ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    ذهنية (مارتن هيدغر) المتوقدة أبدا

    تاج العروبة (الفوهرر)
    تاج العروبة (الفوهرر)
    فيلسوف ثمار الأوراق
    فيلسوف ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 598
    العمر : 40
    الموقع : العراق
    العمل/الترفيه : خريج كليه الاداب - قسم الفلسفة
    المزاج : الارادة مفتاح النصر
    نقاط : 104
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ذهنية (مارتن هيدغر) المتوقدة أبدا Empty ذهنية (مارتن هيدغر) المتوقدة أبدا

    مُساهمة من طرف تاج العروبة (الفوهرر) الخميس سبتمبر 18, 2008 9:48 am

    [color=red][center]ذهنية (مارتن هيدغر) المتوقدة أبدا[/center][/color]
    على المرء منا إن يأتي بأفكار كثيرة، ومقنعة ليصبح فيلسوفا مثيرا للجدل، كالألماني مارتن هيدغر(1889-1976) ، والذي كان معروفاً بفيلسوف) الكينونة والزمن)، حيث انتقد الكثير الكثير مما خلفه الفلاسفة الذين سبقوه، وعمل على إعادة تنظيم الكثير من الأفكار الذهنية، وخاصة ما يعرف بـ(الانطونولوجيا الظواهرتية)
    إذ كان مؤمناً بان تلاقح الأفكار هو المنتج الحقيقي من فكرتين أحداهما تكمل الأخرى من جراء تضادهما، ناقش مدافعا عن كينونته الفكرية، بجلد، كل الأفكار المجايلة له كالظواهرتية (مارلو بونتي)، والوجودية (جان بول سارتر)، والتأويلية (بول ريكور)، ومدرسة فرانكفورت اليسارية (ارندت وهربرت ماركوز)، وما بعد الحداثة (خصوصاً جاك دريدا وجيل دولوز). وطالب بان تكون الافكار بشرح دقيق وان لا تعتمد اللغة المزدوجة التي من الممكن إن تحتمل تأولين. فقد حظر (مارتن هيدغر) إلى عصره في قول موجز متنه فكرة أساسية هي التفكير بالوجود نفسه، أي التفكير في معنى إن يكون الإنسان موجوداً، ككائن حي منتج، وليس في ما ينجم عن وجوده، إلا إشكاليات متعلقة بالتطور عبر مسيرة الزمن وتراكم الخبرة بذات الوجود. كانت اضاءآته تحمل معان لكائن يعرف اكتناه محسوساته بالعالم الذي يحويه لأنها أساس لانطولوجيا قوية، حيث الأولوية هي للتفكير بالإنسان باعتباره (وجوداً)، في الكون والزمان. ووعيه في محتوياته قابل للوصف في شكل غير متحيّز، أي في طريقة استدلال، الفاعل بفعله، وطالب بإعادة التفكير في المسائل التي طرحها الفكر الإنساني على نفسه، منذ نشأة الفلسفة، أي بمراجعة الفكر الفلسفي كلاًّ. إذ سعي إلى تجديد الفلسفة عبر نقد جذري للأسئلة العقيمة، وصار متناقضاً مع مقولة ماركس الشهيرة: (إن الإنسانية لا تطرح على نفسها سوى المسائل التي تستطيع حلّها)، وتلك الفكرة تجلت في مؤلفه الذائع الصيت (الوجود والزمن)[1][1]؛ مؤكدا على حرية فكر الإنسان، ولا إن يحبس ضمن قوام خطابات متكررة (بجدر بالذكر بان هايدغر كان متورطاً بالنازية)، وقد وجه نقداً قوياً إلى المجتمع الغربي، المأخوذ بحمى الإنتاج التكنولوجي، والذي يُقاد الإنسان فيه كما تقاد الآلة، (اتكاء ذلك المجتمع على خطاب