ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    ثمار المزهر

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ثمار المزهر Empty ثمار المزهر

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 02, 2015 11:48 am

    ثِمَارُ الْمُزْهِرِ
    هذا تَأْلِيفٌ مِنْ أَحْسَنِ ما يَسْمَحُ بهِ الزمانُ، وتجودُ بإبرازِهِ يدُ الأَوَانِ؛ لِمَا أَبْرَزَ مِنْ جواهرِ النفائسِ، وأَسْفَرَ عنْ مُخَدَّرَاتِ العَرَائِسِ، فقَرَّبَ لكلِّ مُجْتَنٍ ثمارَ الفوائدِ بنَضيرِ رِيَاضِهِ، وأَشْفَى الغليلَ بِسَلْسَبِيلِ حِيَاضِهِ، وأَيْنَعَ منها كُلَّ غُصْنٍ مُزْهِرٍ، فكانَ عِلْمُهُ ثِمَارَ الْمُزْهِرِ، وكيفَ لا ومُؤَلِّفُهُ الغِطريفُ العَلاَّمةُ الهُمَامُ، الدَّرَّاكَةُ الفَهَّامَةُ الإمامُ، الذي أَحَاطَ بفنونِ الأدبِ واللغةِ إحاطةَ السِّوارِ بالْمِعْصَمِ، ونادَتْهُ في مَقامِ الافتخارِ بأنْ أَقْدِمَ فأنتَ المُقَدَّمُ، الجامعُ بينَ مَنْصِبَي النسَبِ الشريفِ، والعلْمِ الباهرِ الْمَنيفِ، شيخُنا الشيخُ ما العَيْنَيْنِ، ابنُ شَيْخِنا الشيخِ مُحَمَّد فاضل بنِ مَامِينْ، أسبَغَ اللَّهُ على الراسخينَ نِعْمَتَهُ، وأَتَمَّ عليهم مِنْحَتَهُ، آمينَ.
    وللشَّرِيفِ الأديبِ اللَّوْذَعِيِّ الأريبِ العالِمِ العَلاَّمَةِ أبى زَيْدٍ سَيِّدِي عبدِ الرحمنِ نَجْلِ الوليِّ الصالحِ الفاضلِ العالمِ العلاَّمةِ العاملِ صاحبِ السِّرِّ النُّورَانِيِّ سَيِّدِي جعفرٍ الكِتَّانِيِّ أدامَ اللَّهُ النفْعَ بهِ للمسلمينَ، آمينَ.
    خَلِّ عَنَّا نَغَمَاتِ المِزْهَرِ = وأَنِلْنَا مِنْ ثِمارِ المُزْهِرِ
    رَوْضُ عِلْمٍ أَيْنَعَتْ أَزْهَارُهُ = قَصْداً جَامِعٌ مَعْنًى أَزْهَرِ
    مالَ قَلْبِي نحوَهُ لَمَّا بَدَا = مِثْلُ مَيْلِ العَيْنِ نحوَ الصهرِ
    يُغْبَطُ الشيخُ بهِ لوْ أَبْصَرَتْـ = ـهُ عُيُونُ المَجْدِ (1) بلْ والجَوْهَرِي
    ويَقيناً لوْ رَأَى أزهارَهُ = لَتَمَنَّاهُ الإمامُ الأَزْهَرِي
    حَقَّ أنْ يَبْذُلَ ذُو اللُّبِّ لِتَحْـ = ـصِيلِهِ أَبْهَى صِحَاحِ الجَوْهَرِ
    فَابْذُلِ المجهودَ فيهِ لوْ تَجِدْ = في تَعَاطِيهِ عَنَاءَ الأبْهَرِ
    فَلَقَدْ أَبْرَزَهُ الطبْعُ لنا = في سَمَا الكُتُبِ كبَدْرٍ أَشْهَرِ
    إذْ تَنَاهَى طَبْعُهُ أَرَّخْتُهُ = دُونَكمْ قَطْعاً ثِمارَ الزَّهَرِ
    سنةَ 1324 120 180 741 283

    بسمِ اللَّهِ الرحمنِ الرحيمِ
    وصَلَّى اللَّهُ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ النبيِّ الكريمِ
    جاءَ ابْتِدَا مُبَارَكَ ابْتِدَاءْ = يَجِي انْتَهَا مَيْمُونَ الانْتِهَاءْ
    قالَ عُبيدُ اللَّهِ ما العَيْنَيْنِ = يَرْجُو القبولَ عندَ ذي الكَوْنَيْنِ
    الحمدُ لِلَّهِ الذي شَرَّفَنا = بلُغَةِ النبيِّ إذْ عَرَّفَنَا
    صَلَّى عليهِ اللَّهُ ما قدْ فَتَحَا = لسانُ شَخْصٍ عنْ ضَمِيرٍ شَرَحَا
    وبعدُ ذَا فَهَاكُمُوا أهلَ اللُّغَاتْ = نَظْماً يُفيدُ في اللغاتِ السَّائِغَاتْ
    نَظَمْتُهُ مِنْ مُزهِرِ السُّيُوطِي كَيْ = يُفيدَ ذا فَصَاحةٍ وَكُلَّ عَيْ
    نَوَّعْتُهُ كما لهُ قدْ نَوَّعَا = لاكِنَّ ذا مُخْتَصَرٌ نَظْماً سَعَى
    سَمَّيْتُهُ لِذَا ثِمارَ الْمُزْهِرِ = وصُغْتُهُ مِنْ جَوهرٍ كالجَوْهَرِ
    واللَّهَ أَسْأَلُ يَكُونُ نَافِعَا = مُيَسِّراً لي وَلِقَارٍ شَائِعَا
    بِجَاهِ أَفْضَلِ الوَرَى صَلَّى عليهِ = ما دامَ نَفْعٌ يُجْتَنَى مِمَّا لَدَيْهِ
    وقبلَ أنْ نَشْرَعَ في الكتابِ = هَذِي مَقالةٌ مِن الصوابِ
    اعلَمْ بِأَنْ قُلْ لعلْمِ العَرَبِ = أصلاً وفرعاً وبذاكَ فَطِبِ
    فالفرْعُ قُلْ مَعرفةُ الأَسْمَاءِ مَعْ = صِفَاتِها التي بها قدْ تُتَّبَعْ
    كأنْ تقولَ رَجلٌ طَوِيلُ = وفَرَسٌ قصيرٌ لا تَمِيلُ
    وذا هوَ الذي بهِ قدْ نَبْدَأُ = لدَى التَّعَلُّمِ فلا تَخْتَبِئُ
    والأصلُ قولُكَ على وَضْعِ اللُّغَهْ = وأَوَّلِيَّةٍ لها وَمَنشأَهْ
    ثمَّ على الرسومِ قُلْ للعرَبِ = لَدَى المُخَاطَبَاتِ فافْهَمْ تُصِبِ
    وما لَهَا مِن التفَنُّنِ الحقيقِ = أوِ المجازِ فافْهَمَنْ يا صَدِيقِ
    والناسُ في ذلكَ قِيلَ رَجُلانْ = مُشْتَغِلٌ بالفرْعِ لا غيرُ اسْتَبَانْ
    وآخَرُ جَمَعَ للأمْرَيْنِ = رَتَّبْتُهُ عُلْيَا بِدُونِ مَيْنِ
    لأنَّها يُدْرَى بها عِلْمُ الكتابْ = وسُنَّةٌ وما لِذَيْنِ مِنْ خِطابْ
    وهيَ التي عليها أهلُ النَّظَرِ = قدْ عَوَّلُوا فُتْيَا وحُكْماً فانْظُرِ
    النوعُ الأَوَّلُ: في معرفةِ الصحيحِ الثابتِ، وهوَ حَدُّ اللُّغَةِ وما يَتعلَّقُ بِهِ
    حدُّ اللغاتِ كلُّ لفظٍ وَضَعَا = قَوْمٌ لمعنًى عَبَّرُوا بهِ اسْمَعَا
    واختلَفُوا هلْ لُغَةٌ تَوْقِيفِيَهْ = بالوَحْيِ أوْ بِالاصْطِلاحِ فادْرِيَهْ
    والأشهرُ المُخْتَارُ في الْمَقالِ = تَوْقِيفُها مِنْ ربِّنا الجلالِ
    لأجْلِ قولِ ربِّنا وعَلَّمَا = آدمَ الاَسْمَاءَ بذاكَ فَافْهَمَا
    وقالَ أفْضَلُ الوَرَى عَلَّمَنِي = رَبِّي كما عَلَّمَهُ أَفْهَمَنِي
    وكلُّ لفظٍ بإِزَاءِ معنًى = يُوضَعُ يُعرفُ بهِ إذْ يُعْنَى
    والوضْعُ جا عبارةً عنْ تخصيصِ = شيءٍ بشيءٍ مثلُ ما في التَّنْصِيصِ
    واختلَفوا في الوضْعِ هلْ في الْمُفرداتْ = أوْ هوَ فيها وكذا المُرَكَّباتْ
    ولمْ يكُنْ لكلِّ مَعْنًى يَجِبُ = لفظٌ بلِ المُحْتَاجُ فيهِ أَوْجَبُوا
    وغَرَضُ إفادةِ الْمُرَكَبَّاتْ = بالوضْعِ والنَّسْبُ بينَ المُفْرَدَاتْ
    واختلَفوا هلْ وُضِعَ اللفظُ لِمَا = صُوِّرَ ذِهْناً أوْ لخارجٍ سَمَا
    ووَضْعُ نَحْوٍ لأُمُورٍ كُلِّيَهْ = ولُغَةٍ قدْ وُضِعَتْ لِجُزْئِيَهْ
    ويُوضَعُ اللفظُ لشخصٍ عُيِّنَا = أوْ باعتبارِ الأمرِ إنْ عَمَّ افْطُنَا
    وقيلَ بينَ اللفظِ معْ مدلولِهِ = مُنَاسَبَاتٌ معَ رَدِّ قَوْلِهِ
    أمَّا المُنَاسبَةُ بينَ الألفاظِ = معَ المعاني فاتِّفاقُ الْحُفَّاظِ
    وليسَ وَضْعُ لغةٍ في وقْتِ = بلْ بتَتابُعٍ بِكُلِّ سَمْتِ
    تُعْرَفُ اللغةُ قُلْ بالنقْلِ = أوْ بالَّذِي يَستنبِطُوا بالعقلِ
    وتَثْبُتُ اللغةُ بالتواتُرِ = أوْ بالآحادِ لا سِوَى للنَّاظِرِ
    ولُغَوِيٌّ شَأْنُهُ أنْ يَنْقِلا = ما عَرَبٌ قدْ نَطَقَتْ بهِ ولا
    وشَأْنُ ذي النَّحْوِ يَرَى التصَرُّفْ = في نَقْلِ ذي اللغةِ لا يَختلِفْ
    هلْ لُغَةٌ تَثبُتُ بالقياسِ = قيلَ نعمْ وقيلَ لا للنَّاسِ
    ولا يُحيطُ بكلامِ العرَبِ = غيرُ نبيٍّ بِمُنِيلِ الأَرَبِ
    وقيلَ ما قدْ جَاءَنَا عنِ العَرَبْ = فَهْوَ قليلٌ مِنْ كثيرٍ قدْ عَزَبْ
    وأَوَّلُ الْمُصَنِّفِينَ في اللُّغَهْ = هوَ الخليلُ نَجْلُ أحمدَ اسْمَعَهْ
    وبعدَهُ تَتابَعُ المُصَنِّفُونَ = يَتَّفِقُونَ وكذا يَختَلِفُونَ
    ومنهمْ مُطَوِّلٌ ومُخْتَصِرْ = ومنهم مَنْ عَمَّ أوْ خَصَّ حَصَرْ
    النوعُ الثاني: في مَعرفةِ بعضِ ما رُوِيَ مِن اللغةِ ولم يَصِحَّ ولمْ يَثْبُتْ
    وعدمُ اتِّصالِ إسنادِ اللغاتْ = سببُ عدَمِ ما لَهَا مِنَ الثباتْ
    لأجْلِ أنْ يَسقُطَ راوٍ مِنْ سَنَدْ = أوْ جَهْلِهِ أو الوُثُوقُ مُنْفَقِدْ
    لفَقْدِ شَرْطٍ مِنْ شُروطٍ للقَبولْ = تَرَدُّ أوْ للشَّكِّ عنهم في النُّقُولْ
    ومَثَّلُوا لهُ كثيرَ أَمْثِلَهْ = ولمْ تَصِحَّ في ثَباتِ النَّقَلَهْ
    مِنْ ذلكَ الشَّطْشَاطُ طائرٌ ولا = ثَبَتَ عنهم في الذي قدْ نُقِلا
    وثَبَطَتْ شَفةُ الإنسانِ إذا = قدْ وَرِمَتْ وليسَ ثابتاً خُذَا
    وضَبَحَ المرءُ إذاً مِن الكِلالِ = أَلْقَى بأَرْضٍ نَفْسَهُ ولا تُنَالِ
    كذلكَ الجَبْجَابُ للماءِ الكثيرْ = ولمْ يَكُنْ بثابتٍ عنهم شَهِيرْ
    والرَّفَفُ الرِّقَّةُ في الثوبِ وغيرْ = وليسَ ثابتاً كما قالَ الخَبِيرْ
    ومثلُ ذا بَتَأَ يَبْتَأُ إذا = أقامَ بالمكانِ عنهم فانْبُذَا
    وهَتَأَ الشيءُ إذا قدْ كُسِرَا = بوَطْءِ رِجْلٍ عنهم ما اشْتُهِرَا
    والأرضُ حَثْوَاءُ كثيرةُ الترابِ = ليسَ بثابتٍ عن العَرَبِ العُرَابِ
    وامرأةٌ أَسْفَلُ بَطْنِها رَخِي = خَثْوَاءُ والرَّجُلُ أَخْثَى لا تَخِي
    والعُضْبُلُ الصُّلْبُ ولمْ يَثْبُتْ دُرِي = وانظُرْ لِمَا مِنْ ذا بَقَى في الْمُزْهِرِ
    لاكِنَّهُ قدْ قيلَ لَوْلا حُسْنُ ظَنِّ = بأهلِ علْمٍ ما دُرِي عِلْمٌ كَمَنِّ
    النوعُ الثالثُ: معرفةُ المتواترِ والآحادِ
    والنقْلُ يَنقسمُ قِسْمَيْنِ يُرَى = تَوَاترٌ قِسْمٍ وآحادٍ جَرَى
    أمَّا التَّوَاتُرُ فما نُقِلَ عنْ = جماعةٍ لا منهمُ الكذِبُ يَعِنْ
    فلُغَةُ القرآنِ منهُ وكذا = تواتُرُ السُّنَّةِ منهُ أُخِذَا
    كذا كلامُ عَرَبٍ وذا دَلِيلْ = عندَ ذَوِي النَّحْوِ لهُ القطْعُ سَبِيلْ
    وحَاصِلٌ بالخمْسِ سَمْعٌ وبَصَرْ = شَمٌّ وذَوقٌ ثمَّ لَمْسٌ قدْ يَقِرْ
    وعندَ أَكْثَرٍ مُفيدٌ الضرورِي = وقيلَ بلْ مُفادُهُ بالنظَرِ
    أمَّا الآحادُ فَهْوَ ما تَفَرَّدَا = بِنَقْلِهِ بَعْضٌ وما فيهِ بَدَا
    شرْطُ التواتُرِ وفيهِ اختَلَفُوا = للظَّنِّ أوْ عِلْمٌ يُفيدُ اعْتَرَفُوا
    وقيلَ ما بهِ القرائنُ اتَّصَلْ = أفادَ عِلْماً وسِواهُ الظنُّ دَلّ
    وَهْوَ دليلٌ وبهِ قدْ أُخِذَا = في لُغَةٍ وغيرِها ما نُبِذَا
    النوعُ الرابعُ: مَعرفةُ الْمُرْسَلِ والْمُنْقَطِعِ
    ومُرْسَلٌ ما التابعِيُّ رَفَعَا = مِن الحديثِ هكذا قدْ سَمِعَا
    وما مِن الرُّوَاتِ مِنْ قِبَلِ الصِّحَابْ = سَقَطَ ذا مُنقطِعٌ بلا ارْتِيَابْ
    ومُرْسَلُ اللغةِ ما قدْ يَنقطِعُ = سَندُهُ فَهْوَ بذاكَ المُنْقَطِعُ
    وليسَ مَقبولاً لَدَى ذي اللُّغَةِ = وفي الحديثِ الخُلْفَ فيهِ ثَبِّتِ
    كانَ يَقُولُ ابنُ دُريدٍ أَصْمَعِي = قالَ لِذَا وما لَقِيَهُ اسْمَعِي
    النوعُ الخامسُ: معرفةُ الإفرادِ
    الافْرَادُ ما انْفرَدَ واحدٌ بهِ = وما رواهُ غيرُهُ فانْتَبِهِ
    وحُكمُهُ القَبولُ إِنْ كانَ الذي = رواهُ ذا ضَبْطٍ وإِتْقَانٍ خُذِ
    مِثْلُ أَبِي زيدٍ وكالخليلِ = وأَصْمَعِي مِنْ كلِّ ذي نَبِيلِ
    وشرْطُهُ أَنْ لا يُخَالِفَ الكثيرْ = لأَنَّ مَنْ خالَفَــهُ لا يَسْتَنِــيرْ
    النوعُ السادسُ: مَنْ تُقْبَلُ رِوَايَتُهُ ومَنْ تُرَدُّ
    تُوخَذُ اللُّغَةُ قُلْ سَمَاعَا = مِن الثقاتِ أَهْلِ صِدْقٍ شَاعَا
    أهلِ أَمَانَةٍ وتَتَّقِي الظُّنُونْ = خَوْفاً مِنَ التَّعْنِيتِ أوْ لُبْسِ الفُنُونْ
    يكونُ عَدلاً رَجُلاً أَوِ امْرَأَهْ = حُرًّا وعَبْداً كالحديثِ فَاذْكُرَهْ
    إذْ كانَ تفسيرٌ لهُ بما عُرِفْ = فَاشْتَرَطُوا فيها كما فيهِ وُصِفْ
    مِنْ عَدَمِ الفِسْقِ في كُلِّ النَّقَلَهْ = أوْ وَاحدٍ لوَ انَّهَا مُساهِلَهْ
    لذاكَ لا تُقاسُ بالشهادَهْ = بل أَخَذُوها سَهلةً كالعادَهْ
    قدْ قَالَتِ امرأةٌ اخْزِي امْشِي = معناهُ استحْيِي لِمَا قدْ يُغْشِي
    وقَالَتِ الأُخْرَى لبِنتٍ هَمِّمِي = أيْ حَرِّكِي أَصَابِعاً لِتَعْلَمِي
    وكُلُّ هذا أَخَذُوا منهُ اللُّغَهْ = فانْظُرْهُ في كُتْبِهم ولْتَحْفَظَهْ
    واعْتَمَدُوا فيها على أَشْعَارِ = عرَبِ إسلامٍ أو الكُفَّارِ
    وقَبِلُوا نَقْلاً لأهْلِ الأهواءِ = وذي الجُنُونِ منهم على السَّوَاءِ
    سِوَى الذي قدْ عُرِفُوا بالكَذِبِ = والخُلْفُ في الجهْلِ لِنَاقِلٍ حُبِي
    واختلَفوا في قولِهم قالَ الثقَهْ = هلْ قَبِلُوهُ أوْ تُرَدُّ النَّقَلَهْ
    يُسَمَّى بتعديلٍ على الإبهامْ = قَبُولُهُ شُهِرَ في الأَعْلامْ
    أخْبَرَنِي فلانٌ معْ فُلانِ = قدْ قَبِلُوهُ وَهُمَا عَدْلانِ
    فإنْ تَكُنْ قدْ جُهِلَتْ عَدَالَهْ = مِنْ أَحَدٍ لمْ يَقْبَلُوا المَقَالَهْ
    وإنْ سَأَلْتَ عَرَبيًّا فَأَجَابْ بالفعْلِ = لا بالقولِ يَكْفِي بالصوابْ
    كَسَائِلٍ ذا رُمَّةٍ عنْ نَصْتَاضْ = فحَرَّكَ اللسانَ مَبْدَى الاغْرَاضْ
    وكالَّذِي فَعَلَهُ عُثْمَانْ = مِنْ صِفَةِ الوضوءِ تُسْتَبَانْ
    النوعُ السابعُ: مَعرفةُ طُرُقِ الأخْذِ والتَّحَمُّلِ
    طُرُقُ أَخْذٍ وتَحَمُّلٍ تُرَى = بستَّةِ الوجوهِ عندَهم جَرَى
    أحدُها السَّمَاعُ كالصَّبِي مِنْ = نحوِ أَبِيهِ آخِذٌ لها زَكِنْ
    ويُوخَذُ السماعُ عنْ رُوَاتِ = بِصِيَغٍ لهُ عن الثقاتِ
    وقيلَ أَعْلاهَا يُقالُ أَمْلَى = عَلَيَّ أو أَمْلِ أيضاً مَثَلا
    وَقَدْ يَلِي ذلكَ قدْ سَمِعْتْ = حَدَّثَنِي تَلِي لِذَا انتَفَعْتْ
    ثمَّ يَلِي حَدَّثَنِي أَخْبَرَني = وقالَ لي تَلِي لِذِي بَصَّرَنِي
    قالَ فُلانٌ ليسَ مَعَهَا لي تَلِي = وعنْ فُلانٍ تَابِعٍ ذِي يا وَلِي
    ومِثْلُ عنْ أنَّ فُلاناً قَالا = والشِّعْرُ قدْ أَنْشَدَنَا الْمَقالا
    ثانٍ قِرَاءَةٌ على الشيخِ يَقولْ = على فُلانٍ قدْ قَرَأْتُ في النُّقُولْ
    ثَالِثُها سَمَاعُهُم على الشُّيُوخْ = أيْ بِقِرَاءَةٍ لغيرِهِ رُسُوخْ
    قُرِئَ قُلْ على فُلانٍ وأنا = أَسْمَعُ أنْ تُرْوَ بذا اللَّفْظِ هنا
    رَابِعُها إجازةٌ وذاكَ في = روايَةِ الكُتْبِ وأشعارٍ تَفِي
    جَوَازُها هوَ الصحيحُ إذْ كَتَبْ = كَتَبَهُ لحاضرٍ ومَنْ عَزَبْ
    خامسُها قدْ عُدَّ بالمُكَاتَبَهْ = سادسُها وِجادةٌ يا طالِبَهْ
    وَهْيَ أنْ تَجِدَ في كِتَابِ = شَيْئاً مُحَقَّقاً على الصَّوَابِ
    تقولُ قدْ وَجَدْتُ هذا في كِتَابْ = أوْ منهُ قدْ نَقَلْتُ لا بهِ ارْتِيَابْ
    النوعُ الثامنُ: معرِفةُ المصنوعِ
    ورُبَّمَا قدْ أَدْخَلُوا لِلنَّاسِ ما = ليسَ بهِ العَرَبُ قدْ تَكَلَّمَا
    إرادةً لِلَّبْسِ والتَّعْنِيتْ = وذاكَ في الشِّعْرِ بلا تَفْتِيتْ
    فَمِنْهُ مُفْتَعَلٌ أيْ مَصْنُوعْ = وَهْوَ كثيرٌ انَّهُ مَوْضُوعْ
    لا حُجَّةَ فيهِ ولا غَرِيبْ = قدْ يُستفادُ منهُ لا نَسِيبْ
    وليسَ فيهِ مَثَلٌ قدْ نَضرِبُ = لا مَدْحَ لا هِجاءَ ليسَ يُعْجِبُ
    قَوْمٌ تَداوَلُوهُ مِنْ كتابْ = إلى كتابٍ ليسَ مِنْ صَوَابْ
    لمْ يَأْخُذُوهُ قُلْ عنِ البادِيَهْ = ولا ذَوِي عُلُومِنا السامِيَهْ
    أنْ قالَ ذُو العلْمِ الصحيحِ ذا بَطَلْ = منهُ فإبطالٌ لهُ يُرَى حَصَلْ
    لأجْلِ ذا في بَعْضِ شِعْرٍ اخْتُلِفْ = كسائرِ الأشياءِ بالخُلْفِ وُصِفْ
    أمَّا الذي منهُ عليهِ مُتَّفَقْ = ليسَ الخروجُ عنهُ جائزاً وُثِقْ
    لهُ صِنَاعَةٌ كسائرِ العلومِ = يَعْرِفُها الحاذقُ فيهِ بالفهومِ
    فَمِنْهُ ما تَثْقَفُهُ العينُ وما = تَثقفُهُ الأُذْنُ كما قدْ رُسِمَا
    ومنهُ ما تَثْقَفُهُ اليدُ وما = يَثْقَفُهُ اللسانُ فاعلَمْ وافْهَمَا
    وذا كِنايَةٌ عن استحسانِ = عينٍ وأُذْنٍ ويدٍ لِسَانِ
    لذاكَ يُعرضُ على أَرْبَابِهِ = ليُثبتونَهُ على أصحابِهِ
    لقولِهم إذا أَخَذْتَ دِرْهَمَا = وكُنْتَ مُعجَباً بهِ مُغْتَنِمَا
    إنْ قالَ: فيهِ لكَ صِرَافٌ فذا = رُدَّ فلا يَنْفَعُ حُسْنُهُ خُذَا
    وعُرْبٌ وَلَدُ إسماعيلَ = إلاَّ بقايا جُرْهُمٍ قدْ قِيلَ
    كذا أَقَاصِي يَمَنٍ وحِمْيَرُ = فإنَّهُم لا منهمُ قدْ ذُكِرُوا
    وقدْ مَضَتْ عادٌ وثمودُ وكثيرُ = مِنْ عَرَبٍ غيرِهم بَقَى اليسيرُ
    وصارَ ناسٌ يُدْخِلُونَ في كلامْ = قومٍ كلامَ آخرينَ لا يُسَامْ
    يَرْوُونَ ذا لِذَا وذا لِذَا ولا = هوَ لهُ فَخُذْ لقولِ النُّبَلا
    ودَعْ سِواهُ يا أَخِي هَمْلا = لأنَّهُ أَهْمَلَهُ ذُو العَقْلا
    النوعُ التاسعُ: مَعرفةُ الفَصِيحِ
    معرفةُ الفصيحِ فيهِ فَصلانْ = أُولاهُما أَخَصُّ قلْ يا إنسانْ
    وَهْوَ في مَعرفةِ الفصيحْ = مِنْ مُفْرَدِ الألفاظِ بالصحيحْ
    فصارَ بالنسبةِ لِلَّفْظِ وثانْ = بنِسْبَةٍ لِمُتَكَلِّمٍ أَبَانْ
    والفَصْحُ قُلْ خُلوصُ شيءٍ مِمَّا = يَشوبُهُ كَلَبَنٍ أَلَمَّا
    مِنْ ضَرْعِهِ منهُ اسْتُعِيرَ للفصيحْ = فصاحةً كما رَوَوْهُ عنْ نَصِيحْ
    وأَفْصَحَ الرَّجُلُ قدْ تَكَلَّمَا = بِعَرَبِيَّةٍ كما قدْ رُسِمَا
    وفَصُحَ الرَّجُلُ جَادَتْ لُغَتُهْ = وقيلَ بالعكسِ كما قدْ يُثْبِتُهْ
    فصاحةٌ مَدَارُها في الكلِمَهْ = بكثرةِ استعمالِها فلْتَعْلَمْهْ
    وجَعَلوا لذاكَ ضابطاً بِهِ = يَعْرِفُهُ طَالِبُهُ فانْتَبِهِ
    وَهْوَ في المفرَدِ أنْ يَخْلُصَ مِنْ = تَنافُرِ الحروفِ عندَ مَنْ زَكِنْ
    ومِنْ غَرابةٍ ومِنْ مُخالَفَهْ = لذي قياسِ اللُّغَوِيِّ فاعْرِفَهْ
    تَنَافُرٌ منهُ الثقيلُ جِدَّا = كهَعْخَعٍ في قولِهم قدْ حُدَّا
    ومنهُ ما مِنْ دُونِهِ كقولِهم = مُسْتَشْزِرَاتٌ فَادْرِيَنْ لِحَدِّهِمْ
    ثمَّ الغرابةُ تكونُ الكَلِمَهْ = وحشيَّةً لمْ تَعْرِفْها الفَهِمَهْ
    مثلُ تَكَأْكَأْتُمْ ومِثلُ افْرَنْقَعوا = يَعني اجتَمَعْتُمْ وتَنَحُّوا فاسْمَعُوا
    مُخَالِفُ القياسِ جا بِمِثْلِ = الحمدُ للَّهِ العليِّ الأَجْلَلِ
    وَهْوَ يُرَى بعدَمِ الإدغامِ = وعدَمِ الإِعْلالِ قُلْ (يَا سَامِي)
    ثمَّ الغرابةُ بنِسبةٍ إلى = ذِي العَرَبا مِنْ عَرَبٍ لا مُسَجَّلا
    لِذَا لسانُ عَرَبٍ والقاموسُ = لا فِيهِما غرابةٌ للناموسِ
    إذْ هيَ قُلْ بقِلَّةِ استعمالِ = واستعمَلُوهما بكلِّ حالِ
    وقدْ يُرَى ابْتِذَالُ كِلْمَةٍ يُزِيلْ = فَصَاحَةً كَالطُّوبِ ولِمِثْلِ تُنِيلْ
    وليسَ في الحُرُوفِ مِنْ تنافُرِ = بلْ كُلُّها فصيحةٌ للناظرِ
    ومُفْرَدُ القرآنِ كُلُّهُ فصيحُ = مثلُ تراكيبٍ لهُ أَيَا نَصِيحُ
    وليسَ كلُّ مَا لَهُ ذُو الفُصَحَا = قدْ تَركوا ليسَ فصيحاً فانْصَحَا
    بلْ إنَّهُم قدْ يَتْرُكُونَ لِفَصيحِ = لآخَرٍ استَغْنَوْا بهِ وذا صَحِيحُ
    الفصلُ الثاني: في مَعرفةِ الفصيحِ مِن العربِ
    وأَفْصَحُ الخلْقِ على الإطلاقِ = سيِّدُنا مُحَمَّدٌ يا رَاقِي
    لأنَّهُ قالَ أَنَا أَفصَحُ مَنْ = نَطَقَ بالضَّادِ كَفَى بذا عَلَنْ
    وقالَ أُوتيتُ جوامِعَ الكَلِمْ = وقالَ ما مِنْ قَبلَهُ ما قِيلَ ثَمّ
    كقولِهِ قدْ ماتَ حَتْفَ أَنْفِهِ = وحَمِيَ الوَطِيسُ قُلْ لا تَنْفِهِ
    ثمَّ قريشٌ قيلَ أفْصَحُ العَرَبْ = قدْ قالَ ذلكَ جميعُ مَنْ عَرَبْ
    أَفْصَحُهم أَلْسِنَةً أصْفَاهُم = قلْ لُغَةً ورَبُّنا اخْتَارَهُم
    واختارَ منهمُ النبِيَّ مُحَمَّدَا = صلَّى وسَلَّمَ عليهِ أَبَدَا
    جَعَلَهم قُلْ قَاطِنِينَ في الْحَرَمْ = وُلاةَ بَيْتِهِ فذلكَ الكم
    كانتْ وُفُودُ عَرَبٍ تَأْتِيهِمْ = ويَتحاكمونَ قُلْ إليهمْ
    ويَتخَيَّرُونَ مِنْ كلامِهمْ = أحْسَنَ نَثْرِهم ومِنْ أشعارِهِمْ
    فَرْعٌ
    ورُتَبُ الفصيحِ قدْ تَفاوَتَتْ = فيها فَصيحٌ ثمَّ أَفْصَحٌ ثَبَتْ
    مثلُ صحيحٍ وأصَحَّ في الحديثْ = فاحْفَظِ العلْمَ لا تَرَى مِن النَّكِيثْ
    فالبُرُّ أفْصَحُ مِنَ القمحِ ومِنْ = قولِهم الْحِنْطَةُ والمعنى زُكِنْ
    ثُمَّ اللَّغُوبُ قالُوا جاءَ أَفْصَحَا = مِنْ لَغَبٍ وذا لَدَيْهِمْ صُحِّحَا
    ولازِبٌ أفصَحُ قُلْ مِنْ لازِمِ = وذا مثالٌ ثابتٌ للعالِمِ
    النوعُ العاشرُ: معرفةُ الضعيفِ والمُنْكَرِ والمتروكِ مِن اللُّغَاتِ
    ما انْحَطَّ عنْ دَرَجةِ الفَصيحْ = هوَ الضعيفُ خُذْهُ يا نَصِيحْ
    ومُنْكَرٌ أضعفُ منهُ وأَقَلْ = بحيثُ قدْ أَنكرَهُ البعضُ فَقُلْ
    وما سِوَاهُ استَعمَلُوهُ وتُرِكْ = ذاكَ هوَ المتروكُ عندَهم سُلِكْ
    وكلُّ ذلكَ كثيرٌ في كُتُبْ = لُغَتِهم فانْظُرْهُ فيها لِتُصِبْ
    مثلُ الضعيفِ قَوْلُهم مِن الكلامْ = أَنْبِذْ في نَبَذَ أيْ أَلْقِي الْمَرَامْ
    ومفكن مثالُهُ جَرَعْتُ = بالفتحِ والمعروفُ قُلْ جَرِعْتُ
    ودُمْتَ قدْ أَدَامَ مَتْرَوكٌ وقُلْ = دُمْتُ أَدُومُ اسْتَعمَلُوهُ فقُبِلْ
    وغيرُ ذلكَ مِن الأمثِلَهْ = خُذْهُ مِن الْمُزْهِرِ للنَّقَلَهْ
    تنبيهٌ
    والفرْقُ قيلَ بينَ هذا النوعِ مَعْ = ثانٍ مِن الأنواعِ صارَ يَلتمِعْ
    بانَ ذاكَ ضَعْفُهُ بالنقْلِ = وعدَمِ الثبوتِ عندَ الكُلِّ
    وضَعُفَ ذا مِنْ جِهةِ الفصاحَهْ = معَ ثبوتِ النقلِ في ذي الساحَهْ
    فذاكَ راجعٌ إلى الإسنادِ = وذا إلى اللفظِ وفَرْقٌ بَادِي
    النوعُ الحاديَ عشرَ: معرفةُ الرَّدِي والمذمومِ مِن اللغاتِ
    معرفةُ الردِي والمذمومْ = مِن اللغاتِ جاءَ في المَحْتُومْ
    وَهْوَ أَقبَحُ اللغاتِ ويُرَى = أَنْزَلَها دَرَجَةً كما جَرَى
    وكانتِ العَرَبُ كلَّ عامْ = تَحْضُرُ مَوْسِماً لَدَى الحَرَامْ
    ثمَّ قريشٌ يَسمعونَ اللغاتْ = ما استَحْسَنوا لهم يكونُ كَلِمَاتْ
    صَارُوا لذاكَ فُصحاءَ العَرَبِ = قدْ سَلِمُوا في اللفظِ مِنْ قُبْحٍ أَبِي
    مِنْ ذاكَ كَشْكَشَةُ قومٍ مِنْ مُضَرْ = ومِنْ ربيعةَ كما جاءَ الخَبَرْ
    في جَعْلِهم مِنْ بعدِ كافٍ لِخِطَابْ = مُؤَنَّثٍ شِيناً مِثَالُهُ اقْتِرَابْ
    رَأَيْتُكِشْ ومثلُ ذلكَ بِكِشْ = ورُبَّمَا قالُوا عَلَيْشِ ثمَّ مِنْشْ
    حَذْفاً لكافٍ ثمَّ كَسْراً وُصِلا = والوقفُ بالسكونِ عنهمْ نُقِلا
    وعندَهم كَسْكَسَةٌ بِجَعْلِ سِينِ = مُهْمَلَةً في ذاكَ قُلْ مَحَلَّ شِينِ
    ومنهُ قُلْ عَنْعَنَةً بِجعْلِ عَيْنْ = مكانَ هَمْزَةٍ ببَدْءٍ يا فَطِينْ
    كقولِهم عَنَّكَ في أَنَّكَ مَعْ = عَسْلَمَ في أَسْلَمَ هكذا جُمِعْ
    ومنهُ قُلْ فَحْفَحَةً بِجَعْلِ حَاءْ = عيناً لَدَى هُذَيْلِهِمْ كما تَشَاءْ
    ومنهُ وكِمْ كَسْرُ كافٍ بَعْدَ يا = وبعدَ كسرةٍ كما قدْ رُوِيَا
    كقولِهم عيكِم وبِكِمْ = والوَهْمُ نحوُ مِنْهِمْ وعَنْهِمْ
    وَهْوَ كسْرُ الهاءِ لوْ لمْ يَكُنِ = مِنْ قَبلِهِ ياءٌ ولا كَسْرٌ عَنِي
    ومنهُ قُلْ عَجْهَجَةً فيَجْعَلُونْ = مَحَلَّ يا مُشَدَّداً جِيماً يَكُونْ
    كَأَنْ يقول في تَمِيميٍّ أَنَا = قلتُ تَمِيمِجٍ كما قدْ زُكِنَا
    ومنهُ الاسْتِنْطَا بِجَعْلِ العينْ = ساكنةً نُوناً بغيرِ مَيْنْ
    بشَرْطِ أنْ تُجَاوِرَ الطاءَ كما = في قولِهم أنْطَى في أَعْطَى رُسِمَا
    والوَتْمُ مِنْ هذا بِجَعْلِ السينِ تَا = كَالنَّاتِ في النَّاسِ وهذا ثَبَتَا
    ومنهُ قلْ شَنْشَنَةً بِجَعْلِ كافْ = شِيناً في كلِّ كَلِمَةٍ فلا تَخَافْ
    كقولِهم لَبَّيْشَ في لَبَّيْكَ = فقلْ لِذَا كُلاًّ وما عَلَيْكَ
    ومنهمْ جَعْلَ كافٍ جِيمَا = كَجَعْبَةٍ في كَعْبَةٍ سَلِيمَا
    والحرفُ بينَ القافِ والكافِ وبَيْنْ = جيمٍ وكافٍ قلْ مُقَمْقَمٌ يَبِينْ
    وفي الإضافةِ وفي النَّسَبِ يا = يُبْدَلُ جيماً عندَ قومٍ عُيِّنَا
    نحوَ غُلامَجْ كذا بَصْرَجِي = ونحوُ قولِهم أَخِي كُوفَجِي
    والخَزْمُ وَهْوَ أنْ يَزِيدُوا في الكلامْ = حَرْفاً بلا نحوِ العروضِ للأَنَامْ
    مثلُ ولا للمَابُهِمْ وذا قَبيحْ = يَزيدُ في الكلامِ قُبْحاً يا فَصيحْ
    ومنهُ قدْ يُقَالُ لَخْلِخَانِيَهْ = ومنهُ قدْ يقالُ طَمْطَمَانِيَهْ
    أوَّلُهم نحوُ ما شا اللَّهُ إذا = أَرَدْتَ ما شاءَ الالاهُ فَخُذَا
    ثانٍ كقَوْلِهم لقدْ طابَ امْهَوَاءُ = عَنَوْا بذلكَ لقدْ طابَ الهواءُ
    وَبَقِيَتْ أشياءُ مِنْ هذا القَبيلْ = في الأصلِ خُذْ بغيرِ نُكْرٍ يا نَبيلْ
    وذَمُّ ذا ليسَ لَدَى القائلِ بهِ = لذلكَ الحكْمُ تَفَطَّنْ وانْتَبِهِ
    النوعُ الثانيَ عشرَ: معرفةُ الْمُطَّرِدِ والشاذِّ
    أصلُ التَّتَابُعِ يُرَى في اطَّرَدَا = والأصلُ في شذَّ تَفَرُّقٌ بَدَا
    لذاكَ ما استمَرَّ قَالُوا الْمُطَّرِدْ = لِمَا لهُ مِن التتابُعِ وُجِدْ
    وما يُفارِقُ لِمَا عليهِ بابْ = شَذَّ لهُ اسمُ فاعلٍ مِنْ ذِي أَصَابْ
    والاطِّرَادُ والشذوذُ أَرْبَعَهْ = مِن أَضْرُبٍ فخُذْ لها تَنْتَفِعَهْ
    مُطَّرِدُ القياسِ واستعمالِ = وذا هوَ الغايَةُ كُلَّ حالِ
    كقامَ زيدٌ وضَرَبْتُ عَمْرَا = وقدْ مَرَرْتُ بسعيدٍ جَهْرَا
    وقدْ يَجِي مُطَّرِدُ القياسْ = وشَذَّ في استعمالِهم للناسْ
    وذاكَ نحوُ الماضي مِنْ يَذَرْ = مَعْ كَمَيْقِلٍ وباقلٍ وكوَدَعْ
    وثالثٌ مُطَّرِدٌ استعمالُهم = وشَذَّ في القياسِ مِنْ ناقِلِهمْ
    كَأَنْ يُقالَ ذلكَ استَصْوَبْتُ = ولا يقالُ ذلكَ اسْتَصَبْتُ
    ورابعٌ شَذَّ لَدَى القِياسِ عِ = وشَذَّ في استعمالهِم لا تَتَّبِعِ
    وذا كَتَتْمِيمٍ لمَفْعُولٍ تَرَى = مِن الذي قَلَّ عينُهُ واواً جَرَى
    أوْ كانَ ياءَ فَرَسٍ مَقْوُودْ = مثالُهُ وَرَجُلٌ مَعْوُودْ
    فلا عَلَى ذا مِنْ قِيَاسٍ اوْ عَمَلْ = ولا تَقِسْ عليهِ فالقَيْسُ انْخَزَلْ
    وحيثُ يَطَّرِدُ شيءٌ في العمَلْ = وشَذَّ في القياسِ فالسماعُ دَلّ
    مثالُهُ اسْتَحْوَذَ ثمَّ استَصْوَبَ = عليهما اسْتَقْوَمَ لا تَقِسْ أَبَى
    وحيثُ شَذَّ في السماعِ واطَّرَدْ = في القَيْسِ فلتَرُدَّ لِمَا منهُ وَرَدْ
    ولْتَتْرُكَنَّ ما تُرِكَ نحوُ وَذَرْ = كذاكَ قُلْ ودَعْ والقيْسُ وَفَرْ
    وانظُرْ لِذِي أَمثلةٍ في الأَصْلِ = وَلْتَخْتَصِرْ في النظْمِ كُلَّ النَّقْلِ
    النوعُ الثالثَ عشرَ: معرفةُ الحُوشِيِّ والغرائبِ والشواردِ والنوادرِ
    وهذهِ الألفاظُ قدْ تَقارَبَتْ = وكلُّها عكْسُ الفصيحِ قدْ ثَبَتْ
    وقيلَ في تعريفِها حُوشِيّ = كلامُهم غَرِيبُهُ الوَحْشِيّ
    وقيلَ حُوشِيُّ الكلامِ ما نَفَرْ = عنْ سَمْعِهم وما بهِ قد اسْتَقَرّ
    كأنَّهُ نَسَبٌ للجَوْشِيِّ بِلادْ = بها الجُنُونُ ما بها إِنْسٌ يُرادْ
    وقيلَ إِيَّاكَ ووَحْشِيَّ الكلامْ = طَمَعَ البلاغةِ فذلكَ الْمُلامْ
    جَمْعُ الغريبةِ هوَ الغَرائبْ = وَهْيَ بمعنى الجَوْشِ لا تُكاذِبْ
    وجمْعُ شَارِدَةٍ الشوارِدُ = وأصلُ تَشريدٍ لتفريقٍ رَدُّوا
    وذاكَ مِنْ أصلِ الشذوذِ ظاهِرْ = وجمعُ نادرةٍ النَّوَادِرْ
    ونَدَرَ الشيءُ إذا هوَ سَقَطْ = وشَذَّ مِنْ ذاكَ النوادرُ فَقَطْ
    والأَقْدَمُونَ كُتُباً قدْ أَلَّفُوا = مِن النوادرِ كما قدْ وَصَفُوا
    مثلُ أبي زَيْدٍ وكالشَّيْبَانِي = وفي الشواردِ أَتَى الصَّنْعَانِي
    واستعمَلُوا نَادِرَةً بمعنى = شواردٍ وذا لَدَيْهِم يُعْنَى
    فائدةٌ
    وهذهِ الألفاظُ قدْ تُستَعْمَلُ = لها معانٍ عندَهم قدْ نَقَلُوا
    أَعْنِي بذاكَ غالباً كذا كثيرْ = ونادرٌ ثمَّ قليلٌ يا خَبيرْ
    وضِفْ لذا مُطَّرِداً فالْمُطَّرِدْ = هوَ الذي لا بِتَخَلُّفٍ عُهِدْ
    وأكثرُ الأشياءِ هوَ الغالِبُ = لاكِنَّهُ قدْ يَتَخلَّفُ اطْلُبُوا
    ثمَّ الكَثيرُ دونَهُ ثمَّ القليلْ = دونَ الكثيرِ نادرٌ أقلَّ قِيلْ
    فائدةٌ أيضاً
    مَراتبُ الكلامِ في الوضوحِ مَعْ = أشكالِهِ مُختلِفٌ إذ يَجتمعْ
    فواضِحُ الكلامِ ما قدْ يَفهمُهْ = جميعُ سامعٍ لهُ ويَعلمُهْ
    حيث يُرَى عُرْفُ ظاهرٍ كلامْ = لعَرَبٍ ذا حِدَةٍ بلا مُلامْ
    ومُشكِلٌ يَاتِي لهُ الإِشْكَالْ = مِنْ أَوْجُهٍ أَتَتْ بها الأقوالْ
    منها غَرابةٌ لِلَفْظَةٍ كَقَوْلْ = قائلِهم مَلَخَ في الباطلِ نولْ
    يَعْنِي تَلَهَّى ولذاكَ أُلِّفَا = غَريبُ قُرْآنٍ رَجَا أنْ يُعْرَفَا
    ذكْرُ أمثلةٍ مِن النَّوَادِرِ
    وهذهِ أمثلةٌ قليلَهْ = مِن النوادرِ أَتَتْ سَهِيلَهْ
    فَالْبُرْتُ لِدَلِيلٍ والحَرْشُ الأثَرْ = ثمَّ الوَثِيجُ للكثيفِ قدْ غَبَرْ
    ثمَّ التَّلَهْوُقُ هوَ التَّمَلُّقْ = صُمَادِحٌ قُلْ خَالِصٌ مُحَقَّقْ
    وقلْ شَصَاصَاءُ الأُمُورِ عَجِلَهْ = ثَمَّتْ حداءُ الأمورِ مِثْلَهْ
    وقيلَ بالنَّاصِبَاتِ تعني النَّاصِيَهْ = في لُغَةٍ لِطَيٍّ يا دُرِّيَهْ
    ومِنْ نوادرٍ لفِعْلٍ ذُكِرَا = مُتِّعْتَ بالشيءِ ذَهَبْتَ قدْ جَرَى
    تَشَاوَلَ القومُ تَناوَلَ قَلْي = بعْضِهم بعضاً لَدَى التَّقَاتُلِ
    ويَسْتَمِي الوحشُ يُرَى يَطْلُبُها = هلهت أيْ كِدْتُ أُرَى أُدْرِكُهَا
    آضَ يَئِيضُ صارَ قُلْ أَزْلَجْتُ = ذا البابَ إِزْلاجاً إذا أَغْلَقْتُ
    وتوٌّ قُلْ تَوًّا إذا جَا قاصِدَا = للشيءِ لا يَرُدُّهُ شيءٌ بَدَا
    وَاسْتَادَ قومُهم بَنِي فلانِ = قدْ قَتَلُوا سَيِّدَهم يا فَانِي
    وقدْ كَمَى شَهَادةً يَكْمِيهَا = كتَمَها كتْماً كما يُخْفِيهَا
    وَيَقِنَ الأمرُ يُقَالُ يَقْنَا = منَ اليقينِ مثلُ مَنْ تَيَقَّنَا
    ولا يُرَى استقصاءُ فِعْلٍ أوِسْمَا = مِن النوادرِ لِذَا ذَا تَمِّمَا
    النوعُ الرابعَ عشرَ: معرفةُ المستعمَلِ والمُهْمَلِ
    مستعمَلُ اللغاتِ قَلَّ ما تَرَكُوهْ = ومُهْمَلٌ منها الذي ما سَلَكُوهُ
    ومهمَلٌ جاءَ على ضَرْبَيْنِ = ضرْبٌ فلا يَجوزُ كلَّ حينِ
    كأنْ تُوَلِّفَ لِجِيمٍ معَ كافْ = أوْ قَدِّمِ الكافَ على جيمٍ وَصَافْ
    والعينُ معَ غَيْنٍ وحاءُ معَ هاءْ = أوْ غَيْنُهم جميعُ هذا قدْ يُنَاءْ
    والضرْبُ الآخَرُ يجوزُ والعرَبْ = عليهِ لم تَقُلْ لذاكَ لمْ يُصِبْ
    كَقَوْلِهم عَضَخَ عَكْسَ خَضَعَا = أهمَلَ ذاكَ عكسُ هذا سُمِعَا
    ومُهْمَلٌ في لُغَةٍ ما ذُكِرَا = لاكِنَّ لهُ أَبْنِيَةٌ قدْ تُذْكَرَا
    وبَعْضُهُ تُرِكَ لاسْتِثْقَالِ = وأَلْحَقُوا بهِ سِوَاهُ تَالِ
    نحوُ سص صص طت وضش = وشض للاسْتِثْقَالِ عنهُ يَنتفِشْ
    ودُونَكَ الأصولُ حيثُ ثَبَّتُوا = ثلاثةٌ أربعةٌ وخَمْسةُ
    ومُنْتَهَى اسمِ خَمْسٍ أنْ تَجَرَّدَا = وأنْ يُزَدْ فيهِ فما سَبْعاً عَدَا
    والفعلُ أربعٌ إذا ما جُرِّدَا = وإنْ يَزِدْ فيهِ فما سِتًّا عَدَا
    وحَيْثُ منها أَعْمَلُوا إِعْمَالاً = لا بُدَّ منها أَهْمَلُوا إِهْمَالا
    مثالُ ذاكَ رَجُلٌ لَدَيْهِ مالُ = يَأَخُذُ جَيِّداً وعنْ سِوَاهُ مَالُ
    النوعُ الخامسَ عشرَ: مَعْرِفَةُ المَفَارِيدِ
    والمُفْرَدُ المسموعُ هلْ يُقْبَلُ = قُلْ نَعَمْ ويُحْتَجُّ بهِ أوْ لا تَقُلْ
    وقُلْ لهُ عِنْدَهم أحوالْ = أَحَدُها جَاءَتْ بهِ الأَقْوَالْ
    بأنَّهُ يَكُونُ فَرْداً لا نَظيرْ = لهُ مِنَ الألفاظِ في السَّمَعِ الشَّهِيرْ
    معَ طِباقِهم على النُّطْقِ بهِ = فهذا يُقبَلُ ويُحْتَجُّ بهِ
    وقُلْ عليهِ قدْ يُقاسُ كَشَنَوْءْ = قِيسَ شَنَاءِي عليهِ لا تَنُوءْ
    ثانٍ يكونُ فَرْداً أيْ تَكَلَّمَا = بهِ مِن العَرَبِ واحدٌ سَمَا
    وَخَالَفَ الجُمْهُورُ فَانْظُرْهُ إذَا = يُرَى فَصِيحاً في سِوَاهُ فَخُذَا
    إذا يُرَى يَقْبَلُهُ القِياسْ = وَلْتُحْسِنِ الظَّنَّ بهِ الأُنَاسْ
    لأنَّهُ يُمْكِنُ أنْ يكونَ ذاكْ = مِنْ لُغَةٍ قَدِيمَةٍ تُنْسَى هناكْ
    وَنَسَخْتُ وُجِدَ في الطَّنُوحْ = وَهْيَ الكراريسُ لَدَى الشُّرُوحْ
    فَيَنْبَغِي قَبُولُهُ ما دَامَا = مُعَضِّدٌ لهُ قياسٌ رَامَا
    وثالثٌ يَنْفَرِدُ النَّاطِقُ بِهِ = عن الذي سِوَاهُ كُلاًّ فَانْتَبِهْ
    ولا يُرَى لَهُ مُوَافِقٌ ولا = مُخَالِفٌ وَهُوَ فَصيحٌ قُبِلا
    لأنَّهُ إِمَّا يكونُ سَمِعَهْ = أوْ بارْتِجَالِهِ لغَيْرِ اسْمَعَهْ
    أمَّا إذا جاءَ بهِ مُتَّهَمُ = ليسَ فَصيحاً رَدُّهُ قدْ يُعْلَمُ
    تنبيهٌ
    والفرْقُ بينَ ذا وَنْوعٍ خامِسِ = نقولُهُ لكَ بقولِ الحارسِ
    ذاكَ بِنَقْلِهِ عن العربِ انْفَرَدْ = وَذَا بهِ يَنْطِقُ مَنْ بهِ اتَّحَدْ
    وهذهِ أمْثِلَةٌ مِنْ ذا النَّوْعِ = فَخُذْ لَهَا فقدْ أَتَتْ في المَسْمُوعِ
    مِنْ ذَلِكَ الْحَيْطَةُ وَهْيَ الوَتَدْ = والحَبْلُ في كلامِهم تَسْتَفِدْ
    والرحِمُ الرحمةُ والكَنْزُ السَّنَامْ = والشَّمْلُ الشَّمْلُ أتى في ذا الكلامْ
    وجَمَعُوا الجِنَّةَ بالأَجِنَّهْ = وهوَ للجنِينِ مثلُ السُّنَّهْ
    وقالُوا في قِصاصِهمْ قُصَاصَاءْ = وقالُوا في نَسِيمِهم نُسَيْمَاءْ




