فتشت عن الفضيلة في مجالس القضاء ، فرأيت أن أعدل القضاة ، يحرص الحرص كله على أن لا يهفو في تطبيق القانون الذي بين يديه ، هفوة يحاسبه عليها من منحه هذا الكرسي الذي يجلس عليه ، مخافة أن يسلبه إياه ، أما إنصاف المظلوم ، والضرب على يد الظالم ، وإراحة الحقوق على أهلها ، وإنزال العقوبات منازلها من الذنوب ، فهي عنده ذيول ، وأذناب لا يأبه لها ولا يحتفل بشأنها ، إلا إذا أشرق عليها الكوكب بسعده ، فمشت مع القانون في طريق واحد مصادفة واتفاقاً .فإذا اختلف طريقاهما بين يديه ، حكم بغير ما يعتقد ، ونطق بغير ما يعلم ، ودان البريء ، وبرأ المجرم .
فإذا عتبَ عليه في ذلك عاتبٌ ، كانت معذِرَتُه إليه حكم القانون عليه . كأنما يريد أن يجعل العقل أسير القانون .
وما القانون إلا حسنة من حسنات العقل ، وصنعة من صنائعه .
المنفلوطي (رحمه الله) - أين الفضيلة؟
فإذا عتبَ عليه في ذلك عاتبٌ ، كانت معذِرَتُه إليه حكم القانون عليه . كأنما يريد أن يجعل العقل أسير القانون .
وما القانون إلا حسنة من حسنات العقل ، وصنعة من صنائعه .
المنفلوطي (رحمه الله) - أين الفضيلة؟