ما يرفع ضميراً مستتراً
غير جاري مجرى الفعل
وهو الوصف الذي يعمل عمل الفعل كاسم الفاعل مثل { محمد قائم } ، فمحمد مبتـدأ وقائم خبر وهو خبر مشتق يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول والفاعل ضمير مستتر تقديـره قائـم هـو . - أو اسم المفعول : زيد مضروب فمضروب اسم مفعول خبر مشتق يرفع ضميراً مستتراً تقديره هو .
- أو صفة مشبهة : مثل { علي كريم } ، فعلي مبتدأ وكريم خبر وهو وصف مشتق فيرفع ضميراً مستتراً تقديره هو . أو اسم تفضيـل : مثل { محمد أفضل من زيد } فأفضل اسم تفضيل وهو وصـف مشتـق جاري مجرى الفعل فيرفع ضميراً مستتراً لأنه في كل هذه الأمثلة لم يرفع اسماً ظاهراً وهو وصف جاري مجرى الفعل
أو رفع اسماً ظاهراً لم يرفع ضميراً مستتراً مثل { هذا مفتاح زيد قائم أخوه } فمفتاح وصف لا يجري مجرى الفعل
( وقائم ) وصف عامل لكنه رفع اسماً ظاهراً
حكم الضمير في الخبر المفرد المشتق
* عرفنا فيما سبـق أن الخبر المفـرد المشتق يرفـع ضميراً مستتـراً إن كـان وصفـاً يجـري مجـرى الفعـل
( كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل ) ولم يرفع اسماً ظاهراً
* والضمير نوعان :-
1- إن كان الخبري يجري على المبتدأ ( وقـع من المبتـدأ ) مثـل { زيـد قائـم } يجـب أن يرفـع ضميراً مستتراً والتقدير ( قائم هو ) وإذا ظهر الضمير مثل ( زيد قائم هو ) جاز فيه وجهان عند سيبويه :-
الأول : أن يكون تأكيداً للضمير المستتر في قائم . الثاني : أن يكون فاعلاً بقائم ولا يوجد ضمير مستتر .
2- إن كان الخبر المشتق جارياً على غير المبتدأ ففيه آراء :-
البصريون
أوجبوا إبـراز الضميـر سـواء أُمـن اللبـس مثل { زيد هند ضاربها هو }
، أم لم يؤمن اللبس مثل زيد محمد ضاربـه هـو ، ( فزيـد ) مبتدأ والخبر المشتق جرى على غير المبتدأ وإنما وقع على هند ومحمد بدليل الهـاء الضميـر في ( ضاربهـا ) قـد أمـن اللبـس بهـذا الضميـر وهنا يجب إبراز الضمير ( هو ) كما يجـب إبـراز الضميـر إن لم يؤمـن اللبـس كمـا في المثـال الثاني وهذا رأي البصريين .
الكوفيون
أجازوا إبراز الضمير وإضماره إن أمن اللبس كما في المثال الأول { زيد هند ضاربها هو } ويجوز الإضمار فنقول { زيد هند ضاربها } .إذا لم يؤمن اللبس يجب إبراز الضمير مثل { زيد محمد ضاربه هو }
ابن مالك
فقد أيد البصريين في وجوب إبراز الضمير سواء أمن اللبس أم لم يؤمن .
وقد ورد حذف الضمير مع أمن اللبس ، في قول الشاعر :
قومي ذرا المجد بانوها وقد عَلِمَتْ بِكُنْــــهِ ذلــــك عدنــــان وقحطـــان
- الشاهد : ( قومي ذرا المجد بانوها )
- الشرح: حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقاً ولم يبرز الضمير ولو أبرز لقال : بانوهاهم .
قومي : مبتدأ أول والياء مضاف إليه ، ذرا : مبتدأ ثان ، المجد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة ، بانـوها : خبـر المبتدأ الثاني مرفـوع بالـواو ، والهـاء : ضميـر مبني في محـل جـر مضاف إليه ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
شـرط الإخبـار بالظـرف
1- الظرف إما زمان مثل { يوم – شهر – عام } أو مكان مثل { عند ولدي } .
2- المبتـدأ يكـون جثـة أي مـا دل على جسـم أيـاً كـان مثـل : ( زيـد – شمس – هلال – رطب ) أو معنـى مثل : ( القتال – الحق – القصاص ) .
3- ظرف المكان يقع خبراً عن الجثة مثل { زيد عندك } وعن المعنى مثل { الحق عندك ،والقتال عندك }
4- ظرف الزمان يقع خبراً عن المعنى منصوباً مثل { القتال يومَ الجمعة } أو مجروراً بفي مثل { القتال في يوم الجمعة } .
5- ظرف الزمان لا يقع خبراً عن الجثة إلا إذا أفاد مثل { الهلال الليلة، والقطن صيفاً، والرطب شهري ربيع
وهذا مذهب ابن مالك .
- وأما مذهب البصريين فهو عدم جواز ذلك مطلقاً وما ورد فهو مؤول والتقدير { طلوع الهلال الليلة ، ووجود الرطب شهري ربيع } وعلى ذلك فمذهب البصريين منع وقوع ظرف الزمان خبراً عن الجثة مطلقاً
رابط الخبر الجملة
* الخبر الجملة نوعان :-
1- إن كانت جملة الخبر هي المبتدأ في المعنى لم تحتج إلى رابط مثل قولي { الله حسبي }
2- إن لم تكن جملة الخبر هي المبتدأ في المعنى فلابد لها من رابط يربطها بالمبتدأ والروابط أربعة هي
( الضمير – الإشارة إلى المبتدأ – تكرار المبتدأ بلفظه – عموم يدخل تحته المبتدأ ) :-
أ ) الضميــر : نحـو { زيـد قـام أبـوه – وزيد أخوه قائم – الحديقة أشجارها مثمرة } فالضمير عائد على المبتدأ ويوافقه في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث .
ب) الإشـارة إلى المبتــدأ : قال تعالى ( ولباس التقوى ذلك خير ) .
جـ) تكرار المبتدأ بلفظـه : قال تعالى ( القارعة ما القارعة ، الحاقة ما الحاقة )
د ) عموم يدخل تحته المبتدأ : نحو { زيد نعم الرجل } .
الخبر شبه الجملة
* يكـون الخبـر شبـه جملـة وهو الظـرف مثـل { محمد عندك } أو جار ومجرور مثل { محمد في الدار } وكـل منهما متعلق بمحذوف وجوباً واختلف النحاة في ذلك :-
الأخفــش
أن المحذوف اسم فاعل تقديره كائن أو مستقر والخبر عنده مفرد ونسب هذا الرأي لسيبويه .
البصريون
المحذوف فعل تقديره استقر أو يستقر والخبر جملة
ابن مالك
المحذوف يجوز أن يكون اسماً تقديره كائن أو مستـقـر والخبـر مفـرد ويجـوز أن يكـون فعلاً تقديره استقر أو يستقر والخبر جملة .
ابن
السراج
أن كلاً من الظرف والجار والمجرور قسم برأسه وليس من قبيل المفرد أو الجملة وهـو رأي غير صحيح .
- فيجب حـذف متعلق شبه الجملة الواقع خبراً مثل { محمد في الدار أو عندك } أو الواقع حالاً مثل مـررت بمحمد عندك أو في الدار ، أو صفة مثل { مررت برجل عندك أو في الدار } ، أو الواقع صلة غير أنه في الصلة يجب أن يكون فعلاً مثل جاء الذي عندك أو في الدار ، وإذا ظهر المحذوف فهذا شاذ ، كما في قول الشاعر
لك العز إن مولاك عز وإن يهن فأنت لـدى بحبوحة الهـون كائن
-الشاهد : ( كائن )
- الشرح :حيث صرح بمتعلق الظرف الواقع خبراً ( لدى ) وهذا شاذ .