    (1) هو مجد الدين الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ثمار المزهر Empty رد: ثمار المزهر

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 02, 2015 11:49 am

    النَّوْعُ الساسَ عشرَ: معرفةُ مُخْتَلِفِ اللُّغَةِ
    إنَّ اخْتِلافاً لِلُغَاتِ العَرَبْ = قلَّ مِنْ وُجُوهٍ قدْ أتَتْ في الْكُتُبْ
    منها اخْتِلافُهم أَتَى في الحَرَكَاتْ = كَنَسْتَعِينُ الفتحَ والكسرَ ثَبَاتْ
    كذا اختلافٌ قدْ يُرَى في الْحَرَكَهْ = معَ السُّكُونِ نحوُ مَعَكُمْ فَاسْلُكَهْ
    أوِ اختلافٌ عندَ إِبْدَالِ الحروفْ = نَحْوُ أَوَّلاً لكَ عن الهمزِ صُروفْ
    أوْ عنْ في أَنْ أَوِ اختلافُهم = في الهمْزِ والتَّلَيُّنِ قُلْ مِثَالُهمْ
    مُسْتَهْزِؤُونَ ثمَّ مُسْتَهْزُونَ قُلْ = مُثْبِتاً للَّهمزِ والحذْفُ نُقِلْ
    وهكذا التقديمُ والتَّأْخِيرُ = صَاعِقَةٌ صَاقِعَةٌ شَهِيرُ
    وَالْحَذْفُ والإثباتُ كَاستَحْيَيَتْ = تَقُولُ بالإثباتِ وَاسْتَحْيَتْ
    وأَبْدَلُوا الصحيحَ بالْمُعْتَلِّ = أمَّا وَايمَا قدْ أَتَى لِلْمَثَلِ
    وفي الإِمَالَةِ وفي التَّفْخِيمِ = نحوُ قَضَى ثُمَّ رَمَى في المِيمْ
    وَسَاكِنٌ بِمِثْلِهِ يُسْتقْبَلْ = بالضَّمِّ والكَسْرِ لَدَيْهِم يُنْقَلْ
    كَاشْتَرَوُوا الضَّلالةَ الْمَشْهُورَهْ = بالكسْرِ والضمِّ تُرَى مَذكورَهْ
    والخُلْفُ في التذكيرِ والتأنيثِ = كهذهِ النَّفَرِ في الحَثِيثِ
    وفي إِدْغَامٍ نَحْوُ مُهْتَدُونَ = تَتْلُوا مُهْدُونَ فيُدْغِمُونَ
    والخُلْفُ في الإعرابِ مِنْ ذَا قدْ بانْ = في إِنَّ هَذَيْنِ وَإِنَّ هَذَانْ
    وصورةُ الجمْعِ مِثَالُ أَسْرَى = ثُمَّ أُسَارَى كُلُّ ذا ما ضَرَّا
    وفي اختلاسٍ ثمَّ تخفيفٍ كَمَا = يَامُرُكم يَأْمُرُكم مَثَلاً سَمَا
    وفي اختلافٍ وَقْفُ ها التأنِيثْ = بالهاءِ والتَّاءِ بلا تَنْكِيثْ
    وفي الزيادةِ مِثَالٌ فَانْظُورْ = وانظُرْ بلا واوٍ وكلٌّ مَسْطُورْ
    وكُلُّ ذي اللُّغَاتِ منسوبٌ إلى = أصحابِهِ وعندَهم قدْ يُجْتَلَى
    ومنهُ الاختلافُ قُلْ في الْمُتَضَادْ = كَثُبْ بمعنى اقْعُدْ لِحِمْيَرٍ تُرادْ
    لأجْلِها المَثَلُ جاءَ مِنْ دَخَلْ = ظفارَ حُمْرٍ فخُذْ لِذَا الْمَثَلْ
    فوائدُ الأُولَى
    لُغَاتُهم على اختلافِها حُجَجْ = كما تُعْمِلُ وتُهْمِلُ يَحُجّ
    فالكُلُّ منهما لهُ القِياسْ = يُقْبَلُ لا تَرُدُّهُ الأكياسْ
    وغايَةُ الذي لكَ اخْتِيَارْ = إحْدَاهُما وذا هوَ المُخْتَارْ
    أَلا تَرَى لِقَوْلِ خَيْرِ الكائناتِ = نَزَلَ قُرْآنٌ على سَبْعِ لُغَاتِ
    وكلُّها شَافٍ وكَافٍ فخُذَا = ما هوَ أَشْيَعُ وأَقْوَى هَكَذَا
    وإنْ أَخَذَ غيرُكَ غيراً فَمُصِيبْ = وغيرُ مُخطئٍ لذاكَ لا تَرِيبْ
    ولكَ أنْ تَحْتَجَّ في كلِّ اللغاتْ = في كلِّ أسماءٍ وفي كلِّ الصفاتْ
    أمَّا الذي سَبِيلُهُ استنباطْ = فلا وبَعْضُهُ يَرَى الأَنْبَاطْ
    الفائدةُ الثانيَةُ
    للعربِيِّ الانتقالُ مِنْ لسانْ = غيرِ لسانِهِ جَوازاً مُسْتَبَانْ
    والأخْذُ في ذلكَ بالَّذِي عُرِفْ = بصحَّةٍ ولا فسادٍ قدْ أُلِفْ
    الفائدةُ الثالثةُ
    يَقَعُ في الكلمةِ الواحدَهْ = قلْ لُغتانِ خُذْ لِذِي الفائدَهْ
    كذا ثلاثٌ وكذاكَ أَرْبَعُ = خمسٌ وسِتَّةٌ وهذا الأرفَعُ
    وبعدَ ذلكَ يُرى الكلامُ في = أربعةِ الأبوابِ خُذْ ما تَصْطَفِي
    فأوَّلٌ عليهِ مُجْمِعٌ كُثْرْ = كالحمدِ والشُّكْرِ بناءٌ مُسْتَمِرْ
    والثانِ ما فيهِ يُقَالُ لُغَتَانْ = أوْ أَكْثَرُ والبعضُ أَفصحَ اسْتَبَانْ
    فكلُّها صحيحةٌ ولتَخْتَرَا = أفصحَها مثالَ بَغْدَادٍ جَرَى
    وثالثٌ ذُو لُغَتَيْنِ أوْ ثلاثْ = وأكثرُ وقدْ تساوَتْ لا انْتِكَاثْ
    فقائلٌ بها فصيحٌ وصَحيحْ = إذْ كلُّها قالُوا صحيحٌ وفصيحٌ
    ورابعٌ ما فيهِ قِيلَ وَاحِدَهْ = مِن اللُّغَاتِ لا تَراها زَائِدَهْ
    لاكِنَّمَا المُوَلَّدُونَ غَيَّرُوا = فصارَ فيها خَطًّا منهم ذَرُوا
    كقولِهم اصْرِفْ عنكَ ذاكَ = في صِرْفِ اللَّهِ كما أَتَاكْ
    الفائدةُ الرابعةُ
    وكانتِ العربُ قيلَ يُنْشِدْ = بعضُهم شِعْراً لبعضٍ يَجِدْ
    ومِنْ هُنَا قدْ كَثُرَتْ رواياتْ = لبعضِ أبياتٍ لِذِي الدِّرَايَاتْ
    النوعُ السابعَ عشرَ: معرفةُ تَدَاخُلِ اللُّغَاتِ
    إذا فصيحٌ مِنْ كلامٍ جاءَ فيهْ = قُلْ لُغَتَانِ أوْ زيادةٌ تَليهِ
    فَلْيَتَأَمَّلْ حيثُ جاءَ اللَّفْظَتَانْ = في ذلكَ الكلامِ قُلْ تَسْتَوِيَانْ
    فاعلَمْ بأنَّ قائلاً قَبِيلَتُهْ = قَالَتْ لذلكَ وتلكَ صِفَتُهْ
    لأنَّهُم قدْ يَفعلونَ ذلكَ = لحاجةٍ دَعَتْ لهُ هنالِكَ
    وجازَ أنْ تكونَ قُلْ مِنْ لُغَتِهْ = إِحْدَى وأُخْرَى مِنْ سِوَى قَبِيلَتِهْ
    طالَ بها العهْدُ إلى أنِ اسْتَوَتْ = بلُغَةٍ لهم كما قدِ ارْتَوَتْ
    وإنْ تَكُنْ إحدَاهُما أكثرَ = قُلْ طَارِيَةٌ هيَ القَلِيلَةُ نُقِلْ
    وواحدُ المعنى إذا قدْ كَثُرَت = أَلْفَاظُهُ وَاخْتَلفَتْ واشْتَهَرَتْ
    فهوَ على هذا الذي قدْ ذُكِرَا = كالسَّيْفِ والأسدِ والخمْرِ اذْكُرَا
    ومثلُ ما اختَلَفَ في الصقرِ بصادْ = والسينِ والزايِ وكلُّ ذا مُرادْ
    ومِثْلُهُ لهم بُكاءٌ مَدَّا = وقولُهم بالقصْرِ حيثُ عَدَّا
    وقولُهم حَسِبَ مثلُ عَلِمَا = أوْ مثلُ قُلْ ضَرَبَ عندَ العُلَمَا
    فكلُّ ذاكَ مِنْ تداخُلِ اللغاتْ = ومثلُهُ مُسَلَّمٌ لِذِي الثقاتْ
    النوعُ الثامنَ عشرَ: معرفةُ توافُقِ اللغاتِ
    وليسَ في القرآنِ شيءٌ غيرُ ما = مِنْ لغةِ العربِ جاءَ مُحَتَّمَا
    وذَكَرُوا أنَّ تَوافُقَ اللغاتْ = يَقعُ والكلُّ لأهلِهِ ثَباتْ
    وذا كَالأُشَيْرَفِ للغَلِيظْ = قَالُوا مِن الدِّيباجِ في اللَّفِيظْ
    لِعَرَبٍ وفَارِسٍ وتنورْ = كذاكَ مِشكاةٌ وقِسطاسٌ تَنَوَّرْ
    والدَّشْتُ للصحراءِ عندَ العرَبِ = وغيرُهم ومثلُ ذبه طَبِ
    والفرْقُ بينَ ذا معَ الْمُعَرَّبِ = عَرَفَهُ أهلُ لغاتِ العَرَبِ
    أنَّ المُعَرَّبَ لهُ اسمٌ في العَرَبْ = سِوَى الذي لِعَجَمٍ لا ذا كَثَبْ
    النوعُ التاسعَ عشرَ: معرفةُ الْمُعَرَّبِ
    مُعَرَّبٌ ما استَعْمَلَتْهُ العَرَبْ = مِنْ لفظِ غيرِها لمعنًى يَجِبْ
    كَالْيَمِّ والطُّورِ وفِرْدَوْسٍ صِرَاطْ = بالرُّومِ والعَرَبِ معناهُ يُحَاطْ
    وزَعَمَ أهلُ عَرَبٍ أنَّ الكتابْ = ليسَ بهِ سِوَى لسانِهم يُصابْ
    لقولِهِ سُبْحَانَهُ قُرآنَا = قلْ عربيًّا قدْ أَتَى تِبْيَانَا
    وقيلَ فيهِ والصوابُ الجمْعُ بينْ = ذلكَ بالتصديقِ كلُّ القولَيْنْ
    وذاكَ أنَّ أصْلَ كُلِّ ما يُرَى = مِنْ ذاكَ فهوَ للأعاجِمِ جَرَى
    وجاءَ للعَرَبِ فَهِيَ أَعْرَبَتْ = لهُ فصارَ مِنْ لسانِها ثَبَتْ
    فمَنْ يَقُلْ مِنْ عَرَبٍ فَقَدْ صَدَقْ = ومَنْ يَقُلْ مِنْ عَجَمٍ فذاكَ حَقّ
    فَصْلٌ
    أسماءُ أَعْجَامٍ لها أَقْسَامْ = في عَرَبٍ ثلاثةُ أَفْهَامْ
    قِسمٌ لهُ قدْ غُيِّرَتْ وأُلْحِقَتْ = بما لها مِنَ الكلامِ صُدِّقَتْ
    كدِرْهَمٍ وبَهْرَجٍ وقِسْمْ = لم تَلحَقَنَّ وغُيِّرَتْ ذا حَتْمْ
    لمْ يُعتبَرْ فيهِ الذي قدْ يُعتَبَرْ = في القِسمِ قبلَهُ كآجُرٍ يَقِرّ
    وثالثٌ ما غَيَّرُوا وتَركوهْ = وتَركوا منهُ وبعضاً أَخَذُوهْ
    فَصْلٌ
    وتُعرَفُ العُجمةُ في الكلامْ = ببعضِ ذي الوُجوهِ في الأنامْ
    أحدُها النقْلُ بأنْ يَنْقِلَ ذاكْ = بعضٌ مِنْ أهلِ عَرَبِيَّةٍ هناكْ
    ثانٍ بأنْ يَخرُجَ عنْ أوزانِهمْ = كمِثلِ أَبْرَيْسَمٍ في لِسانِهِمْ
    وثالثٌ بأنْ يكونَ أوَّلُهْ = نوناً وراءً نحوُ نَرْجِسٍ قُلْهْ
    ورابعٌ لهُ مُهَنْدَرٌ مثالْ = مِمَّا يُرَى الآخَرُ زاياً بعدَ دَالْ
    وخامسٌ يَجتمِعُ الصادُ وجيمْ = في كِلْمَةٍ كَصَوْلَجَانٍ يا فَهِيمْ
    وقيلَ ذاكَ جائزٌ كجَصَّصَا = إِنَاءَهُ مَلأَهُ مُنَصَّصَا
    وسادسٌ كالمَنْجَنِيقِ يَجتمِعْ = بكلمةِ جيمٍ وقافٍ فاستمِعْ
    وسابعٌ تَرَى الرباعيَّ حُرَّا = أوِ الخماسيَّ مِنْ ذَلاقَةٍ عَرَا
    وَهْيَ حروفُ برفلمن إنْ خَلا = منها الوزَانَانِ فللعجَمِ جَلا
    وقيلَ لا يَجتمِعُ الجيمُ وقافْ = في كلمةٍ لِعَرَبٍ فلا تَخافْ
    وقولُ جَرْدَقَةٍ للرغيفْ = مُوَلَّدٌ قيلَ بلا مَخيفْ
    والجيمُ والطاءُ كذاكَ ولِذَا = يُقَالُ طَاجِنٌ مُوَلَّدٌ خُذَا
    ورُبَّما يُغَيِّرُونَ الأعجَمِي = إلى كلامِهم ليَسهُلَ افْهَمِ
    كمِثلِ إسماعيلَ أَصْلُهُ يُرَى = في العَجَمِ إِشْمَائِيلَ فافهَمْ ما جَرَى
    ويَجعلونَ القافَ بينَ الكافْ = والجيمَ مثلَ ناقةٍ في القافْ
    والشينُ بعدَ اللامِ لا في كلمَةِ = مِنْ عَرَبِيَّةٍ أخي مَحْضَةِ
    فصْلٌ: في شَيْءٍ مِن المُعَرَّبِ الذي لهُ اسْمٌ في لُغَةِ العَرَبْ
    يُقَالُ للأَبْرِيقِ عندَ العرَبِ = تَامُورَةٌ وليسَ ذا بالكَذِبِ
    وقيلَ للأُشْنَانِ حَرَضٌ ويُقالُ = للمِسْكِ مَشْمُومٌ فخُذْ لِمَا تَنَالُ
    كذلكَ الجاسوسُ يُسَمَّى النَّاطِسَ = واليَاسَمِينُ سَمْسَقٌ لِذَا احْرُسُوا
    ونَرْجِسٌ بِعَبْهَرَ يُسَمَّى = والأَنَبُ بَاذِنْجَانُ خُذْهُ فَهْمَا
    فصْلٌ في بعضِ ألفاظٍ شُكَّ في أنَّها عَرَبِيَّةٌ أوْ مُعَرَّبَةٌ
    فَالنِّدُّ وَالاسَّ وسَلَّةٌ يُشَكّ = هلْ عربيَّةٌ أو النقلُ سُلِكْ
    كذا مَسَالٌ للنُّحاسِ ويُقالْ = مِشْمِسٌ فيهِ خِلافٌ قدْ يُنالْ
    وقَصْفٌ لِلَّهْوِ والفُرْنِ لِمَا = يَطِيبُ الخُبْزُ خِلافُهُ سَمَا
    وقَوْلُهم قامَ بِكِنِّ نفسِهِ = فيهِ خِلافٌ أيْ كَفَى عنْ جِنْسِهِ
    رَهْوَجَةٌ ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ وقُلْ = كَزُبْرَةٍ مِنَ الأَبَازِيرِ نُقِلْ
    فائدةٌ
    وهلْ مِن الْمُعَرَّبِ اشتقَاقْ = يكونُ أَوْلَى خُلْفٍ لا وِفاقْ
    وجَعلوا تَثنيَةً في الأَعْجَمِ = كمِثلِ إِبْرَاهِيمِيَّانِ فافْهَمِ
    ونحوُ إسْمَاعِيلِيَّانِ واجْمَعُوا = قُولوا أَبَارِهٌ أَسَامِعٌ وَعُوا
    النوعُ العشرونَ: مَعرفةُ الألفاظِ الإسلامِيَّةِ
    وعَرَبٌ في الجاهليَّةِ لها = تَوَارُثُ الأَلْسُنِ في لُغَاتِها
    وجاءَها الإسلامُ ثمَّ حَوَّلا = بعضاً عن الذي نَقُولُ أوَّلا
    فَنَقَلَ الألفاظَ مِنْ مَواضِعِ = إلى مَوَاضِعَ بِزَيْدٍ فَاسْمَعِ
    وبِشَرَائِعٍ تَراها شُرِعَتْ = وبِشَرَائِطٍ تَرَاهَا شُرِطَتْ
    فَاعْدِمِ الآخَرَ أوَّلاً فَكَانْ = مِنْ ذاكَ بَعْضُ ما تَراهُ يُسْتَبَانْ
    مِنْ ذلكَ المؤمنُ كانَ مِنْ أَمَانْ = فصارَ مِنْ تَصْدِيقِنَا مَدَى الزَّمَانْ
    ومُسْلِمٌ مِنْ أَسلَمَ الشيءَ فصارْ = بِوَصْفِهِ المعلومِ في الشرْعِ اسْتَنَارْ
    وكافرٌ مِن الغِطَاءِ فعُرِفْ = بجَحْدِهِ إلاَّ هنا في الشرْعِ صِفْ
    كذا مُنَافِقٌ لِقَوْمٍ أَبْطَنُوا = غيرَ الذي أَظْهَرُوهُ فعَنُوا
    وكانَ في الأصلِ لِنَافِقَاءْ = يَرْبُوعُهم مِنْ غَارِهم للرَّاءْ
    والفِسْقُ مِنْ فَسَقَتِ الرُّطْبَةُ إذْ = مِنْ قِشْرِها قدْ خَرَجَتْ حينَ حنذ
    وصارَ معروفاً لِمَا قدْ خَرَجَا = عنْ طاعةٍ بفَحْشَةٍ في الشرْعِ جَا
    وكالصلاةِ للدُّعَا ونُقِلَتْ = لهذهِ الصفةِ شَرْعاً وانْجَلَتْ
    والصومِ للإمساكِ كانَ ونُقِلْ = شَرْعاً لنِيَّةٍ ومَنْعِ ما أُكِلْ
    ومَنْعِ شُرْبٍ وكذا مُبَاشَرَهْ = وغيرُ ذا مِنْ كلِّ وَصْفٍ ظاهِرَهْ
    والحَجُّ مَنْ قَصَدَ إلى الذي بِهِ = مِن الشعائرِ بِشَرْعٍ نَبِّهِ
    ثمَّ الزكاةُ مِنْ نَمَاءٍ للَّذِي = هيَ بهِ الآنَ بمالٍ فَخُذِي
    وسائرُ الأبوابِ في الفقهِ على = مِثَالِ ذا فاسلُكْ سبيلَ مَنْ عَلا
    والوجهُ في هذا لِذَا عنهُ سُئِلْ = تقولُ فيهِ اسمانِ حَيْثُمَا نُقِلْ
    فَوَاحِدٌ قلْ لُغَوِيٌّ قدْ عُرِفْ = والآخرُ الشرعيُّ قُلْ بهِ وُصِفْ
    وتَرَكَ الإسلامُ أيضاً كَلِمَاتْ = كانتْ لدَيْهِم فصارتْ زَائِلاتْ
    مِنْ ذَاكَ مَمْلُوكٌ لمالكٍ يَقُولْ = رَبِّي وقدْ نَهَى عنهُ في النُّقُولْ
    ومنهُ تَسْمِيَتُهم مَنْ لمْ يَحُجّ = صَرُورَةٌ نَهَى النبيُّ عنهُ بِحَجّ
    وقولُهم قدْ خَبِئَتْ نَفْسِي نَهَى = عنهُ النبيُّ مَنْ نَهَى عنهُ انْتَهَى
    واستأثَرَ اللَّهُ بشخْصٍ قدْ نَهَى = عنهُ فَتَرْكُهُ لذلكَ بَهَى
    ووَقَعَ النقلُ مِن الشارعِ في الْـ = أَسْمَاءِ دُونَ الفعْلِ والحرْفِ نُقِلْ
    وماتَ حَتْفَ أنفِهِ لمْ يُسْمَعْ = قبلَ رَسُولِنا النبيِّ الْمُشَفَّعْ
    وَهْوَ الذي يموتُ لا بهِ أَحَدْ = صَلِّ على نبيِّنَا بلا عَدَدْ
    النوعُ الحادي والعشرونَ: معرفةُ المُوَلَّدْ
    مُوَلَّدٌ ما أَحْدَثَ المُوَلَّدُونْ = وليسَ يُحْتَجُّ بهِ لَدَى الفُنُونْ
    والفرْقُ بينَهُ وبينَ المَصْنُوعْ = قدْ جاءَ عنهم بكلامٍ مَسْمُوعْ
    فَمَا يُرَى صُنْعٌ جا عنْ عَرَبْ = فَصَحَّ عَكْسُ ذا فمُحْدَثٌ أَبَى
    لِذَا يُقَالُ عربيَّةٌ ذَهِ = وذي مِن الْمُوَلَّداتِ انْتَبِهِ
    وَجَا لهُ أَمْثِلَةٌ وتَحريرْ = منها لعالِمٍ بعِلمِهِ خَبيرْ
    كذاكَ أَيَّامُ العجوزِ والعَدَدْ = بخمسةٍ قيلَ وسبعةٌ وَرَدْ
    فقولُ خمسةٍ تَرَاهُ يُحْسَبُ = بما يَلِي هذا فَخُذْ ما يُرْغَبُ
    صِنٌّ وصِنَّبْرٌ وَوَبَرٌ = مُطْفِئُ جَمْرٌ ومُكْفِئٌ لِظَعْنٍ فَادْرَؤُا
    واتَّفَقُوا على الثلاثِ الأُوَلْ = وقولُ سبعةٍ فخُذْ لِمَا يَلِي
    وَهْوَ آمِنٌ كذاكَ مُؤْتَمَرْ = مُعَلَّلٌ ومُطفِئُ الجمْرِ اسْتَنِرْ
    قَازُوزَةٌ مِنْ آنِيَاتٍ للشَّرَابْ = مِن الموَلَّدِ فخُذْ بلا ارتيابْ
    والطننر للسُّخْرِيَةِ المعرُوفَهْ = والجَعْسُ للرَّجِيعِ قُلْ مَرْدُوفَهْ
    وَذَا مُجَانِسٌ لِذَا مُوَلَّدَهْ = وَقَحْبَةٌ لِلْفَاجِرَاتِ أَوْرَدَهْ
    وقولُ أَحْ لَدَى تَأَلُّمٍ يُرَى = موَلَّداً والمَاشِ حب ذُكِرَا
    وذَكَرُوا سَيِّدَتِي بِسِتِّي = ولا سِوَى العددِ قلْ بِسِتِّ
    وفِطْرَةٌ مُوَلَّدٌ وللعرَبْ = صَدَقَةُ الفِطْرِ كما قدْ يُرْتَغَبْ
    كذلكَ التَّشْوِيشُ والتَّفَرُّجْ = كِلاهُما مُوَلَّدٌ لا حَرَجْ
    والحَاجُ جمْعُ حَاجَةٍ وجَمْعُهُمْ = حَوَائِجٌ مُوَلَّدٌ جَا نَفْعُهُمْ
    ومَنْ يَجِي وَلائِماً بِلا دَعَا = هوَ الطُّفَيْلِيُّ كذاكَ سُمِعَا
    ولِلْقَلَنْسُوَةِ قيلَ الشَّاشِيَهْ = وبَسْ بمعْنَى حَسْبَهُ وكَفِيَهْ
    فائدةٌ
    سُئِلَ بَعْضُهم عن التَّغْيِيرِ = يُوجَدُ في الكلامِ في التعبيرِ
    فقالَ ذلكَ هُوَ الْمُوَلَّدْ = وَهْوَ ضَابِطٌ حسينٌ يُوجَدْ
    يدُلُّ أنَّ كلَّ لفظٍ عَرَبِي = أصلاً يُغَيَّرُ بتوليدٍ حُبِي
    غُيِّرَ بالهمزِ أو التَّسْكِينِ = أوْ تَرْكِهم في قولِهم لِذَيْنِ
    وذا بهِ يُجْمَعُ شيْءٌ قدْ كَثُرْ = مِن اللُّغَاةِ قدْ يَراهُ مَنْ بَصَرْ
    كتَرْكِهم هَمْزَ الَّذَا أَبْطَاتُهْ = وقولِهم رَاسِي قدْ طَاطَاتُهْ
    وقدْ تَوَضَّاتُ وقدْ هَيَّاتْ = وقدْ تَوَكَّاتُ وقدْ طَرَاتْ
    وقولِهم وَاكَلْتُ في اكَلْتْ = وَازَيْتُ أيْ حَاذَيْتُ في آزَيْتْ
    واخَذْتُ وامَرْتُ كَذا وَاخَيْتْ = وَازَرْتُ أيْ أَعَنْتُ مَعْ وَاسَيْتْ
    فكلُّ ذَا همزٌ ويُقْرَا بِوَا = وبعْضُهم عنْ بعضِهم لهُ رَوَى
    ونحو ذَا مِمَّا يُشَدَّدُ ومَا = خُفِّفَ والأصلُ بعَكْسٍ يُنْتَمَى
    فَأَوَّلٌ نحوُ فَلَوْ وَلِثَانِ = شَامِيَّةٌ ونَحْوُها ثمَّ دُخَانِ
    وجَمْعُ حَاجَةٍ بحَاجٍ قدْ يُرَى = أمَّا حَوَائِجٌ مُوَلَّدٌ جَرَى
    وقولِهم للشَّيْءِ مَدُّ البَصَرْ = وهْوَ مَدَى البصرِ جَا في النَّظَرْ
    وقولِهم شَتَّانَ ما بينَهما = والأصلُ شَتَانَ يُقالُ ما هُمَا
    كقولِهم شَتَّانَ ما نَوْمِي إلى = آخِرِهِ وَهْوَ حُجَّةٌ جَلا
    وليسَ مِنْ حُجَّتُهم بَيْتٌ يُنالْ = شَتَّانَ ما بينَ لِيَزِيدَيْنِ يُقَالْ
    لأنَّهُ مُوَلَّدٌ ولا يُحَجّ = بكلِّ ما وُلِّدَ عنْ أَصْلٍ خَرَجْ
    لاكِنَّ مَنْ قدْ قَالَهُ ليسَ يُعابْ = إذْ صارَ مِنْ كَثْرَتِهِ مثلَ الصوابْ
    فلنَقتصِرْ منهُ على ما قُلْتْ = وشائعٌ غيرُ الذي نَقلْتْ
    النوعُ الثاني والعشرونَ: معرفةُ خَصائصِ اللغةِ
    قدْ قيلَ إنَّ أفضلَ اللغاتْ = لُغَةُ ذي العَرَبِ في الجِهَاتْ
    وَهْيَ أوسَعُ اللغاتِ والبيانْ = بها عنِ الَّذِي سِوَاها مِنْ لِسَانْ
    وسائرُ اللغاتِ عنها قدْ قَصَرْ = وواقعٌ مِنْ دونِها ولوْ كَثُرْ
    لذاكَ أَنزَلَ كتابَهُ الْمُبينْ = بها على رسولِهِ النبيِّ الأمينْ
    وقدْ تَرَى بها لِشَيْءٍ مُتَّحِدْ = كثيرَ أسماءٍ كخَمْرٍ وأَسَدْ
    وليسَ ذاكَ في سِوَاها يُوجَدُ = مِن اللغاتِ كلِّها أوْ يُورَدُ
    وتَجِدُ التمثيلَ واستِعَارَهْ = والقلْبَ والتقديمَ في العِبَارَهْ
    وكلَّ أنواعِ البديعِ والْمَجَازْ = وليسَ ذاكَ في سِوَاها قدْ يُجازْ
    فلا يُتَرْجَمُ بغيرِها الكتابْ = كلا بعكسِ ما سِوَاهُ ذا صَوَابْ
    إذْ غيرُها لا يَحْمِلُ الْمَعَانِيَا = كحَمْلِها لهُ فخُذْ بَيانِيَا
    ومِنْ خصائصِ لسانِ العَرَبِ = ترْكُ الثقيلِ للأخَفِّ الأقربِ
    كقولِهم مِيعادٌ في مِوْعَادْ = وتَرْكُهم للسَّاكِنَيْنِ بَادِي
    واختَلَسُوا وأَدْغَمُوا وحَذَفُوا = وأَضْمَرُوا وبصفاتٍ وَصَفُوا
    وأَعْرَبوا وأَغْرَبوا وقَرَّبُوا = وحَفِظوا الأنسابَ حيثُ نَسَبُوا
    فصلٌ
    وانفرَدَ العربُ بالهمزةِ فِي = عَرْضِ الكلامِ كَقَرَأْتُ قدْ يَفِي
    ولمْ يكُنْ في غيرِها مِن اللغاتْ = إلاَّ ابتداءٌ قالَ ذلكَ الثقاتْ
    والحاءُ والطاءُ وضادٌ قُصِرَتْ = على لسانِ عَرَبٍ كما ثَبَتْ
    وألفٌ واللامُ للتعريفِ قَدْ = خُصَّ بها عنْ أُمَمٍ بلا فَنَدْ
    كالدارِ والرجلِ ثمَّ الفَرَسْ = وكالفروعِ والأصولِ الأُسُسْ
    فصلٌ
    والفهمُ في تَخاطُبٍ يَقَعُ مِنْ = وجهَيْنِ عندَ كلِّ سامعٍ زَكِنْ
    فواحدٌ يَرى مِنَ الإعرابِ = والآخرُ التصريفَ للمُرتابْ
    فأوَّلٌ تَمَيُّزُ المعاني = بالحَرَكَاتِ فيهِ للإنسانِ
    كَجَاءَ زيدٌ ورَأَيْتُ زَيدَا = كذا مَرَرْتُ قُلْ بِزَيْدٍ فيدا
    ومِحْلَبٌ بكسرِ ميمٍ للقَدَحْ = يُحْلَبُ فيهِ عندَهم ذاكَ وَضَحْ
    ومَحْلَبٌ بفتْحِ ميمٍ للمكانْ = يَحْتَلِبُونَ فيهِ قلْ ذاتَ اللِّبَانْ
    وامرأةٌ طاهرةٌ مِن العُيوبْ = وطاهرٌ مِنْ حَيْضِها تَدْرِي القُلُوبْ
    وهكذا بالحَرَكَاتِ والحروفْ = تَختلفُ المعانِ فيهم والصُّرُوفْ
    ومَنْ لهُ التصريفُ فاتَ مُعْظَمُ = عِلْمٍ يَفوتُهُ كما قدْ يُعلَمُ
    وذاكَ يَظْهَرُ لَدَى الْمَصادِرْ = والجمْعُ معْ سِوَاهُما للنَّاظِرْ
    مِثَالُهُ وَجَدَ وَجْداً لِلْحَزَنْ = وَجَدَ وِجْدَاناً لِمَا ضَلَّ اقْتَرَنْ
    وقاسطٌ لجَائِرٍ ومُقْسِطْ = لعادلٍ فخُذْ لِمَا يَنْضَبِطْ