مضمر قوامه إعطاء مكانة مركزية العلم والتكنولوجيا). وتلك قيودا لا تستطيع حل معضلات الحضارة الإنسانية، بل على العكس. (لا يصلح كأساس للفكر الإنساني، لان جوهر التقنية لا يكمن في التقنية، بل في المحمولات المضمرة فيها)، وذهب إلى القول إنّ جوهر ما يُسمى بالخطاب العلمي للغرب (لا ينبع من العلم، ولا يستطيع ذلك، بل يعبر عن موقف ميتافيزيقي للعقل الإنساني يقدم العلم بصفته وعداً بسيطرة الإنسان على العالم)، وكانت طروحاته مجلجلة في زمن شهد تغييرات كبرى عبر الثورة الصناعية الميكانيكية، ثم الالكترونية، إذا قلب أحوال العمران فيها، وتوسعت المدن وتصيرت الطرق الرابطة من أشياء بدت كأنها أحلام أسطورية، مثل الطيران وصنع الآلات الميكانيكية والنظر إلى أعماق الكواكب وفي دواخل الخلايا الحيّة والمركبات الآلية الفائقة السرعة، وتوليد طاقة جبارة لم تعهدها البشرية قبلاً، هي الكهرباء، وكذلك تطورت إلى قوى هائلة مثل (النووية)، إضافة إلى قفزات الطب في التلاعب الجيني إذ تصير الإنسان بمعرفية مكانته الحقة في أصل تشكّل الحياة الكونية. بدا العلم كالسحر الفتان، وسرعان ما ارتبطت الافكار المنطيقة ببعضها، وصار الربط ضرورة وجود يتسيد فيه الإنسان العارف على الإنسان غير العارف، ومال التفكير الفلسفي حيال العلم إلى اعتباره خلاصاً غنوصياً، متخلصا من أذيال تلك الأسئلة الغريبة التي أثارها (كارل ماركس)، الذي لم يرَ للفلسفة شأناً سوى محاولة استخلاص قواعد عمل من العلوم، و(تطبيقها على الفكر والتاريخ والمجتمع)، وينطبق أيضاً على نقيضيه الرأسماليين من المدرسة البراغماتية (هنري برغسون) و(جون ديوي). وقد خالفهم استنتاجا؛ (السيطرة على الأشياء من حوله، وان ذلك يؤول على انه سيطرة للإنسان على العالم)، لأنه كان مؤمنا بتجديد الأسئلة، فكل عصر أسئلة معاصرة عليه الإجابة عليها، وقد كرر الفلاسفة اللذين سبقوه اغلبهم الأسئلة المتعلقة بالوجود، وصار بعده لاحقاً الذين يصنفون (ثقافة ما بعد الحداثة)، إلى تبني منهج (مارتن هيدغر)، بإعادة النظر في إشكاليات الفلسفة تاريخياً. كما فعل (جيل دولوز)، الذي توفي بعد (مارتن هيدغر) بعشرين سنة، أعاد النظر في مجمل الإرث الفلسفي الإنساني، فكتب (دولوز) كتب عدة أعاد فيها النظر فيمن سبقه، بدءاً من (أرسطو) حتى (نيتشه)، ومؤكداً بأن (مهمة الفيلسوف تكمن في إعادة صوغ المفاهيم، وعلى نحو مستمر). بواسطة لغة حية كونها الأداة التي تُمكّن الفكر من بلوغ غاياته. وقد تبينت آثار جلية على المدرسة الفرويدية التي شددت النبرة أيضاً على اللغة، باعتبارها محتوى وأداة متلامسة مع اللاوعي (الفردي والجماعي)، وهو ما عبّرت عنه أفكار (هربرت ماركوز) عن قوة أفكار (مارتن هيدغر)، والأثر الهائل الذي أحدثته في الفلسفة الحديثة. حيث بقي يوصف (مارتن هيدغر) غالباً بأنه فيلسوف للفينومينولوجيا الانطولوجية، أيضا. حيث فسر العلاقات الملتبسة بين الصوت البشري وتصاعد اللغة التي صارت حاوية الافكار، وبالكتابة صار