الفعلُ المضارعُ
هو فعلٌ يدلُّ على حدَثٍ يتمُّ في وقتِ التكلّمِ ، مثل : أقرأُ كتابَ النّحو ، (أقرأُ) : فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه الضّمّةُ الظّاهرةُ.
الفعلُ المضارعُ معربٌ دائماً :
أولاً : رفعُ المضارعِ
يكونُ الفعلُ المضارعُ مرفوعاً إذا لم يُسبقْ بحرفٍ ناصبٍ أو جازمٍ ، مثل: ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ... ) , (يرفعُ) : فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه الضّمّةُ الظّاهرةُ.
ثانياً : نصبُ المضارعِ
يُنصبُ الفعلُ المضارع ُإذا سُبقَ بأحدِ الحروفِ الناصبةِ، وهيَ:
1- أنْ ، مثل: أحبُّ أن أكافئَ المجدَّ ، (أكافئَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
2- لنْ ، مثل : لن أتهاونَ في واجباتي ، (أتهاونَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بلن وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
3- كي ، مثل : أدرسُ كي أنجحَ ، (أنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بكي وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
4- إذنْ ، مثل : قالَ الطّالبُ: سأدرسُ ، فأجابَ المدرّسُ: إذنْ تنجحَ ، (تنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بإذن ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
ويُنصب ُالفعلُ المضارعُ بأن المضمرةِ بعدَ:
1- لامِ التّعليلِ ، مثل : ذهبْتُ إلى المدرسةِ لأتعلّمَ ، (أتعلّمَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد لامِ التّعليلِ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
2- لامِ الجحودِ، تكونُ مسبوقةً بكانَ المنفيةِ وما يشتقُّ منها ، مثل : (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِِ) ، (يأخذَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد لامِ الجحودِ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
3- حتّى : هي حرفُ غايةٍ وجرٌّ ، ينصبُ المضارعُ بعدَها بأنْ مضمرة ، مثل: جئْتُ إلى المدرسةِ حتى أتعلّمَ ، (أتعلّمَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد حتى ، وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ.
4- أوْ: بمعنى إلى أنْ ، مثل : سأدرسُ أو أنجحَ، (>أنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ أو ، وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ ، وقد تكونُ أو بمعنى إلاّ ، مثل : سأعاقبُ الجاني أو يُقلعَ عن ذنبه ، (يقلعَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد أو وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
5- فاءِ السّببيّةِ : هي الفاءُ الّتي يكون ما قبلها سبباً في حصولِ ما بعدها ، مثل : اجتهدْ فتنجحَ ، أيّ إنّ الاجتهادَ سببٌ في حصولِ النّجاحِ، و (تنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ على آخره.
تكونُ فاءُ السّببيةِ مسبوقةً بنفيٍ ، مثل : ( لاَ يُقْضَى عَلَيْهِِمْ فَيَمُوتُُوا)، (فيموتوا) : الفاءُ فاءُ السّببيةِ ، (يموتوا) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببية ، وعلامةُ نصبِه حذفُ النّونِ من آخره لأنّه من الأفعالِ الخمسةِ ، والواوُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على السّكونِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ.
أو مسبوقةً بطلبٍ ، كالأمرِ ، مثل : اجتهدْ فتنجحَ ، (تنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببيةِ ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
أو النّهيِ ، مثل: لا تفعلْ شرّاً فتعاقبَ ، (تعاقبَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ.
أو الاستفهامِ ، مثل : هل تزورني فأكرمَك؟ (أكرمَكَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنا ، والكافُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به.
أو الحضِّ ، مثل : هلاّ تدرس فتنجحَ ، (تنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببيةِ.
أو التّمني ، مثل: ليتك تتأنى فتتقنَ عملَك ، (تتقنَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.
ثالثاً : جزمُ الفعلِ المضارعِ
يُجزمُ الفعلُ المضارعُ إذا سُبقَ بأحدِ الحروفِ الجازمةِ ، وهيَ:
1- لم: حرفُ جزمٍ ونفيٍ وقلبٍ، يجزمُ المضارعَ وينفي حدوثه في الماضي، كقولِ شوقي:
خُيِّرْتَ فاخترْتَ المبيتَ على الطَّوى لم تبنِ جـاهاً أو تلـمَّ ثراءَ
(لم) : حرف جازم . (تبنِ) : فعلٌ مضارعٌ مجزوم بلم ، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفُ العلّةِ من آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.
