ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:32 pm

    بقلم الشيخ : صفاء الدين العراقي

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
    أما بعد..
    فهذه دروس ميسرة في علم البيان الذي هو أحد علوم البلاغة نشرح فيه متن تحفة الإخوان في علم البيان للشيخ العلامة أحمد الدردير المالكي رحمه الله أسأل الله أن يتمها على خير وأن ينفع بها إنه سميع مجيب.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:33 pm

    ( الدرس الأول )

    مقدمة


    البيان: قواعد يعرفُ بها إيرادُ المعنى الواحد بطرقٍ مختلفةٍ في وضوحِ الدلالةِ.
    وفائدته: الاقتدار على التعبير عن المعنى الواحد بطرق مختلفة، وفهم القرآن والسنة.
    بمعنى أن الإنسان يدور في ذهنه معنى معين فيريد أن يعبر عما في داخله، فيجد في علم البيان الوسائل والطرق المتعددة التي يوصل بها المعنى الواحد بأكثر من أسلوب، فمثلا لو أراد شخص أن يتحدث عن كرم زيد فتارة يقول: ( زيدٌ كريمٌ ) وهذا أسلوب تقليدي مباشر لا خفاء فيه يحسنه كل من يعرف النطق بالعربية، وقد لا يقنع به المتكلم فيلجأ إلى أسلوب آخر فيقول: ( زيدٌ مثل حاتم في الكرم ) فَيُفهم منه نفس المعنى وهو كرم زيد ولكن بأسلوب مختلف هو أقوى في نفس السامع وهو تشبيهه بحاتم الطائي في الكرم ، وقد يعبر بأسلوب آخر فيقول:
    ( رأيتُ بحرًا يحسن للناس ) فيعرف منه كرمه أيضا، وقد يختار أسلوبا آخر كأن يقول: ( زيدٌ النارُ في بيته لا تنطفئ) كناية عن كثرة الطبخ واستقبال الضيوف والزوار، وهو يدل أيضا على كرمه، ولا شك أن هذه الأساليب تختلف في وضوح الدلالة على كرم زيد فبعضها أوضح من بعض.
    فعلم البيان يعلمك أنواع الأساليب المتعددة التي كان البلغاء من العرب يستعملونها في كلامهم للتعبير عما في نفوسهم.
    ثم إن أفصح كلام وأبلغه هو كلام الله تعالى، ثم كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة هذا العلم تعين على الفهم السليم للنصوص من كتاب أو سنة.
    مثال: قال الله تعالى على لسان أحد أصحاب يوسف عليه السلام في السجن: (إِنِّي أَراني أعصرُ خمرا ) فقد يستشكل الناظر أمرا وهو أن الخمر حال كونها خمرا لا تعصر إذْ هي سائل مسكر، فإذا رجع إلى علم البيان عرف أن هذا مجاز وليس حقيقة والمعنى هو أني أراني أعصر عنبا سيصير بعد مدة خمرا، وهذا أسلوب من أساليب العرب التي سندرسها إن شاء الله تسمي الشيء باسم ما سيؤول إليه كما يقال: إني أعجن خبزا أي أعجن عجينا سيصير بعد ذلك خبزا.
    مثال آخر: قال الله تعالى: ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذرَ الموت ) ومعلوم أن حقيقة الأصبع هو من الأنملة إلى أسفله، وهذا المعنى لا يتأتى هنا لأنه لا يمكن أن يدخلوا كامل أصابعهم في آذانهم، وإنما المعنى هو يجعلون أناملهم في آذانهم، وهذا أسلوب آخر من أساليب العرب تذكر الشيء وتريد بعضه كما هو هنا فقد ذكر الأصبع وأريد بعضه لا كله.
    فبدراسة علم البيان نتعلم أساليب العرب في كلامهم، فيمكننا تفسير القرآن الذي نزل بلغتهم وفق تلك الأساليب.
    وتدور مباحث علم البيان على ثلاثة مباحث هي: التشبيه، والمجاز، والكناية. وهي مجتمعة تشكل علم البيان وستكون دروسنا القادمة إن شاء الله في شرحها وتفصيلها.
    فتلخص أن علم البيان هو قواعد يعرف بها التعبير عن المعنى الواحد بعدة طرق يختلف بعضها عن بعض في درجة الوضوح، وأن فائدته هي في الاقتدار على التعبير عن المعنى الواحد بأكثر من طريق، وفهم القرآن والسنة.


    ( الأسئلة )


    1- في ضوء ما تقدم ما هو علم البيان ؟
    2- ما هي فائدة دراسة علم البيان ؟
    3- عبر عن شجاعة زيد بأكثر من أسلوب ؟
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:33 pm

    ( الدرس الثاني )



    التشبيه



    التشبيه هو: الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى بالكاف ونحوها.
    مثل: زيدٌ كالأسدِ في الشجاعةِ، فهنا دللنا وبينا بهذا التعبير على مشاركة زيد للأسد في معنى ووصف هو الشجاعة واستعملنا لذلك ( الكاف)، وإذا قلنا كأنَّ زيدًا أسدٌ في الشجاعة، فقد استعملنا لذلك ( كأنَّ ).
    ومن التعريف والمثال يتضح أن للتشبيه أربعة أركان هي:
    1- المشبَّهُ وهو هنا زيد.
    2- المشبَّهُ به وهو هنا الأسد.
    3- وجه الشبه أي المعنى الذي يشترك به المشبَّه والمشبَّه به وهو هنا الشجاعة.
    4- الأداة التي يحصل بها التشبيه نحو الكاف وكأنَّ ومِثل. وهذه الأركان الأربعة قد يحذف بعضها في اللفظ، بأن يحذف وجه الشبه، أو أداة التشبيه. وأما المشبه والمشبه به فلا يحذفان فوجودهما ضروري في أسلوب التشبيه ويسميان طرفي التشبيه.
    مثل: ( زيدٌ أسدٌ في الشجاعةِ ) وهنا حذفت أداة التشبيه فقط.
    ومثل: ( زيدٌ كالأسدِ ) وهنا حذف وجه الشبه فقط.
    ومثل: ( زيدٌ أسدٌ ) وهنا حذف وجه الشبه وهو الشجاعة، وأداة التشبيه، والتقدير زيد كالأسد في الشجاعة.
    ويسمى التشبيه الذي حذف منه أداة التشبيه بالتشبيه المؤُكَّد، والتشبيه الذي حذف منه وجه الشبه بالتشبيه المجمل، والتشبيه الذي حذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه معا بالتشبيه البليغ.
    مثال: قال الله تعالى: ( كَأَنَّهُنَّ اليَاقُوتُ والمَرجَانُ ) فهنا شبه الله سبحانه الحور العين بالياقوت والمرجان في الصفاء والجمال، فالمشبه هي الحور العين، والمشبه به هو الياقوت والمرجان، وأداة التشبيه هي كأنَّ، ووجه الشبه المحذوف هو الصفاء والجمال، ونوع التشبيه مجمل لحذف وجه الشبه.
    مثال: قال الله تعالى: ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة ) فهنا شبه الله قلوب اليهود بالحجارة في القسوة، فالمشبه هو قلوب اليهود، والمشبه به هي الحجارة، وأداة التشبيه هي الكاف، ووجه الشبه المحذوف هو القسوة والصلابة، فهو تشبيه مجمل أيضا.
    مثال: قال تعالى: ( نساؤكم حرثٌ لكم ) الحرث هو شق الأرض بآلة من أجل غرس البذور فيها، فالمعنى إذاً هو نساؤكم كالحرث لكم ووجه الشبه هو أن كلا من الأرض المحروثة والنساء موضع يلقى فيهما شيء لينتج منهما شيء فهذا تشبيه بليغ لحذف أداة التشبيه ووجه الشبه معا.
    فتلخص أن التشبيه هو الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى بالكاف ونحوها، وأركانه أربعة هي: المشبَّه والمشبَّه به وأداة التشبيه ووجه الشبه، وهنا أربع صور هي: 1- أن تذكر الأركان كلها مثل: زيد كالأسد في الشجاعة وهو التام، 2- أن تحذف أداة التشبيه مثل: زيد أسدٌ في الشجاعةِ ويسمى مؤَكَّدًا، 3-أن يحذف وجه الشبه مثل: زيدٌ كالأسد ويسمى مجملا، 4- أن يحذف أداة التشبيه ووجه الشبه معا مثل: زيدٌ أسدٌ ويسمى بليغا.

    ( الأسئلة )



    1- في ضوء ما تقدم ما هو التشبيه ؟
    2- ما هي أركان التشبيه ؟
    3- مثل بمثال من عندك للتشبيه التام والمؤكد والمجمل والبليغ ؟

    ( التمارين 1 )



    بيّن أركان التشبيه ونوعه فيما يأتي:
    ( العلمُ نورٌ والجهلُ ظلامٌ- كلامُ فلانٍ كالشهدِ في الحلاوةِ- الناسُ سواسيةٌ كأسنانِ المشطِ- هذه الطفلة بدرٌ في الحسنِ- أَقوالُ الملوكِ كالسيوفِ القواطعِ- أَنا كالماءِ إِنْ رضيتُ صفاءً... وإذا مَا سَخِطتُ كنتُ لهيبا- الجوادُ في السرعةِ برقٌ خاطفٌ- العالِمُ سراجٌ لأمتهِ ).

    ( التمارين 2 )



    اجعل كلا مما يأتي مُشَبَّهًا:
    ( الكتاب- الحسد- الصديق ).

    ( التمارين 3 )



    اجعل كلا مما يأتي مُشَبَّهًا به:
    ( ثعلب- مرآة صافية- الجبال الشاهقة ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:33 pm

    ( الدرس الثالث )



    أقسام التشبيه



    قد علمت أن التشبيه هو: الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى بالكاف ونحوها، وأن أركانه أربعة هي: المشبَّه والمشبَّه به، وأداة التشبيه ووجه الشبه، وأنه قد يذكر بتمام أركانه وقد يحذف منه بعضها.
    وللتشبيه أقسام عدة باعتبارات مختلفة فينقسم باعتبار طرفي التشبيه ( المشبّه والمشبَّه به ) إلى: الحسيين، والعقليين، والمختلِفين.
    1-أن يكون الطرفان حسيين.
    2- أن يكون الطرفان عقليين.
    3- أن يكون أحد الطرفيين حسيا والآخر عقليا.
    ونعني بالحسي أن يكون مدرَكا بإحدى الحواس الخمس وهي: السمع والبصر والشم والذوق واللمس.
    مثل: خدكَ كالوردِ، وكل من الخد والورد مبصران، وشعركَ كالليل في السواد والشعر والليل مبصران بالعين.
    ومثل: صوت المنشدِ كالبلبل، وهما يدركان بالسمع، وريحكَ كالمسكِ، ويدركان بالشم، وعصير الليمون كالخل ويدركان بالذوق، وجلد الطفل كالحرير ويدركان باللمس.
    مثال: قال الله تعالى: ( فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ ) العصف هو ورق الشجر، أي جعل الله أصحاب الفيل كورق شجر أكلته الدواب ثم راثته ووجه الشبه هو تقطع أوصالهم كتقطع العصف حينما يؤكل. والمهلكون من الكفار والعصف المأكول محسوسان.
    ونعني بالعقلي أن يكون مدركَا بالعقل دون الحس الظاهر، كالمعاني والأوصاف نحو الكرم والشجاعة والخير والحق والباطل والعمل الصالح والهدى والضلال والجبن والبخل، ومثل المشاعر القلبية والإحساسات الداخلية كالرضا والغضب والفرح والحزن والألم فكلها لا ترى ولا تسمع ولا تشم ولا تذاق ولا تلمس.
    مثل: العلمُ كالحياة في كونهما جهتي إدراك ومعرفة، والعلم والحياة صفتان معقولان لا يدركان بالحس، ومثل الجهلُ كالموتِ، والضلال عن الحق كالعمى.
    مثال: قال الله تعالى: ( يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ ) فالمشبه وهو خشية الناس، والمشبه به وهو خشية الله أمران عقليان لأن الخشية محلها القلب فهي تحس بالوجدان ولا تسمع ولا تبصر ولا تذاق ولا تشم ولا تلمس.
    ونعني بان يكون أحدهما حسيا والآخر عقليا أن يدرك أحدهما بالحواس الخمس ولا يدرك بها الثاني.
    مثل: العلم كالنور، فالعلم عقلي، والنور حسي مبصر، ونحو الجهل كالظلام، والغضب كالنار المشتعلة، والموت كالسبع في الاغتيال والإهلاك.
    مثال: قال الله تعالى: ( وقَدِمْنا إلى ما عَمِلوا من عملٍ فجعلناهُ هباءً منثورًا ) أي توجهنا إلى ما عمله الكفار من أعمال البر كالكرم والإحسان للناس فجعلناه كالهباء المنثور، والهباء ذرات ترى أثناء فتح الشباك وتسرب أشعة الشمس منه كالغبار، والمنثور هو المتفرق، وتلك الأعمال معقولة والهباء محسوس مبصر.
    فتلخص أن التشبيه ينقسم باعتبار طرفيه إلى ثلاثة أقسام: تشبيه محسوس بمحسوس، وتشبيه معقول بمعقول، وتشبيه مختلف بين محسوس ومعقول.