الافكار تبادلية بين الأجيال، فما من فكرة بريئة، الا وإنها مبنية من فكرة أم.. تكون البذرة التي اختلف عليها متجادلون أراد كل منهم إن يفرض فكرته على الأخر. فقد وُلد (مارتن هيدغر) في بلدة (ميسكيرتش) في جنوب غربي ألمانيا، لعائلة كاثوليكية متزمتة. وقد أعدت العائلة ابنها، ليكون قساً في الكنيسة. ويقول (ارنست شلير) احد تلامذته وكتاب سيرته (بلد شهد الانشقاق البروتستانتي، فأن الإعداد الديني المُبكر لفته إلى الصراع حول هوية السيد المسيح، أي هوية الإنسان نفسه في علاقته مع البارئ عزّ وجل). انتقل إلى مدينة (فريبورغ) ليكمل المرحلة الثانوية، وسرعان ما دخل جامعتها التي ارتبط بها ارتباطاً وثيقاً. وعُيّن أستاذا للفلسفة الأرسطية، المنحدرة أساسا من الكاثوليكية، في تلك الجامعة. وجعلته تلك الجامعة يرتبط مع الفيلسوف الشهير(ادموند هوسرل)، الذي يعتبر احد أهم مؤسسي المدرسة الفينومينولوجية (الظواهرتية). والتي تملكت تلك الفلسفة (مارتن هيدغر)، وبرزت لاحقاً قوة تأثيره فيها أيضاً، فالفكرة الأساسية ا(الفينومينولوجيا) هي علم الوعي وأشيائه. بمعنى النظرة الشمولية (التي تركز على إن أشياء العالم تحمل قابلية لان تُفهم بحد ذاتها، ويتطابق خطاب وعيها مع وجودها نفسه، من دون ضرورة ردها إلى أيدلوجية سابقة، و لكي تعطي تفسيراً لمتضمناتها واشاراتها). كما عند (كانط)، الكائن الإنساني الذي يتعامل فكره مع الظواهر، في شكل منعزل (أو مجرد)، ما يجعل امكان وصف محتوى الوعي في شكل مجرد، أمراً ممكناً. وأعجب هيدغر إعجابا شديدا بما كان يطرحه (هوسرل) المستمد من منهج (أرسطو) بذهن متوقد، إذا كان يعرف ماذا يقرأ وممَّ يستنتجْ، ويعرف أيضا كيفية ما كان الأصل الذي يقرأه، فصار شارحاً لأفكار (هوسرل) الأصل، وما اعتمدت عليه من مراجع فكرية هي كانت الأصل فيما استنتج، فالفلسفة هي درس الاستنتاج وفن الإحكام بالفكرة على الفكرة. وقد أعاد صوغ فلسفة (أرسطو) انطلاقاً من (رؤية فينومونولوجية).. حيث ما بين عامي (1923- 1925)، انتقل إلى تدريس الفلسفة في جامعة (ماربورغ). وفي العام (1927) ظهرت الطبعة الأولى من مؤلفه (الكينونة والزمن) الذي اعتُبر سريعاً النص الفلسفي الأهم للقرن العشرين فقد وضع فيه جدلا كبيرا حول ثبوت الثقافة وتحركها، واشر بان المقدس الثقافي عليه إن يكون متابعا للعصر الذي فيه، ومتغيرا لما يخترعه البشر، وضرب مثالا مقنعا باختراع العدسات الجبارة التي نظربها الإنسان إلى المجرات وكواكبها، ووضعا حدا منطقيا بان الأرض ليست محورا للعالم، وتطرق إلى غايات (غاليلو) العبقرية، والأسباب الحقيقية التي دفعت بالكنيسة القديمة على الإصرار على حرقه. وقد ضمن ذلك الكتاب ل(مارتن هيدغر) العودة إلى جامعة (فريبورغ)، وشهد العام (1933) بداية المآخذ التي لمت به، وقد قللت من شعبيته في العالم حيث علاقته المُلتبسة مع النازية. حيث جُل أصدقائه من الضباط الكبار، وكانوا همُ أيضا يطمحون إلى نيل رضا (الفوهرر) الألماني القوي، حيث