الابتداء بالنكرة
* الأصـل في المبتدأ أن يكون معرفة لأن النكرة مجهولـة والحكـم على المجهـول لا يفيد وقد يكـون المبتـدأ نكـرة ولكـن يشـرط أن تفيـد .
* مسوغات أو مواضع الابتداء بالنكرة :-
1 - أن يكون الخبر ظرفاً أو جاراً و مجروراً ويتقدم على المبتدأ مثل { في الدار ضيف ، عندك رجل }
2 - أن يتقدم على النكرة استفهام مثل هل فتى فيكم ؟ أرجل قائم ؟
3 - أن يتقدم على النكرة نفي نحو { ما خلٌ لنا ، ما عمل ضائع ، لا طالب مهمل } ومنه قوله تعالى ( وما من إله إلا إله واحدٌ ) .
4 - أن تكون النكـرة موصوفة لأن الوصف يعطي نوعاً من التخصيص نحو : { رجلٌ كريمٌ عندنا ، رجلٌ من الكـــرام عندنـــا } .
5 - أن تكون النكرة مضافة { طالبُ علمٍ عندنا ، عملُ خيرٍ محبوب ، عملُ بر يزين } .
6 - أن تكون النكرة عاملة نحو { رغبة في الخير خيرٌ ، أمرٌ بمعروفٍ صدقةً ، نهيٌ عن منكر صدقة 7- أن تكون النكرة اسم شرط نحو { مَنْ يذاكر ينجح } ، قال تعالى ( من يعمل سوءاً يجزَ بهِ ) .
8 - أن تكون النكرة عامـةنحو { كلٌ يموت } أي كل واحد يموت ، قوله تعالى { كلٌ يعمل على شاكلته ، كلٌ يجري لأجل مسمى ، كلٌ محاسب على عمله } .
9- أن تكون النكرة إجابـة عن سـؤال نحـو : { أن يقـال لـك من عنـدك ؟ } فتجيـب : صديـق والتقدير صديق عندي ، ما معك ؟ مالً معي .
10- أن يقصد بالنكرة التنويع ، كقول الشاعر :** فأقبلتُ زحفاً على الركبتين فثـوبٌ لبسـت وثـوبٌ أجـــر
- الشاهد : ( فثوب )
- الشرح: حيث جاءت نكرة وبدأ بها لأن فيها التنويع إذ جعل ثوبه أنواعاً .
** فيــوم علينا ، ويـوم لنا ويومَ نساءُ ، ويومَ نسرُ
( يوم )نكرة فيها التنويع لذلك جاز الابتداء بها .
11- أن تكون النكرة دعاء – قال تعالى ( سلامٌ على ألِ ياسين ) ، ( سلامٌ عليك ) .
12- أن يكون فيها معنى التعجب : ما أجمل السماء ، ما أحسن محمداً .
13- أن تكون النكرة الواقعـة مبتـدأ خلفـاً عن موصـوف مثل { مؤمنٌ خيرٌ من مشـرك } ومعناهـا رجل مؤمن خير من رجل مشرك ، فرجـل المحذوفـة مبتـدأ موصـوف ومؤمـن صفـة حلـت محـل المبتـدأ المحـذوف الموصوف فأخذت موقعه الإعرابي .
14- أن تكون النكرة مصغرة لأن التصغير فيه معنى الوصف نحو { رجيل عندنا } والتقدير رجل صغير عندنا
15- أن تكون النكرة المبتدأ في معنى المحصـور نحـو { شـرَ أهر ذا نابٍ وشيء جاء بك } والتقدير ما أهر ذا ناب إلا شر ، وما جاء بك إلا شيء فـ ( شر وشيء ) في معنى المحصور فجاز الابتداء بها
16- أن تقع النكرة بعد واو الحال أي مسبوقة بها ، نحو قول الشاعر :
سرينـا ونجــم قد أضاء فمذ بداً محياك أخفي ضوؤه كل شارق
- الشاهد : ( ونجم )
- الشرح: حيث جاءت كلمة نجم نكرة وبدأ بها لأنها سبقت بواو الحال .
17- أن تكون النكرة معطوفة على معرفة نحو زيدٌ ورجل في الدار أو عندنا .
18- أن تكون النكرة معطوفة على وصف مثل { مصري ورجـل في الـدار } وقولـه تعالى : ( قـولٌ معـروف ومغفرةٌ خير من صدقة ) تميمي ورجل عندنا .
19- أن يعطـف على النكـرة نكـرة موصوفـة نحـو { رجـل وامـرأة طويلة عندنا } وقوله تعالى ( طاعةٌ وقول معروف ) فـ ( رجل ) نكرة مبتدأ وبدأ بها لأنه عطف عليها نكرة ثانية موصوفة وهي { امرأة طويلة } . وكذلك ( طاعة ) عطف عليها نكرة موصوفة ( قولٌ معروف ) .
20- أن تكون النكرة واقعة بعد لولا ، نحو قول الشاعر :-
** لولا اصطبارَ لأودى كل ذي مقة لمـا استقلـتْ مطايـا هُـنَّ للظعـن
* فاصطبار مبتدأ مرفوع نكرة وجاز الابتداء به لوقوعه بعد لولا وخبره محذوف تقديره موجود .
21- أن تقع النكرة بعد فاء الجزاء الواقعة في جواب الشرط نحو { إن ذهب عير فعير في الرباط } .
22- أن تدخـل على النكـرة لام الابتـداء التي تعتبر علامـة على أن الكلمـة بعدهـا مبتدأ وتلك اللام لها الصدارة نحو { لرجل قائم } .
23- أن تقع النكرة بعد كمْ الخبرية ، كقول الشاعر :
** كـم عمـة لك يا جريـر وخالة فدعاء قد حليت عليَّ عشاري
* فـ ( عمة ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وجاز الابتداء به لوقوعه بعد ( كمْ ) الخبرية .
* وكلمة ( عمة ) فيها ثلاثة أوجه من ناحية الإعراب :-
1- الجر على أن ( كم ) خبرية مبتدأ و( عمة ) تمييز مجرور وجملة ( حليت ) خير .
2- النصب على أن ( كم ) استفهامية مبتدأ و ( عمة ) تمييز منصوب .
3- الرفع على أن ( عمة ) مبتدأ و ( كم ) في محل نصب ظرف متعلق بحليت .
- أو على أن ( كم ) مفعول مطلق للفعل حليت .
24- أن تكون النكرة مبهمة ، مثل قول الشاعر :-
** مرسعةُ بين أرساغـــة بـه عـسم يبتغي أرنبــاً
* فـ ( مرسعة ) نكرة وبدأ بها لأنها مبهمة أي أن المتكلم قصد بها الإبهام .
تقديم المبتدأ وجوباً أو تأخير الخبر وجوباً
* يجب تقديم المبتدأ وتأخير الخبر في خمسة مواضع :-
1- أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة أو نكرة صالحة لجعلها مبتدأ ولا يوجد في الكلام ما يبين المبتـدأ من الخبر مثل { زيد أخوك } فزيد مبتدأ مرفوع وعلامة رفعـه الضمـة وأخـوك خبـر مرفـوع وعلامـة رفعـه الواو لأنه من الأسماء الستة وكل منهما يصلح لأن يكـون مبتـدأ ول يوجد شيء يبين المبتدأ من الخبر لذلك وجب أن يكون المتقدم هو المبتدأ والمتأخر هو الخبر ومثل { أفضل من محمـد أفضـل من علي } فالمبتـدأ أفضل الأولى والخبر أفضل الثانية وكل منهما نكرة صالحـة لكونهـا مبتـدأ ولا مبيـن لها فوجـب أن يكـون المتقدم مبتدأ و المتأخر خبر .