    ( الأسئلة )



    1- في ضوء ما تقدم ما هي أقسام التشبيه باعتبار الطرفين ؟
    2- ما معنى الحسي وما معنى العقلي ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل نوع من أنواع التشبيه المتقدمة ؟

    ( التمارين 1 )



    عين نوع التشبيه من حيث الحسية والعقلية:
    ( الإيمان حياة، الكفر موت، خلقك الكريم كالريحان، العطش كلهيب النار، هذه الفاكهة عسل، العدل كالميزان، الظلم ظلمات يوم القيامة- وكأنَ أجرامَ السماءِ لوامِعَاً... دُرَرٌ نُثِرْنَ على بساطٍ أزرقِ ).

    ( التمارين 2 )



    اجعل كلا مما يأتي مُشَبَّهًا على أن يكون المشبه به أمرا محسوسا:
    ( التقوى- الصلاة- الحقد ).

    ( التمارين 3 )



    اجعل كلا مما يأتي مُشَبَّهًا على أن يكون المشبه به أمرا معقولا:
    ( الحب، الفقر، المرض).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:34 pm

    ( الدرس الرابع)



    تقسيم التشبيه إلى تمثيلي وغير تمثيلي



    قد علمتَ أن التشبيه ينقسم باعتبار طرفيه إلى تشبيه محسوس بمحسوس، وتشبيه معقول بمعقول، وتشبيه مختلف.
    ونريد أن نقسم التشبيه هنا باعتبار وجه الشبه فينقسم بهذا الاعتبار إلى: تمثيلي، وغير تمثيلي.
    فالتشبيه غير التمثيلي هو: ما كان وجه الشبه فيه غير مركب.
    مثل: زيدٌ كالأسدِ في الشجاعة، فالشجاعة التي هي وجه الشبه شيء مفرد غير مركب. ومثل: زيدٌ كالبحرِ في الجود، فالجود مفرد، ونحو: العلم كالنور في الهداية، فالهداية أمر مفرد.
    مثال: قال الله تعالى: ( وهيَ تجري بهم في موجٍ كالجبالِ ) أي في الضخامة وهي صفة مفردة مشتركة بين الموج والجبال.
    والتشبيه التمثيلي هو: ما كان وجه الشبه فيه صورة مركبة من شيئين.
    مثل: الدمع على خد الطفلة كنقط طل على رمان، فهنا جرى تشبيه هيئة الدمع وهو يسيل على خد أحمر بهيئة وصورة أخرى وهي قطرات الطل -وهو بقية ماء المطر الذي يكون على النباتات- وهي تسيل على الرمان الأحمر. ووجه الشبه هو ( شيء أبيض شفاف يسيل على شيء أحمر ) فهو كما ترى مركب وليس أمرا مفردا فهو عبارة عن صورة وهيئة كاللوحة الفنية، فعندنا ( الدموع، وقطرات الطل ) انتزعنا منهما الشيء الأبيض الشفاف، وعندنا (الخد والرمان ) انتزعنا منهما الشيء الأحمر، فهما شيئان متركبان أي شيء أبيض+ شيء أحمر، فلا يصلح أحدهما للتشبيه دون الآخر ولا يكتمل التشبيه إلا بهما معا فهذا هو ما نعنيه بالتركيب.
    ومثل: الحديقة الخضراء المضاءة بمصابيح الكهرباء كالثوب الأخضر المرصع باللآلئ، فلو فكرت قليلا في هذا المثال لوجدت أن القصد منه تشبيه هيئة وصورة معينة بصورة أخرى ووجه الشبه منتزع منهما وهو صورة شيء أخضر يتناثر عليه أشياء بيض، فوجه الشبه مركب منهما وليس وصفا مفردا فقد انتزعنا من الحديقة الخضراء والثوب الأخضر ( شيء أخضر ) ومن مصابيح الكهرباء واللآلئ ( أشياء بيض تلمع ) وتركب منهما وجه الشبه.
    ومثل: الشيب حين يبدأ بشيبة واحدة ثم ينتشر في الرأس كالحريق العظيم يبدأ بشرارة صغيرة ثم تنتشر النار. وواضح أن القصد هو تشبيه هيئة وصورة ومشهد معين بصورة ومشهد آخر ووجه الشبه ننتزعه من الطرفين فنقول هو صورة شيء صغير يتسبب في حصول شيء كبير، فوجه الشبه هو هذه الصورة وليس أمرا مفردا بدليل أن وجه الشبه لا يتم بالشيء الصغير فقط أو بالشيء الكبير بل لا بد من المجموع.
    مثال: قال الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ) كلمة مثل تعني هنا الحال وحملوا التوراة: أي كلفوا بالعمل بها، ثم لم يحملوها: لم يعملوا بما فيها، الأسفار: الكتب.
    والمعنى هو: حال اليهود الذي كلفوا بالعمل بالتوراة فقرؤوها ودونوها ثم لم يعملوا بها وتركوا ما فيها من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم كحال الحمار يحمل كتبا ثقالا على ظهره ولا ينتفع بما فيها، فواضح جدا أنه تشبيه صورة بصورة أخرى ووجه الشبه هو ( شيء تحمَّل شيئا ثقيلا من غير انتفاع به ).
    مثال: قال الله تعالى: ( مثلُ الذينَ يُنفقونَ أَموالَهم في سبيلِ اللهِ كمثلِ حبةٍ أنبتتْ سبعَ سنابلَ في كلِ سنبلةٍ مائةُ حبةٍ ) أي حال الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم يلقون أجرا عظيما أكبر بكثير من عملهم، كحال من يبذر حبة من قمح أو غيره فتنبت تلك الحبة سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، فهو تشبيه صورة وحالة بحالة أخرى ووجه الشبه هو ( صورة شيء يعمل قليلا فيحصل منه على شيء كثير ).
    مثال: قال الله تعالى: ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) أي حال المشركين الذين اتخذوا الأوثان آلهة يتولونها ويرجون رزقها ونصرها في الشدائد كحال العنكبوت تتخذ بيتا من خيوطها لتحمي نفسها من المخاطر وهي لا تغنيها عن ذلك لشدة ضعف تلك البيوت، ووجه الشبه هو ( شيء يحتمي بشيء آخر لا يحميه إطلاقا ).
    مثال: قال الله تعالى: ( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ ) أي حال أعمال الذين كفروا بربهم وهي تبدوا أعمالا صالحة حسنة ثم يضيع سعيهم يوم القيامة كرماد مكدس اشتدت به الريح في يوم ذي ريح عاصفة قوية فتناثر وتفرق ولم يمكن تجمعه بعد والانتفاع به، فهو تشبيه هيئة بهيئة أخرى ووجه الشبه هو ( صورة شيء كثير متجمع جاءه شيء آخر فضيعه ) وذلك أننا انتزعنا من أعمال الكفار طول حياتهم ومن الرماد المتكدس ( شيء كثير متجمع ) ومن الموت الذي نزل بهم والريح العاصف ( شيء ضيع شيئا آخر ) فتركب وجه الشبه منهما.
    ونختم بكلام مفيد للشيخ العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره قال فيه: (ولما شاع إطلاق لفظ المَثَل بالتحريك- أي تحريك الميم والثاء - على الحالة العجيبة الشأن جعل البلغاء إذا أرادوا تشبيه حالة مركبة بحالة مركبة أعنى وصفين منتزعين من متعدد أتوا في جانب المشبه والمشبه به معا أو في جانب أحدهما بلفظ المثل ، وأدخلوا الكاف ونحوها من حروف التشبيه على المشبه به منهما ولا يطلقون ذلك على التشبيه البسيط فلا يقولون مثل فلان كمثل الأسد ) اهـ ج1 ص 302 دار سحنون، يقصد أن البلغاء يستعملون كلمة مثل مع الكاف في التشبيه التمثيلي فقط.
    فتلخص أن التشبيه ينقسم باعتبار وجه الشبه فيه إلى تشبيه مفرد ( غير تمثيلي )، وتشبيه مركب ( تمثيلي ).

    ( الأسئلة )



    1-في ضوء ما تقدم ما هو التشبيه التمثيلي ؟
    2- ما هو التشبيه غير التمثيلي ؟
    3- مثل بمثال من عندك لتشبيه تمثيلي، وآخر غير تمثيلي ؟

    ( التمارين 1 )



    عين التشبيه التمثيلي من غيره فيما يأتي:
    ( العلماءُ العاملونَ كالنجومِ في الهدايةِ- مَن صنعَ معروفًا لعاجلِ الجزاءِ فهو كملقي الحبِ للطيرِ لا لينفعها بل ليصيدها به- عزيمة الشخص الحازم كالسيف الصارم- مثلُ المؤمنينَ في توادِهم وتراحمِهم كمثلِ الجسدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسدِ بالسهرِ والراحةِ- الشيخُ ينشر العلم وحوله تلاميذه كقمر تحيط به النجومُ- كأنَّ سوادَ الليلِ والفجرُ طالعٌ... بقيةُ لطخِ الكحلِ في الأعينِ الزرقِ ).

    ( التمارين 2 )



    اجعل كلا مما يأتي مشبها في تشبيه تمثيل:
    ( جيش منهزم يتبعه جيش ظافر- رجل صالح يفسد لمصاحبته الفساق- شخص عزيز صار أمره إلى ذل ).

    ( التمارين 3 )



    اجعل كلا مما يأتي مشبها به في تشبيه تمثيل:
    ( الشمسُ تحتجبُ بالغمامِ ثم تظهرُ- الحبة لا تنبت حتى تدفن في التراب- معدن الذهب لا يصفو من شوائبه حتى يعرض على النار ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:34 pm

    ( الدرس الخامس)

