى
    وَبَنَى السَّمَاءَ بِأَحْسَنِ الْبُنْيَانِ

    وَاللهُ أَخْبَرَ أَنَّهَا مَسْطُوحَةٌ
    وَأَبَانَ ذَلِكَ أَيَّمَا تِبْيَانِ

    أَأَحَاطَ بَالأَرْضِ الْمُحِيطَةِ عِلْمُهُمْ
    أَمْ بِالْجِبَالِ الشُّمَّخِ الأَكْنَانِ

    أَمْ يُخْبِرُونَ بِطُولِهَا وَبِعَرْضِهَا
    أَمْ هَلْ هُمَا في الْقَدْرِ مُسْتَوِيَانِ

    أَمْ فَجَّرُوا أَنْهَارَهَا وَعُيُونَهَا
    مَاءً بِهِ يُرْوَى صَدَى الْعَطْشَانِ

    أَمْ أَخْرَجُوا أَثْمَارَهَا وَنَبَاتَهَا
    وَالنَّخْلَ ذَاتَ الطَّلْعِ وَالْقِنْوَانِ

    أَمْ هَلْ لَهُمْ عِلْمٌ بِعَدِّ ثِمَارِهَا
    أَمْ بِاخْتِلاَفِ الطَّعْمِ وَالأَلْوَانِ

    اللهُ أَحْكَمَ خَلْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ
    صُنْعًا وَأَتْقَنَ أَيَّمَا إِتْقَانِ

    قُلْ لِلطَّبِيبِ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ
    إِنَّ الطَّبِيعَةَ عِلْمُهَا بُرْهَانِ

    أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كُوْنِكَ نُطْفَةً
    في الْبَطْنِ إِذْ مُشِجَتْ بِهِ الْمَاآنِ

    أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ عُدتَّ عُلَيْقَةً
    في أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِينَ تَوَانِي

    أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كَوْنِكَ مُضْغَةً
    في أَرْبَعِينَ وَقَدْ مَضَى الْعَدَدَانِ

    أَتُرَى الطَّبِيْعَةَ صَوَّرَتْكَ مُصَوَّرًا
    بِمَسَامِعٍ وَنَوَاظِرٍ وَبَنَانِ

    أَتُرَى الطَّبِيعَةَ أَخْرَجَتْكَ مُنَكَّسًا
    مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ وَاهِيَ الأَرْكَانِ

    أَمْ فَجَّرَتْ لَكَ بِاللِّبَانِي ثَدْيَهَا
    فَرَضَعْتَهَا حَتَّى مَضَى الْحَوْلاَنِ

    أَمْ صَيَّرَتْ في وَالِدَيْكَ مَحَبَّةً
    فَهُمَا بِمَا يُرْضِيكَ مُغْتَبِطَانِ

    يَا فَيْلَسُوفُ لَقَدْ شُغِلْتَ عَنِ الْهُدَى
    بِالْمَنْطِقِ الرُّومِيِّ وَالْيُونَانِي

    وَشَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ شِرْعَةٍ
    دِينُ النَّبِيِّ الصَّادِقِ الْعَدْنَانِ

    هُوَ دِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَشَرْعُهُ
    وَهُوَ الْقَدِيمُ وَسَيِّدُ الأَدْيَانِ

    هُوَ دِينُ آدَمَ وَالْمَلاَئِكِ قَبْلَهُ
    هُوَ دِينُ نُوحٍ صَاحِبِ الطُّوْفَانِ

    وَلَهُ دَعَا هُودُ النَّبِيُّ وَصَالِحٌ
    وَهُمَا لِدِينِ اللهِ مُعْتَقِدَانِ

    وَبِهِ أَتَى لُوطٌ وَصَاحِبُ مَدْيَنٍ
    فَكِلاَهُمَا في الدِّينِ مُجْتَهِدَانِ

    هُوَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَيْهِ مَعًا
    وَبِهِ نَجَا مِنْ نَفْحَةِ النِّيرَانِ

    وَبِهِ حَمَى اللهُ الذَّبِيحَ مِنَ الْبَلاَ
    لَمَّا فَدَاهُ بِأَعْظَمِ الْقُرْبَانِ

    هُوَ دِينُ يَعْقُوبَ النَّبِيِّ وَيُونُسٍ
    وَكِلاَهُمَا في اللهِ مُبْتَلَيَانِ

    هُوَ دِينُ دَاوُودَ الْخَلِيفَةِ وَابْنِهِ
    وَبِهِ أَذَلَّ لَهُ مُلُوكَ الْجَانِ

    هُوَ دِينُ يَحْيَى مَعْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ
    نِعْمَ الصَّبِيُّ وَحَبَّذَا الشَّيْخَانِ

    وَلَهُ دَعَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمٍ قَوْمَهُ
    لَمْ يَدْعُهُمْ لِعِبَادَةِ الصُّلْبَانِ

