ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    التعريف باللغة العربية

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التعريف باللغة العربية Empty التعريف باللغة العربية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:33 pm

    تؤلّف اللغة العربية مع اللغات اليمنيّة القديمة واللغات الحبشيّة الساميّة، واللغات الشرقية والشمالية الأكّدية والبابلية والآشورية والآرامية والكنعانية والأوغاريتية والعبرية وحدة لغويّة يطلق عليها اسم «الشعبة السامية الجنوبية» أو اللغات السامية، يجمع بينها خصائص لغوية مشتركة. وأول من أطلق هذه التسمية المستشرق «شلوتزر» في القرن الثامن عشر الميلادي، على أن الصحيح أن يُطلق عليها اللغات الجزيرية نسبة إلى مهدها الأول الجزيرة العربية. وتربط العربية بهذه اللغات صلات قرابة واضحة تتفاوت في نسبتها من لغة إلى أخرى. ويرى معظم الباحثين أن أقدم اللغات السامية هي اللغة العربية القديمة، واللغتان البابلية والكنعانية، وعلى الرغم من أن اللغة العربية نشأت في أقدم مواطن الساميين (بلاد الحجاز ونجد وما إليها) فإن ما وصل إلينا من آثارها يعدّ من أحدث الآثار الساميّة، ولذلك لانعلم شيئاً عن طفولة اللغة العربية، وما اجتازته من مراحل في عصورها الأولى، وتعد معرفة نشأة اللغة العربية وكثير من غيرها من اللغات إحدى مشكلات علم اللغة، ويقولون: معرفة البدايات مشكلة المشكلات.

    ويمكن من خلال الآثار القليلة التي وصلت إلينا أن تُقسم العربية إلى قسمين: العربية البائدة، والعربية الباقية.

    أما العربية البائدة، أو «عربية النقوش»: فتطلق على لهجات كان يتكلم بها قبائل عربية تسكن الجزيرة العربية وشمال الحجاز على مقربة من حدود الآراميين، وقد بادت قبل الإسلام بزمن طويل، ولم يصل إلينا منها إلا بعض النقوش التي عُثر عليها في مساحة واسعة تمتد من دمشق إلى منطقة العلا، وكثيرٌ منها عُثر عليه في واحتي الحجر وتيماء، وقد دُوِّن القسم الأول بخط مشتق من الخط المسند، بينما دُوِّن القسم الثاني بالخط النبطي، أو بخط مشتق منه. ويمكن أن نعدد أهم هذه النقوش وما فيها من دلالات:

    ـ النقوش اللَّحيانية، وهي تنسب إلى قبائل لَحْيان، ولعل أقدمها لا يتجاوز القرن الثاني أو الأول قبل الميلاد، وأحدثها لا يتجاوز القرن السادس بعد الميلاد.

    ـ النقوش الثَّمودية، وتنسب إلى القبائل التي ورد ذكرها وذِكْرُ مساكنِها في القرآن، وقد عثر على هذه النقوش في المواطن نفسها التي يُعتقد أنها كانت مساكن ثمود، ويرجع تاريخ معظمها إلى القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد.

    ـ النقوش الصَّفوية، وتنسب إلى منطقة الصَّفا، وهي حرة واقعة بين تلال الصَّفا وجبل حوران، ويرجع تاريخها إلى القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد.

    ومن النقوش التي تمثل العربية البائدة: نقش النمارة، ونقش زَبَد، ونقش حوران.

    وأما العربية الباقية فهي التي تنصرف إليها كلمة (العربية) عند إطلاقها، والتي لاتزال تستخدم حتى اليوم لغةَ أدبٍ وكتابةٍ وتأليفٍ.

    وقد نشأت هذه اللغة في الجزيرة العربية، بلاد نجد والحجاز، ثم انتشرت في كثير من المناطق التي كانت تشغلها من قبلُ لغات سامية أو حامية. ولما كانت الكتابة قليلة بين العرب، ووسائلها نادرة قبل الإسلام، فإن الباحثين لم يقفوا على آثارٍ كثيرة منقوشة أو مكتوبة تكشف عن حالتها الأولى، أو تعين على معرفة نشأتها وبداياتها.

    ولعل أقدم ما وصل إلينا من آثارها هو (الأدب الجاهلي) بما تضمنه من شعر وخطب وحكم وقصص وأخبار وأمثال ورسائل تناقلها العرب مشافهةً، ولم يصل إلينا شيء مكتوب منها، لأن العرب كانوا يهتمون بالمشافهة والرواية، ولا يعتدّون بالمكتوب؛ متأثرين في ذلك بطبيعة حياتهم المتنقلة وما تفرضه عليهم. ولم يُدوَّن هذا الأدب إلا بعد مجيء الإسلام في أواخر القرن الهجري الأول وما بعده، وهو يمثّل اللغة العربية في قمة نضجها واكتمالها وعظمتها بعد أن اجتازت مراحل كثيرة من التطور والارتقاء.