    تقسيم التشبيه إلى قريب وبعيد


    قد علمتَ أن التشبيه ينقسم باعتبار وجه الشبه إلى تمثيلي وغير تمثيلي وذلك بحسب تركب وجه الشبه فيه أو عدم تركبه.
    وهو ينقسم باعتبار وجه الشبه أيضا إلى قريب وبعيد وذلك بحسب وضوح وجه الشبه فيه وقربه من الذهن أو غموضه.
    فالتشبيه القريب هو: الذي يكون وجه الشبه فيه ظاهرا.
    مثل: زيدٌ كالأسدِ، فمن الواضح أن وجه الشبه هو الشجاعة، وكذا زيدٌ كالبدر أي في الجمال، والخدُ كالورد أي في الحمرة، وفلانٌ كحاتم الطائي أي في الكرم فإن هذه التشبيهات واضحة قد ذاعت وانتشرت ولذا ينتقل الذهن فيها مباشرة إلى وجه الشبه بلا حاجة إلى تفكر وتدقيق نظر.
    والتشبيه البعيد هو: الذي يكون وجه الشبه فيه غير ظاهر.
    كما هو الحال في التشبيهات التمثيلية التي يكون فيها وجه الشبه مركبا، فإن هذه يحتاج في معرفة وجه الشبه فيها إلى إعمال ذهن وفكر.
    مثل: كأن أزهار البنفسج وهي على سيقانها نار تشب في أعواد كبريت، فإن هذا التشبيه جرى فيه تشبيه صورة بصورة أخرى ووجه الشبه مركب منهما وهو صورة شيء ذي لون بنفسجي محمول على شيء آخر.
    إضافة إلى ما في هذا التشبيه من الغرابة وعدم الخطور في الذهن.
    مثال: قال الله في شأن المنافقين: ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله ذهبَ الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) فهنا شبه الله سبحانه حال المنافقين في رؤيتهم نور الإسلام والهداية ثم رجوعهم إلى الضلال بحال من كان في ظلمة فأوقد نارًا فلما أبصر وعرف الطريق انطفأت النار ورجع إلى الظلمة، ووجه الشبه هنا صورة مَن كان في تيه فزال تيهه لبرهة، ثم عاد إلى ما كان عليه.
    فاتضح أن التشبيه التمثيلي لتركب وجه الشبه فيه يحتاج معه إلى إعمال فكر ولذا عد بعيدا.
    والتشبيه البعيد أبلغ وأفضل من التشبيه القريب الذي يكون في متناول الجميع يفهمه عامة الناس وخاصتهم.
    ولكن قد يتصرف الناظر البصير من شاعر وكاتب في التشبيه القريب بإضافة بعض الميزات إليه فترتفع قيمته ويلتحق بالبعيد.
    مثل: تشبيه كرم الجواد بمطر السحاب كأن يقال: إن كرمكَ كمطر السحاب فإن هذا التشبيه شائع مطروق بكثرة وواضح فهو قريب ولكن لو قيل: إنَّ كرمكَ كمطر السحاب إلا أنَّ السحاب ليستحي إذا قارن بين ما يفيض منه على الناس بفيض عطائك العظيم.
    فإن هذه الإضافة اللطيفة وحديث الحياء من السحاب قد رفع من منزلة ذلك التشبيه وصيره حسنا بعيدا.
    وكذلك إذا تم إضافة شرط للتشبيه فسيضفي ذلك عليه نوع غرابة ترفع من قيمته.
    مثل: تشبيه الجميل بالشمس أو بالقمر فإنه قريب لكن إذا تصرف فيه بالقول: زيدٌ كالشمس لولا ما يعتريها من الكسوف، أو فلان كالقمر لولا ما يعتريه من الخسوف، صار بعيدا فإنه يريد أن يقول إن المشبَّه أكمل من الشمس لأنه يعتريها الكسوف، وأكمل من القمر لأنه يعتريه الخسوف.
    ومثل: زيدٌ كالبحر لو لم يكن ملحا، فتشبيه الكريم بالبحر شائع قريب إلا أنه بإضافة اشتراط أن لا يكون البحر ملحا حسن التشبيه ففيه ادعاء نقص البحر عن زيد.
    فتلخص أن التشبيه القريب هو الذي يكون وجه الشبه فيه ظاهرا، والتشبيه البعيد هو الذي يكون وجه الشبه فيه بعيدا، وهو أبلغ وأفضل من القريب وقد يتصرف في القريب بما يرفع من منزلته ويلحقه بالبعيد.

    ( الأسئلة )


    1-في ضوء ما تقدم ما هو التشبيه القريب وما هو التشبيه البعيد ؟
    2- كيف يمكن رفع قيمة التشبيه القريب ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل من التشبيه القريب والبعيد ؟

    ( التمارين 1 )


    ميز بين التشبيه القريب والبعيد فيما يأتي: ( العلمُ كالنور- مثل الذي يعلِّم الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه- هذه الطائرة كالريح- الشيب حين يظهر في الشعر الأسود كالفجر حين يبزغ من الليل ).

    ( التمارين 2 )


    تصرف في التشبيهات القريبة الآتية بما يزيد من قيمتها:
    ( زيدٌ كالأسدِ- السيف الصقيل كالبرقِ- شَعرُهُ كالليل ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:34 pm

    ( الدرس السادس )



    تقسيم التشبيه إلى صريح وضمني



    قد علمتَ أنَّ للتشبيه عدة تقسيمات باعتبارات شتى فقسمناه باعتبار الطرفين إلى تشبيه محسوس بمحسوس ومعقول بمعقول وتشبيه مختلف، وباعتبار وجه الشبه تارة إلى: تمثيلي وغيره، وتارة إلى: قريب وبعيد.
    ثم إن كل تلك الأنواع التي سبق شرحها تندرج تحت اسم واحد هو التشبيه الصريح وهو: ما يكون التشبيه فيه علنيا ظاهرا، وقد مرت علينا أساليبها وصورها فتارة نقول: زيد كالأسد، وتارة نقول زيد أسدٌ، وتارة نقول: مثل زيد وهو يطارد أعدائه كأسد يلاحق قطيع من الخراف، فكل هذا تشبيه واضح مكشوف.
    وهنالك تشبيه من نوع آخر يسمى بالتشبيه الضمني وهو: ما يكون التشبيه فيه غير صريح بل يفهم من مضمون الكلام.
    فهو ليس كما مر عليك من الأساليب والصور التقليدية للتشبيه بل هو خفي يستنتج من الكلام ويفهم من لازم المعنى، وغالبا ما تكون طريقة تأليفه هكذا: ( جملة تخبر عن أمر ما فيه نوع غرابة + جملة أخرى فيها دليل يؤكد مضمون الجملة الأولى ).
    مثل: الذي يزاولُ عملا ضارا يتحاشاه الناس مُعرضٌ نفسه للهلاك؛ فإنَّ مَن يتناول السمَّ للتجربة محققٌ هلاكه.
    فقل لي أين التشبيه هنا وأين المشبه والمشبه به، وأين بقية الأركان ؟ ونلاحظ أن الجملة الأولى تامة المعنى غير مفتقرة إلى الجملة الثانية المصدرة بقولنا: فإنَّ مَن....، ولكن مع هذا كل مَن له ذوق يفهم أن المتكلم يريد أن يقول إن حال مَن يزاول العمل الضار مثل حال مَن يتناول السم للتجربة، ولذا قلنا هو تشبيه غير صريح وإنما يجري بسبب القياس إي أن الذهن يعمل مقايسة عقلية بين الحالين فلذا يفهم التشبيه.
    والآن لو أردنا أن تغيِّر قليلا في المثال السابق لنجعله صريحا فسنقول: الذي يزاول عملا ضارا يتحاشاه الناس كمتناول السم للتجربة.
    ولا أظنه يخفى عليك أنه تشبيه صورة بصورة أي تشبيه تمثيل والتشبيه فيه واضح وصريح وليس ضمنيا، ولعلك لاحظت أيضا كيف أن الكلام كله جملة واحدة وكلام واحد فإن المشبه وهو ( الذي يزاول عملا ضارا يتحاشاه الناس ) أخبر عنه بالمشبه به وهو ( كمتناول السم للتجربة ).
    والآن إذا أدرت أن تخترع مِن نفسك تشبيها ضمنيا فما عليك إلا أن تفكر في قضية ما وتجعلها على حدة ثم تأتي بقضية أخرى تصدق معنى القضية الأولى.
    مثل: مَنْ يكتفي بفهم مسائل العلوم دون حفظها سيضيع تحصيله فإنَّ مَن يصيد غزالا ثم يطلقه أحمق.
    فاللبيب يفهم أن المتكلم يشبه حال مَن يكتفي بالفهم دون الحفظ بحال مَن يصيد غزالا ثم بعد العناء يطلقه.
    ولو قيل: مَن يكتفي بفهم مسائل العلوم دون فهمها مثل مَن يصيد غزالا ثم يطلقه لصار تشبيها تصريحيا. ومثل: لا تكثر مِن المزاح مع أخيك فقد يفسدُ الملحُ الطعامَ، فهنا الجملة الأولى ( لا تكثر مِن المزاح مع أخيك ) تامة المعنى وقد جيء بعدها بجملة ( فقد يفسدُ الملحُ الطعامَ ) تؤكد مضمون الجملة الأولى، فينتزع التشبيه حينئذ أعني تشبيه المزاح إذا كثر فأفسد العلاقة بالملح إذا كثر فأفسد الطعام. ومثل: تريد الرزقَ ولا تسعى لكسبه إنَّ السماءَ لا تمطر الذهبَ، فهنا يفهم ضمنا من الكلام تشبيه حال مَن ينتظر الرزق في بيته ولا يخرج للكسب بحال مَن يجلس وهو ينتظر أن تمطر السماء الذهب ووجه الشبه صورة مَن ينتظر شيئا لن يقع.
    ومن الأمثلة المشهورة قول المتنبي يمدح أبا فراس الحمداني أمير حلب في وقته:
    فإنْ تَفُقْ الأنامَ وأنتَ منهمْ... فإنَّ المِسكَ بعضُ دمِ الغزالِ
    يقصد إن تفق الناس رغم أنك واحد منهم فإن المسك بعض دم الغزال، فالمسك هو في الأصل دم غزال استحال إلى طِيب، فالتشبيه ضمني شبه تفوق الممدوح على الناس مع أنه منهم بتفوق المسك على دم الغزال مع أنه منه.
    فتلخص أن التشبيه نوعان: صريح وهو: ما يكون التشبيه فيه ظاهرا، وضمني وهو: ما يكون التشبيه فيه خفيا.

    ( الأسئلة )



    1-في ضوء ما تقدم ما هو التشبيه الصريح ؟
    2- ما هو التشبيه الضمني ؟
    3- مثل بمثال من عندك لتشبيه صريح وآخر ضمني ؟

    ( التمارين 1)



    عين التشبيه الصريح والتشبيه الضمني فيما يأتي :
    ( لا تستصغرْ خصمك فقد تدمي البعوض عين الأسد- إنَّ المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا أي صرفه بيده - ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالِكها.. إنَّ السفينةَ لا تجري على اليبسِ- كل الحوادثِ مبَداها من النظرِ.. ومعظمُ النارِ مِن مستصغر الشررِ ).

    ( التمارين 2 )



    حول التشبيهات الصريحة الآتية إلى تشبيهات ضمنية:
    ( مثلُ مَنْ يسعَ في أذى المسلم كالذي يحفر بئرا لأخيه فيقع هو فيه- الذي يحومُ حولَ الشبهات كالفَراشِ يحوم حول النار ثم لا يحرق إلا نفسه- مثل الذي يأمر بالخير ولا يأتيه كمثل السراج تضيء للناس ويحرق نفسه ).

    ( التمارين 3 )



    حول التشبيهات الضمنية الآتية إلى تشبيهات صريحة:
    ( تَعيبُ معالي الأمور لعجزك عنها ومَن لا تنال يداه العنبَ يدعي حموضته- مَن يَهُنْ يسهلِ الهوانُ عليهِ.. ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ- عليكم بالجماعةِ فإنما يأكل الذئبُ من الغنمِ القاصيةِ ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:35 pm

    ( الدرس السابع )



    تقسيم التشبيه إلى مقلوب وغير مقلوب



    قد علمتَ أن التشبيه يكون صريحا وهو ما كان التشبيه فيه واضحا، ويكون ضمنيا وهو ما كان التشبيه فيه خفيا.
    ثم إن التشبيه ينقسم قسمة أخرى بحسب وجه الشبه إلى تشبيه على الأصل وتشبيه مقلوب وإليك البيان:
    إذا قلتَ: زيدٌ كالأسدِ في الشجاعةِ، فوجه الشبه وجوده في الأسد أقوى منه في زيد كما هو واضح ولذا شبه زيد به فالأسد هو الأصل في الشجاعة وقد شبهنا زيدا به فهذا هو التشبيه الأصلي وأكثر التشبيهات جارية عليه بأن يكون وجه الشبه في المشبَّه به أقوى منه في المشبَّه في الواقع.
    وكذا إذا قلنا زيدٌ كالبدر، وعمرو كالبحر، وبكر كالجبل ونحو ذلك.
    ولكن أحيانا يحاول المتكلم أن يلجأ إلى أسلوب آخر مبني على الإدعاء والمبالغة بأن يشبه الأصل بالفرع زاعما أن وجه الشبه فيه أقوى مثل: الأسد كزيد في الشجاعة، فهو لأجل المبالغة في وصفه بالشجاعة ادعى أن الأسد يشبه زيدا في الشجاعة لا أنه هو يشبه الأسد وهذا هو ما يسمى بالتشبيه المقلوب.
    فالتشبيه المقلوب: ما جعل فيه المشبَّه مشبَّها به بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى.
    مثل المسك كرائحتك، فهنا الأصل هو رائحتك كالمسك ولكن للمبالغة في التشبيه ادعى المتكلم العكس.
    ومثل: كأن ضوء النهار جبينك، والأصل كأن جبينك ضوء النهار ولكنه عكس للمبالغة.
    مثال: قال الله تعالى عن مستحلي الربا: ( إنما البيعُ مثلُ الربا ) أي في الحل والإباحة، ولا يخفى أن الإباحة ظاهرة في البيع بلا خلاف فكان الأصل أن يقولوا : إنما الربا مثل البيع، ولكنهم بالغوا في ادعاء الحلية حتى زعموا أن البيع يشبه الربا في الحل وهذا من انتكاس الفطرة عافانا الله.
    وهنا تنبيهان:
    الأول: قد يكون التشبيه المقلوب تمثيليا فلا يختص القلب بتشبيه المفرد بالمفرد.مثل: الدمع على خد الطفلة كنقط طل على رمان، فهذا تشبيه تمثيلي غير مقلوب، فإذا أردنا قلبه للمبالغة قلنا: نقط الطل على الرمان كدمع على خد الطفلة، فهذا تشبيه تمثيلي مقلوب.
    الثاني: قد يكون التشبيه المقلوب ضمنيا فلا يختص القلب بالتشبيه الصريح، مثل: الذي يزاول عملا ضارا يتحاشاه الناس معرض نفسه للهلاك فإنَّ من يتناول السم للتجربة محقق هلاكه، فهذا تشبيه ضمني غير مقلوب، فإذا أردنا قلبه للمبالغة قلنا: متناول السم للتجربة محقق هلاكه فإنَّ من يزاول عملا ضارا يتحاشاه الناس معرض نفسه للهلاك، فهذا تشبيه ضمني مقلوب.
    فتلخص أن التشبيه ينقسم باعتبار وجه الشبه إلى مقلوب وغير مقلوب، فغير المقلوب ما كان وجه الشبه في المشبه به أقوى منه في المشبه، والمقلوب هو: ما كان وجه الشبه في المشبه أقوى منه في المشبه به.

