قالوا أغار سفيان بن عوف الأزدي ثم الغامدي على الأنبار زمان علي بن أبي طالب وعليها ابن حسان أو حسان البكري فقتله وأزال تلك الخيل عن مسالحها فخرج علي حتى جلس على باب السدة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال :
" أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب من أبواب الجنة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلة وشملة البلاء وألزمه الصغار وسيم الخسف ومنع النصف ألا وأني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا وسرا وإعلانا وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي واتخذتموه وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار وقتل حسان ـ أو ابن حسان ـ البكري و
أزال خيلكم عن مسالحها وقتل منكم رجالا صالحين وقد بلغني أن الرجل منهم يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع أحجالها وقلبها ورعثها ثم انصرفوا وافرين ما كلم رجل منهم كلما فلو أن أمرءا مسلما مات من بعدها أسفا ما كان عندي ملوما بل كان عندي به جديرا فيا عجبا من جد هؤلاء القوم في باطلهم وفشلكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى وفيئا ينهب يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغزون ولا تَغزون ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في الحر قلتم حمارة القيظ أمهلنا حتى ينسلخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في البرد قلتم أمهلنا حتى ينسلخ عنا القر كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر
يا أشباه الرجال ولا رجال ويا أحلام الأطفال وعقول ربات الحجال وددت أن الله أخرجني من بين ظهرانيكم وقبضني إلى رحمته من بينكم والله لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وورثت صدري غيظا وجرعتموني الموت أنفاسا وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان حتى قالت قريش :إن ابن أبي طالب شجاع ولكن لا علم له بالحرب لله أبوهم وهل منهم أحد أشد لها مراسا وأطول لها تجربة مني لقد مارستها وما بلغت العشرين فيها وقد نيفت على الستين ولكنه لا رأي لمن لا يطاع "
قال : فقام رجل من الأزد يقال له فلان بن عفيف ثم أخذ بيد أخ له فقال : يا أمير المؤمنين أنا وأخي كما قال الله تعالى "رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي " فمرنا بأمرك فوالله لنضربن دونك وإن حال دونك جمر الغضا وشوك القتاد قال: فأثنى عليهما وقال : "وأين تقعان مما أريد " ثم نزل.
" أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب من أبواب الجنة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلة وشملة البلاء وألزمه الصغار وسيم الخسف ومنع النصف ألا وأني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا وسرا وإعلانا وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي واتخذتموه وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار وقتل حسان ـ أو ابن حسان ـ البكري و
أزال خيلكم عن مسالحها وقتل منكم رجالا صالحين وقد بلغني أن الرجل منهم يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع أحجالها وقلبها ورعثها ثم انصرفوا وافرين ما كلم رجل منهم كلما فلو أن أمرءا مسلما مات من بعدها أسفا ما كان عندي ملوما بل كان عندي به جديرا فيا عجبا من جد هؤلاء القوم في باطلهم وفشلكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى وفيئا ينهب يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغزون ولا تَغزون ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في الحر قلتم حمارة القيظ أمهلنا حتى ينسلخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في البرد قلتم أمهلنا حتى ينسلخ عنا القر كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر
يا أشباه الرجال ولا رجال ويا أحلام الأطفال وعقول ربات الحجال وددت أن الله أخرجني من بين ظهرانيكم وقبضني إلى رحمته من بينكم والله لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وورثت صدري غيظا وجرعتموني الموت أنفاسا وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان حتى قالت قريش :إن ابن أبي طالب شجاع ولكن لا علم له بالحرب لله أبوهم وهل منهم أحد أشد لها مراسا وأطول لها تجربة مني لقد مارستها وما بلغت العشرين فيها وقد نيفت على الستين ولكنه لا رأي لمن لا يطاع "
قال : فقام رجل من الأزد يقال له فلان بن عفيف ثم أخذ بيد أخ له فقال : يا أمير المؤمنين أنا وأخي كما قال الله تعالى "رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي " فمرنا بأمرك فوالله لنضربن دونك وإن حال دونك جمر الغضا وشوك القتاد قال: فأثنى عليهما وقال : "وأين تقعان مما أريد " ثم نزل.