    وَاللهُ أَنْطَقَهُ صَبِيًّا بِالْهُدَى
    في الْمَهْدِ ثُمَّ سَمَا عَلَى الصِّبْيَانِ

    وَكَمَالُ دِينِ اللهِ شَرْعُ مُحَمَّدٍ
    صَلَّى عَلَيْهِ مُنَزِّلُ الْقُرْآنِ

    الطَّيِّبُ الزَّاكِي الَّذِي لَمْ يَجْتَمِعْ
    يَوْمًا عَلَى زَلَلٍ لَهُ أَبَوَانِ

    الطَّاهِرُ النِّسْوَانِ وَالْوُلْدِ الَّذِي
    مِنْ ظَهْرِهِ الزَّهْرَاءُ وَالْحَسَنَانِ

    وَأُولُو النُّبُوَّةِ وَالْهُدَى مَا مِنْهُمُ
    أَحَدٌ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِي

    بَلْ مُسْلِمُونَ وَمُؤْمِنُونَ بِرَبِّهْمِ
    حُنَفَاءُ في الإِسْرَارِ وَالإِعْلاَنِ

    وَلِمِلَّةِ الإِسْلاَمِ خَمْسُ عَقَائِدٍ
    وَاللهُ أَنْطَقَنِي بِهَا وَهَدَانِي

    لاَ تَعْصِ رَبَّكَ قَائِلاً أَوْ فَاعِلاً
    فَكِلاَهُمَا في الصُّحْفِ مَكْتُوبَانِ

    جَمِّلْ زَمَانَكَ بِالسُّكُوتِ فَإِنَّهُ
    زَيْنُ الْحَلِيمِ وَسُتْرَةُ الْحَيْرَانِ

    كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ إِنْ سَمِعْتَ بِفِتْنَةٍ
    وَتَوَقَّ كُلَّ مُنَافِقٍ فَتَّانِ

    أَدِّ الْفَرَائِضَ لاَ تَكُنْ مُتَوَانِيًا
    فَتَكُونَ عِنْدَ اللهِ شَرَّ مُهَانِ

    أَدِمِ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ فَإِنَّهُ
    مُرْضِي الإِلَهِ مُطَهِّرُ الأَسْنَانِ

    سَمِّ الإِلَهَ لَدَى الْوُضُوءِ بِنِيَّةٍ
    ثُمَّ اسْتَعِذْ مِنْ فِتْنَةِ الْوَلْهَانِ

    فَأَسَاسُ أَعْمَالِ الْوَرَى نِيَّاتُهُمْ
    وَعَلَى الأَسَاسِ قَوَاعِدُ الْبُنْيَانِ

    أَسْبِغْ وُضُوءَكَ لاَ تُفَرِّقْ شَمْلَهُ
    فَالْفَوْرُ وَالإِسْبَاغُ مُفْتَرَضَانِ

    فَإِذَا انْتَشَقْتَ فَلاَ تُبَالِغْ جَيِّدًا
    لَكِنَّهُ شَمٌّ بِلاَ إِمْعَانِ

    وَعَلَيْكَ فَرْضًا غَسْلُ وَجْهِكَ كُلِّهِ
    وَالْمَاءُ مُتَّبِعٌ بِهِ الْجَفْنَانِ

    وَاغْسِلْ يَدَيْكَ إِلَى الْمَرَافِقِ مُسْبِغًا
    فَكِلاَهُمَا في الْغَسْلِ مَدْخُولاَنِ

    وَامْسَحْ بِرَأْسِكَ كُلِّهِ مُسْتَوْفِيًا
    وَالْمَاءُ مَمْسُوحٌ بِهِ الأُذُنَانِ

    وَكَذَا التَّمَضْمُضُ في وُضُوئِكَ سُنَّةٌ
    بِالْمَاءِ ثُمَّ تَمُجُّهُ الشَّفَتَانِ

    وَالْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ غَسْلُ كِلَيْهِمَا
    فَرْضٌ وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْعَظْمَانِ

    غَسْلُ الْيَدَيْنِ لَدَى الْوُضُوءِ نَظَافَةٌ
    أَمَرَ النَّبِيُّ بِهَا عَلَى اسْتِحْسَانِ

    سِيمَا إِذَا مَا قُمْتَ في غَسَقِ الدُّجَى
    وَاسْتَيْقَظَتْ مِنْ نَوْمِكَ الْعَيْنَانِ

    وَكَذَلِكَ الرِّجْلاَنِ غَسْلُهُمَا مَعًا
    فَرْضٌ وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْكَعْبَانِ

    لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ
    مِنْ رَأْيِهِمْ أَنْ تُمْسَحَ الرِّجْلاَنِ

    يَتَأَوَّلُونَ قِرَاءَةً مَنْسُوخَةً
    بِقِرَاءَةٍ وَهُمَا مُنَزَّلَتَانِ

    إِحْدَاهُمَا نَزَلَتْ لِتَنْسَخَ أُخْتَهَا
    لَكِنْ هُمَا في الصُّحْفِ مُثْبَتَتَانِ

