المدارس المعجمية
معاجم الألفاظ :
هي النوع الذي يقف معه المعجميون ، من حيث التعريف بها، وبيان مناهجها والتعرف إلى روادها ومزاياها ، وغير ذلك ، وهذا النوع يسمى أيضاً بالمعاجم المجنسة ، ونظراً لاختلاف هذه المعاجم في نظامها ، فإنها تنتمي ـ تبعاً لذلك ـ إلى عدة مدارس ، والمدرسة في ـ علم المعاجم ـ مصطلح يطلق على " كل طريقة من طرق التأليف أو التصنيف المعجمي ، ذات خصائص مستقلة ، ومنهج في التبويب متميز " (1) .
والمدارس المعجمية ترجع في جملتها إلى ثلاث هي :
أ ـ مدرسة التقليبات :
ويقوم نظام هذه المدرسة على جمع الألفاظ المكونة من حروف واحدة مع اختلاف الترتيب، في مكان واحد ، فمثلاً الكلمات : عقر ، عرق ، قعر ، قرع ، رقع ، رعق ،هذه الكلمات يبحث عنها في باب واحد ، لأنها مكونة من حروف واحدة ، ولا يضر اختلاف الترتيب بينها في هذه المدرسة .
وقد انقسمت هذه المدرسة إلى قسمين هما :
1ـ التقليبات الصوتية :
وفي هذا القسم يتم تقاليب المادة في مكان واحد ، ويتم البحث على أساس أعمق الحروف مخرجاً ، فالكلمات السابقة يبحث عنها جميعاً في باب واحد ، وهو باب العين ، لأنه أعمق الحروف (ع . ق . ر) مخرجاً .
2ـ التقليبات الهجائية العادية : (2) .
وهذا القسم يجمع ـ أيضاً ـ تقاليب المادة الواحدة في مكان واحد ، ولكن يتم البحث فيه تبعاً لأسبق الحروف ترتيباً هجائياً ، فالكلمات السابقة يبحث عنها جميعاً في باب الراء ؛ لأنه أسبق الحروف الثلاثة (ع ق ر) ترتيباً هجائياً ، ولم يُرتب معجمه على هذا النمط سوى ابن دريد (ت321هـ) في معجمه (جمهرة اللغة) .
ب ـ مدرسة القافية :
وسميت هذه المدرسة بهذا الاسم " لأنها تساعد الشاعر أو الساجع ، علىا أن يظفر بالكلمات ، التي يريدها لقافية البيت ، أو نهاية الجملة المسجوعة، وهذا لأنه يجد الكلمات مرتبة في هذه المعاجم حسب أواخرها"(3) ؛ وعلى ذلك فمعاجم هذه المدرسة تُعْنَي بترتيب الكلمات تبعاً للحرف الأخير فيها فتجعله باباً ، بينما يكون الحرف الأول فصلاً ، مع مراعاة الترتيب الهجائي في الحرف الثاني والثالث والرابع إن وُجِد .
وبناء على ما سبق فإن الكلمات التي تنتهي بحرف واحد ، تجمع في باب واحد ويقسم الباب بعد ذلك إلى فصول بحسب الحرف الأول ، مع مراعاة الترتيب الهجائي فيه ، وفيما ، يليه من حروف الحشو .
ج ـ مدرسة الهجائية العادية :
وهي أسهل الطرق وأيسرها في البحث عن كلمةٍ ما ؛ لأنها تعتمد في ترتيب الكلمات على الحرف الأول ثم الذي يليه .. وهكذا .
د ـ مدرسة الهجائية الدائرية:
ولم ينهج منهج النظام الدائري سوى أحمد بن فارس (ت395هـ) في معجميه "مقاييس اللغة" و" المجمل " ، ونظام ترتيب الألفاظ عنده قائم على :
1. النظر إلى الحرف الأول ، فَيُجْعل باباً ، تُجمع تحته الكلمات المبدوءة به .
2. تقسيم الباب الواحد بحسب الأبنية إلى : ثنائي ، وثلاثي ، وما زاد على الثلاثة .