- أما إذا كان هناك جُملاً بها دليل على المبتدأ و الخبر فيجوز التقديم مثل { أبي أخي في الشفقة } ويجوز أن تقول { أخي ابي في الشفقة } ، { الجامعة في التعليم البيت } أو { البيت في التعليـم الجامعـة } ، { نـــور الشمس نور الكهرباء } ، { ضوء القمر ضوء الشموع } ، { أبو يوسـف أبو حنيفة } ويجوز { أبو حنيفه أبو يوسف } لأننا نريد تشبيه التابع أبي يوسف بالإمام أبي حنيفة دون أن يتغير الإعراب ، وكقول الشاعر :-
- بنونـــا بنو أبنائنا ، وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد
* فبنونا خبر مقدم وبنو أبنائنا مبتدأ مؤخر لأن المراد هو الحكم بتشبيه أبناء أبنائهم بأبنائهم .
وكقول الشاعر :- كلام النبيين الهداة كلامُنا وأفعال أهل الجاهلية نفعل
* فكلام النبيين الهداة خبر مقدم وكلامنا مبتدأ مؤخر والمراد تشبيه كلامهم بكلام النبيين .
2- أن يكون الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتـدأ نحـو { زيـد جـاء ، ومحمـد قـام } ، ولا يجوز التقديم فيقال جاء زيد لأن الجملة تتحول إلى جملة فعلية .
- فإن رفع اسماً ظاهراً مثل { زيد قام أخوه } أو ضميراً بارزاً مثل { الزيدان قاما } جـاز التقديـم والتأخيـر فتقول { قام أخوه زيد أو قاما الزيدان } .
3- أن يكون المبتدأ دخلت عليه لام الابتداء مثل { لزيدٌ قائم } فيجب تقديـم المبتـدأ لأن الـلام لها الصـدارة وإذا تقدم الخبر يكون شاذاً ، كقول الشاعر :- خالي لأنت ، ومًنْ جرير خالهُ ينــل العــلاء ويَكــْرُمِ الأخوالا
- الشاهد : ( خالي لأنت )
- الشرح: حيـث تقـدم الخبـر ( خالي ) على المبتـدأ ( لأنـت ) والمبتـدأ دخلـت عليه لام الابتداء وهذا شاذ لأن اللام لها الصدارة .
4- أن يكون الخبـر محصـوراً بإلا أو إنمـامثـل { إنما زيـد قائـم أو ما زيـد إلا قائـم } فنجـد أن الخبر قائم جاء محصوراً بإلا وإنما لذلك وجب تقديم المبتدأ وتأخير الخبر وكقوله تعالى ( وما محمدٌ إلا رسولً - إنما أنت نذيرُ ) ، قـــــال الشاعــــر :- فيا رب هل إلا بك النصر ير تجى عليهم ، وهـل إلا عليـك المعـول
- الشاهد : ( إلا بــك النصــر ، إلا عليــك المعــول )
- الشرح: حيـث تقــدم الخـبر ( بك ، وعليك ) الجـار والمجــرور على المبتدأ ( النصر ، المعول ) وهذا شاذ لأن الخبر محصوراً بإلا والأصل ( هـل النصـر إلا بك ) ، ( وهل المعول إلا عليك ) .
5- ويجـب تقديـم المبتـدأ أو تأخيـر الخبـر إذا كـان المبتـدأ مـن الأسمـاء التي لهـا الصــدارة في الكـلام كأسمـاء الاستفهـام مثل مَنْ لي منجداً ؟ وأسماء الشرط مَنْ يذاكر ينجـح ،ومـا التعجبيـة { مـا أجمـل السمـاء } وكـمْ الخبرية مثل { كم رجلٍ حضر } .
وجوب تقديم الخبر وتأخير المبتدأ
* يجب تقديم الخبر وتأخير المبتدأ في أربعة مواضع :-
1- أن يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوغ إلا تقدم الخبر والخبر ظرف أو جار ومجرور نحـو{ عنـدك رجـل ، في الدار رجل }
2- أن يكون المبتدأ يشتمل على ضمير يعود على شيء في الخبر مثل { في المعهد طلابه ، في الدار صاحبها } ، وقـــول الشاعـــر :- أهابــك إجــلالاً وما بك قدرَةُ عليَّ ولكن ملءُ عين حبيبُها
- الشاهد : ( مـلء عيـن حبيبها )
- الشرح: حيث تقدم الخبر ( ملء عين ) وجوباً على المبتدأ ( حبيبُها ) لأن المبتدأ اشتمل على ضمير يعود على الخبر .
3- أن يكون الخبر له الصدارة في الكلام مثل { أين الكتاب ؟ ، متى السفر؟ ، كيف الحـال ؟ }فيجـب تقديـم الخبر ويمتنع تأخيره فلا تقول { الكتاب أين ؟، السفر متى؟ ، الحـال كيـف ؟ } لأن الخبـر من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام فيجب تقديمه .
4- أن يكون الخبر محصوراً في المبتدأ أو أن يكون المبتدأ محصوراً بإلا أو إنما مثـل { إنمـا في الـدار زيـد ،ما في الدار إلا زيد } .
جواز تقديم الخبر وتأخيره
* يجوز تقديم الخبر إذا لم يحدث لبس بأن وجد دليل يدل أو يبين المبتدأ من الخبـر مثل { قائـم زيـد } أو إذا كـان الخبر جملة فعلية والفاعل ظاهر مثل { قام أبوه زيد } ويجوز { زيد قام أبوه } ، وكقول الشاعر :
** قد ثكلت أمه من كنت واجدَهُ وبات منتشياً في برثن الأسد
- الشاهد : ( قد ثكلت أمه من كنت واحِدَهُ )
- الشرح: حيث قدم الخبر على المبتدأ لاشتمال الخبر على ضمير يعودعلى المبتدأ المؤخر ، ومنه قول الشاعر :
** إلى مَلــِكٍ ما أَمُّهُ من محاربٍ أبوه ولا كانت كليب تُصَاهِرُه
- الشاهد : ( ما أمه من محارب أبوه )
- الشرح: حيث قدم الخبر على المبتدأ لأن الخبر فيه ضمير يعود على
المبتدأ ، أو إذا كان المبتدأ معرفة والخبر ظرف أو جار ومجرور مثل { عندك محمد ومحمد عندك ، في الدار محمد ومحمد في الدار } .
مواضع حذف المبتدأ وجوباً
* يُحذف المبتدأ وجوباً في أربعة مواضع هي :-
1- النعت المقطوع إلى الرفع وله عدة مواضع هي :-
أ- في المدح نحو { مررت بزيدٍ الكريمُ } ب- في الذم نحو { مررتُ بزيدٍ القبيحُ }
جـ- في الترحم نحو { مررت بزيدٍ المسكينُ }
- ففي جميع الحالات أتى النعت { الكريم ، القبيح ، المسكين } مقطوعاً بالرفع فيكون النعت خبراً لمبتدأ محذوف تقديره ( هو الكريم – هو القبيح – هو المسكين ) .
2- أن يكون الخبر مخصوص: ( نعم أو بئس ) أي إن الخبر هو المخصوص بالمدح أو الذم نحو
{ نِعم الرجل محمـدٌ ، وبئس الرجل زيدَُ } فالمخصوص بالمدح هو محمـد ) ، والمخصـوص بالـذم هـو ( زيـد ) وكـل منهما يُعرب خبراً لمبتدأ محذوف وجوباً والتقدير { نِعم الرجل هو محمد ، بئس الرجل هو زيدَ
3- إذا كان الخبـر واقعاً قسماً: نحــو { في ذمتي لأفعلــن الخيـر } وهو خير صريـح في اقسـم فوجـب حـذف المبتدأ والتقدير { في ذمتي قسم أو يمين } .
4- أن يكون الخبر مصدر نائب مناب الفعل: نحو { صبرَ جميلَ } ، فصبـر خبر لمبتـدأ محـذوف وجوبـاً لأن الخبر
جاء مصدراً ناب عن الفعل والتقدير { صبري صبرَ جميـلَ } فصبري مبتدأ وصبرُ جميلُ ( صبر ) خبر مرفوع و ( جميل ) صفة مرفوعة .