    غَسَلَ النَّبِيُّ وَصَحْبُهُ أَقْدَامَهُمْ
    لَمْ يَخْتَلِفْ في غَسْلِهِمْ رَجُلاَنِ

    وَالسُّنَّةُ الْبَيْضَاءُ عِنْدَ أُوْلِي النُّهَى
    في الْحُكْمِ قَاضِيَةٌ عَلَى الْقُرْآنِ

    فَإِذَا اسْتَوَتْ رِجْلاَكَ في خُفَّيْهِمَا
    وَهُمَا مِنَ الأَحْدَاثِ طَاهِرَتَانِ

    وَأَرَدتَّ تَجْدِيدَ الطَّهَارَةِ مُحْدِثًا
    فَتَمَامُهَا أَنْ يُمْسَحَ الْخُفَّانِ

    وَإِذَا أَرَدتَّ طَهَارَةً لِجَنَابَةٍ
    فَلْتُخْلَعَا وَلْتُغْسَلِ الْقَدَمَانِ

    غُسْلُ الْجَنَابَةِ في الرِّقَابِ أَمَانَةٌ
    فَأَدَاؤُهَا مِنْ أَكْمَلِ الإِيمَانِ

    فَإِذَا ابْتُلِيتَ فَبَادِرَنَّ بِغُسْلِهَا
    لاَ خَيْرَ في مُتَثَبِّطٍ كَسْلاَنِ

    وَإِذَا اغْتَسَلْتَ فَكُنْ لِجِسْمِكَ دَالِكًا
    حَتَّى يَعُمَّ جَمِيعَهُ الْكَفَّانِ

    وَإِذَا عَدِمْتَ الْمَاءَ كُنْ مُتَيَمِّمًا
    مِنْ طِيبِ تُرْبِ الأَرْضِ وَالْجُدْرَانِ

    مُتَيَمِّمًا صَلَّيْتَ أَوْ مُتَوَضِّئًا
    فَكِلاَهُمَا في الشَّرْعِ مُجْزِيَتَانِ

    وَالْغُسْلُ فَرْضٌ وَالتَّدَلُّكُ سُنَّةٌ
    وَهُمَا بِمَذْهَبِ مَالِكٍ فَرْضَانِ

    وَالْمَاءُ مَا لَمْ تَسْتَحِلْ أَوْصَافُهُ
    بِنَجَاسَةٍ أَوْ سَائِرِ الأَدْهَانِ

    فَإِذَا صَفَى في لَوْنِهِ أَوْ طَعْمِهِ
    مَعَ رِيحِهِ مِنْ جُمْلَةِ الأَضْغَانِ

    فَهُنَاكَ سُمِّيَ طَاهِرًا وَمُطَهِّرًا
    هَذَانِ أَبْلَغُ وَصْفِهِ هَذَانِ

    فَإِذَا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ أَوْ طَعْمُهُ
    مِنْ حَمْأَةِ الآبَارِ وَالْغُدْرَانِ

    جَازَ الْوُضُوءُ لَنَا بِهِ وَطُهُورُنَا
    فَاسْمَعْ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ

    وَمَتَى تَمُتْ في الْمَاءِ نَفْسٌ لَمْ يَجُزْ
    مِنْهُ الطُّهُورُ لِعِلَّةِ السَّيَلاَنِ

    إِلاَّ إِذَا كَانَ الْغَدِيرُ مُرَجْرِجًا
    غَدَقًا بِلاَ كَيْلٍ وَلاَ مِيزَانِ

    أَوْ كَانَتِ الْمَيْتَاتُ مِمَّا لَمْ تَسِلْ
    وَالْمَا قَلِيلٌ طَابَ لِلْغُسْلاَنِ

    وَالْبَحْرُ أَجْمَعُهُ طَهُورٌ مَاؤُهُ
    وَتَحِلُّ مَيْتَتُهُ مِنَ الْحِيتَانِ

    إِيَّاكَ نَفْسَكَ وَالْعَدُوَّ وَكَيْدَهُ
    فَكِلاَهُمَا لأَذَاكَ مُبْتَدِيَانِ

    وَاحْذَرْ وُضُوءَكَ مُفْرِطًا وَمُفَرِّطًا
    فَكِلاَهُمَا في الْعِلْمِ مَحْذُورَانِ

    فَقَلِيلُ مَائِكَ في وُضُوءِكَ خَدْعَةٌ
    لِتَعُودَ صِحَّتُهُ إِلَى الْبُطْلاَنِ

    وَتَعُودَ مَغْسُولاَتُهُ مُمْسُوحَةً
    فَاحْذَرْ غُرُورَ الْمَارِدِ الْخَوَّانِ

    وَكَثِيرُ مَائِكَ في وُضُوئِكَ بِدْعَةٌ
    يَدْعُو إِلَى الْوَسْوَاسِ وَالْهَمَلاَنِ