2- لمّا : حرفٌ جازمٌ يجزمُ المضارعَ وينفي حدوثَه في الماضي ، وامتدادِ النّفيِ إلى زمنِ التكلّمِ ، وتوقّعِ حدوثِ الفعلِ في المستقبلِ ، مثل: لمّا يحضرِ الغائبُ ، (لمّا) : حرفٌ جازمٌ ، (يحضر) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلمّا ، وعلامةُ جزمِه السّكون ُالظّاهرةُ ، وحرّكَ بالكسرِ لمنعِ التقاءِ السّاكنين.
3- لامُ الأمرِ ، حرفٌ جازمٌ يدلُّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ ، وتقلبُ معنى المضارعِ إلى معنى الطّلبِ كفعلِ الأمر ، مثل : لتسعَ إلى الخيرِ ، (لتسعَ) : الّلامُ لامُ الأمرِ ، (تسعَ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلام الأمرِ ، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخرِه ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.
4- لا النّاهيةُ ، حرفٌ جازمٌ يجزمُ المضارعَ ويدلُّ على طلبِ الكفِّ عن العملِ، كقولِ الشّاعرِ:
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثلَهُ عارٌ عليكَ إذا فعلْتَ عظيمُ
(لا) : ناهية جازمة ، (تنهَ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلا ، وعلامةُ جزمه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخره ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
جزمُ المضارعُ في جوابِ الطّلبِ
يجزمُ الفعلُ المضارعُ إذا وقعَ جواباً للطّلبِ ، والطّلبُ هو ما دلَّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ أو الكفِّ عنه ، ويشملُ:
1- الأمرَ: يدلُّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ على وجهِ الاستعلاءِ ، مثل: ( وَقَالَ ربُّكُمُ ادْعُُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، (أستجبْ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ ، وعلامةُ جزمِه السّكونُ الظّاهرةُ على آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديره : أنا.
2- المضارعَ المقترنَ بلامِ الأمرِ ، مثل : لتفعلْ خيراً تنلْ جزاءَه ، (تنلْ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ، وعلامةُ جزمِه السّكونُ الظّاهرةُ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
3- النّهيَ : هو طلبُ الكفِّ عن الفعلِ على وجهِ الاستعلاءِ ، مثل : لا تؤذِ أحداً تحظَ براحةِ الضّمير ، (تحظَ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
بناءُ المضارعِ
الفعلُ المضارعُ مُعربٌ دائماً إلا أنّه يأتي مبنيّاً في موضعين:
1- يُبنى على الفتحِ : إذا اتّصلَتْ به إحدى نوني التّوكيدِ الثّقيلةُ أو الخفيفةُ، مثل : لا تؤخرَنّ عملَ اليومِ إلى الغدِ ، (تؤخرَنّ) : فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتصاله بنونِ التّوكيدِ الثقيلةِ، وهو في محلِّ جزمٍ بلا، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
لا تهملَنْ واجباتك ، (تهملَنْ) : فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتصالِه بنونِ التّوكيدِ الخفيفةِ ، وهو في محلِّ جزمٍ بلا ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
2- يُبنى على السّكونِ : إذا اتّصلَتْ به نونُ النّسوةُ ، مثل : الفتياتُ يسهمْنَ في بناءِ الوطنِ ، (يسهمْنَ) : فعل ٌمضارعٌ مبنيٌّ على السّكونِ لاتصالِه بنونِ النّسوةِ والنّونُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ.
توكيدُ الفعلِ المضارعِِ بالنّونِ
يؤكّدُ الفعلُ المضارعُ بالنّونِ الثّقيلةِ أو الخفيفةِ في زمني الحالِ أو الاستقبالِ ، ويجوزُ توكيدُ فعلِ الأمرِ بهما ، وعندَ توكيدِ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ يصبحُ دالاًّ على الاستقبالِ.
وجوبُ توكيدِ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ
يكونُ المضارعُ واجبَ التّوكيدِ بالنّونِ إذا كانَ مُثبتاً غيرَ منفيٍّ،دالاًّ على الاستقبالِ، مقترناً باللاّمِ، مسبوقاً بالقسمِ ، مثل : والله لأسعيَنَّ إلى الخيرِ ، فالفعل (أسعيَنّ) مضارع واجب التّوكيدِ بالنّونِ مبني على الفتحِ.
فإذا نقصَ أحدُ الشّروطِ السّابقةِ امتنعَ توكيدُه ، مثالٌ: واللهِ لسوفَ أسعى إلى الخيرِ: امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لوجودِ فاصلٍ بينَ الّلامِ والفعلِ(سوف).
أو: واللهِ لأسعى إلى الخيرِ اليومِ، امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لأنَّه لا يدلُّ على الاستقبالِ.