    ( الأسئلة )


    1-في ضوء ما تقدم ما هو التشبيه المقلوب ؟
    2- هل يختص التشبيه المقلوب بتشبيه المفرد والتشبيه الصريح ؟
    3- مثل بمثال من عندك لتشبيه مقلوب وآخر غير مقلوب ؟

    ( التمارين 1 )



    ميِّز التشبيه المقلوب من غير المقلوب فيما يأتي:
    ( الريشة في مهب الرياح كقلوب العباد- بائع المخدرات كبائع السم الفتاك- كأنَ البرق في السحاب سيف مسلول في يدكَ- حمرة الوردِ خداكَ- وجعلنا الليل لباسا- مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأَتْرُجَّةِ ريحها طيب وطعمها طيب ( الأترجة هي: فاكهة من الحمضيات بحجم الجريب فروت تقريبا ).

    ( التمارين 2 )



    حول التشبيهات غير المقلوبة الآتية إلى تشبيهات مقلوبة:
    ( كأنَّ غضبَ زيد صاعقة- إنَّ صوتها المنكر نهيق الحمار- حجتكَ الساطعة كالصبح المنير ).

    ( التمارين 3 )



    رد التشبيهات المقلوبة الآتية إلى أصلها:
    ( الماءُ مثلُ طَبْعِكَ في الصفاءِ- كأنَّ سوادَ الليلِ شَعركَ الفاحم- الخشب الفارغة كالمنافقين ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:36 pm

    ( الدرس الثامن )



    الحقيقة والمجاز



    قد علمتَ أن أبحاث علم البيان هي: التشبيه، والمجاز، والكناية، وقد فرغنا من التشبيه، فلنتبعه ببيان المجاز، ولكي يعرف المجاز لا بد أن نعرف ما المقصود أولا بالحقيقة.
    فالحقيقة هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له.
    مثال: كلمة أسد وضعتها العرب للحيوان المفترس المعروف أي جعلوا هذه اللفظة دالة على هذا الحيوان بحيث متى ذكروا كلمة الأسد فهم يعنون به الحيوان المعروف، فإذا قالوا: رأيتُ اليومَ أسدًا فالمعنى رأيت الحيوان المعروف فيكون استعمال الأسد حقيقة لأنه استعمل في معناه الأصلي. والمجاز هو: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعَلاقة وقرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
    مثال: إذا استعملنا كلمة الأسد في الإنسان الشجاع لوجود المشابهة بين الأسد والرجل الشجاع فهذا يسمى مجازا لأنه لفظ استعمل في غير المعنى الذي وضعته له العرب فقد نقل هذا اللفظ أعني الأسد إلى الرجل الشجاع لوجود المشابهة بينهما.
    مثال آخر: إذا قيل: أشرقت الشمسُ فالمعنى هو ظهرت الشمس المعروفة التي في السماء فهذا معنى حقيقي، وإذا قيل: رأيتُ شمسا تبتسم فالمقصود بالشمس هنا هو إنسان جميل الوجه بدليل أن الشمس الحقيقية لا تبتسم فهذا معنى مجازي.
    وبتعبير آخر أوضح إن الحقيقة هي: اللفظ المستعمل في المعنى الأصلي للكلمة، والمجاز هو اللفظ المستعمل في غير المعنى الأصلي للكلمة. ولكن قد يقال كيف نعرف أن هذا هو المعنى الأصلي للكلمة فيكون الاستعمال حقيقة أو أنه ليس المعنى الأصلي للكلمة فيكون مجازا؟
    والجواب: من خلال التبادر وعدم الاحتياج إلى القرينة.
    فإذا قلتَ رأيتُ اليومَ أسدًا فلن يفهم السامع من كلامك ولن يتبادر إلى ذهنه إلا الحيوان المفترس المعروف ولن يفهم أنك رأيت رجلا شجاعا فيكون استعمال لفظ الأسد في الحيوان المفترس حقيقة واستعماله في الرجل الشجاع مجازا، وإذا قلت رأيت اليوم أسدا يحمل بندقيته فسيفهم السامع أنك تقصد الرجل الشجاع بدليل القرينة وهي: (يحمل بندقيته ) فمثل هذا لا يكون للأسد.
    فعلم أن الحقيقة لا تحتاج إلى قرينة لتفهم من اللفظ بينما المجاز لا يفهم إلا بقرينة.
    ونقصد بالقرينة: الدليل الذي يمنع إرادة الحقيقة، كقولنا في المثال السابق ( يحمل بندقيته ) فهذه العبارة قرينة ودليل على إرادة المعنى المجازي وهو الرجل الشجاع لأن الحيوان المفترس لا يحمل البندقية.
    والقرينة نوعان: لفظية، وغير لفظية.
    فاللفظية هي: التي تكون مذكورة في الجملة، كما في المثال السابق فعبارة ( يحمل بندقيته ) دليل لفظي على المجاز.
    وغير اللفظية هي: التي لا يكون لها لفظ يدل عليها في الجملة بل تفهم من الواقع.
    مثل: أن يمشي زيد مع صاحبه فيلتفت إلى شخص قادم نحوهما فيقول زيد: ( جاءَ الأسدُ ) فالمعنى المراد هنا هو الرجل الشجاع بدليل أن الحديث كان على هذا الشخص القادم فلذا نقول هي قرينة حالية تؤخذ من الحال وليست قرينة لفظية.
    ونقصد بالعَلاقة: المناسبة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، مثل المشابهة فهي المناسبة التي تجمع بين الأسد والشجاع فإن الرجل الشجاع يشبه الأسد في شجاعته وجرأته، فحينما يستعمل اللفظ في غير ما وضع له لا بد من علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى الجديد كي يصح الانتقال من المعنى الأصلي إلى المعنى الجديد.
    فاتضح أن المخلوقات لا بد لها من أسماء تدل عليها فنقول هذا جبل وهذا إنسان وهذا أسد وهذه شمس.. فهذه الأسماء هي حقيقة لمعانيها، فإذا جاء مَن يستعمل الأسماء في غير ما وضعت له أولا فهذا مجاز وحينئذ لا بد من علاقة بين المعنى الحقيقي والمجازي تصحح الانتقال، ولا بد من قرينة تدل على أن المعنى الحقيقي غير مراد سواء أكانت لفظية أو حالية.

    ( الأسئلة )



    1- في ضوء ما تقدم ما هي الحقيقة وما هو المجاز ؟
    2- ما المقصود بالقرينة والعلاقة ؟
    3- مثل بمثال من عندك للحقيقة والجاز ؟
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:36 pm

    ( الدرس التاسع )



    أقسام المجاز



    قد علمتَ أن الحقيقة هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له، والمجاز هو: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
    ثم إن المجاز قسمان: لغوي، وعقلي.
    فالمجاز اللغوي هو: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادته.
    أي هو ما سبق بيانه أن توجد كلمة أو أكثر في الجملة قد استعملت في غير معناها الحقيقي مثل استعمال الأسد للشجاع، والشمس لجميل الوجه.
    والمجاز العقلي هو: إسناد الشيء إلى غير ما هو له.
    مثل: ( بنى الأميرُ المدينةَ ) فلو نظرنا إلى هذا المثال لوجدنا ألفاظه قد استعملت في معناها الحقيقي؛ فإن المراد بالبناء هو وضع الحجر على الحجر وإقامة الدور ونحوها، والمراد من الأمير هو شخص تولى إدارة بلد، والمراد من المدينة هو المعنى المعروف لها المقابل للقرية، فلا توجد كلمة في تلك الجملة قد استعملت في غير معناها الحقيقي ومع هذا ففي الجملة مجاز ظاهر لأن الأمير ليس هو الذي يباشر البناء ويحمل الحجر بل هو الآمر بذلك فالمجاز قد وقع في إسناد ونسبة البناء للأمير أي أنه لما أسند الفعل بنى لغير ما هو له أي لغير فاعله الحقيقي صار مجازا ولهذا يسمى هذا المجاز أيضا بالمجاز الإسنادي لأنه يقع في الحكم والإسناد وليس في الألفاظ المستعملة في الجملة والأصل الحقيقي للمثال هو بنى العمالُ بأمر الأميرِ المدينةَ فالباني حقيقة هم العمال وليس الأمير.
    فظهر أن الفرق بين المجاز اللغوي والعقلي هو أن اللغوي يكون المجاز في كلماته بينما العقلي يكون في إسناد الشيء لغير فاعله الحقيقي.
    مثال: قال الله تعالى عن فرعون: ( يُذَبِّحُ أبناءَهُم ) هنا مجاز عقلي لأنه أسند التذبيح لفرعون مع أنه ليس الفاعل لأنه لم يكن يذبحهم بيديه والأصل الحقيقي هو يُذَبِّحُ الجنودُ بأمر فرعون أبناءَهم.
    وهنالك عدة صور للمجاز العقلي هي:
    1-أن يسند الفعل إلى سبب الفعل وليس للفاعل الحقيقي مثل: بنى الأميرُ المدينةَ وإنما أسند البناء للأمير لأنه سبب البناء والأصل الحقيقي بنى العمال بأمر الأمير المدينةَ فالعلاقة هنا هي السببية.
    2- أن يسند الفعل إلى زمان الفعل وليس للفاعل الحقيقي مثل أنبتَ الربيعُ البقلَ، ولا ريب أن المنبت هو الله سبحانه والربيع هو زمان وقوع الإنبات لا أكثر فالأصل الحقيقي هو أنبتَ اللهُ في الربيعِ البقلَ، فالعلاقة هي الزمانية.
    3- أن يسند الفعل إلى مكان الفعل وليس للفاعل الحقيقي مثل جرى النهرُ، والمقصود بالنهر حقيقة هو الشق والحفرة التي فيها الماء، فالنهر هو مكان جريان الماء لا أنه هو الذي يجري فالأصل الحقيقي هو جرى الماء في النهرِ أو جرى ماء النهر، قال تعالى: ( تجري من تحتها الأنهارُ ) وهذا مجاز عقلي والحقيقة هي: تجري من تحتها مياه الأنهار فالعلاقة هي المكانية.
    4- أن يسند الفعل إلى المفعول به وليس للفاعل الحقيقي مثل خَسِرَ المالُ، والمال ليس هو الخاسر بل صاحبه والأصل الحقيقي هو خسرَ فلانٌ المالَ، فالعلاقة هي المفعولية.
    فتلخص أن المجاز نوعان: لغوي وهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادته، وعقلي وهو إسناد الشيء إلى غير ما هو له، وله أربع صور: أن يسند إلى سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو المفعول.

    ( الأسئلة )


    1-في ضوء ما تقدم ما هو المجاز اللغوي والمجاز العقلي ؟
    2- ما هي علاقات المجاز العقلي ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل علاقة من علاقات المجاز العقلي ؟

    ( التمارين 1 )



    ميز بين المجاز اللغوي والمجاز العقلي فيما يأتي:
    ( رأيتُ بحرا في المسجد- هذا ثعلبٌ يحتال على الناس- ازدحمت شوارعُ المدينةِ- يا هامانُ ابنِ لي صرحًا ).