    لاَ تُكْثِرَنَّ وَلاَ تُقَلِّلْ وَاقْتَصِدْ
    فَالْقَصْدُ وَالتَّوْفِيقُ مُصْطَحِبَانِ

    وَإِذَا اسْتَطَبْتَ فَفِي الْحَدِيثِ ثَلاَثَةٌ
    لَمْ يُجْزِنَا حَجَرٌ وَلاَ حَجَرَانِ

    مِنْ أَجْلِ أَنَّ لِكُلِّ مَخْرَجِ غَائِطٍ
    شَرَجًا تَضُمُّ عَلَيْهِ نَاحِيَتَانِ

    وَإِذَا الأَذَى قَدْ جَازَ مَوْضِعَ عَادَةٍ
    لَمْ يُجْزِ إِلاَّ الْمَاءُ بِالإِمْعَانِ

    نَقْضُ الْوُضُوءِ بِقُبْلَةٍ أَوْ لَمْسَةٍ
    أَوْ طُولِ نَوْمٍ أَوْ بِمَسِّ خِتَانِ

    أَوْ بَوْلَةٍ أَوْ غَائِطٍ أَوْ نَوْمَةٍ
    أَوْ نَفْخَةٍ في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ

    وَمِنَ الْمَذِيِّ أَوِ الْوَدِيِّ كِلَيْهِمَا
    مِنْ حَيْثُ يَبْدُو الْبَوْلُ يَنْحَدِرَانِ

    وَلَرُبَّمَا نَفَخَ الْخَبِيثُ بِمَكْرِهِ
    حَتَّى يَضُمَّ لِنَفْخِهِ الْفَخِذَانِ

    وَبَيَانُ ذَلِكَ صَوْتُهُ أَوْ رِيحُهُ
    هَاتَانِ بَيِّنَتَانِ صَادِقَتَانِ

    وَالْغُسْلُ فَرْضٌ مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ
    دَفْقِ الْمَنِيِّ وَحَيْضَةِ النِّسْوَانِ

    إِنْزَالِهِ في نَوْمَةٍ أَوْ يَقْظَةٍ
    حَالاَنِ لِلتَّطْهِيرِ مُوجِبَتَانِ

    وَتَطَهُّرُ الزَّوْجَيْنِ فَرْضٌ وَاجِبٌ
    عِنْدَ الْجِمَاعِ إِذَا الْتَقَى الْفَرْجَانِ

    فَكِلاَهُمَا إِنْ أَنْزَلاَ أَوْ أَكْسَلاَ
    فَهُمَا بِحُكْمِ الشَّرْعِ يَغْتَسِلاَنِ

    وَاغْسِلْ إِذَا أَمْذَيْتَ فَرْجَكَ كُلَّهُ
    وَالأُنْثَيَانِ فَلَيْسَ يُفْتَرَضَانِ

    وَالْحَيْضُ وَالنُّفَسَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ
    عِنْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِّ يَغْتَسِلاَنِ

    وَإِذَا أَعَادَتْ بَعْدَ شَهْرَيْنِ الدِّمَا
    تِلْكَ اسْتِحَاضَةُ بَعْدَ ذِي الشَّهْرَانِ

    فَلْتَغْتَسِلْ لِصَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا
    وَالْمُسْتَحَاضَةُ دَهْرُهَا نِصْفَانِ

    فَالنِّصْفُ تَتْرُكُ صَوْمَهَا وَصَلاَتَهَا
    وَدَمُ الْمَحِيضِ وَغَيْرُهُ لَوْنَانِ

    وَإِذَا صَفَا مِنْهَا وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ
    فَصَلاَتُهَا وَالصَّوْمُ مُفْتَرَضَانِ

    تَقْضِي الصِّيَامَ وَلاَ تُعِيدُ صَلاَتَهَا
    إِنَّ الصَّلاَةَ تَعُودُ كُلَّ زَمَانِ

    فَالشَّرْعُ وَالْقُرْآنُ قَدْ حَكَمَا بِهِ
    بَيْنَ النِّسَاءِ فَلَيْسَ يُطَّرَحَانِ

    وَمَتَى تَرَى النُّفَسَاءُ طُهْرًا تَغْتَسِلْ
    أَوْ لاَ فَغَايَةُ طُهْرِهَا شَهْرَانِ

    مَسُّ النِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ مُحَرَّمٌ
    حَرْثُ السِّبَاخِ خَسَارَةُ الْحِرْثَانِ

    لاَ تَلْقَ رَبَّكَ سَارِقًا أَوْ خَائِنًا
    أَوْ شَارِبًا أَوْ ظَالِمًا أَوْ زَانِي

    قُلْ إِنَّ رَجْمَ الزَّانِيَيْنِ كِلَيْهِمَا
    فَرْضٌ إِذَا زَنَيَا عَلَى الإِحْصَانِ