أو: واللهِ لا أهملُ واجباتي، امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لأنّه منفيٌّ.
جوازُ توكيدُ الفعلِ المضارع ِبالنّونِ
1- يجوزُ توكيدُ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ إذا كانَ مسبوقاً بطلبٍ ( أمرٌ - نهيٌ - استفهامٌ - ترجّي - تمنّي...) ، أمثلةٌ : لا تهملَنّ واجباتك، أولا تهملْ واجباتك، جائزُ التّوكيدِ لأنّه سُبقَ بنهيٍ ، لتسعيَنّ إلى الخيرِ، أو لتسعَ إلى الخيرِ، جائزُ التّوكيدِ لأنّه سُبقَ بلامِ الأمرِ.
2- ويجوزُ توكيدُه بالنّونِ إذا كانَ مسبوقاً بإمّا ، مثل : إمّا تفعلَنَّ الخيرَ تنلْ محبّةَ الناسِ، أو إمّا تفعلْ الخيرَ تنلْ محبّةَ الناسِ.
طريقةُ توكيدِ المضارعِ بالنّون
ِ
1- المضارعُ المُسندُ إلى المفردِ المذكّرِ: تلحقُه نونُ التّوكيدِ دونَ تغييرٍ فيه ، مثل : (تكتبُ)نقولُ: لتكتبَنّ واجباتِك.
- إذا كان معتلَّ الآخرِ بالألفِ تُقلبُ ياءً عندَ التّوكيدِ، الفعلُ( يسعى) معتلُّ الآخرِ بالألفِ عندَ توكيدِه نقولُ: لتسعيَنّ إلى الخيرِ.
2- المسندُ إلى نونِ النّسوةِ : تلحقُه نونُ التّوكيدِ مع إضافةِ ألفٍ قبلَها بينها وبينَ نونِ النّسوةِ ، مثل: الفعلُ (تدرسْن) ، نقولُ في توكيدِه: (لتدرسْنان) ، وهو فعلٌ مبنيٌّ على السّكونِ لاتصالِه بنونِ النّسوةِ في محلِّ جزمٍ بلام الأمرِ ، والنّونُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ، والألفُ للفصلِ بين النّونين.
============
المصدر:
كتاب "قواعد اللغة العربية المبسطو" للأستاذ / عبد اللطيف السعيد.
هو فعلٌ يدلُّ على حدَثٍ يتمُّ في وقتِ التكلّمِ ، مثل : أقرأُ كتابَ النّحو ، (أقرأُ) : فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه الضّمّةُ الظّاهرةُ.
الفعلُ المضارعُ معربٌ دائماً :
أولاً : رفعُ المضارعِ
يكونُ الفعلُ المضارعُ مرفوعاً إذا لم يُسبقْ بحرفٍ ناصبٍ أو جازمٍ ، مثل: ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ... ) , (يرفعُ) : فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه الضّمّةُ الظّاهرةُ.
ثانياً : نصبُ المضارعِ
يُنصبُ الفعلُ المضارع ُإذا سُبقَ بأحدِ الحروفِ الناصبةِ، وهيَ:
1- أنْ ، مثل: أحبُّ أن أكافئَ المجدَّ ، (أكافئَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
2- لنْ ، مثل : لن أتهاونَ في واجباتي ، (أتهاونَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بلن وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
3- كي ، مثل : أدرسُ كي أنجحَ ، (أنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بكي وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
4- إذنْ ، مثل : قالَ الطّالبُ: سأدرسُ ، فأجابَ المدرّسُ: إذنْ تنجحَ ، (تنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بإذن ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
ويُنصب ُالفعلُ المضارعُ بأن المضمرةِ بعدَ:
1- لامِ التّعليلِ ، مثل : ذهبْتُ إلى المدرسةِ لأتعلّمَ ، (أتعلّمَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد لامِ التّعليلِ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
2- لامِ الجحودِ، تكونُ مسبوقةً بكانَ المنفيةِ وما يشتقُّ منها ، مثل : (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِِ) ، (يأخذَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد لامِ الجحودِ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
3- حتّى : هي حرفُ غايةٍ وجرٌّ ، ينصبُ المضارعُ بعدَها بأنْ مضمرة ، مثل: جئْتُ إلى المدرسةِ حتى أتعلّمَ ، (أتعلّمَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد حتى ، وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ.