    ( التمارين 2 )


    وضح المجاز العقلي وبين علاقته:
    (ضجَّ المسجدُ بالتكبيرِ- وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا- ستبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلا – رَضِيَت العيشةُ)
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:36 pm

    ( الدرس العاشر )



    أقسام المجاز اللغوي



    قد علمتَ أن المجاز ينقسم إلى لغوي، وعقلي، وأن الأول يقع في الألفاظ والثاني في الإسناد، وقد فصلنا الكلام على العقلي فلنتبعه ببيان اللغوي. فينقسم المجاز اللغوي إلى استعارة، ومجاز مرسل.
    فالاستعارة هي: مجاز لغوي علاقته التشبيه.
    مثل: رأيتُ أسدا يحمل سيفا، فالأسد هنا لم يرد به حقيقته وهو الحيوان المفترس المعروف، وإنما يراد به الشجاع ولو نظرنا إلى وجه الصلة والمناسبة بين ( ذلك الحيوان ) و ( الشجاع ) لوجدناها المشابهة فإن الشجاع يشبه الأسد في جرأته، فحينئذ يكون استعمال الأسد بمعنى الشجاع استعارة.
    ومثل: جاءَ الثعلبُ في سيارته، فالثعلب هنا لم يرد به حقيقته وإنما يراد به الماكر، والعلاقة بين المعنيين هي المشابهة فإن الماكر يشبه الثعلب في مكره، فحينئذ يكون استعمال الثعلب بمعنى الماكر استعارة.
    والمجاز المرسل هو: مجاز لغوي علاقته غير التشبيه.
    مثل: رأيتُ فاجرا يعصر خمرا، والخمر هنا لم يرد بها حقيقتها وهي الشراب المسكر؛ لأنه لا يتأتى عصر الشراب وإنما يراد بها حبات العنب، والعلاقة بين ( الشراب المسكر ) و ( العنب ) ليست المشابهة بل هي علاقة تسمى اعتبار ما يكون أي أنه قد سمي العنب خمرا نظرا لما سيصير إليه في المستقبل فهو مجاز مرسل.
    وكذا إذا قيل: سأشعل نارا، فلا معنى لإشعال النار وإنما المقصود هو سأشعل حطبا يؤول إلى نار فهو مجاز مرسل علاقته اعتبار ما يكون.
    ومثل: أكلت الحليب مع الخبز، تقصد الجبن الذي كان حليبا أي أنه قد سمي الجبن حليبا نظرا لما كان عليه في الماضي فهذه علاقة أخرى تسمى اعتبار ما كان.
    مثال: قال الله تعالى: ( وآتوا اليتامى أموالهم ) اليتيم هو الصغير الذي مات والده وهو حال صغره ويتمه لا تدفع إليه أمواله لأنه لا يعرف يتصرف فيها ولكن يعطى ماله عندما يبلغ، فالمقصود إذاً آتوا الذين كانوا يتامى أموالهم فبعد البلوغ والرشد يدفع لهم أموالهم لا حال يتمهم وصغرهم فهو مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان في الماضي.
    ومثل: أرسل الملكُ عيونَه، والمقصود بالعيون هم الجواسيس، والعين حقيقتها هي العضو المبصر، ولكن المراد هو الإنسان الذي يتجسس والعلاقة بين ( العين المبصرة ) و ( الجاسوس ) هي أن العين جزء وبعض من الجاسوس. فالعلاقة هي الجزئية أطلق البعض وهو العين والمراد الكل وهو الإنسان الجاسوس.
    مثال: قال الله تعالى: ( فتحرير رقبة ) أي عتق إنسان، والرقبة حقيقتها هي العضو الذي يقف عليه الرأس، وواضح أنه ليس المقصود أن نعتق رقبته ويبقى باقيه عبدا، وإنما هو مجاز مرسل أطلق البعض وهو الرقبة وأريد به الكل والعلاقة هي الجزئية لأن الرقبة جزء من الإنسان، وهذه من أساليب العرب الاقتصار على ذكر بعض الشيء وهم يريدون كله. ومثل: شربتُ ماءَ زمزم، ولا يعقل أنه يشرب زمزم كله، بل أريد بعضه فأطلق الكل ( زمزم ) وأريد بعضه فهو مجاز مرسل علاقته الكلية لأنه أطلق الكل وأريد البعض.
    مثال: قال الله تعالى: ( جعلوا أصابعهم في آذانهم ) ومعلوم أن إدخال الأصبع بكامله في الأذن غير ممكن بل المقصود هو بعضه وهو الأنامل فأطلق الكل ( الأصبع ) وأريد بعضه ( الأنملة ) فهو مجاز مرسل علاقته الكلية.
    فهذه أربع علاقات للمجاز المرسل: ( اعتبار ما سيكون- وضدها اعتبار ما كان)، ( والجزئية- وضدها الكلية ).
    فتلخص أن المجاز اللغوي نوعان: ما علاقته التشبيه، ويسمى استعارة، وما علاقته غير التشبيه ويسمى مجازا مرسلا، ومن علاقاته: اعتبار ما سيكون، واعتبار ما كان، والجزئية، والكلية.

    ( الأسئلة )



    1-في ضوء ما تقدم ما هي الاستعارة ؟
    2- ما هو المجاز المرسل وما هي علاقاته ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل علاقة من علاقات المجاز المرسل ؟

    ( التمارين 1 )



    بيِّن المجاز المرسل وعلاقته فيما يأتي:
    ( شربتُ البنَّ- فبشرناه بغلام حليم- سكنتُ العراقَ - ولا يلدوا إلا فاجرا كفَّارا - ناصية كاذبة خاطئة- أيها الطينُ لا تتكبر - ألقى الشاعر كلمة بليغة- دماؤنا فداء للإسلام ).

    ( التمارين 2 )


    اجعل الكلمات التالية مجازا مرسلا في جملة: ( رأس- رَجُل- سيارة ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:37 pm

    ( الدرس الحادي عشر )


    تتمة أقسام المجاز المرسل



    قد علمتَ أن المجاز اللغوي ينقسم إلى مجاز مرسل، واستعارة، وأن المجاز المرسل تكون علاقته غير التشبيه، مثل: اعتبار ما سيكون، واعتبار ما كان، والجزئية، والكلية.
    وله علاقات أخرى هي:
    1-السبَبِيَّة مثل: رعَت الماشيةُ المطرَ، ومعلوم أن الماشية لا تأكل المطر بل العشب والعلاقة بين( المطر ) و (العشب) هي أن المطر سبب ظهور العشب.
    ومثل: لزيدٍ يدٌ عَليَّ، واليد حقيقتها هي العضو المعروف لكن المقصود هو النعمة أي أن لزيد عليك نعمة وفضل فقد ذكر في الجملة ( اليد ) وأراد ( النعمة ) والعلاقة بينهما أن اليد سبب منح تلك النعمة.
    2- المُسَبَّبِيَّة أي النتيجة مثل: أنزلت السماءُ نباتا، والنبات لا ينزل وإنما ينزل المطر الذي يسبب ظهور النبات، فهنا نقول بما أن المذكور في الجملة هو المسبَّب ( النبات ) فيكون المجاز المرسل علاقته المسببية.
    مثال: قال الله تعالى: ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ) ومعلوم أن الذين يستولون على أموال اليتامى إنما يأكلون أنواع الطيبات في بطونهم وليس نارا، ولكن ذلك المال الذي أكلوه سينتج لهم نارا يوم القيامة فذكر الله المسبب ( النار ) وأراد السبب ( المال الحرام ) فالعلاقة هي المسببية؛ لأن المذكور هو المسبب فالأصل الحقيقي هو إنما يأكلون في بطونهم مالا سيسبب لهم النار.
    3- الحالِّيَّة مثل: نزلتُ بالقومِ فأكرموني، ومعلوم أن القوم لا يُنزل بهم بل ينزل في المكان الذي يسكنه القوم فذكرنا الحال ( القوم ) وأردنا المحل ( المكان ) فإن القوم هم من يحلون في المكان فالعلاقة هي الحالية.
    ومثل: أن يموت سعيد فيذهب زيد إلى قبره قائلا: ( زرتُ سعيدًا ) يقصد القبر الذي فيه سعيد فذكرَ الحال (سعيد ) وأراد المحل ( القبر ) فالعلاقة هي الحالية؛ لأن المذكور في الجملة هو الحال سعيد.
    4- المَحَلِّيَّة مثل: انصرفَ المعهدُ، ومعلوم أن المعهد هو مكان للدراسة فلا يعقل أن ينصرف هو بل المعنى انصرف أهل المعهد، فهنا ذكرنا المحل ( المعهد ) وأردنا الحال ( طلابه ) والعلاقة هي المحلية.
    مثال: قال الله تعالى: ( فليدعُ ناديَهُ ) والنادي هو مكان للاجتماع ولا يمكن دعاؤه لأنه لا يعقل، وإنما المراد فليدع أهل ناديه، فذكر الله عز وجل المحل وأراد الحال، أي الناس الذين يحلون في النادي فالعلاقة المحلية.
    5- المجاورة أي أن تسمي الشيء باسم شيء يجاوره ويقع بالقرب منه مثل: كلمتُ الجدارَ تقصد الشخص الجالس بقربه ومجاورته.
    ومثل: طعنتُ العدوَ في ثيابه فقتلتُه، فالمقصود هو طعنته في جسمه فمات، فسمينا الجسم ثوبا للمجاورة بينهما.
    فتلخص أن المجاز اللغوي يسمى مجازا مرسلا إذا كانت العلاقة فيه غير التشبيه مثل: السببية، والمسببية، والحالية، والمحلية، واعتبار ما كان، و ما سيكون، والجزئية، والكلية، والمجاورة.

    ( الأسئلة )


    1-في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين علاقة السببية والمسببية ؟
    2- كيف تفرق بين علاقة الحالية والمحلية ؟
    3- مثل بمثال من عندك للعلاقات التالية: السببية، المسببية، الحالية، المحلية، المجاورة ؟

    ( التمارين 1 )


    بيِّن المجاز المرسل وعلاقته فيما يأتي:
    ( إنَّكَ مَيِّت وإنهم مَيِّتون- مَن قامَ رمضانَ إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه- فإذا قرأتَ القرآنَ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم- سارعوا إلى مغفرة من ربكم- وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين- مَن قتلَ قتيلا فله سَلَبُهُ- واسأل القريةَ التي كنا فيها والعيرَ التي أقبلنا فيها ).