    وَالرَّجْمُ في الْقُرْآنِ فَرْضٌ لاَزِمٌ
    لِلْمُحْصَنَيْنِ وَيُجْلَدُ الْبِكْرَانِ

    وَالْخَمْرُ يَحْرُمُ بَيْعُهَا وَشِرَاؤُهَا
    سِيَّانِ ذَلِكَ عِنْدَنَا سِيَّانِ

    في الشَّرْعِ وَالْقُرْآنِ حُرِّمَ شُرْبُهَا
    وَكِلاَهُمَا لاَ شَكَّ مُتَّبَعَانِ

    أَيْقِنْ بِأَشْرَاطِ الْقِيَامَةِ كُلِّهَا
    وَاسْمَعْ هُدِيتَ نَصِيحَتِي وَبَيَانِي

    كَالشَّمْسِ تَطْلُعُ مِنْ مَكَانِ غُرُوبِهَا
    وَخُرُوجِ دَجَّالٍ وَهَوْلِ دُخَانِ

    وَخُرُوجِ يِأْجُوجٍ وَمَأْجُوجٍ مَعًا
    مِنْ كُلِّ صَقْعٍ شَاسِعٍ وَمَكَانِ

    وَنُزُولِ عِيسَى قَاتِلاً دَجَّالَهُمْ
    يَقْضِي بِحُكْمِ الْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ

    وَاذْكُرْ خُرُوجَ فَصِيلِ نَاقَةِ صَالِحٍ
    يَسِمُ الْوَرَى بِالْكُفْرِ وَالإِيمَانِ

    وَالْوَحْيُ يُرْفَعُ وَالصَّلاَةُ مِنَ الْوَرَى
    وَهُمَا لِعِقْدِ الدِّيْنِ وَاسِطَتَانِ

    صَلِّ الصَّلاَةَ الْخَمْسَ أَوَّلَ وَقْتِهَا
    إِذْ كُلُّ وَاحِدَةٍ لَهَا وَقْتَانِ

    قَصْرُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُسَافِرِ وَاجِبٌ
    وَأَقَلُّ حَدِّ الْقَصْرِ مَرْحَلَتَانِ

    كِلْتَاهُمَا في أَصْلِ مَذْهَبِ مَالِكٍ
    خَمْسُونَ مِيلاً نَقْصُهَا مِيلاَنِ

    وَإِذَا الْمُسَافِرُ غَابَ عَنْ أَبْيَاتِهِ
    فَالْقَصْرُ وَالإِفْطَارُ مَفْعُولاَنِ

    وَصَلاَةُ مَغْرِبِ شَمْسِنَا وَصَبَاحِنَا
    في الْحَضْرِ وَالأَسْفَارِ كَامِلَتَانِ

    وَالشَّمْسُ حِينَ تَزُولُ مِنْ كَبِدِ السَّمَا
    فَالظُّهْرُ ثُمَّ الْعَصْرُ وَاجِبَتَانِ

    وَالظُّهْرُ آخِرُ وَقْتِهَا مُتَعَلِّقٌ
    بِالْعَصْرِ وَالْوَقْتَانِ مُشْتَبِكَانِ

    لاَ تَلْتَفِتْ مَا دُمْتَ فِيهَا قَائِمًا
    وَاخْشَعْ بِقَلْبٍ خَائِفٍ رَهْبَانِ

    وَكَذَا الصَّلاَةُ غُرُوبَ شَمْسِ نَهَارِنَا
    وَعِشَاؤُنَا وَقْتَانِ مُتَّصِلاَنِ

    وَالصُّبْحُ مُنْفَرِدٌ بِوَقْتٍ مُفْرَدٍ
    لَكِنْ لَهَا وَقْتَانِ مَفْرُودَانِ

    فَجْرٌ وَإِسْفَارٌ وَبَيْنَ كِلَيْهِمَا
    وَقْتٌ لِكُلِّ مُطَوِّلٍ مُتَوَانِ

    وَارْقُبْ طُلُوعَ الْفَجْرِ وَاسْتَيْقِنْ بِهِ
    فَالْفَجْرُ عِنْدَ شُيُوخِنَا فَجْرَانِ

    فَجْرٌ كَذُوبٌ ثُمَّ فَجْرٌ صَادِقٌ
    وَلَرُبَّمَا في الْعَيْنِ يَشْتَبِهَانِ

    وَالظِّلُّ في الأَزْمَانِ مُخْتَلِفٌ كَمَا
    زَمَنُ الشِّتَا وَالصَّيْفِ مُخْتَلِفَانِ

    فَاقْرَأْ إِذَا قَرَأَ الإِمَامُ مُخَافِتًا
    وَاسْكُتْ إِذَا مَا كَانَ ذَا إِعْلاَنِ

    وَلِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ فَصَلِّهَا
    قَبْلَ السَّلاَمِ وَبَعْدَهُ قَوْلاَنِ