مواضع حذف الخبر وجوباً
* هناك أربعة مواضع يُحذف فيها الخبر وجوباً هي :-
1- أن يكون المبتدأ مسبوقاً بـ لولا: لولا نحو { لولا محمد لزرتك ، لولا التعليـم لسـاد الجهـل } فيجـب حـذف الخبـر لأن المبتدأ وقع بعد لولا والتقدير { لولا محمدٌ موجـود لزرتـك ، لولا التعليم موجود لساد الجهل } ، أما إذا ذُكر الخبر فيكون ذكره شذوذاً ، كقول الشاعر :لولا أبوك ولولا قبله عُمَرُ ألقـت إليك معـد بالمقاليـد
- الشاهد الأول : ( ولولا قبله عمر ) حيث ذكر الخبر شذوذاً لوقوع المبتدأ بعد لولا فوجب حذفه .
- الشاهد الثاني : ( لولا أبوك ) حيث حذف الخبر وجوباً لوقوع المبتدأ بعد لولا والتقدير { لولا أبوك موجود } .
2- أن يكون المبتدأ نصاً في اليمين: نحو { لعمرك لينتصرن الحق } ، لعمرك ( اللام ) لام الابتداء ، ( عمرك )
مبتـدأ مرفـوع وعلامـة رفعـه الضمـة وهو مضـاف و( الكاف ) مضاف إليه والخبر محذوف وجوباً تقديره
{ لعمرك قسمي أو يميني } .
- ومثلـه { يميـن الله لأفعلـن } والتقديـر { يميـن الله قسمي لأفعلـن } لكن المبتدأ غير متعين لعدم دخول اللام فيجوز أن يكون المحذوف هو المبتدأ والمذكور الخبر .
3- إن وقع بعد المبتدأ واو المعية: إن وقع بعد المبتدأ واو المعية مثل { كل إنسان وعمله } فـ ( كل ) مبتدأ مرفوع و ( إنسـان ) مضـاف إليـه مجرور و ( الواو ) واو المعيّة ، ( عمله ) اسم معطوف بالواو مرفوع وعلامـة رفعـه الضمـة وهو مضاف و( الهاء ) ضمير متصل في محل جر مضاف إليه وخبر المبتدأ محذوف وجوباً تقديره { مقترنان } .
4- أن يكون المبتدأ مصدراً وبعده حال: تدل على الخبر المحذوف وتسد مسـده ولا تصلـح أن تكـون هي الخبـر
نحو { ضربي العبدَ مسيئاً } : ( فضربي ) مصدر مبتدأ و ( مسيئاً ) حال سدت مسد الخبـر وهي لا تصلـح لكونها خبراً فوجب حذف الخبر والتقدير
{ ضربي العبد حاصل إذا كان مسيئاً } .
حذف المبتدأ والخبر جوازاً
* المبتدأ والخبر يجوز حذف كلاً منهما إذا دل عليه دليل وذلك كما يأتي :-
1- يجوز حذف الخبر في جواب الاستفهام نحو من عندك ؟ فتقول : زيـد فزيـد مبتـدأ والخبـر محـذوف جـوازاً تقديره عندي وجاز حذفه لأنه دل عليه دليل .
2- يجوز حذف المبتدأ في جواب الاستفهام مثل قوله تعالى ( وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة فنار خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي نار ، ومثل { كيف زيد ؟ } فتقول { بخير } أي هو بخير ، فحذف المبتدأ جوازاً لأنه دل عليه دليل لوقوعه جواباً لاستفهام .
3- إذا وقع المبتدأ بعد فاء الجزاء يجوز حذفه مثل ( من عمـل صالحـاً فلنفسـه ) أي فعملـه لنفسـه ( ومـن أساء فعليها ) أي ومن أساء فإساءته لنفسه .
4- ويكثر حذف المبتدأ بعد قول مثل ( قالوا أساطيرُ الأولين ) ، ( قالوا ساحرَ أو مجنـونُ ) والتقديـر قالـوا هـو ساحر وقالوا هي أساطير الأولين ، وقـال تعالى ( سيقولـون ثلاثـةَُ رابعهـم كلبهـم ويقولـون خمسـة سادسهـم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعةٌ وثامنهم كلبهم ) فالكلمات ( ثلاثة ، خمسـة ، سبعـة ) مرفوعـة على أنهـا خبر لمبتدأ محذوف مرفوع تقديره هم ثلاثة وهم خمسة وهم سبعة .
جواز حذف المبتدأ والخبر معاً
* وقد يُحذف المبتدأ والخبر معاً إن دل عليهما دليل كقولك { نعم لمن قال لك أزيد عندك ؟ أي نعم زيد عندي } ، فجاز حذف المبتدأ والخبر لوجود دليل وهو ذكر المبتدأ والخبر في السؤال .
تعــدد الخبــر
* اختلف النحاة في جواز تعدد خبر المبتدأ الواحد بغير حرف عطف :-
1- يرى قوم ومنهم ابن مالك أنه يجوز تعدد الخبر مطلقاً سـواء كان الخبـران في معنى واحـد مثل{ هـذا حلـو حامض } أي مر فلم يأت بحرف عطف بينهما وهذا جائز عندهم .
- أو لم يكن الخبران أو الأخبار في معنى واحد بأن كان التعدد في اللفـظ والمعنى مثل : { زيـد كاتـب
شاعـر عالم فيلسوف } وهذا المذهب هو الصحيح لوروده في القرآن الكريم ، قال تعالى ( وهو الغفـور الـودود ذو العرش المجيد فعّال لما يريد ) . ووروده في الشعر في قول الشاعر
** من يك ذا بَت فهذا بتىّ مقيــظ مصيــف مُشَتّى
- الشاهد : ( هذا بتى مقيظ مصيف مشتى )
- الشرح: حيث تعددت الأخبار لمبتدأ واحد بدون عطف ، وكقول الآخر
** ينــام بإحــدى مقلتيــه ويتقـي بأخرى المنايا فهو يقظان نائمُ
- الشاهد : ( فهو يقظان نائم )
- الشرح: حيث تعددت الأخبار في اللفظ والمعنى لمبتدأ واحد بدون عطف .
2- يـرى البعـض أنه لا يجـوز تعـدد الخبـر إلا إذا كان الخبران في معنى خبر واحد { كالرمان حلو حامض } أي مر ، فالخبران بمعنى خبر واحد فهذا جائز .
- فإن لم يكونا بمعنى خبر واحد لم يجـز تعـدد الخبـر إلا بواسطـة حـرف العطـف مثل { زيـد كاتـب وشاعـر وعالم وفيلسوف } وما جاء على لسـان العـرب وفي الآيـة من تعـدد الخبـر لمبتـدأ واحد بدون حرف عطف فيـرون أن كل خبـر منهـم لـه مبتدأ مُقدّر والتقدير { وهو الغفور ، وهو الودود ، وهو ذو العـرش المجيـد ، وهو فعال لما يريد } ، وفي الشعر التقدير { فهذا بتى مقيظ وهو مصيف وهو مشتى ، فهو يقظان وهو نائم }
3- يـرى آخرون أنه لا يجوز تعدد الخبر إلا إذا كان من *** واحد كأن يكون الخبـران مفردين مثل { محمــد قائم ضاحك } أو يكونا جملتين مثل { محمد كتب شرب } ، فأما إن كان أحدهما مفـرداً والآخـر جملـة فـلا يجوز ذلك فلا نقول { زيد قائم شرب } ، وهذا الرأي ضعيف .
4- وأجـاز المعربين للقـرآن الكريـم جـواز التعـدد مع اختلافهـا كقولـه تعالى ( فإذا هي حبة تسعى ) فـ ( هي ) مبتدأ ، و( حية ) خبر أول ، و ( تسعى ) جملة من الفعل والفاعل المستتر في محل رفع خبر ثان ويجوز أن تكون
( تسعى ) صفة أو حال .