    ( التمارين 2 )


    اجعل الكلمات التالية مجازا مرسلا في جملة:
    ( المدرسة-الكتاب- النار ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:37 pm

    ( الدرس الثاني عشر)



    الاستعارة



    قد علمتَ أن المجاز اللغوي قسمان: مجاز مرسل، واستعارة، وقد مضى بيان المجاز المرسل فلنتبعه ببيان الاستعارة. فالاستعارة هي: مجاز لغوي علاقته التشبيه.
    مثل: رأيتُ أسدًا يحمل بندقيته، فالأسد هنا لم يرد به حقيقته بدليل ( يحمل بندقيته ) وكي نحدد نوع هذا المجاز ننظر في العلاقة والمناسبة بين المعنى الأصلي الحقيقي ( الحيوان المفترس المعروف ) وبين المعنى المجازي ( الرجل الشجاع ) فنجدها المشابهة فإنَّ الشجاع يشبه الأسد في جرأته وإقدامه، وحينئذ نقول ما دامت العلاقة هي المشابهة فالمجاز يسمى استعارة.
    ولفهم الاستعارة جيدا لا بد من تذكر التشبيه الذي سبق بيانه مثل: ( رأيتُ في المعركة رجلاً كأنه أسدٌ ) فالمشبه هو الرجل، والمشبه به هو الأسد، وأما الاستعارة فهي تشبيه حذف منه أحد طرفيه: المشبه أو المشبه به.
    فهذا تعريف آخر للاستعارة: ( تشبيه حذف منه المشبه أو المشبه به مع أداته ووجه الشبه ) ولهذا قلنا من قبل: إن وجود المشبه والمشبه به ضروري لأسلوب التشبيه؛ لأنه إذا حذف أحدهما تحول الكلام من التشبيه إلى الاستعارة.
    فهذه قاعدة: لكي تصنع الاستعارة في مثال عليك أن تأتي بذهنك بتشبيه ثم تحذف منه المشبه أو المشبه به مع الأداة ووجه الشبه.
    مثل: رأيتُ رجلاً كالأسد، فهذا تشبيه احذف منه المشبَّه ( وبالتأكيد أداة التشبيه أيضا ووجه الشبه إن وجدا ) فيصير: رأيتُ أسدًا، فهذه الجملة تحتاج لقرينة كي لا تحمل على الحقيقة ويفهم السامع أنك رأيتَ الحيوان المفترس المعروف، فانظر أي قرينة وضعها في الجملة مثل: ( يحمل بندقيته )، فصار المثال استعارة.
    ومثل: رأيتُ رجلا كالثعلبِ في مكره، فإذا أردت أن تحوله إلى استعارة احذف المشبه ( الرجل ) فيصير رأيتُ ثعلبًا ثم ضع قرينة مانعة مثل: رأيتُ ثعلبا يخدع الناس بحديثه فيصير استعارة.
    ففي المثالين السابقين حذفنا المشبه، ويجوز أن نحذف المشبه به ونرمز له بشيء من أوصافه.
    مثل: رأيتُ رجلاً كالأسدِ، فهذا تشبيه، نحذف منه هذه المرة، الأسد، فيصير رأيت رجلاً، ثم نضع قرينة ورمزا يدل على الأسد المحذوف كأن نقول يزأر فتصير الجملة رأيتُ رجلاً يزأر، فقولنا ( يزأر ) هذا من أوصاف ولوازم الأسد، فيفهم منه تشبيه الرجل بالأسد فيكون التشبيه ملحوظا في الجملة والأصل الحقيقي هو رأيتُ رجلاً كالأسد يزأر.
    وتسمى الاستعارة التي حذف منها المشبه بالاستعارة التصريحية، والتي حذف منها المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه بالمكنية.
    مثل: رأيتُ طفلةً كالوردة، فإن أردت جعلها استعارة تصريحية قلتَ: رأيتُ وردةً تمشي مثلا، والأصل هو: رأيتُ طفلةً كالوردة تمشي، وإن أردت أن تجعلها مكنية قلتَ: رأيتُ طفلةً تفوح بالياسمين مثلا، والأصل هو: رأيتُ طفلةً كالوردة تفوح بالياسمين.
    ومثل: هذَّبَ البستاني ضفائر الشجرة، فهنا إذا أنعمتَ النظرَ ستعلم أن الكلام قد بني على المجاز فإن الشجرة ليس لها ضفائر وإنما تكون الضفائر للمرأة، فنفهم أن المتكلم يريد تشبيه الشجرة بالمرأة فالأصل الحقيقي هو: هذبَّ البستاني الشجرة التي هي كالمرأة، فحذف المشبه به المرأة، ودلَّ عليها بشيء من خصائصها وهو الضفائر فصارت الجملة: هذبَّ البستاني ضفائر الشجرة، وبما أن المشبه به محذوف فالاستعارة مكنية.
    ومثل: بدأت عيونِ السماءِ تقطرُ، ومعلوم أن العيون إنما تكون للإنسان ونحوه، ففي العبارة مجاز، فنفهم أن المتكلم يريد تشبيه السماء بإنسان، فالأصل الحقيقي هو: بدأت السماء التي هي كالإنسان تقطرُ، فحذف المشبه به الإنسان ورمزنا إليه بشيء من لوازمه وهو العيون، فصارت الجملة: بدأت عيونِ السماءِ تقطرُ، وبما أن المشبه به محذوف فالاستعارة مكنية.
    مثال: قال الله تعالى: ( كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلماتِ إلى النورِ ) الظلمات جمع ظلمة، وهي عدم النور الحسي، والنور هو الضوء، ولكن المراد من الآية هو لتخرج الناس من الضلالات إلى الهدى، فالمراد هو المعنى المجازي، هذا أولا، وثانيا: العلاقة بين الظلمات الحسية والضلالات هي المشابهة وكذا هي بين النور والهداية، والأصل هو: لتخرج الناس من الضلالات التي هي كالظلمات إلى الهدى الذي هو كالنور، فالمحذوف هو المشبه ففي الآية استعارتان تصريحيتان في الظلمات وفي النور.
    مثال: قال الله تعالى على لسان سيدنا زكريا على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأسُ شيبا ) الاشتعال إنما يكون للحطب ونحوه حينما تشب النار فيه، والمعنى المراد هو شاب رأسي فيكون مجازا، والأصل هو صار الرأس من الشيب كالحطب إذا اشتعلت النار فيه، فحذف المشبه به وهو الحطب ورمز إليه بشيء من خصائصه وهو الاشتعال فهذه استعارة مكنية.
    فتلخص أن الاستعارة هي: مجاز لغوي علاقته التشبيه، أو هي: تشبيه حذف أحد طرفيه: فإن حذف المشبه فالاستعارة تصريحية، وإن حذف المشبه به فالاستعارة مكنية.

    ( الأسئلة )



    1- في ضوء ما تقدم ما هي الاستعارة ؟
    2- ما الفرق بين الاستعارة التصريحية والمكنية ؟
    3- مثل بمثال من عندك لاستعارة تصريحية، وآخر لاستعارة مكنية ؟

    ( التمارين 1 )



    بيِّن الاستعارة التصريحية والمكنية فيما يأتي:
    ( اهدنا الصراطَ المستقيمَ- والصبحِ إذا تنفسَ- بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ- طلعَ البدرُ علينا من ثنياتِ الوداع- ولما سكتَ عن موسى الغضبُ أخذَ الألواحَ- رفقا بالقوارير ( للنساء ) ).

    ( التمارين 2 )



    اجعل الكلمات التالية استعارة تصريحية في جملة:
    ( الشمس- البحر- النجوم ).

    ( التمارين 3 )



    اجعل الكلمات التالية استعارة مكنية في جملة:
    ( الكتاب- السيف- النسر ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:37 pm

    ( الدرس الثالث عشر)



    تقسيم الاستعارة إلى أصلية وتبعية



    قد علمتَ أن الاستعارة هي: مجاز لغوي علاقته التشبيه، وأنها تكون تصريحية إذا حذف المشبه، ومكنية إذا حذف المشبه به. ثم إن الاستعارة تنقسم إلى قسمين: أصلية، وتَبَعِيَّة.
    فالاستعارة الأصلية هي: التي تقع في اسم غير مشتق.
    وتوضيح ذلك: أنه قد سبق في علم الصرف أن الفعل واسم الفاعل واسم المفعول واسم المكان والزمان والآلة مشتقات من المصدر مثل: الضرب فهو مصدر اشتق منه: ضربَ ويضربُ واضربْ وضارب ومضروب ومَضرَب ومِضْرَب، فالمصدر اسم غير مشتق، أي غير مأخوذ من غيره بل غيره أخذ منه.
    وكذلك النكرات الدالة على ذات مثل: رجل، امرأة، أسد، ثعلب، شمس، قمر، سيارة، شجرة، فهذه أسماء غير مشتقة أي لم تؤخذ من غيرها.
    فاتضح أن غير المشتق يشمل: ( المصدر، والنكرة ).
    والمشتق يشمل: ( الفعل، واسم الفاعل والمفعول و اسم الزمان والمكان والآلة ).
    فإذا علم هذا فنقول: إذا وقعت الاستعارة في الاسم غير المشتق سميت أصلية. وإذا وقعت في الفعل أو الاسم المشتق كاسم الفاعل سميت تبعية.
    مثل: رأيتُ أسدًا يحمل بندقيته، فهذه استعارة تصريحية والأصل رأيت رجلا كالأسد يحمل بندقيته، فحذف المشبه وهو الرجل، فكلمة أسد مستعارة للرجل الشجاع ولم يرد بها الحيوان المفترس، وحينئذ نسأل هل كلمة ( أسد ) مشتقة أو لا ؟ والجواب هي غير مشتقة، وحينئذ تكون الاستعارة أصلية لجريانها في اسم غير مشتق وهو الأسد.
    ومثل: شاهدتُ قتلَ زيدٍ، وذلك إذا شاهدتَ شخصا يضرب زيدا ضرب شديدا جدا فشبهتَ هذا الضرب بالقتل على سبيل المجاز فهو لم يُقتل ويمت حقيقة بدليل أنك تشاهده حيا بعد ذلك، وعليه نقول هذه استعارة والأصل: شاهدتُ ضرب زيدٍ الشديد الذي هو كالقتل، فحذفنا المشبه على سبيل الاستعارة التصريحية.
    وحينئذ نسأل هل أن كلمة ( قتل ) المستعارة للضرب الشديد جامدة أو مشتقة ؟ والجواب هي جامدة لأنها مصدر، والمصدر جامد، فتكون الاستعارة أصلية لجريانها في اسم غير مشتق.
    فهذا هو بيان الاستعارة الأصلية.
    وأما الاستعارة التبعية فهي: التي تقع في الفعل أو الاسم غير المشتق.
    مثل: غردَّ المنشدُ، فهنا التغريد مجاز لأنه يكون للبلبل حقيقة وليس للإنسان، وإنما شبه إنشاده للقصيدة بالتغريد، ثم حذف المشبه فتكون استعارة تصريحية، وهنا بما أن اللفظ الذي وقعت فيه الاستعارة فعل ( غردَّ ) فتكون الاستعارة تبعية، فنوع الاستعارة هو استعارة تصريحية تبعية.
    ومثل: أعمالكَ ناطقةٌ بإبداعكَ، ومعلوم أن الأعمال لا تنطق حقيقة، وإنما شبهنا دلالة الأعمال على الإبداع بالنطق، ثم حذف المشبه فتكون استعارة تصريحية، وهنا بما أن اللفظ الذي وقعت فيه الاستعارة اسم فاعل ( ناطِقة ) فتكون الاستعارة تبعية، فنوع الاستعارة هو استعارة تصريحية تبعية.
    وهنا مسألة وهي: ( أن الاستعارة التصريحية التبعية يمكن أن تعتبر مكنية أيضا ).
    مثل: غردَّ المنشد، فقد اعتبرناها من قبل استعارة تصريحية تبعية، ويمكن أن نطبقها تطبيقا أخر بحيث تصير استعارة مكنية لا تصريحية فنقول: شبه المنشد بالبلبل بدليل كلمة ( غردَّ ) ثم حذفنا المشبه به وهو البلبل وأبقينا دليلا عليه وهو غردَّ، فتكون الاستعارة مكنية لحذف المشبه به.
    بمعنى آخر نحن في هذا المثال ( غردَّ المنشدُ ) إما أن نجري الاستعارة في نفس الفعل ( غردَّ ) وإما أن نجريها في المشبه به المحذوف وهو ( البلبل ) فنحن بالخيار إما أن نسلك المسلك الأول أو نسلك المسلك الثاني، ولا نجمع بينهما.
    ومثل: أعمالكَ ناطقة بإبداعكَ، فقد اعتبرناها من قبل استعارة تصريحية تبعية، ويمكن أن نجعلها مكنية بأن نقول: النطق من خصائص الإنسان وعليه فتكون كلمة ( ناطقة ) دليل على مشبه به محذوف وهو الإنسان والأصل هو أعمالك كإنسان ناطق بإبداعكَ، فحذفنا المشبه به وهو إنسان فصارت الاستعارة مكنية.
    مثال: قال الله تعالى:( إنا لما طغى الماءُ حملناكم في الجاريةِ ) ومعلوم أن الطغيان من خصائص العقلاء كالإنسان ففي عبارة ( طغى الماء ) مجاز بالاستعارة بأن شبه مجاوزة الماء للحد بالطغيان، ثم حذف المشبه على سبيل الاستعارة التصريحية وبما أن اللفظ الذي وقعت فيه الاستعارة فعل ( طغى ) فتكون استعارة تبعية.
    ولنا أن نخرجها تخريجا آخر فنقول: عبارة طغى تدلنا على مشبه به محذوف، وهو إنسان متجبر أي أنه شبه الماء بإنسان متجبر فحذف المشبه به وهو الإنسان ودل عليه بشيء من أوصافه وهو طغى فتكون الاستعارة مكنية.
    فتلخص أن الاستعارة الأصلية هي: التي تقع في اسم غير مشتق، وأن الاستعارة التبعية هي: التي تقع في الفعل أو في الاسم المشتق، وأن الاستعارة التبعية يمكن تحويلها إلى استعارة مكنية.