    سُنَنُ الصَّلاَةِ مُبَيَّنَهْ وَفُرُوضُهَا
    فَاسْأَلْ شُيُوخَ الْفِقْهِ وَالإِحْسَانِ

    فَرْضُ الصَّلاَةِ رُكُوعُهَا وَسُجُودُهَا
    مَا إِنْ تَخَالَفَ فِيهِمَا رَجُلاَنِ

    تَحْرِيمُهَا تَكْبِيرُهَا وَحَلاَلُهَا
    تَسْلِيمُهَا وَكِلاَهُمَا فَرْضَانِ

    وَالْحَمْدُ فَرْضٌ في الصَّلاَةِ قِرَاتُهَا
    آيَاتُهَا سَبْعٌ وَهُنَّ مَثَانِي

    في كُلِّ رَكْعَاتِ الصَّلاَةِ مُعَادَةٌ
    فِيهَا بِبَسْمَلَةٍ فَخُذْ تِبْيَانِي

    وَإِذَا نَسِيتَ قِرَاتَهَا في رَكْعَةٍ
    فَاسْتَوْفِ رَكْعَتَهَا بِغَيْرِ تَوَانِ

    اِتْبَعْ إِمَامَكَ خَافِضًا أَوْ رَافِعًا
    فَكِلاَهُمَا فِعْلاَنِ مَحْمُودَانِ

    لاَ تَرْفَعَنْ قَبْلَ الإِمَامِ وَلاَ تَضَعْ
    فَكِلاَهُمَا أَمْرَانِ مَذْم
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000 Empty رد: نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد أكتوبر 05, 2014 11:46 pm

    نبذة عن نونية القحطاني
    السؤال:

    حبذا لو تعطونا نبذة عن نونية القحطاني ، مع ترجمة لصاحبها الإمام القحطاني ، ومدى أهمية نونيته ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    الكلام على نونية القحطاني يمكن أن ينتظم في المسائل الآتية :
    أولا : ترجمة الناظم .
    في شخصية الناظم جدل طويل ، إذ لم نقف له على ترجمة مفصلة تعرِّفُ به تعريفا كاملا ، يقطع الدارسون من خلالها أنه هو صاحب " النونية " ؛ بل لا يوجد قرينة ترجح أن يكون صاحب النونية شخصا معينا معروفا له ترجمة ؛ وقد نقل بعض الباحثين – كما في " ملتقى أهل الحديث " – أنه سمع فضيلة العلامة عبد الله السعد ينفي الوقوف له على ترجمة .

    ثانيا : طبعات العقيدة.
    وقفنا على طبعات عدة لهذه القصيدة ، منها :
    1- طبعة مكتبة السوادي في جدة ، بتحقيق : محمد بن أحمد سيد ، عام 1410هـ.
    2- وطبعة دار الحرمين ، القاهرة ، بتحقيق عادل عزت المرسي ، الطبعة الأولى ، لعام 1418هـ.
    3- طبعة دار الذكرى.
    4- طبعات أخرى بترقيم إلكتروني على شبكة الإنترنت .
    ولم نجد في أي من الطبعات السابقة ذكرا لمخطوطات القصيدة ، ولا تعريفا دقيقا بالمؤلف ، ولا توثيقا للقصيدة من كلام أهل العلم ، ونحن نرجو أن نقف على طبعة للقصيدة تشتمل على توثيق علمي لها من خلال المخطوطات الأصلية التي يتبين من خلالها صحة نسبة القصيدة إلى الناظم المسمى .

    رابعا : عناية العلماء بالقصيدة
    لم نقف على كلام لأحد من العلماء المتقدمين عن هذه القصيدة ، غير أننا وجدنا العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله ينقل عنها في " النونية " بعض الأبيات ، فيقول :
    ولقد شفانا قول شاعرنا الذي ... قال الصواب وجاء بالإحسان
    إن الذي هو في المصاحف مثبت ... بأنامل الأشياخ والشبان
    هو قول ربي آيه وحروفه ... ومدادنا والرق مخلوقان
    وأبيات الشاعر القحطاني هي قوله :
    إني أقول فأنصتوا لمقالتي ... يا معشر الخلطاء والإخوان
    إن الذي هو في المصاحف مثبت ... بأنامل الأشياخ والشبان
    هو قول ربي آيه وحروفه ... ومدادنا والرق مخلوقان
    كما أن ابن القيم ضمن أبياتا أو أشطارا كثيرة في نونيته أخذها من نونية القحطاني ، وفي ذلك دليل على أنها قصيدة معتمدة معتبرة ، وأنها كانت مشتهرة في زمن ابن القيم رحمه الله .