4- أوْ: بمعنى إلى أنْ ، مثل : سأدرسُ أو أنجحَ، (>أنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ أو ، وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ ، وقد تكونُ أو بمعنى إلاّ ، مثل : سأعاقبُ الجاني أو يُقلعَ عن ذنبه ، (يقلعَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد أو وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
5- فاءِ السّببيّةِ : هي الفاءُ الّتي يكون ما قبلها سبباً في حصولِ ما بعدها ، مثل : اجتهدْ فتنجحَ ، أيّ إنّ الاجتهادَ سببٌ في حصولِ النّجاحِ، و (تنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ على آخره.
تكونُ فاءُ السّببيةِ مسبوقةً بنفيٍ ، مثل : ( لاَ يُقْضَى عَلَيْهِِمْ فَيَمُوتُُوا)، (فيموتوا) : الفاءُ فاءُ السّببيةِ ، (يموتوا) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببية ، وعلامةُ نصبِه حذفُ النّونِ من آخره لأنّه من الأفعالِ الخمسةِ ، والواوُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على السّكونِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ.
أو مسبوقةً بطلبٍ ، كالأمرِ ، مثل : اجتهدْ فتنجحَ ، (تنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببيةِ ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
أو النّهيِ ، مثل: لا تفعلْ شرّاً فتعاقبَ ، (تعاقبَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ.
أو الاستفهامِ ، مثل : هل تزورني فأكرمَك؟ (أكرمَكَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنا ، والكافُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به.
أو الحضِّ ، مثل : هلاّ تدرس فتنجحَ ، (تنجحَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببيةِ.
أو التّمني ، مثل: ليتك تتأنى فتتقنَ عملَك ، (تتقنَ) : فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.
ثالثاً : جزمُ الفعلِ المضارعِ
يُجزمُ الفعلُ المضارعُ إذا سُبقَ بأحدِ الحروفِ الجازمةِ ، وهيَ:
1- لم: حرفُ جزمٍ ونفيٍ وقلبٍ، يجزمُ المضارعَ وينفي حدوثه في الماضي، كقولِ شوقي:
خُيِّرْتَ فاخترْتَ المبيتَ على الطَّوى لم تبنِ جـاهاً أو تلـمَّ ثراءَ
(لم) : حرف جازم . (تبنِ) : فعلٌ مضارعٌ مجزوم بلم ، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفُ العلّةِ من آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.
2- لمّا : حرفٌ جازمٌ يجزمُ المضارعَ وينفي حدوثَه في الماضي ، وامتدادِ النّفيِ إلى زمنِ التكلّمِ ، وتوقّعِ حدوثِ الفعلِ في المستقبلِ ، مثل: لمّا يحضرِ الغائبُ ، (لمّا) : حرفٌ جازمٌ ، (يحضر) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلمّا ، وعلامةُ جزمِه السّكون ُالظّاهرةُ ، وحرّكَ بالكسرِ لمنعِ التقاءِ السّاكنين.
3- لامُ الأمرِ ، حرفٌ جازمٌ يدلُّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ ، وتقلبُ معنى المضارعِ إلى معنى الطّلبِ كفعلِ الأمر ، مثل : لتسعَ إلى الخيرِ ، (لتسعَ) : الّلامُ لامُ الأمرِ ، (تسعَ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلام الأمرِ ، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخرِه ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.
4- لا النّاهيةُ ، حرفٌ جازمٌ يجزمُ المضارعَ ويدلُّ على طلبِ الكفِّ عن العملِ، كقولِ الشّاعرِ:
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثلَهُ عارٌ عليكَ إذا فعلْتَ عظيمُ
(لا) : ناهية جازمة ، (تنهَ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلا ، وعلامةُ جزمه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخره ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
جزمُ المضارعُ في جوابِ الطّلبِ
يجزمُ الفعلُ المضارعُ إذا وقعَ جواباً للطّلبِ ، والطّلبُ هو ما دلَّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ أو الكفِّ عنه ، ويشملُ:
1- الأمرَ: يدلُّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ على وجهِ الاستعلاءِ ، مثل: ( وَقَالَ ربُّكُمُ ادْعُُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، (أستجبْ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ ، وعلامةُ جزمِه السّكونُ الظّاهرةُ على آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديره : أنا.