    وقد انشعبت عن اللغة العربية لهجات خاصة بالقبائل التي كانت تعيش متباعدة فيما بينها، ولاتثبت في مكان واحد بل تتنقل سعياً وراء الماء والكلأ، أو طلباً لثأر أو ابتعاداً عن خطر يدهمها، وتميزت هذه اللهجات ببعض الخصائص الصوتية والدلالية والصرفية والنحوية التي ميزتها من باقي لهجات القبائل الأخرى، إلا أنها لم تبتعد عن الأصول العامة للغة العربية التي تجمع كل اللهجات.

    وقد أتيح لهذه اللهجات المتعددة فرصٌ كثيرة للاحتكاك فيما بينها، إما عن طريق التنقل والمجاورة، وإما في موسم الحج، أو بفضل التجارة والأسواق التي كانت مجالاً للبيع وتبادل السلع، وكانت موسماً ثقافياً يتبادل فيه العرب الأشعار والخطب والأخبار وما إلى ذلك، كسوق عُكاظ وغيره. وحظيت لهجة قريش بالسيادة على باقي اللهجات، وقد أعان على ذلك أمور كثيرة، منها: استقرار قريش في مكة وتَرْكُهَا التَّنَقُّلَ كغيرها من القبائل، واعتمادها على التجارة التي تفرض عليها الاحتكاك بقبائل وأمم أخرى، مما يؤدي إلى تهذيب اللغة وغناها، وموقعها الديني حول الكعبة التي كان يحج إليها العرب جميعاً قبل الإسلام، وما ترتب على ذلك من خدمات كانت قريش تقدمها للكعبة وللحجاج، ومن احتكاك بجميع القبائل ولهجاتها، مما حمل إليها عناصر زادتها ثروةً وغنى، ولذلك استأثرت لهجة قريش بميادين الأدب شعرها وخطابتها ونثرها في مختلف القبائل العربية، وأصبحت اللغة الرسمية التي يُخاطَب بها العرب على مختلف قبائلهم، ويعبّرون بها عما يجيش في نفوسهم ويريدون له السيرورة بين القبائل، ومن هنا كان تَنَزُّلُ القرآن بلغة قريش، وأن تكون الآثار الأدبية التي وصلت إلينا عن العصر الجاهلي بلهجة قريش.

    ولما جاء الإسلام انطلقت اللغة العربية انطلاقة جديدة لأمرين أساسيين، الأول أنها أصبحت لغة دولة وحضارة إضافة إلى كونها لغة عقيدة، والثاني أنها توجهت إلى أمم أخرى لها لغاتها وثقافاتها فاكتسبت صفة العالمية، وترتب على ذلك أنها ستكون معبرة عن أمور وقضايا كثيرة لم تكن معهودة فيما مضى؛ سواء في مجال الحكم والقضاء والمعاملات، أم في الأمور العقلية والعلمية والفلسفية وغيرها، أو في السياسة والطبيعة والمشاعر والأحاسيس وغيرها، كما أنها أصبحت عرضة للصراع مع اللغات الأخرى من خلال قانون التأثير والتأثر، واستطاعت أن تثبت وأن تصبح لغة دولة وعلم وحضارة. وقد أثبتت الدراسات اللغوية أن اللغة العربية كانت أكثر تأثيراً في غيرها وأقل تأثراً، وهذا يعني أنها استقبلت كلماتٍ كثيرة من اللغات الأخرى كالفارسية والسريانية واليونانية وغيرها، وأخضعت هذا الجديد إلى قواعد الأخذ الخاصة بها. ولم تتوقف ظاهرة التأثير والتأثر عند زمن محدد؛ بل مازالت مستمرة على مدى العصور والأحداث، وهذا من قوانين اللغات الحية، وتعرضت اللغة العربية إلى احتكاكات بارزة أيام الغزو الصليبي والحكم العثماني وفي العصر الحديث، واستطاعت أن تحافظ على كيانها وخصائصها على الرغم من ذلك كله.

    وللغة العربية خصائص تتصف بها وتميزها من غيرها وتكوّن شخصيتها، منها خصائص صوتية تتعلق بالمدرج الصوتي لمخارج الحروف، وثبات الأصوات، وتنوّع الوظائف، ومنها خصائص اشتقاقية وتركيبية، وخصائص تتعلق بمعاني الألفاظ.