غير جاري مجرى الفعل
وهو الوصف الذي يعمل عمل الفعل كاسم الفاعل مثل { محمد قائم } ، فمحمد مبتـدأ وقائم خبر وهو خبر مشتق يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول والفاعل ضمير مستتر تقديـره قائـم هـو . - أو اسم المفعول : زيد مضروب فمضروب اسم مفعول خبر مشتق يرفع ضميراً مستتراً تقديره هو .
- أو صفة مشبهة : مثل { علي كريم } ، فعلي مبتدأ وكريم خبر وهو وصف مشتق فيرفع ضميراً مستتراً تقديره هو . أو اسم تفضيـل : مثل { محمد أفضل من زيد } فأفضل اسم تفضيل وهو وصـف مشتـق جاري مجرى الفعل فيرفع ضميراً مستتراً لأنه في كل هذه الأمثلة لم يرفع اسماً ظاهراً وهو وصف جاري مجرى الفعل
أو رفع اسماً ظاهراً لم يرفع ضميراً مستتراً مثل { هذا مفتاح زيد قائم أخوه } فمفتاح وصف لا يجري مجرى الفعل
( وقائم ) وصف عامل لكنه رفع اسماً ظاهراً
حكم الضمير في الخبر المفرد المشتق
* عرفنا فيما سبـق أن الخبر المفـرد المشتق يرفـع ضميراً مستتـراً إن كـان وصفـاً يجـري مجـرى الفعـل
( كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل ) ولم يرفع اسماً ظاهراً
* والضمير نوعان :-
1- إن كان الخبري يجري على المبتدأ ( وقـع من المبتـدأ ) مثـل { زيـد قائـم } يجـب أن يرفـع ضميراً مستتراً والتقدير ( قائم هو ) وإذا ظهر الضمير مثل ( زيد قائم هو ) جاز فيه وجهان عند سيبويه :-
الأول : أن يكون تأكيداً للضمير المستتر في قائم . الثاني : أن يكون فاعلاً بقائم ولا يوجد ضمير مستتر .
2- إن كان الخبر المشتق جارياً على غير المبتدأ ففيه آراء :-
البصريون
أوجبوا إبـراز الضميـر سـواء أُمـن اللبـس مثل { زيد هند ضاربها هو }
، أم لم يؤمن اللبس مثل زيد محمد ضاربـه هـو ، ( فزيـد ) مبتدأ والخبر المشتق جرى على غير المبتدأ وإنما وقع على هند ومحمد بدليل الهـاء الضميـر في ( ضاربهـا ) قـد أمـن اللبـس بهـذا الضميـر وهنا يجب إبراز الضمير ( هو ) كما يجـب إبـراز الضميـر إن لم يؤمـن اللبـس كمـا في المثـال الثاني وهذا رأي البصريين .
الكوفيون
أجازوا إبراز الضمير وإضماره إن أمن اللبس كما في المثال الأول { زيد هند ضاربها هو } ويجوز الإضمار فنقول { زيد هند ضاربها } .إذا لم يؤمن اللبس يجب إبراز الضمير مثل { زيد محمد ضاربه هو }
ابن مالك
فقد أيد البصريين في وجوب إبراز الضمير سواء أمن اللبس أم لم يؤمن .
وقد ورد حذف الضمير مع أمن اللبس ، في قول الشاعر :
قومي ذرا المجد بانوها وقد عَلِمَتْ بِكُنْــــهِ ذلــــك عدنــــان وقحطـــان
- الشاهد : ( قومي ذرا المجد بانوها )
- الشرح: حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقاً ولم يبرز الضمير ولو أبرز لقال : بانوهاهم .
قومي : مبتدأ أول والياء مضاف إليه ، ذرا : مبتدأ ثان ، المجد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة ، بانـوها : خبـر المبتدأ الثاني مرفـوع بالـواو ، والهـاء : ضميـر مبني في محـل جـر مضاف إليه ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
شـرط الإخبـار بالظـرف
1- الظرف إما زمان مثل { يوم – شهر – عام } أو مكان مثل { عند ولدي } .
2- المبتـدأ يكـون جثـة أي مـا دل على جسـم أيـاً كـان مثـل : ( زيـد – شمس – هلال – رطب ) أو معنـى مثل : ( القتال – الحق – القصاص ) .
3- ظرف المكان يقع خبراً عن الجثة مثل { زيد عندك } وعن المعنى مثل { الحق عندك ،والقتال عندك }
4- ظرف الزمان يقع خبراً عن المعنى منصوباً مثل { القتال يومَ الجمعة } أو مجروراً بفي مثل { القتال في يوم الجمعة } .
5- ظرف الزمان لا يقع خبراً عن الجثة إلا إذا أفاد مثل { الهلال الليلة، والقطن صيفاً، والرطب شهري ربيع
وهذا مذهب ابن مالك .
- وأما مذهب البصريين فهو عدم جواز ذلك مطلقاً وما ورد فهو مؤول والتقدير { طلوع الهلال الليلة ، ووجود الرطب شهري ربيع } وعلى ذلك فمذهب البصريين منع وقوع ظرف الزمان خبراً عن الجثة مطلقاً
رابط الخبر الجملة
* الخبر الجملة نوعان :-
1- إن كانت جملة الخبر هي المبتدأ في المعنى لم تحتج إلى رابط مثل قولي { الله حسبي }
2- إن لم تكن جملة الخبر هي المبتدأ في المعنى فلابد لها من رابط يربطها بالمبتدأ والروابط أربعة هي
( الضمير – الإشارة إلى المبتدأ – تكرار المبتدأ بلفظه – عموم يدخل تحته المبتدأ ) :-
أ ) الضميــر : نحـو { زيـد قـام أبـوه – وزيد أخوه قائم – الحديقة أشجارها مثمرة } فالضمير عائد على المبتدأ ويوافقه في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث .
ب) الإشـارة إلى المبتــدأ : قال تعالى ( ولباس التقوى ذلك خير ) .
جـ) تكرار المبتدأ بلفظـه : قال تعالى ( القارعة ما القارعة ، الحاقة ما الحاقة )
د ) عموم يدخل تحته المبتدأ : نحو { زيد نعم الرجل } .
الخبر شبه الجملة
* يكـون الخبـر شبـه جملـة وهو الظـرف مثـل { محمد عندك } أو جار ومجرور مثل { محمد في الدار } وكـل منهما متعلق بمحذوف وجوباً واختلف النحاة في ذلك :-
الأخفــش
أن المحذوف اسم فاعل تقديره كائن أو مستقر والخبر عنده مفرد ونسب هذا الرأي لسيبويه .
البصريون
المحذوف فعل تقديره استقر أو يستقر والخبر جملة
ابن مالك
المحذوف يجوز أن يكون اسماً تقديره كائن أو مستـقـر والخبـر مفـرد ويجـوز أن يكـون فعلاً تقديره استقر أو يستقر والخبر جملة .
ابن
السراج
أن كلاً من الظرف والجار والمجرور قسم برأسه وليس من قبيل المفرد أو الجملة وهـو رأي غير صحيح .
- فيجب حـذف متعلق شبه الجملة الواقع خبراً مثل { محمد في الدار أو عندك } أو الواقع حالاً مثل مـررت بمحمد عندك أو في الدار ، أو صفة مثل { مررت برجل عندك أو في الدار } ، أو الواقع صلة غير أنه في الصلة يجب أن يكون فعلاً مثل جاء الذي عندك أو في الدار ، وإذا ظهر المحذوف فهذا شاذ ، كما في قول الشاعر
لك العز إن مولاك عز وإن يهن فأنت لـدى بحبوحة الهـون كائن
-الشاهد : ( كائن )
- الشرح :حيث صرح بمتعلق الظرف الواقع خبراً ( لدى ) وهذا شاذ .
