شعر و نثر في البخل

البخل والمبخلة والتبخل والتباخل : كلها تؤدي إلى طاحون المنع
البخيل بعيد عن الله بعيد عن الناس بعيد عن الجنة قريب من النار
أول ما يبخل البخيل على نفسه لأنه حرمها من الخير الدنيوي والأخروي
وأما البخيل عند الأدباء فصورته الأبيات التالية :
يقتر زيد على نفسه ... وليس بباق ولاخالد
ولو يستطيع لتقتيره .... تنفس من منخر واحد
وقولهم :
لو عبر البحر بأمواجه ... في ليلة مظلمة باردة
وكفه مملوءة خردلا ... ما نفذت من كفه واحدة
وقولهم :
أقام الضيوف على سطحه ... وبات يريهم نجوم السما
وقد فتت الجوع أكبادهم .... وإن يستغيثوا يغاثوا بما

قيل ما ( النافية ) وقيل : بماء

..............

قاتل الله البخل وقبحه ، فما هو إلا حرص على المنفعة يشبه عبادة الوثنيين لكل ما توهموا فيه المنفعة ، وإن كان للحواس نوع من الكفر بالله فكفر اليد فى إمساكها ، وإن الله لرحيم إذا لم يعاقب البخلاء بما يعاقبون به الناس ، فليس بين كل بخيل وبين الهلاك إلا أن ينقل الله " الإمساك " من يده إلى جوفه !
( المساكين - مصطفى صادق الرافعى )