2- المضارعَ المقترنَ بلامِ الأمرِ ، مثل : لتفعلْ خيراً تنلْ جزاءَه ، (تنلْ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ، وعلامةُ جزمِه السّكونُ الظّاهرةُ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
3- النّهيَ : هو طلبُ الكفِّ عن الفعلِ على وجهِ الاستعلاءِ ، مثل : لا تؤذِ أحداً تحظَ براحةِ الضّمير ، (تحظَ) : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
بناءُ المضارعِ
الفعلُ المضارعُ مُعربٌ دائماً إلا أنّه يأتي مبنيّاً في موضعين:
1- يُبنى على الفتحِ : إذا اتّصلَتْ به إحدى نوني التّوكيدِ الثّقيلةُ أو الخفيفةُ، مثل : لا تؤخرَنّ عملَ اليومِ إلى الغدِ ، (تؤخرَنّ) : فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتصاله بنونِ التّوكيدِ الثقيلةِ، وهو في محلِّ جزمٍ بلا، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
لا تهملَنْ واجباتك ، (تهملَنْ) : فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتصالِه بنونِ التّوكيدِ الخفيفةِ ، وهو في محلِّ جزمٍ بلا ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه : أنت.
2- يُبنى على السّكونِ : إذا اتّصلَتْ به نونُ النّسوةُ ، مثل : الفتياتُ يسهمْنَ في بناءِ الوطنِ ، (يسهمْنَ) : فعل ٌمضارعٌ مبنيٌّ على السّكونِ لاتصالِه بنونِ النّسوةِ والنّونُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ.
توكيدُ الفعلِ المضارعِِ بالنّونِ
يؤكّدُ الفعلُ المضارعُ بالنّونِ الثّقيلةِ أو الخفيفةِ في زمني الحالِ أو الاستقبالِ ، ويجوزُ توكيدُ فعلِ الأمرِ بهما ، وعندَ توكيدِ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ يصبحُ دالاًّ على الاستقبالِ.
وجوبُ توكيدِ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ
يكونُ المضارعُ واجبَ التّوكيدِ بالنّونِ إذا كانَ مُثبتاً غيرَ منفيٍّ،دالاًّ على الاستقبالِ، مقترناً باللاّمِ، مسبوقاً بالقسمِ ، مثل : والله لأسعيَنَّ إلى الخيرِ ، فالفعل (أسعيَنّ) مضارع واجب التّوكيدِ بالنّونِ مبني على الفتحِ.
فإذا نقصَ أحدُ الشّروطِ السّابقةِ امتنعَ توكيدُه ، مثالٌ: واللهِ لسوفَ أسعى إلى الخيرِ: امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لوجودِ فاصلٍ بينَ الّلامِ والفعلِ(سوف).
أو: واللهِ لأسعى إلى الخيرِ اليومِ، امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لأنَّه لا يدلُّ على الاستقبالِ.
أو: واللهِ لا أهملُ واجباتي، امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لأنّه منفيٌّ.
جوازُ توكيدُ الفعلِ المضارع ِبالنّونِ
1- يجوزُ توكيدُ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ إذا كانَ مسبوقاً بطلبٍ ( أمرٌ - نهيٌ - استفهامٌ - ترجّي - تمنّي...) ، أمثلةٌ : لا تهملَنّ واجباتك، أولا تهملْ واجباتك، جائزُ التّوكيدِ لأنّه سُبقَ بنهيٍ ، لتسعيَنّ إلى الخيرِ، أو لتسعَ إلى الخيرِ، جائزُ التّوكيدِ لأنّه سُبقَ بلامِ الأمرِ.
2- ويجوزُ توكيدُه بالنّونِ إذا كانَ مسبوقاً بإمّا ، مثل : إمّا تفعلَنَّ الخيرَ تنلْ محبّةَ الناسِ، أو إمّا تفعلْ الخيرَ تنلْ محبّةَ الناسِ.
طريقةُ توكيدِ المضارعِ بالنّون
ِ
1- المضارعُ المُسندُ إلى المفردِ المذكّرِ: تلحقُه نونُ التّوكيدِ دونَ تغييرٍ فيه ، مثل : (تكتبُ)نقولُ: لتكتبَنّ واجباتِك.
- إذا كان معتلَّ الآخرِ بالألفِ تُقلبُ ياءً عندَ التّوكيدِ، الفعلُ( يسعى) معتلُّ الآخرِ بالألفِ عندَ توكيدِه نقولُ: لتسعيَنّ إلى الخيرِ.
2- المسندُ إلى نونِ النّسوةِ : تلحقُه نونُ التّوكيدِ مع إضافةِ ألفٍ قبلَها بينها وبينَ نونِ النّسوةِ ، مثل: الفعلُ (تدرسْن) ، نقولُ في توكيدِه: (لتدرسْنان) ، وهو فعلٌ مبنيٌّ على السّكونِ لاتصالِه بنونِ النّسوةِ في محلِّ جزمٍ بلام الأمرِ ، والنّونُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ، والألفُ للفصلِ بين النّونين.
============
المصدر:
كتاب "قواعد اللغة العربية المبسطو" للأستاذ / عبد اللطيف السعيد.