    فَصْلٌ في جملةٍ مِنْ سُنَنِ العربِ التي لا تُوجَدُ في غيرِ لُغتِهمْ
    منها مُخَالَفَةُ لفظٍ ظاهِرِ = لِمَا مِن المعنى لهُ يا نَاظِرُ
    كقولِهم قَاتَلَهُ اللَّهُ لَدَى = مَدْحٍ كما أَشْعَرَهُ فِيمَا بَدَا
    وهَكَذَا قدْ ثَكَلَتْهُ أُمُّهْ = وهَبَلَتْهُ عَجَباً قدْ أَمَّهْ
    كَذَاكَ منها الاسْتِعَارَةُ وَهِي = إعارةُ اللفظِ لِمَعْنًى قدْ بَهِي
    ككَشَفَتْ عنْ ساقِها الحربُ استعارْ = لشِدَّةٍ وللبَلِيدِ ذا حِمارْ
    والحذْفُ منها واختصارٌ كَيَقُولْ = واللَّهِ أفعَلُ لذاكَ ويَحُولْ
    يُرِيدُ لا أَفْعَلُهُ وقدْ أَتَى = عندَ مَغيبِ الشمسِ أوْ قدْ ثَبَتَا
    كذا الزيادةُ كَيَبْقَى وجهُ رَبّ = أيْ ربُّكَ الذي بهِ يُعْطَى الأَرَبْ
    وقولُهُ ليسَ كمِثلِهِ فَكَافْ = زِيدَ على وجهِ المجازِ لا تَخافْ
    وقَوْلُهم رَعْشَنٌ ثمَّ زُرْقُمُ = وقولُهم شَدْقَمٌ ثمَّ صَلْدَمُ
    والأصلُ قدْ رَعِشَ ثمَّ زَرِقَا = كذاكَ قدْ صَلَدَ ثمَّ شَدَقَا
    وذا مِن النقْصِ أو الزيادَهْ = كَثْرَتُهُ عندَهم كالعَادَهْ
    وقدْ يُخاطَبُونَ فَرْداً بالجميعِ = والعكسُ والاثنينُ والضدُّ مُطيعْ
    وتَتحوَّلُ مِن الْخِطابْ = إلى سِوَاهُ قُلْ بلا ارتيابْ
    وذا قليلٌ مِنْ كثيرٍ مِنْ سُنَنْ = لها عن الذي سِوَاها في السُّنَنْ
    فائدةٌ
    ولمْ تكُ الْكُنَى لغيرِ العَرَبْ = عكسُ الذي يُرَى لهمْ مِنْ لَقَبْ
    خاتِمَةٌ
    واخْتُصَّتِ العربُ قُلْ بأربَعْ = ولمْ تَكُنْ لغيرِها مِنْ مَجْمَعْ
    قيلَ العمائمُ لَهَا تِيجانْ = كذا الحَبِيُّ تلكَ لها حِيطَانْ
    ثمَّ السيوفُ قلْ لها سِيجَانْ = والشِّعْرُ في الدهرِ لها دِيوانْ
    النوعُ الثالثُ والعشرونَ: معرفةُ الاشتقاقِ
    أجمَعَ أهلُ لغةِ الأُشْذُوذْ = أنَّ قياسَ لغةٍ بلا جُذوذْ
    وأنَّ كلَّ عَرَبٍ تَشْتَقُّ مِنْ = بعضِ الكلامِ بعضَهُ كمِزْكَنْ
    كقولِهم جَنَّ مِن اجْتِنَانْ = يعني بهِ السِّتْرَ مِنِ اكْتِنَانْ
    والجيمُ والنونُ يَدُلاَّنِ عَلَى = سِتْرٍ كَجُنَّةٍ لدِرْعٍ قدْ عَلا
    والأُنْسُ مُشْتَقٌّ مِن الظهورِ قُلْ = آنَسْتُ أيْ أَبصَرْتُ شيئاً قدْ نُقِلْ
    ثمَّ على هذا كلامُ العَرَبِ = في كلِّ مَشْرِقٍ وكلِّ مَغْرِبِ
    عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ ونَقَلَهْ = كذا يُرَى جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهْ
    وذا نَبِيٌّ على الذي تَقَدَّمَا = مِنْ أنَّ تَوقيفَ اللغاتِ عُلِمَا
    ولا لنا اليومَ اختراعٌ لا نقولْ = غيرَ الذي قَالُوهُ قبلُ في النقولْ
    ولا لنا نَقيسُ مِنْ قياسْ = غيرَ الذي قَاسُوا بلا الْتِبَاسْ
    لأنَّ في ذاكَ فسادَ اللغَةِ = وما لها يكونُ مِنْ حقيقَةِ
    وَهُوَ ثابتٌ عن اللَّهِ وعَنْ = رسولِهِ في كلِّ شيءٍ قدْ يَعِنْ
    كقولِهِ في رَحِمٍ شَقَقْتُ = لها مِن الرحمنِ إذْ خَلَقْتُ
    وغيرُ ذلكَ مِنَ الأخبارْ = كما أتى حديثُ ذي الأنْوَارْ
    وَهْوَ أَخْذُ صِيغةٍ مِنْ أُخْرَى = لِلْوِفْقِ في معنى واصلٍ يُدْرَى
    كما تَرَى مِنْ ضاربٍ مِنْ ضَرَبَا = ومِنْ تَغَيُّرٍ فلا بُدَّ طَبَا
    وقالَ بعضُهم جميعُ ذا الكلامْ = يُشْتَقُّ مِنْ شيءٍ يُرَى لهُ مَرامْ
    كالرَّحْلِ مِنْ رَحِيلِهم والخيلْ = مِنْ خُيلاءَ قدْ يُرَى في القِيلْ
    النوعُ الرابعُ والعشرونَ: معرفةُ الحقيقةِ والْمَجازِ
    حقيقةٌ مِنْ حَقَّ شَيْءٌ إذْ وَجَبْ = واشْتُقَّ مِنْ مُحَقَّقٍ إذْ قدْ رَسَبْ
    فَهْوَ كلامٌ جَلَّ في مَوضِعِهِ = كأحمدُ اللَّهَ على نِعَمِهِ
    أمَّا المجازُ فَهْوَ مِنْ جازَ أَخَذْ = إذا مَضَى لشُغلِهِ وما نَبَذْ
    تقولُ قدْ يَجوزُ ذا أَنْ يُفْعَلا = تَعْنِي يَنفَذُ ويَمْضِي قدْ جَلا
    هذا هوَ الأصلُ تقولُ دِرهَمُ = حَقًّا وذا يَجُوزُ مِثلُهُ افْهَمُوا
    فأوَّلٌ حقيقةٌ ثانٍ مَجَازْ = وأَسَدٌ وبَطَلٌ مثلاً يُجازْ
    وما أَقَرَّ في استعمالِهِ الْحَقِيقْ = بأصلٍ وُضِعَ لغةً هوَ الحَقِيقْ
    وما بِضِدِّ ذلكَ الْمَجازِ فِي = كلامِهمْ فاحفَظْ ضَوابِطَ تَفِي
    وعَدَلُوا عنها إليهِ لِمَعَانْ = ثلاثةٍ فخُذْ لها لكَيْ تُعانْ
    وَهْيَ الاتِّسَاعُ والتوكيدُ مَعْ = تَشبيهِهم ليسَ سِواها قدْ وَقَعْ
    كقولِ سَيِّدِ الأنامِ في الفَرَسْ = وَجَدْتُها بَحْراً بِوَقْتٍ قدْ حَرَسْ
    أمَّا اتِّسَاعٌ فَهْوَ زادَ اسْمَا = لفَرَسٍ ليسَ لها قدْ يُسْمَى
    وأحسَنُ التشبيهِ في الجَرْيِ كما = يَجْرِي بكثرةٍ مِن البحورِ مَا
    ووَكَّدَ الكلامَ إذْ قدْ شَبَّهَا = عَرَضاً بجَوْهَرٍ وذلكَ بِهَا
    واعلَمْ بأنَّ أكثرَ اللغاتْ = هوَ المجازُ عندَ ذي الثقاتْ
    لأنَّ منهُ الحذْفَ والزيادَهْ = ومنهُ تقديمٌ وضِدٌّ فَادَهْ
    والحمْلُ للمعْنَى وتحريفُ الكلامِ = كَوَسْئَلِ القريَةَ والمِثْلُ يُرامْ
    والفرْقُ قُلْ بينَ الحقيقةِ وما = مِن المجازِ لا بِعَقْلٍ يُفْهَمَا
    بلْ إنَّما يُعْلَمُ بالرجوعْ = لِلُّغَةِ فاحفَظْ لذي النُّفُوعْ
    ومُنْكَرُ المجازِ في اللغةِ قَدْ = أَنْكَرَ ما إلى الضرورةِ استَنَدْ
    لأنَّهُ أَنْكَرَ مثلَ ذا أَسَدْ = لبَطَلٍ وذا قَوِيٍّ كَالعَمَدْ
    النوعُ الخامسُ والعشرونَ: معرفةُ المُشْتَرَكِ
    تسميَةُ المختلِفاتِ بسِماتْ = مُختلِفاتٍ هوَ أكثرُ اللغاتْ
    كفرَسٍ وشجرةٍ ورَجُلْ = وامرأةٍ وناقةٍ وجَمَلْ
    وإنْ تَسَمَّى قيلَ باسمٍ واحِدِ = فذاكَ الاشتراكُ عندَ الواجدِ
    كالعينِ للماءِ ومالٍ والسحابْ = وبَصَرٍ وذاتِ شيءٍ لا ارتيابْ
    وذاكَ إنْ حَدُّ الاشتراكِ بانْ = لفظٌ يَجِي لِمَعْنَيَيْنِ أوْ مَعَانْ
    وَهْوَ مُمْكِنُ الوقوعِ ووَقَعْ = لغرضِ الإبهامِ عندَ مَنْ وَضَعْ
    كما رَوَوْا أنَّ أبا بكرٍ سُئِلْ = عن النبيِّ وهوَ خَيْرُ مَنْ يَدُلّ
    ذا رَجُلٍ مَعَهُ يُرَى يَهْدِينِي = إلى السبيلِ نِعْمَ مِنْ قَرِينِ
    لأنَّهُ خَافَ عليهِ مِنْ كَفُورْ = فأَخَذَ اشتراكَ لفظٍ قدْ يَدُورْ
    وقيلَ الاشتراكُ أَغْلَبُ لِمَا = منهُ لَدَى الحروفِ كُلاًّ يُعْلَمَا
    كَذَاكَ في الأفعالِ لاكِنَّ ذا يُرَدْ = بأنَّ أسماءً بها قُلْ وَرَدْ
    ولا خِلافَ أنَّهُ على خِلافْ = أَصْلٌ وذا لَدَيْهِمْ فيهِ ائْتِلافْ
    وذَكَرُوا لهُ مِنَ الأمثالْ = ما بَعْضُهُ تَرَاهُ في الأَقْوَالْ
    كَقَوْلِهم عَمٌّ أَخُو الأبِ = وعَمُّ جَمْعُ كثيرٍ كمَقَالٍ يُرتَسَمْ
    يا عامرُ بنَ مالكٍ يا عَمَّا = أَفْنَيْتَ عَمًّا وجَبَرْتَ عَمَّا
    كذا مَشَى يَمْشِي مِنَ الْمَشيِ = ومِنْ قدْ كَثُرَتْ مَاشِيَةٌ لهُ زَكِنْ
    ثمَّ النَّوَى الدارُ وبعدَ نِيَّهْ = مُشتركاتٌ في النَّوَى عَلَيَّهْ
    وقالَ قائلٌ وقولُهُ رَسَا = في بعضِ ما اشتَرَكَ لفظُ جَلَسَا
    لقدْ رَأَيْتُ هذريًّا جَلَسَا = يقودُ مِنْ بَطْنِ قَدِيدٍ جَلَسَا
    ثمَّ رَقَى مِنْ بَعْدِ ذاكَ جَلَسَا = يَشربُ فيهِ لبناً وجَلَسَا
    معَ رُفْقَةٍ لا يَشْرَبُونَ جُلُسَا = ولا يَؤُمُّونَ لهم جَلَسَا
    والخالُ يُطْلَقُ على أخٍ لأُمّ = وموضِعٍ يَخْلُو مِن الذي يُؤَمّ
    والدهرُ إنْ يَمْضِ وَشَامَ الوَجْهِ = وخُيلاءُ المَرْءِ عنهُ فَابْهِ
    والأرضُ للأرضِ وكُلِّ ما سَفَلْ = وللزُّكَامِ ولمصدرٍ يَدُلّ
    والعينُ تُطلَقُ على مَعَانِ = يَعرفُها الذي لها يُعانِي
    منها الَّذِي قَدِمَ والغيرُ كثيرْ = كالنقْدِ والمطَرِ والدِّينِ وغَيْرْ
    وحاصلُ الكلامِ في اشتراكِ = بأنَّهُ كَثُرَ باشتباكِ
    ولوْ تَتَبَّعْتَ انْحِصَارَهُ انْجَلَبْ = بذاكَ ما ليسَ عَلَيْنَا مِنْ تَعَبْ
    وليسَ ذلكَ مُراداً في الْمَقالْ = وإنَّمَا المرادُ مِنْ ذاكَ المِثَالْ
    النوعُ السادسُ والعشرونَ: مَعْرِفَةُ الأَضْدَادِ
    والضِّدُّ قُلْ نَوْعٌ مِنَ الْمُشْتَرَكِ = نُقَرِّبُهُ منهُ بِكُلِّ مَسْلَكِ
    لاكِنَّهُ مُخَالِفٌ لهُ لِمَا = مِنَ التَّبَاعُدِ بِذَا قدْ رُسِمَا
    إذْ مِنْ عَلامَةٍ لِضِدَّيْنِ عُدِمْ جَمْعُهُمَا وهوَ ضَابِطٌ أَتَمّ
    كالْجَوْنِ للأبيضِ والأسودِ سارْ = وللكبيرِ جَلَلٌ وللصِّغَارْ
    وللعظيمِ والحقيرِ والرَّجَا = لرغبةٍ والخوفِ للجميعِ جَا
    وناهلٍ لشاربٍ وعطشانْ = كما يُقَالُ لهما قُلْ رَيَّانْ
    وظُلْمَةٌ والضوءُ سُدْفَةٌ تَرَى = وباعَ واشتَرَى يُقَالُ قدْ شَرَى
    وقيلَ قدْ طَلَعْتُ إذْ أَقبَلْتُ = وقدْ طَلعْتُ يا أَخِي غِبْتُ
    وقدْ لَمَقْتُ الشيءَ أيْ كتَبْتُهُ = وقدْ لَمَقْتُهُ إذا مَحَوْتُهُ
    وصَارخٌ للمُسْتَغِيتِ والْمُغِيثْ = والصُّبْحِ والليلُ الصريمُ لا تَرِيثْ
    وللإقامةِ وللإسراعْ = في السَّيْرِ إِهْمَادٌ بلا نِزَاعْ
    ورَهْوَةٍ للارتفاعِ وانحدَارْ = والظَّنُّ لليقينِ والشكِّ يُدَارْ
    وهاجِدٍ لنائمٍ وقائِمِ = إلى صلاةِ اللَّيْلِ قلْ للفَاهِمِ
    وفَرَعَ الرَّجُلُ في الجبلِ قدْ = صَعَدَ وانحدَرَ مِنْ ضِدٍّ وُجِدْ
    وقدْ رَتَوْتُ الشيءَ أيْ شَددْتُهُ = وقدْ رَتوتُهُ إذا أَرْخَيْتُهُ
    وقدْ أَفَدْتُ المالَ أيْ أعْطَيْتُهُ = غَيْرِي كذلكَ إذا استَفَدْتُهُ
    والمائلُ اللاصقُ بالأرضِ ومالْ = قامَ فَهْوَ مَائِلٌ كما يُقَالْ
    والضدُّ للوِفاقِ والْخِلافْ = وذا مِن المثالِ خُذْهُ كافْ
    وقيلَ إنَّ عَرَباً لا يُوقِعُونْ = ضِدًّا لِحَيٍّ واحدٍ يا سَامِعُونْ
    لاكِنَّ واحداً لِحَيٍّ ولِحَيّ = مَعْنًى فخُذْهُ ضابطاً مِنْ دُونِ عِيّ
    ويَسْمَعُ البعضُ لذاكَ ويقولْ = هَذَاؤُهُ الضِّدُّ ويَمضِي في النُّقُولْ
    كالجَوْنِ للأبيضِ في لُغَةِ قَوْمْ = وغيرِهم لأسودَ وليسَ لَوْمْ
    وهكذا وَلَيْسَ للإنكارِ = معنًى إذا عُرِفَ أصلٌ جَارِي
    النوعُ السابعُ والعشرونَ: معرفةُ المُتَرَادِفِ
    الألفاظُ إنْ دَلَّتْ على فَرْدٍ يَرَى = فذاكَ يُسَمَّى مُترادفاً جَرَى
    والشرطُ فيهِ باعتبارٍ واحدِ = لا باعتِبَارَيْنِ يُرَى للقاصِدِ
    كالسَّيْفِ والصَّارِمِ ذلكَ لِذَاتْ = وذا يُرَى لِصِفَةٍ مِن الصِّفَاتْ
    بلْ هوَ كَالْحِنْطَةِ والقمْحِ وبُرّ = كُلُّ لِذَاكَ الحبِّ قالَ مَنْ بَصَرْ
    وبعضُهم أَنْكَرَهُ وأَوَّلا = جميعَ ما رُوِيَ منهُ مُسَجَّلا
    مثالُهُ الإنسانُ قالَ والبشَرْ = كِلاهُما جاءَ لمعنًى مُعْتَبَرْ
    ذاكَ مِنَ النسيانِ أوْ أُنْسٍ يُشَقّ = وذا مِن الظهورِ للبشرةِ حَقّ
    وهكذا جَمِيعُ ما منهُ يَرِدْ = فإنَّهُم تَأَوَّلُوهُ فاسْتَفِدْ
    ومَنْ أَبَى قدْ قالَ ذا تَكَلُّفْ = ولا إليهِ حاجةٌ تَأْتَلِفْ
    كالسيفِ والحُسَامِ والْمُهَنَّدِ = والعَضْبُ كُلُّها لمعنًى وَاحِدِ
    كذا مَضَى ذَهَبَ ثمَّ انْطَلَقَا = رَقَدَ قدْ هَجَعَ نَامَ حَقِّقَا
    قَعَدَ قدْ جَلَسَ هكذا فَمِنْ = مُأَوِّلٍ وَتَارِكٍ لهُ قَمِنْ
    والرَّيْبُ والشَّكُّ ونَأَى بَعْدُ = مِنْ مُترادفٍ جميعاً عَدُّوا
    والخَمْرُ والعَقارُ والصَّهْبَاءُ وقَهْوَةٌ منهُ بها قدْ جَاءُوا
    وأَسَدٌ وسَبْعٌ ولَيْثْ = كَذَاكَ ضِرْغَامٌ بهِ لا رَيثْ
    وقدْ رَوَوْا لِعَسَلٍ أكثرَ مِنْ = عَدِّ الثمانينَ كما لَهُمْ زَكِنْ
    والسَّيْفُ أكثرُ مِن الخَمْسِينا = فَصَدِّقَنْ قَوْلَهم يَقِينَا
    وقيلَ أَسْمَاءُ الالاه والنبِي = منهُ فخُذْ لِمَا يُفيدُ واطلُبِ
    واحمِلْ كلامَ مانِعٍ في لُغَةِ = واحدةٍ لا لُغَتَيْنِ ثَبْتِ
    لأنَّ ذا لا عاقلٌ قدْ يُنكِرُهْ = لأنَّهُ حيثُ تَمْشِي يُبصِرُهْ
    كالصدْرِ والكَلْكَلِ والجُوشِي قُلْ = والجوشِ والحَيْزُومِ للصَّدْرِ نُقِلْ
    وَهْوَ كثيرٌ ضَبْطُهُ ما قُدِّمَا = مِنِ اتِّفاقٍ معَ تَعَدُّدِ السِّمَا
    فَائِدَةٌ في سَبَبِ الترادُفِ وبَعْضِ فَوَائدِهِ
    وللترادفِ يُقَالُ سَبَبَانْ = فواحدٌ مِنْ وَاضِعَيْنِ يُسْتَبَانْ
    فتَضَعُ القبيلةُ الاسمَ على = شَيْءٍ وأُخْرَى ثانياً لهُ جَلا
    مِنْ غيرِ أنْ تَعْلَمَ كلٌّ بِفِعَالْ = كلٍّ ويُنقَلُ عن الكلِّ المَقَالْ
    وذا هوَ الأكثرُ ثانٍ يُوضَعُ = مِنْ واحدٍ وذا قليلٌ يُسْمَعُ
    ومِنْ فوائدٍ لهُ أنْ تَكْثُرَا = وسائلُ النُّطْقِ فيَسْهُلَ جَزَى
    ويَتَوَسَّعُ سُلُوكٌ بِطُرُقْ = فصاحةً بلاغةً مِمَّا يَرُقْ
    في النظْمِ والنثرِ ويَكثُرُ الْجِناسْ = ويَظهرُ الجَلِيُّ منهُ ذا التباسْ
    النوعُ الثامنُ والعشرونَ: مَعْرِفَةُ الاتِّباعِ
    إنْ تَتْبَعِ الكلمةُ كلمةً على = وِزَانِها معَ الرَّوِيِّ قدْ جَلا
    فذلكَ الاتِّباعُ والبعضُ اشْتَرَطْ = بينَهما عَدَمُ واوٍ أوْ سَقَطْ
    ورُبَّما يَختلِفُ الرَّوِيّ = وَهْوَ إذاً وَجْهَانِ يا سَمِيّ
    فواحدٌ تكونُ ذاتَ مَعْنَى = ثانيَةَ ثانٍ فخُذْهُ مَعْنَى
    تكونُ لا واضحةً في المَعْنَى = ولا اشتقاقَ ظاهرٌ قدْ يُعْنَى
    كقولِ سيِّدِ الأنَامِ ذاكَ حَارّ = وبعدَ ذا أَتْبَعَهُ بقولِ يَارّ
    وقولِهم عطشانُ مَعْهَا نَطْشَانْ = وجائعٌ نَائِعٌ مَعْهَا وِفْقَانْ
    وحَسَنٌ بَسَنٌ والذي بِوَا = حَيَّاكَ رَبُّنا وبَيَّاكْ رَوَى
    وقولِهم حَلَّ وبَلَّ ويُقالْ = بلْ شِفاءٌ ليسَ اتِّباعاً يُنالْ
    وقيلَ في بَيَّاكَ أيضاً اضْحَكَا = وليسَ اتِّبَاعاً فخُذْ لنُصْحِكَ
    كذاكَ حَلَّ ثمَّ بَلَّ أيْ حَلالْ = وقيلَ بلَّ أيْ شفاءٌ في الْمَقالْ
    ورَجُلٌ قيلَ قَسيمٌ ووَسيمْ = كِلاهُما معنًى جميلٌ يا فَهيمْ
    ثمَّ ضَئِيلٌ بعدَها بَثِيلْ = مَعْنَاهُما النَّحِيفُ يا نَبِيلْ
    وَجَا جَدِيدٌ أيْ قَشِيبٌ وكذا = جَاءَ مَلِيحٌ وقَرِيحٌ فَخُذَا
    وَهْوَ كثيرٌ وذا مِنْ أَمْثِلَتِهْ = يُغْنِي عنِ التَّطْوِيلِ معَ تَكْمِلَتِهْ
    ومنهُ نَوْعٌ عُدَّ في التوكيدِ عِي = كَأَكْتَعَ وأَبْصَعَ معَ أَجْمَعِ
    النوعُ التاسعُ والعشرونَ: معرفةُ العامِّ والخاصِّ، وفيهِ خمسةُ فصولٍ
    الفصلُ الأَوَّلُ: العامُّ الباقي على عمومِهِ
    وهو ما وُضِعَ للعمومِ = واستعمَلُوهُ هكذا أَقَوْمِي
    وَبَابُهُ الذي لهُ الكُلِّيَّاتْ = وخُذْ مِنْ أَمْثِلَتِهِ جُزئيَّاتْ
    مِنْ ذاكَ كلُّ ما عَلاكَ فَأَظَلّ = فَهْوَ سماءٌ لكَ يا أخا الْمِلَلْ
    وكلُّ أرضٍ قدْ يُرَى مُستوِيَهْ = فَهْيَ صَعيدٌ ولذاكَ فادْرِيَهْ
    وكلُّ ما مِنَ البِنَا يُرَبَّعُ = فَهْوَ كَعْبَةٌ لذلكَ فَعُوا
    وكلُّ ما مِن البِناءِ عالْ = فهوَ صرْحٌ عندَهم أَتَالْ
    وكلُّ ما امْتِيزَ عليهِ مِنْ إِبِلْ = وغيرِها فَهْوَ عِيرٌ مُسْتَقِلْ
    وكلُّ ما قدْ يُسْتَعَارُ مِنْ قَدُومْ = ونحوِها فهوَ مَاعُونٌ يَدُومْ
    وكلُّ بُستانٍ عليهِ حائِطُ = فهوَ حديقةٌ لذاكَ ضابِطُ
    وكلُّ ما هيَ كَرِيمَةٌ تُرَى = فهيَ عَقيلةٌ كما قدْ ذُكِرَا
    وكلُّ شَجرةٍ لها شَوْكٌ عِضَاهْ = وعَكْسُها سَرْحٌ فخُذْ بلا اشتباهْ
    وكلُّ بُقعةٍ بلا بِناءْ = فهيَ عُرْصَةٌ بلا خَفاءْ
    وهكذا فمِثلُ ذا هُوَ العُمومْ = وَضْعاً بَقِيَ على العمومِ للفَهُومْ
    الفصلُ الثاني: في العامِّ المخصوصِ
    وَهْوَ ما وُضِعَ في الأصلِ لعامّ = وبعضُ أفرادٍ بهِ خُصَّ الْمَرام
    كالحَجِّ في الأصلِ لقَصْدٍ ويُخَصّ = بقَصْدِ بيتِ اللَّهِ حَيْثُمَا يُنَصّ
    والسبتُ للدَّهْرِ وخُصَّ في الكلامْ = بآخِرِ الأسبوعِ جَا على الدوامْ
    والرَّثُّ للخسيسِ فيما نُقِلا = وفي اللِّبَاسِ والفِرَاشِ اسْتُعْمِلا
    والعِهْنِ للصوفِ المُلَوَّنِ وقيلْ = جميعُ صُوفٍ هوَ عِهْنٌ يا نَبيلْ
    وانظُرْ لذا الضَّابِطِ في جميعِ عامْ = خُصَّ بهِ فَرْدٌ لهُ مِن الكلامْ
    الفصلُ الثالثُ: فيما وُضِعَ في الأَصْلِ خاصًّا ثمَّ استُعْمِلَ عامًّا
    الوِرْدُ إتيانٌ لماءٍ ثمَّ صارْ = إتيانُهُ وغيرُهُ في الاعتبارْ
    والقُرْبُ كانَ طلَبَ الماءِ وصارْ = لكلِّ ما يُطلَبُ ليلاً أوْ نَهَارْ
    تقولُ لا يَقْرَبُ ذا لا يَطْلُبُهْ = وهوَ لذا يَطلبُهُ ويَقْرَبُهْ
    ونُجْعَةٌ طلَبُ غَيْثٍ وتُقالْ = لكلِّ ما طُلِبَ فاحفَظْ للمِثالْ
    والأصلُ في مَنِيحةٍ لِمَا حُلِبْ = وللعَطَايَا كُلِّها قِيلتْ فطِبْ
    والأصلُ في الوَغَى اختلاطُ الصوتِ في = حربٍ فصارَ الوَغَى للحربِ يَفِي
    والغيثُ للمطرِ أَصْلاً وثَبَتْ = لكلِّ ما منهُ يُقَالُ قدْ نَبَتْ
    وسَوْقُ مَهْرٍ أصلُهُ للإبِلِ = ونحوِها وفي الدَّرَاهِمِ انْفِلِ
    وجَزَّ رَأْسَهُ تقالُ والمرادْ = شَعْرُهُ فاحفَظْ لذا مِن المُنْقَادْ
    وقِسْ عليهِ كلَّ لفظٍ خُصَّ ثُمّ = رِيدَ بهِ العمومُ أيضاً فَيَعُمّ
    الفصلُ الرابعُ: فيما وُضِعَ عامًّا واسْتُعْمِلَ خاصًّا ثمَّ أُفْرِدَ لبعضِ أفرادِهِ اسمٌ يَخُصُّهْ
    والفِرْكُ مِنْ عُمُومِ بُغْضٍ ويُخَصّ = بهِ الذي مِنْ بَيْنِ زَوْجَيْنِ يُنَصّ
    ومِنْ عُمُومٍ للتشَهِّي خُصَّا = إلى الْحُبَالَى وَحْمٌ ونُصَّا
    ونَظَرٌ عَمَّ إلى الأشياءِ = والشَّيْمُ بالبَرْقِ يَخُصُّ الرَّاءِي
    والاجتلاءُ عَمَّ والجلاءْ = يُخَصُّ بالعُرُوسِ لا تُرَاءْ
    والغُسْلُ للأشياءِ عَمَّ وتَرَى = قُصَارَةً تُخَصُّ بالثوبِ جَرَى
    والغُسْلُ للبَدَنِ عَمَّ والوُضُوّ = للوجهِ واليدَيْنِ خُصَّ مُفْرَضُ
    والحَبْلُ قدْ عَمَّ وَكْرٌ يُصْعَدُ بهِ = إلى النخلِ خُصُوصاً تَجِدُ
    وعَجُزٌ عمَّ وبالنِّسَاءِ = عَجِيزَةٌ خُصَّتٌ بلا امْتِرَاءِ
    وذَنَبٌ قدْ عَمَّ والذُّنَابَى = قدْ خُصَّ للفرسِ لَنْ يُعابَا
    وعمَّ تَحْرِيكٌ وَإِنْغَاضٌ يُرَى = قدْ خُصَّ بالرأسِ كما قدْ سُطِّرَا
    وعندَهم لَفْظُ الحديثِ عَمَّا = وسَمَرٌ بالليلِ خُصَّ ثَمَّا
    والسَّيْرُ عَمَّ وإِدْلاجٌ والسُّرَى = كِلاهُما باللَّيْلِ خُصَّ فَانْظُرَا
    والنومُ في الأوقاتِ عَمَّ وأَتَى = قَيْلُولَةٌ نِصفَ النهارِ مُثْبَتَا
    وطلَبٌ عَمَّ وفي الخيرِ يَجِي = لفظُ التَّوَخِّي بخُصُوصٍ بِهَجِي
    ومِثلُ ذا إذا وَجدْتَهُ خُذَا = وللذي يُودَى للنُّكْرِ انْبِذَا
    الفصلُ الخامسُ: فيما وُضِعَ خاصًّا لِمَعْنًى خاصٍّ
    لِعَرَبٍ كلامٌ خُصَّ بِمَعَانِ = ليسَ يَجوزُ نَقلُهُ عنها لِعَانِ
    تَكُونُ في الخيرِ وفي حِسٍّ وفي = لَيْلٍ وفي ضِدٍّ وغيرِ ذا تَفِي
    مِنْ ذاكَ قولُهم مَكَانَكَ استَفِيدْ = كِلْمَةً قدْ وُضِعَتْ على الوَعيدْ
    ثمَّ التابعُ الهَافِتُ ولمْ = تُسْمَعْ سِوَى في الشرِّ عندَ مَنْ فَهِمْ
    أُولَى لهُ تُقَالُ للتهديدِ = أيْ نالَهُ المكروهُ بالوعيدِ
    وظَلَّ يَفعلُ كذا جَا للنهارْ = وباتَ يَفعلُ لِلَّيْلِ ذا اسْتِنَارْ
    وقدْ أَتَى التَّأْوِيبَ سَيْراً في النهارِ = ليسَ بهِ التَّعْرِيجُ بلْ في الكلِّ سَارِ
    وجَاءَنا الإِسْآدُ سَيْرُ الليلِ = ليسَ بهِ التَّعْرِيسُ عندَ الجيلِ
    وقدْ أَلَحَّ جَمَلٌ وخَلأَتْ = نَاقَتُهم وفَرَسٌ قدْ حَرِنَتْ
    وغَنَمٌ ليلاً يُقَالُ نَفَشَتْ = وفي النهارِ قدْ يُقَالُ هَمَلَتْ
    وجاءَ للإناثِ قُلْ مِنْ إِبِلْ = يَعْمَلَةٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ عَمَلِ
    والنعتُ وَصْفُ الشيءِ خُصَّ بالْحَسَنْ = ولا يقالُ عندَهم في السُّوءِ عَنْ
    وليلةٍ ذاتِ أَزِيزٍ أيْ شديدْ = قَرُّها ولا لِيَوْمٍ ذا تُفِيدْ
    وَاشِ قومٍ حيثُ قامَ بعضُهمْ = لبعضِهم للشرِّ لا لِيُرْضِهِمْ
    وقدْ جَزَزْتُ الضَّأْنَ والْمَعِزَ حَلَقْ = كُلٌّ بذاكَ خُصَّ عندَ مَنْ سَبَقْ
    وخُفِضَتْ جاريَةٌ ولا يُقالْ = ذلكَ في الغلامِ عندَ ذِي المقالْ
    وما بها قُلْ أَرَمٌ أيْ أَحَدْ = ليسَ يَجِي إلاَّ بنفْيٍ يُرَدْ
    والبَوْشُ للجمْعِ الكثيرِ بِتَا = واخصُصْ بهِ قَبَائِلاً قُلْ شَتَّى
    وذا كَثِيرٌ في معانٍ شَتَّى = وذا مِن الْمِثالِ يَكفِي بَتَّا
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ثمار المزهر Empty رد: ثمار المزهر