دعموا (هيدغر) كثيرا - إذ رشحوه بمنصب الأمين العام للجامعة التي امتازت بميلها إلى النازية المتشددة، ليس لشيء الا لكونه علما فكريا تكسب به النازية فخرا لن يؤول الا إليها، وخاصة بعد أشهر قليلة من تسلم (أدولف هتلر) منصب المستشارية في المانيا. ((وفي مقابله اجريت له مع مجلة (المجلة) الألمانية، بيّن (مارتن هيدغر)، الذي نأى بنفسه غالباً عن النشاط السياسي، انه قبل بمنصب المُشرف على الجامعة لكي يضع حداً لتغلغل النفوذ السياسي فيها، بما في ذلك النفوذ النازي. وزاد في الالتباس، انه ألقى خطاباً لقبول منصب المشرف، حمل عنوان (التأكيد الذاتي للجامعة في المانيا). وأعلن فيه انتسابه إلى الحزب النازي، راحت جامعة (فريبورغ) تتبنى الافكار الأساسية للنازية، خاصة ما يتعلق منها بالقومية الاشتراكية، والاعتزاز بالعرقية. وبعد سنة، استقال من منصبه، لأنه تحول إلى دمية من القش تتحكم فيه المركزية الحزبية. وأعلن مستاء بأنه ترك الشأن السياسي. وراح النازيون يصفون خطابه ألتشريفي بأنه ليس نازياً ما فيه الكفاية إذ لم يتضمن خطاب التفوق العرقي للألمان (أي دمج البيولوجيا مع خصائص تاريخية ثابتة للكائن الإنساني) ولا العداء لليهود. واعتبر الحزب النازي إن كتاباته، التي جُمعت لاحقاً في (إسهامات في الفلسفة)، تتضمن نقداً للفكر النازي، فأبقى (الغوستابو) عينه مفتوحة على نشاطات (مارتن هيدغر) الجامعية. ثم عبروا عن سخطهم بان أرسلوه مهاناً ليحفر الخنادق في جبهة نهر (الراين)، باعتباره فائضاً عن حاجة الجامعة، ولم يحل ذلك دون منعه من التدريس مدة ثلاث سنوات، بعد سقوط النازية[2][2]))، وبالرغم من ذلك كله فان فكره بقي مقرونا بمفكري القومية النازية، حيث بقي (موضع سجال حار، خصوصاً أفكار الثلاثينات والأربعينات من القرن المنصرم، وقد ابدى فيها افتتاناً بفلسفة نيتشه، الذي اعتبر من المراجع الأساسية في الفكر النازي. وينطبق الوصف نفسه على أفكاره حيال الشاعر هولدرلن. وما ساهم في رسمه فيلسوفاً نازياً، يتمثّل في هجرانه تقاليد الفلسفة الغربية كلها، وتشديده على الفلسفة الماقبل سقراطية أو ما قبل ظهور سقراط: المرجع –الأسطوري-للفلسفة اليونانية، بل للفلسفة الغربية كافة، بما في ذلك إرثها الميتافيزيقي. بدت تلك الفجوة متناغمةً مع أفكار النازية النرجسية المُحتقرة للفكر الغربي، والتي راج عنها أيضاً أنها تسعى إلى تقاليد جديدة في الفلسفة[3][3])، وهكذا بقي (هيدغر) مرميا بالحجر ذاته كلما حدثت خطيئة ارادوا أعداؤه إن يرموه بها، إذ ليس بالأمر السهل عبور مثل ذلك الالتباس المشين، والذي سجله التاريخ دون نسيان؛ لكن محبيه كانوا دائما معه، لأنه الفيلسوف الذي غير مسار الفلسفة نحو الاتجاه الأصح.

    [1][1] نقل أجزاء منه إلى العربية (عبدا لرحمن بدوي(
    [2][2] عن كتاب سيرته_ ارنست شلير.
    [3][3] نفس المصدر.

    حسين الخزاعي (الفوهرر) - العراق

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 3:44 pm