    وأما العلماء المعاصرون فنجد الكثيرين منهم اهتموا بالقصيدة شرحا وتقريرا ، فنجد ممن شرحها فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك ، وفضيلة الشيخ عمر العيد ، وآخرون كثيرون ، ولكن جميعها شروح صوتية ، لم نقف على شرح مطبوع لها سوى الكتاب الموسوم بـ " الفتح الرباني في شرح نونية القحطاني " تأليف جمال بن السيد بن رفاعي ، من منشورات مكتبة الإيمان ، 2007م.
    ووقفنا على مخطوط في " مركز الملك فيصل " بعنوان : تقريظ ومدح نونية القحطاني ، لعلي بن سليمان .

    خامسا : عدد أبيات القصيدة
    عدد أبياتها (686) بيتا في ترقيم طبعة دار الحرمين ، القاهرة ، الطبعة الأولى لعام 1418هـ.
    وفي ترقيم طبعة دار الذكرى يبلغ عدد أبياتها (690) بيتا .

    سادسا : المواضيع التي اشتملت عليها القصيدة
    اشتملت القصيدة على مواضيع شرعية كثيرة ، تنوعت ما بين العقائد الأساسية ، ومسائل الإيمان المتنازع عليها ، وكثير من الغيبيات الواردة في الكتاب والسنة ، وذكر أركان الإسلام العملية الخمسة وشيء من أحكامها ، وإيراد بعض المسائل الفقهية الفرعية ، وذكر كثير من الآداب والأخلاق والنصائح والمواعظ التي ترقق القلوب وتهذب النفوس ، كل ذلك في نظم واحد تتداخل فيه الموضوعات من غير ترتيب معروف أو تبويب خاص .