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 02, 2015 11:50 am

    النوعُ الثلاثونَ: معرفةُ الْمُطْلَقِ والْمُقَيَّدِ
    فمُطْلَقٌ مُقَيَّدٌ أشياءْ = تُرَى لها تَخْتَلِفُ الأسماءْ
    وَاخْتَلَفَ الأوصافُ باختلافْ = أحوالِها وذا بلا خِلافْ
    كالْكَاسِ كَاسٌ إنْ بهِ شرابْ = إلاَّ زجاجةٌ وَذَا صَوَابْ
    وإذ يُرَى الطعامُ فوقَ المائدهْ = فَهِيَ وإلاَّ فخِوانٌ عَائِدَهْ
    والكُوزُ ذُو العُرْوَةِ إلاَّ فهوَ = كُوبٌ كما عنْ عَرَبٍ ذا يُرْوَى
    ولا يُقَالُ قَلَمٌ إلاَّ إذا = عُودٌ بَرَى أُنبوبةً غَيْرُ خُذَا
    وخاتَمٌ ذُو الفَصِّ إلاَّ فَتْخَهْ = والفَرْوُ ذُو الصُّوفِ وجِلدٌ مَفْسَخَهْ
    أَريكَةٌ إذا عليهِ حَجَلَهْ = إلاَّ سَرِيرٌ قالَ ذاكَ النَّقَلَهْ
    وحُلَّةٌ ثَوْبَانِ والسَّجْلُ يُرَى = دَلْوٌ بهِ مَاءٌ وإلاَّ لا تَرَى
    ولا تَقُلْ ظَعينَةٌ حتَّى تَرَى = أُنْثَى بِهَودجٍ كما قدْ سُطِّرَا
    واللِّحْيَةُ الشعرُ فوقَ لَحْيَيْنِ = وذَقنٌ لا غيرَ ذاكَ كُلَّ حِينِ
    والدَّلْوُ لا تَقُلْ ذَنُوباً حتَّى = تَراهُ مَلآناً بماءٍ بَتَّا
    ولا تَقُلْ عِهْنٌ سِوَى إنْ صُبِغَا = إلاَّ فَصُوفٌ عندَ مَنْ قدِ ابْتَغَى
    والْخِدْرُ لا تَقُلْ إلاَّ إذا بِهِ = جاريَةٌ إلاَّ فسِتْرٌ نَبِّهِ
    ولا تَقُلْ لِذَهَبٍ تِبْراً سِوَى = إِنْ لمْ يُصَغْ كما رَوَاهُ مَنْ رَوَى
    وقِسْ على هذا بلا مُفَنِّدْ = جميعَ مُطْلَقٍ معَ الْمُقَيَّدْ
    النوعُ الحادي والثلاثونَ: معرفةُ المُشَجَّرِ
    وإنْ تَداخَلَ الكلامُ لِمَعَانْ = مُختلفاتٍ فمُشَجَّرٍ اسْتَبَانْ
    لأنَّهُم قدْ شَبَّهُوهُ بشَجَرْ = لهُ فروعٌ كَثُرَتْ حيثُ ظَهَرْ
    وكلُّ شيءٍ بعضُهُ تَداخَلا = بالبعضِ قُلْ تَشاجُرٌ قدْ حَصَلا
    كقولِهم في شَجْرَةِ العَيْنِ ذي عَيْنْ = وَجْهٍ ووجهٌ هوَ قصدٌ دونَ مَيْنْ
    والقصدُ كَسْرٌ ثمَّ كَسْرُ جانِبْ = خِبائِهم خِبَاؤُهمْ يا طَالِبْ
    مَصْدَرُ خَابَأْتُ الفتَى إذا لَهُ = خَبَّأْتُ وهوَ خَابِئٌ قُلْ مِثْلَهُ
    والخَبْءُ قيلَ للسحابِ والسحابْ = عِمامةُ النبيِّ قلْ بلا ارتيابْ
    والنبيُّ التَّلُّ يُقَالُ العَالِي = والتلُّ صَفْحُ عُنُقٍ يا تَالِي
    والعُنُقُ الرَجُلُ مِن الْجَرَادِ = والرَّجُلُ هوَ الفهْدُ قُلْ للنَّادِي
    والفهدُ هوَ المَطَرُ المُعَاوِدْ = ثمَّ المُعَاوِدُ المريضُ عَائِدْ
    أعنِي يَعُودُكَ وأنتَ قدْ تَعُودْ = في مَرضٍ كلٍّ بعودِهِ لحودْ
    ثمَّ المريضُ هوَ ذُو شكٍّ وشَكّ = يُقَالُ للطاعنِ حَيْثُمَا سَلَكْ
    وهكذا وقَصَدْنَا الْمِثالْ = ومنهُ ذا يَكفِي كما يُقَالْ
    فرْعٌ
    والعينُ عينُ الشمسِ والشمسُ شِمَاسْ = خيلٍ وخيلٌ وهمْ بلا التِبَاسْ
    والوهمُ الجَمَلُ والجَمَلُ قُلْ = مِنَ الذي في البَحْرِ دَبَّ يا رَجُلْ
    والبحرُ جاءَ الماءُ ذاكَ الْمِلْحُ = والملحُ قيلَ الحُرْمَةُ الْمُصِحُّ
    والحُرْمَةُ الذي للإنسانِ حَرامْ = على سِوَاهُ فافْهَمَنْ للمَرَامْ
    وقالَ حَرَامٌ هوَ حَيٌّ مِنْ عَرَبْ = والحيُّ ضِدُّ مَيِّتٍ إذا عَزَبْ
    فرعٌ
    والعينُ هيَ النَّقْدُ والنَّقْدُ فَعِ = ضَرْبُكَ أُذْنَ رَجُلٍ بإِصْبَعِ
    والأُذُنُ هوَ الرجلُ الَّذِي يُقالْ = بأنَّهُ القَابِلُ كلَّ ما مَقالْ
    والقابلُ الآخذُ دَلْوَ الْمَائِحِ = والدَّلْوُ قُلْ سَيْرٌ رَفِيقٌ رَائِحِي
    ثمَّ الرفيقُ الصاحبُ الْمُرافِقْ = والصاحبُ السيفُ فقلْ يا فَائِقْ
    والسيفُ مصدرٌ لِسَافَ مَالَهُ = إذا يُرَى أَوْدَى وذا مَقالُهُ
    وقيلَ أَوْدَى رَجُلٌ إذا خَرَجْ = وَدْيُهُ وذا الفَسِيلُ قدْ دَرَجْ
    فرعٌ
    والعينُ مَوْضِعُ انفجارِ الماءْ = والانفجارُ شَقُّ صُبْحٍ جاءْ
    والصُّبْحُ جَمْعُ أَصْبُحٍ وَهْوَ لونْ = قيلَ مِنْ ألوانِ الأسودِ في الفُنُونْ
    واللونُ هوَ الضَّرْبُ والضَّرْبُ يُرَى = ذا الرجلُ المهزولُ حَيْثُمَا جَرَى
    وعَرَّفُوا المَهْزُولَ أنَّهُ الفقيرْ = مكسورُ فِقَرِ الظَّهْرِ ذا عندَ الخَبِيرْ
    والفَقْرُ قدْ تُقَالُ للبوادِرْ = وذي أُنُوفٍ للجبالِ سائرْ
    وقالَ أُنُوفٌ لأوائلِ الأمُورْ = مِنْ كلِّ شيءٍ هكذا هذا يَدُورْ
    فرْعٌ
    والعينُ قدْ تُقَالُ عينُ الْمِيزانْ = وذا لِبُرْجٍ في السماءِ فَيَدَانْ
    وَجَا السماءُ أَعْلَى مَتْنِ الفَرَسْ = والمَتْنُ صُلْبُ الأرضِ للعلْمِ قِسْ
    والأرضُ قيلَ لقوائمِ الدوابّ = قوائمٌ هيَ السَّوَارِي لا ارْتِيَابْ
    ساريَةٌ مُزْنَةٌ تَنْشَأُ لَيْلا = واليلُ فَرْخُ الكَرَوَانِ قِيلا
    واليلُ ما عليهِ قدْ تَشتمِلُ = قبائلُ الرَّأْسِ لهذا فانْقِلُوا
    ثمَّ القبائلُ مِنَ العربِ دُونْ = أحيائِهم فلا تَمَلَّ مِنْ فُنونْ
    فرعٌ
    والعينُ قيلَ مَطرٌ لا يُقْلِعُ = عددَ أَيَّامٍ فخُذْ ما يُسْمَعُ
    ومطرٌ حَيٌّ مِنْ أحياءِ العرَبْ = جَمْعُ حَيَاءِ ناقةٍ هذا اجْتَلَبْ
    وجا الحياءُ أنَّهُ اسْتِحْيَاءُ = وقيلَ الاستحياءُ الاسْتِبْقَاءُ
    وجاءَ الاستبقاءُ لالْتِمَاسِ = لنظرةٍ والالتماسُ قاسِي
    يُقَالُ للجِماعِ والْجِماعْ = ضدُّ الفِرَاقِ خُذْ بذا انْتِفَاعْ
    ثمَّ الفِراقُ جَمْعُ فَرَقٍ ظَرُفْ = يُسْمَعُ قلْ سِتِّينَ رَطلاً عُرِفْ
    والفِرَقُ جمْعُ فَارِقٍ وفَارِقْ = تعريفُها عندَهم يا فَائِقْ
    بأنَّها تَذهبُ للوِلادَهْ = لمْ يَدْرِ أينَ تُنْتِجُ الأَوْلأدهْ
    فرعٌ
    والعينُ قُلْ رَئِيسُ قَوْمٍ والرئيسْ = يقالُ للمُصَابِ في الرأسِ النفيسْ
    والرأسُ في القبيلةِ الزعيمْ = يعني بهِ سَيِّدَها القَوِيمْ
    ثمَّ الزعيمُ قيلَ للصَّبِيرْ = وهوَ الكفيلُ عندَ ذي الخبيرْ
    وذا السَّحَابُ الأبيضُ الذي يُرَى = تراكَمَتْ أعناقُهُ حيثُ جَرَى
    وقيلَ أَعْنَاقٌ بِجَمْعِ عُنُقْ = وذِي لرَجُلٍ مِنْ جَرَادٍ فَثِقْ
    وجا الجَرَادُ الفهدُ والفهدُ الْمَطَرْ = أَوَّلٌ في السَّنَةِ حَيْثُمَا ظهَرْ
    وأَوَّلٌ يُقَالُ يومُ الأَحَدِ = في لُغةِ العربِ قبلَ أَحْمَدِ
    كما تقولُ أَهْوَنُ للاثنَيْنِ = وبعضُهم أَهْوَدُ قالَ دُونَ مَيْنِ
    وللثُّلاثاءِ رَأَوْا جُبَارَا = وقدْ رَأَوْا للأَرْبِعَا دُبَارَا
    وللخميسِ مُونِسٌ والْجُمُعَهْ = عَرُوبَةٌ سَبْتٌ شِيَارَا فَاسْمَعَهْ
    فَرْعٌ
    والعينُ نفسُ الشيءِ والنفسُ تُقالْ = لمِلْءِ كفٍّ مِنْ دِباغٍ في المقالْ
    والكفُّ هوَ الذَّبُّ والذَّبُّ دَرَى = للثَّوْرِ وَحْشِيٌّ وهذا قدْ قُرَى
    قُشورٌ للقَصَبِ تَعْلُو وَجْهَ ما = وقَصَبُ رِهَانِ خَيْلٍ عُلِمَا
    ثمَّ الرِّهَانُ قيلَ للمُراهَنَهْ = وهذه تُقالُ للمقاوَمَهْ
    ثمَّ المُقَاوَمَةُ ذِكْرُ القومِ = أَهْلَهمْ للفخْرِ أيَّ يَوْمِ
    والقومُ قدْ يُقَالُ للقِيامِ = فاحفَظْ بما يُفيدُ مِنْ كلامِ
    فرعٌ
    والعينُ قيلَ ذَهَبٌ والذهَبْ = زوالُ عَقْلٍ فلهُ لا تَقْرَبْ
    والعقلُ مثلُ الشَّدِّ ثمَّ الشَّدُّ = الأحكامُ والأحكامُ كَفٌّ عَدُّوا
    والكَفُّ قلْ قَدَمُ طائرٍ قَدَمْ = ثُبُوتٍ والثُّبُوتُ عندَهم أَلَمْ
    لِجَمْعِ ثَبْتٍ مِنْ رِجَالٍ أيْ شُجَاعْ = ثمَّ الشجاعُ حَيَّةٌ بلا نِزَاعْ
    وذا أَخِيرٌ ما هانَ مِنَ الْمِثالْ = وَهْوَ كثيرٌ عندَهم أَيَا رِجَالْ
    إذْ هوَ تَوْلِيدُ المعاني للكلامْ = ومَنْ يَشأْ يَجعلْهُ بلا تَمَامْ
    النوعُ الثاني والثلاثونَ: معرفةُ الإبْدَالْ
    مِنْ سُننِ العربِ إبدالُ الحروفْ = فالبعضُ عنْ بعضٍ يَنوبُ في الصُّرُوفْ
    وقَلَّمَا تَجِدُ حَرفاً إلاَّ = جاءَ بهِ البدَلُ خُذْ لوْ قَلاَّ
    فالهمزُ مِنْ هاءٍ وعينٍ تُبْدَلُ = والواوُ والياءُ كما قدْ نَقَلُوا
    كقولِهم هِيَّاكَ في إِيَّاكْ = وَعَنْ في أَنْ كَمَا أَتَاكْ
    كذاكَ أكَّدْتُ ووَكَّدْتُ يُرَى = والمَعِي يَلْمَعِي ذُكِرَا
    وقدْ تَعاقَبَتْ معَ الكافِ كما = قيلَ احْتِبَاكٌ في احْتِبَاءٍ فاعْلَمَا
    والباءُ مِيماً كالرِّبَا مثلُ الرِّمَا = وقيلَ مَهْلاً مِثْلُهُ بِهْلاً سَمَا
    وَهْوَ والتاءُ تقولُ صُلْبْ = ومثلُهُ صُلْتٌ فخُذْ يا حِبّ
    وَهْوَ والثاءُ كهذهِ الثَّرَى = تُقَالُ بالباءِ كما قدْ ذُكِرَا
    كذا هُمَا بينَهما ومعَهْ = كُلٌّ يَجِي عنْ آخَرٍ مَوْضِعَهْ
    بلْ كُلُّ حرفَيْنِ تَشابَها بخَطّ = بينَهما الإبدالُ في اللغةِ قَطْ
    والتاءُ والدالُ كَمَدَّ في الْمَسيرْ = وَمَتَّ والسُّدَى لثَوْبٍ يا خَبِيرْ
    وَهْوَ والسينُ كَنَاسٍ وَالنَّاتْ = كذاكَ أَكْيَاسٌ تُرَى وأَكْيَاتْ
    وَهْوَ والطاءُ كَهَذِي الأقطارْ = تُقالُ للنواحي مِثْلُ اقْتَارْ
    وَهْوَ والواوُ كمثلِ التَّقْوَى = يُقالُ مِنْ وَقَيْتُ خُذْ ما يُرْوَى
    والثاءُ والذالُ تَقولُ غَثْمَا = لهُ إذا دَفَعَ مثلَ عَذْمَا
    وقيلَ قدْ قَرَأَ مَا تَعَلْثَمَا = أيْ ما تَوَقَّفَ كذا تَعَلْذَمَا
    والثاءُ والفاءُ كَذِي حُثالَهْ = تُقَالُ للرَّدِيءِ والحُفَالَهْ
    ورَأْسُهُ شَدَخَهُ ثَلَغَهْ = وهكذا بالفاءِ قلْ فَلَغَهْ
    والجيمُ والكافُ كمَرُّوا يَرْتَجُوا = ويَرْتَكُوا إذا هُمْ تَرَجْرَجُوا
    والحَاءُ والعَيْنُ تَقُولُ ضَبَحَتْ = خَيْلٌ إذا تَعْدُو كَمِثلِ ضَبَعَتْ
    والحاءُ والهاءُ تَقُولُ قَحَلا = جِلْدٌ إذا يَبِسَ مِثْلَ قَهَلا
    والخاءُ والهاءُ اطْرَخَمَّ واطْرَهَمْ = تقولُ للشخصِ الطويلِ في الأُمَمْ
    كذاكَ بَخٍ بَخٍ في التَّعَجُّبِ وبِهْ = بهِ مِثْلُها وليسَ ذاكَ يُشْبِهْ
    والدالُ والطاءُ كمَدِّ الحرْفَا = وَمَطِّهِ والكلُّ ليسَ يَخْفَى
    وهكذا الإِبْعَادُ والإِبْعَاطْ = وهكذا فقَدْ وقَطْ يُنَاطْ
    والدالُ واللامُ تقولُ مُعَدَّهْ = إذا لهُ اختَلَسَ مِثْلَ مُعَلَّهْ
    ومثلُ ذا المَعْكُودُ والمَعْكُولْ = تُقَالُ للمحبوسِ ذا مَنْقُولْ
    والزايُ والسينُ كمثلِ نَزَغَهْ = يَعْنِي بها طَعَنَهُ كَنَسَغَهْ
    والشَّازُ والشَّاسُ غليظٌ مِنْ مَكَانْ = وشَازِبٌ شَاسِبٌ يَابِسٌ بَيَانْ
    والزايُ والصادُ تقولُ زَمْزَمَهْ = وَهْيَ الجماعةُ كمِثلِ صَمْصَمَهْ
    وامرأةٌ مِنْ زَوْجِها قدْ نَشَزَتْ = عَصَتْهُ ثمَّ مِثْلُها قدْ نَشَصَتْ
    والسينُ والصادُ يُرَى مثلُ السِّرَاطْ = بالسينِ قيلَ وبصادٍ كالصِّرَاطْ
    والصادُ والطاءُ يُقَالُ أَمْلَصَتْ = وَلَدَها أَلْقَتْ كمثلِ أَمْلَطَتْ
    والفاءُ والكافُ كَذِي حَسَافِلْ = تُقْصَدُ للصِّغَارِ والحَسَاكِلْ
    وصَدْرُهُ فيهِ حَسيفةٌ تُريدْ = عَداوةً مثلُ حَسِيكَةٍ تَزِيدْ
    والميمُ والنونُ كغيمٍ للسَّحابْ = ومثلُهُ غَيْنٌ يُقالُ لا ارْتِيَابْ
    ومَسَعَ الشَّمَالُ مِثْلُ نَسَعَا = وامْتَقَعَ اللونُ كمِثلِ انْتَقَعَا
    ومِنْ مُضَاعَفٍ كَدَسَّاهَا تُرَى = مِنْ دَسَسْتُ أَلِفُها كما جَرَى
    وقَوْلُهم لمْ يَتَسَنَّهْ قدْ يُقالْ = مِنْ لفظٍ مَسْنُونٍ وهكذا المَنَالْ
    وهكذا سُرِّيَّةٌ نَنَالْ = مِنْ قولِهم تَسَرَّرَتْ ثِقَالْ
    والهاءُ همزةٌ كَهَذَّ قُطِعَا = ومثلُهُ أَذَّ كما قدْ سُمِعَا
    وليسَ إبدالٌ بما مَرَّ يُخَصّ = بلْ هوَ في جميعِ أَحْرُفٍ يُنَصّ
    وذا الذي ذَكَرْتُهُ نحوُ الْمِثالْ = فَأَحِذْ عليهِ حَذْوَ نَعْلٍ بِنِعَالْ
    النوعُ الثالثُ والثلاثونَ: معرفةُ القلْبِ
    مِنْ سُنَنِ العربِ قلْبٌ ويكونْ = في كِلْمَةٍ وقِصَّةٍ خُذِ الفُنُونْ
    فكِلْمَةٌ كالجَذْبِ والجَبْذِ يُرَى = والبَكْلُ واللَّبْكُ لخلْطٍ ذُكِرَا
    وقولُهم ذَلِكَ ما أَطْيَبَهْ = وقولُهم كَذَاكَ ما أَيْطَبَهْ
    وقولُهم رَبَضَ مثلُ رَضَبْ = وَأَنْبَضَ القوسُ كذاكَ أَنْضَبْ
    وقولُهم صَاعِقَةٌ وَصَاقِعَهْ = ثمَّ لَعَمْرِي ورَعَمْلِي سَامِعَهْ
    ثمَّ اضْمَحَلْ وامْضَحَلّ = وعَمِيقْ تَجِدْ في الكلامِ مِثْلَها مَعِيقْ
    وقدْ لَبَكْتُ الشَّيْءَ أيْ خَلَطْتُهُ = ومثلُها كَذَاكَ قدْ بَكَلْتُهُ
    كذا مُكَبَّلٌ وقلْ مُكَلَّبُ = وَبَسْبَسٌ قَفْرٌ كذاكَ سَبْسَبُ
    وهكذا في كُلِّ كِلْمَةٍ جَرَى = تقديمُ بعضِها لبعضٍ قدْ يُرَى
    وَهْوَ في القِصَّةِ أنْ يُقَدِّمَا = بَعْضاً على بعضٍ إذا تَكَلَّمَا
    وليسَ ذلكَ بِضَائِرٍ كما = يُحْذَفُ بعضٌ لاخْتِصَارٍ فَافْهَمَا
    النوعُ الرابعُ والثلاثونَ: معرفةُ النحتِ، ويُقَالُ: مَعْرِفَتُهُ مِن اللوازمِ
    وعَرَبٌ تَنْحِتُ مِنْ كِلْمَتَيْنْ = كِلْمَةً للاختصارِ دُونَ مَينْ
    كَعَبْشَمِيٍّ نِسبةً تُقَالْ = لعبدِ شمسٍ هكذا المِثَالْ
    وحَيْعَلَ المنادِي حيثُ قالا = حيَّ على الصلاةِ خُذْ مِثالا
    كذاكَ حَوْقَلَ وثمَّ هَيْلَلا = بَسْمَلَ جَعْفَدَ كذاكَ سَبْحَلا
    حَمْدَلَ حَسْبَلَ ومَشْكَنَ كَذَا = سَمْعَلَ طَلْبَقَ ودَمْعَزَ خُذَا
    وهَكَذَا مِنْ كُلِّ ما شِئتَ انْحِتْ = لمثلِ ذا ولا تَخَافْ وَاثْبُتْ
    وَهْوَ كما يَنْحِتُ نَجَّارٌ خَشَبْ = يُلْصِقُهُ بخَشبٍ لَمَّا طَلَبْ
    النوعُ الخامسُ والثلاثونَ: معرفةُ الأمثالِ
    الأمثالُ حكمةُ العربِ فيَجتمعْ = بها ثلاثٌ مِنْ خِلالٍ فَاسْتَمِعْ
    إيجازُ لفظٍ ومعانٍ قدْ تُصابْ = وحُسْنُ تشبيهٍ فخُذْ بلا ارتيابْ
    ضَرَبَها اللَّهُ لَدَى القرآنْ = ضَرَبَها خيرُ بَنِي عَدْنَانْ
    وقدْ تَمَثَّلَ بها والسَّلَفْ = مِنْ بعدِهِ كذاكَ لا يَنْحَرِفْ
    ومَثَلٌ يَرْضَاهُ مَنْ عَمَّ ومَنْ = خَصَّ بلفظٍ وبمَعْنًى قدْ كَمَنْ
    فاهَ بهِ الأنامُ في السَّرَّاءْ = فَاهُوا بهِ كذاكَ في الضَّرَّاءْ
    وليسَ بَيْنَهُ وبينَ النادِرَهْ = إلاَّ شُيوعُهُ بكلِّ سَائِرَهْ
    لذا تَراهُ بالتداولِ اشْتَهَرْ = ولوْ جَهِلْتَ سَبباً منهُ ظَهَرْ
    ولا تَرى الأمثالَ قدْ تُغَيَّرُ = لوْ رُوِيَتْ مَلحونةً قدْ ذَكَرُوا
    أوْ وُضِعَتْ خِطابَ أُنْثَى أوْ ذَكَرْ = وقُصِدَ العكسُ فليسَ ذاكَ ضَرْ
    كالصَّيْفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ خَاطِبْ بهِ = لِذَكَرٍ وَهْوَ لأُنْثَى نَبِّهِ
    وخاطِبِ الاثنَيْنِ والجمْعَ بِهِ = ولا يُرَى التغييرُ في خِطابِهِ
    والقوسَ أَعْطِ يا أَخِي بَارِيهَا = تسكينُ ياءٍ قالَهُ بَانِيهَا
    وقُلْ لِمَنْ أَرادَ للتحَوُّلْ = مِنْ أَجْدَبَ انْتَجَعَ جَا في المَثَلْ
    وقلْ لِمَنْ خَوَّفْتَهُ مِنْ قِلَّهْ = يا حَبَّذَا التُّرَاثَ لَوْلا الذِّلَّهْ
    وأَصْلَحَ الغيثُ لِمَا قدْ أَفْسَدَا = يُضْرَبُ للصالحِ كانَ فَاسِدَا
    وكلُّ مَنْ يَسْتَرْعِيَا ذِيباً ظَلَمْ = لِمَنْ يُوَلِّي غيرَ ذي أَمْنٍ أَلَمْ
    خَرْقَاءُ قيلَ وَجَدَتْ صُوفاً ضُرِبْ = للمالِ في يَدِ السفيهِ فذَهَبْ
    ذَوْدٌ إلى ذَوْدٍ يكونُ إِبِلا = وهكذا يَكْثُرُ ما قَدْ قُلِّلا
    ورُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثَا = فلا تَكُنْ مُستعجِلاً حَثِيثَا
    وبفُلانٍ تُقْرَنُ الصَّعْبَةُ قُلْ = يُضْرَبُ للَّذِي بهِ الصَّعْبُ يُذَلّ
    وحيثُ لا يَضَعُ رَاقٍ أَنْفَهُ = للأَمْرِ لا يَقْرَبُهُ ذُو أَنَفَهْ
    والشرُّ أَلْجَأُ إلى مَخِّ العَقِبْ = مَسْئَلَةُ اللَّئِيمِ مِثْلُهُ تَعِبْ
    وقيلَ قدْ سَكَتَ أَلْفاً ونَطَقْ = خُلْفاً لكِلْمَةِ رَدِيئَةٍ سَبَقْ
    بِأَرْضِنا البُغاثُ قدْ تَستنْسِرُ = يُقَالُ للضعيفِ يَقْوَى يُذْكَرُ
    مُجِيرُ أُمِّ عامرٍ لِمَنْ صَنَعْ = مَعْرُوفَهُ في غيرِ أهلِهِ فدَعْ
    وقلْ مَوَاعِيدُ لِعُرْقُوبٍ مَثَلْ = لِمُخْلِفِ الوعدِ كثيراً قدْ نَزَلْ
    تَسمعُ بالْمُعَيْدِ خَيرٌ قدْ يُقَالْ = مِنْ أنْ تَرَاهُ للسَّخِيِّ بلا جَمَالْ
    كذا لهُ المَرْءُ بأَصْغَرَيْهِ بانْ = بقلبِهِ وباللسانِ يُسْتَبَانْ
    يَعْرِفُ مِنْ أينَ يُقَالُ تُوكَلْ = عندَهم الكَتِفُ ذاكَ مَثَلْ
    يُضْرَبُ للداهي مِن الرِّجَالْ = يَعْرِفُها مِنْ وَجْهِها بالحَالْ
    لأنَّ أَكْلَ كَتِفٍ أَعْصَرُ مِنْ = سِوَاهُ وهوَ عِنْدَهم كما زُكِنْ
    مِنْ أَسْفَلَ لأنَّهُ يُسَهِّلُهْ = أمَّا مِنْ أَعْلاهُ فلا يَنْتَقِلُهْ
    وقيلَ لا يُحْسِنُ أَكْلُ الكَتِفْ = لِمَنْ لهُ رَأْيٌ ضعيفٌ فَصِفْ
    وقولُهم لا تَعْدَمُ الحَسْنَاءْ = ذا ما عُنِي عَيْباً أَتَى الأَنْبَاءْ
    لأنَّما الكمالُ والجمالْ = للَّهِ وحدَهُ كذا الجَلالْ
    ولنْ تَرَى مُكَمِّلَ الأَمْثَالْ = وذا كَفَى مِنْ ضَرْبِها بالْقَالْ

    النوعُ السادسُ والثلاثونَ: معرفةُ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ والأبناءِ والبناتِ والإخوةِ والأخواتِ والأَذْوَاءِ والذَّوَاتِ، وفيهِ سِتَّةُ فُصولٍ:
    الفصلُ الأَوَّلُ: في الآباءْ
    أَلَّفَ في ذا النوعِ قُلْ جَماعَهْ = لِذَاكَ شاعَ عندَهم وَذَاعَهْ
    كَقَوْلِهم أبو حُبَاحِبَ لِنَارْ = تَظْهَرُ باللَّيْلِ لِمَا يكونُ طَارْ
    كذا أبو جُخَادِبٍ حِرْبَاءْ = وقيلَ ذَاسِبٌ تَرى الأنباءْ
    كذا أَبُو لَيْلَى لِمَنْ قدْ يَحْمُقُ = وللمُضَعَّفِ يُقَالُ فَثِقُوا
    أَبُو دَرَّاصٍ فَارَةٌ والحَسَلْ = أبُوهُ ضَبٌّ جا بذاكَ النَّقْلْ
    أبو الحُصَيْنِ ثَعْلَبٌ ثمَّ أَبُو = جَعَادةَ ذِيبُ فلا يَنْقَلِبُ
    أبو بَنَاتِ الغيرِ للْكَذَّابْ = تُقَالُ أوْ لِبَاطِلٍ ذَهَابْ
    أَبُو الذُّبَابِ أَبْخَرُ أَبُو قَبِيسْ = جبلُ مَكَّةَ الذي بها نَفِيسْ
    وَهْوَ كثيرٌ والمثالُ يَكْفِي = لِمَالِهِ تُبْدِي الوَرَى وتُخْفِي
    الفصلُ الثاني في الأُمَّهَاتْ
    وكلُّ ما انْضَمَّتْ إليهِ أَشْيَاءْ = فهوَ لها أُمٌّ تَقُولُ الأنباءْ
    لذاكَ سُمِّيَ رَئِيسُ القومِ = أُمًّا لهم في الليلِ ثمَّ الْيَومِ
    وأُمُّ مَثْوَى رَجُلٍ صاحبةُ = مَنْزِلَهُ كَمَا لِذَاكَ ثَبَتُوا
    وهكذا أُمُّ الدِّمَاغِ مَجمَعُهْ = أُمُّ النجومِ قُلْ مَجَرةٌ فَعِهْ
    أمُّ الكِتَابِ سورةُ الحمدِ وقُلْ = أُمُّ القُرَى مَكَّةُ هكذا نُقِلْ
    وأمُّ هِنْبِرٍ هيَ الأتَانْ = إذْ هِنْبِرٌ جَحْشٌ أَيَا إِنْسَانْ
    وأمُّ قُرْآنٍ تُقَالُ وَافْهَمَهْ = لكلِّ آيَةٍ تُرَى مُحْكَمَهْ
    وعندَهُ أُمُّ الكتابِ قدْ عَنَى = باللوحِ ذا المحفوظُ فافْهَمْ وَاعْتَنَى
    وكلُّ ناحيَةٍ أُمُّها تُرَى = أعظمُ بَلْدَةٍ بها كما جَرَى
    وَهْيَ كثيرةٌ معَ اختلافْ = أنواعِها وذا مِثَالٌ كَافْ
    الفصلُ الثالثُ: في الأبناءِ
    والليلُ إنْ أظلَمَ ذاكَ ابنُ جَمِيرْ = وهوَ إذا أقمَرَ ذاكَ ابنُ نَمِيرْ
    والليلُ والنهارُ قيلَ ابْنَا سَمِيرْ = وآخِرُ الشهرِ يُقالُ ابنُ جَمِيرْ
    وحَيَّةٌ دقيقةٌ ابنُ قِتْرَهْ = يُدْعَى بهِ مُحَدَّداً كالإِبْرَهْ
    وابنُ ذَكَاءٍ هوَ صُبْحٌ وذَكَاءْ = شَمْسٌ كذاكَ رَجُلٌ بلا حَفَاءْ
    وفالجٌ ابْنُ خَلاوَةٍ تُقَالْ = للمَرْءِ مِنْ أَمْرٍ بَرِئَ إذْ يُنَالْ
    وجابرُ ابنُ حَبَّةَ تُقَالْ = للخُبْزِ حيثُ كانَ أوْ يُنَالْ
    والعَضُدَانِ ابْنا مِلاطٍ ذُكِرَا = والإِبْطَانِ بالمِلاطَيْنِ اذْكُرَا
    وابْنَا طِمْرٍ جَبَلانِ وكذا = ابْنَا شَمَامٍ جَبَلانِ أُخِذَا
    ضَرْبٌ مِن الكَمَأَةِ ذا ابْنُ أَوْبَرِ = وبعضُ طَيْرِ الماءِ ذا ابنُ أَوْبَرِ
    وصاحبُ العملِ حيثُ جَدَّ فيهِ = قيلَ لهُ ابنُ عَمَلٍ لِمَا يَلِيهِ
    وابنُ مَدِينَةٍ لعَالِمٍ بهَا = وذا كثيرٌ وَمِثَالُهُ انْتَهَى
    الفَصْلُ الرابعُ: في البَنَاتِ
    بَنَاتُ بَحْرٍ وَبَنَاتُ مَخْرِ = سَحَائِبٌ قبلَ المصيفِ تَجْرِي
    إِحْدَى بناتِ طَبَقٍ للدَّاهِيَهْ = يُضربُ ذاكَ مثلاً يا دَارِيَهْ
    كذا بَنَاتٌ لِطَبَارٍ وَطَمَارْ = تُقَالُ للدواهي سِرًّا وجِهَارْ
    وقيلَ بنتُ طَبَقٍ لِحَيَّهْ = تُهْلِكُ بالنفخِ لكُلِّ حَيَّهْ
    ثمَّ بَنَاتُ النَّقَاقِيلِ دَوَابْ = تكونُ في الرَّمْلِ صِغَاراً لا ارْتِيَابْ
    بناتُ غَيْرٍ قدْ تُقَالُ للْكَذِبْ = بناتُ أرضٍ للَّذِي منها احْتَجَبْ
    ثمَّ بَنَاتُ الدَّمِ ضَرْبٌ مِنْ نَبَاتْ = أحمرَ لَوْنٌ عندَهم بلا افْتِيَاتْ
    بناتُ لَيْلٍ عندَهم أَحْلامُ = بناتُ صَدْرٍ لِلْهُمُومِ سامُوا
    وحُمُرٌ أهليَّةٌ بناتْ = صَعْدَةٍ قدْ أفادَنا اللُّغَاتْ
    بناتُ أَسْقَعٍ لِمَعِزٍ وكذا = بَنَاتُ بَعْرَةٍ كما قدْ أُخِذَا
    بناتُ خُورَةٍ لِضَأْنٍ وَبَنَاتْ = سَيْلٍ هيَ الصبانُ قالَهُ الثباتْ
    يُقَالُ للنِّسَا بَنَاتُ نَقَرَى = وللرجالِ قُلْ بناتُ نَظَرَى
    ومثْلُهُ قدْ قُلْتُ بنتُ شَفَهْ = يقالُ ذا أَخِي للْكَلِمَهْ
    ولوْ تَتَّبَعْتُ لِذَا لَنْ يُكْمَلا = وذا مِن المثالِ يَكفي النُّبَلا
    فائدةُ بُنُوَّةٍ أَصْلاً بِيَا = لأنَّها قُلْ مِنْ بَنَيْتُ فَادْرِيَا
    فالابنُ مَبْنيٌّ يُرْوَ مِنْ أَبَوَيْنِ = ويُستعارُ للصغيرِ دونَ مَيْنِ
    كأنْ يقولَ الشيخُ للشبابْ = أَيَا بَنِي دُونَ ما ارْتِيَابْ
    ومَلِكُ رَعِيَّةٍ أبناءْ = لهُ وأُمَّةُ النبي أَبْنَاءْ
    والمُتَعَلِّمونَ أبْنَاءُ الذي = علَّمَهمْ فخُذْ لذا لا تَنْبِذِ
    وطالِبُو العلمَ لهُ أَبْنَاءْ = ونحوُ ذا جَاءَتْ بهِ الأنباءْ
    الفصلُ الخامسُ: في الإِخْوَةِ
    مِن الْمُواخِي قُل أَخَا اخْتِيرَ لِمَنْ = هوَ بهِ والضدُّ للضدِّ كمَنْ
    والسرُّ قُلْ لهُ أَخُو السِّرارِ = أَخُو الفِرَاشِ للمَرِيضِ جَارِ
    أخو الرَّغَائِبِ لرَاغِبِ العطاءْ = وقلْ أَخُو المَوْتِ لِمَنْ بها يُرَاءْ
    وللسقيمِ أَخُو سَقَمٍ والشَّقِيقْ = قلْ صَاحِبٌ وقلْ صَدِيقٌ ورَفِيقْ
    وَسلعٌ إذا تَشايَهَتْ يُقَالْ = هَذِي لِذِي أُخْتٍ وذا أَخٍ يُنَالْ
    وأهلُ نحوٍ عندَهم واوٌ وَيَا = قلْ أَخَوَيْنِ أَبَداً قدْ رُوِيَا
    كذاكَ ضَمَّةٌ وكسرةٌ تَجِدْ = نَبْذَ الزَّبِيبِ ذا أَخُو الخَمْرِ اسْتَفِدْ
    ويَا أَخَا الخيرِ ويا أَخَا الجُودْ = لصاحبِ الخيرِ وَجُودٌ إذْ تُفِيدْ
    ومنهُ قَوْلُ ربِّنا واذكُرْ أَخَا = عادٍ وكلُّ ذا مِثَالٍ نُسِخَا
    الفصلُ السادسُ: في الأَذْوَاءِ والذَّوَاتِ
    ذُو البَطْنِ سَلْحٌ اوْ جَنِينٌ قدْ جَرَى = وَطَيِّءٌ ذُو كَالَّذِي مَعْنَى تَرَى
    ذُو بَقَرٍ تُرْسُ جُلُودِ البَقَرْ = ليسَ بذِي طعمٍ لِنَفَسٍ فَاذْكُرْ
    لَقِيتُهُ أوَّلَ ذَاتٍ لِيَدَيْنْ = يعنى بهِ أَوَّلَ شيءٍ كلَّ حِينْ
    وذاتُ صُبْحَةٍ يُقَالُ بُكْرَهْ = ذاتُ مِرارٍ مَرَّةً معَ مَرَّهْ
    ذاتُ العشاءِ هيَ معَ غَيبوبةِ = شمسٍ وذاتُ الجنْبِ دَاءٌ فَأَثْبِتِ
    وذاتُ أَوْغَالٍ يُقَالُ جَبَلُ = داهيَةٌ ذاتُ العَرَاقِي نَقَلُوا
    وذاتَ يومٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ كذا = ذاتَ العُوَيْمِ عامُ أَوَّلٍ خُذَا
    وذا غَبُوقٍ قدْ يُرَى وذا صَبُوحْ = بغيرِ تاءٍ فيهما كَمَا يَلوحْ
    وذا صَبَاحٍ قدْ يُرَى وذا مَسَاءْ = مِثْلُهما بغيرِ تاءٍ حيثُ جَاءْ
    ذَاتُ غَدَاةٍ ثمَّ قلْ ذاتُ عشاءْ = وذاتُ مَرَّةٍ يُقَالُ يَا إِخَاءْ
    وذُو مُضَافَةٍ بأسماءِ الرجالْ = كثيرةُ أَخِي في هذا المَجَالْ
    مثالُهُ ذُو النُّونِ يُونُسُ كذا = ذُو الكِفْلِ في القُرْآنِ جَاءَ فَخُذَا
    واسْكَنْدَرٌ أتاكَ ذُو القَرْنَيْنِ = وقدْ أتى عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ
    وذُو الجَنَاحَيْنِ يُقَالُ جَعْفَرُ = وذا كثيرٍ في الرجالِ يُذكَرُ
    وجاءَ في قُرْآنِنا ذاتُ الصُّدُورْ = وهْيَ بواطنٌ لها حَيْثُ تَدورْ
    وجاءَ فيهِ ذَاتُ بَيْنِكم وَهِي = حقيقةُ الوصْلِ وحالٌ نَبِّهِ
    وجاءَ فيهِ يا أَخِي ذَاتُ اليَمِينْ = يَعِي بها الجهةَ والضدَّ عِلِينَ
    وجاءَ ذُو القَعْدَةِ ذُو الحِجَّةِ في = عَدِّ الشُّهُورِ والمثالُ يَنْتَفِي
    النوعُ السابعُ والثلاثونَ: معرفةُ ما وَردَ بوَجْهَيْنِ بحيثُ يُؤمَنُ فيهِ التَّصْحِيفُ
    واعلَمْ بأنَّ نوعَ ذا مُهِمّ = ويَجِبُ اعْتِنَا بهِ يُلَمّ
    لأنَّهُ بهِ ادِّعَاءُ تصحيفْ = مُنْدَفِعٌ عنْ علماءِ تَشْرِيفْ
    وذا وَنَوْعٌ بعدَهُ مِنْ إِبْدَالْ = وإفرادِ الميزفيد أَقْوَالْ
    مِنْ ذاكَ قدْ صَلُبَ أوْ قدْ صَلُتْ = مَعْنَاهُما اتَّحَدَ إذْ قدْ ثَبَتْ
    وهكذا الثَّرَى الترابُ والْبَرَى = أيضاً تُقَالُ للتُّرَابِ قدْ جَرَى
    وقيلَ للمالِ الكثيرِ الدَّثَرْ = كذاكَ بالبَاءِ يُقالُ الدَّبَرْ
    أقمْتُ بالمكانِ قُلْ أَلَيْتْ = وقيلَ أَلَثْتُ بهِ أَقَمْتْ
    والكَرْثُ مثلُ الكَرْبِ قدْ كَرَبَنِي = والكَرْثُ منهُ قيلَ قدْ أَكْرَثَنِي
    أَرْضٌ رُغَاثٌ ورُغَابٌ لا تَسيلْ = إلاَّ مِن الماءِ الكثيرِ يا نَبيلْ
    وأَغْثَرُ مِنْ أَغْبَرَ قريبْ = هذا مِن الْبَا وَثَا عَجيبْ
    والرجلُ الأَحْمَقُ كنَتَجَ بِتَا = وهوَ كَنَثَجَ بِثَاءٍ ثَبَتَا
    وخَتْلَةٌ بالتَّا وَثَاءٍ أَسفلْ = بَطْنٍ فخُذْ لضبْطِهِ يا رَجُلْ
    واسمٌ لمَرْأَةٍ يُقَالُ تُكْمَةُ = بالتاءِ والثاءِ كما قدْ أَثبَتُوا
    سَهمٌ صغيرٌ يُتعلَّمُ بِهْ = كِتَابٌ جَاءَ بِهِمَا فانْتَبِهْ
    ثَخَّ العجينُ لانَ مِنْ كثرةِ ما = كذلكَ الطينُ وَثَخَّ فافْهَمَا
    أَكْتَمُ شَبْعَانُ كذاكَ أَكْثَمُ = وامرأةٌ كَتْماً لذاكَ فافْهَمُوا
    والباءُ والنونُ بَهَزْتُهُ إذا = دَفَعْتُهُ كذا نَهَزْتُهُ خُذَا
    ولي بحَقِّي فلانٌ بَخَعَ = أقرَّ ثمَّ مثْلَها قدْ نَخَعَا
    والمخُّ قدْ بَخَسَ بالبَاءِ نَقَصْ = كذاكَ قدْ نَخَسَ بالنونِ حَرَصْ
    والذَّابُّ والذَّانُّ تُقَالُ للعَيْبْ = والقَبْسُ والقَنْسُ لأصلٍ دونَ رَيبْ
    والتاءُ والنونُ كمثلِ كَنِفْ = بالنونِ قدْ عُدِلَ مثلُ كَتِفْ
    والقِدْرُ إنْ غَلَتْ فَهْيَ تَغَرَتْ = بالتاءِ ثمَّ مِثلُها قدْ نَغَرَتْ
    والجرحُ قدْ ثَجَّ إذا سالَ دَمُهْ = ومثلُها نَجَّ بنونٍ تَفهمُهْ
    وثَمَغَةُ الجبلِ أَعْلاهُ تُقالْ = ومثلُها بالنونِ نَمَعَةٌ تُنالْ
    وقدْ ثَلَبَّنْتُ بأمرٍ وكذا = فيهِ تَلَبَّثْتُ بمعنًى فَخُذَا
    وهمْ على تُرْتُبَّةٍ وتُرْتِيَّهْ = يعني بها طريقةً فَلْتَدْرِيَهْ
    والجَرْوِ إنْ فُتِحَ فهوَ بَصَّصْ = كذاكَ بالياءِ يقالُ يَصَّصْ
    والشاةُ إنْ تُعْتَرْ حَالِباً ببَوْلْ = فهيَ البَعُورُ واليَعُورُ في النقولْ
    وذُو الثُّدَيَّةِ مِن الخوَارِجْ = وقيلَ فيهِ ذُو اليُدَيَّةِ تَجِي
    وجَاسَ معَ حَاسَ بمعنى طَلَبْ = جَلَبَ عَانٍ وكذاكَ حَلَبْ
    أَجَمَّ حَانَ وَقْتُهُ وَأَجَمَا = مُجَارَفٌ مُحارَفٌ قدْ حَرُمَا
    حَفَأَ بالشَّيْءِ إذا ضَرَبَ بِهِ = بالجيمِ والحاءِ لذاكَ فانْتَبِهِ
    سَرِيجَةٌ في السهمِ قيلَ أَثَرْ = وهكذا سَرِيحَةٌ قدْ ذَكَرُوا
    جَأجأَ بالغنَمِ يَدْعُو للشرابْ = جَلجلةٌ تَحَرُّكٌ بلا ارْتِيَابْ
    وبِحَذَامِيرَ لِذَا قدْ أُخِذَا = أيْ كُلُّهُ بالحا وجيمٍ ذا وذا
    جَاضَ وحَاصَ مُهمَلاً ومُعْجَمَا = حادَ عنِ الطريقِ خُذْ لِتَفْهَمَا
    حَرَنْفَشٌ هوَ عظيمُ الجَنْبَيْنِ = بالجيمِ والحاءِ وخاءٍ دونَ مَيْنِ
    نَافِجَةٌ أوَّلُ رِيحٍ تَبْدُو = بشدةٍ بالجيمِ والحَا عَدُّوا
    نُبَاجُ كلبٍ لُغَةٌ قُلْ في النُّباحْ = نَبيجُهُ نَبِيحُهُ فَادْرِ الفَلاحْ
    ورَحِمٌ حِذَاءٌ لمْ تُوصَلْ بجِيمْ = وهيَ بِحاءٍ فافْهَمَنْ يا فَهيمْ
    في رِجْلٍ ذا فُلُوحٌ أيْ شُقوقْ = وَهْيَ فُلوجٌ وبذا وُثُوقْ
    نَفيجَةٌ بالجيمِ والحاءِ تُقالْ = للقَوْسِ فافْهَمَنْ كلَّ مَا يُقالْ
    السِّنْجُ والسِّنْخُ بمعنى الأصْلِ = بالجيمِ والخاءِ كما في النَّقْلِ
    جَلَعَ ثَوْبَهُ كذاكَ خَلَعَا = مَعْنَاهُمَا عندَهم قدْ نَزَعَا
    ورَجُلٌ ذُو نَفْخٍ ونَفْجِ = صاحبُ فَخْرٍ معَ كِبْرٍ قدْ يَجِي
    وقدْ أَتَى الجِوَارُ قلْ مثلَ الْخِوَارْ = وهوَ الصِّيَاحُ قيلَ عندَهم جَهَارْ
    والخَزْلُ والجَزْلُ لقِطَعِ اللحْمِ = كلٌّ يقالُ فاحفظَنْ بالفهْمِ
    ويابِسٌ قيلَ لهُ الْحَشِيّ = بالحاءِ والخاءِ أَيَا فَتِيّ
    وحَمَصَ الجراحُ إذا قدْ ذَهَبَ = وَرُمُهُ بالحاءِ والخاءِ اطْلُبَا
    وقيلَ للمَرْذُولِ ذاكَ مَحْسُولُ = كذاكَ مَخْسُولٌ بِخَاءٍ مَرْذُولُ
    وقيلَ للمُمْتَلِئِ اطْمَحَرَّا = وقلْ كذا بالخاءِ ذا اطْمَخَرَّا
    وتُحُوفٌ بحاءٍ ما لي = يَنقصُهُ وهيَ بِخَاءٍ عالِي
    سَيْحاً طويلاً قَرَؤُوهُ في الكتابْ = بالحاءِ والخاءِ فَراغاً لا ارتيابْ
    وذاكَ لا يَملكُ حَرْبَسِيسَا = شيئاً ولا يَملكُ خَرْبَسِيسَا
    والطِّيبُ فَاحَ عندَهم بالحاءْ = ومثلُها عندَهم بالخَاءْ
    والرِّمْخُ للبلحِ بالحاءِ وخاءْ = كذا النُّخَامَةُ بخاءٍ وبحاءْ
    واللحمُ إنْ قَطَعَهُ خَردَلَهْ = بالدالِ مُهمَلاً كذا خَرْذَلَهْ
    وادْرَعَفَّتْ قلْ إِبِلٌ مَضَتْ على = وُجُوهِها دالاً وذالاً مُسَجَّلا
    وقيلَ للمَأْكُولِ يا أَخِي العَدُوفْ = بالذالِ مُهمَلاً كذلكَ العَذُوفُ
    والشيءُ قدْ دَحْمَلْتُهُ بالدالْ = دَحرجتُهُ ومثلُها بالذالْ
    وقلْ على الجريحِ قدْ دَفَفْتْ = بالدالِ والذالِ عُنِي أَجْهَزْتْ
    والخُنْدُعُ الخسيسُ بالدالِ وذالْ = ومُتَنَعِّمٌ غَمَيْدَرٌ تُنالْ
    قَادِيَةٌ جَمْعٌ مِن الناسِ قليلْ = وأُمُّ مِلْدَمٍ لِحُمَّى يا نَبيلْ
    مُجَدَّعٌ مقطوعُ أَنْفٍ مثلُ ذا = كذاكَ نَمْرُوذٌ فخُذْ ما أُخِذَا
    مُنْجِذٌ مُجَرِّبُ الأمورْ = بالدالِ والذالِ مَدَى الدهورْ
    وحَذَفَ الرجلُ أَسْرَعَ بدالْ = والذالِ هذا قدْ كَفَى مِنَ المثالْ
    وعُكْدَةُ اللسانِ بالدالِ وَرَا = مُعْظَمُهُ وأصلُهُ كما جَرَى
    وبالمكانِ ذلكَ الشخصُ دَجَنْ = ثَبَتَ أوْ أقامَ مِثْلُها رَجَنْ
    صُمَارِحٌ لخالصٍ تقالْ = ومثلُها صُمَادِحٌ تُنالْ
    وَمَارَهُمْ أَتَاهُمُ بالْمَيْرِ = ومثلُها مَادَهُمْ بالخيرِ
    والوَكْرُ والوَكْنُ بمعنًى واحدِ = بالراءِ والنونِ لكلِّ واحدِ
    والسَّيْلُ يَملأُ لوادٍ رَاعِبْ = وقدْ يُرى بالزايِ يَعْنِي زَاعِبْ
    الريحُ نَيْرَجٌ بِرَاءٍ عاصِفْ = وقيلَ بالزايِ يقولُ الواصفْ
    بَازِلَةٌ تُقالُ للشَّيْءِ بِزَا = كذاكَ بالراءِ تُقَالُ فاحْرَزَا
    وَذَا لِذَا مِنْ مالِهِ قدْ جَزَحَا = أعطاهُ شيئاً مثلُها قدْ جَرَحَا
    هَرَأَهُ البردُ وقلْ أَهْرَأَهْ = بَلَغَ منهُ وكذا هَزَأَهْ
    ورَزَّةُ القومِ وزَزَّتُهمْ = أصواتُهم فخُذْ لِمَا لَدَيْهِمْ
    ورَفَّ طَائِرٌ وزَفَّ إذْ بَسَطْ = منهُ الجَناحيْنِ وليسَ ذا غَلَطْ
    وجَاحَشَ المرءُ إذا قدْ زَاحَمَا = سِوَاهُ بالسينِ وشينٍ فافْهَمَا
    حَرَسٌ مِن اللَّيْلِ وجَرَشٌ طائِفَهْ = منهُ ومِنْ سِوَاهُ لَسْتُ خائِفَهْ
    وسَنِقَتْ أصابعُ تَشَقَّقَا = أصلُ الأظافرِ كذاكَ شَنِقَا
    والسَّوْذَقُ السِّوَارُ وهوَ الشَّوْذَقُ = وحَمِسَ الشَّرُّ إذا اشْتَدَّ ثِقُوا
    وشَمَتَ العَاطِسُ بالشينِ وسِينْ = والغَبَشُ الضوءُ وظلمةٌ بحِينْ
    فالسُّدْفَةُ القطعةُ مِنْ لَيْلٍ وغيرْ = بالسينِ والشينِ كما رَوَى الخبيرْ
    وشَوْجَرٌ شجرةُ الْخِلافْ = بالسينِ والشينِ بلا خِلافْ
    الوَارِشُ الداخلُ للطعامْ = مِنْ غيرِ دعوةٍ ولا كلامْ
    والمرءُ إنْ كَذَبَ قيلَ سَرَجَا = كذاكَ بالشينِ يقالُ شَرَجَا
    شَنَاشِنُ هيَ العِظَامُ سُمِّرَا = سفينةٌ بالسينِ مثلُ شَمَّرَا
    وشَنَّهُ قدْ صَبَّهُ وسَنَا = كذا وَذَا مِن المثالِ عَنَا
    وحَصَبَ بالصادِ والضَّادِ كما = سَبَقَ في القرآنِ قُلْ جَهَنَّمَ
    قُصَاقِصٌ بالصادِ والضادِ الأسَدْ = وصِمْصِمٌ وضَمْضَمٌ إذا جلَدْ
    ومَصْمَصَ الإناءَ مثلُ مَضْمَضَا = غَسَلَهُ قَبَصَ مِثْلُ قَبَضَا
    وعادَ ذلكَ إلى ضِئْضِئِهِ = أيْ أصلِهِ مثلُ إلى صِئْصِئِهِ
    والامتضاضُ مثلُ الامتصاصْ = والقضْبُ قَطْعٌ مِثلُ قَصَبَ رَاصْ
    ودمُهُ ذَهَبَ قالُوا طَلَفَا = أيْ هَدَراً وأَعْجَمُوهُ ظَلَقَا
    وسَدَّ باباً لا بِطِينٍ بلْ حَجَرْ = يقالُ قدْ وَطَّدَهُ وقدْ وَظَرْ
    مثلُهما صَيَّرَهُ وضَبَرَا = عليهِ أيْ سَدَّ عليهِ الْحَجَرَا
    وعَجْمَرَ المَاءَ بعَيْنٍ وبغَيْنْ = قدْ تابعَ الجرعَ فيهِ كُلَّ حِينْ
    وقيلَ للثقيلِ ذا عَفَنْشَلْ = بالعينِ والغينِ فلا تُثَقِّلْ
    وأسدٌ إذا تَراهُ غَلُظَا = معَ شِدَّةٍ عَشْرَبٌ فلتَحْفَظَا
    ويُفَزَّعُ الصبيانُ بالضَّبَعْطَى = بالقصرِ والعينِ كذا الضَّبَغْطَى
    وعنَجَ البعيرَ حيثُ عَطَفَهْ = والمَعْطُ مَدٌّ بِهِمَا فَلْتَعْرِفْهْ
    والعَلَثُ شِدَّةُ القتالِ واللزومْ = وغَلَثَ الطعامُ بالكلِّ تَرومْ
    لَعَلَّ بالعينِ وغينٍ وبلامْ = والنونِ والكلُّ صحيحٌ في الكلامْ
    شَغَفَها حُبًّا بعينٍ وبغينْ = وهوَ عِشْقٌ معَ حُرْقَةٍ يَبينْ
    والغينُ والقافُ تَعاقَبَا كما = في القَمْسِ والغَطْسِ وما في قُثَمَا
    ولِنِقَايَةٍ لمَالٍ أيْ خِيارْ = غَثَاثَةٌ بالغينِ والقافِ اشْتِهَارْ
    وذا مِثَالٌ جاءَ في الأُسُوسْ = فانْظُرْهُ في اللسانِ والقاموسْ
    والفاءُ والقافُ الزَّحَالِيفُ أُثِرْ = تَزَلُّجُ الصبيانِ بالقافِ يَقِرْ
    والقَمْسُ حَمْلُ شجرِ الخَشَاشْ = بالفاءِ والقافِ بلا انْتِفَاشْ
    وشَجَّةٌ صَادِعَةٌ مَفْرَشَهْ = بالفاءِ والقافِ كذا مَقْرَشَهْ
    ونَفَزَ الظَّبْيُ إذا قَدْ وَأَبَا = بالفاءِ والقافِ كما قدْ رَسَبَا
    وصَلْفَعَ الرجلُ حيثُ أفْلَسَ = والقَصْمُ كَسْرٌ بِهِمَا قدْ أُسِّسَا
    والقافُ والتاءُ حِمَارٌ يَنهَقُ = كذاكَ يَنْهَتُ بتاءٍ حَقَّقُوا
    ورَجُلٌ مُصَمْئَكٌ إذا انْتَفَخْ = مِنْ غَضَبٍ وهوَ بلامٍ قدْ رَسَخْ
    وعنهُ قدْ زَحَكَ ثمَّ زَحَلا = إذا تَنَحَّى فاحفَظَنْ ما نُقِلا
    وقيلَ مَأْفُوكٌ ومَأْفُولٌ ضعيفُ = رَأْيٍ ومَافُونٌ كذاكَ يا ظَرِيفُ
    دُودَمِسٌ ضَرْبٌ مِن الْحَيَّاتْ = بالواوِ والراءِ عنِ الثِّقَاتْ
    وَهْيَ حَيَّةٌ إذا قدْ نَفَخَتْ = ما مَسَّ نَفْخُها لهُ قدْ أَحْرَقَتْ
    تَزْنِيدُ ناقةٍ بنونٍ وبِيَا = وَهْوَ معروفٌ لديهم رُوِيَا
    وجاءَ مِنْشَارٌ بنونٍ وَبِيَا = كذا بهمزةٍ أَخِي سُمِّيَا
    والصَّنْدُ جاءَ لغةً في الصَّيْدْ = فخُذْ لذا الذي أَتَى مِنْ فَيْدْ
    ومِنْ لَطِيفِ ما يُرَى هنا ارْتَسَمْ = قولُهم اليُبْسُ مِن البُؤْسِ انْحَتَمْ
    فقالُوا يَابِسٌ وبَائِسٌ وِفَاقْ = معْنًى وذا النوعُ انْتَهَى بلا شِقَاقْ
    النوعُ الثامنُ والثلاثونَ: معرفةُ ما وَردَ بوجْهَيْنِ بحيثُ إذا قَرَأَهُ الأَلْثَغُ لا يُعَابْ
    ذا النوعُ مثلُ ما تَرَاهُ وَرَدَا = بالراءِ والغينِ كما قدْ وُجِدَا
    أو ما تَرى بالراءِ واللامِ أوِ = بالزايِ والذالِ كما عنهم رُوِي
    أو ما تَرَى بالسينِ والثاءِ أوِ = بالضادِ والظاءِ لِمَا قدْ يَحْتَوِي
    أو ما تَرى بالقافِ والكافِ أوِ = بالكافِ والهمزةِ كلٌّ يَستوِي
    أوْ ما تَرى باللامِ والنونِ فخُذْ = للعلْمِ أنَّ ذا العلومَ ما نُبِذْ
    أمَّا الذي وَرَدَ بالدالِ وذالْ = والسينِ والشينِ فقدْ مَرَّ يُقَالْ
    معَ أنَّهُ يَدخلُ في ذا النوعْ = لاكِنَّهُ مُنفردٌ بالطَّوْعْ
    وذا مِثَالُهُ الزُّعَاقُ والذُّعَاقْ = واللَّهْسُ واللَّحْسُ فكلٌّ ذا وِفاقْ
    ومَرَّسَ الصبيُّ أُصْبُعاً لَهْ = يُمَرِّسُهُ ومثلُها مَرَّثَهْ
    والشرطُ مِثْلُ الثَّلْطِ إِلْقَاءُ البَعَرْ = وَهْوَ رقيقٌ حَيْثُمَا قدِ اسْتَقَرْ
    وتَلَعَ الإناءَ مِثْلَ تَرَعَهْ = يعنى بذاكَ أنَّهُ قدْ مَلأَهْ
    ومنهُ قدْ لَقِيَ قلْ عَاذُورَا = معناهُ شَرٌّ مُشَبَّهاً عَاثُورَا
    وعَاذِرٌ عِرْقٌ للاستحاضَهْ = وعَاذِلٌ كذاكَ مُسْتَفَاضَهْ
    وذاكَ مِنْ جِنْثِكَ أيْ مِنْ أَصْلِكَ = ومثلُهُ إنْ قيلَ ذا مِنْ جِنسِكَ
    والوَطْثُ والوَطْسُ لضربِكَ الشَّدِيدْ = بالرِّجْلِ فوقَ الأرضِ قيلاً يا فَرِيدْ
    وذا كثيرٌ وبَذِيرٌ وبَثِيرْ = معْنَى الجميعِ واحدٌ أَيَا مُنِيرْ
    ورَجُلٌ شِنْظِيرَةٌ وشِنْظِيرْ = أيْ سَيِّئُ الخَلْقِ مِثْلُ شندتر
    وكلُّ ذا قيلَ وهلْ مِنْ لُغَتَيْنِ = أوْ لَثْغَةٌ مِن اللسانِ دونَ مَيْنِ
    والراءُ والغينُ كَنَفْسٍ غَانَتْ = إذا غَثَبَ أيْ فَسَدَتْ كَرَانَتْ
    والرَّمْصُ الوَسَخُ في الأَمَاقِ = ومثلُهُ الغَمْصُ باتِّفاقْ
    ورايَةٌ وغايَةٌ للرايَةِ = وغادةٌ وزَادَةٌ للمَرْأَةِ
    ورجلٌ رَادٍ وغَادٍ ثَبَتُوا = جاريَةٌ رَمَّازَةٌ غَمَّازَةُ
    والراءُ واللامُ رَثَدْتُ للثَّرِيدْ = وقدْ لَثَدْتُهُ جَمَعْتُ يا فَرِيدْ
    وَرَدَمَ الثوبَ كذا لَدَمَهْ = رَقَّعَهُ فخُذْ لأنْ تَفْهَمَهْ
    وهدَرَ الحمامُ مثلُ هَدَلا = والجَرْمُ والجَلْمُ لِقَطْعٍ مَثَلا
    قَلاقِلٌ باللامِ والرَّاءِ نَبَاتْ = والسَّهْمُ أَمْرَطُ بلا رِيشٍ ثَباتْ
    واعْلَنْكَسَ الشعرُ قدْ تَراكَمَا = واعْرَنْكَسَ الليلُ يقالُ أَظلَمَا
    وقيلَ للقصيرِ كَلْدُومٌ بلامْ = وقيلَ بالراءِ كذاكَ جِرْسَامْ
    والصُّبْحُ قدْ فَرَقَ مِثْلُ فَلَقَا = وَخَرَفَ الكَذِبُ مثلُ خَلَقَا
    وذا مِن المثالِ يَكفي والمرادْ = عدَمُ تكذيبٍ بِمِثلِهِ يُرادْ
    وواردٌ بالزايِ والذالِ ذُؤَافْ = موتٌ يُعَجِّلُ لقَتْلٍ وزُؤَافْ
    وزَرَقَ الطائرُ مثلُ ذَرَقَا = وقدْ زَبَرْتُ أيْ كَتَبْتُ حَقِّقَا
    والأَحْوَذِيُّ مثلُ الأَحْوَزِيِّ = لضابطِ الرُّعَاةِ يا أَخِيِّ
    وقيلَ ذاكَ السائقُ الخفيفْ = وحاذَ مثلُ حازَ يا ظريفْ
    خَنَقَهُ يُقَالُ فيها ذَعَطَهْ = بالذالِ والزايِ كمِثلِ زَعَطَهْ
    وحَرَّكَ الشيءَ قَوِيًّا زَعْزَعَهْ = بالزايِ والذالِ كمِثلِ ذَعْذَعَهْ
    وناقةٌ خَزْعَالٌ تُنْبِتُ الترابْ = برِجْلِها بالذالِ والزايِ تُصابْ
    والسينُ والثاءُ يُرَى الإبدالْ = بينَهما بهِ تَجِي الأقوالْ
    أتَيْتُهُ مَلْسَ الظلامِ ويُقَالْ = مَلْثَ الظلامِ لاختلاطِهِ يُنَالْ
    والوَطْسُ بالسينِ وثا الضَّرْبُ الشديدْ = كذاكَ ساخَتْ رِجلُهُ أَيَا فَريدْ
    وحاملُ فِتْيَةٍ مِن النَّيْلَقْ = يقالُ فَاسِجٌ وفَاتِجٌ وِفَاقْ
    والفمُ إنْ جَرَى بماءٍ صَافْ = فهْوَ سَعَابِيبٌ وَثَاءٌ كَافْ
    وحيثُ فيها السِّينُ حَيْسٌ كَانَا = ومَرَسَ التَّمْرَ بِشَاءٍ بَانَا
    وهكذا الجُثْمَانُ بالثاءِ وسينْ = وذا مِن المِثَالِ كَافٍ يا فَطِينْ
    وعَثَّةٌ وعَشَّةٌ ضَئيلَهْ = مُناسِبٌ لذا فخُذْ تَفصيلَهْ
    والضادُ والظاءُ تعاقَبَا كما = بالكلِّ فاضَتْ نفسُهُ قدْ عُلِمَا
    وحَضَّضَ صَمْغٌ لنحوِ الصَّبْرِ = بالضادِ والظاءِ فخُذْ بالكُثْرِ
    ونَخْلَةٌ قدْ حَضَلَتْ وحَظَلَتْ = إذا أُصُولُ سَعْفِها قدْ فَسَدَتْ
    والعَنْسُ والعَظُّ لشِدَّةِ الزمانْ = يقالُ والأرضُ وأَرْظٌ للمَكَانْ
    والخيلُ قدْ سُمِعَتْ للضَّبَاضِبْ = منها لصوتِها كذِي الظَّبَاظِبْ
    والماءُ مَضْفُوفٌ ومَظْفُوفٌ إذا = عليهِ ناسٌ كَثُرَتْ فَلْتَأْخُذَا
    ضَحَّى وظَبْيٌ فيهما ظاءٌ وضَادِ = قدْ يَتعاقبانِ في جميعِ نادِ
    رُوِيَ أنَّ رَجُلاً جا لِعُمَرْ = بالضَّبْيِ قالَ هلْ يُظَحِّي ذا البشَرْ
    قالَ لهُ وما عَلَيْكَ لوْ تقولْ = فَهَلْ يُضَحَّى قُلْ بِظَبْيٍ في النُّقُولْ
    فقالَ تِلْكَ لغةٌ وكَسْرَا = لاماً فصارَا عَجَباً لعُمَرَا
    وقالَ عنكَ انْقَطَعَ العِتابُ لا = شَيْءٌ مِن الوحشِ يُضَحَّى مُسْجَلا
    والقافُ والكافُ يُقَالُ الْحَرْقَلَهْ = ضَرْبٌ مِن الْمَشيِ كذاكَ الحَرْكَلَهْ
    ورَاعِشٌ مَنْ ضَعَّفَهُ اكْمَهَدَّا = بالكافِ والقافِ يُرَى اقْمَهَدَّا
    كَلاكِلُ قَلاقِلُ قَصِيرْ = مُجتمِعٌ في خَلْقِهِ يَسيرْ
    ومكبئنٌ مُتَقَبِّضٌ يقالْ = ومقبئنٌ مِثْلُها أيضاً تُنالْ
    والكِرْشَبُّ المَنُّ كذاكَ القِرْشَبّ = بالكافِ والقافِ تُراهُ يُطْلَبْ
    وناقةٌ هُكَعَةٌ يَشْتَدُّ = شَبَقُها بالفحْلِ لا تُرَدُّ
    وَكَمَهُ الأمرُ كَذَاكَ وَقَمَهْ = شدَّ عليهِ الحزنُ منهُ فَافْهَمَهْ
    سَهَكَهُ سَحَقَهُ ودَقَمَهْ = وَقَعَ قلْ في صَدْرِهِ ودَكَمَهْ
    وَاحِدٌ لذا مِن المِثَالِ في الكثيرْ = مِنْ لُغَةٍ تَجِدُ لإبدالٍ شهيرْ
    والكافُ والهمزةُ الاحتباكُ قُلْ = بالثوبِ الاحتباءُ كلٌّ قدْ نُقِلْ
    أفْلَتَ ذاكَ ولهُ كَصِيصْ = أيْ رِعدةٌ وهكذا أَصِيصْ
    واللامُ والنونُ سَمَاءٌ هَتَلَتْ = باللامِ والنونِ تقولُ هَتَنَتْ
    وما بهِ قدْ جَلَّلَ الهَوْدَجَ ذا = هوَ السُّدُولُ والسُّدُونُ فَخُذَا
    والكَتَلُ والكَتَنُ لُزُوقُ الوسَخِ = بالشيءِ فاحفَظْ للعلومِ وانْسَخِ
    وقدْ رَفَلَ ورَفَنَ ذا البَعيرْ = أيْ سابِغُ الذَّنَبِ عندَهم شهيرْ
    وقدْ لَقِيتُهُ أصيلاً لا كذا = قيلَ أُصَيْلاناً عَشِيًّا فاحتَذَا
    شَثْنُ الأصابعِ غَلِيظُها يُرَى = وشَثْلُها باللامِ مثلُها جَرَى
    وذاكَ عُلوانُ الكِتَابِ مثلُ ما = عِنوانُهُ باللامِ والنونِ سَمَا
    وأَبَّلْتُ الرَّجُلَ إذا ثُنِي عَلَيْهْ = مِنْ بعدِ موتِهِ وأَبَّنْتُ كَذَيْهْ
    قدِ ارْمَعَلَّ الدمُ إذْ تَتابَعَا = كذاكَ يا أَخِي ارْمَعَنَّ فاسْمَعَا
    وَلابِنٌ ولابْلٌ إذا يُرَى = مُصَاحِباً لِلَّبَنِ كما جَرَى
    وجاءَ إسْمَاعِيلُ إِسْرَائِيلْ = وجاءَ جِبْرِيلُ وإسْرَافِيلْ
    كلٌّ بلامٍ وبنونٍ وكذا = خَامِلُ ذكْرٍ بهما فَاحْفَظْ لِذَا
    لَهَزَهُ نَهَزَهُ دَفَعَهْ = وحالِكٌ وحَانِكٌ أَجْمَعَهْ
    وقُنَّةُ الجبلِ أَعْلاهُ وَهِي = قُلَّتُهُ فخُذْ كلاماً قدْ بَهِي
    جِرْيَالُ صَبْغٌ أَحْمَرُ وقدْ يُقَالْ = جِرْيَانُ بالنُّونِ وذلكَ مِثَالْ
    وأَلْيَنُ وأَنَيْنُ واللِّينُ = في اللَّيْلِ بالبَدَلِ تَستعينُ
    وأَبْدَلُوا النُّونَ مِن العينِ كما = أَنْطَيْتُ في أَغْطَيْتُ قالَ مِنْ سَمَا
    خَاتِمَةٌ في الأَلْثَغِ الذي يُرَى = لمْ يَسْتَطِعْ في نُطْقِهِ يَأْتِي بِرَا
    أو الذي يَجعلُ رَاءً في طَرْفْ = لسانِهِ يَجعلُ ضَاداً ظَا انْحَرَفْ
    أو يَتَحوَّلُ لِسَانٌ مِنْ سِينْ = منهُ إلى الثَّاءِ وذاكَ كُلَّ حِينْ
    أو لَثْغَةٌ إنْ تُقْلَبِ الرَّا غَيْنَا = والسينُ ثاءً دَهْرَ ذي السنينَ
    أو هِيَ في السينِ تُرَى والقافْ = واللامُ والراءُ فخُذْ والكافْ
    وقدْ تُرَى أيضاً بشينٍ مُعْجَمَهْ = فاحفَظْ لِمَا قَدْ قُلتُهُ وَلْتَفْهَمَهْ
    فلَثغَةُ السينِ أَبْدِلَنَّ ثاءْ = وهيَ في القافِ أَبْدِلَنَّ طاءْ
    ورُبَّما أُبْدِلَ قافٌ كافَا = وهيَ في الكافِ بهمزٍ حافَا
    وهيَ في اللامِ يكونُ ياءَ = ورُبَّمَا يَجعلُ كافاً جاءَ
    ولَثغةُ الراءِ تُرَى في سِتَّةِ = مِنْ أَحرُفٍ فَخُذْ لَهَا وثَبِّتِ
    عَيْنٌ وغَيْنٌ ثمَّ بَاءٌ دَالْ = واللامُ والطاءُ بذا تُنَالْ
    وقِيلَ إنَّها بهَمْزَةٍ تُرَى = وَجَعْلُ صادٍ تا ولامٍ تا جَرَى
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ثمار المزهر Empty رد: ثمار المزهر