3. ترتيب الألفاظ داخل القسم ؛ بحيث تبدأ بالجذر المبدوء بحرف الباب ثم يكون الحرف
الثاني هو الذي يلي حرف الباب في الترتيب النصري ، ويكون الحرف الثالث هو الذي يلي الحرف الذي يلي الحرف الثاني في الترتيب النصري أيضاً ، فإذا ما انتهي في الحرف الثالث إلى آخر الحروف السابقة في الترتيب على حرف الباب ، بدأ في باب آخر .. وهكذا ، مثال ذلك عنده ، أن ابن فارس أقام في معجمه " مقاييس اللغة" باب الجيم والعين وما يثلثهما على الترتيب التالي : جعف ـ جعل ـ جعن ـ جعب ـ جعد ـ جعر ـ جعس ـ جعش ـ جعظ (4)
---------------------------------------
1) محاضرات في المعجم العربي صـ72، نقلاً عن المعاجم العربية والمصادر اللغوية ، د/محمد حبلص .
(2) أطلق كثيرون على هذه المدرسة مصطلح : التقليبات الأبجدية ، وهو في رأينا اصطلاح مجافٍ للصواب ؛ لأن نظام الترتيب في هذا النوع يقوم على الترتيب الهجائي النصري (نسبة إلى نصر بن عاصم) ، ولعلنا لا نكون مخطئين إذا سميناه الترتيب الأبتثي،نسبة إلى طريقة الترتيب فيه وهي : أ ، ب ، ت ، ث ،.... الخ . أما الترتيب الأبجدي ، فهو المنسوب إلي الترتيب المبدوء بالحروف التالية : أ، ب ،ج ، د ، والمعروف ب أبجد هوز .. الخ، وهي الأبجدية الفينيقية .
(3) مناهج البحث في اللغة والمعاجم صـ119، 120 .
(4) من قضايا المعجم العربي د/الموافي الرفاعي البيلي ص35، 36 .
==================
المصدر: كتاب أصول اللغة العربية للدكتور / محمد موسى جبارة ـ مدرس أصول اللغة بجامعة الأزهر.
معاجم الألفاظ :
هي النوع الذي يقف معه المعجميون ، من حيث التعريف بها، وبيان مناهجها والتعرف إلى روادها ومزاياها ، وغير ذلك ، وهذا النوع يسمى أيضاً بالمعاجم المجنسة ، ونظراً لاختلاف هذه المعاجم في نظامها ، فإنها تنتمي ـ تبعاً لذلك ـ إلى عدة مدارس ، والمدرسة في ـ علم المعاجم ـ مصطلح يطلق على " كل طريقة من طرق التأليف أو التصنيف المعجمي ، ذات خصائص مستقلة ، ومنهج في التبويب متميز " (1) .
والمدارس المعجمية ترجع في جملتها إلى ثلاث هي :
أ ـ مدرسة التقليبات :
ويقوم نظام هذه المدرسة على جمع الألفاظ المكونة من حروف واحدة مع اختلاف الترتيب، في مكان واحد ، فمثلاً الكلمات : عقر ، عرق ، قعر ، قرع ، رقع ، رعق ،هذه الكلمات يبحث عنها في باب واحد ، لأنها مكونة من حروف واحدة ، ولا يضر اختلاف الترتيب بينها في هذه المدرسة .
وقد انقسمت هذه المدرسة إلى قسمين هما :
1ـ التقليبات الصوتية :
وفي هذا القسم يتم تقاليب المادة في مكان واحد ، ويتم البحث على أساس أعمق الحروف مخرجاً ، فالكلمات السابقة يبحث عنها جميعاً في باب واحد ، وهو باب العين ، لأنه أعمق الحروف (ع . ق . ر) مخرجاً .
2ـ التقليبات الهجائية العادية : (2) .
وهذا القسم يجمع ـ أيضاً ـ تقاليب المادة الواحدة في مكان واحد ، ولكن يتم البحث فيه تبعاً لأسبق الحروف ترتيباً هجائياً ، فالكلمات السابقة يبحث عنها جميعاً في باب الراء ؛ لأنه أسبق الحروف الثلاثة (ع ق ر) ترتيباً هجائياً ، ولم يُرتب معجمه على هذا النمط سوى ابن دريد (ت321هـ) في معجمه (جمهرة اللغة) .