الابتداء بالنكرة
* الأصـل في المبتدأ أن يكون معرفة لأن النكرة مجهولـة والحكـم على المجهـول لا يفيد وقد يكـون المبتـدأ نكـرة ولكـن يشـرط أن تفيـد .
* مسوغات أو مواضع الابتداء بالنكرة :-
1 - أن يكون الخبر ظرفاً أو جاراً و مجروراً ويتقدم على المبتدأ مثل { في الدار ضيف ، عندك رجل }
2 - أن يتقدم على النكرة استفهام مثل هل فتى فيكم ؟ أرجل قائم ؟
3 - أن يتقدم على النكرة نفي نحو { ما خلٌ لنا ، ما عمل ضائع ، لا طالب مهمل } ومنه قوله تعالى ( وما من إله إلا إله واحدٌ ) .
4 - أن تكون النكـرة موصوفة لأن الوصف يعطي نوعاً من التخصيص نحو : { رجلٌ كريمٌ عندنا ، رجلٌ من الكـــرام عندنـــا } .
5 - أن تكون النكرة مضافة { طالبُ علمٍ عندنا ، عملُ خيرٍ محبوب ، عملُ بر يزين } .
6 - أن تكون النكرة عاملة نحو { رغبة في الخير خيرٌ ، أمرٌ بمعروفٍ صدقةً ، نهيٌ عن منكر صدقة 7- أن تكون النكرة اسم شرط نحو { مَنْ يذاكر ينجح } ، قال تعالى ( من يعمل سوءاً يجزَ بهِ ) .
8 - أن تكون النكرة عامـةنحو { كلٌ يموت } أي كل واحد يموت ، قوله تعالى { كلٌ يعمل على شاكلته ، كلٌ يجري لأجل مسمى ، كلٌ محاسب على عمله } .
9- أن تكون النكرة إجابـة عن سـؤال نحـو : { أن يقـال لـك من عنـدك ؟ } فتجيـب : صديـق والتقدير صديق عندي ، ما معك ؟ مالً معي .
10- أن يقصد بالنكرة التنويع ، كقول الشاعر :** فأقبلتُ زحفاً على الركبتين فثـوبٌ لبسـت وثـوبٌ أجـــر
- الشاهد : ( فثوب )
- الشرح: حيث جاءت نكرة وبدأ بها لأن فيها التنويع إذ جعل ثوبه أنواعاً .
** فيــوم علينا ، ويـوم لنا ويومَ نساءُ ، ويومَ نسرُ
( يوم )نكرة فيها التنويع لذلك جاز الابتداء بها .
11- أن تكون النكرة دعاء – قال تعالى ( سلامٌ على ألِ ياسين ) ، ( سلامٌ عليك ) .
12- أن يكون فيها معنى التعجب : ما أجمل السماء ، ما أحسن محمداً .
13- أن تكون النكرة الواقعـة مبتـدأ خلفـاً عن موصـوف مثل { مؤمنٌ خيرٌ من مشـرك } ومعناهـا رجل مؤمن خير من رجل مشرك ، فرجـل المحذوفـة مبتـدأ موصـوف ومؤمـن صفـة حلـت محـل المبتـدأ المحـذوف الموصوف فأخذت موقعه الإعرابي .
14- أن تكون النكرة مصغرة لأن التصغير فيه معنى الوصف نحو { رجيل عندنا } والتقدير رجل صغير عندنا
15- أن تكون النكرة المبتدأ في معنى المحصـور نحـو { شـرَ أهر ذا نابٍ وشيء جاء بك } والتقدير ما أهر ذا ناب إلا شر ، وما جاء بك إلا شيء فـ ( شر وشيء ) في معنى المحصور فجاز الابتداء بها
16- أن تقع النكرة بعد واو الحال أي مسبوقة بها ، نحو قول الشاعر :
سرينـا ونجــم قد أضاء فمذ بداً محياك أخفي ضوؤه كل شارق
- الشاهد : ( ونجم )
- الشرح: حيث جاءت كلمة نجم نكرة وبدأ بها لأنها سبقت بواو الحال .
17- أن تكون النكرة معطوفة على معرفة نحو زيدٌ ورجل في الدار أو عندنا .
18- أن تكون النكرة معطوفة على وصف مثل { مصري ورجـل في الـدار } وقولـه تعالى : ( قـولٌ معـروف ومغفرةٌ خير من صدقة ) تميمي ورجل عندنا .
19- أن يعطـف على النكـرة نكـرة موصوفـة نحـو { رجـل وامـرأة طويلة عندنا } وقوله تعالى ( طاعةٌ وقول معروف ) فـ ( رجل ) نكرة مبتدأ وبدأ بها لأنه عطف عليها نكرة ثانية موصوفة وهي { امرأة طويلة } . وكذلك ( طاعة ) عطف عليها نكرة موصوفة ( قولٌ معروف ) .
20- أن تكون النكرة واقعة بعد لولا ، نحو قول الشاعر :-
** لولا اصطبارَ لأودى كل ذي مقة لمـا استقلـتْ مطايـا هُـنَّ للظعـن
* فاصطبار مبتدأ مرفوع نكرة وجاز الابتداء به لوقوعه بعد لولا وخبره محذوف تقديره موجود .
21- أن تقع النكرة بعد فاء الجزاء الواقعة في جواب الشرط نحو { إن ذهب عير فعير في الرباط } .
22- أن تدخـل على النكـرة لام الابتـداء التي تعتبر علامـة على أن الكلمـة بعدهـا مبتدأ وتلك اللام لها الصدارة نحو { لرجل قائم } .
23- أن تقع النكرة بعد كمْ الخبرية ، كقول الشاعر :
** كـم عمـة لك يا جريـر وخالة فدعاء قد حليت عليَّ عشاري
* فـ ( عمة ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وجاز الابتداء به لوقوعه بعد ( كمْ ) الخبرية .
* وكلمة ( عمة ) فيها ثلاثة أوجه من ناحية الإعراب :-
1- الجر على أن ( كم ) خبرية مبتدأ و( عمة ) تمييز مجرور وجملة ( حليت ) خير .
2- النصب على أن ( كم ) استفهامية مبتدأ و ( عمة ) تمييز منصوب .
3- الرفع على أن ( عمة ) مبتدأ و ( كم ) في محل نصب ظرف متعلق بحليت .
- أو على أن ( كم ) مفعول مطلق للفعل حليت .
24- أن تكون النكرة مبهمة ، مثل قول الشاعر :-
** مرسعةُ بين أرساغـــة بـه عـسم يبتغي أرنبــاً
* فـ ( مرسعة ) نكرة وبدأ بها لأنها مبهمة أي أن المتكلم قصد بها الإبهام .
تقديم المبتدأ وجوباً أو تأخير الخبر وجوباً
* يجب تقديم المبتدأ وتأخير الخبر في خمسة مواضع :-
1- أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة أو نكرة صالحة لجعلها مبتدأ ولا يوجد في الكلام ما يبين المبتـدأ من الخبر مثل { زيد أخوك } فزيد مبتدأ مرفوع وعلامة رفعـه الضمـة وأخـوك خبـر مرفـوع وعلامـة رفعـه الواو لأنه من الأسماء الستة وكل منهما يصلح لأن يكـون مبتـدأ ول يوجد شيء يبين المبتدأ من الخبر لذلك وجب أن يكون المتقدم هو المبتدأ والمتأخر هو الخبر ومثل { أفضل من محمـد أفضـل من علي } فالمبتـدأ أفضل الأولى والخبر أفضل الثانية وكل منهما نكرة صالحـة لكونهـا مبتـدأ ولا مبيـن لها فوجـب أن يكـون المتقدم مبتدأ و المتأخر خبر .