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 02, 2015 11:51 am

    النوعُ التاسعُ والثلاثونَ: معرفةُ الْمَلاحنِ والألغازِ وفُتْيَا فقيهِ العربِ، والثلاثةُ متقارِبَةٌ، وفي النوعِ ثلاثةُ فصولْ:
    الفصلُ الأوَّلُ: في الْمَلاحِنِ
    مَلاحِنُ تُقصَدُ للتَّوْرِيَةِ = كذاكَ قدْ تُقْصَدُ للتَّعْمِيَةِ
    واللَّحْنُ قيلَ فِطنةٌ قُلْ أَلْحَنَا = بِحُجَّةِ قالَ النبيُّ أَفْطِنَا
    وأصلُ لَحْنٍ أَنْ يُريدَ أَمْرَا = شَخْصٌ وعنهُ بِسواهُ وَرَّى
    كأنْ تقولَ ما سَأَلْتُ مِنْ فلانْ = دَهْرِي حاجةً بكلِّ ذا لِزَمَانْ
    وحاجةٌ بها قَصَدْتُ لشَجَرْ = لهُ يُرَى شَوْكٌ فَحَنَثٌ ما صَدَرْ
    وما رَأَيْتُهُ تقولُ قَاصِدَا = ما قدْ ضَرَبْتُ رِئَةً منهُ بَدَا
    كذاكَ ما كَلَّمْتُهُ بمَعْنَى = ما قدْ جَرحتُهُ وذاكَ يُعْنَى
    ولا لهُ أَعْلَمْتُ ما جَعَلْتُهْ = أَعْلَمَ والمَعْنَى إذا سَأَلْتَهْ
    شِفَتَهُ العُلْيَا فما شَقَقْتُ = وذاكَ مَعْنَى عندَهم أَعْلَمْتُ
    ولا أَخَذْتُ منهُ كَلْباً قَالُوا = مِسمارُ قَائِمَةِ سَيْفٍ نَالُوا
    ولا أَخَذْتُ الفهدَ وهوَ مِسْمَارْ = في واسطِ الرَّحْلِ تقولُ النُّظَّارْ
    ولا أَخَذْتُ منهُ قيلَ جَارِيَهْ = يعني بها سَفينةً يا دَارِيَهْ
    ولا شَعِيرةً وهيَ رَأْسُ = مِسمارٍ فِصَّةٌ كما قدْ رَسُوا
    ولا أَخَذْتُ الصَّقْرَ وَهْوَ دِبْسْ = مِنْ رُطَبٍ تَقُولُ ذاكَ الرَّأْسْ
    ولا لهُ كَسَرْتُ سِنًّا وَهِيَا = قِطْعَةُ عُشبٍ تَتفرَّقُ أَدْرِيَا
    وقِطعةٌ مِنْ مَطرٍ قدْ تَقَعْ = ذاتُ تَفَرُّقٍ بضِرسٍ تُسْمَعْ
    وهكذا كلُّ كلامٍ قُصِدَا = بهِ سِوَاهُ فهوَ لَحْنٌ وُجِدَا
    وذا الذي قدْ قُلتُهُ يَكفِي الْمِثالْ = فَاحْذُ لهُ ولا تَخَفْ مِن الرجالْ
    الفصلُ الثاني: في الأَلْغَازِ
    أَلْغَازُهم منها الذي قدْ قُصِدَا = والبعضُ لمْ يَقْصِدْ لِلُغْزٍ وُجِدَا
    ورُبَّما يُقَالُ بيتٌ ما قُصِدْ = لُغْزٌ بهِ فصادَفَ اللُّغْزَ اعتَمِدْ
    وَهْيَ نوعانِ فَلُغْزٌ بالْمَعانْ = ولغزُ ألفاظٍ وإعرابِ بيانْ
    مِنْ ذاكَ قدْ رَأَيْتُ قلْ مَطِيَّهْ = معكوسةٌ تَمْشِي بقَوْمٍ هِيَّهْ
    يُرادُ بالْمَطِيَّةِ السفينَهْ = لأنَّها ذا وَصْفِهَا علينه
    سَبِيَّةٌ سَبَتْ قُلوباً ما ثَنَتْ = إِلَيَّ هَوًى تقالُ للخَمْرِ ثَوَتْ
    والخيلُ في الأَيْدِ تَثْنِي قَالُوا = إذاً تَصاوِيرُ بِهَا قدْ نَالُوا
    كذا جَوَارٍ بِمَفازةٍ جَرَتْ = بلا قوائمَ سَرَابٌ قدْ ثَبَتْ
    وقيلَ ما الذي صَغِيرٌ ذَكَرَا = وهوَ إذا كَبِرَ أُنْثَى قدْ تُرَى
    ذاكَ القُرَادُ ذا اسْمُهُ إنْ صَغُرَا = وهوَ حَلَمَةٌ إذا قدْ كَبِرَا
    إنْ قيلَ ذاتُ اسْمَيْنِ والألوانْ = شَتَّى فما هيَ أَيَا إِنْسَانْ
    فَقُلْ لهُ الأَنُوقُ وهيَ الرَّخَمَهْ = فخُذْ لعلْمٍ فالعلومُ نِعْمَهْ
    وذا كثيرٌ نَثْرُهُ والشِّعْرْ = فانظُرْ لِمَا قدْ قالَ شِعْرٌ نَثْرْ
    الفصلُ الثالثُ: في فُتيا فَقِيهِ العَرَبْ
    واعلَمْ بأنَّ ذَا فَقِيهُ العرَبِ = ليسَ مُعَيَّناً لشَخْصٍ مُرَغَّبِ
    لاكِنَّهُم إذ يَذْكُرُونَ لُغْزَا = أوْ مُلَحاً لدَيْهِم مغرا
    إليهِ يَنْسِبُونَها وما عُرِفْ = لأنَّهُ نَكرةٌ لا تَنعرِفْ
    وهذهِ الفَتَاوِي ضَرْبٌ مِنْ لُغَزْ = أَتَى بها الحَرِيرُ وَهْوَ قدْ يعز
    لَدَى مَقَامَةٍ بعدَ الثَّانِيَهْ = بعدَ الثَّلاثِينَ وتِلْكَ الطَّيِّيهْ
    وهمْ يَجِيئُونَ بها بلا بَيانْ = معْنًى لها والحُسْنُ فيما يُستبانْ
    وقدْ نَظَمْتُها بِنَظْمٍ مُستقِلّ = مِنْ قَبْلِ ذا مُبَيِّناً مَعنًى نُقِلْ
    والآنَ ناقلاً هُنَا أبياتَا = منهُ لِنَعْتٍ وَصْفُهُ ثَباتَا
    وغيرُ ذاكَ تاركٌ لهُ بِهْ = ومَنْ يَشَا أَخْذَهُ فانْتَبِهْ
    قالَ لهُ فما تَقُولُ في جَوابْ = شخصٍ تَوَضَّأَ وبعدُ لا ارْتِيَابْ
    لَمَسَ ذاكَ الشخصُ ظَهْرَ نَعْلِهِ = قالَ لهُ انتَقَضْ قُلْ بفِعْلِهِ
    وذاكَ أنَّ النعْلَ هيَ الزَّوْجَهْ = في هذهِ اللُّغْزَةِ والْمَحَجَّهْ
    فإنْ تَوَضَّا واتَّكاهُ الْبَرْدُ = قالَ يُجَدِّدُ الوضوءَ بعدُ
    لأنَّ ذاكَ البَرْدُ هوَ النومْ = وعندَهم نَدْبُ الوضوءِ سَوْمْ
    وقُلْ أَيَمْسَحُ لأُنْثَيَيْهْ = مَنْ يَتَوَضَّأُ نَدَبُوا إليهْ
    ولمْ يُجِبْ عليهِ بالبيانْ = والأُنْثَيَانِ قلْ هُمَا الأُذُنَانْ
    وهلْ بما يَقْذِفُهُ الثُّعْبَانْ جازَ = الوضوءُ قلْ نَعمْ عُرْبَانْ
    يعنى بذا الثعبانِ في البِلادْ = عندَهم هوَ مَسيلُ الوَادِي
    وهكذا سَرَتْ إلى تَمامْ = مِائَةُ فُتْيَا ببيانٍ نامْ
    والقصدُ مِنْ جميعِ ذلكَ مِثالْ = ولا يُرَى المثالُ جَابَهَ الكمالْ
    وقيلَ قدْ قالَ فقيهُ العربْ = مِمَّا يقالُ مِنْ كلامِ الكُتُبْ
    مَنْ سَرَّهُ النساءُ قُلْ ولا نساءْ = فَلْيُبَكِّرِ العَشاءَ وَلْيُبَكِّرْ غَدَاءْ
    وليُخَفِّفَنْ يا أَخِي الرِّداءْ = وَلْيُقَلِّلَنْ غَشَيَانَ النِّسَاءْ
    وما مِن الجزءِ عَنَيْتُ أَوَّلا = مِنْ مُزْهِرٍ نَظمتُهُ قدْ كَمُلا
    وإِنَّنِي أَرْجُو كمالَ الآخِرْ = باسمِ إِلاهٍ أَوَّلٍ وآخِرْ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ثمار المزهر Empty رد: ثمار المزهر

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 02, 2015 11:52 am

    النوعُ الأربعونَ: معرفةُ الأشباهِ والنَّظَائِرِ
    ذا النوعُ قيلَ إنَّهُ مُهِمّ = بهِ ذَوُو العلومِ قدْ تَهْتَمّ
    نَوَادِرُ اللغةِ تُعْرَفُ بِهِ = كذا شَوَارِدٌ لها فَانْتَبِهِ
    ولا بهِ يَقومُ إلاَّ مُضْطَلِعْ = بالفَنِّ واسعُ اطِّلاعٍ فاسْتَمِعْ
    نَظَرُهُ كَثُرَ والمُرَاجَعَهْ = قدْ كَثُرَتْ للفنِّ والمنافَعَهْ
    إذْ هوَ في أبنيَةِ الأسماءِ = كذلكَ الأفعالُ قلْ للرَّاءِي
    أَوَّلُ مَنْ ذَكَرَها قُلْ سِيبَوَيْهْ = وبعدَهُ تَتابعوا لِمَا لَدَيْهْ
    الاسمُ ثلاثيٌّ رُباعيٌّ حُتِمْ = وَهْوَ خماسِيٌّ إذا الزَّيْدُ عُدِمْ
    ثمَّ الثلاثيُّ مُجَرَّدٌ مَزيدْ = مُجَرَّدٌ مُضعَّفٌ أوْ غيرُ فيدْ
    وبعضُهم جَعَلَهُ ثُنائيَا = قِسْمٌ بنفسِهِ يكونُ جَائِيَا
    مُضَعَّفٌ ما اتَّحَدَ الفاءُ وعينْ = أوْ فا ولامٌ أوْ ذا والعينُ بِحِينْ
    وبعضُهم لمْ يَذكُرِ الْمُضَعَّفَا = لأنَّهُ قالَ ثُلاثيٌّ صَفَا
    مثلُهُ بَبْرٌ ودَعْدٌ حَظّ = وجُرْجَةٌ وَصَمَمٌ وفَظّ
    وغيرُ ما ضُعِّفَ مثلُ فَهْدُ = قَفَلَ وجَذَعَ فاحْفَظَنْ ما عَدُّوا
    وجَمَلٌ وكَبِدٌ وسَبُعْ = وصُرَدُ وطُنُبٌ وضِلْعْ
    وذا مِثَالٌ واحتياطٌ لا يَصِحّ = وحاصلُ القولِ بالاسمِ مُتَّضِحْ
    تبه يبلغُ خَمْساً جُرِّدَا = ويَبلغُ السَّبْعَ بزَيْدٍ قدْ بَدَا
    فما مَضَى مِثَالٌ للثلاثِ إنْ = جُرِّدَ والرُّبَاعِ خُذْهُ يا فَطِنْ
    تبه كجعفرٍ وزَبْرَجِ = وبَرْثَنٍ دِرْهَمٍ كُلٌّ يَجِي
    كذا سَبْطَرَ عَنْدَدَ دَلْمَزْ = وغيرُ ذا فيهِ الخلافُ يُرْمَزْ
    والكلُّ في الأسماءِ والأوصافْ = وذا لَديهمْ بلا خِلافْ
    وللخماسِيِّ سَفَرْجَلٌ يُرَى = كذا خَزَعْبَلٌ مِثالاً قدْ جَرَى
    وما لكلِّ لاحقٍ مِنَ الْمَزِيدْ = يَطُولُ جَلْبُهُ ولوْ كانَ يُفيدْ
    ورَغَّبَ الناسَ بشُغْلٍ عَنْهُ = ونادرٌ لا الحكْمُ جاءَ مِنْهُ
    والفعلُ ذُو الثَّلاثِ والرُّبَاعِي = جَرِّدْ ثلاثيًّا وزِدْ أَسَاعِي
    مُجَرَّدُ فَعَلَ بالفتحِ وضَمّ = والكسرُ معَ فَعِلَ جاءَ والتأَمْ
    يائِيُّ عينٍ لمْ يَجِئْ قلْ فَعُلا = بالضمِّ إلاَّ بشُذوذٍ نُقِلا
    ولا مُضاعَفاً ولا مُعَدَّا = هيؤ مِثْلُ أَوَّلٌ نُمَدَّى
    ليب للثاني مِثَالٌ وطَلَعْ = لثالثٍ رَحُبَ أيضاً قدْ سُمِعْ
    ولا يُرَى مُضَارِعٌ لهُ سِوَى = بضمِّ عينٍ غَيْرِ ما شَذَّ رَوَى
    بعضُهم دُمْتُ تُدَامُ وكذا = جُدْتُ تُجَادُ فخُذْنَ ما أُخِذَا
    أمَّا بِنَا فَعِلَ بالكسرِ قياسْ = مُضَارِعٌ لهُ بفتحٍ لا الْتِبَاسْ
    وجاءَ بالكسرِ شُذوذاً وسُمِعْ = في مِثلِ قدْ وَرِثَ ثمَّ قدْ وَرِعْ
    فَعَلَ بالفتحِ يَجِي مُضارِعُهْ = بالفتحِ والضمِّ وكسْرٍ شائعَهْ
    مِثَالُهُ دَرَأَ ثمَّ كَتَبَ = فتْحاً وضَمًّا ولكسرٍ ضَرَبَا
    ثمَّ تفاصيلُ الجميعِ قدْ يَطولْ = بنا تَتَبُّعٌ لها حيثُ نَقولْ
    لكِنَّهُ يَبْلُغُ بالزيادةِ = سِتًّا ولا زيدَ عليها ثَبِّتِ
    وجا الرُّبَاعِيُّ بوَزنِ فَعْلَلَ = مثالُهُ دَحْرَجَهُ إذْ فَعَلا
    ورُبَّما يَبْلُغُ سِتًّا حَرْجَمَا = يُقَالُ في بنائِهِ جَا احْرَنْجَمَا
    ورُبَّمَا تَماثَلَ الْحَرْفَانِ = مِنْ كلِّ وَزنٍ وهما أَصْلانِ
    كقولِهم دَدَنَ ثمَّ طَلا = سَلَسَ هكذا ولا قدْ قَلا
    ذِكْرُ ضَوَابِطٍ واستثناءاتٍ في الأبنيَةِ وغَيْرِها
    وليسَ في الأسماءِ وزنُ فَعِلا = بلْ هوَ بالأفعالِ خُصَّ مُسَجَّلا
    وقيلَ قدْ سُمِعَ منهُ دَئِلا = كذاكَ قُلْ رَئِمَ ثمَّ وَعِلَ
    وسِيبَوَيْهِ قالَ أَفْعِلاءْ = لا في الكلامِ إلاَّ أَرْبِعَاءْ
    وغيرُهُ قدْ عَدَّ أَرْمِدَاءْ = وأَرِيجَاءَ ثمَّ أَنْصِنَاءْ
    وليسَ في الكلامِ يَفْعُولُ بِضَمّ = وضمُّ يَسْرُوعٍ لكونِ الراءِ ضُمّ
    ومِفْعَلٍ بكسرِ ميمٍ ثمَّ عَيْنْ = بِمِنْخَرٍ ومِنْتَنٍ لا غيرَ ذَيْنْ
    وفَعَلُوا هذا بذِي الحرفَيْنِ = لأجلِ اتِّباعٍ لكسرِ العينِ
    ومَفْعُلٍ بفتحِ ميمٍ معَ ضَمّ = عينٍ سِوَى مَيْسُرَةٍ ما نِيلَ ثَمّ
    ومَأْلُكاً ومَعُوناً ومَكْرُمَا = اسْمَا جُموعٍ لا لواحدٍ رَمَى
    وليسَ مَفْعُولٌ مِن الثلاثِ إذْ = يكونُ مِنْ بَناتِ واوٍ قدْ أُخِذْ
    إلاَّ بحَرْفَيْنِ فَمِسكٌ مَذْوُوفْ = والثوبُ مَصْوُوبٌ فخُذْ لَمَعْرُوفْ
    فُعُّولٌ بالضمِّ وبالتشديدِ لَمْ = يأتِ لهُ اسمٌ لا ولا صفةٌ ثَمّ
    إلاَّ بِسُبُّوحٍ وقُدُّوسٍ كَذَا = يُقَالُ ذُرُّوحٌ وفَتْحٌ أُخِذَا
    وفَعَلُوتٌ جاءَ منها مَلَكُوتْ = وجَبروتٌ رَحَمُوتٌ رَهَبُوتْ
    وعَظَمُوتٌ سَلَبُوتٌ تَرَبُوتْ = وحَلَبُوتٌ رَكَبُوتٌ خَلَبُوتْ
    وفَعَلُوتَى قَدْ أتَى مِنْ كلِّ ذِي = وإنْ أَتَتْ مِمَّا سِواها فَانْبِذِ
    واعْلَمْ بأنَّ بابَ ذي الضَّوَابِطْ = ومِثْلَها مِنْ كلِّ وَزنٍ ساقِطْ
    كَثُرَ عندَهم وفائِدَتُهْ = قِلَّةُ إنكارٍ لِمَنْ عَادَتُهْ
    لأنَّ مَنْ عَلِمَ شيئاً وجَهِلَ = سِوَاهُ يُنكَرُ ولا لهُ قِبَلْ
    لذاكَ إنْ رَأَيْتَ وَزناً ظاهرَا = لمْ تَعْرِفَنَّهْ لا تكونُ ناكرَا
    وقلْ لَعَلَّهُ مِن الضَّوَابِطِ = أوْ كانَ مُسْتَثْنًى مِن المَلاقِطِ
    فإنْ سَمِعْتَ ذا فهذا البابُ حِدْ = عنهُ وخُذْ سِوَاهُ تَستفدْ وفِدْ
    وهذهِ أَبْنِيَةٌ مُشتهَرَهْ = لها فخُذْ أَمثلةً مُعتبرَهْ
    منها الفُعَالَةُ بضَمِّ الفاءْ = مثلُ الحُفَالَةِ بلا امتراءْ
    وكالْحُثالةِ وكَالْقُمامَهْ = وكالْكُسَاحَةِ وكالخُمَامَهْ
    كذا عَلَنْدَى وخَنَبْدَى وكذا = قيلَ قُدَامَى وزُبَانَى فَخُذَا
    كذاكَ جَامُورٌ كذا فَحُوصْ = أُحدوثةٌ وَقُودُهم مَنْصُوصْ
    أَكُولَةٌ كذا حَصَانٌ وتَرَى = فِعَالٌ بالكسْرِ حِذَارٍ قدْ جَرَى
    فُعَلِلٌ فيهِ فَعَالِلٌ إذا = تَشاءُ والعكسُ لِذَاكَ فانْبِذَا
    مِثَالُهُ هُدَبِدٌ عُثَلِطٌ = فَقُلْ هَدَابِدُ وقُلْ عَثَالِطْ
    زَغَارِبٌ جَنَادِبٌ لا تَجْعَلا = مِن المثالِ لَهُما فُعَلِلا
    وقلْ قَنُونِي ثمَّ تَكْلامٌ وقُلْ = عَيْطَلٌ عَيْثَامٌ ودُولابٌ نُقِلْ
    وجاءَ سِكِّيرٌ وَجَا خِصِّيصَى = وعَرفاءُ جاءَ ذا تَنصيصَا
    أَزْمِيلُ شَفْرَةٌ وأَرْضٌ أَمْلِيسْ = واسعةٌ فخُذْ لذا بتَنْفِيسْ
    وجَلْفَزِيزٌ صُلْبَةٌ وحَنْبَرِيتْ = يُغْنِي بهِ الخَالِصُ خُذْ ولا تُفِيتْ
    وفُعَلُ مَمْنُوعُ صَرْفٍ كَعُمَرْ = وقُثَمُ وجُشَمُ كذا مُضَرْ
    فُعَالِيَةٌ بالضمِّ والتخفيفِ لَهْ = مثلُ صُرَاحِيَةٍ معَ عُفَارِيَهْ
    والفتْحُ والتخفيفُ كَالكَرَاهِيَهْ = ومثلُها رَفاهيَةٌ رَفَاغِيَهْ
    تَحِلَّةُ القَسَمِ يَسْرُوعُ وزِدْ = تَذْنُوبُ قُلْ زَهْرَةٌ لِمَنْ تَعِدْ
    فُعَلَةٌ بالضمِّ والفتحِ جَرَى = مِن النعوتِ مِثْلَ فاعلٍ تَرَى
    وإنْ يَكُنْ ساكنَ عينٍ فهوَ فِي = مَعْنَى المفعولِ لهذا فَاقْتَفِي
    تقولُ هذا رَجُلٌ ضُحَكَةُ = لُعَبَةٌ وَسُبَةٌ وَسُخَرَةُ
    خِلَفْنَةٌ وعضرفونةٌ عَيْسَجُورْ = فخُذْ لذي الأبنيَةِ التي تَدُورْ
    ذِكْرُ الألفاظِ التي استُعْمِلَتْ معرفةً لا تَدخلُها الألفُ واللامُ وعكسُهُ
    وكلُّ ذي الألفاظِ جا مُعَرَّفَا = وأَلِفٌ واللامُ عنها انْحَرَفَا
    هُنَيْدَةٌ لمائةٍ مِن الإبِلْ = كذا شَعُوبٌ لِمَنِيَّةٍ قُبِلْ
    ومَحْوَةٌ هَبَّتْ تُقالُ الشَّمَالْ = خُضَارَةُ طَمٍّ لِبَحْرٍ قدْ تُقالْ
    وجابرُ بنُ حَبَّةَ اسمُ الْخُبْزِ = وبَرَّةٌ اسمُ البُرِّ خُذْ بالعِزِّ
    كذا فُجَارٌ عَلَمُ الفُجُورْ = ذَكَاءٌ للشمسِ مَدَى الدُّهُورْ
    وذا أَسْلَمَةُ تُقَالُ عادِيَا = لأسَدٍ وذا الْمِثالُ كافِيَا