    فمن خصائص حروفها وأصواتها أنها «واسعة الأفق، كاملة في مدرجها الصوتي، حسنة التوزيع للحروف والأصوات في هذا المدرج، متميزة المخارج والصفات، ثابتة الأصوات عبر القرون يتوارثها جيل بعد جيل، متنوعة الوظائف، في بنية الكلمة، لكل نوع من الحروف والأصوات وظيفة في تكوين المعنى وتثبيت أصله وتنويع شكله وألوانه، مع تناسب بين أصوات اللغة وأصوات الطبيعة، وتوافق بين الصورة اللفظية والصورة المعنوية المقصودة».

    أما الخصائص الاشتقاقية والتركيبية فمنها أنها ثلاثية الجذور، ولكل مجموعة من المفردات معنى تلتقي فيه أصولها وتتفرع عنه من خلال الاشتقاق (الأفعال والأسماء والصيغ والمصادر..)، إضافة إلى معاني الصيغ والمشتقات، وغير ذلك.

    وكذلك تميزت الألفاظ بخصائص في طريقة وضعها وتسمية المسميات وتصنيفها بين حسي ومجرد، وعام وخاص، وما إلى ذلك.

    وقامت اللغة في أساسها على قواعد محددة استخدمها القدماء سليقة لا تعليماً، ولما اتسعت رقعة البلاد وكثر المتكلمون باللغة وتعددت أجناس المتكلمين بها وبدأت سلائق الناس تضعف وتسلل إليها الخطأ؛ قام العلماء باستخلاص قواعد اللغة من مصادرها الصحيحة (القرآن الكريم والحديث الصحيح والشعر الجاهلي وأقوال فصحاء العرب) وتدوينها للحفاظ عليها وتيسير تعليمها، ومن هنا ظهر علم النحو وعلوم العربية الأخرى، كالصرف والبلاغة والمعُرَّب والدخيل والمولَّد، والقياس والاحتجاج، وفقه اللغة وغيرذلك.

    ويُعدّ «الكتاب» لسيبويه أول كتاب أُلّف في النحو وقواعد اللغة العربية، ثم تبعه العلماء في التأليف، ومن أبرز النحاة: الأخفش الكبير والمبِّرد وابن السرّاج، والفارسي، والزَّمخشري وابن يعيش وابن مالك وابن هشام، ومن أبرز اللغويين: ابن جنِّي، وله كتابان من أهم الكتب في فقه اللغة ومعرفة خصائصها البنيوية، وهما: كتاب «الخصائص» وكتاب «سر صناعة الإعراب».

    وقد عمل القدماء على جمع اللغة مما وصل إليهم، ومن أفواه الأعراب للحفاظ عليها، وبدأت هذه الحركة منذ القرن الثاني للهجرة، إذ ظهرت مجموعة من الكتب مثل: كتاب «النوادر في اللغة» لأبي زيد الأنصاري، وكتاب «المطر» للأصمعي، وكتاب «الخيل» لأبي عبيدة، وكانت هذه الكتب نواة لمعاجم الألفاظ في اللغة العربية، ويعد معجم «العين» للخليل بن أحمد الفراهيدي أول معجم أُلِّف في اللغة العربية، ثم تبعته معاجم أخرى منها: معجم «الجيم» للشيباني، و«تهذيب اللغة» للأزهري، و«جمهرة اللغة» لابن دريد و«الصحاح» للجوهري، و«لسان العرب» لابن منظور، و«القاموس المحيط» للفيروز أبادي. ولم تلتزم هذه المعاجم طريقة واحدة للكشف عن معاني الألفاظ فيها، بل كان لها طرق مختلفة، فمنها ما التزم ترتيب الكلمة وفق مخارج حروف الألفاظ، ومنها ما نظر إلى أواخر الكلمات، ومنها أخذ بأوائل الكلمات.

    وظهر في العربية نوع من المعاجم تكاد تتفرد به، وهو معاجم المعاني، وأبرز معاجم هذا النوع: «فقه اللغة وسر العربية» للثعالبي، و«المخصص» لابن سيده. واستمرت حركة التأليف المعجمي حتى هذا اليوم.

    علي أبوزيد



    مراجع للاستزادة:


    ـ محمد المبارك، فقه اللغة وخصائص العربية (دار الفكر، بيروت 1975).

    ـ ولفنسون، تاريخ اللغات السامية (دار القلم، بيروت 1980).

    ـ رمضان عبد التواب، فصول في فقه العربية (مكتبة الخانجي، القاهرة 1983).

    ـ تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها (الهيئة المصرية، القاهرة 1973).



    رقم صفحه البحث ضمن المجلد:121

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التعريف باللغة العربية Empty رد: التعريف باللغة العربية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:34 pm

    http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=160184&m=1

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 8:28 pm