- أما إذا كان هناك جُملاً بها دليل على المبتدأ و الخبر فيجوز التقديم مثل { أبي أخي في الشفقة } ويجوز أن تقول { أخي ابي في الشفقة } ، { الجامعة في التعليم البيت } أو { البيت في التعليـم الجامعـة } ، { نـــور الشمس نور الكهرباء } ، { ضوء القمر ضوء الشموع } ، { أبو يوسـف أبو حنيفة } ويجوز { أبو حنيفه أبو يوسف } لأننا نريد تشبيه التابع أبي يوسف بالإمام أبي حنيفة دون أن يتغير الإعراب ، وكقول الشاعر :-
- بنونـــا بنو أبنائنا ، وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد
* فبنونا خبر مقدم وبنو أبنائنا مبتدأ مؤخر لأن المراد هو الحكم بتشبيه أبناء أبنائهم بأبنائهم .
وكقول الشاعر :- كلام النبيين الهداة كلامُنا وأفعال أهل الجاهلية نفعل
* فكلام النبيين الهداة خبر مقدم وكلامنا مبتدأ مؤخر والمراد تشبيه كلامهم بكلام النبيين .
2- أن يكون الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتـدأ نحـو { زيـد جـاء ، ومحمـد قـام } ، ولا يجوز التقديم فيقال جاء زيد لأن الجملة تتحول إلى جملة فعلية .
- فإن رفع اسماً ظاهراً مثل { زيد قام أخوه } أو ضميراً بارزاً مثل { الزيدان قاما } جـاز التقديـم والتأخيـر فتقول { قام أخوه زيد أو قاما الزيدان } .
3- أن يكون المبتدأ دخلت عليه لام الابتداء مثل { لزيدٌ قائم } فيجب تقديـم المبتـدأ لأن الـلام لها الصـدارة وإذا تقدم الخبر يكون شاذاً ، كقول الشاعر :- خالي لأنت ، ومًنْ جرير خالهُ ينــل العــلاء ويَكــْرُمِ الأخوالا
- الشاهد : ( خالي لأنت )
- الشرح: حيـث تقـدم الخبـر ( خالي ) على المبتـدأ ( لأنـت ) والمبتـدأ دخلـت عليه لام الابتداء وهذا شاذ لأن اللام لها الصدارة .
4- أن يكون الخبـر محصـوراً بإلا أو إنمـامثـل { إنما زيـد قائـم أو ما زيـد إلا قائـم } فنجـد أن الخبر قائم جاء محصوراً بإلا وإنما لذلك وجب تقديم المبتدأ وتأخير الخبر وكقوله تعالى ( وما محمدٌ إلا رسولً - إنما أنت نذيرُ ) ، قـــــال الشاعــــر :- فيا رب هل إلا بك النصر ير تجى عليهم ، وهـل إلا عليـك المعـول
- الشاهد : ( إلا بــك النصــر ، إلا عليــك المعــول )
- الشرح: حيـث تقــدم الخـبر ( بك ، وعليك ) الجـار والمجــرور على المبتدأ ( النصر ، المعول ) وهذا شاذ لأن الخبر محصوراً بإلا والأصل ( هـل النصـر إلا بك ) ، ( وهل المعول إلا عليك ) .
5- ويجـب تقديـم المبتـدأ أو تأخيـر الخبـر إذا كـان المبتـدأ مـن الأسمـاء التي لهـا الصــدارة في الكـلام كأسمـاء الاستفهـام مثل مَنْ لي منجداً ؟ وأسماء الشرط مَنْ يذاكر ينجـح ،ومـا التعجبيـة { مـا أجمـل السمـاء } وكـمْ الخبرية مثل { كم رجلٍ حضر } .
وجوب تقديم الخبر وتأخير المبتدأ
* يجب تقديم الخبر وتأخير المبتدأ في أربعة مواضع :-
1- أن يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوغ إلا تقدم الخبر والخبر ظرف أو جار ومجرور نحـو{ عنـدك رجـل ، في الدار رجل }
2- أن يكون المبتدأ يشتمل على ضمير يعود على شيء في الخبر مثل { في المعهد طلابه ، في الدار صاحبها } ، وقـــول الشاعـــر :- أهابــك إجــلالاً وما بك قدرَةُ عليَّ ولكن ملءُ عين حبيبُها
- الشاهد : ( مـلء عيـن حبيبها )
- الشرح: حيث تقدم الخبر ( ملء عين ) وجوباً على المبتدأ ( حبيبُها ) لأن المبتدأ اشتمل على ضمير يعود على الخبر .
3- أن يكون الخبر له الصدارة في الكلام مثل { أين الكتاب ؟ ، متى السفر؟ ، كيف الحـال ؟ }فيجـب تقديـم الخبر ويمتنع تأخيره فلا تقول { الكتاب أين ؟، السفر متى؟ ، الحـال كيـف ؟ } لأن الخبـر من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام فيجب تقديمه .
4- أن يكون الخبر محصوراً في المبتدأ أو أن يكون المبتدأ محصوراً بإلا أو إنما مثـل { إنمـا في الـدار زيـد ،ما في الدار إلا زيد } .
جواز تقديم الخبر وتأخيره
* يجوز تقديم الخبر إذا لم يحدث لبس بأن وجد دليل يدل أو يبين المبتدأ من الخبـر مثل { قائـم زيـد } أو إذا كـان الخبر جملة فعلية والفاعل ظاهر مثل { قام أبوه زيد } ويجوز { زيد قام أبوه } ، وكقول الشاعر :
** قد ثكلت أمه من كنت واجدَهُ وبات منتشياً في برثن الأسد
- الشاهد : ( قد ثكلت أمه من كنت واحِدَهُ )
- الشرح: حيث قدم الخبر على المبتدأ لاشتمال الخبر على ضمير يعودعلى المبتدأ المؤخر ، ومنه قول الشاعر :
** إلى مَلــِكٍ ما أَمُّهُ من محاربٍ أبوه ولا كانت كليب تُصَاهِرُه
- الشاهد : ( ما أمه من محارب أبوه )
- الشرح: حيث قدم الخبر على المبتدأ لأن الخبر فيه ضمير يعود على
المبتدأ ، أو إذا كان المبتدأ معرفة والخبر ظرف أو جار ومجرور مثل { عندك محمد ومحمد عندك ، في الدار محمد ومحمد في الدار } .
مواضع حذف المبتدأ وجوباً
* يُحذف المبتدأ وجوباً في أربعة مواضع هي :-
1- النعت المقطوع إلى الرفع وله عدة مواضع هي :-
أ- في المدح نحو { مررت بزيدٍ الكريمُ } ب- في الذم نحو { مررتُ بزيدٍ القبيحُ }
جـ- في الترحم نحو { مررت بزيدٍ المسكينُ }
- ففي جميع الحالات أتى النعت { الكريم ، القبيح ، المسكين } مقطوعاً بالرفع فيكون النعت خبراً لمبتدأ محذوف تقديره ( هو الكريم – هو القبيح – هو المسكين ) .
2- أن يكون الخبر مخصوص: ( نعم أو بئس ) أي إن الخبر هو المخصوص بالمدح أو الذم نحو
{ نِعم الرجل محمـدٌ ، وبئس الرجل زيدَُ } فالمخصوص بالمدح هو محمـد ) ، والمخصـوص بالـذم هـو ( زيـد ) وكـل منهما يُعرب خبراً لمبتدأ محذوف وجوباً والتقدير { نِعم الرجل هو محمد ، بئس الرجل هو زيدَ
3- إذا كان الخبـر واقعاً قسماً: نحــو { في ذمتي لأفعلــن الخيـر } وهو خير صريـح في اقسـم فوجـب حـذف المبتدأ والتقدير { في ذمتي قسم أو يمين } .
4- أن يكون الخبر مصدر نائب مناب الفعل: نحو { صبرَ جميلَ } ، فصبـر خبر لمبتـدأ محـذوف وجوبـاً لأن الخبر
جاء مصدراً ناب عن الفعل والتقدير { صبري صبرَ جميـلَ } فصبري مبتدأ وصبرُ جميلُ ( صبر ) خبر مرفوع و ( جميل ) صفة مرفوعة .