    ذِكْرُ الألفاظِ التي لا تُستعملُ إلاَّ في النفيِ
    وليسَ بالدارِ كَتِيعٌ ما بها = قيلَ عَرِيبٌ تَلْياً نَفْياً بِهَا
    وما بها نَافِخُ ضَرَمَةٍ وما = بها يُرَى نافخُ نارٍ رُسِمَا
    وما بها عَيْنٌ وعَائِنٌ ولا = عَائِنَةٌ وطارقٌ أيضاً تَلا
    وليسَ تَامُورٌ بذي الرَّكِيَّهْ = يَعْنِي بهِ الماءَ استَفِدْ عليه
    وما بِذِي الدارِ يُقَالُ أَحَدُ = ولا أَنِيسٌ هكذا أنْ جَحَدُوا
    ولا بِهَا صَوَّاتٌ ما بِهَا أَرَمْ = ولا بها داعٍ ولا مُجيبٌ تَمْ
    وليسَ نَاخِرٌ ونَابِحٌ ولا = ثَاغٍ ولا رَاغٍ كذاكَ قدْ جَلا
    فصلٌ منْهُ
    ولستُ أَدْرِي أَيُّ ناسٍ هوَ = أيُّ الوَرَى وأيُّ عادٍ هوَ
    وأيُّ خَالِفَةٍ هوَ وكذا = أيُّ الأنامِ أيُّ طَيْبَلٍ أُخِذَا
    فصلٌ منْهُ
    طَلَبَ منهُ حَاجَةً فانْصَرَفَتْ = معناهُ لمْ يَدْرِ عَلَى مَ انْحَرَفَتْ
    وفَقَدُوا غُلاماً لمْ يَدْرُوا لِمَا = وَلَعُهُ حَبْسُهُ مَعْنًى هُمَا
    ولَسْتُ أَدْرِي أينَ ذاكَ وَدَسَا = مَعْنَاهُ قدْ ذَهَبَ ثمَّ وَدَسَا
    كذاكَ ما دَرَيْتُ أَيْنَ سَلَعَا = كذاكَ قدْ صَقَعَ ثمَّ بَقَعَا
    ولستُ أدري أيُّ صَرْعِي أَمْرِي = أيْ لمْ يُبَيَّنْ أمْرُهُ في الدَّهْرِ
    فصلٌ منْهُ
    يُقَالُ لا أَفعلُهُ ما وَسَقَتْ = عينٌ لِمَا أيْ حَمَلَتْ وذَرَفَتْ
    ولا أَنَا أَفْعَلُهُ ما أَرْزَمَتْ = أُمٌّ لحَائِلٍ وحَنَّتْ أَفْهَمَتْ
    وليسَ يَفْعَلُ ما أَنَّ في السَمَا = نجمٌ وما عَنَّ تُقَالُ فاعْلَمَا
    وهكذا ما أَنَّ في الفُراتِ = قطرةُ ماءٍ مِنْ مِيَاهٍ تَاتِي
    وقيلَ لا حتَّى يَحِنَّ الضَّبُّ في = أَثَرِ إِبِلٍ صَادرَاتٍ قدْ يَفِي
    وما دعا اللَّهَ وما حَجَّ لَهُ = والمَلَوَانُ اختلَفَا فَعَلَّهُ
    فصلٌ منْهُ
    ولا لَهُ يُفْعَلُ ما عَبْدٌ أَبِسْ = بناقةٍ أَرادَ أنْ تَقُومَ قِسْ
    وما خَوَى الليلُ أو النهارْ = ويدٌ مُسْنَدٌ عَنِّي الادِّهَارْ
    وسَجَعَ الحمامُ هَدْهَدَ الحَمَامْ = وقَلَّ سَجِيسُ ذِي اللَّيَالِي للدَّوَامْ
    وأبَدُ الأَبَدِ والآبَادْ = والأبديَّةُ لدهرٍ بَادِي
    فصلٌ منْهُ
    وما لهُ الصَّامِتُ لا والناطقْ = أيْ ذَهَبٌ وفِضَّةٌ تُرافِقْ
    والناطقُ الإِبِلُ والخيلُ الغنَمْ = ولا لهُ دارٌ عَقارٌ يُرْتَسَمْ
    فالدارُ تُعرفُ عَقارٌ نَخْلْ = فخُذْ لعلمٍ إنْ عِلْماً فَضَلْ
    وما لَهُ ثَاغِيَةٌ أوْ رَاغِيَهْ = أيْ إِبِلٌ وغنمٌ لِذَاعِيَهْ
    وما لَهُ زَرْعٌ ولا ضَرْعٌ ولا = ولا لهُ الهاربُ والقاربُ لا
    يَعْنِي بِذَيْنِ صادرٌ عنْ ماءْ = وواردٌ لهُ بلا امْتِرَاءْ
    فصلٌ منْهُ
    جَاءَتْ وما عليها خَرْبَصِيصَهْ = شيءٌ مِن الْحُلِيِّ وهَلبَسِيسَهْ
    وما بِذَا النِّحْيِ يُقَالُ عَبَقَهْ = شيءٌ مِن السَّمْنِ فَكُنْ مُحَقِّقَهْ
    وما بِذَا البعيرِ قلْ هُنَانَةُ = يَعْنِي بها طَرَفٌ ولا صَهَارَةُ
    وما بهِ قُلْ وَذْيَةٌ وظَبْظَابُ = أيْ وَجَعٌ كذاكَ شيءٌ قدْ يُعابُ
    وما بهِ شَقَذٌ ولا نَقَذٌ يُرَى = يَعْنِي بذَيْنِ العَيْبِ عندَ مَنْ قَرَا
    وما بهِ حَبَضٌ ولا نَبَضٌ حِرَاكْ = ولا بِرِيضِ قُوَّةٍ أَخِي أَتَاكْ
    فصلٌ منْهُ
    يقالُ مَا ذَاقٌ مَضَاغاً وَعُنِي بذا = الذي يُمْضَغُ فافهمْ واعْتَنِي
    ولم يَذُقْ عَضَاضَ ما يُعَضُّ عُوا = ولا لَمَاظاً وَأَكَالاً فَاسْمَعوا
    ولا لَمَاقاً واللَّمَاقُ في الطَّعَامْ = يكونُ والشرابُ خُذْ على الدوامْ
    وذاكَ مَا ذاقَ خِي عَلُوسَا = شيئاً ولم يَذُقْ كذا بَلُوسَا
    كذاكَ مَا ذاقَ خِي شَمَاجَا = ولم يَذُقْ عندَهم لَمَاجَا
    معسو ضيفِهم مالمجوهْ = تُقَالْ مِنْ ذَيْنِ بشيءٍ فَافْهَمُوهْ
    ما ذاقَ قُلْ عندَهم عَذُوفَا = شيئاً كَذَا مَذاقٌ قُلْ عَدُوفَا
    وليسَ دونَهُ يُرَى وِجَاحْ = يَعْنِي بهِ سِترٌ وذُو نَجَاحْ
    وذاكَ ملبس قى بكِلْمَهْ = يعني بهِ ما قَالَهَا فتَفْهَمَهْ
    وذانِ مَا بينَهما دَنَاوَهْ = يعني قَرَابةً تُرِي الحَلاوَهْ
    وذا كَثِيرٌ واحتياطٌ لا يَصِحّ = مِنِّي بهِ وذا مِثَالٌ مُتَّضِحْ
    ذِكْرُ الأسماءِ التي لا يَتصَرَّفُ منها فِعْلٌ
    مِنْ ذلكَ الْحِجَا يُرَى للعقْلِ = ولا لهُ في دَهْرِنا مِنْ فِعْلِ
    وامْرَأَةٌ خَودٌ وَهْيَ الناعِمَهْ = ولا لَهُ فِعْلٌ يُرَى يا فَاهِمَهْ
    ووَهَجُ النَّارِ وشمسٌ قدْ نُقِلْ = وَأَوِّلْ واضبُطْ لِمَنْ عَمِلْ
    وليسَ مِنْ وَيْلٍ ووَيحٍ فِعْلُ = وليسَ مِنْ وَيْسٍ ووَيْبٍ نَقْلُ
    والدَّدُ للباطلِ وَالأَيْنُ يُرَى = الأعياءُ لا لِذَيْنِ فعلٌ قدْ جَرَى
    ورجلٌ بِطْرِيقٌ أيْ مُخْتَالْ = ومُعجَبٌ بنفسِهِ مُحتالْ
    ورجلٌ سَيِّدٌ ذُو شَجاعَهْ = هوَ الهُمَامُ لا بفِعْلٍ شاعَا
    وذانِ لا يُستعملانِ في النِّسَاءْ = بلْ خُصَّ كلٌّ بالرجالِ لا امتراءْ
    مَرُوءَةٌ كمالُ ذي الرُّجُولِيَّهْ = ولكَ عِنْدِي أبداً مَزِيَّهْ
    وَوَسَخٌ قيلَ لهُ العَدْلُ ولا = مِنْ ذا تَرَى فعلاً لِمَنْ قدْ فُعِلا
    بابُ أَسْمَاءِ المصادرِ التي لا يُشْتَقُّ منها أفعالٌ
    ورجلٌ قُلْ بَيِّنُ الرجولِيَّهْ = ليسَ لهُ فِعْلٌ كذا الحُرِّيَّهْ
    والشخصُ غِرٌّ بَيِّنُ الغَرارَهْ = ثمَّ ظَهيرٌ بَيِّنُ الظَّهَارَهْ
    وامرأةٌ بَيِّنَةُ الْحَصَانَهْ = هيَ الْحَصَانُ فتحُ حَاءٍ بَانَهْ
    وفرسٌ حِصَانٌ بالكسرِ تُرَى = بَيِّنَةُ التحصينِ عندَ مَنْ قَرَى
    وبَطَلٌ قُلْ بَيِّنُ البَطَالَهْ = وقلْ صريحٌ بَيِّنُ الصَّراحَهْ
    وناقةٌ ذَلُولٌ والمرءُ ذَلِيلْ = بَيِّنٌ ذَلَّ في الجَمِيعِ يا نَبِيلْ
    وَبَيِّنُ الضَّعَةِ ذلكَ الْوَضِيعْ = وبَيِّنُ الرِّفْعَةِ ذَلِكَ الرَّفِيعْ
    وبَيِّنُ الْعَتَهِ ذاكَ مَعْتُوهْ = جميعُ ذِي لا فِعْلَ فيها يَدْرُوهْ
    وعَرَبِيٌّ بَيِّنُ الْعَرُوبِيَّهْ = والعبدُ ذاكَ بَيِّنُ العَبُودِيَّهْ
    والعَمُّ قِيلَ بَيِّنُ العُمُومَهْ = والأُمُّ قُلْ بَيِّنَةُ الأُمُومَهْ
    خَؤُولَةٌ أُبُوَّةٌ أُخُوَّهْ = بُنُوَّةٌ وأُمَّةٌ أُمُوَّهْ
    وجاءَ لَيْثٌ بَيِّنُ اللِّيَاثَهْ = وقلْ وَصيفٌ بَيِّنُ الوصافَهْ
    وَهْوَ كثيرٌ وذا مِنْ مِثالِهْ = يَكفي ولأفعالٍ في مَقالِهْ
    ذِكْرُ الألفاظِ التي وَرَدَتْ مُثَنَّاةً
    فالْمَلَوَانِ اللَّيْلُ والنهارُ قُلْ = كذا الجَدِيدَانِ هما كَمَا نُقِلْ
    كذا الأَجَدَّانِ كذا العَصْرَانِ = أو الغَدَاةُ والعَشِيُّ ذَانِ
    كالفَتَيَانِ وهُمَا الرِّدْفَانِ = كذلكَ الصِّرْعَانِ والقِرْنَانِ
    والأَبْرَدَانِ وكذا البَرْدَانْ = والكَرَّتَانِ ثمَّ خَفْقَتَانْ
    والْحَجَرانِ فِضَّةٌ وذَهَبْ = والأَسْوَدَانِ التمرُ والْمَا يَجِبْ
    والأَبْيَضَانِ لَبَنٌ ومَاءْ = وقيلَ شَحْمٌ لَبَنٌ يُراءْ
    وقيلَ خُبْزٌ معَ مَاءٍ ويُقَالْ = مِلحٌ وخُبْزٌ كُلُّ ذلكَ مَقَالْ
    والأصْفَرانِ ذَهبٌ وزَعْفَرَانْ = وقيلَ وَرْسٌ زَعْفَرَانٌ أصْفَرَانْ
    واللَّحْمُ والشَّرَابُ الأحْمَرَانْ = والقلبُ واللسانُ الأصغرانْ
    لم يَدْرِ أيَّ طَرَفَيْهِ أَطوَلُ = أيْ نَسَبُ الأبِ أو الأُمِّ انْقُلُوا
    إذْ طَرَفَاهُ أَبَوَاهُ ويُقالْ = لِذَيْنِ والإخوةِ أَطْرَافٌ تُنالْ
    والبَطْنُ والفَرْجُ هما الغَارَانْ = كما هما يُقَالُ الأَجْوَفَانْ
    والسَّيْلُ والجَمَلُ الأَعْمَيَانْ = والشمسُ والقمرُ الأَزْهَرَانْ
    والمَسْجِدَانِ ما بمَكَّةَ وما = جَا بالمدينةِ كَذَلِكَ اعْلَمَا
    والنومُ والنِّكَاحُ الأَطْيَبَانْ = وقيلَ أَكْلٌ ونِكَاحٌ ثَانْ
    أَذَاقَكَ اللَّهُ يُقَالُ الْبَردَيْنِ = وماطَ عنكَ قدْ يُقَالُ المُرَّيْنِ
    بَرْدُ الغِنَى والعافِيَةِ بَرْدَانِ = والفقرُ والعُرْيُ هما المُرَّانِ
    وذا مِن التَّمْثِيلِ كافٍ للنَّبِيلْ = وخُذْ إلى التَّغْلِيبِ عنْ هذا الرَّحِيلْ
    ذِكْرُ الْمُثَنَّى على التَّغْلِيبْ
    غَلَبَ لِوَاحدٍ مِنَ الاسْمَيْنِ = لِخِفَّةٍ أوْ شُهرةٍ في الحِينِ
    فالعُمَرَانِ لأبي بَكْرٍ عُمَرْ = والأَبَوَانِ الأبُ والأُمُّ اشتَهَرْ
    وقيلَ عُمَرَانُ ومُصْعَبَانْ = كذا خَبِيبَانِ والأَحْوَصَانْ
    وذا مِن الناسِ مِثَالٌ ويُرَى = مِنْ غيرِها وَهْوَ كثيرٌ شُهِرَا
    فالقَمَرَانِ قيلَ للشمسِ القمرِ = والبَصْرَتَانِ بَصْرَةٌ كُوفَةٌ قِرِ
    ثمَّ الأَذَانَانِ إقامةٌ أَذَانْ = ومَشْرِقٌ ومغرِبٌ قلْ مَشْرِقَانْ
    وهوَ كثيرٌ لا تَفِي الأَنْظَامْ = بهِ ولاكِنْ مثلُ فِهَامْ
    ذكْرُ الألفاظِ التي وَردتْ بصيغةِ الجمْعِ والمعنى بها واحدٌ أو اثنانِ
    أَلْفَاهُ قلْ في لَهَوَاتِ اللَّيْثِ قيلْ = وإنَّمَا لهُ لَهَاتٌ قدْ تُنِيلْ
    كذا المَنَاكِبُ تقالُ وتُرَى = يُقَالُ مَنْكِبَانِ حَيْثُما جَرَى
    ثَنْدُوةٌ مَغْرَزُ ثَدِيٍ ويقالْ = فيها الثَّنَادِي حَيْثُمَا هيَ تُنالْ
    حَوَاجِبٌ مَرَافِقٌ مَنَاخِرُ = كلٌّ بِجَمْعٍ وهما اثنانِ اذْكُرُوا
    والوَجَنَاتُ وَهْيَ اثْنَتَانْ = والجِيدُ أَجْيَادٌ بلا بُهْتَانْ
    وَذَاتُ أَوْرَاكٍ وذَاتُ أَكْتَافْ = وقُلْ مَذَاكِيرُ وَذَاتُ أَرْدَافْ
    وليسَ ذا ذا قُدْرَةٍ لاكنَّ ذا = منهُ مثالٌ للنَّبِيهِ فخُذَا
    ذكْرُ المثنَّى الذي لا يُعرفُ لهُ واحدٌ
    والمِذْرَوَانِ قيلَ أَطْرَافٌ تُرَى = لِلِيَتَيْنِ لا واحدٌ مِنْهُمَا جَرَى
    واثنانِ لا واحدٌ فيهما وذا = ليسَ يُثَنَّى وَهْوَ وَاحِدٌ خُذَا
    والأُنْثَيَانِ وَكَذَا لَبَّيْكْ = كَذَا حَنَانَيْكَ كذا سَعْدَيْكَ
    وجاءَ يَضْرِبُ يُقَالُ ازْدَوَيْهْ = وَجَاءَ يَضْرِبُ يُقَالُ مِذْرَوَيْهْ
    فأوَّلٌ لِفَارِغٍ ثانٍ يُرَى = لِمُتهدِّدٍ ولا شيءَ وَرَا
    كذا حَوالَيْنَا دَوَالَيْكَ عَنِّي = بها مُدَاوَلَةٌ بعدُ فَاعْتَنِي
    والأصدَغَانِ وهما عِرْقَانْ = مِنْ تحتِ صَدْغَيْنِ بلا بُهتانْ
    وجاءَ غيرُ ذا ولاكِنْ لا كَثيرْ = وذا مِن المثالِ يَكفي يا خَبِيرْ
    ذِكْرُ الجُمُوعِ التي لا يُعرفُ لها واحدٌ
    قيلَ خَلابِيسٌ لشيءٍ لا نِظامْ = لهُ ولا واحدٌ فيهِ قدْ يُرامْ
    ثمَّ سَمَا هُيَّجٌ لموضعٍ يُرَى = كذا أَثَارِبٌ لمَوْضِعٍ جَرَى
    تَفَرَّقَ القومُ عَبَادِيدُ بِدَالْ = كذا عَبَابِيدُ بياءٍ قدْ يُقَالْ
    وقِطَعُ الخيلِ لها يُقَالْ = هِيَ شَمَاطِيطُ كما تُنَالْ
    ثمَّ الأَسَاطِينُ الأَبَابِيلُ تُرَى = ليسَ لها مِنْ واحدٍ كما جَرَى
    هَزَاهِزُ شَدَائِدُ بلا ارْتِيَابْ = ثمَّ دَعَالِيبٌ لأطرافِ الثيابْ
    تَعَاجِيبٌ تُقَالُ للعجائبْ = أَبَاسِقٌ قَلائِدٌ للرَّاغِبْ
    وذا مِن المثالِ يَكْفِي الناظرَا = وقيسَ فعُلِمَ بالقياسِ ظَاهِرَا
    ذكْرُ الألفاظِ التي مَعْنَاهَا الجمْعُ ولا واحدَ لها مِنْ لَفْظِها
    الثَّوْلُ جَمْعُ النَّحْلِ لا واحدَ لهْ = مِنْ لفظِهِ عندَ الذي قدْ نَقلَهْ
    والخيلُ والعَرِمُ والنساءُ = والقومُ والرهطُ بذاكَ جَاءُوا
    والفُورُ للظِّبَاءِ والتَّنُوخُ قُلْ = جماعةُ الناسِ بلا فَرْدٍ نُقِلْ
    والنَّبْلُ والرِّكَابُ والنَّاسُ فلا = تَرَى لِهَذِي واحداً منها ولا
    كذلكَ الأَرْجَابُ للأَمْعَاءِ = ليسَ لها مِنْ وَاحدٍ للرَّاءِي
    والصَّوْرُ قلْ جماعةٌ مِنْ نَخْلِ = وحَائِشٌ لا واحدٌ في النَّقْلِ
    ورَبْرَبٌ صُوَارٌ جمعُ بَقَرِ = لا واحدٌ لهُ يُرى في الخبرِ
    وإِبِلٌ جمعٌ ولا واحدَ لَهْ = وذا مِن المثالِ يَكفِي النَّقَلَهْ
    ذِكْرُ ما يُفْرَدُ ويُثَنَّى ولا يُجْمَعُ
    وبَشَرٌ لِرَجُلٍ وبَشَرَانْ = لِرَجُلٍ وَقْفٌ عن الجمعِ تُصانْ
    وقيلَ إنَّهُ على الكُلِّ يَقَعْ = كَذَكَرٍ أُنْثَى بلا شَيْءٍ مُنِعْ
    وامرؤٌ وامرأةٌ ثَنِّي وأَفْرِدْ = ولا تَكُنْ تَجْمَعُهما لأَحَدْ
    وجاءَ يَضْرِبُ بأَسْدَرَيْهِ = أيْ مَنْكِبَيْهِ لا يُجْمَعُ ذَيْهْ
    ذكرُ ما يُفردُ ويُجمعُ ولا يُثَنَّى
    مِنْ ذَا سَوَاءٌ أَفْرَدُوا وأَجْمَعُوا = ولمْ يُثَنَّ عندَهم فلْتَسْمَعُوا
    وقُلْ سَوَاسِيَةٌ في الجمعِ وذا = قدْ قيلَ في الضِّبْعَانِ أيضاً فخُذَا
    تُفْرَدُ والجمعُ ضُبَاعِيٌّ ولا = نَرَى لها تَثنيَةً حيثُ جَلا
    ذكْرُ ما لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ
    وشَجَرٌ دُقَاقُ أغْصَانٍ بِلا = تثنيَةٍ ولا يُجمعُ مُسْجَلا
    واليمُّ والواحدُ لمْ يُثَنَّيَا = ولنْ تَرَى جَمْعَهما قدْ رُوِيَا
    وبعضُهم رَوَى لِوَاحِدَيْنِ فِي = بيتٍ مِن الشِّعْرِ وللحقِّ اصْطُفِي
    ثمَّ القَّبُولُ والدَّبُورُ في الرِّيَاحِ = لمْ يُجْمَعَا ولمْ يُثَنَّا في الصِّحاحِ
    كذا بَرَاءٌ وخَلاءٌ مِنْهُ = لا تَجْمَعَنْ ولا تُثَنِّي عَنْهُ
    وعَرَقٌ لمْ يَجمعوهُ أبدَا = وذا الذي هنا تَراهُ وُجِدَا
    ذكْرُ ما اشْتَهَرَ جَمْعُهُ وأُشْكِلَ واحدُهُ
    قيلَ ذَرَارِيحُ يُقَالُ جُمِعَا = واختلَفُوا في مُفردٍ قلْ قُطِعَا
    فقيلَ ذُرَّاحٌ وذُرُّوحٌ وقيلْ = ذُرُحْرُحٌ كذا ذَرُوحٌ قدْ تُنِيلْ
    دُوَيْبَةٌ حَمْرَا بنُقَطٍ سُودْ = تَطيرُ مِنْ سَمومِهم تَرودْ
    كذا مَصَارِينٌ ومُفْرَدٌ يُقالْ = مُصْرَانُ بالضمِّ وغيرُهُ يُنالْ
    أَفْوَاهٌ أَنْهَارٌ تُرَى فُوَّهَةُ = واحدُها كذلكَ الأَزِقَّةُ
    ثمَّ غَرَانِيقُ لِطَيْرِ الماءْ = كذا فُرادَى جمعُ فَرْدٍ جاءْ
    آوِنَةٌ وعِلْيَةُ الرجالْ = جمْعُ أَوَانٍ وعَلَى عَالْ
    شَمَائِلُ أَشَدُّهُ زَبَانِيَهْ = والْكَمْءُ في المُفْرَدِ خُلْفٌ فَعِيَهْ
    ذكْرُ ما اشتَهَرَ وَاحِدُهُ وأُشْكِلَ جَمْعُهُ
    جَمْعُ دُخانٍ ذَكَروا دَواخِنْ = كذا العُثَانُ جَمْعُهُ عَوَاثِنْ
    وفَسَّرُوا العُثَارَ بالغُبَارِ = ولا نَظيرَ لهما يا قَارِي
    وامرأةٌ قلْ نُفَسَاءُ وكذا = قُلْ عُشَرَاءُ في النِّيَاقِ أُخِذَا
    والجَمْعُ فِيهِمَا على فِعَالْ = وقيلَ غيرُ ذاكَ في الْمَقالْ
    كنَفْسٍ ونَفْسَاوَاتٍ نِفَاسْ = نَفْسٌ نَوَافِسُ فَخُذْ بلا الْتِبَاسْ
    والطَّسْتُ تُجْمَعُ على طِسَاسْ = والسِّتُّ تُجمعُ على أَسْدَاسْ
    والسَّبْتُ أَسْبُتٌ سُبُوتٌ والأَحَدْ = آحَادٌ أوْ أُحْدَانُ فَاحْفَظْ ما وَرَدْ
    وجَمْعُ الاثْنَيْنِ أَثَانِينُ ومَا = بَقِيَ جَمْعُهُ أَتَاكَ رُسِمَا
    جَمْعُ الثُّلاثَاءِ ثَلاثَاوَاتُ زِدْ = لأَرْبِعَاءٍ أَرْبَعَوَاتٌ تُفِدْ
    وللخميسِ أَخْمِسَاءُ أَخْمِسَهْ = وجُمُعاتٌ جَمْعٌ للجُمُعَهْ
    مُحَرَّمٌ مُحرَّمَاتٌ ويُنالْ = صَفَرٌ بأَصْفَارٍ إذا جَمْعٌ يُقالْ
    وإنْ تُرِدْ جَمْعَ رَبِيعٍ قلْ شُهُورْ = وذي أَضِفْهَا لِرَبِيعٍ في الدهورْ
    ورمضانُ مِثْلُ ذلكَ يُضافْ = لهُ شهورٌ خُذْ لذا بلا خِلافْ
    وقيلَ فيهِ رَمْضَانَاتُ وقُلْ = جُمَادِيَاتٌ في جُمَادَى قَدْ نُقِلْ
    ورَجَبٌ جَمْعُ أَرْجَابٍ كذا = في شَعبانَ شَعْبَانَاتٌ خُذَا
    شَوَّالُ شَوَّالاتٌ أوْ شَوَاوِيلْ = وخُذْ لِبَاقِيَيْنِ ذا الأقاويلْ
    وهْيَ ذاتُ القَعْدَةِ الْمَسطورَهْ = كذا ذَواتُ الحِجَّةِ المشهورهْ
    واجمَعْ رَبِيعَ كَلإٍ بأَرْبِعَهْ = وجَدولَ بأَرْبِعَاءَ واسمَعَهْ
    ذكْرُ ما استَوى واحدُهُ وجمْعُهُ
    وذاتُ شَوْكٍ شَجَرٌ شُكَاعَى = لواحدٍ والجمعُ قلْ للسَّاعِي
    كذا الحَلاوَى شجَرٌ ووَاحِدُهْ = وجمعُهُ سِيَّانُ قالَ واجِدُهْ
    كذلكَ الشَّغَارِي نَبْتٌ جَمْعُهْ = والفَرْدُ كالسَّلْوَى سَوَاءٌ وَضْعُهْ
    ذكْرُ المجموعِ على التغليبِ
    مِنْ ذلكَ اليَاسِينُ والْمَسامِعَهْ = كذا المَهَالِبَةُ والأَصَامِعَهْ
    والأَشْعَرُونَ والمَعَاوُلُ وزِدْ = لِذَا القَتِيتَاتُ الرَّقِيدَاتُ تَحِدْ
    والجَبَلاتُ العَبَلاتُ السَّلَمَاتْ = وحِسَلَةٌ كذا الضَّبَابُ مُحْسِبَاتْ
    كَذَا الأَخَايِلُ وذا كَثِيرْ = وذا مِنْ أَمْثِلَتِهم شَهِيرْ
    ذكْرُ ما جاءَ بالهَاءِ مِنْ صِفَاتِ المُذَكَّرِ
    تقولُ ذا رَاوِيَةٌ للشِّعْرِ = علاَّمَةٌ نَسَّابَةٌ في الدهْرِ
    مِجْذَامَةٌ لَحَّانَةٌ مِطْرَابَهْ = مِعْزَابَةٌ هَيُّوبَةٌ هَيَّابَهْ
    عَيَّابةٌ وَقَّافةٌ وَهَّابَهْ = طَلاَّبَةٌ وهوَ لِذَا عَرَّابَهْ
    وهكذا يُزادُ للمُبالَغَهْ = فيُدْخِلُونَ الها بلا مُراوَغَهْ
    بابُ ما يُقالُ للمذكَّرِ والمؤنَّثِ بالهاءِ
    فرَجُلٌ تَصِفُهُ بِرَبْعَهْ = وامرأةٌ تَصِفُها بِرَبْعَهْ
    ورجلٌ تقولُ ذا مَلُولَهْ = وامرأةٌ تقولُ ذِي مَلُولَهْ
    ورَجُلٌ تَقُولُ ذَا فَرُوقَهْ = وامرأةٌ تقولُ ذي فَرُوقَهْ
    ورجلٌ تَقُولُ ذا صَرُورَهْ = وامرأةٌ تقولُ ذي صَرُورَهْ
    مَنُونَةٌ لِمُكثرِ امْتنانْ = مِن المُذَكَّرِ ومِنْ نِسْوَانْ
    لَجُوجَةٌ هَذِرَةٌ وهُمَزَهْ = كمِثلِ ما في الذِّكْرِ مَعْهُ لُمَزَهْ
    وذا كثيرٌ هاؤُهُ لا تَنْزِعْ = بعكْسِ بَابٍ قَبْلَهُ قدْ تَرْفَعْ
    ذكْرُ ما جاءَ مِنْ صفاتِ المُؤَنَّثِ مِنْ غيرِ هاءٍ
    جاريَةٌ يُقَالُ كَاعِبٌ كذا = يُقَالُ نَاهِدٌ ومُعْصِرٌ خُذَا
    وعَارِكٌ وطَامِثٌ ودَارِسُ = وَحائِضٌ كُلٌّ سَوَاءٌ فَقِسُوا
    وجالعٌ إنْ طَرَحَتْ قِنَاعَها = وقاعدٌ إنْ قَعدتْ عنْ حَيْضِها
    كذاكَ عنْ وِلادةٍ ومُغِيلُ = إنْ أَرْضَعَتْ وَلدَها وَحَامِلُ
    ومُسقِطٌ إذا لها ماتَ وَلَدْ = ومُسْلِبٌ كذاكَ حَيْثُمَا وَرَدْ
    ومُذْكِرٌ إنْ وَلَدْتْ ذُكُورَا = وضِدُّها المُؤَنَّثُ جا مَذكورَا
    وحيثُ تَعْتَادُ فَمِذْكَارٌ يقالْ = كذاكَ مُؤْنَاثٌ فخُذْ لذا المقالْ
    ومُغِيبٌ بكسرِ غينٍ والسكونْ = إذا يَغِيبُ زوجُها عن الحُصُونْ
    كذا مُغِيبةٌ ومُشْهِدٌ إِذا = يكونُ شاهداً وحاضراً خُذَا
    وامرأةٌ مِقْلاتٌ لا لها وَلَدْ = يعيشُ ثَاكِلٌ وهَابِلٌ تَفِدْ
    وسَافِرٌ وحَاسِرٌ ووَاضِعْ = قدْ وَضَعَتْ خِمَارَها يا سامِعْ
    وعِنْفِصٌ بَذِيَّةٌ ودِقْنِسْ = رَعْنَاءُ كلٌّ لا بِها تَلَبُّسْ
    وإنْ يَبِسَ وُلْدُها في بَطْنِها = فَهْيَ مُحِشٌّ ضَاعَ في بَدَنِها
    وناقةٌ وفَرَسٌ كلٌّ يُقالْ فيها = مُحِشٌّ إنْ يَقَعْ فيها المِثَالْ
    وحيثُ أَيَّامٌ لحَمْلٍ تَمَّتِ = فَهْيَ مُتِمٌّ وكذا في النَّاقَةِ
    وتُوصَفُ الظِّبَاءُ والشَّاءُ ونُوقْ = بمثلِ ذا وغيرُهنَّ غِي المَسُوقْ
    مثلُ الأَتَانِ بلْ وَنَخْلٌ والْمِثالْ = مِن الظِّبَاءِ مُغْزِلٌ ذَاتُ غَزَالْ
    والشاءُ صَارِفٌ ونُوقٌ عَيْهَلُ = والخيلُ مَرْكَضٌ وضَامِرٌ نَلُوا
    ثمَّ الأتانُ مُلْمِعٌ والنَّخْلُ = مِسْلاخٌ يَنْتَثِرُ بسِرٍّ يَحْلُو
    وحاصلٌ أنَّ مُؤَنَّثاً يُرَى = وَصْفٌ لهُ بغَيْرِ هاءٍ ذُكِرَا
    وقِسْ على الَّذِي تَراهُ ذُكِرَا = سِوَاهُ أنْ يُمْكِنْ فَعِلْمٌ يَكْثُرَا
    خَاتِمَةٌ لهذا البابِ
    ما كانَ للتَّأْنِيثِ مِنْ فَعِيلْ = وَهْوَ للمفعولِ في التأويلْ
    كانَ بغيرِ هاءٍ قُلْ كَفٌّ خَضيبْ = مِلْحَفَةٌ هيَ غَسيلٌ يا لَبِيبْ
    ورُبَّما جَاءَتْ بهاءٍ يَذْهَبْ = بها الى الأسماءِ ذاكَ لِتَذْهَبْ
    مثلُ الفَرِيسَةِ كذا النَّطِيحَهْ = أَكِيلَةُ السبعِ والذَّبِيحَهْ
    وحيثُ لمْ يَجُزْ بهِ مَفْعُولْ = فهوَ بالهَاءِ يُرَى مَنْقُولْ
    نَحْوُ مَريضةٍ ظَريفةٍ جَرَى = كبيرةٍ صغيرةٍ أيضاً تَرَى
    وما لَهُ الشُّذُوذُ ليسَ بوَثيقْ = نحوُ سَدِيسٍ وكذا رِيحٌ خَرِيقْ
    وإِنْ يَكُنْ فَعِيلٌ مَعْنَى فاعِلِ = تأنيثُهُ يُرَى بهاءٍ سَائلِي
    نحوُ شريفةٍ كذا زَحِيمَهْ = ومثلُ ذلكَ أَخِي كَريمَهْ
    وذا في ذا الهاءِ كثيرٌ في اختلافِ = أوْزَانِهم لِذَاكَ ذا المثالُ كافِ
    ذكْرُ ما يَستوِي في الوَصْفِ بهِ المذكَّرُ والمؤنَّثُ
    يُقَالُ ثَوْبٌ خَلِقٌ أَيْ بَالِ = فيهِ المُذَكَّرُ وعَكْسٌ تَالِ
    ذاكَ فَتًى أُمْلُودٌ قلْ وَجَارِيَهْ = يقالُ أُمْلُودٌ فَهْيَ نَاعِمَهْ
    وذَكَرُ الإِبِلِ والأُنْثَى سَوَا = في لفظةِ السَّدِيسِ فِيمَا يُرْتَوَى
    وَهْيَ التي بعدَ الرُّبَاعِيَّةِ في = ثَامِنَةِ السنينِ يُلْقِي فاقْتَفِي
    كذاكَ بَازِلٌ إذا النَّابُ فُطِرْ = في تاسعِ السنِّ لأُنْثَى وذَكَرْ
    ومُخْلِفٌ لِمَا بُعيدَ البازِلْ = لذَكَرٍ كذاكَ أُنْثَى الإِبِلْ
    ومَنْ بَقِي في بَيْتِ أَهْلِهِ بلا = تَزَوُّجٍ فَعَانِسٌ حيثُ جَلا
    ويَستوي مُؤَنَّثٌ والذَّكَرُ = في النعتِ بالعَرُوسِ فيما ذَكَرُوا
    وأَوَّلُ الأولادِ بِكْرٌ يَستوي = فيهِ الذكورُ والإناثُ يَرتوِي
    وكِبْرَةٌ تُقَالُ قُلْ للأَكْبَرِ = وعِجْزَةٌ تُقَالُ قلْ للآخِرِ
    وخالصُ القومِ مُصَاصٌ قدْ تُقَالْ = للكلِّ في الفردِ وجمعٌ تُنَالْ
    ورجلٌ عَدْلٌ وقومٌ عَدْلُ = وامرأةٌ كذا يقالُ عَدْلُ
    ورجلٌ رَقُوبٌ لا يَعيشُ لَهْ = قلْ وَلَدٌ وامرأةٌ مُماثِلَهْ
    والغِرُّ لمْ يُجرِّبِ الأمورَا = مِنْ ذَكَرٍ وامرأةٍ دُهورَا
    وامرأةٌ وَقَاحُ وَجْهٍ وَجَوادْ = وعاشقٌ ثمَّ مُحِبٌّ في المُرَادْ
    وضامرٌ وعاقرٌ وأَيِّمْ = والزَّوجُ كلٌّ للجميعِ يُرسَمْ
    بابُ ما يكُونُ فيهِ الواحدُ والجماعةُ والمؤنَّثُ سواءً في النعوتِ
    مِنْ ذاكَ قِيلَ رجلٌ زُورٌ وقومْ = زُورٌ كذاكَ مُقَنَّعٌ وليسَ لُوَّمْ
    ونُوَّمٌ وصُوَّمٌ وفُطَّرُ = ثمَّ حرامٌ وحلالٌ سُفَّرُ
    والخَصْمُ والجَنْبُ والصَّرِيحُ زِدْ = ونَصِفُ طُعْنٌ في السنِّ استَفِدْ
    ولِلَّذِي قُلْ لمْ يَحُجَّ قَالُوا = صَرُورَةٌ لكلِّ ذاكَ نالُوا
    والضيفُ والكَفِيلُ والْحَرِي = كذا ضَمِينٌ قَمِنٌ وَصِي
    ودَنِفٌ وحَرِضٌ كِلاهُما = مَعْنَى مريضٍ هكذا مَعْنَاهُما
    والأرضُ جَدْبٌ أَرْضُونَ جَدْبُ = والأرضُ خَصْبٌ أَرْضَونَ خَصْبُ
    ورَجْلٌ قَنعانُ يَقنَعُ بهِ = كذاكَ يَرْضَى يا أَخِي بِرَأْيِهِ
    وامرأةٌ قَنْعَانُ نِسوةٌ كذا = ولا يُثَنَّى ذا ولا يُجْمَعُ ذا
    ومَنْ يُجَاوِزُ لَحْدَ الصِّغَرِ = يُقَالُ فيهِ نَاشِئٌ في الأَدْهُرِ
    وذا مِن المثالِ يَكْفِي للنَّبِيلْ = لذاكَ عنْ ذا البابِ خُذْ أخي الرحيلْ
    ذكْرُ إِنَاثِ ما اشْتَهَرَ منهُ الذُّكُورْ
    أُنْثَى الذِّئَابِ سِلْقَةٌ وَذِيبَةُ = ثَعالِبُ ثَعْلَبَةٌ ثُرْمُلَةُ
    أُرْوِيَةٌ مِن الوُعولِ قِشَّةُ = قِرْدَةٌ وَأَرْنَبٌ عِكْرِشَةُ
    أُنْثَى مِن العُقبانِ قيلَ لَقْوَهْ = ومِن أُسُودٍ قدْ يُقالُ لَبُوَهْ
    ضِفْدَعةٌ قُنْفُذَةٌ عَصْوَرَهْ = نَمِرَةٌ وقلْ كذا بِرْذَوْنَهْ
    ذكرُ بعضِ ذُكُورِ ما اشتَهَرَ منهُ الإناثُ
    وذَكَرُ الحَجَلِ يَعْقُوبٌ جَرَى = وللحُبَارَى خَرْلَبٌ قدْ ذُكِرَا
    وذكَرُ الْبُومِ الصَّدِي وذَكَرُ = نَحْلٍ فَيَعْسُوبٌ تَراهم ذَكَرُوا
    وحُنْظُبٌ وعُظُبٌ وعُنْظُبَاءْ = لذكَرِ الجَرَادِ اضْمُمَنْ لظَاءْ
    وذَكَرُ الضِّبَاعِ قلْ ضِبْعَانْ = وذكَرُ الأفاعِي أُفْعُوَانْ
    وعَقْرَبَانُ ذَكَرُ العقارِبِ = وثَعْلَبَانُ ذكَرُ الثعالبِ
    والسَّلاحِفُ يقالُ الغَيْلَمُ = وللقَنَافِذِ يُقَالُ الشَّيْهَمُ
    والقِطُّ قيلَ للسَّنَانِرِ ذَكَرْ = وللنَّعامِ قُلْ ظَلِيمٌ قدْ ذُكِرْ
    ذكْرُ بعضِ الأسماءِ المؤنَّثَةِ التي لا عَلامةَ فيها للتأنيثِ
    مِن المُؤَنَّثِ بلا عَلامَهْ = هذا الذي اذْكُرْ لا مَلامَهْ
    فالأرضُ والسماءُ ثمَّ القَوْسْ = والحربُ والذَّوْدُ ونارُ شَمْسْ
    والنعلُ والعَصَا ودارٌ والرَّحَى = والرَّحْمُ والرمحُ جَحيمٌ والضُّحَى
    دِرْعُ الحَدِيدِ ثمَّ دِرعُ الرجُلِ = ودرعُ مَرْأَةٍ مُذَكَّرٍ جَلِي
    والقِتْبُ واحدٌ مِن الأقتابِ قُلْ = عَنَى بها الأمعاءَ مَنْ هذا نَقَلْ
    ذِكْرُ بعضِ الأسماءِ التي تَقَعُ على الذكَرِ والأُنْثَى وفيها علامةُ التأنيثِ
    قسَخْلَةٌ وبَهْمَةٌ حَمَامَهْ = وَحَيَّةٌ والشَّاةُ والنَّعَامَهْ
    وقَبْجَةٌ مِنْ حَجَلٍ دَجَاجَهْ = ونَحْلَةٌ وبُومَةٌ دراجهْ
    ذكْرُ بعضِ الأسماءِ التي تَقَعُ على الذكَرِ والأنثى مِنْ غيرِ علامةِ تأنيثٍ
    مِنْ ذلكَ الإنسانُ والفرسُ قُلْ = كذا البعيرُ والجَزُورُ قدْ نُقِلْ
    وسَمَعُوا إِنْسَانةً بَعِيرَهْ = فرسةٌ كذا ولا شَهيرَهْ
    كذلكَ الذُّبَابُ واقعٌ على = مُذَكَّرٍ منهُ وأُنْثَى قدْ جَلا
    ذكْرُ بَعْضِ ما يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ
    مِنْ ذلكَ القَلِيبُ والسلاحُ معْ = صَاعٍ وسِكِّينٍ إِزَارٌ فَاسْمَعْ
    أَضْحَى وعُرْسٌ وسَرَاوِيلُ عُنُقْ = دَلْوٌ سَبِيلٌ وطَرِيقٌ قدْ وُثِقْ
    وعَسَلٌ سُوقٌ وعَاتِقٌ عَضُدْ = وعَجُزٌ وسَلْمٌ فلكَ وُجِدْ
    والمُوسُ والسُّلْطَانُ والخَمْرُ الكُراعْ = ونهرٌ والحَالُ والْمَتْنُ الذِّرَاعْ
    ثمَّ اللسانُ والصراطُ والزُّقَاقْ = وسِكَّةٌ وكَلأٌ بلا شِقَاقْ
    كذلكَ الذَّنُوبُ والْخِوَانْ = مَائدةٌ عَالِيَةٌ سَنَانْ
    وهكذا الصُّوَاعُ والسِّقَايَهْ = فَكُنْ لذي العُلُومِ ذا رِعايَهْ
    ذِكْرُ الأسماءِ التي جاءَ مُفرَدُها ممدوداً وجَمْعُها مَقصوراً
    سألَ سَيْفُ دَوْلَةٍ عنها فقالْ = بعضُهم لمْ نَعْرِفْها في المقالْ
    وقالَ بَعْضُهم أنا قدْ أَعْرِفُ = مِنْ ذلكَ اسْمَيْنِ فخُذْ ما يُوصَفْ
    فقالَ هَاتِ قالَ لا حتَّى إذا = أَعْطَيْتَنِي أَلْفَ دِرهمٍ خُذَا
    وقالَ ما هيَ فقالَ صَحْرَاءُ = ومَعْها أَيَا أميرُ عَذْرَاءُ
    والجمْعُ فِيهِمَا يُرَى صَحَارَى = كذاكَ يا أَمِيرَنا عَذَارَى
    وبَعْدَ ذلكَ تَوَسَّعَ الأَنَامْ = فيها بأَلْفَاظٍ رَواها في الكلامْ
    زَادُوهُمَا صَلْفَاءَ معَ خُبَرَاءْ = كذاكَ سَيْنَاءُ كذا الوَجْفَاءْ
    كذلكَ النَّبْخَاءْ والنَّفْخَاءْ = وهكذا السَّخْوَاءُ والمَرْدَاءْ
    فبانَ أنَّ رَبَّنا يُعَلِّمْ = مَنْ شاءَ ما شاءَ بفَضْلٍ يُعْلَمْ
    وقالَ فَوْقَ كلِّ ذي عِلْمٍ عليمْ = لِذَاكَ غيرَ ذا تَرَكْتُ يا فَهيمْ
    ذكْرُ الأفعالِ التي جَاءَتْ على لفظِ ما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ
    وَوُثِئَتْ قلْ يَدُهُ وزُهِيَا = ونُخِيَ الفتَى كذاكَ عُنِيَا
    ونُتِجَتْ ولولعت وَأُوزِعَا = وأُزْعِدَتْ ووُكِسَتْ وَوُضِعَا
    وأُهْرِعَ الرَّجُلُ حيثُ يُرْعَدُ = مِنْ غَضَبٍ أوْ غَيْرِهِ فاسْتَفِدُوا
    كذاكَ قُلْ سُقِطَ في يَدَيْهِ = أيْ حَصَلَ الندمُ مِنْ لَدَيْهِ
    ومنهُ قُلْ سُقِطَ في أَيْدِيهِمْ = بهِ الكِتَابُ نَازِلٌ عليهمْ
    ولمْ تَجِئْ مِنْ قَبْلِهِ في نَثْرِ = لِعَرَبٍ كلاَّ ولا في شِعْرِ
    وبُهِتَ الذي تَراهُ كَفَرَا = غُمَّ الهلالُ يا أَخِي على الوَرَى
    طُلَّ وَأُهْدِرَ دَمٌ وحُلِبَتْ = ناقتُهُ ورِجلُهُ قدْ نُكِبَتْ
    ورُهِصَتْ وَعُقِمَتْ وَفُلِجَا = ورُكِضَتْ ونُفِسَتْ وثُلِجَا
    وَهْوَ كثيرٌ وكَفَى ذا مِنْ مِثالْ = ولا يُرَى لغيرِ رَبِّنا الكمالْ
    ذكْرُ بعْضِ الأفعالِ التي تَتعدَّى ولا تَتَعَدَّى
    نقَصَ زادَ ونَزَفْتُ البِّيرَا = فنَزَفَتْ وسَرَحَتْ يَسيرَا
    فَغَرفَاهُ بِتَعَدٍّ وفَغَرْ = فَوْهُ ولا ذي بِتَعَدٍّ مُشتَهَرْ
    إنْ خَرَجَ اللسانُ قيلَ دَلَعَا = فيهِ التعَدِّي واللزومُ سُمِعَا
    ورفَعَ البعيرُ في السَّيْرِ وقُلْ = رَفعتُهُ كِلاهُما عنهم نُقِلْ
    أَدْنَفَهُ المَرَضُ فَهْوَ أَدْنَفَا = وقدْ عَفوتُهُ فَهْوَ قدْ عَفَا
    واحدٌ لِمِثْلِ هذهِ الأفعالْ = مِن التعَدِّ واللزومِ الجالْ
    ذكْرُ بعضِ ما جاءَ على فَاعِلَ وتَفَاعَلَ مِنْ جانبٍ واحدٍ
    مِنْ ذاكَ ضَاعَفْتُ وبَاعَدْتُ كذا = شيءٌ يَشُقُّ قدْ تَكَاءَدَ خُذَا
    تَذَاءَبَتْ رِيحٌ إِذَا هَبَّتْ هنا = ومِنْ هنا وقدْ تَجاوَزَ العَنَا
    قاتَلَهم عَافَاكَ عَاقَبْتُ الْفَتَى = عَالَيْثُ طَارَقْتُ النِّعَالَ قدْ أَتَى
    ذِكْرُ بَعْضِ ألفاظٍ جَاءَتْ بلَفْظِ المُفْرَدِ وبِلَفْظِ الْمُثَنَّى
    مِنْ ذلكَ الفُرقانُ والْخُسرانْ = والرَّتَكَانُ وكذا الهِجْرَانْ
    والحُجْرَانُ وكذا الكُفْرَانْ = جاءَ بذا المثالِ والتِّبْيَانْ