ب ـ مدرسة القافية :
وسميت هذه المدرسة بهذا الاسم " لأنها تساعد الشاعر أو الساجع ، علىا أن يظفر بالكلمات ، التي يريدها لقافية البيت ، أو نهاية الجملة المسجوعة، وهذا لأنه يجد الكلمات مرتبة في هذه المعاجم حسب أواخرها"(3) ؛ وعلى ذلك فمعاجم هذه المدرسة تُعْنَي بترتيب الكلمات تبعاً للحرف الأخير فيها فتجعله باباً ، بينما يكون الحرف الأول فصلاً ، مع مراعاة الترتيب الهجائي في الحرف الثاني والثالث والرابع إن وُجِد .
وبناء على ما سبق فإن الكلمات التي تنتهي بحرف واحد ، تجمع في باب واحد ويقسم الباب بعد ذلك إلى فصول بحسب الحرف الأول ، مع مراعاة الترتيب الهجائي فيه ، وفيما ، يليه من حروف الحشو .
ج ـ مدرسة الهجائية العادية :
وهي أسهل الطرق وأيسرها في البحث عن كلمةٍ ما ؛ لأنها تعتمد في ترتيب الكلمات على الحرف الأول ثم الذي يليه .. وهكذا .
د ـ مدرسة الهجائية الدائرية:
ولم ينهج منهج النظام الدائري سوى أحمد بن فارس (ت395هـ) في معجميه "مقاييس اللغة" و" المجمل " ، ونظام ترتيب الألفاظ عنده قائم على :
1. النظر إلى الحرف الأول ، فَيُجْعل باباً ، تُجمع تحته الكلمات المبدوءة به .
2. تقسيم الباب الواحد بحسب الأبنية إلى : ثنائي ، وثلاثي ، وما زاد على الثلاثة .
3. ترتيب الألفاظ داخل القسم ؛ بحيث تبدأ بالجذر المبدوء بحرف الباب ثم يكون الحرف
الثاني هو الذي يلي حرف الباب في الترتيب النصري ، ويكون الحرف الثالث هو الذي يلي الحرف الذي يلي الحرف الثاني في الترتيب النصري أيضاً ، فإذا ما انتهي في الحرف الثالث إلى آخر الحروف السابقة في الترتيب على حرف الباب ، بدأ في باب آخر .. وهكذا ، مثال ذلك عنده ، أن ابن فارس أقام في معجمه " مقاييس اللغة" باب الجيم والعين وما يثلثهما على الترتيب التالي : جعف ـ جعل ـ جعن ـ جعب ـ جعد ـ جعر ـ جعس ـ جعش ـ جعظ (4)
---------------------------------------
1) محاضرات في المعجم العربي صـ72، نقلاً عن المعاجم العربية والمصادر اللغوية ، د/محمد حبلص .
(2) أطلق كثيرون على هذه المدرسة مصطلح : التقليبات الأبجدية ، وهو في رأينا اصطلاح مجافٍ للصواب ؛ لأن نظام الترتيب في هذا النوع يقوم على الترتيب الهجائي النصري (نسبة إلى نصر بن عاصم) ، ولعلنا لا نكون مخطئين إذا سميناه الترتيب الأبتثي،نسبة إلى طريقة الترتيب فيه وهي : أ ، ب ، ت ، ث ،.... الخ . أما الترتيب الأبجدي ، فهو المنسوب إلي الترتيب المبدوء بالحروف التالية : أ، ب ،ج ، د ، والمعروف ب أبجد هوز .. الخ، وهي الأبجدية الفينيقية .
(3) مناهج البحث في اللغة والمعاجم صـ119، 120 .
(4) من قضايا المعجم العربي د/الموافي الرفاعي البيلي ص35، 36 .
==================
المصدر: كتاب أصول اللغة العربية للدكتور / محمد موسى جبارة ـ مدرس أصول اللغة بجامعة الأزهر.