مواضع حذف الخبر وجوباً
* هناك أربعة مواضع يُحذف فيها الخبر وجوباً هي :-
1- أن يكون المبتدأ مسبوقاً بـ لولا: لولا نحو { لولا محمد لزرتك ، لولا التعليـم لسـاد الجهـل } فيجـب حـذف الخبـر لأن المبتدأ وقع بعد لولا والتقدير { لولا محمدٌ موجـود لزرتـك ، لولا التعليم موجود لساد الجهل } ، أما إذا ذُكر الخبر فيكون ذكره شذوذاً ، كقول الشاعر :لولا أبوك ولولا قبله عُمَرُ ألقـت إليك معـد بالمقاليـد
- الشاهد الأول : ( ولولا قبله عمر ) حيث ذكر الخبر شذوذاً لوقوع المبتدأ بعد لولا فوجب حذفه .
- الشاهد الثاني : ( لولا أبوك ) حيث حذف الخبر وجوباً لوقوع المبتدأ بعد لولا والتقدير { لولا أبوك موجود } .
2- أن يكون المبتدأ نصاً في اليمين: نحو { لعمرك لينتصرن الحق } ، لعمرك ( اللام ) لام الابتداء ، ( عمرك )
مبتـدأ مرفـوع وعلامـة رفعـه الضمـة وهو مضـاف و( الكاف ) مضاف إليه والخبر محذوف وجوباً تقديره
{ لعمرك قسمي أو يميني } .
- ومثلـه { يميـن الله لأفعلـن } والتقديـر { يميـن الله قسمي لأفعلـن } لكن المبتدأ غير متعين لعدم دخول اللام فيجوز أن يكون المحذوف هو المبتدأ والمذكور الخبر .
3- إن وقع بعد المبتدأ واو المعية: إن وقع بعد المبتدأ واو المعية مثل { كل إنسان وعمله } فـ ( كل ) مبتدأ مرفوع و ( إنسـان ) مضـاف إليـه مجرور و ( الواو ) واو المعيّة ، ( عمله ) اسم معطوف بالواو مرفوع وعلامـة رفعـه الضمـة وهو مضاف و( الهاء ) ضمير متصل في محل جر مضاف إليه وخبر المبتدأ محذوف وجوباً تقديره { مقترنان } .
4- أن يكون المبتدأ مصدراً وبعده حال: تدل على الخبر المحذوف وتسد مسـده ولا تصلـح أن تكـون هي الخبـر
نحو { ضربي العبدَ مسيئاً } : ( فضربي ) مصدر مبتدأ و ( مسيئاً ) حال سدت مسد الخبـر وهي لا تصلـح لكونها خبراً فوجب حذف الخبر والتقدير
{ ضربي العبد حاصل إذا كان مسيئاً } .
حذف المبتدأ والخبر جوازاً
* المبتدأ والخبر يجوز حذف كلاً منهما إذا دل عليه دليل وذلك كما يأتي :-
1- يجوز حذف الخبر في جواب الاستفهام نحو من عندك ؟ فتقول : زيـد فزيـد مبتـدأ والخبـر محـذوف جـوازاً تقديره عندي وجاز حذفه لأنه دل عليه دليل .
2- يجوز حذف المبتدأ في جواب الاستفهام مثل قوله تعالى ( وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة فنار خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي نار ، ومثل { كيف زيد ؟ } فتقول { بخير } أي هو بخير ، فحذف المبتدأ جوازاً لأنه دل عليه دليل لوقوعه جواباً لاستفهام .
3- إذا وقع المبتدأ بعد فاء الجزاء يجوز حذفه مثل ( من عمـل صالحـاً فلنفسـه ) أي فعملـه لنفسـه ( ومـن أساء فعليها ) أي ومن أساء فإساءته لنفسه .
4- ويكثر حذف المبتدأ بعد قول مثل ( قالوا أساطيرُ الأولين ) ، ( قالوا ساحرَ أو مجنـونُ ) والتقديـر قالـوا هـو ساحر وقالوا هي أساطير الأولين ، وقـال تعالى ( سيقولـون ثلاثـةَُ رابعهـم كلبهـم ويقولـون خمسـة سادسهـم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعةٌ وثامنهم كلبهم ) فالكلمات ( ثلاثة ، خمسـة ، سبعـة ) مرفوعـة على أنهـا خبر لمبتدأ محذوف مرفوع تقديره هم ثلاثة وهم خمسة وهم سبعة .
جواز حذف المبتدأ والخبر معاً
* وقد يُحذف المبتدأ والخبر معاً إن دل عليهما دليل كقولك { نعم لمن قال لك أزيد عندك ؟ أي نعم زيد عندي } ، فجاز حذف المبتدأ والخبر لوجود دليل وهو ذكر المبتدأ والخبر في السؤال .
تعــدد الخبــر
* اختلف النحاة في جواز تعدد خبر المبتدأ الواحد بغير حرف عطف :-
1- يرى قوم ومنهم ابن مالك أنه يجوز تعدد الخبر مطلقاً سـواء كان الخبـران في معنى واحـد مثل{ هـذا حلـو حامض } أي مر فلم يأت بحرف عطف بينهما وهذا جائز عندهم .
- أو لم يكن الخبران أو الأخبار في معنى واحد بأن كان التعدد في اللفـظ والمعنى مثل : { زيـد كاتـب
شاعـر عالم فيلسوف } وهذا المذهب هو الصحيح لوروده في القرآن الكريم ، قال تعالى ( وهو الغفـور الـودود ذو العرش المجيد فعّال لما يريد ) . ووروده في الشعر في قول الشاعر
** من يك ذا بَت فهذا بتىّ مقيــظ مصيــف مُشَتّى
- الشاهد : ( هذا بتى مقيظ مصيف مشتى )
- الشرح: حيث تعددت الأخبار لمبتدأ واحد بدون عطف ، وكقول الآخر
** ينــام بإحــدى مقلتيــه ويتقـي بأخرى المنايا فهو يقظان نائمُ
- الشاهد : ( فهو يقظان نائم )
- الشرح: حيث تعددت الأخبار في اللفظ والمعنى لمبتدأ واحد بدون عطف .
2- يـرى البعـض أنه لا يجـوز تعـدد الخبـر إلا إذا كان الخبران في معنى خبر واحد { كالرمان حلو حامض } أي مر ، فالخبران بمعنى خبر واحد فهذا جائز .
- فإن لم يكونا بمعنى خبر واحد لم يجـز تعـدد الخبـر إلا بواسطـة حـرف العطـف مثل { زيـد كاتـب وشاعـر وعالم وفيلسوف } وما جاء على لسـان العـرب وفي الآيـة من تعـدد الخبـر لمبتـدأ واحد بدون حرف عطف فيـرون أن كل خبـر منهـم لـه مبتدأ مُقدّر والتقدير { وهو الغفور ، وهو الودود ، وهو ذو العـرش المجيـد ، وهو فعال لما يريد } ، وفي الشعر التقدير { فهذا بتى مقيظ وهو مصيف وهو مشتى ، فهو يقظان وهو نائم }
3- يـرى آخرون أنه لا يجوز تعدد الخبر إلا إذا كان من *** واحد كأن يكون الخبـران مفردين مثل { محمــد قائم ضاحك } أو يكونا جملتين مثل { محمد كتب شرب } ، فأما إن كان أحدهما مفـرداً والآخـر جملـة فـلا يجوز ذلك فلا نقول { زيد قائم شرب } ، وهذا الرأي ضعيف .
4- وأجـاز المعربين للقـرآن الكريـم جـواز التعـدد مع اختلافهـا كقولـه تعالى ( فإذا هي حبة تسعى ) فـ ( هي ) مبتدأ ، و( حية ) خبر أول ، و ( تسعى ) جملة من الفعل والفاعل المستتر في محل رفع خبر ثان ويجوز أن تكون
( تسعى ) صفة أو حال .