الفوائد المنتقاة عن التراث والمخطوطات من كلام العلامة أحمد شاكر رحمه الله
انتقاء
أبي الوليد التلمساني
ـ عفا الله عنه ـ
أبي الوليد التلمساني
ـ عفا الله عنه ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،الحمدلله، نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلا الله، وحدَه لا شَريك له، و أشهدُ أن محمداً عبده و رسوله.
أرسله بالهدى و دين الحق، ليُظهرَه على الدِّين كله. و كفى بالله شَهِيداً. صلى الله عليه و آله، و سلم تسليما.
أما بعد :
فإن جهود الشيخ أحمد بن محمد شاكر ـ رحمه الله ـ العلمية، و عنايته الفائقة بتراث السلف الصالح لا تخفى على طلاب العلم، فقد أفنى حياته في جمع الكتب، وخلَّف انتاجا علميا لا يقدر بثمن ، و كان الشيخ ذا شغفٍ كبير بتراث السلف الصالح جمعًا و تحقيقًا و نشرًا، و كان قبلةً للمهتمين بتحقيق التراث و فك مشكلات المخطوطات ، يقدم خدماته لكل من طلبها من أهل الجد و الهمم العالية ،و كان محبًا لطلب العلم، و طلابه ، و نشر تراث السلف، و قد أثنى عليه جلة من أئمة العلم و حملته .
و كان رحمه لا يخبل على من يقصده بفائدة تنفعه، و قد جمعت مؤخراً مقالاته التي نشرها في المجلات و الجرائد في كتاب من جزئين ، تضمنا فوائد جمة، و درر غالية، يشد لأجلها الرحال، و نظرا لنفاستها انتقيتها، قاصدا إفادة من لم يقف على الكتاب المذكور آنفا، و قد جمعت الفوائد المتعلقة بالمخطوطات و التراث لمناسبتها لمنبر ’’التـــراث والمخطـــوطــــات والـوثــائــق ‘‘ في شبكة سحاب ، و الله الموفق.
و في المرة القادمة ـ إن شاء الله ـ سأسرد على القارئ تلك الفوائد حتى آتي عليها جميعها، سائلا الله التوفيق و الإعانة، و الإخلاص، و القبول .
الفائدة الأولـى ( 01 ) :
قال العلامة الشيخ أحمد بن محمد شاكر ـ رحمه الله ـ ، و هو يتحدث عن نسخته الخاصة لصحيح البخاري في طبعتها السلطانية، مثنيا عليها، مبرزًا نفاستها : ’’ ... و الكتاب إذا عُني به صاحبه، و جالت يده فيه، و كان من أهل العلم متحريًا، زاد صحة و نورًا، و هكذا ينبغي لصَاحب الالكتب ‘‘
الفائدة الثانية (02) :
- ’’ في سنة 1347هـ سافر الشيخ أحمد شاكر إلى مكة لأداء فريضة الحج، و كان يتردد في مكة على المكتبات الخاصة و العامة، و عند الشيخ عبدالوهاب الدهلوي ـ أحد كبار الأعيان و التجار من الهنود بمكة ـ وجد نسخة جيدة من كتاب ’’ ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث‘‘ للعلاَّمة عبدالغني النابلسي، مكتوبة بخط أحد أحفاد المؤلف، و تاريخ نسخها سنة 1215هـ، و كتاب الذخائر من الكتب النادرة جداً في زمن الشيخ أحمد شاكر، لذلك حرص الشيخ على استعارة النسخة من الشيخ الدهلوي من أجل طبعها ‘‘ (جمهرة المقالات 1/20-21)
الفائِدَةُ الثالِثة (03) :
- ’’ سافر الشيخ أحمد شاكر إلى الرياض سنة 1368هـ، و قَابَل الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ و عرض على مسامعه حاجة العلماء و الطلاب إلى اقتناء المسند للإمام أحمد بقيمة ميسرة بعد نفاد الطبعة الأولى من الجزء الول ؛ فأمر بطبعه مرة أخرى، و شرع الشيخ محمود ربيع أحد علماء الأزهر في طبع الكتاب ‘‘(ج/م- 1/21)
الفائدة الرابعة (04) :
- قال العلامة المُحدِّث الشيخ حمَّاد بن محمد الأنصاري ـ رحمه الله ـ : ’’ أحمَد شَاكر أعطاني تحقيقه لكتابه ’’ صحيح ابن حبَّان ‘‘ فقلتُ له : متى ينتهي يا شيخ ؟
ثم قلت له : و كيف تنتهي و أنت يا شيخ تعمل في أكثر من كتاب في آن واحد : تعمل في ’’ المسند و ابن جرير و الترمذي و صحيح ابن حبان ‘‘ و غير ذلك ؟
فقال لي : ’’ أنا أعمل في كتاب ثم أدخل في غيره لأني أريد أن أسْتَرِد النَّشَاط في الدخُول في غيره ‘‘ .