    سابعا : مزايا القصيدة في النظم والمعنى
    للقصيدة مزايا كثيرة جعلتها تلقى قبولا واستحسانا من أهل العلم المعاصرين ، فمن ذلك :
    1- القصيدة تنهج منهج أهل السنة والجماعة في مجمل مسائل الاعتقاد والعمل ، وهذا بتزكية العلامة ابن قيم الجوزية الذي نقل عنها في مواضع كثيرة من نونيته رحمه الله ، ففي القصيدة تقرير إثبات صفات الكمال لله تعالى ، والدفاع عن التوحيد وحماية جنابه من الشرك ، وإثبات الإيمان بالقدر ، والرد على طوائف البدعة ، كل ذلك بأدلة قوية ، وحجج منطقية ، وأسلوب رصين قلما تجده في مكان آخر .
    2- سلاسة النظم وسهولة العبارة ، فالقصيدة ماتعة للقارئ ، سهلة للحافظ ، لا يجد فيها الناقد أدنى تكلف أو ركاكة رغم اشتمالها على كثير من المواضيع العلمية الشائكة التي قد توقع الناظم في شيء من التكلف ، لكن القحطاني نجا من ذلك بأسلوب جميل وجرس رقراق ونسق هادئ .
    3- تنوع المواضيع التي تتحدث عنها القصيدة ، فهي تكاد تشمل جميع أساسيات العقيدة والشريعة في نظم واحد يتنقل فيه القارئ بين مواضيع غاية في الأهمية ، يطعمها الناظم بكثير من الآداب والأخلاق الحسنة التي يدعو إليها ، وذلك ما أكسب القصيدة مزيدا من التألق والجمال ، ومزيدا من الرقة اللازمة لقلب المسلم وطالب العلم خاصة، كقول الناظم رحمه الله :
    وإذا خلوت بريبة في ظلمة ... والنفس داعية إلى الطغيان
    فاستحي من نظر الإله وقل لها ... إن الذي خلق الظلام يراني
    ثامنا : مؤاخذات على القصيدة .
    وكل جهد بشري لا يخلو من المؤاخذات التي يقتضي التنبيه عليها ، فمن ذلك :
    1- المبالغة في إدراج بعض المسائل العلمية ضمن مسائل الاعتقاد ، مع تشديد الناظم على ضرورة الإيمان بها وعدم المخالفة فيها وجعلها علامة فارقة بين الحق والباطل ، ومن ذلك قول الناظم رحمه الله:
    225- علم الفلاسفة الغواة طبيعة ... ومعاد أرواح بلا أبدان
    226- لولا الطبيعة عندهم وفعالها ... لم يمش فوق الأرض من حيوان
    227- والبحر عنصر كل ماء عندهم ... والشمس أول عنصر النيران
    228- والغيث أبخرة تصاعد كلما ... دامت بهطل الوابل الهتان
    229- والرعد عند الفيلسوف بزعمه ... صوت اصطكاك السحب في الأعنان
    230- والبرق عندهم شواظ خارج ... بين السحاب يضيء في الأحيان
    231- كذب أرسطاليسهم في قوله ... هذا وأسرف أيما هذيان
    232- الغيث يفرغ في السحاب من السما ... ويكيله ميكال بالميزان
    233- لا قطرة إلا وينزل نحوها ... ملك إلى الآكام والفيضان
    234- والرعد صيحة مالك وهو اسمه ... يزجي السحاب كسائق الأظعان
    235- والبرق شوظ النار يزجرها به ... زجر الحداة العيس بالقضبان
    236- أفكان يعلم ذا أرسطاليسهم ... تدبير ما انفردت به الجهتان
    ومن ذلك أيضا إنكاره كروية الأرض ، وذلك في قوله :
    245- كذب المهندس والمنجم مثله ... فهما لعلم الله مدعيان
    246- الأرض عند كليهما كروية ... وهما بهذا القول مقترنان
    247- والأرض عند أولي النهى لَسطيحة ... بدليل صدق واضح القرآن
    248- والله صيرها فراشا للورى ... وبنى السماء بأحسن البنيان
    249- والله أخبر أنها مسطوحة ... وأبان ذلك أيما تبيان
    250- أأحاط بالأرض المحيطة علمهم ... أم بالجبال الشمخ الأكنان
    رغم أن كثيرا من علمائنا المتقدمين أثبتوا كروية الأرض ، بل نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على ذلك .
    2- قسوة الأسلوب في أحيان كثيرة ، وشدة العبارة على المخالفين إلى حد استعمال بعض الكلمات التي لا تليق ، إلى جانب التصريح بحربهم وعدائهم رغم أن الأولى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، ومن ذلك قوله :
    615- عمري لقد فتشتكم فوجدتكم ... حمرا بلا عن ولا أرسان
    وقوله :
    654- يا أشعرية يا أسافلة الورى ... يا عمي يا صم بلا آذان
    655- إني لأبغضنكم وأبغض حزبكم ... بغضا أقل قليله أضغاني
    656- لو كنت أعمى المقلتين لسرني ... كيلا يرى إنسانكم إنساني
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " ثم هم – يعني أهل السنة والجماعة - يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ؛ ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها " انتهى من " مجموع الفتاوى " (3/159)
    3- اشتمال القصيدة على بعض الأبيات التي قد يشكل معناها ، وتحتاج إلى شيء من التأويل أو الحمل على غير الظاهر ، كقوله :
    659- قد عشت مسرورا ومت مخفرا ... ولقيت ربي سرني ورعاني
    660- وأباحني جنات عدن آمنا ... ومن الجحيم بفضله عافاني
    661- ولقيت أحمد في الجنان وصحبه ... والكل عند لقائهم أدناني
    662- لم أدخر عملا لربي صالحا ... لكن بإسخاطي لكم أرضاني
    4- هذا إلى جانب عدم تحرير كلام أهل السنة في بعض المواضع ، وإن كان العذر في ذلك أن النظم في العادة ليس محلا للتحرير والتدقيق ، لكن لا بد من ذكر الملاحظة كي تؤخذ بعين الاعتبار ، ومن ذلك قوله :
    541- مرجيهم يزري على قدريهم * والفرقتان لدي كافرتان
    فالمحققون من أهل السنة لا يكفرون المرجئة ولا القدرية – الذين لا ينكرون العلم -، وهذا ظاهر مستقر في كتب أهل العلم ، لكن يحمل كلامه على غلاة المرجئة وهم الجهمية ، وغلاة القدرية الذين ينكرون العلم .
    5- عدم ترتيب فصول القصيدة وأبوابها أمر يبعث عدم ارتياح في نفس القارئ ، فالناظم يتنقل بشكل مفاجئ بين مواضيع العقيدة والفقه ثم يعود إلى العقيدة والآداب ، وهذا الأمر قد يكون سببا في اضطراب القارئ وانقطاعٍ في تسلسل قراءته ، فمثلا يتحدث في البيت رقم : 116، عن ركن الصلاة ، وبعد ذلك يورد بعض المسائل العقائدية ، ثم يستأنف في البيت رقم: 281 الحديث عن أركان الإسلام الخمسة ومنها الصلاة .
    6- وأخيرا : إذا تأملنا ما سبق من عدم توفر ترجمة كافية للناظم يغلب على الظن من خلالها صحة نسبة النظم له ، أو بيان منزلته بين أهل العلم ، إلى جانب ندرة العلماء المعتنين بالقصيدة في العصور السابقة - رغم تقدم وفاة ناظمها – كانت هذه جوانب متعددة تنأى بالقصيدة عن الارتقاء إلى مصاف أساسيات متون العقائد التي ينصح طالب العلم بالعناية بها ، خاصة أن أبواب العقيدة لا بد أن تكون بتقرير السلف الصالحين ، ولذلك سمعنا عن بعض أهل العلم المعاصرين كالشيخ صالح آل الشيخ عدم الاحتفال بالقصيدة كثيرا في تقرير عقيدة أهل السنة ، وإن كان ذلك لا يعني أن ينصرف طالب العلم عنها بالكلية ، لما سبق من مزاياها .
    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000 Empty رد: نونية القحطاني كاملة !! 00و معها رابطان لسماعها بصوت الشيخين ياسر سلامة و فارس عباد000

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد أكتوبر 05, 2014 11:56 pm

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forum/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85/665-%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3%D9%8A-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%9F

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:58 pm