    ذكْرُ بَعْضِ ما اتَّفَقَ في جَمْعِهِ فُعُولٌ وفِعَالٌ
    مِنْ ذاكَ جَا سُمُومٌ والسِّمَامْ = جَمْعٌ لِسُمٍّ قَالَهُ الْهُمامْ
    ذكْرُ بعضِ الألفاظِ التي أَوَائِلُها مَفتوحٌ وأوائلُ ضِدِّها مكسورٌ
    جَدْبٌ وحِصْبٌ ثمَّ حَربٌ سِلْمُ = عَذْبٌ ومِلحٌ ثمَّ جَهلٌ عِلْمُ
    والفَقْرُ ضِدُّهُ الغِنى وقدْ أَتَى = في السَّلْمِ فتْحٌ في الكِتَابِ يا فَتَى
    ذِكْرُ الألفاظِ التي جَاءَتْ بوجْهَيْنِ في المُعْتَلِّ
    يُقَالُ كَاحُ جَبَلٍ وكَيْحُهْ = وذاكَ عندَهم يُقَالُ سَفْحُهْ
    والقَالُ والقِيلُ وعابَ ثمَّ عِيبُ = والذَّامُّ والذَّيْمُ مِنَ العَيْبِ لا رَيْبُ
    والرَّارُ والرِّيرُ وذا المُخُّ الرَّقِيقْ = وقادَ رُمْحٌ ثمَّ قِيدَ يا صَدِيقْ
    وقابَ رُمْحٌ ثمَّ قاسَ رُمْحْ = وقِيبَ رُمْحٌ ثمَّ قِيسَ رُمْحْ
    والأدُّ والأَيْدُ بمعنى القُوَّهْ = والطَّابُ والطِّيبُ فَكُنْ ذا قُوَّهْ
    والغَارُ والغِيرُ مِن الغَيْرَةِ قُلْ = وما لهُ هادٍ ولا هِيدَ نُقِلْ
    واللاَّبُ واللُّوبُ لجمْعِ لابَةِ = والكاعُ والكُوعُ مِن الْيَدِ أَثْبِتِ
    أصلُ اللَّحْيِ الرَّادُ وَرُودٌ فادْرِ = والجَالُ والجُولُ نَوَاحِي البِيرِ
    وَلْتَقْبَلَنَّ تَابَتِي وتَوْبَتِي = ولْتَرْحَمَنَّ حَابَتِي وَحَوْبَتِي
    كذا تَقُولُ قَامَتِي وقَوْمَتِي = وصُمتُ يَوْمِي فَاقْبَلَنْ صَامَتِي
    وَلْتُعْطِنِي مِمَّا لَدَيْكَ سَالَتِي = وذا كثيرٌ فاحْفَظُوا مَقَالَتِي
    وأَلْحِقُوا بِذَا مَعَاباً وَمَعِيبْ = كذا مَعَاشٌ ومَعِيشٌ يا أَرِيبْ
    وأَلْحَقُوا بهِ فِعَالاً وفَعِيلْ = نحوُ صِحَاحٍ وصَحِيحٍ يا نَبيلْ
    وأَلْحَقوا بهِ فَعِيلاً وفُعَالْ = نحوُ نَهيقٍ والنُّهَاقِ يا رِجَالْ
    وأَلْحَقُوا بهِ الفُعُولَ والفُعَالْ = نَحْوُ السُّكوتِ والسُّكاتِ قدْ يُقَالْ
    وأَلحَقُوا بهِ الفُعُولَ والفِعَالْ = نحوُ فُرُوغاً وفِرَاغاً قدْ تُنالْ
    وهكذا فِعَالةٌ فَعُولَهْ = = نحوُ فِرَاسَةٍ كَذَا فَرُوسَهْ
    ذكْرُ الألفاظِ المُفرَدَةِ التي جَاءَتْ على فِعَلَةٍ بكسرِ الفاءِ وفتحِ العينِ
    فِعَلَةٌ بالكسرِ والفتحِ يَجِي = في غالبٍ للجَمعِ لا الفردِ ادْرِجِي
    وجاءَ للواحدِ وهوَ قُلْ قَليلْ = فخُذْ لِمَا منهُ أقولُ يا نبيلْ
    عِنَبَةٌ تِوَلَةٌ وخِيَرَهْ = طِيَبَةٌ حِدَأَةٌ وَطِيَرَهْ
    ذِكْرُ أَبْنيَةِ المُبَالَغَةِ
    وعَرَبٌ تَبْنِي المُبَالَغَةَ قُلْ = على بناءِ اثنيْ عَشَرَ كما نُقِلْ
    فِعَالٌ قُلْ وفَعِلٌ وفَعَّالْ = فَعُولٌ مَفْعِيلٌ كذاكَ مِفْعَالْ
    فَعِلَةٌ فَعُولَةٌ فِعَالَهْ = فَاعِلَةٌ فَعَّالةٌ مِفْعَالَهْ
    ذكْرُ الألْفَاظِ التي تُقَالُ للمَجْهُولِ
    وقيلَ للرجلِ إنْ هوَ جُهِلْ = قُلُّ بنُ قُلٍّ وكذا ضُلُّ بنُ ضُلّ
    وهكذا ذُلُّ بنُ ذلٍّ ويُقالْ = هَيُّ بنُ بَيٍّ حيثُ لمْ تُعرَفْ رجالْ
    ومثلُ هَيَّانِ ذَا ابنُ بَيَّانْ = وطَامِرُ بنُ طَامِرٍ مِنْ ذا اسْتَبَانْ
    وضِفْ لذا هَلْمَعَةُ بنُ قَلْمَعَهْ = لِكُلِّ مَنْ جَهِلْتَهُ فَلْتَسْمَعَهْ
    ذكْرُ الألفاظِ التي سَقَطَ فَاؤُها وعُوِّضَ منها الهَاءُ أَخِيراً
    ما هوَ إلاَّ قُرَّةٌ عليهِ قُلْ = لِمَنْ يُشابِهُ العيالَ والثِّقَلْ
    وَزِنَةٌ وَعِدَةٌ وَرِقَةُ = وَدِعَةٌ وَضِمَةٌ وثِبَةُ
    وَضِعَةٌ وَبِرَةٌ وذِرَةُ = وَهِبَةٌ وَجِدَةٌ وَكِرَةُ
    وَجِدَةُ وفِرَةٌ وسِطَةُ = وعِظَةٌ وصِفَةٌ ورِعَةُ
    وصِلَةٌ وسِمَةٌ وسِنَةُ = وَدِيَةٌ وطِئَةٌ ومِقَةُ
    ذكْرُ المصادِرِ التي جَاءَتْ على مثالِ مَفْعُولٍ
    حَلَفْتُ مَحْلُوفاً وقلْ مَعْسُورَا = عَقَلْتُ مَعقولاً وقلْ مَيْسُورَا
    كذلكَ المَجْلُودُ والمَحْصُولْ = فخُذْ لذا فَإِنَّهُ مَنْقُولْ
    ذكْرُ الألفاظِ التي جِيءَ بها تَوْكِيداً مُشْتَقَّةً مِن اسمِ المؤكَّدِ
    في الجَاهِليَّةِ تَلاها الْجُهلاءْ = وَكَّدَ ذلكَ بهذا العُقَلاءْ
    كما يُقَالُ وَتَدٌ وَوَاتِدْ = كَذَاكَ حِضْجٌ حَاضِجٌ يا وَارِدْ
    وَهَمَجٌ يُقَالُ هامِجٌ كذا = يُقَالُ ليلٌ لا بلْ فلْتَأْخُذَا
    والشِّيبُ شَائِبٌ وشُغْلٌ شَاغِلُ = والموتُ مائتٌ ووَيلُ وَائِلُ
    والذَّيْلُ ذَائِلٌ وصِدْقٌ صادِقْ = والجُهْدُ جاهدٌ يقولُ الحاذقْ
    والشِّعْرُ شاعرٌ وعَامَ عَائِمْ = وهكذا حِصْنٌ حَصِينٌ فَاهِمْ
    وزَبْرَجٌ مُزَبْرَجٌ وقدْ يُقالْ = ظِلٌّ ظَلِيلٌ دائمٌ بلا زَوَالْ
    وقِيلَ لَيْلٌ أَلْيَلُ أيْ مُظْلِمْ = واليومُ إنْ صَعُبَ يَوْمٌ أَيْوَمْ
    كذاكَ يَوْمٌ قيلَ يَمٌّ بوِزَانْ = عمٍّ وليلٍ قِيلَ لَيْلِي يَبَانْ
    وعَجَبٌ عَجِيبٌ عَاجِبٌ عُجَابْ = في معْنَى مُعْجِبٍ يُقَالُ في الصَّوَابْ
    وليلةٌ لَيْلاءُ قيلَ وَلَيَالْ = لَيْلٌ ودَهْرٌ دَاهِرٌ بِذَا يُنالْ
    وظُلْمَةٌ ظَلْمَاءُ قُلْ فَحْلٌ فَحِيلْ = رَاحِلَةٌ قَوِيَّةٌ وَكَدُّ رَحيلْ
    ولَيْلَةٌ ليلاءُ قيلَ آخِرَا = شَهْرٍ كَيَوْمٍ أَيْوَمٍ يَا نَاظِرَا
    وذا مِن الْمِثالِ يَكفِي هذا = وخِيفَ إنْ زِيدَ يَقُلْ لِمَاذا
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ثمار المزهر Empty رد: ثمار المزهر

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 02, 2015 11:55 am

    ذِكْرُ ما جاءَ على لفْظِ المَنْسُوبِ
    يُقَالُ جَلْدِيٌّ وحُطَمِيٌّ كذا = يُقَالُ قَلَعِيٌّ رَصاصٌ فخُذَا
    وقيلَ بُخْتِيٌّ وقلْ خُرْثِيّ = أَثَاثِ بَيْتٍ ثمَّ قلْ سِخْرِيّ
    ضَرْبٌ مِن التَّمْرِ تَقُلْ بَرْدِيّ = كذاكَ خُرْدِيٌّ وقلْ دُرْدِيّ
    والشرُّ والأمرُ العظيمُ قدْ يُقالْ = للكلِّ بَحْرِيٌّ فَخُذْ لِمَا يُنالْ
    ونَابِتُ السِّدْرِ على شَطِّ النهَرْ = قيلَ لهُ الغُبَرِيُّ هكذا الخبَرْ
    والطيرُ منهُ نَوْعٌ قلْ قُمْرِيّ = كذاكَ دُبْسِيٌّ وقلْ كُدْرِيّ
    وجاءَ كُرْسِيٌّ وقلْ ظَهْرِي = وجاءَ كوكبٌ أَخِي دُرِّي
    وقلْ غَدَانِيٌّ غُدَابِيٌّ لِمَنْ = مُمْتَلِئٌ مِن الشَّبَابِ قدْ عُلِنْ
    فظٌّ غَليظٌ قِيلَ جَعْظَرِيّ = والرجلُ الشديدُ عَبْقَرِيّ
    واللَّوْذَعِيُّ لحديدِ القَلْبِ قُلْ = وذَغْفَلِيُّ العيشِ وَاسِعٌ نُقِلْ
    والبَحْرُ لُجِّيٌّ وأَحْوَذِيّ = رَاعٍ مُشَمِّرٌ وأَحْوَزِيّ
    والأَرِيحِيُّ للنَّدِيِّ يَرْتَاحْ = وَاحْذُ لِمَا مِنْ مَثَلٍ مُتَاحْ
    طَرَائِفُ النَّسَبِ
    ونِسبةٌ للرِّيِّ قيلَ فيهِ = ذَلِكَ رَازِيٌّ أَيَا نَبِيهِي
    ومَرْوَ ذاكَ مَرْوَزِيٌّ قدْ يُقالْ = لِمَنْ لها نَسبٌ خُذْ لذا المقالْ
    وإِصْطَخْرِزِيٌّ للَّذِي لإِصْطَخْرَا = نُسِبَ وَالزَّا زِيدَ في الكلِّ جَرَى
    وَجَفْنَةُ شِيرَا إلى الشِّيرِيّ = قدْ نُسبتْ مُفرَدَةً أَخِي
    ونِسبةٌ لِلْهِنْدِ قُلْ هَنَادِكَهْ = كَذَاكَ هِنْدِكِيَّةٌ يا سَالِكَهْ
    والكَافُ قلْ زَائِدَةٌ وما سُمِعْ = زيادةُ الكافِ بغيرِ ذا استَمِعْ
    ذكْرُ ما تُرِكَتْ فيهِ الهمزُ وأصلُهُ الهمزُ وعَكسُهُ
    بأربعٍ تُرِكَ همزُ العرَبْ = لكثرةِ استعمالِها خُذِ القِرَبْ
    خَابِيَةٌ وَهْيَ قَلْ مِنْ خَبَأَ = بَرِّيَّةٌ وهيَ قلْ مِنْ بَرَأْ
    مِنْ نَبَا جاءَ النبيُّ ذُكِرَا = ذُرِّيَّةٌ مِنْ ذَرَأَ اللَّهُ الورَى
    وأهلُ مَكَّةَ يُخالِفونَ ذا = فقيلَ يَهْمِزونَ كُلاًّ فَخُذَا
    ومَلَكٌ وأَصْلُهُ قلْ مَلأَكْ = مِن الأُلُوكَةِ وقيلَ مَأْلُكْ
    وقيلَ مِنْ رَوَأْتُ في الأَمْرِ تَرَى = لَيْسَتْ لهُ رَوِيَّةٌ كما جَرَى
    وهَمَزُوا ما ليسَ مُهْمَزاً كما = لَبَأْتُ بالحَجِّ يَقولونَ افْهَمَا
    كذا السَّوِيقُ قدْ حَلاتُ قالُوا = وقدْ رَثَاتُ الميتَ مِنْ ذا نَالُوا
    وهَمَزُوا مَصَائِباً والأصلُ يا = كَذَاكَ افتَأَتَ بِرَأْيٍ رُوِيَا

    ذكْرُ الألفاظِ التي وَرَدَتْ على هَيْئَةِ المُصَغَّرِ
    خُذِ الحُلَيْقَا وهوَ قُلْ مِن الفَرَسْ = كَمَوْضِعِ العِرْنِينِ مِنْ إِنْسٍ حَرَسْ
    وقلْ عُزَيْزَاءُ لِفَجْوَةِ الدُّبُرْ = مِنْ فَرَسٍ والعلْمُ خيرُ ما ذُكِرْ
    كذا الغُرَيْرَاءُ لطائرٍ يُرامْ = ثمَّ السُّوَيْطَاءُ لِضَرْبٍ مِنْ طعامْ
    ثمَّ الشُّوَيْلاءُ لِمَوضعِ كَذا = قيلَ هُسَيْمَاءُ لِمَوضعٍ خُذَا
    وبينَ سُرَّةٍ وَعَانَةٍ رَقِيقُ = جِلدٍ مُرَيْطَاءُ فَخُذْ أَيَا رَفيقُ
    وقُلْ سُوَيْدَاءُ لِمَوضعٍ وزِدْ = لهُ غُمَيْصَاءَ وذا نَجْمٍ أَفِدْ
    وذا رِمِّيٌّ هذا بِسَهْمٍ ورَماهْ = أيضاً هَدَيَاهُ على أثَرٍ تَلاهْ
    وقلْ حُمَيًّا سَوْرَةُ الخَمْرِ وقُلْ = نجمُ ثُرَيَّا عَرفوهُ قدْ نُقِلْ
    وجا حُدَيًّا مِنْ تَحَدَّى للشُّرورْ = يعني تَعَرَّضَ لِهَامِدِي الدهورْ
    وجَذْوَةٌ منها جُذَيَّا دَانِي = كذا حُذَيَّا جَاءَ مِنْ أَحْذَانِي
    وزِدْ قُصَيْراً آخِرُ الضلوعِ جَا = كذا الهُوَيْنَا للسكوتِ مُدْرَجَا
    وذا مِن الْمِثالِ يَكفِي لِلَّبِيبْ = والعلْمُ بالقياسِ يَدريهِ الأريبْ
    ذكْرُ الألفاظِ التي زَادُوا في آخِرِها الميمَ
    مِنْ ذاكَ زُرْقُمٌ مِن الزَّرَقِ قُلْ = سُتْهُمٌ مِنْ عَظْمِ اسْتٍ قدْ نُقِلْ
    وناقةٌ صِلْدِمٌ مِنْ صَلَدٍ خُذَا = ضَرْزَمٌ مِنْ ضَرَزٍ أيْ صُلْبٍ ذا
    ورجلٌ فُسْحُمٌ مِنْ فُسَاحَةِ = جُلْهُمٌ مِنْ جُلْهَةِ وادٍ ثَابِتِ
    خَلْجَمٌ مِنْ خَلَجٍ والانتزاعْ = سَلْطَمٌ مِنْ سَلاطةٍ للوَاعِي
    والأرضُ كَلْدَةٌ صَلِيبَةٌ يُقالْ = مِنْ ذاكَ كَلْدَمٌ وكَرْدَمٌ يُنالْ
    وقَشْعَمٌ مِنْ يَبِسَ شيءٌ دَلْهَمَا = مِنْ دَلَهَ وَهْوَ التحيُّرُ عَمَى
    أمَّا ادْلَهَمَّ مِيمُهُ أَصْلِيَّهْ = شُبْرُمٌ مِنْ شِبْرٍ قَصيرٍ فادْرِيَهْ
    وشُبْرُمٌ ضَرْبٌ مِن النبْتِ فمِيمْ = ليستْ بهِ زائدةً أَيَا فَهيمْ
    وَابْنُمْ في الابنِ تُقالْ والفَمْ = زِيدَتْ بهِ الميمُ كما قدْ يُفهَمْ
    مِنْ قَوْلِهم فُوَيْهٌ في التصغيرْ = فثَبَتَتْ هاءٌ بلا نَكيرْ
    قالَ تَعَالَ قُلْ بَأَفْوَاهِهِمْ = ولمْ يَقُلْ حَاشَا بأَفْمَامِهمْ
    وذا كَفَاكَ يا أَخِي مِن الْمِثالْ = والعلْمُ لمْ يُكمِلْهُ واحدُ الرجالْ
    ذكْرُ الألفاظِ التي زَادُوا في آخِرِها اللامَ
    فَحَجَلٌ زِيدَ اللامُ قلْ في الأَفْحَجِ = والعَبْدَلُ العَبْدُ فخُذْ لِمَا يَجِي
    وذَكَرُ النَّعَامِ هَيْقٌ هَيْقَلْ = والطَّيْسُ للكثيرِ قيلَ طَيْسَلْ
    وزَيْدَلٌ زَيْدٌ وفَيْشٌ فَيْشَلْ = لِكَمَرَةٍ والعَنْسُ قيلَ عَنْسَلْ
    والثوبُ إنْ خَلِقَ هِدْمٌ هِدْمِلْ = تُقالُ والنَّهْشُ يُقالُ نَهْشَلْ
    والعَثْوُ طُولُ لِحْيَةٍ وَعِثْوَلْ = فيهِ تُقَالُ ذا مِثالٍ يُنْقَلْ
    ذكْرُ الألفاظِ التي زَادُوا في آخِرِها النونَ
    وزادَتِ العَرَبُ قلْ بِأَرْبَعَهْ = مِنَ الأسامِ النونَ خُذْ ما تَسمَعُهْ
    ذُو رَعْشَةٍ يقالُ منهُ رَعشَنْ = والضيفُ منهُ قدْ يُقالُ ضَيْفَنْ
    وامرأةٌ خَرقاءُ قيلَ خَلْبَنْ = وناقةٌ غَليظةٌ قُلْ عَلْجَنْ
    وامرأةٌ سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّهْ = إنْ لمَ تَرَ الشيءَ تَقُلْ مُظِنَّهْ
    وذو الْخِلافِ قيلَ ذا خِلْفَنَةْ = مَذبوحةٍ مِن القَفَا قَفِينَةْ
    وبَلْغَنَ مُبَلِّغِ الكلامْ = وَبَلْعَنَ تقالُ للتَّمَامْ
    وناقةٌ عِرَضْنَةٌ تُقالْ = لها مِن الإِعْرَاضِ إذْ تُنالْ
    وقيلَ وَشْحَنَ مِن الوِشاحِ = زِيدَتْ وشُدِّدَتْ فخُذْ أَصَاحِي
    ذكْرُ ما يُقَالُ أَفْعَلْتُهُ فهوَ مَفْعُولْ
    أَحَبَّهُ اللَّهُ فهوَ مَحْبُوبْ = أَسْعَدَهُ اللَّهُ وذاكَ مَرْغُوبْ
    أَحْزَنَهُ أَجَنَّهُ أزْكَمَهُ = أَنْبَتَهُ أَبْرَزَهُ أَحَمَّهُ
    أَملاهُ وأَرْضَهُ أَضْأَدَهْ = أَسَلَّهُ أَهَمَّهُ أوْجَدَهْ
    أضَفَّهُ أَزْعَقَهُ أيْ أَذْعَرَهْ = أَهَنَّهُ اللَّهُ مِن الشَّحْمِ اذْكُرَهْ
    ذكْرُ أَيْمَانِ العربِ
    لَحَقٌّ إنِّي لآتيكَ يَمينْ = يُرفعُ لا تُنَوِّنْ فيهِ ببينْ
    وَقِعَدَكَ اللَّهُ بمَعْنَى أَنْشُدُكْ = وَجَيْرِ لا أَفْعَلُ ما أَجِدُكْ
    احجَّةِ اللَّهِ لعَمْرُكَ ولا = وفائتٌ أَضِفْ لنَفْسِي قدْ جَلا
    وفَالِقُ الإصباحِ فَاتِقُ الصَّبَاحْ = مُنْشِرُ أَرْوَاحٍ مُمِيتٌ للرِّيَاحْ
    لا والَّذي شَقَّ الجبالَ للسَّيْلِ = وضِفْ لهذا والرجالَ للْخَيْلِ
    لا والَّذِي قدْ شَقَّهُنَّ خَمْسَا = وزِيدَ مِنْ واحدةٍ لا تُنْسَى
    لا والذي زَمَّمَ وَجْهِي بَيْتَهْ = يَعْنِي مُقَابلاً لهُ وَجْهَهْ
    لا والَّذِي هوَ يُقَالُ أَقْرَبْ = إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوريدِ يُطلَبْ
    لا والَّذِي يَقوتُنِي نَفْسِي = ولا وبَارِئٍ لخَلْقِ الجِنْسِي
    وما بهِ العَرَبُ تَحْلِفُ كثيرْ = وذا مِن التمثيلِ يَكْفِي يا نَظيرْ
    ومنهُ جَيْرِ لا أنا قدْ أَفعَلْ = وَعَوْضٌ لا أَفْعَلُ ذا يَا رَجُلْ
    ولوْ تَتَبَّعْتَ الذي منهُ بَقِي = جاءَ مِن التطويلِ ما قد اتُّقِي
    بابُ ما يَدْعِي بهِ وعليهِ
    وأَلْحَقُوا بذا الذي يَدْعُونَ بِهِ = هوَ كثيرٌ فَعَلَيَّ البعضُ انْتَبِهِ
    وَمَالَهُ آمٌ وَعَامٌ قُلْ فَآمْ = هَلَكَتْ امرأتُهُ قِيلَ وَعَامْ
    قدْ هلَكَتْ ماشيتُهُ حتَّى يُعَامْ = أيْ يَشتهِي اللبنَ مِنْ شِدَّةِ عَامْ
    وَعَيْمَةٌ شِدَّةُ شَهْوَةِ اللبنْ = وامرأةٌ عَيْمَا فَخُذْ عِلْماً عَلَنْ
    وأَبْرَدَ اللَّهُ غَبُوقَهُ لا كانْ = مِنْ لبنٍ لهُ يُراهُ في الزَّمَانْ
    وأَبردَ الْمُخَّ لهُ قدْ هَزَلَهْ = وذا كثيرٌ لا يُرَى مَنْ عَقَلَهْ
    ومنهُ ما رُوِي عن النَّبِي = صَلَّى عليهِ رَبُّ كلِّ شَيْ
    كَقَوْلِهِ فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ = وتَرِبَتْ يداكَ يا فَطِينِي
    والقصدُ الاسْتِحْثَاثُ لا القَعْرُ ولا = سِوَاهُ مِمَّا قدْ يُعَدُّ في البَلا
    كذا يُقَالُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ = فافعَلْ لذا ولا دُعَا يَهِمُّكْ
    نَعوذُ باللَّهِ تُقَلْ مِنْ وَطْئَةِ = كلِّ عدُوٍّ ثمَّ مِنْ غَلْبَةِ
    كلُّ الرجالِ وكذا مِنْ هَيْبَةِ = نَعوذُ باللَّهِ وزِدْ مِنْ خَيبةِ
    نَعوذُ باللَّهِ مِنْ أمواجِ البلاءْ = ومِنْ بَوائقِ الفِتَنِ يا ذا الألاءْ
    وخَيبةُ الرجاءِ معَ صِفْرِ الفَنَاءْ = وذا كَفَى مِنْ مَثَلٍ بلا عَناءْ
    ذكْرُ الألفاظِ التي بمَعْنَى جَمِيعاً
    وقَضُّهُم معَ بَقْضِيضِهم تُقالْ = مَعْنًى بآخِرِهم كَمَا يُنالْ
    وانْقُضْ آخِرَهم قيلَ على = أوَّلِهم لمْ يَبْقَ منهم مَنْ جَلا
    كذا بِلَفِّهِم وقلْ لَفيفُهُمْ = جَاءُوا وجاءَ مَعَهُم أَخْلاطُهمْ
    جَاءُوا على بَكْرَةِ قُلْ أَبِيهِمْ = يعني بِذَا كُلاًّ جَمِيعاً فِيهمْ
    بابُ هَيْنٍ وَهَيِّنٍ
    حَيْزٌ وحَيِّزٌ وهَيْنٌ هَيِّنُ = خَيْرٌ وخَيِّرٌ ولَيْنٌ ولَيِّنُ
    وَمَيْتٌ مَيِّتٌ وسَيْدٌ سَيِّدُ = والقَيْلُ المَلِكُ قَيِّلٌ تَجِدُ
    طَيْفُ الخيالِ طَيِّفٌ وَصَيْبُ = صَيِّبٌ وضَيْفٌ ضَيِّفٌ فَلْتَطْلَبُوا
    ذكْرُ الألفاظِ التي اتَّفَقُ مُفردُها وجَمْعُها وَغُيِّرَ الجمعُ بحَرَكَةٍ
    دُلامِزٌ بالضَّمِّ للقويِّ قُلْ = وجَمْعُهُ بفَتحِ دَالٍ قدْ نُقِلْ
    كَرَوَانٌ قلْ وَوَرَشَانُ طَائِرَانْ = وكسْرُ حرفٍ أَوَّلٍ للجمْعِ بَانْ
    جُلادِحٌ بالضمِّ للطويلْ = والجمْعُ بالفَتْحِ فَخُذْ للقِيلْ
    وقيلَ في جَمْعِ دُخَانٍ دِخَانْ = بالكسرِ جاءَ كغُرَابٍ غِرْبَانْ
    ذِكْرُ ما يُقَالُ فيهِ قدْ فَعَلَ نَفْسَهُ
    رَشَدْتَ أَمْرَكَ وَفُقْتَ أَمْرَكْ = بَطِرَتْ عَيْشَكَ غَبَنْتَ رَأْيَكْ
    أَلَمْتَ بَطنَكْ سَفَهْتَ نفْسَكْ = فَخُذْ لعِلْمِكَ تَفُوقُ جِنْسَكْ