    ( الأسئلة )



    1-في ضوء ما تقدم ما هي الاستعارة الأصلية وما هي الاستعارة التبعية ؟
    2- كيف يمكن جعل الاستعارة التصريحية التبعية استعارة مكنية ؟
    3- مثل بمثال من عندك لاستعارة أصلية وآخر لاستعارة تبعية ؟

    ( التمارين 1 )



    بيّن الاستعارة الأصلية والتبعية فيما يأتي:
    ( أنفقتَ عمركَ في رضا هواكَ - أولئكَ الذين اشتروا الضلالة بالهدى- شرُ الناسِ مَن يرضى بهدمِ دينهِ لبناء دنياه- قتلُ الوقتِ في اللعبِ خسارةٌ لا تعوَّضُ -دقاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له... إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثوانِ - وآيةٌ لهم الليلُ نسلخُ منه النهارَ ).

    ( التمارين 2 )



    اجعل كلًا من الألفاظ الآتية استعارة تصريحية أصلية :
    ( البحر- الشمس- الحرب ).

    ( التمارين 3 )



    اجعل كلًا من الألفاظ الآتية استعارة تصريحية تبعية ثم حولها إلى مكنية:
    ( النار- الأمانة- النخلة ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:37 pm

    ( الدرس الرابع عشر)



    تقسيم الاستعارة إلى مطلقة ومُرشَّحَة ومجردة



    قد علمتَ أن الاستعارة تنقسم إلى أصلية وهي: التي تقع في اسم غير مشتق، وتبعية وهي: التي تقع في الفعل أو في الاسم المشتق.
    ثم إن للاستعارة تقسيما آخر فتنقسم إلى مطلقة، ومرشحة ومجردة.
    فالاستعارة المُطْلَقَةُ هي: ما خلت من ملائمات المشبه به أو المشبه.
    والاستعارة المُرَشَّحَةُ هي: ما ذكر معها ملائم المشبه به. والاستعارة المُجَرَّدَة هي: ما ذكر معها ملائم المشبه.
    مثل: رأيتُ أسدا يحمل بندقيته ويزأر، فهذه استعارة مصرحة استعير فيها لفظ الأسد للرجل الشجاع، والأصل رأيت رجلا شجاعا كالأسد يحمل بندقيته ويزأر، والقرينة هي ( يحمل بندقيته ) ونجد في الجملة لفظا آخر وهو (يزأر ) وهو يلائم ويتناسب مع المشبه به وهو الأسد الحقيقي فإن من خصائصه الزئير، فهذه تسمى استعارة مرشحة.
    ومثل: رأيت أسدا يحمل بندقيته راكبا فرسه، فهذه استعارة مصرحة استعير فيها لفظ الأسد للرجل الشجاع، والأصل رأيت رجلا شجاعا كالأسد يحمل بندقيته راكبا فرسه، والقرينة هي ( يحمل بندقيته ) ونجد في الجملة لفظا آخر وهو ( راكبا فرسه ) وهو يلائم ويتناسب مع المشبه وهو الرجل الشجاع فإن الأسد الحقيقي ليس له فرس يركبه، فهذه تسمى استعارة مجردة.
    ومثل: رأيتُ أسدا يحمل بندقيته، فهذه استعارة مصرحة استعير فيها لفظ الأسد للرجل الشجاع، والأصل رأيت رجلا شجاعا كالأسد يحمل بندقيته، والقرينة هي ( يحمل بندقيته ) ولا يوجد أي لفظ آخر في الجملة يلائم المشبه (الرجل الشجاع ) أو المشبه به ( الأسد ) فتكون الاستعارة مطلقة.
    فالجملة التي تحتوي على الاستعارة فيها قرينة، وبعد القرينة إن احتوت على لفظ زائد يناسب المشبه به فهي مرشحة، أو يناسب المشبه فهي مجردة، وإن لم تحتو على ما يناسب المشبه به أو المشبه فهي مطلقة.
    ومثل: رأيتُ بحرًا في المسجد، فالبحر هنا مستعار للعالم والقرينة ( في المسجد ) وليس هنالك ما يلائم المشبه أو المشبه به فتكون الاستعارة مطلقة.
    ومثل: رأيت بحرا في المسجد يشرح كتاب جمع الجوامع، فعبارة ( يشرح كتاب جمع الجوامع ) تلائم المشبه وهو العالم، فتكون الاستعارة مجردة.
    ومثل: رأيت بحرا في المسجد تتلاطم أمواجه، فعبارة ( تتلاطم أمواجه ) تلائم المشبه به وهو البحر فتكون الاستعارة مرشحة.
    مثال: قال الله تعالى: ( واتَّبَعُوا النورَ الذي أُنزلَ معه ) النور هو الضوء المحسوس، ولكن المراد هنا هو القرآن الكريم، فالأصل واتبعوا القرآن الكريم الذي هو كالنور، فهي استعارة مصرحة، والقرينة هنا ( الذي أنزل معه ) ولم يذكر في الآية شيئا يلائم المشبه أو المشبه به فتكون الاستعارة مطلقة.
    مثال: قال الله تعالى: ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم ) الشراء هو: دفع المال مقابل سلعة ولا مال دفع في الضلالة فالمراد هو المعنى المجازي وهو الاختيار، فشبه اختيارهم الضلالة على الهدى بالشراء ثم حذف المشبه فالاستعارة مصرحة، والقرينة هي إضافة الشراء إلى الضلالة فإنه يدل على إرادة المعنى المجازي، ثم نجد أن في الآية تعبيرا يلائم المشبه به الذي هو الشراء وهو قوله تعالى ( فما ربحت تجارتهم ) فإن الربح والتجارة من ملائمات البيع والشراء فتكون الاستعارة مرشحة.
    مثال: قال الله تعالى: ( فأذاقها اللهُ لباسَ الجوعِ والخوف بما كانوا يصنعونَ ) اللباس هو: الثوب الذي يستر به البدن ففي الآية مجاز لأن الجوع والخوف ليس لهما لباس حقيقي ولكن المعنى على الاستعارة حيث استعير اللباس لما غشاهم عند الجوع والخوف من الآلام، والأصل الحقيقي فأذاقها الله آلام الجوع والخوف التي هي كاللباس بجامع الإحاطة والاشتمال، ثم حذف المشبه على سبيل الاستعارة المصرحة، والقرينة هي إضافة اللباس إلى الجوع والخوف فإنه يدل على إرادة المعنى المجازي فإن الكل يعلم أن الجوع والخوف لا ثياب لهما تلبس، ويوجد هنا لفظ آخر يلائم المشبه الذي هو الآلام وهو ( أذاقها ) فإن الآلام تذاق وتحس فتكون الاستعارة مجردة، ولو قال الله سبحانه فكساها لباس الجوع والخوف لصارت استعارة مرشحة لأن الكسوة تلائم اللباس الذي هو المشبه به.
    فتلخص أن الاستعارة تنقسم بالنظر إلى اقترانها بما يلائم المشبه به أو المشبه أو عدم اقترانها بشيء إلى ثلاثة أقسام: مطلقة وهي: التي خلت من ملائم المشبه أو المشبه به، ومرشحة وهي: التي ذكر معها ملائم المشبه به، ومجردة وهي: التي ذكر معها ملائم المشبه.

    ( الأسئلة )



    1-في ضوء ما تقدم ما هو الإطلاق والترشيح والتجريد ؟
    2- بأي اعتبار قسمت الاستعارة إلى مطلقة ومرشحة ومجردة ؟
    3- مثل بمثال من عندك لاستعارة مطلقة ومرشحة ومجردة ؟

    ( التمارين 1 )



    بين الاستعارات الآتية وما بها من ترشيح أو تجريد أو إطلاق:
    ( زارني جبلٌ ضقتُ ذرعا بثرثرته- تبسمَّ البرقُ فأضاءَ ما حوله- وتركنا بعضهم يموج في بعض- رحمَ الله امرأً ألجمَ نفسه بإبعادها عن هواها- ظمئي إلى زيارة الكعبة لشديد - اهدنا الصراط المستقيمَ ).

    ( التمارين 2 )



    اجعل الكلمات الآتية استعارة تارة مطلقة، وتارة مرشحة وتارة مجردة:
    ( الرياء- الريح- النعمة ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:38 pm

    ( الدرس الخامس عشر)



    الاستعارة التمثيلية



    قد علمتَ أن الاستعارة تنقسم بالنظر إلى اقترانها بما يلائم المشبه به أو المشبه أو عدم اقترانها بشيء إلى ثلاثة أقسام: مطلقة، ومرشحة، ومجردة.
    ثم إن للاستعارة تقسيما آخر فتنقسم إلى مفردة ومركبة.
    فالاستعارة المفردة هي: التي يكون المشبه به فيها كلمة.
    أي يكون اللفظ المستعار فيها لفظة واحدة. وهي التي تم ذكرها في الدروس السابقة.
    مثل: رأيت أسدا يحمل بندقيته، والأصل رأيت رجلا شجاعا كالأسد، فاللفظ الذي وقعت فيه الاستعارة هو الأسد وهو كلمة واحدة. ومثل: رأيت بحرا على المنبر، والأصل رأيت عالما كالبحر، فالمشبه به هو البحر الذي استعير للعالم وهو كلمة واحدة.
    والاستعارة المركبة هي: التي يكون المشبه به فيها كلاما.
    أي يكون المستعار فيها جملة مفيدة وتسمى الاستعارة المركبة استعارة تمثيلية.
    مثل قولك لرجل يتردد في فعل أمر: ( إني أراك أتقدمُ رجلا وتؤخر أخرى ) فهنا تم تشبيه حال المتردد في فعل أمر بحال من يقصد مكانا معينا فيقدم رجلا ثم يرجعها مرة أخرى إلى مكانها فهو يراوح في مكانه، فالأصل أنت في ترددك في الفعل كمن يقدم رجلا ثم يرجع يؤخرها مرة أخرى، فهو كما ترى تشبيه تمثيلي شبه هيئة وحال المتردد بحال من يقدم رجله ثم يؤخرها، ثم حذف المشبه وأداة التشبيه، فصار إني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى فصار الكلام استعارة تمثيلية.
    فالاستعارة التمثيلية هي: تشبيه تمثيلي حذف منه المشبه.
    ومثل قولك لمن يعمل عملا لا فائدة فيه: ( أراكَ تنفخُ في غير فحمٍ ) فهنا تم تشبيه حال من يعمل ما لا فائدة فيه بحال من ينفخ في غير فحم فلا تتقد له النار، ثم حذف المشبه وأداة التشبيه: فصار أراك تنفخ في غير فحم.
    ومثل قولك لشخص يقدم النصح لمن لا يفهمه أو لا يعمل به: ( لا تنثر الدر أمام الخنازير ) فهنا تم تشبيه حال من يقدم النصح لمن لا يفهمه أو لا يعمل به بحال من ينثر الدر أمام الخنازير بجامع أن كليهما لا ينتفع بالشـيء النفيس الذي ألقي إليه، ثم حذف المشبه وأبقي المشبه به على سبيل الاستعارة التمثيلية.
    مثال: قال الله تعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ) العقبان هما: مؤخرتا القدم، وينقلب على عقبيه أي يسقط إلى الوراء ويقع على قفاه، هذا هو حقيقة المعنى لكن المراد هو الارتداد عن الإسلام حيث شبه حال من يرتد عن الإسلام بحال من ينقلب على عقبيه، ثم حذف المشبه وأبقي المشبه به على سبيل الاستعارة التمثيلية.
    واعلم أن الأمثال التي يتداولها الناس فيما بينهم سواء ما كان بالفصحى أو العامية هي من باب الاستعارة التمثيلية مثل قول الناس لمن يصنع للناس الأشياء ولا يصنعها لنفسه: ( باب النجار مخلّع ) فهذا المثل استعارة تمثيلية حيث شبه حال من يصنع للناس الأشياء ولا يصنعها لنفسه بحال النجار الذي يصنع الأبواب للناس وبابه مخلّع، ثم حذف المشبه واستعير هذا المثل للدلالة عليه على سبيل الاستعارة التمثيلية.
    ومثل قولك لمن أخطأ مع أن هذا ليس من عادته: ( لكلِّ جواد كبوة ) فهذا المثل استعارة تمثيلية حيث شبه حال من يخطأ مع أن هذا ليس من عادته بحال الجواد إذا كبا وسقط، ثم حذف المشبه واستعير هذا المثل للدلالة عليه على سبيل الاستعارة التمثيلية.
    فتلخص أن الاستعارة المفردة هي التي تجري في كلمة، والاستعارة المركبة هي التي تجري في كلام وتسمى استعارة تمثيلية.