ثم قال ـ الشيخ حمَّاد ـ و هذا الحوار سنة 1376 هـ ‘‘انتهى
( انظر ف04/591 من كتاب ’’ المجموع في ترجمة الشيخ حماد لابنه عبد الأول ‘‘)
الفائدة الخَامسَة (05) :
- ’’ سَافرَ الشيحخ أحمد شاكر إلى الرياض في جمادى الأولى سنة 1373هـ، و التقى بمفتي الديار السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ و أخيه فضيلة الشيخ عبداللطيف لن إبراهيم (1351-1386)، و طلبا منه تصحيح شرح الطحاوية لابن أبي العز و طبعه في مصر ‘‘ . (ج.م 1/21)
الفائدة السادسة (06) :
’’ و من رحالاته، رحلته إلى دمشق، و زيارته للمكتبة الظاهرية، و اطلاعه على ما فيها من نوادر الكتب المطبوعة و نفائس المخطوطات. و حفلت زيارته للمكتبة الظاهرية بلقاء عدد من العلماء و طلبة العلم ؛ منهم الشيخ محمد ناصرالدين الألباني ـ رحمه الله ـ ‘‘ ( ج.م 1/21-22)
الفائدة السابعة (07) :
’’ عهد لويس سركيس إلى الشيخ أحمد شاكر تصحيح كتاب لباب الآداب لأسامة بن منقذ، و قام بنشره في مكتبة سركيس ‘‘ (1/24)
الفائدة الثامنة (08) :
’’ في إحدى زيارات الشيخ أحمد شاكر للحجاز رغب إليه الشيخ محمد نصيف( 1302-1391) أن يعيد طبع كتاب المسح على الجوربين للشيخ محمد جمال الدين القاسمي بعد أن صار نادر الوجود، و طلب منه مراجعة الكتاب قبل طبعه و كتابة مقدمة له ‘‘. (1/25)
الفائدة التاسعة ( 09 ) :
- قال الشيخ أحمد شاكر : ’’ منذ بضع عشرة سنة فكرتُ في طبع ’’ صحيح البخاري ‘‘ بطلب أحد الناشرين إذ ذاك، ثم لم يقدَّر أن يتحقق ما أردنا. و كانت الفكرة مبنية على إخراج الكتاب إخراجًا صحيحاً متقناً موثقاً عن أصح نسخة و أجلِّها، و هي الطبعة السلطانية، التي أمر بطبعها ’’ أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد رحمه الله ‘‘، و طبعت بمصر في المطبعة الأميرية، في سنتي 1311-1313هـ، ثم الطبعة التالية لها، التي طبعت على مثالها في المطبعة الأميرية سنة 1314هـ ‘‘ ( ج.م 1/125)
الفائدة العاشرة (10) :
قال : ’’ الطبعة السلطانية مطبوعة عن النسخة ’’ اليونينية ‘‘ ، و هي أعظم أصل يوثق به في نسخ ’’ صحيح البخاري ‘‘ (1/125)
ف 11 :
قال ـ رحمه الله ـ : ’’ النسخة اليونينية نسبة إلى الحافظ اليونيني. و اليونيني : نسبة إلى قرية من قرى بَعْلَبَكَّ ‘‘ (1/126).
ف : 12 :
قال : ’’ الحافظ شرف الدين اليونيني هو أبو الحسن على بن محمد بن عبد الله اليونيني البعلبكي الح نبلي ولد ببعلبك في 11 رجب 621هـ سمع من الزبيدي و الإربلي و الزكي المنذري و الرشيد العطار و ابن عبد السلام و غيرهم. و سمع منه خلق من الحفاظ و الأئمة و أكثر عنه البرزالي ، و الذهبي ، توفي ليلة الخميس 11 رمضان 701هـ ‘‘ (1/128).
ف : 13 :
- ’’ العلامة عبد السلام هارون هو ابن خال الشيخ أحمد شاكر ، كان يُطلعه على عمله في تحقيق كتاب الرسالة ، و أشركه في تحقيق كتاب ’’ إصلاح المنطفق ‘‘ لابن السكيت، ثم شاركه في إخراج ’’ المفضليات ‘‘ و ’’ الأصمعيات ‘‘ ...‘‘ (130-31)
ف 14 :
’’ عني الشيخ أحمد شاكر بنشر كتاب المعرب للجواليقي بعد تحقيقه ، و قدَّم له الدكتور عبد الوهاب عزام(ت:1378هـ ) ...‘‘
ف 15 :
- قال ـ رحمه الله ـ : ’’ النسخة اليونينية هي التي جعلها العلامة القسطلاني ( المتوفى سنة 923هـ ) عمدته في تحقيق متن الكتاب(صحيح البخاري ) و ضبطه حرفًا حرفًا، و كلمة كلمة.
و هذه هي أكبر ميزة لشرح القسطلاني المسمى ’’ إرشاد الساري ‘‘، و هو شرح معروف مشهور عند أهل العلم ‘‘ (1/125)
ف 16 :
- عهد ’’ لويس سركيس ‘‘ إلى الشيخ أحمد شاكر تصحيح كتاب ’’ لباب الآداب ‘‘ لأسامة بن منقذ، و قد قام بنشره في مكتبة سركيس (1/24)
ف17 :
- توثقت الصلات العلمية بين الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (1299-1388) و الشيخ أحمد شاكر في دار المنار ، و كان الأستاذ محمد عبد الباقي يستشير الشيخ أحمد شاكر و يفيد منه، و قدم الشيخ أحمد شاكر لكتاب ’’ مفتاح كنوز السنة ‘‘ الذي ألفه الأستاذ محمد عبد الباقي (1/33)
و لمزيد من الفائدة حول ما يتعلق بكتاب ’’ مفتاح كنوز السنة ‘‘ ، و الاطلاع على الملاحظات التي قُيدت عليه ، لكم أن تطالعوا بحثا قيما على هذا الرابط :
عنوان البحث : ’’ بعض ما يلاحظ على كتاب مفتاح كنوز السنة ‘‘
منتدي الحديث والمخطوطات والوثائق