    ذكْرُ مَالٍ وَمَالَةٍ
    ورجُلٌ مَالٌ وأُنْثَى مَالَةُ = ورَجَلٌ نَالٌ وأُنْثَى نَالَةُ
    يَعْنِي بذلكَ كثيرَ الْمَالْ = وذَا عُنِي بكثرةِ النَّوَالْ
    وقيلَ دَاءٌ وكَذَاكَ دَاءَةُ = هَاعٍ وهَاعَةٌ ولاعٍ لاعَةُ
    صَاتٌ وَصَاتَةٌ شَدِيدُ الصوتِ قُلْ = فَالُ الفِرَاسَةِ ضَعِيفٌ قدْ نُقِلْ
    وإنَّهُ لَطَافٍ بالبلادْ = وخاطٍ للثيابِ في المقادْ
    وذاكَ قُلْ صَامٍ الى أَيَّامْ = وَصَاحٍ بالرجالِ في الأعوامْ
    وذا مَكَانُ مَاءِ بَيْرِ مَاهَهْ = كثيرةِ الماءِ ولا سَفَاهَهْ
    وأنَّهُم لَزَاغَةٌ عن الطريقْ = ومَالَةٌ ذاكَ إلي الحقِّ الحَقِيقْ
    وَقَالَةٌ بالحقِّ ذاكَ ويُقالْ = همْ جَارَةٌ لي مِن الأمرِ الْمَنالْ
    ورَجُلٌ رَادٍ وَغَادٍ هَكَذا = ورَجُلٌ جَافٍ تُقَالُ فَخُذَا
    وأَصْلُ ذي الأَوْصَافِ قِيلْ = فَعِلْ بكسْرِ عَينٍ فَخُذْنَ يا رَجُلْ
    وَشَاكَةٌ لكثرةِ الشوكِ وقُلْ = طَانٍ كثيرُ الطينِ هكذا نُقِلْ
    ورجلٌ خَالٍ فقلْ ذُو خُيَلا = وجُرُفٌ هارٍ فَمُنْهَارٍ جَلا
    ذكْرُ المَجْمُوعِ بالواوِ والنونِ مِن الشَّوَاذِّ
    واجمَعْ بوَاوٍ وَبِنُونٍ رِثَّةْ = وقِلَةٍ وَمِائَةٍ وَلِدَةْ
    فقلْ رِثُونَ وكذا قِلُونَ = وقُلْ مِؤُنٌ وكذا لِدُونَ
    وعِضَةٌ قِيلَ بها عِضُونْ = ولُغَةٌ وبِرَةٌ بِرُونْ
    وقِضَةٌ قِضُونَ وهوَ حَجَرُ = رُكِّبَ بعضُهُ ببعضٍ ذَكَرُوا
    ورِقَةٌ رِقُونَ وَهْيَ الذَّهَبْ = أوْ فِضَّةٌ قالَ بِذَاكَ العرَبْ
    وليسَ مَقْصُوراً على ما ذُكِرَا = لاكنْ لغيرِهِ تَرَكْتُ نَثْرَا
    ذكْرُ فَاعِلٍ بمعنى ذِي كَذَا
    وخابِزٌ معناهُ ذُو خُبْزٍ يُرَى = وتَامِرٌ معناهُ ذو تَمْرٍ جَرَى
    ولابِنٌ ذُو لَبَنٍ وتَارِسْ = ذُو التُّرْسِ ذُو الفرَسِ قيلَ فَارِسْ
    ومَاحِضٌ ذو المَحْضِ وَهْوَ اللبَنْ = يَعْنِي بهِ الخالصَ قالَ الأَلْسُنْ
    ودارعٌ ورامحٌ ونابِلْ = ذُو الدِّرعِ والرمحِ ونَبْلٍ قَائِلْ
    وشَاعِلٌ يُقَالُ ذُو إِشْعَالْ = ونَاعِلٌ ذُو النعلِ في المقالْ
    وشاعرٌ صَاحِبُ شِعْرٍ فَاكِهْ = يُقَالُ مِنْ فَاكِهَةٍ لا سَافِهْ
    وسَامِنُونَ زَابِدُونَ إنْ كَثُرْ = سَمْنُهم وزُبْدُهم يا مَنْ بَصَرْ
    وشَاحِمٌ ولاحِمٌ ذُو شَحْمِ = يُطْعِمُهُ النَّاسَ كَذَا ذُو لَحْمِ
    وَبَلَدٌ قُلْ مَاحِلٌ ذو مُحْلِ = وعَاشِبٌ ذُو عُشْبٍ في النقْلِ
    والهمُّ نَاصِبٌ يقالُ ذُو نَصَبْ = والعلْمُ خيرُ ما بهِ المرءُ اقتَرَبْ
    ذكْرُ بعضِ ألفاظٍ اختلفَتْ فيها لُغَةُ الحجازِ ولُغَةُ تَميمٍ
    أهلُ الحجازِ خمسَ عَشْرَةَ لشِينْ = قدْ سَكَّنُوا وذاكَ تخفيفٌ يَبِينْ
    أمَّا تميمٌ ثَقَّلُوا وكَسَرُوا = لها وبعضُهم لفَتْحٍ ذَكَرُوا
    تميمٌ هَيْهَاتَ بها يا فَتَى = أَيُّهَاتِ بالهمزِ حِجَازاً ثَبَتَا
    أهلُ الحِجَازِ سَلْ بلا هَمْزٍ وقالْ = وَسْأَلْ تميمٌ معَ هَمْزَةٍ تُنالْ
    أَهْلُ حِجَازٍ يَنْقُدُ الدراهِمْ = تَمِيمٌ يَنْتَقِدُها يا فَاهِمَا
    أهلُ الحِجَازِ القِيرُ للزِّفْتِ تقولْ = والقَارُ قالَهُ تَمِيمٌ في النُّقُولْ
    أهلُ الحِجَازِ قِنْيَةٌ يقولونْ = وقِنْوَةٌ قالَ تَمِيمٌ فَاهِمُونْ
    كراهةٌ أَهْلِ الحجازِ قَالُوا = كَرَاهِيَةٌ بِالْيَا تَمِيمٌ نالُوا
    قالَ ذَوُو الحجازِ منذُ يَوْمَيْنْ = ومنذُ يومانِ كذاكَ دُونَ مَيْنْ
    تميمٌ مُذْ يَوْمَيْنِ مذْ يَومانْ = قالُوا وكلُّ ذا بلا بُهتانْ
    ومنذُ بالنُّونِ يقولُ ذُو الْحِجَازْ = ومُذْ بلا نُونٍ تَمِيمٌ ذُو مَجَازْ
    مِنْ مَرَضٍ بَرَأْتُ ذُو الحِجَازِ قالْ = بَرِئْتُ منهُ لتميمٍ في المقالْ
    وذا مِن المثالِ يَكفِي والْخِلافْ = ليسَ لهُ حَصْرٌ وأَحْرَى ذا اتِّصَافْ
    ذكْرُ الأفعالِ التي جَاءَتْ لامَاتُها بالواوِ والياءِ
    قلْ إنْ نَسَبْتَ قدْ عَزَوْتُ وعَزَيْتْ = وقدْ كَنَوْتُ أحمداً وقدْ كَنَيْتْ
    وقدْ طَغَا يَطْغُو ويَطْغَى وقَنَوْتْ = وقدْ قَنَيْتُ الشيءَ والعُودَ لَحَوْتْ
    عَوَجْتُهُ حَنَوْتُهُ مثلُ حَنَيْتْ = قَلوتُهُ بالنارِ مثلُها قَلَيْتْ
    وانْحَلَّ إنْ ماتَ رَثَوْتُ ورَثَيْتْ = أَثَوْتُ ثَوْباً إنْ وَشِئْتَ كَأَثَيْتْ
    شَأَوْتُهُ سَبَقْتُهُ مثلُ شَأَيْتْ = صَغَوْتُ للحديثِ مِثْلُها صَغَيْتْ
    حَلَوْتُهُ بالْحُلْيِ مِثْلُها حَلَيْتْ = سَخَوْتُ نارِي مَوْقِداً مثلُ سَخَيْتْ
    خَزَوْتُهُ زَجَرْتُهُ مثلُ خَزَيْتْ = طَهَوْتُ لَحْماً طَابِخَاً مثلُ طَهَيْتْ
    جَبَوْتُ مالاً مِنْ جِهاتٍ كَجَبَيْتْ = زَقَوْتُ قلْ لطَائِرٍ مِثْلُ زَقَيْتْ
    مَحَوْتُ خَطًّا كَمَحَيْتُ وَتَقُولُ = أَحْثُو وَأَحْثِي التُّرْبَ هَكَذَا النُّقُولْ
    سَحَوْتُ ذاكَ الطينَ مِثْلُها سَحَيْتْ = وقدْ طَلَوْتُ مِثْلُها قِيلَ طَلَيْتْ
    نَقَوْتُ مُخَّ العظْمِ مِثْلُها نَقَيْتْ = هَذَوْتُ في القولِ مِثْلُها هَذَيْتْ
    مَأَوْتُ للسِّقاءِ مِثْلُها مَأَيْتْ = مَالِي نَمَا حَشَوْتُ عَدْلِي وَحَشَيْتْ
    أَتَوْتُ جِئْتُ وكذلكَ أَتَيْتْ = مَنَوْتُهُ في الاخْتِبَارِ كَمَنَيْتْ
    نَحَوْتُهُ نَحَيْتُهُ قَصَدْتُهْ = وَشَوْتُ بَرْداً وَكَذَا وَشَيْتُهْ
    أَصْلَحْتُ بينَهم أَسَوْتُ وأَسَيْتْ = والجرْحُ قدْ أَسَوْتُ أيضاً وأَسَيْتْ
    أَدِي وأَدْوِي لخُثُورَةِ الحَلِيبْ = أَدَوْتُ مثلُها أَدَيْتُ يا حَبِيبْ
    بَأَوْتُ أَيْ فَخَرْتُ مِثْلُها بَأَيْتْ = كَذَاكَ قلْ بَهَوْتُ مثلُها بَهَيْتْ
    والسيفُ أَجْلُوهُ وأَجْلِيهِ مَعَا = غَطَوْتُ قَدَحاً وَغَطَيْتُهُ اسْمَعَا
    جَأَوْتُ بُرْمَةً كذا جَأَيْتْ = حَكَوْتُ فِعْلَهُ كذا حَكَيْتْ
    جَنَوْتُ مِثْلُها جَنَيْتُ وكذا = دَأَوْتُهُ مِثْلُ دَأَيْتُ فخُذَا
    لُطْفاً بهِ جَفَوْتُ أوْ جَفَيْتُهْ = حَبَوْتُهُ حبَيْتُهُ أَعْطَيْتُهْ
    جَزَوْتُ جِئْتُ مُسْرِعاً مثلُ جَزَيْتْ = دَهَوْتُهُ بالأمرِ مثلُها دَهَيْتْ
    خَفَا إذا اعْتَرَضَ بالبَرْقِ السحابْ = دَحَا إذا بَسَطَ فَرْشاً وأَصَابْ
    دَنَوْتُ مثلُها دَنَيْتُ حُكِيَا = شَكَوْتُ مثلُها شَكَيْتُ رُوِيَا
    ذَرَاهُ يَذْرُوهُ وَيَذْرِيهِ معَا = دَرَاهُ يَدْرُوهُ ويَدْرِيهِ اسْمَعَا
    دَأَوَ ودَأَيَ حينَ يُسْرِعُ وقُلْ = شَحَا إذا فَتَحَ شيئاً قدْ نُقِلْ
    وقدْ رَطَا يَرْطُو ويَرْطِي جَامِعَا = بَقَا إِذَا انْتَظَرَ فيهما مَعَا
    رَبَوْتُ فيهم نَاشِئاً مثلُ رَبَيْتْ = بَعَوْتُ جُرْماً فَاغْفِرَنْ كَبَعَيْتْ
    سَأَوْتُ نُوبِي مَدَدْتُ كَسَأَيْتْ = شَرَوْتُ ذا الثوبَ كذلكَ شَرَيْتْ
    تَسْنُو وتَسْنِي نَاقَةٌ بالْجَدْبِ = تَرْغُو وتَرْغِي نَاقَةٌ في الْخَصْبِ
    والضَّحْوُ والضَّحْيُ لشمْسِنا البُرُوزْ = عَشَوْتُ كَأَكُولاً عَشَيْتُ إذْ تَحُوزْ
    ضَبْوٌ وضَبْيٌ غَيَّرُوا بالنارِ أوْ = شمسٍ كذاكَ بِهِمَا أيضاً مَضَوْا
    طَبَوْتُهُ عنْ رَأْيِهِ مِثْلُ طَبَيْتْ = وقدْ طَبَوْتُ ذا الصَّبِيَّ كَطَبَيْتْ
    واللَّهُ يَطْحُو الأرضَ مثلُ يَطْحِي = وقدْ طَحَوْتُهُ دَفعتُ أَطْحِي
    والبحرُ يَطْمُو قلْ ويَطْمِي إنْ عَلاَ = فَأَوْتُ رأساً وَفَأَيْتُ مَثلا
    عَنْواً وعَنْياً أَرْضُنَا إذْ تُنْبِتْ = عَنَوْتُ ذا الكتابَ إذْ عَنَيْتْ
    عَجْواً وعَجْياً أَرْضَعَتْ في مُهلةِ = فَلَوْتُهُ فَلَيْتُهُ مِنْ قَمْلَةِ
    غَمْواً وغَمْياً يُسَقِّفَنَّ بَيْتَهُ = عَظَوْتُهُ عَظَيْتُهُ آلَمْتُهُ
    غَفْواً إذا نِمْتُ وَهْيَ غَفْيَهْ = قَفْواً تَجِي وَرَاءَهُ وَقَفْيَهْ
    عَدَوْتُ للعدْوِ الشديدِ وعَدَيْتْ = كَرَوْتُ ذا النهرَ ومثلُها كَرَيْتْ
    نَضَوْتُ جِئْتُ قلْ بِسِتْرٍ ونَضيْتْ = لَصَوْتُهُ قذَفْتُهُ مثلُ لَصَيْتْ
    مَسَوْتُ ناقةً كذا مَسَيْتْ = نَحَوْتُهُ قَصَدْتُهُ نَحَيْتْ
    مَقَوْتُهُ صَقَلْتُ قدْ مَقَيْتْ = عَرَوْتُهُ طَلَبْتُ أوْ عَرَيْتْ
    نَأَوْتُ إذْ بَعُدْتُ أوْ نَأَيْتْ = وقدْ بَرَوْتُ العودَ إذ بَرَيْتْ
    نَثَوْتُ للحديثِ نَثْراً ونَثَيْتْ = غَذَوْتُ ذا الصبيَّ مِثْلُها غَذَيْتْ
    لَغْوٌ ولَغْيٌ للكلامِ هكذا = مَقْوٌ ومَقْيٌ للرضيعِ فادْرِ ذَا
    عَيَنٌ هَمَتْ تَهْمُو وتَهْمِي بالدُّمُوعْ = حَمَوْتُهُ حَمَيْتُهُ لِذَا النُّفُوعْ
    مَنَوْتُ حَبْلاً قدْ مَدَدْتُ ومَنَيْتْ = سَنَوْتُ باباً قدْ فَتَحْتُ وَسَنَيْتْ
    ذكْرُ الفَرْقِ بينَ الضادِ والظاءِ
    يا سائلاً عنْ ظَائِهم والضَّادْ = خَوفاً مِنْ أنْ تَضِلَّ في العِبَادْ
    يُغْنِيكَ حِفْظُ الظاءِ فاسْمَعْهَا = سَمْعَ امرئٍ ايْقَظْ واجْمَعْهَا
    ظُمَمْيَاءُ والمظالمُ اللِّحاظْ = والظلْمُ والأظلامُ والشُّوَاظْ
    والظَّبْيُ والعِظَا الظَّلِيمُ واللَّمَاظْ = وَشَيْظَمٌ والظلُّ واللَّظَى الشِّظَاظْ
    واللَّفْظُ والظَّبْيُ ونَظْمُ قَيْظْ = ظَمَا وتقريظٌ وظِئْرٌ حُفِظْ
    وجَاحِظٌ حَظَا نَظِيرُ حَظْ = والنَّاظِرُونَ والتَّظَنِّي وَعِظْ
    والظَّلَفُ والتَّشَظِّي والإيقاظْ = والعظْمُ والظُّنْبُوبُ والإِحْفَاظْ
    والظَّهْرُ والمَحْظُورُ والمُغْتَاظْ = مُظَفَّرٌ والفَظُّ والإِلْظَاظْ
    حَظِيرَةٌ وَظِيفَةٌ والظَّرْفْ = مَظِنَّةٌ وظَنَّةٌ وظَلْفْ
    وظاهرٌ وكَاظِمٌ عُكَاظْ = وظَالِعٌ عَظِيمٌ والإِغْلاظْ
    ظُفُرٌ نَظِيفٌ وظَهِيرٌ والحُفَّاظْ = والظَّعْنُ والكِظَّةُ ثمَّ الإِرْعَاظْ
    مُوَاظِبٌ والْمَظُّ والجُعْنَاظْ = والثَّظَفُ والباهظُ والإِنْعَاظْ
    وحَنْظَلٌ وقَارِظَانِ أوْ شَاظْ = ظِرَابٌ والظِّرَانُ ثمَّ الجُوَاظْ
    والجَعْظَرِيُّ الشَّظَفُ والحَنَاظِبْ = ظَبْظَابٌ والظَّرِبَاءُ والعَنَاظِبْ
    ظَيَّانٌ والشَّنَاظِيُّ والدَّلْظُ كذا = ظَابٌ وَعُنْظُوَانُ عِظْلِمٌ خُذَا
    تَعَاظَلَ بَظَرٌ شَنَاظِيرُ فَذَا = خُذْهُ وَخُذْ فُرُوعَهُ لا تَنْبِذَا
    ذِكْرُ جُمْلَةٍ مِن الفُرُوقِ
    الوِرْثُ في المِيرَاثِ والإِرْثُ يُرَى = في حَسْبِ فَاضْبِطْهُ حيثُ ذُكِرَا
    إنَّ السَّدَى ما كانَ في أَوَّلِ لَيْلْ = أَمَّا النَّدَى فَآخِرُ اللَّيْلِ تُنِيلْ
    ورِحْلَةٌ بالكسرِ الارْتِحَالُ = والضمُّ للأمرِ تُريدُ قَالُوا
    والحَثُّ قدْ يكونُ في السَّيْرِ وسُوقْ = والحَضُّ لا يكونُ فيهما وُثُوقْ
    ومُرْفِقٌ في الأمرِ تَهيئَتُهْ = ومِرْفَقٌ في اليدِ عَظْمٌ نِلتَهُ
    والرُّهُنُ والرَّهْنُ كلُّ قدْ يُقَالْ = وذاكَ في الرَّهنِ وذا في الخَيْلِ قالْ
    وكلُّ مُسْتَدِيرٍ فَهْوَ كِفُّهْ = وكلُّ مستطيلٍ فهوَ كَفُّهْ
    ونَدَّ شَيْءٌ مثلُهُ وضِدُّهْ = خِلافُهُ بذاكَ جَاءَ حَدُّهْ
    والغَطَفُ قلةٌ لشَعْرِ حاجِبِ = والوَطْفُ كَثْرَةٌ لهُ أَصَاحِبِي
    والكُورُ ما بُنِي مِنْ طِينٍ وكِيرْ = زِقٌّ بهِ يُنفخُ قالَهُ الخبيرْ
    حَلَقَةُ الدِّرْعِ بنَصبِ اللامْ = وحَلْقَةُ القومِ بِجَزْمٍ سامْ
    وجازَ في تلكَ سُكُونٌ وبِذِي = يَجُوزُ نَصبٌ يَا أَخِي لا تَنْبُذِي
    إِرْسَالُكَ المَاءَ لِوَجْهٍ سُنّ = وصَبُّهُ مُفَرَّقاً فَشُنّ
    أُنْشُوطَةٌ نَشَطْتَ إذْ عَقَدْتَها = أَنْشَطْتَهَا إذْ أَنْتَ قدْ حَلَلْتَها
    والقَصْدُ في الدِّينِ وفي السَّبِيلْ = هوَ السَّدَادُ فَتْحُهُ للجيلْ
    وما بهِ البُلْغَةُ والذي يَسُدّ = بهِ فَكَسْرُ سِينِهِ هوَ الأَسَدّ
    وتَرِبَ الرَّجُلُ إذْ هوَ افْتَقَرْ = أَتْرَبَ ذا اسْتَغْنَى وفي ذاكَ العِبَرْ
    والخَلْفُ استُعْمِلَ في الخيرِ وشَرِّ = والخُلْفُ بالتسكينِ في الذي اسْتَقَرْ
    والْحَمْلُ ما في البَطْنِ أوْ فوقَ الشجَرْ = والحِمْلُ فوقَ الظهرِ أوْ رَأْسٍ يَقِرْ
    وقيلَ كلُّ ذُو اتِّصالٍ حَمْلْ = وكُلُّ ما مُتَّصِلٌ فَحِمْلْ
    وَجَمْعُ أُمٍّ مِن الناسِ أُمَّهَاتْ = ومِنْ بَهَائِمٍ فَأُمَّاتٌ ثَبَاتْ
    وذا كثيرٌ لا تَرَى مِن الْمَوَادْ = إلاَّ قليلاً لمْ يَكُنْ بهِ مَفادْ
    بلْ قيلَ إنَّ بابَ ذِي الفُروقْ = ليسَ لهُ مِنْ آخِرَ مَوْثُوقْ
    النوعُ الحادي والأربعونَ: معرِفةُ آدابِ اللُّغَوِيِّ
    أوَّلُ ما يَلْزَمُهُ الإخلاصُ مَعْ = تَصْحِيحِ نِيَّةٍ بآدابٍ جُمِعْ
    لقولِ خَيْرِ هَذِ البَرِيَّاتِ = الأعمالُ كلُّها أَخِي بالنِّيَّاتِ
    ويَتَحَرَّى آخِذٌ عن الثِّقَاتْ = لأجلِ قولِ خيرِ هَذِي الكائناتْ
    العلْمُ دِينٌ فانْظُروا مَنْ تَأْخُذُونْ = دِينَكم عنهُ وأنتمْ آخِذونْ
    وليسَ شكٌّ أنَّ عِلْمَ اللغةِ = دِينٌ ومِنْ فُرُوضِ ذي الكفايَةِ
    معانِ أَلْفَاظِ الكتابِ تُعْرَفْ = بهِ وسُنَّةٌ ولا تَخْتَلِفْ
    لا يَقْرَأُ القرآنَ قالَ عُمَرْ = إلاَّ الذي بِلُغَةٍ يَشْتَهِرْ
    ونَجْلُ عَبَّاسٍ يقولُ في الكلامْ = قولاً بفِعلِهِ انتفاعُ ذِي الأنامْ
    وإنْ سَأَلْتُمْ عنْ غريبِ القُرْآنْ = فالتَمِسُوا في الشِّعْرِ ذاكَ دِيوانْ
    وقالَ بَعْضُهم مصالحُ العِبَادْ = قدْ فُصِّلَتْ بذا الكتابِ في البلادْ
    ولا سبيلَ لِمَعَانِيهِ سِوَى = قُلْ بِتَبَحُّرِ اللُّغَاتِ تُرْتَوَى
    بلْ قلْ عَلَيْنَا حِفْطُ ذي اللُّغَاتِ = فرْضٌ كَفَرْضِ هذهِ الصلاةِ
    ولا يُرَى يُضْبَطُ دِينٌ إلاَّ = بحفْظِ ذي اللغاتِ حقًّا كَلاَّ
    فصلٌ
    فيَلْزَمُ الدَّأْبُ والْمُلازَمَهْ = لِدَرْكٍ منها بُغيَةً مُلائِمَهْ
    وليسَ يُدرَكُ منالُ العلْمِ = في الدهرِ قُلْ برَاحَةٍ للجسمِ
    وقيلَ لأصْمَعِيٍّ كيفَ تَحْفَظُ = وأنتَ أصحابُكَ ذا ما حَفِظُوا
    قالَ دَرَسْتُ لِلَّذِي قدْ تَرَكُوا = وذا بهِ العلومُ كُلاًّ تُدْرَكُ
    فاطلُبْ ولا تَضْجَرْ فكمْ قدْ أَثَّرَا = ماءٌ بصَخرةٍ وحَبْلٍ كَرِّرَا
    فصلٌ
    وَلْيَكُتْبِ الذي رَأَى ويَسْمَعْ = فذاكَ أَضْبَطُ لعلْمٍ يَنفعْ
    وقَيِّدُوا العُلُومَ بالكتابةِ = تُرَى مِنَ الحديثِ في الْمُثْبَتِ
    وبعضُهم لمْ يَتكلمْ شَيْخُهُ = بالشيءِ إلاَّ قالَ عِنْدِي نَسْخُهُ
    فصلٌ
    ولْيَرْحَلَنَّ في طَلَبِ الفوائدْ = وطَلَبِ الغرائبِ العَوَائِدْ
    وقيلَ مَنْ لمْ يَكُنْ أَخْذُهُ الأدَبْ = أَحَبُّ مِنْ أهْلٍ إليهِ ما انْتُخِبْ
    وكانَ أَصْمَعِيٌّ للبوداي = يَرحلُ للأخْذِ بكلِّ نادِي
    وأمُّنا عَائِشَةُ قَالَتْ صحيحُ = الشِّعْرِ منهُ حسَنٌ كذا قَبِيحُ
    منهُ خُذُوا الحسَنَ والقبيحَ لا = قدْ تَأخذُوا كذا الكلامَ مُسَجَّلا
    وقالَ عبدُ الملِكِ بنُ مَرْوَانْ = قولاً يُفيدُ الناسَ في ذي الأزمانْ
    عَلِّمْ بَنِيكَ الشعرَ يَمْجُدُوا كَذَا = قدْ يَنْجُدُوا وذا حُسَيْنٌ أَخَذَا
    وأَطْعِمَنَّهُمْ باللحومِ فَتُشَدْ = قُلُوبُهم وذاكَ فِيهِمْ أَسَدْ
    وجُزَّ شَعْرَهم فَتَشْتَدُّ الرقابْ = وجالسِنَّ بهم رجالاً للصوابْ
    وحُثَّهُم على تَعَلُّمِ الأَدَبْ = والشعرِ في الذي مَضَى لقدْ غَلَبْ
    فصلٌ
    ولا يَكُنْ مُقْتَصِراً في الشِّعْرِ = على رِوَايَةٍ بلا فَهْمٍ دَرِي
    بلْ يَتفهَّمُ إلى المعاني = معَ اللطائفِ على المبانِي
    أَلا فَذَا كهذهِ الأَبَاعِرْ = لمْ تَدْرِ ما حُمِّلَ في الغَرَائِرْ
    فصلٌ
    وإنْ سَمِعَ شيئاً فلا بَاسَ إذا = فيهِ تَثَبَّتَ لِيَدْرِي الْمَأْخَذَا
    كأنْ يقولَ ذاكَ نَخَّاسٌ تَقُلْ = تَعْنِي بخاءٍ أوْ بحاءٍ ذا نُقِلْ
    ذِكْرُ بعضِ مَنْ تَطَلَّبَ شيئاً مِنْ فوائدِ العَرَبِيَّةِ ففَرِحَ بهِ لَمَّا وَقَفَ عليْهِ
    حدَّثَ أَصْمَعِيٌّ بأنَّهُ يَسمَعْ = كِلْمَةً فَرَحُهُ بِهَا جُمِعْ
    جُلَعْلَعَةٌ سَأَلَ عنها قَالُوا = فَهْيَ خُنْفُسَاءُ قدْ تَنَالُوا
    ونِصفُها طِينٌ ونِصْفٌ حَيَوانْ = تَخْرُجُ مِنْ أَنْفٍ لعَاطِسٍ يَبَانْ
    فصلٌ
    وبالذي يَأخُذُ عنهُ يَرْفُقُ = ولا يُكثِرُ بِمَلٍّ حَقَّقُوا
    ولا يُطَوِّلُ بحيثُ يَضْجَرُ = هذا الذي هنا يُرَى قدْ ذَكَرُوا

    فصلٌ
    وبَالِغٌ للرُّتْبَةِ المطلوبَهْ = يُدْعَى بها الحافظُ ذِي مَرغوبَهْ
    وقيلَ علْمُ لُغَةٍ وعِلْمْ = هذا الحديثُ إِخْوَانٌ رُسِمْ
    قدْ يَجْرِيَانِ قُلْ بِوَادٍ وَاحِدِ = فَلْتَسْتَفِدْ لِذَا فَذَا مِنْ فَائِدِ
    فصلٌ
    وظائفُ الحَافِظِ قلْ في اللُّغَةِ = حَصَرَها الحفَّاظُ في أَرْبَعَةِ
    أحدُها الإِمْلاءُ وَهْوَ أَعْلَى = لذاكَ بعضُهم كثيراً أَمْلَى
    وَهْوَ في كلِّ فُنُونِ العُلَمَا = وطَلبوهُ عندَ مَنْ قدْ عَلِمَا
    مثالُهُ الحُفَّاظُ مِنْ أهلِ الحديثْ = أَمْلَوْهُ للطالبِ في الوقتِ الحَثِيثْ
    كذلكَ اللغةُ بلْ كُلُّ العلومْ = يُمْلِيهِ أَهْلُهُ لكلِّ ذِي فُهُومْ
    ثَانِيَةٌ إِفْتَاءٌ والإبانةُ = تُقْصَدُ منهُ وكذا الإفادةُ
    يَقِفُ عندَ مالِهِ قدْ يُعْلَمُ = مُفْتٍ وإِلاَّ فَلْيَقُلْ لا أعلَمُ
    قيلَ لبَعْضِهم ألا تَسْتَحِي مِنْ = قَوْلِكَ لا أَدْرِي ومِثْلُكَ فَطِنْ
    قالَ لَهُمْ قالَ الملائكةُ لا = عِلْمَ لنا إلاَّ فَقُدْوَةٌ تلا
    ومُخْطِئٌ في الشيءِ أنْ بانَ صوابْ = فلْيَرْجِعَنَّ إِلَيْهِ ذلكَ الصوابْ
    ولا عَلَى غَلَطِهِ يُصِرُّ = إصرارُهُ عليهِ قدْ يَضُرُّ
    لأَنَّ مَنْ غَلَطَ ثمَّ رَجَعَا = كأنَّهُ لمْ يَغْلَطَنْ سُمِعَا
    إلاَّ فكَذَّاباً ومَلْعُوناً يُرَى = فخُذْ لذا فَهْوَ نَفيسٌ قدْ جَرَى
    وخطأٌ إنْ بانَ في كلامِ غَيْرْ = لا بَأْسَ في إظهارِهِ فَهْوَ خَيْرْ
    لذا مُناظرَتُهم لذا الصوابْ = وذاكَ مِنْ أَفْيَدِ شيءٍ في الخطابْ
    وإنْ يكُ المَسْؤُولُ عنهُ مِنْ دَقِيقْ = عِلْمٍ فَقُلْ قدْ مَاتَ أهلُ ذا حَقِيقْ
    وإنْ بَدَا مِنْ حَاضِرٍ ما لا يَليقْ = بأدَبٍ لا بَأْسَ بالصَّمْتِ الوَثِيقْ
    وَلْيَتَثَبَّتْ غايَةَ التَّثْبِيتْ فِي = تفسيرِهِ غَرِيبَ ذِكْرٍ يَقْتَفِي
    كذلكَ الحَدِيثُ فالإقدامْ = بغيرِ عِلْمٍ فيهما آثامْ
    وكانَ أصمعيٌّ لا يُفَسِّرُ = ما فيهِ أَنْوَاءٌ كما قدْ ذَكَرُوا
    لقولِ أَفْضَلِ الورَى إنْ ذُكِرَتْ = هَذِي النجومُ أَمْسِكُوا ما نُظِرَتْ
    ورُبَّما للعجْزِ عنْ إِبَانَةِ = عدْلٌ للتمثيلِ والإشارةِ
    وترْكُ اللفظِ على حالٍ بِهِ = وذا كثيرٌ عندَهم فانْتَبِهِ
    وإنْ يَكُنْ لهُ مُخالِفٌ فلا = بَأْسَ بتنبيهٍ عليهِ مُسَجَّلا
    وقدْ يُرَى التحَرِّي أَبلغَ يُرَى = مِنَ المذاكَرَةِ حينَ تُذْكَرَا
    وظيفةٌ ثالثةٌ ورابِعَهْ = رِوَايَةً تُعَلِّمُهُم لِتَسْمَعَهْ
    ولَهُمَا مِنْ أدبٍ إخلاصْ = وقَصْدُ نشْرِ العلمِ والإِفْحَاصْ
    والصدْقُ في روايَةٍ تَحَرَّى = والنصْحُ في التعليمِ أيضاً يُجْرَى
    والمُتَعَلِّمُ يَنالُ طَاقَتَهْ = ليسَ بأكثرَ يُفادُ سَاعَتَهْ
    وليَتَثَبَّتْ حَيْثُ شكَّ في الْمَقالْ = هلْ شَيْخُهُ أَوْ شَيْخٌ ذا إِذْ ذاكَ قالْ
    وفي الروايَةِ التَّحَرِّ قُوَّهْ = والفرْقُ بينَ مِثْلِهِ ونَحْوِهْ
    قُلْتُ فَثَوْبٌ شِبْهُ ثوبٍ مِثْلْ = ونحوُهُ قَرُبَ منهُ الشَّكْلْ
    ورُبَّما قدْ لَفَّقُوا الروايَهْ = وقدْ يَعيبُ ذاكَ ذُو الدِّرَايَهْ
    نحوُ دَعَانِي وعَصَانِي القَلْبْ = لآخِرِ البيتِ فَخُذْ يا حِبْ
    ورُبَّما حَرَّفَ بعضُهم فَعِيبْ = عليهِ ذلكَ وفيهِ لا تَرِيبْ
    وَلْيُمْسِكِ الخَائِفُ مِنْ تَخْلِيطْ = عن الروايَةِ أو التَّغْلِيطْ
    لكِبَرٍ أوْ غيرِهِ كنِسيانْ = فذاكَ مِنْ آدابِهم يا إنسانْ
    ورُبَّما طَرَحَ شيخٌ مَسْئَلَهْ = لِقَوْمِهِ لِقَيْدِهم مَا سَأَلَهْ
    ولَيْسَ بَأْسٌ بِامْتِحَانِ مَنْ قَدِمْ = لِكَيْ يُرَى مَحَلُّهُ الذي عُلِمْ
    ليسَ لتعجيزٍ ولا تَبْكِيتْ = إذْ ذاكَ يَحْرُمُ بلا تَنْكِيتْ
    وليسَ بَأْسٌ بالمُرَاجَعَةِ إنْ تلا = اعتراضٌ يَأْتِي للسَّحِّ زَكِنْ
    النوعُ الثاني والأربعونَ: في مَعرفةِ كِتَابَةِ اللُّغَةِ
    أوَّلُ مَنْ كتَبَ ذِي العرَبِيَّهْ = آدمُ قلْ ومَعْهَا السُّرْيَانِيَّهْ
    وكلُّ قَوْمٍ بعدَهُ قدْ وَجَدُوا = شيئاً فَصَارُوا يَكْتُبُوا ما يَجِدُوا
    وقولُ وَاضِعِ الكتابِ العَرَبِي = ذلكَ إسماعيلُ قَوْلُ ما أَبِي
    وقيلَ غَيْرُ ذا ولكنْ ما اشْتَهَرْ = وعادمُ الشهرةِ ليسَ يُعتبَرْ
    مِنْ ذاكَ قيلَ أوَّلُ الذي وُضِعْ = لهُ ملوكٌ وأسامِيهِمْ جُمِعْ
    أَبْجَدْ هَوَّزْ حُطِّي كَلِمُنْ سَعْفَصْ = وَقَرَشَتْ والْخُلْفُ في الضبْطِ يُنَصّ
    وقيلَ أوَّلُ الذي بالقَلَمِ = خَطَّ فإدريسٌ فخُذْ تَعَلَّمِ
    وقيلَ ما بعدَ أَبِينَا آدَمَ = فهوَ تَجديدٌ لقولِهِ اعْلَمَا
    ومَدَحُوا تَعَلُّمَ الخطِّ قَدِيمْ = ومَدَحُوهُ قلْ حَدِيثاً يا فَهيمْ
    للَّهِ دَرُّ قَلَمٍ كيفَ يَحُوكْ = وشْياً لِمَمْلَكَتِهم مثلُ السُّلُوكْ
    وقَلَمٌ إذا بَرَيْتَهُ خَدَمْ = لهُ السيوفُ وَهْوَ فيها كالعلَمْ
    وهوَ ثَرَاهُ يَخْدُمُ الإرادَهْ = ولا يَمَلُّ دَهرَهُ اسْتِزَادَهْ
    يَسْكُتُ واقِفاً وإنْ سارَ نَطَقْ = يُظْلِمُ أرضَهُ مُضيئاً إنْ شَرَقْ
    قيلَ أَثَارَةٌ مِن العلْمِ عَنَى = خَطَّ بها قدْ قالَ ذاكَ الْمُعْتَنَى
    وقولُ يُوسُفَ حفيظٌ وعَلِيمْ = أيْ كاتبٌ وحَاسِبٌ أَيَا حَكِيمْ
    يزيدُ في الْخَلْقِ الإلهُ ما يَشاءْ = قيلَ هوَ الخطُّ الحَسِينُ إذْ تشاءْ
    وقيلَ لا بلْ ذلكَ الصوتُ الْحَسَنْ = والعلْمُ في الكتابِ كُلُّهُ حسَنْ
    والخطُّ لليدِ لسانٌ والْخَلَدْ = قلْ تَرْجُمَانُهُ بذَيْنِ مُنفرِدْ
    وربُّنا ذُو العلْمِ قلْ والكَرَمْ = قالَ الَّذِي عَلَّمَ قُلْ بالْقَلَمْ
    وقيلَ في عَلَّمَهُ البيانَا = ذاكَ البيانُ الخطُّ يا أَخَانَا
    وللرجالِ قلْ عُقُولٌ تحتَ = أسنانِ أقلامِ لَهُنَّ بَتَّا
    النوعُ الثالثُ والأربعونَ: معرفةُ التصحيفِ والتحريفِ
    تصحيفُهم أنْ يَأْخُذَ اللفظَ الرَّجُلْ = مِن الصحيفةِ بلا سَمْعٍ يَدُلّ
    وقَلَّمَا يَعْرُو مِن التصحيفْ = وخَطَا شخْصٍ ومِنْ تَحْرِيفْ
    قدْ صَحَّفَ الخليلُ نَجْلُ أحْمَدَا = يومَ بُغَاثَ وَهْوَ يَكفي مُفْرَدَا
    أَحْرَى سِوَاهُ حَرَّفُوا كثيرَا = ولمْ يَكُنْ يَضُرُّهم شَهيرَا
    فالأصمعيُّ في جَلالَةٍ لَهُ = حَرْفٌ قُلْ همْ يَعْلَمُونَ فَضْلَهُ
    وقدْ كَفَى المرءَ يقالُ أنْ تُعَدّ = مَعَائِبٌ لهُ وعنهُ لا يُصَدّ
    ولمْ يَكُنْ فَنٌّ مِن الفنونْ = إلاَّ بهِ التصحيفُ في المُتُونْ
    ولوْ تَتَّبْعَتُ لِذَاكَ لَكَثُرْ = عَلَيَّ والحفْظُ لهُ يُرَى عَسُرْ
    فذَكَرُوا التصحيفَ في العينِ وفي = صِحاحِهم وفي سِوَاهُما يَفِي
    وليسَ ذلكَ بضَائِرٍ فلا = تَظُنَّ أنَّهُ يَضُرُّ مُسْجَلا
    النوعُ الرابعُ والأَرْبَعُونَ: في معرفةِ الطبقاتِ والحُفَّاظِ والثِّقَاتِ والضُّعَفَاءِ
    فى الطَّبَقَاتِ العلماءُ الكُبَرَا = قدْ أَلَّفُوا والنظْمُ عنهم صَغُرَا
    لكنْ هنا مَوْضِعُهُ في الْمُزْهِرِ = فانْظُرْهُ فيهِ إنْ تَشأْ تَشْتَهِرِ
    أمَّا أَنَا فإِنَّنِي مُشْتَغِلُ = عنهُ وعنْ ما بعدَهُ يا رجُلُ
    مثلُ أَسَامٍ وكُنَى وأَلْقَابْ = كذاكَ ما معْ هذهِ مِنْ أَنْسَابْ
    كذاكَ مُؤْتَلِفُهُم والْمُخْتَلِفْ = كالأبديِّ قلْ وَانْدَنَى يَصِفْ
    ومِثْلُهُ مُتَّفِقٌ ومُفْتَرِقْ = كأخفشَ أكبرَ أوْ أصغرَ ثِقْ
    كذا المَوَالِيدُ معَ الوَفَيَاتْ = كقولِهم وُلِدَ أوْ مَنْ بعدُ ماتْ
    وهكذا الشِّعْرُ ومعهُ الشُّعَرَا = فأوَّلُ تعريفِهِ ما نُكِرَا
    مِنْ قَوْلِهم هُوَ كلامٌ مَوْزُونْ = دَلَّ على معْنًى مُقَفًّى يَعْنُونْ
    لذاكَ لا يُسَمَّى شِعْراً ما وُجِدْ = في الذِّكْرِ والحديثِ منهُ قدْ عُهِدْ
    وَهُوَ للعَرَبِ دِيَوانٌ بِهِ = قدْ عُرِفَتْ مَآثِرُ فَانْتَبِهِ
    ومنهُ قدْ تُعُلِّمَتْ لُغَتَهُمْ = وَهْوَ على كلامِهم حُجَّتُهمْ
    بهِ غَرِيبُ الذِّكْرِ والحديثِ قُلْ = يُعْرَفُ والقَبُولُ لِلَّذِي تَقُلْ
    ومَدْحُهُ عِنْدَهم أَكْثَرُ مِنْ = عَدٍّ وإِحْصَاءٍ كما لَهُمْ زُكِنْ
    والشعراءُ قلْ كثيرونَ ولا = يُحْصِيهمُ عقولُ كلِّ النُّبَلا
    وكانتِ العَرَبُ إِنْ قَبِيلَهْ = نَبَغَ فيهم شاعرٌ أَصِيلَهْ
    هنَّأَهَا سِوَاها ثمَّ لَعِبُوا = لهُ وأَطْمَعُوا وفيهِ رَغِبُوا
    ونَوَّعَ معرفةَ أَغْلاطِ العَرَبْ = لأنَّ معرفةَ ذا ما قدْ وَجَبْ
    بلْ رُبَّمَا يَلْهَى عن الْمُؤَكَّدِ = وأَخَذَ ما قدْ وَكَّدُوهُ وَكَّدِي
    وخَتَمَ الكتابَ أيضاً بِمُلَحْ = مِنَ الْمُقَطَّعَاتِ عَمَّنْ قدْ فَصُحْ
    ونَظْمَهَا أَكَّدَ منهُ ما سِوَاهْ = لذاكَ ذا الكتابُ جاءَ مَنْهَاهْ
    أوَّلَ يَوْمِ جُمُعَةِ العُرُوبَهْ = أَرْجُوهُ بالنفْعِ يَرَى مَصْحُوبَهْ
    سابعَ عشرَ قلْ لشَهْرِ شَوَّالْ = مِنْ عامِ أركسش صَحِيحِ أقوالْ
    وهوَ ثانِ مَنْ يُنِيرُ العَجَمْ = والحفْظُ للعلومِ خيرُ مُرْتَسَمْ
    والحمدُ للَّهِ على التَّمَامِ = على النبيِّ الصلاةُ معْ سَلامِي
    تَمَّتْ
    هذا نَصُّ ما قالَهُ شيخُنا الشيخُ ما العَيْنَيْنِ عندَ انتهاءِ هذا النظمِ: انتهَتْ هذهِ النسخةُ منهُ على يَدَيْهِ مِنْ مَنِّ اللَّهِ عليهِ بنَظمِهِ عَبِيدِ ربِّهِ ما العَيْنَيْنِ بنِ شَيْخِهِ الشيخِ مُحَمَّد فاضل بنِ مَامِينَ غَفَرَ اللَّهُ لهم وللمسلمينَ، آمينَ، يومَ الجُمُعَةِ السابعَ والعشرينَ مِنْ شَوَّالٍ عامَ واحدٍ وعشرينَ بعدَ ثلاثِمِائَةٍ وأَلْفٍ، أَرَانَا اللَّهُ خيرَهُ وخيرَ ما بعدَهُ، ووَقَانَا ضَيْرَهُ وضيرَ ما بعدَهُ، آمينَ.
    وللكُوَيْتِبِ لهذهِ النسخةِ سَيِّدِي مُحَمَّدِ بنِ العزيزِ هَاذَانِ البَيْتَانِ في تاريخِ النظمِ:
    (فَاقْطِفْ ثمارَ (مُزْهِرٍ) لكَ زَهَا = يا مَنْ يَكُنْ لكَ اعتناءٌ بِزَهَا)
    (بِـ(زِي) شَهْرِ الفِطْرِ شَوَّالٍ زَهَا = تَارِيخُها (زَمَنُ تَارِيخٍ زَهَا)
    وللأريبِ الأديبِ اللبيبِ الكاتبِ الناظمِ الشاعرِ الناثرِ الفاهمِ الشيخِ أحمدَ الهيبِ، الذي وُدُّهُ في القلوبِ لا شكَّ فيهِ ولا ريبَ، هذهِ الأبياتُ مُقْرِضاً بها تأليفَ والدِهِ شيخِنا الشيخِ ما العَيْنَيْنِ المسمَّى ثِمَارَ الْمُزْهِرِ:
    نظْمٌ تَناثَرَ مِنْ ثمارِ المُزْهِرِ = بَحْرٌ تَدَفَّقَ مَوْجُهُ مِنْ أَبْحُرِ
    هذا هوَ القاموسُ إلاَّ أنَّهُ = هوَ في الحقيقةِ مِنْ صِحاحِ الجوهَرِ
    تاجُ العرائسِ في اللُّغَاتِ مُفَقِّهٌ = مصباحُ ليلِ الجاهلِ المُتَكَبِّرِ
    بلْ إنَّهُ المُخْتَارُ مِنْ ذا كُلِّهِ = فَاحَتْ عِبَارَتُهُ بِمِسكٍ أذْفَرِ
    تَجْنِي حَلاوتَهُ يَدَا تَارِيخِهِ حُلْوٌ = جَنَا قِطْفَيْ ثمارَ المُزْهِرِ
    وقدْ قَرَّظَهُ أيضاً الأغرُّ الأبرُّ الأَنْوَرُ السَّيِّدُ مُحَمَّدُ الغيثِ بنُ شَيْخِنا الشيخِ ما العَيْنَيْنِ بهذهِ القصيدةِ:
    أَزَاهِرُ إلاَّ أَنَّهُنَّ جواهِرُ = جواهرُ إلاَّ أَنَّهُنَّ ذَخَائِرُ
    بها أشرَقَتْ شمسُ البديعِ على النُّهَى = ومِنْ أَوْجِهَا بدرُ الغرائبِ زَاهِرُ
    مِن المُزْهِرِ السامِي تَفَتَّقَ زَهْرُها = فحَنَّتْ لِمَرآها السُّرَاتُ البَهَازِرُ
    وَأَضْحَتْ بأنواعِ البديعِ ثَوَامِراً = فيا عَجَباً هلْ بالبدائعِ ثَامِرُ
    فتُبْدِي وتُخْفِي للبليغِ بدائِعاً = وللَّهِ ما تُخْفِي وما هوَ ظاهرُ
    وللَّهِ ما أَبَداً جَنَى ثِمَارَها = بلُطْفِ المعاني للقلوبِ يُخامِرُ
    ولا عَجَبَ هَذِي ثمارُ أزاهِرِ = لا كَرَمَ مَنْ تُحَدِّي إليهِ البَهَازِرُ
    هوَ الشيخُ ما العَيْنَيْنِ عَيْنُ عُيُونِنَا = إِلَيْهِ لَتُعْزَى الْمَكْرُمَاتُ النوادِرُ
    فَتًى فَتَحَ اللَّهُ المعارفَ باسْمِهِ = ومِنْ دُونِها حِصْنٌ مِن الجهلِ عَامِرُ
    تأخَّرَ في لفظِ الزمانِ وإنَّهُ = بمَعْنَاهُ في أَعْيَانِهِ مُتَظَاهِرُ
    أَتَوْا بالمعاني وَهْيَ دُرُّ رَوَاسِبِ = وجاءَ بها وَهْيَ النجومُ الزَّوَاهِرُ
    وما يَسْتَوِي في الحُكْمِ رَاقٍ وغَائِصُ = إِذا فَهْوَ للعَلْيَاءِ فَضْلاً مُظَاهِرُ
    لذلكَ إنِّي لوْ نَثَرْتُ نُجُومَنا = ونَظْمَ مَدْحِي كُلَّ دُرٍّ لِقَاصِرُ
    ولكنْ على قَدْرِي أَتَيْتُ وإنَّهُ = حقيرٌ ومِثْلِي في مَدِيحِكَ حَائِرُ
    هنيئاً مَرِيئاً للبديعِ وأهلِهِ = بقَطفِ ثمارٍ بالبديعِ ثَوَامِرُ
    تَفَتَّقَ عنْ صُبْجِ البدائعِ زَهْرُها = وجُرِّبَ فبِالتَّجْرِيبِ تُبْلَى السَّرَائِرُ
    فَدُونَكَها خُذْها حَظِيتَ بسِرِّها = فَمِنْكَ سَتُرْوَى بالبديعِ الضَّمَائِرُ
    وإنْ مِلْتَ للتَّارِيخِ شَاكِسٌ يَجِدْ لهُ = لياليَ مِنْ شَوَّالٍ هنَّ الأَوَاخِرُ
    وَقَدْ قَرَّظَهُ أيضاً مُرِيدُ شَيْخِنا الأريبُ الأديبُ الكاتبُ الشاعرُ السَّيِّدُ مُحَمَّد بَابَهْ بهذهِ الأُرْجُوزَةِ:
    ثِمَارُ أزهارِ اللُّغَى ما حَازَها = غَيْرُ ثِمَارِ مُزْهِرٍ حِينَ زَهَا
    زَهَا بأنواعِ عَجَائبِ اللُّغَى = مِنْ حائطِ العلْمِ اللَّدُنِّي لا الزُّهَا
    لا غَرْوَ أَنْ زَهَا مِنْ أزهارِ عُلوْ = مِ شيخِنا مُبَرَّزَه إِبْرِيزُها
    هوَ المُبَرَّزُ لا بِرَازَ عُلوْ = مِ اللَّهِ عندَ فَقْدِها إِبْرَازُها
    أَمَدَّ مِنْ مَطَائِبِ اللُّغَى مَوا = ئدَ يَحُوزُ العلْمَ مَنْ يَحُوزُهَا
    تَرَى اللِّثَامَ حولَها في رَغْبَةٍ = عنها وإشرافُ الورى تَحوزُها
    بلْ أَزهدُ الناسِ يُرَى أَلْهَفَ مِنْ = قَضِيبِ السائرِ جَرَا عَوْزُها
    يَشبَعُ منها غيرُ ناقصٍ لها = أَلْفُ جِيَاعٍ أوْ لِضَعْفِها زَهَا
    بَطَنْتُهَا مُنِيرَةٌ لا تَخْتَشِي = منها لِفِطْنَةِ اللبيبِ فَوْزُها
    هذا لجنالا أَنْ يَكِدَّ المِغْفَرَ = المِثْلُ قلْ ثَمَّتْ حُزْ مَحُوزَهَا
    إلاَّ أَدْعُوَنَّ الجَفَلا لها فَنَيْـ = ـلُها غِنًى والعَوْزُ كَلا عَوْزُها
    لَمَّا عَلا عَزَّ زَهْوُهُ عَلَى = ثِمَارِ أَزْهَارٍ تَعَالَى عِزُّها
    أَرَّخْتُهُ (بِجِيدٍ) في شَهْرِ فِطْرٍ = وسطَ ثمارِ مُزهرٍ زَهَا

    وقدْ قَرَّظَهُ الكُوَيْتِبُ بهذهِ الأبياتِ قبلَ عِلْمِهِ بهذهِ التقاريظِ، ولوْ عَلِمَ مِنْ قبلُ لمْ يُقرِّظْهُ لعدمِ صَلاحِيَّتِي للتقريظِ لِجَهْلِي ولكمالِ التأليفِ ورِفعتِهِ عنْ مِثلِ مَقالِي:
    ومِمَّا استَفَدْنَا منكَ وَهْوَ مُسَلَّمُ = تَعَلُّمُ لُسْنِ العَرَبِ للغَيْرِ سُلَّمُ
    وذا الأدَبُ الأَسْنَى عليها فَنُونُهُ = تَدورُ ولا التنزيلُ دونَهُ يُفهَمُ
    ومُستنبِطُ الأحكامِ طُرًّا رُجُوعُهُ = إليها ومنها النَّثْرُ والنظْمُ يُنظَمُ
    ولَمَّا اعتَنَى ساداتُنا وتَنافَسُوا = بما هوَ في الأسماعِ دُرٌّ مُنَظَّمُ
    نَظَمْتُ نَظيماً والضُّحَى لِمُصَرِّحِ = بأَنَّكَ مِمَّنْ كانَ يَنظِمُ انظِمِ
    فأَبْدَعْتَ في الإحكامِ فيهِ وَأَيْنَعَتْ = ثمارٌ ولولاكَ الجَنِيُّ هوَ حُصْرُمُ
    ثمارُكَ نَجْنِيها وأنتَ تُضيفُها = إلى مُزهِرٍ والقِطْفُ بالعدلِ يَحْكُمُ
    ولَمَّا قَضَى أنَّ الثمارَ ثِمَارُكم = جَنَى بأَيْدِينا قَضَاهُ مُسَلِّمُ
    أُقيمَ لنا للبَيْعِ وَهْوَ مُوَرَّخٌ = بما يُبْرِمُ الأحكامَ سُوقٌ مُتَمِّمُ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ثمار المزهر Empty رد: ثمار المزهر

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يناير 02, 2015 11:57 am

    عدد الأبيات:
    2094

    http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=11635#.VKblctKsVFA

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:33 pm