    ( الأسئلة )


    1-في ضوء ما تقدم ما هي الاستعارة التمثيلية ؟
    2- ما الفرق بين الاستعارة التمثيلية وتشبيه التمثيل ؟
    3- مثل بمثال من عندك للاستعارة التمثيلية ؟
    ( التمارين 1 )


    اجعل العبارات التالية استعارات تمثيلية واشرح طريقة جريان الاستعارة فيها:
    ( لا يُلدغُ المؤمن من جحر واحد مرتين- خلِّ الخبز لخبازته- يخرِّبون بيوتهم بأيديهم- ما لجرح بميتٍ إيلامُ- من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم- اعقِلها وتوكلْ ).
    ( التمارين 2 )


    حول التشبيهات التمثيلية الآتية إلى استعارات تمثيلية:
    1- التجارة عرضة للربح والخسارة كالبحر ينتابه المد والجزر.
    2- سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يضره رسومات الكفار كما لا يضر السحاب نُباحَ الكلاب.
    3- الدولة لا تستقيم بحاكمين كما أن السفينة تغرق بقبطانين.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:38 pm

    ( الدرس السادس عشر )



    الكناية



    قد علمتَ أن أبحاث علم البيان هي: التشبيه، والمجاز، والكناية، وقد فرغنا من التشبيه، والكناية، فلنتبعه ببيان الكناية.
    فالكناية هي: لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي معه.
    مثل: ليلى بعيدةُ مهوى القُرطِ، القرط هو: ما يتعلق في أذن المرأة من الحلي، مهوى القرط هو: المسافة من شحمة الأذن إلى الكتف، فهنا لو لاحظت هذا المثال لوجدتَ أن المتكلم يريد أن يصف ليلى بصفة وهي أنها طويلة العنق، ولكنه استعمل لذلك أسلوبا غير مباشر فلم يقل: ليلى طويلة العنق، وإنما قال: بعيدة مهوى القرط، لأنه يلزم من بعد المسافة من شحمة الأذن إلى الكتف أن يكون العنق طويلا.
    ففي هذا التعبير يوجد أمران:
    1-المعنى الأصلي وهو: بعد المسافة من شحمة الأذن إلى الكتف.
    2- لازم ذلك المعنى الأصلي وهو: طول العنق.
    فالكناية هي: أن يذكر اللفظ ويراد به لازم معناه الأصلي.
    ولكن قد تشتبه الكناية بالمجاز فكلاهما لا يراد منهما المعنى الحقيقي الأصلي فكيف نفرق بينهما ؟
    والجواب هو: أن المجاز يستحيل معه إرادة المعنى الأصلي، والكناية يجوز معها إرادة المعنى الأصلي.
    مثل: جاءَ الأسدُ يحمل سيفا، فهنا الأسد أطلق وأريد به الرجل الشجاع، ويستحيل أن يراد بالأسد هنا الحيوان المفترس لوجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي وهي: ( يحمل سيفا ) فهذا لا يكون للأسد. فهذا مجاز.
    ولكن عبارة ( بعيدة مهوى القرط ) وإن قصد بها طول العنق لكن لا يستحيل إرادة المعنى الأصلي أيضا، فما المشكلة أن تكون ليلى بعيدة مهوى القرط فعلا وهي بنفس الوقت طويلة العنق، فكما ترى المعنى الأصلي هنا يجتمع مع المعنى اللازم وهذا شأن الكناية لا يوجد في مثالها قرينة مانعة تمنع الجمع بين المعنيين.
    فظهر الفرق بينهما بوضوح وهو أن المجاز لا بد أن يشتمل على دليل وقرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي بخلاف الكناية فلا يوجد فيها قرينة تمنع اجتماع المعنى الأصلي ولازمه.
    ومثل: زيدٌ نظيفُ اليدِ، تذكر ذلك في مقام مدحه فيعلم أنك لم ترد المعنى الأصلي وهو أن يده خالية من القذر فبمجرد هذا لا يتحقق المدح، وإنما تريد لازمه وهو أنه نزيه لا يفعل ما يلوث سمعته.
    وكما ترى لا توجد قرينة تمنع أن يراد المعنيان جميعا بنفس الوقت بأن يكون فعلا نظيف اليد من الأوساخ ونزيه أيضا لأنه لا توجد قرينة في داخل الجملة تمنع إرادة المعنى الأصلي، فتكون كناية.
    فالكناية أن يقصد من اللفظ معناه اللازم ولكن تخلو الجملة من قرينة تمنع إرادة المعنى الأصلي أيضا.
    وفي وقتنا العاصر يستعمل الناس كنايات كثيرة لا يخلو بعضها من لطافة.
    مثل: زيد طويل اللسان، تقصد أنه بذيء فهنا استعمل هذا اللفظ ( طويل اللسان ) وأريد لازمه، وكما ترى فالمثال يخلو من قرينة تجعل إرادة المعنى الحقيقي مستحيلا فلم لا يكون زيد في لسانه بعض طول حقيقي مع البذاءة.
    ومثل: زيدٌ يأكل بالدَّيْنِ، تريد أنه نحيف البدن لا يجد ما يأكله إلا أن يستدين من الناس فهذه كناية ولا مانع أن يراد المعنيان معا بأن يكون فعلا يأكل الطعام بمال في ذمته. ومثل: عمرو يأكل السبع به ثلاثة أيام كناية عن سمنته حتى أن السبع لا يستطيع أن يأكله بيوم واحد
    ومثل: زيد يقرأ ما بين السطور، تقصد أنه يغوص في المعاني ويدقق النظر، ولا مانع أن يراد المعنى الأصلي بأن يكون فعلا يقرأ ما بين السطور من كلمات صغيرة تكتب كما في الحواشي القديمة.
    ولكن لو قيل إنه يأكل الكتب أكلا، تريد أنه كثير القراءة وأنه ينهي كتابا بعد كتاب فهذا مجاز إذ لا يتأتى له أكل الكتب على الحقيقة.
    مثال: قال الله تعالى: ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يا ليتني اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ) فعض اليد كناية عن شدة الندم ولا مانع من أن يكون مع ندمه الشديد يعض على يديه بأسنانه حقيقة. فتلخص أن الكناية هي: لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي معه.

    ( الأسئلة )



    1-في ضوء ما تقدم ما هي الكناية ؟
    2- ما الفرق بين الكناية والمجاز ؟
    3- مثل بمثال من عندك للكناية ؟

    ( التمارين 1 )



    بين المعنى المراد من الكنايات التالية:
    ( هند ناعمة الكفين- زيدٌ يشار إليه بالبنان- فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها- عمروٌ مقطب الحاجبين- علي طويل الباع في علوم الحديث- عمرُ يلبس المرقَّعَ من الثيابِ ).

    ( التمارين 2 )



    إيت لكل اسم من الأسماء التالية كناية تعبر عنه :
    ( الكرم- الذكاء- الحياء ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:38 pm

    ( الدرس السابع عشر )



    أقسام الكناية



    قد علمتَ أن الكناية هي لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي معه، ثم إن للكناية عدة أقسام هي:
    1-كناية عن صفة.
    2- كناية عن موصوف.
    3- كناية عن نسبة.
    فالكناية عن الصفة أن يكون المعنى المقصود هو صفة تثبت لموصوف أي معنى من المعاني مثل الكرم الحلم الجود السرعة البطء الفقر البخل ونحو ذلك، وكل الأمثلة التي ذكرت في الدرس السابق هي كناية عن صفة.
    مثل: زيدٌ لا يدخل من هذا الباب، كناية عن صفة وهي ضخامته.
    والكناية عن الموصوف أن يكون المعنى المقصود هو ذات تتصف بصفة مثل الرجل المرأة السيارة الحصان السفينة النخلة فكلها ذوات صالحة لأن تتصف بصفة ما.
    مثل: رأيتُ ملكَ الغابة، أي الأسد فهنا لم تقصد بهذه الكناية ( ملك الغابة ) أن تثبت صفة لأحد بل ذكرت صفة خاصة بشيء معين تدل على ذات وموصوف هو الأسد.
    فالفرق بين الكناية عن الصفة والكناية عن الموصوف هو أنه في الكناية عن الصفة يذكر الموصوف كما في قولنا زيدٌ لا يدخل من هذا الباب فالموصوف هو زيد مذكور في الجملة، بينما في الكناية عن الموصوف لا يذكر الموصوف صراحة بل نكني عنه بذكر صفة تدل عليه مثل رأيت ملك الغاية فلم يذكر الموصوف وإنما ذكر صفة تدل عليه. وبتعبير آخر متى كان اللفظ الكنائي يدل على معنى من المعاني القائمة بالغير فهو كناية عن صفة، ومتى كان يدل على ذات من الذوات فهو كناية عن موصوف.
    ومثل: أصبتُ العدوَ في مجامع الأضغانِ، الأضغان هي الأحقاد ومحلها هو القلب فالمكان الذي تجتمع فيه هو القلب فأنت تريد أن تقول أصبت العدو في قلبه فكنيت عن القلب وهو ذات بصفة تستلزمه وهي مجامع الأضغان فهذه كناية عن موصوف لأن القلب ذات من الذوات وليس معنى من المعاني.
    ومثل: هزمَ الأميرُ العدوَ وصار من في كفه منهم سلاح، كمن في كفه خضاب، فهنا كنايتان عن موصوفين الأولى: ( من في كفه سلاح ) وهذا كناية عن الرجل لأنه هو الذي يحمل السلاح، والثانية: ( من في كفه خِضاب ) وهذا كناية عن المرأة لأنها هي التي تخضب يدها بالحناء، فهو يريد أن يقول إن الأمير حين هزم أعدائه استوى رجالهم ونسائهم في الضعف والذلة.
    مثال: قال الله تعالى: ( أوَ مَنْ يُنَشّأُ فِي الْحِلْيَةِ، وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيرُ مُبِينٍ ) هنا سؤال من الذي يُنشّأ ويربى في الحلية والذهب ويزين بها، وإذا خاصم وجادل لم يستطع أن يغلب خصمه لضعفه وعدم القدرة على الإبانة عن الحجة؟
    الجواب: هو المرأة إذًا تلك الجملتان في الآية الشريفة كناية عن موصوف.
    وأما الكناية عن النسبة أي الحكم فهو أن تسند الصفة إلى ما له تعلق بالموصوف كناية عن إثباتها للموصوف.
    مثل: زيدٌ عالم، فهذه ليست كناية بل هي حقيقة واضحة حكمنا فيها بنسبة العلم لزيد، فإذا أردنا جعلها كناية عن نسبة قلنا: زيدٌ العلم في غرفته، فنسبة العلم إلى غرفة زيد، يستلزم نسبة العلم لزيد فيكون زيد عالما.
    فبدل أن نصرح بنسبة الصفة إلى الموصوف نكني عن هذه النسبة بنسبة أخرى تستلزمها فهذه هي الكناية عن النسبة.
    ومثل: الكرم ملْءُ ثياب زيدٍ، فنسبة الكرم إلى ثياب زيد يستلزم أن يكون زيد كريما فهذه كناية عن نسبة أي عن نسبة الكرم إلى زيد.
    ومثل قولك لزيد: الذكاء بين عينيه، فكون الذكاء بين عينيه يستلزم أن يكون ذكيا.
    فتلخص أن الكناية ثلاثة أقسام: كناية عن صفة وعن موصوف وعن نسبة.

    ( الأسئلة )



    1-ما هي أقسام الكناية ؟
    2- كيف تفرق بين أقسام الكناية ؟
    3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من أقسام الكناية ؟

    ( التمارين )



    عين نوع الكنايات الآتية :
    ( حضرت خطبة الجمعة فرأيت أناسا يتثاءبون وآخرين يكررون النظر إلى ساعاتهم- اجتنبوا أم الخبائث- وقالت اليهود يد الله مغلولة بل يداه مبسوطتان- وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم- وحملناه على ذات ألواح ودُسر- يبيتُ الحلم حيث يبيت زيد - من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة Empty رد: دروس في شرح تحفة الإخوان في علم البيان سهلة وواضحة

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 11, 2013 3:39 pm

    انتهى شرح الكتاب ، جزى الله الشارح خيرا .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 10:01 pm